وليد جابر آل بوخلف
08-09-2015, 02:54 PM
الوثائق البرتغالية وقصة عرب نخيلوه وشيخهم العماني موسى....
الحلقة الاولى...
...(ترجمة عن اللغة الانجليزية)....
من هم عرب نخيلوه:
على الرغم من أن عرب نخيلوه تسببوا في المشاكل للبرتغاليين في الخليج العربي في ذلك الوقت، الا انه من المستغرب ان المعلومات المتوفرة عنهم لا تزال قليلة، اضافة الى عدم وجد اشارة اليهم ايضا في المصادر الفارسية.
في حين يتم الاشارة اليهم بشكل متكرر في الوثائق البرتغالية ولكن هذه الاشارة لا تكون قبل العام 1570م، وبالتالي لا عجب ان تكون المعلومات المتوفرة لدينا عن شخصيتهم ونشاطهم مجرد معلومات سطحية.
لذا في هذا الفصل ارغب في استعراض المعلومات المعروفة عن هذه المجموعة من سكان عرب الساحل وتقييم نظامهم في الخليج العربي وخصوصا مع البرتغاليين.
اصل عرب نخيلوه:
لا نعلم من أي قبائل عمان ينحدر عرب نخيلوه، وهذا ينطبق على الكثير من سكان الساحل، الذين يمتهنون صيد الاسماك والغوص بحثا عن اللؤلؤ واحيانا يمارسون بعض اعمال القرصنة، علما بان المهنة الاخيرة مشتركة بين غالبية سكان السواحل في العالم.
لم تكن القرصنة السبب الذي جلب لهم المتاعب ولكن مهنة صيد اللؤلؤ هي التي دفعت بهم الى تنفيذ بعض اعمال القرصنة. لذا لا يلام اهل نخيلوه حيث انهم وعرب الساحل الاخرين وجدوا انفسهم في المأزق وتحت الضغط.
في بداية القرن السادس عشر الميلادي فقد الخليج العربي واحدة من القوتين العظيمتين العاملتين في مهنة الغوص على اللؤلؤ، وذلك بسبب الافراط في الغوص على اللؤلؤ، واهل نخيلوه نافسوا العرب الاخرين للبقاء في هذه المهنة، ووفقا لسيلفيرا (Silveira) اهل نخيلوه خرجوا من عمان بعد ان خسروا المعركة امام المهيري وهم مجموعة اخرى من اهم منافسيهم في مهنة صيادي اللؤلؤ.
اهل نخيلوه تحركوا بكامل قبيلتهم "الرجال والنساء والاطفال" وطلبوا من القائد البرتغالي (Estado da India) في جزيرة هرمز السماح لهم لاخذ جزيرة لارك غير المأهولة بالسكان والاستقرار بها، وفي مقابل الحصول على الاذن قدم اهل نخيلوه خدمة حراسة مياه مضيق هرمز من هجمات نوتاقي (Nautaques) المرعبة قراصنة ساحل مكران، بدون مقابل.
الحلقة الثانية:
عندما حدثت هذه الهجرة والاتصال مع هرمز..؟ سيلفيرا (Silveira) الذي يعتبر المصدر للمعلومات اعلاه، لم يعطي أي إشارة، ولكنه في الحقيقة كتب جزء في مقاله يتعلق باهل نخيلوه في العقد الأول من القرن السابع عشر الميلادي، وذلك عندما قضى قرابة من 20 سنة في اسيا.
معلوماته بالتأكيد كان أساسا تعتمد على مواد قام بتجميعها محليا في هرمز كما هو واضح في كتاباته بانه كان هناك وناقش هذه الأمور مع الأشخاص الذي لديهم معرفة كافية بها.
وهذا لا يعطينا فكرة واضحة، ولكن على كل حال عندما حدثت الحادثة التي أشار اليها سواء كانت قبل او بعد عام 1585م عندما وصل هو الى ميناء جوا (Goa) للمرة الأولى، هناك إشارة أخرى تبين بان هذه الحادثة يجب ان تكون حدثت في عام 1570م قدمها كوتو (Couto) الذي أشار في (Decada X) ان اهل نخيلوه الذين بحثوا لهم عن مكان للإقامة في جزيرة لارك، كما يوافق على ذلك أيضا الكابتن روي كونسليف دا كمارا (Ruy Consalves da Camara) في (Decada IX) حيث كان روي كونسليف دا كمارا قائد هرمز من عام 1577م الى 1580م لذا لا بد ان تكون الحادثة وقعت خلال او قبل هذه الفترة.
على كل حال هناك مشكله مع هذه الفترة الزمنية، أولا لا توجد إشارة لدى كوتو (Couto) أي إشارة الى الاتفاق او الى حادثة اهل نخيلوه تتعلق بهذا الامر في (Decada IX)، ولكن كونه أشار اليها في (Decada X) لذا سنفترض ان هذه المعلومات صحيحة.
وهناك سبب آخر يوكد حوث هذه الحادثة في عام 1570م حيث كان خلال هذه الفترة قراصنة يشبهون كثيرا اهل نخيلوه، أيضا بدأوا يلفتون الانتباه اليهم من قبل السلطات العثمانية، بهدف احتواء نشاطهم بورتي (Porte) اعطى التوجيهات لحماية ساحل الاحساء حيث كان احد اهداف القراصنة.
في أكتوبر 1574م قائد اسطول البصرة (donama-I humayun ketkhudasi) عين كقائد للسفن للتمركز في الاحساء لمراقبة قراصنة العرب الكفار (Kefere Arablari). وفي أكتوبر 1577م تم مهاجمة القطيف وتسبب بدمار كبير لها مما تسبب في هجرة التجار الى البحرين.
هذه الاحداث من المحتمل تم الرد عليها بالعقاب من قبل السلطات العثمانية، مما جعل اهل نخيلوه يبحثون بشكل كبير عن الاتفاق مع البرتغاليين وهذا الزمن يوافق الاطار الزمني الذي ذكر بواسطة كوتو (Couto).
على كل حال لهذه الحالة المعقدة، ذكر سيلفيرا (Silveira) بصراحة ان مقترح اهل نخيلوه تم مناقشته في هرمز بواسطة القائد البرتغالي ومستشارية وتم رفضه وهذا يعني ان الهجرة يحب ان تكون قد حدثت قبل 1578م وهذا الاتفاق الذي وصل الى (da Camara) حدث بعد سنوات من هجرة اهل نخيلوه. وهذا تبعا يجعلنا نقترح تاريخ لتلك الهجرة كان قرابة 1570م او قبل ذلك.
بغض النظر عن ما حدت بالضبط فان الحقيقة ان سيلفيرا (Silveira) وجد ان القرار كان يقضي بعدم السماح لعرب نخيلوه بالاستقرار في جزيرة لارك وذلك راجع الى كون عرب نخيلوه غواصين على اللؤلؤ وهذا سيجعل قراصنة مكران (Nautaques) يهتمون بهم خصوصا وانهم كانوا أقل قوة، وهذا السؤال طرح بقوة ويعطي حقيقة ان قراصنة مكران (Nautaques) هاجموا السفن البرتغالية المسلحة، حيث انهم أيضا يحملون المدافع والبنادق.
على كل حال كان السبب الحقيقي لرفض المقترح بناء على افادة سيلفيرا (Silveira) ان قائد هرمز كان قد كون ثروة كبيرة مع خمسة من مستشارية من خلال امداد وارسال السفن لحماية جزيرة هرمز، وبناء على مقترح اهل نخيلوه فان ذلك يعني بانهم سوف يخسرون جزء من ارباحهم، لذا لم يتم الاهتمام بمقترحهم.
الحلقة الثالثة:
ويلاحظ بان رؤية سيلفيرا (Silveira) لأول تواصل بين قائد هرمز واهل نخيلوه الاكثر دقة لانه لم يستقي الحجج من تحليله والا لكانت متعارضة مع الحقائق الاخرى المسجلة.
بغض النظرعن تفاصيل الاحداث الخاصة باهل نخيلوه وهل سمح لهم او لم يسمح لهم الاستقرار في جزيرة لارك، فانه وبعد رفض عرضهم، وبسبب اليأس اتصلوا بحاكم اقليم لار وطلبوا منه الاذن في النزول في ساحل فارس المهجور.
بعدها انقل اهل نخيلوه الى بندر نخيلوه بعد حصولهم على الاذن من حاكم اقليم لار في النزول هناك، ظاهريا لم يسببوا أي مشاكل لسكان ذلك الساحل من الخليج العربي.
كان نساء نخيلوه يرتدون ملابس تشبه ملابس النساء الذين يسكنون في أي مكان اخر في ذلك الساحل الفارسي، وبناء على وصف نيبور (Newberie) كانوا يلبسون عباءة طويلة تسحب خلفهم مثل القطار، اضافة فانه في هذه البلاد تلبس النساء ملابس لها ثلاث قطع من الامام والخلف ولها اكمام تشبه اكمام الملابس الراقصات المغربيات، وحولها ثلاث اطواق مخاطه، وتلبس النساء حلقه كبيرة في الانف واطواق معدنية حول الساقين والذراعين والرقبة.
الحلقة الرابعة:
ويبدو ان البرتغاليين لم يرغبوا في التعامل مع اهل نخيلوه في الأمور المؤثرة، حيث انهم في البداية رفضوا عبورهم الى جزيرة لارك، مما تسبب في وقوع اهل نخيلوه بين ذراعي حاكم لار، ولكن وبعد ان اصبحوا مزعجين قرر البرتغاليين بانه من الضروري جعل اسطولهم تابع لملك هرمز، وهذا سيضمن طاعتهم لأوامر المملكة.
وذلك في نفس الوقت الذي قوض فيه البرتغاليون سلطة ملك هرمز مما جعله ضعيفا في مواقفه ومن قبل جيرانه، وهذا كان السبب في دفع ما يسمى (moqarraiyeh) او ضريبة مرور القوافل، التي كان ملك هرمز يدفعها الى حاكم لار وغيره من الزعماء الذين يتحكمون المناطق الساحلية للتخلص من تدخلهم في تجارة هرمز وذلك قبل وصول البرتغاليون.
بعدها عند اول رفض لدفع الرسوم لانه اعتقد عن طريق الخطأ انها كانت عبارة عن الجزية، بعدها سمح باستئناف الدفع ولكن ذلك تم بواسطة ملك هرمز وليس بواسطة قائد هرمز الممثل لملك البرتغال، على كل حال كجزء من اجمالي ادارة تحصيل الضرائب الخاصة بجزيرة هرمز في عام 1568م البرتغاليون أيضا خفضوا عائداتهم المحددة من قبل الملك والوزير.
وهذا يترجم انخفاض دفع (moqarraiyeh) الى أولئك الذين كانوا يحصلون عليها بشكل تقليدي، مما تسبب في انخفاض ولاء وتعاون زعماء الساحل مثل زعيم مكران، وهذا التحول اثر على كبح أولئك الزعماء واثر على سلوكهم بسبب هذا الموضوع.
ومع مرور الوقت تحول هذا الشعول الى اعمال قرصنة بواسطة (Nautaques) واهل نخليوه، وهذا تسبب في انعدام الامن البحري في مياه الخليج العربي وخليج عمان الذي كان الأساس لثروة مملكة هرمز.
حالة الضعف التي اصابت ملك هرمز في سياسيا واقتصاديا تسببت في ضعف سيطرته على قادة الاسطول في المملكة، وفي نفس الوقت انخفض دفع (moqarraiyeh) او توقف بشكل مؤقت عن حاكم لار، الذي بدوره قام بمنع مرور القوافل التجارية الى جزيرة هرمز، إضافة الى ذلك المهاجرين الجدد اهل نخيلوه (قرابة 1570) دفعوا لحاكم لار "أموال للحماية" وهذا يمكن حسابة للمساعدة في ضد أي هجوم برتغالي.
هذه الحالة كان من الواجب عدم حدوثها لذا كان من المتوقع حدوث اضطراب او انقلاب في حالة ما تعامل البرتغاليون مع اهل نخيلوه في الأمور العقلانية او التجارية، لذا مباشرة تسببت اعمال القرصنة في زيادة تكلفة المعاملات التجارية وحدث كذلك التدخل العسكري، كان من الواجب ان يمنع دفع اهل نخيلوه لضريبة (moqarraiyeh) الاختلاف الذي قد يتسبب به البرتغاليون.
الحلقة الخامس:
مصطلح أهل نخيلوه:
عندما سكنت مجموعة من العرب في بلدة نخيلوه في ذلك الوقت اطلق عليهم البرتغاليون هذا الاسم، فهذا الاسم نخيلوه استخدمه الكتاب البرتغاليون في العديد من الطرق مثل (Naquilus, Nihhelus, Nuqueluzes and Niquelus)، في حين لم يسجل الاسم الذي اطلقته تلك المجموعة من العرب على نفسها، علما بانهم كانوا جزء مجموعة عربية كبيرة جاءت من عمان الى الساحل الإيراني، في القرن السابع عشر الميلادي وهذه المجموعة نفسها كانت تعرف بعرب (الهوله)، وكان السبب لهذا الاصطلاح لان هؤلاء العرب نسبوا الى ميناء نخيلوه في حين نسب العرب الذين سكنوا في عسيلوه الى هذا الميناء أيضا، علما بان اهل عسيلوه مرتبطون بشكل واضح باهل نخيلوه، ونظرا للأسباب ذاتها اطلق في القرن السابع عشر والثامن عشر على اعسلوه اسم الهوله وهم يعتبرون جزء من أولئك الذين يسكون في نخيلوه.
الحلقة السادسة:
المشاكل مع عرب نخيلوه:
رغم أنهم حاليا يعيشون في الجانب الاخر من الخليج العربي الا ان اهل نخيلوه استمروا في العيش على طريقتهم التقليدية، يعتمدون على صيد الأسماك والغوص بحثا عن اللؤلؤ والاعتناء بأشجار النخيل، كانوا يغوصون بحثا عن اللؤلؤ تقع بالقرب من جزيرة البحرين خلال الفترة (يوليو-اغسطس) وفي سواحل عمان خلال شهر سبتمر، وبعضهم انخرط في اعمال القرصنة كونهم فقراء ويمتلكون السفن.
يتميز موقع بندر نخيلوه بانه يتوسط جزيرة هرمز وميناء البصرة لذا فان جميع السفن التي تعبر بالقرب منهم تكون غير محمية، وهذه الأنشطة تحديدا جلبت إليهم اهتمام البرتغاليون في هرمز، الذين كانوا لا يحبون أي أنشطة تؤثر بشكل سلبي على عائدات الضرائب في جزيرة هرمز.
في عام 1581م تزامن وجود الاسطول البرتغالي بقيادة (D. Jeronimo Mascarenhas) في هرمز مع وجود تحركات عسكرية تمت بواسطة حاكم لار، الذي تعرض للقوافل التجارية القادمة والمغادرة من جزيرة هرمز، بسبب المقرريه (moqarrariyeh) او ضريبة المرور التي لم تدفع، حيث تقرر اتخاذ ذلك الاجراء ضد حاكم لار، قائد جزيرة هرمز (D. Jeronimo Mascarenhas) خلال الفترة (1580-1583م) أيضا طلب من D. Jeronimo، كابتن مور (Capitao Mor) ان يتخذ الأجزاء ضد اهل نخيلوه لكي يجبرهم على الهجرة الى جزيرة لارك حسب ما تم الاتفاق عليه مع سلفه الكبتن راي كونسليف (Ruy Consalves da Camara) إضافة على ذلك قرر وضع حد لاعمال القرصنة التي كانوا يقومون بها رغم ان ذلك يتطلب قوة كبيرة.
ابحر الاسطول المكون من 11 سفينة من نوع (galeotas) وسفينة أخرى من نوع (galley) ولكنه وقبل ان يهاجم بندر نخيلوه ارسل القائد مور بعض العرب بواسطة اسطول صغير للتحدث الى شيخ بندر نخيلوه وحثه على الالتزام بالاتفاق مع القائد السابق بحيث ينضم الى اسطول ملك هرمز وصديق البرتغاليين، وفي المقابل طلب شيخ نخيلوه والذي كان يدعى (موسى) السماح له بالمرور والتحدث الى القائد مور في سفينته الحربية (galley)، وعندما سمح للشيخ موسى وبعض مستشاريه الوصول الى السفينه، اتفقوا بعد المناقشه على ان ينتقل عرب نخيلوه الى جزيرة لارك بشرط ان لا تبحر سفنهم الا بعد التزامهم بعدم ارتكاب أي اعمال قرصنة، وتم التوقيع الى وثيقة لهذا الغرض واخذ عليهم العهد بالانتقال الى جزيرة لارك وفقا للوقت المعطى لهم وبذلك يصبح اسطولهم تابع لملك هرمز، بعدها عاد القائد مور الى جزيرة هرمز.
الحلقة السابعة:
الكارثة وعصيان اهل نخيلوه:
لايوجد تقرير يوضح الكيفية او المدى الذي طبق به اهل نخيلوه اتفاقية عام 1581م (989هـ)، رغم انهم توقفوا القرصنة ولا نعلم ان كانوا جميعهم انتقلوا الى جزيرة لارك او جزء منهم، على الأقل لبعض الوقت تم احترام الاتفاقية حتى عام 1583م (992هـ) عندما أخل اهل نخيلوه بشروط اتفاقية السلام، تم الإبلاغ عن ارتكاب عملية قرصنة بالقرب من جزيرة لارا (lara) لسفينة كانة قادمة من البصرة الى جزيرة هرمز، مما تسبب في الاضرار بعائدات الجمارك، حيث ان كوتو (Couto) سماها جزيرة لارا وليس لاركا (Lareca)، كما انه أيضا أشار في بعض الفصول الى لارا بما يوحي انه كان مخطئ، حيث انه في الحقيقة كان يقصد لاز (Laz) القرية الرئيسية في جزيرة الشيخ شعيب الجزيرة الأخرى المسكونه في الخليج العربي المقابلة لميناء نخيلوه.
قرر القائد اسر بعض مراكبهم، لذا تم تكليف سفينة واحدة من نوع (galliot) لانجاز هذه المهمة، تم اصدار الامر بواسطة (galvao) ويم ارسال 20 جندي معه، كان عليه مهاجمة السفن التابعة لجزيرة لاز (Laz) واسر بعض السفن التابعة لاهل نخيلوه بهدف حماية السفن القادمة من البصرة.
وعندما وصلت الفينة الحربية (galliot) الى لاز قامت بقصف مساكن اهل نخيلوه في الصباح وعندما حل الظلام ابتعدت عن الجزيرة، ولكن اهل نخيلوه استلموا معلومات سرية من سكان لاز وتسللوا الى السفينة الحربية البرتغالية وهاجموها وبعض السفن الصغيرة المرافقة لها في الليل.
عندما علم قائد جزيرة هرمز بهذا الخبر ارسل سفينة حربية أخرى من نوع (galliot) وامر قائد البحرية (patrao da ribeira) وجنوده بإعادة المحاولة لاسر بعض من أهالي نخيلوه، على كل حال السفينة تعثرت في أداء هذه المهمة بسبب هبوب العاصفة ولم ينجوا من هذه العاصفة الا القائد وخمسة من الجنود فقط، حيث ان سكان جزيرة لاز، رغم ان سفن ملك هرمز امرت اهل نخيلوه على الرغم من ان اهل نخيلوه كانوا هم السبب في اسر السفينة الحربية من نوع (galliot)، لذا تقرر معاقبتهم.
قائد جزيرة هرمز الجديد (Mathias d Albuquerqe) خلال الفترة (1584-1587م) سلح عدد اربع سفن بقيادة الكابتن (Mor Lucas de Almeida) وامره بالذهاب الى الجزيرة وتدميرها قدر الاستطاعة ومحاولة اسر بعض سفن اهل نخيلوه.
وبعد ذلك ارسل سفينتين إضافية بقيادة (Alvaro de Avelar) الى جزيرة البحرين وامرهم بمساعدة (de Almeida) وقتل أي شخص في جزيرة لارا (Lara)، وحدثت عاصفة أخرى تسببت بضياع السفن البرتغالية ولم ينجوا منهم الا احد عشر شخص فقط.
اهل نخيلوه كانوا مسرورين جدا بهذه التطورات، وقاموا بعد ذلك مباشرة بخطف العديد من السفن المحملة كل واحده منها بقرابة 40 الف (cruzados) بعد مغادرتها بغداد الى مكان اخر وطلبوا الفديه، قائد هرمز الجديد (Mathias d Albuquerqe) غضب من ذلك وطلب المساعدة من ميناء جوا (Goa) في الهند بارسال 300 رجل لمعاقبة اهل نخيلوه، لانهم قد يتسببون بإيقاف جميع الحركة التجارية مع البصرة.
الحلقة الثامنة:
في عام 1586م (994هـ) طلب اسطول مكون من 15 سفينة مدعومة بـ 500 جندي من افضل المقاتلين التابعين للقائد ايستادو دا اندياس (Estado da Indias) ووصلوا بعد تلقيهم الأوامر من روي كنسليف دا كاميرا (Ruy Consalves da Camara) قائد جزيرة هرمز السابق، وكانت اوماره ماهجمة وتدمير نخيلوه، ونظرا لكونه سمين الجسم بقي في جزيرة هرمز ولازم مكانه، وطلب احدهم بيدرو هوميم بيريرا (Pedro Homem Pereira) الذي عند اذن وضع رجل قائد جيد وذو خبره، واعطاهم الأوامر باتباعه في جميع الأمور، حيث انه سيحل محله، بيدرو هوميم بيريرا (Pedro Homem Pereira) اصطحب معه خمس سفن إضافية محملة بـ 150 رجل من جزيرة هرمز.
الاسطول وصلته معلومات سريعه بان اهل نخيلوه تجمعوا في لاز (Laz)، حيث لا يوجد شيء يمكن تدميره او حرقه، حيث ذهبوا على متن سفنهم ولجأوا الى الساحل، بيريرا (Pereira) طلب الاذن من (Mathias d Albuquerqe) الذي أجابه بان يهاجم نخيلوه، الذين استقروا في ساحل (Leitao) بالقرب من جزيرة قيس، بيدرو هوميم بيريرا (Pedro Homem Pereira) قرر انزال قواته لاخذ نخيلوه.
لذا جمع قادته وعرض عريهم الخطاب الذي استلمه والتعليمات الجديدة، جميع القادة قالوا له بان الامر خطير جدا لتنفيذ هذا الهجوم، وبعد نقاش طويل اصر على تنفيذ الهجوم، اشتركت سفينتين تحمل كل واحدة منها 60 رجل ونزلت، احدها تقلت الأوامر من الكابتن مور الذي كان ينوي حماية البقية، بناء على أوامر دا جاما (da Gama).
.... ركضو هناك بسرعه على الشاطئ، لذا ارتموا نصف جافين على الرمل، كل رجل قفز على الأرض بدون أي امر من باتاي (bataille) كما كان يجب عليهم ان يفعلوا، عندما ادرك الملازم انه كان من الواجب عليه استخدام صلاحياته، ووضعهم تحت امره، كما ينبغي في الأوضاع الحربية ان يفعلوا، ولكنهم لم يستمعوا له، وهو لم يتحمل لأنه محترم وجندي، ومع هذا الكلام الوقح، ذهبوا الى المسار وانتشروا ثم واضطربوا مثل قطيع غنم بدون راعي، واعتقدوا جميعا بان العالم لا يسعهم، وكل برتغالي يجب ان يكون هرقل وقوي ويحمل كل العالم على كتفه... انتهى.
اهل نخيلوه الذين ارسلوا بواسطة حاكم لار شاهدوا عمليه الهبوط والاضطراب بين الجنود وكيف ان سفنهم كانت عالقة على الساحل لذا كان من الصعب عليهم العودة مرة أخرى، القوة البرتغالية بالكاد رست عندما هاجمهم 500 من اهل نخيلوه على اقدامهم وعلى خيولهم القوة البرتغالية كانوا على شكل نصف قمر، طوق اهل نخيلوه الجنود البرتغاليين ودفعوهم الى حافة البحر مما تسبب في قتل وغرق الكثير من الجنود البرتغاليين نتيجة ارتباكهم، في حين حاول اخرين الوصول الى السفن الصفيرة.
بناء على افادة كوتو و فان لينسكتون كانت هذه اخطر هزيمة في تاريخ يستادو دا انديا (Estado da Indias) لانه وفي اقل من ساعة هزم الاسطول بكامله، حيث ان العديد من الرجال كقوة غزو الهند بكل قوة المدينة، القوة ذاتها هزمت الترك والاعداء الاخرين.
ما اجماله 250 (كوتو) او اكثر من 800 (فان لينسكتون) كانوا زهرة القوة الحربية للقائد (Estado da Indias) بما فيهم الشباب والرجال هلكوا.
الحلقة التاسعة:
استمرار الاثار السلبية لاهل نخيلوه:
بعد مرور عام على كارثة عام 1586م في نخيلوه لا تذكر المصادر البرتغالية أي نشاط لاهل نخيلوه، من المؤكد انهم استمروا في انشطتهم الاعتيادية بما في ذلك القرصنة، ويمكن الاستدلال من الملاحظة التي تمت فيما بعد، حيث انه وفي عام 1604م عندما تمت رحلة في المنطقة المحصورة بين جزيرة هرمز وبندر نخيلوه، "بيدرو تخسيرا" لاحظ التالي: شاهدنا بعض سفن القراصنة التي لم تنقطع في هذا البحر، لذا كان على السفن التجارية مرافقة الاسطول البرتغالي، إضافة الى ذلك شرح "بيدرو تخسيرا" كيف هاجمت سفينتين من نخيلوه سفينة تجارية مغربية كانت ترافق سفينة برتغالية.
حيث كان اسلوبهم التسلل اليها ثم مهاجمتها في ساعة الصباح، ولكن المقاومة كانت عنيفة والأشخاص الذين كانوا في سفينة "تخسيرا" الذين كانوا يشاهدون من مسافة اطلقوا النار عليهم لإخافتهم وإيقاف عملهم.
في الحقيقة ومن الملاحظات الأخرى التي سجلها "بيدرو تخسيرا" غارة اهل نخيلوه يجب انهم ذهبوا بعيدا وفقا لتصرفات القراصنة البسيطة، ولذلك أيضا يقومون بمهاجمة جيرانهم سكان الساحل والجزر في الخليج العربي، وعلى سبيل المثال جزيرة قشم قالوا بانها تنتج كمية كبيرة من المحاصيل الزراعية المتنوعة عندما كان سكانها ناس جيدون، ولكن الان هناك محاصيل قليلة نتيجة لتعرضها لغارات عرب نخيلوه، وهذه الخسارة حدثت بسبب اهمال قائد جزيرة هرمز، فقط ثلاث مغامرات شراعية بعيده تستطيع بسهوله وبأقل تكلفة عمل مثل هذه الاعمال.
الشيء نفسه حدث للجزر الأخرى في الخليج حيث ان السكان المتعبون وبسبب الغزو من قراصنة عرب نخيلوه و(Noutaues) الذين اشتهروا في الساحل الفارسي بهذه التسمية، واخذوا هذه الأسماء من هذه الأماكن، جزيرة قيس ذاتها كانت موقعا ملائما للتجارة، ولكن الان هجرت منذ ان خسرت تجارتها، بسبب غارات لصوص نخيلوه و(Noutaues) وهم مجموعتين من القراصنة الأكثر ازعاجا في هذا البحر.
في الحقيقة الساحل الداخلي بالقرب من منطقة نخيلوه اصبح غير امن لذا اصبح البرتغاليون لا يجرون على الاقتراب من تلك المنطقة لان بعض عرب نخيلوه كانوا يتتبعون البرتغاليون ويهاجمونهم ثم يقتلونهم، وهذا مؤشر على الكراهية البالغة التي كان يضمرها اهل نخيلوه وجيرانهم في ذلك الساحل ضد البرتغالييون.
حتى عندما يكون البرتغاليون واعوانهم يمتلكون القوة الكافية للمغامرة كانوا يفشلون، لذا فانه وبسبب كل هذا الساحل مضطرب بسبب الهجمات الوحشية للسفن البرتغالية التي كانت تتصرف بجنون في هذا المكان.
الحلقة العاشر:
(ترجمة عن اللغة الانجليزية)...
عرب نخيلوه، السلاح السياسي:
في ذلك الوقت كانت القرصنة مدعومة بواسطة الشاه عباس الأول ملك فارس في الخليج العربي، كان ذلك نتيجة لرغبة ملك الصفويين بهدف ضم جميع الأراضي التي كان يعتبرها جزء من أراضي مملكته، بما في ذلك مملكة هرمز، دعم ببطيء ولكن بالتأكيد تم التعدي على أراضي مملكة هرمز، البحرين في عام 1602م وجزيرة قشم في عام 1608م.
اذ ان الصفوين قد قاموا بتقديم الدعم الرسمي لعرب نخيلوه فهذا كان بسبب توقف مملكة هرمز عن دفع الضرائب المقررة (moqarraryeh) للسماح بمرور القوافل دون عوائق كما في عام 1608م، قدرت السفن الصفوية المدعومة التي كانت تضايق سفن الشحن في الخليج العربي بقرابة 1200، منها 800 كانت تخص الشاه وحلفاءه، ونمت القوة البحرية في عددها في عام 1610م، وكانت 100 من هذه السفن تتواجد بشكل دائم في ميناء ريشهر (بوشهر) لمهاجمة سفن الشحن المتوجهة للبصرة.
وعدد كبير من السفن الأخرى كانت تابعة لعرب نخيلوه، والتي اعتبرها البرتغالييون بانها تهديد رئيسي لهم، ومثال على إدراك هذا التهديد ما حصل في عام 1609م عندما ناقشت هيئة مستشاري هرمز خطة لتحصين ساحل الجزيرة من (Lard-e Amir)، لأنهم كانوا يخشون من هجوم عرب نخيلوه وقراصنة (Noutaques)، وعندها لم يتخذ أي قرار، ونفس النقاش استمر حتى عام 1610م عندما أعطيت الأوامر الى الكابتن مور (Mor do mar) لقتال هؤلاء القراصنة بواسطة الملك فليب الثاني (Filipe II) في عام 1609م، الذي كان قائد احد سفن الغلاين (Galleon) في جزيرة هرمز.
في عام 1610م حث ملك البرتغال على تدمير سفن عرب نخيلوه، وهذا الامر تكرر في عام 1612م، وفي نفس هذه السنة كتب الملك فليب الثاني امر بإعادة تحصين قلعة هرمز وان أي سفن لاتحمل اذن ملاحة وخصوصا سفن عرب نخيلوه يجب ان تحرق، وبهذا الشكل حثهم الخطاب او كما كان الايمان بأهمية نقلهم الى احدى الجزر المهجورة في الخليج العربي بحيث يصبحون جزء من مملكة هرمز واتباع لها.
وبهذا الشكل يكون من السهل السيطرة عليهم او كما كان يعتقد، ولهذا أرسلت السفن والقوات، واقترح نائب الملك بان استخدام السفن أكثر ملائمة للخلج العربي وفي عام 1612م تم الموافقة على المقترح وقام قائد الاسطول بمسح منطقة نخليوه وتعقب مهربين البهارات، ومصادرة سلعهم وتقاسمها من طاقم السفينة، حيث انه ووفقا لهذا النظام لم يكن يدفع لهم شيء سوى عن طريق مصادرة السلع المهربة.
وهذا النظام على ما يبدوا أثر على عرب نخيلوه مما جعلهم يطلبون الهدنه وطلب الاذن بالسكن في جزيرة على حافة جزيرة هرمز، هذه الهدنه استمرت حتى منتصف عام 1614م.
الحلقة الحادية عشر:
عام 1614م قتل عرب نخيلوه: اسباب الحرب
في غضون عودة الشد مجددا بين فارس والبرتغال، كان الشاه عباس الأول غاضبا جدا من السفير انتونيو جوفا (Antonoio Gouvea) الذي عاد مؤخرا، إضافة الى ذلك نسطوريا كريستيا (Nestorian Christian) مترجم الشاه عباس كذلك هرب الى جزيرة هرمز نظرا لخوفه من اجباره على الدخول في الإسلام، دي لويس دي جاما (D. Luis da Gama) القائد الجديد لجزيرة هرمز (1614-1619) فجر هذه الاوضاء الخطرة في عام 1614م، حيث ان شقيقه دون رودريقو (Don Rodrigo) قتل قبل سنوات قليلة بواسطة عرب نخيلوه.
بهدف الثأر اعطى الأخ دي لويس دي جاما (D. Luis da Gama) الأوامر لقتل مجموعة من بحارة نخيلوه الذين قدموا لبيع القمح في جزيرة هرمز، النتيجة كانت اعدام 70 رجل وهذه المذبحة صدمت الجميع، سواء كانوا مسيحيون أو غير مسيحيون، كذلك انتونيو جوفا (Antonoio Gouvea) أسقف القيروان عبر عن امتعاضه لقبول القرار الذي أقدم علية القائد في خطبة قدمها للجمهور وانتقد بقسوة الأشخاص الذين كانوا مدانين في هذا العمل.
وكانت مفاجأة كبيرة بعد أيام قليلة عندما تحدث الاسباني لوتس سا كاستلا (Fr. Luis sa Castlla) عن موافقة أسقف القيروان لعوائل المقتولين العرب عندما طلبوا مناصرة حاكم شيراز (الله وردي خان) في طلب تطبيق العدالة من دي لويس دي جاما (D. Luis da Gama) الذي كان غبيا جدا وامر بحبس الرسول الذي بعث به حاكم شيراز (الله وردي خان) للمطالبة بدفع الدية في (June 1614) وكما انه رفض الدفع.
وبسبب هذه المذبحة ورفض دفع دية الدم، قرر حاكم شيراز (الله وردي خان) اتخاذ اجراء ولم يكن لديه خيار سوى محاصرة بندر جمبرون (بندر عباس) الذي بدأ في أغسطس 1614م وأعقب الحصار سقوط الحامية في ديسمبر 1614م.
الحلقة الثانية عشر
عام 1614م قتل عرب نخيلوه: اسباب الحرب
عند اذ رحب الشاه عباس الأول بالمقترحات الدبلوماسية البرتغالية، واستمرت قواته في الضغط على البرتغاليين، بتهديد السفن البرتغالية في الخليج العربي وخليج عمان حيث ان القوة الصفوية هاجمتهم بثلاث مائة سفينه في عام 1615م باستخدام عرب نخيلوه وقراصنة مكران (Nautaques)، على كل حال لم يمن كل عرب نخيلوه يقبلون التعاون من الحكومة الصفوية، نظرا لوجود نزعة قوية لديهم للبقاء مستقلين، واستمرت هذه النزعة لديهم خلال القرن السابع عشر والثامن عشر الميلادي.
قرابة عام 1617م، بدء علي كمال (الظهوري) الرجل الشجاع الذي كان يقوم بأفعال شجاعة في الحرب، ولكن كبريائه لم يسمح له القبول بوقاحة الفرس، حيث استمر في تحدي خان شيراز وملك فارس، الذي خطط في القبض عليه، لانه وبهذا السلوك قد يتمون من قيادة تمرد مع أهالي بلاده الذين كانوا يحبونه ويطيعون أوامره.
لذا ترك الإقامة في بندر نخيلوه واستقر في منطقة قريبة من جلفار (راس الخيمة) في الجانب الاخر من الخليج العربي، بعد ذلك علي كمال (الظهوري) عرض خدماته على قائد جزيرة هرمز ضد الصفويين، ولكنهم رفضوا العرض، حيث ان قائد جزيرة هرمز كان ينظرا بشده الى مصالحة الشخصية، لذا لم يقم بعمل أي شيء، ونظرا لكون علي كمال (الظهوري) تحدى أوامر الشاه عباس الأول ارسل الأخير قواته الى ساحل عمان ودمر المستعمرة الصغيرة التي أسسها عرب نخيلوه هناك وقتل اكثر من 60 رجل من العرب، ووضع حد لتمرد عرب نخيلوه لبعض الوقت.
وعلى الرغم من هذا الهجوم البحري استمر تجار هرمز في ممارسة الأنشطة التجارية مع الصفويين، لذا لم يكن الهجوم مؤثرا بشكل عملي كما يريد البرتغاليين اقناعنا به، بالتأكيد كان هناك مبرر جيد لأرسال تقارير تحذير، لان ذلك كان سبب في جلب المزيد من المال بهدف الحماية، ولكن في الحقيقة ذلك بهدف ملئ جيوب قائد جزيرة هرمز ومعاونيه، وينتهي بشكل غير مؤكد بالتفاوض مع عباس الأول، كانت توجيهات لشبونه مشدده لتحصين هرمز وقشم وفي عام 1619م ارسل القائد البرتغالي روي فريرا (Rui Freire) الى الخليج العربي مدعوما بأسطول كبير لإعادة السيطرة البرتغالية وإزالة أسباب الضغط والحد من خطر عرب نخيلوه المستقرون على الساحل الاخر من الخليج العربي وطرد الانجليز من ميناء جاشك الذين أسسوا محطة تجارية هناك منذ عام 1617م.
منطقة الرعب في الخليج العربي بدأت بواسطة القائد روي فريرا قبل وبعد افلاته من اسر الانجليز في عام 1622م مما تسبب في خوف عظيم وكره للبرتغاليين بين السكان في الجانب الإيراني، عند اذ ان أوامره إشارات الى عرب نخيلوة صراحة لا يوجد إشارة الى عرب نخيلوه نهائيا في مذكرات روي فريرا.
في الواقع وري فريرا لم يقضي عليهم كما طلب منه، لذلك عرب نخيلوه كانوا قادرين على حصار قلعة قشم وهرمز وفتحها في عام 1622م، حيث أشار ديلا فالي (Della Valle) الى حضور العرب من نخيلوه بسفنهم ومساعدتهم للقوات الصفوية في مهاجمة هرمز.
الحلقة الثالثة عشر
نخيلوه: ميناء جاذب
حتى الان اشرت مرة واحدة فقط الى ميناء نخيلوه، عندما أطلق البرتغاليين على سكانه هذه التسمية، لذا من الضروري ان ننظر عن قرب لوظيفة هذا الميناء، لانها تظهر جانب اخر اكثر سلمية لنخيلوه.
نخيلوه تقع على الساحل الإيراني في الجهة المقابلة لجزيرة شتورا (Shitvar)، وطريق الوصول الى القرية امن حيث يصل العمق الى 15 قامة على بعد 1600 متر بعيدا عن الساحل ومن 5-6 قامات قرب الساحل.
والمرسى فيها معرض للرياح الشمالية الغربية، وبالقرب منها جزيرة الشيخ شعيب التي كانت تابعة لشيخ نخيلوه، وهي تبعد عن جزيرة شتورا قرابة 1200 متر الى ناحية الشرق، وعند الإبحار من بندر عباس الى ميناء البصرة بمحاذات الساحل الميناء يكون الثاني الذي تصل اليه السفن هو نخيلوه، هذه ليست ملاحظات جغرافية مكملة او مطلوبة للابحار عند الرغبة في العمل في التجارة.
نيوبيري (Newberie) نزل في نخيلوه اثناء رحلته في الخليج العربي في عام 1584م، ودفع لحمل امتعته في نخيلوه اثنين (larins)، وللانزال خمسة (larins)، وهذا يبين لنا بان نخيلوه كانت ميناء اعتيادي مشابه لاي ميناء صيد اخر في الخليج العربي، حيث يصل الى هنا التجار للتجارة او لاستخدام المكان كميناء لاعادة تصدير بضائعهم الجيدة الى الأسواق في وسط فارس، ومن بين هؤلاء التجار تاجر البهارات البرتغالي ماتو دي بريتو (Mateo de Britto)، الذي كان له نخيلوه مكان إقامة في عام 1612م.
وهذا يبين بان كراهية العرب للبرتغاليين كان منتقاه، وتركز بشكل أساسي على طبقة موظفي الدولة، وليس على التجار البرتغاليين الذين يتعاملون معهم، وتجار نخيلوه أيضا كانوا يزورون هرمز لأغراض التجارة وهذا يظهر بان العلاقة التي تربط البرتغاليين وعرب نخيلوه لم تكن دائما علاقة عداء، خصوصا عندما يرى احد الأطراف ان بإمكانية إزالة التهديد، وهذا لا يعني بانه لم يحدث بين الطرفين صدام عنيف، ولكن ذلك كان وجه من أوجه العلاقة بينهم.
الحلقة الرابعة عشر
نخيلوه بعد عام 1622م الموافق (1031هـ):
بعد سقوط هرمز في شهر ابريل عام 1622م استمر بعض التجار الأرمن والمسلمين في استخدام نخيلوه كنقطة رئيسية لإعادة الشحن على الجانب الإيراني وكبديل للموانئ الكبيرة اثناء عودتهم من مسقط.
البرتغاليون لا يزالون يخافون من عرب نخيلوه، بسبب كراهية البرتغاليين من قبل سكان الساحل بسبب اعمال القتل وغارات التدمير التي قام بها القائد روي فريرا (Rui Freires).
في عام 1625م عرض زعيم نخيلوه السلام الى أسرى سفينة برتغالية أبحر بها ديلا فالي (Della Valle) من مسقط الى البصرة، وطلب من بحارتها التجارة مع بندر نخيلوه، فقد كان شيخ نخيلوه في حاجة ماسة الى تشجيع التجارة، على كل حال طاقم السفينة البرتغالية، الذين كانوا عبارة عن هنود مسلمين، لم يكونوا واثقين من عرضة، وهذا بالإمكان فهمه حيث ان قراصنة نخيلوه عادة كانوا يهاجمون السفن التجارية.
فقط السفن البرتغالية (جلفات) المسلحة بقوة كبيرة كانت لا تتعرض لنيران قراصنة الخليج العربي القادمين من نخيلوه، فقد كانت الجلفات البرتغالية ترافق القوافل التجارية التي كانت تبحر من مسقط وكنج الى البصرة، في حين كان الاوربيين الاخرين لا يتعرضون لهجمات عرب نخيلوه.
في عام 1643م عرب نخيلوه احتجزوا سفينة بها رجل هولندي معه بعض المال لشراء اللؤلؤ من شركة الهولندية (VOC) في البحرين، على كل حال عندما علموا بانه هولندي اطلقوا صراحه واعادوا له المال.
أضف على ذلك ان الهولندي كتب ان زعيم نخيلوه كان عدوا للبرتغاليين وبانه اقسم بقتل كل برتغالي يتم القبض عليه في البحر، والبرتغالين كانوا يعملون الشيء ذاته، لذا القضية لا تكون ساخنه كثيرا كما في الوقت الحالي، حيث ان العرب المسلمين كانوا مجبرين على الخضوع وطلب الاذن من البرتغاليين للإبحار وفي النهاية يحصلون على الاذن بسهوله كما يحصل عليه الاخرون.
ومع أن القوة والتجارة البرتغالية انحدرت وقادت بشكل بطيء الى أنماط مختلفة، ولكن وعلى الرغم من ذلك استمر شعور العداء بين كل منهم.
هذا الوضع الجديد واضح في ملاحظات بكاروا (Bocarros)، في عام 1634م حين وصف سفن نخيلوه بانها تابعه للشاه عباس الأول، وانهم الشجعان العرب والبحارة العظماء والاعداء الأقوياء للبرتغاليين. وهنا حدث تغيير في وصف اهل نخيلوه عما كانوا يوصفون به الفترات السابقة.
حتى بعد انتهاء فترة حكم البرتغاليين للخليج العربي وفقدهم للاهمية، عرب نخيلوه استمرت سمعتهم توصف بشكل سيئ من قبل الحكومة الصفوية، في عام 1672م امير التجار (شاهبندر) في بندر عباس لم يكن يرغب في عمل أي شيء ضد عرب نخيلوه بعد ان تلقى الشكوى ضدهم من مسافر فرنسي يدعى كيري (Carre) "الذي قال بانه لا يستطيع عمل شيء ضد هؤلاء الناس، حيث انهم متمردون وغير خاضعين لأي سلطة حاكمه" نور (Nor) قام بتسليمه الى اثنين او ثلاثة من حكامهم أرسلت ضدهم لتحصيل بعض المطالبات من بعض مناطقهم.
الحلقة الخامسة عشر
هل كان عرب نخيلوه قراصنة:
هل كان عرب نخيلوه قراصنة او مطالبين بحقوقهم، واذا كان الاخير فما هو هذا الحق..؟
للإجابة على هذا السؤال الذي كان سهلا عند البرتغاليين، فهم بكل بساطة كانوا قراصنة.
فان لانسجوتون (Van Linschoten) خصها بشكل جيد عندما كتب " بعض القراصنة استقروا في مكان يسمى نخيلوه" مدللا على ذلك بانهم كانوا يتحركون في البحر ذهابا وايابا، ويشكلون خطر عظيم على السفن وتجار البصرة الذين يذهبون الى (traffiqued) في هرمز، حيث كانت (traffiqued) قرية على احد جوانب جزيرة هرمز وتراجعت ارباحها نظرا لتعذر وصول التجار اليها.
على كل حال كان ذلك بهذه السهوله او كان على حافة الخطر ؟
ركز الادباء على القرصنة للفت الانتباه وفي الحقيقة تركت هذه القضية دون مناقشة وبدون جواب، ما أسس اطلاق هذه التهمة وما هي القوانين التي ترتبط بالمواجهات البحرية المتعلقة بالتجارة.
في نقاش بيرتن دومند (Perotin Dumon ) لهذا الموضوع قال بانه من المهم لإجابة هذا السؤال عن حقيقة القرصنة بحث العنصر السياسي، حيث ان القرصنة تأتي بشكل أساسي نتيجة للتغير السياسي اما بمحاولة دولة فرض سيطرتها التجارية في المنطقة في الحين الذي كانت فيه هذه السي\طرة في السابق ضعيفة او غير موجودة، او من الاختلاف بين كيانين الأول قوي تجاريا في الاصل والأخر في طور النشوء، وعادة ما تكون غنيمة القرصنة اقتصادية هذه الظاهرة التاريخية وجدت من خلال ديناميكية سياسية.
بافتراض أن سلوك القرصنة كان صحيحا فما كان يعني بالنسبة لدى عرب نخيلوه...؟
لقد كان هناك تغيير سياسي في الخليج العربي، مما دفع البرتغاليين الى تأسيس الدفاعات حول مملكة هرمز، على كل حال في الأخير كان على جميع الجهات اتباع سياسات هرمز فقط بشكل أساسي. المملكة التي أسست من قرون نوع من النمط التجاري. وكان على كل من يعبر مضيق هرمز ان يدفع الضرائب المقررة، عرب نخيلوه لم يقبلوا بهذا النمط، فهم لم يكونوا مهتمين بالتجارة انما كانوا فقط يعبرون بسفنهم في منطقتهم ومكان سكنهم لضمان رزقهم وليس لتحدي التجارة البرتغالية. حيث ان عرب نخيلوه لم يكونوا دخلاء وصلوا حديثا الى المنطقة استقروا في نخيلوه في عام 1570م او في مكان اخر، ولكن قبل هذا التاريخ كانوا يعبرون من الجانب الاخر من الخليج ولم يكونوا يهاجمون السفن التجارية او على الأقل لم يتم رصد أي اعتداء عندما كانوا في الساحل العربي، كذلك عرب نخيلوه لم يكونوا يسعون الى تحدي البرتغاليين او قوة هرمز، هذه الحالة تغيرت منذ عام 1608م بتغير الوضع السياسي في منطقة الخليج بقيام الدولة الصفوية التي شجعت عرب نخيلوه وغيرهم من العرب سكان الساحل على مهاجمة السفن المتجهة الى هرمز لأضعاف سيطرة البرتغاليين في المنطقة.
هذه الأوضاع السياسية والمتمثلة بالغارات المتقطعة كانت متوقعة، على كل حال فانه وبمجرد فقد البرتغاليين السيطرة على هرمز واضمحلال تجارتهم اختفى الضغط الصفوي على البرتغاليين نظرا لعودة الحركة في الخليج العربي، في حين استمر عرب نخيلوه في ممارسة اعمال القرصنة لذلك فحاله لا يمكن تصنيفه كأحد السلوكيات التي تحدث عنها بيرتن دومند (Perotin Dumon ) عندما افترض بان اعمال القرصنة يجب ان تتوقف. بالنسبة لها كانت ترى ان تقل نسبة اعمال القرصنة، على كل حال احتكار التجارة أيضا يجب ان يأخذ بعين الاعتبار، الذي كان تحديدا هو السبب للاحداث بعد سقوط هرمز عام 1622م.
الحلقة السادس عشر
في عام 1684م (1095هـ) تذكر التقارير الهولندية بان بندر ريق تم تدميره ونهبه بالكمال من قبل المهاجمين العرب لذا ضل هذا الميناء مهجور ولا جرأ احد من السكان على السكن به.
وبدل من ان تذهب السفن من بندر ريق الى البصرة أصبحت تذهب من بوشهر الى البصرة، وربما كان المهاجمون هم عرب بوشهر، حيث انه ومن تقارير الفرنسي (كيري) كان الهوله ينظرون لعرب بوشهر وبندر ريق على انهم اعدائهم الازليون.
غالبية سكان أبو شهر هم من العرب، وقليل من الفرس، ربما بدأ العداء بين ال مذكور شيوخ بوشهر وعرب الهوله منذ منتصف القرن السادس عشر الميلادي، عندما استقرت جماعة من العرب في بندر نخيلوه (الهوله)، حيث انهم خرجوا من عمان بعد ان خسروا كل مغاصات اللؤلؤ لصالح منافسيهم من قبيلة البومهير، الذين دعموا بشكل فعال الصفويين عندما كان عرب نخيلوه أعداء للصفوين.
في عام 1602-1602م (1010هـ) (الشيخ موسى بومهير) ساعد امام قولي خان بالرجال والسفن لطرد البرتغاليين من البحرين، البومهير تحت قيادة الشيخ امير مهنا (Amir Mahin) الذي كان يعيش في منطقة بندر الديلم في عام 1702م وقبل ذلك، والذي كان لا يزال على اتصال باقاربه في عمان في ذلك الوقت، مثلهم مثل الهوله، هذه الاتصالات المستمرة تؤكد العداء القديم التي تسببت في الهجرة الى الساحل الإيراني من الخليج العربي.
تدمير بندر ريق لا يعني نهاية القتال بين الهوله وعرب بندر ريق وابوشهر، ولم تحد من قتال الهوله مع جماعتهم، لذلك كان هناك اختلاف مع العرب الاخرين مثل العتوب والخليفات، الذين كانوا يسكنون البحرين، والتي نتج عنها خروجهم احد المجموعتين من البحرين من، حيث ان الخليفات سكنوا في بندر الديلم في عام 1696م، وكان شيخهم في ذلك الوقت ماجد، القبائل العربية الأخرى التي كانت تعيش هناك في تلك الفترة كانت تضمن بني زعاب وال بومهير، الذين كان شيوخهم على التوالي الشيخ خميس والشيخ امير مهنا (Amir Mahin)، وبعض بني الزعاب كان لايزالون يسكنون في مسقط.
الخليفات وبقية القبائل العربية ربما انهم نزحواا من بندر الديلم الى البحرين بعد ذلك بقليل، نظرا لانه وفي 22 ديسمبر 1701م (1113هـ)، علي باشا والي البصرة كتب الى إسطنبول بان هناك قبيلتين، العتوب والخليفات، ومعهم 150 سفينه .....الخ.
المصدر: مدونة طواش للباحث و الكاتب جلال الهارون الانصاري
http://alharoon.blogspot.ae/
الحلقة الاولى...
...(ترجمة عن اللغة الانجليزية)....
من هم عرب نخيلوه:
على الرغم من أن عرب نخيلوه تسببوا في المشاكل للبرتغاليين في الخليج العربي في ذلك الوقت، الا انه من المستغرب ان المعلومات المتوفرة عنهم لا تزال قليلة، اضافة الى عدم وجد اشارة اليهم ايضا في المصادر الفارسية.
في حين يتم الاشارة اليهم بشكل متكرر في الوثائق البرتغالية ولكن هذه الاشارة لا تكون قبل العام 1570م، وبالتالي لا عجب ان تكون المعلومات المتوفرة لدينا عن شخصيتهم ونشاطهم مجرد معلومات سطحية.
لذا في هذا الفصل ارغب في استعراض المعلومات المعروفة عن هذه المجموعة من سكان عرب الساحل وتقييم نظامهم في الخليج العربي وخصوصا مع البرتغاليين.
اصل عرب نخيلوه:
لا نعلم من أي قبائل عمان ينحدر عرب نخيلوه، وهذا ينطبق على الكثير من سكان الساحل، الذين يمتهنون صيد الاسماك والغوص بحثا عن اللؤلؤ واحيانا يمارسون بعض اعمال القرصنة، علما بان المهنة الاخيرة مشتركة بين غالبية سكان السواحل في العالم.
لم تكن القرصنة السبب الذي جلب لهم المتاعب ولكن مهنة صيد اللؤلؤ هي التي دفعت بهم الى تنفيذ بعض اعمال القرصنة. لذا لا يلام اهل نخيلوه حيث انهم وعرب الساحل الاخرين وجدوا انفسهم في المأزق وتحت الضغط.
في بداية القرن السادس عشر الميلادي فقد الخليج العربي واحدة من القوتين العظيمتين العاملتين في مهنة الغوص على اللؤلؤ، وذلك بسبب الافراط في الغوص على اللؤلؤ، واهل نخيلوه نافسوا العرب الاخرين للبقاء في هذه المهنة، ووفقا لسيلفيرا (Silveira) اهل نخيلوه خرجوا من عمان بعد ان خسروا المعركة امام المهيري وهم مجموعة اخرى من اهم منافسيهم في مهنة صيادي اللؤلؤ.
اهل نخيلوه تحركوا بكامل قبيلتهم "الرجال والنساء والاطفال" وطلبوا من القائد البرتغالي (Estado da India) في جزيرة هرمز السماح لهم لاخذ جزيرة لارك غير المأهولة بالسكان والاستقرار بها، وفي مقابل الحصول على الاذن قدم اهل نخيلوه خدمة حراسة مياه مضيق هرمز من هجمات نوتاقي (Nautaques) المرعبة قراصنة ساحل مكران، بدون مقابل.
الحلقة الثانية:
عندما حدثت هذه الهجرة والاتصال مع هرمز..؟ سيلفيرا (Silveira) الذي يعتبر المصدر للمعلومات اعلاه، لم يعطي أي إشارة، ولكنه في الحقيقة كتب جزء في مقاله يتعلق باهل نخيلوه في العقد الأول من القرن السابع عشر الميلادي، وذلك عندما قضى قرابة من 20 سنة في اسيا.
معلوماته بالتأكيد كان أساسا تعتمد على مواد قام بتجميعها محليا في هرمز كما هو واضح في كتاباته بانه كان هناك وناقش هذه الأمور مع الأشخاص الذي لديهم معرفة كافية بها.
وهذا لا يعطينا فكرة واضحة، ولكن على كل حال عندما حدثت الحادثة التي أشار اليها سواء كانت قبل او بعد عام 1585م عندما وصل هو الى ميناء جوا (Goa) للمرة الأولى، هناك إشارة أخرى تبين بان هذه الحادثة يجب ان تكون حدثت في عام 1570م قدمها كوتو (Couto) الذي أشار في (Decada X) ان اهل نخيلوه الذين بحثوا لهم عن مكان للإقامة في جزيرة لارك، كما يوافق على ذلك أيضا الكابتن روي كونسليف دا كمارا (Ruy Consalves da Camara) في (Decada IX) حيث كان روي كونسليف دا كمارا قائد هرمز من عام 1577م الى 1580م لذا لا بد ان تكون الحادثة وقعت خلال او قبل هذه الفترة.
على كل حال هناك مشكله مع هذه الفترة الزمنية، أولا لا توجد إشارة لدى كوتو (Couto) أي إشارة الى الاتفاق او الى حادثة اهل نخيلوه تتعلق بهذا الامر في (Decada IX)، ولكن كونه أشار اليها في (Decada X) لذا سنفترض ان هذه المعلومات صحيحة.
وهناك سبب آخر يوكد حوث هذه الحادثة في عام 1570م حيث كان خلال هذه الفترة قراصنة يشبهون كثيرا اهل نخيلوه، أيضا بدأوا يلفتون الانتباه اليهم من قبل السلطات العثمانية، بهدف احتواء نشاطهم بورتي (Porte) اعطى التوجيهات لحماية ساحل الاحساء حيث كان احد اهداف القراصنة.
في أكتوبر 1574م قائد اسطول البصرة (donama-I humayun ketkhudasi) عين كقائد للسفن للتمركز في الاحساء لمراقبة قراصنة العرب الكفار (Kefere Arablari). وفي أكتوبر 1577م تم مهاجمة القطيف وتسبب بدمار كبير لها مما تسبب في هجرة التجار الى البحرين.
هذه الاحداث من المحتمل تم الرد عليها بالعقاب من قبل السلطات العثمانية، مما جعل اهل نخيلوه يبحثون بشكل كبير عن الاتفاق مع البرتغاليين وهذا الزمن يوافق الاطار الزمني الذي ذكر بواسطة كوتو (Couto).
على كل حال لهذه الحالة المعقدة، ذكر سيلفيرا (Silveira) بصراحة ان مقترح اهل نخيلوه تم مناقشته في هرمز بواسطة القائد البرتغالي ومستشارية وتم رفضه وهذا يعني ان الهجرة يحب ان تكون قد حدثت قبل 1578م وهذا الاتفاق الذي وصل الى (da Camara) حدث بعد سنوات من هجرة اهل نخيلوه. وهذا تبعا يجعلنا نقترح تاريخ لتلك الهجرة كان قرابة 1570م او قبل ذلك.
بغض النظر عن ما حدت بالضبط فان الحقيقة ان سيلفيرا (Silveira) وجد ان القرار كان يقضي بعدم السماح لعرب نخيلوه بالاستقرار في جزيرة لارك وذلك راجع الى كون عرب نخيلوه غواصين على اللؤلؤ وهذا سيجعل قراصنة مكران (Nautaques) يهتمون بهم خصوصا وانهم كانوا أقل قوة، وهذا السؤال طرح بقوة ويعطي حقيقة ان قراصنة مكران (Nautaques) هاجموا السفن البرتغالية المسلحة، حيث انهم أيضا يحملون المدافع والبنادق.
على كل حال كان السبب الحقيقي لرفض المقترح بناء على افادة سيلفيرا (Silveira) ان قائد هرمز كان قد كون ثروة كبيرة مع خمسة من مستشارية من خلال امداد وارسال السفن لحماية جزيرة هرمز، وبناء على مقترح اهل نخيلوه فان ذلك يعني بانهم سوف يخسرون جزء من ارباحهم، لذا لم يتم الاهتمام بمقترحهم.
الحلقة الثالثة:
ويلاحظ بان رؤية سيلفيرا (Silveira) لأول تواصل بين قائد هرمز واهل نخيلوه الاكثر دقة لانه لم يستقي الحجج من تحليله والا لكانت متعارضة مع الحقائق الاخرى المسجلة.
بغض النظرعن تفاصيل الاحداث الخاصة باهل نخيلوه وهل سمح لهم او لم يسمح لهم الاستقرار في جزيرة لارك، فانه وبعد رفض عرضهم، وبسبب اليأس اتصلوا بحاكم اقليم لار وطلبوا منه الاذن في النزول في ساحل فارس المهجور.
بعدها انقل اهل نخيلوه الى بندر نخيلوه بعد حصولهم على الاذن من حاكم اقليم لار في النزول هناك، ظاهريا لم يسببوا أي مشاكل لسكان ذلك الساحل من الخليج العربي.
كان نساء نخيلوه يرتدون ملابس تشبه ملابس النساء الذين يسكنون في أي مكان اخر في ذلك الساحل الفارسي، وبناء على وصف نيبور (Newberie) كانوا يلبسون عباءة طويلة تسحب خلفهم مثل القطار، اضافة فانه في هذه البلاد تلبس النساء ملابس لها ثلاث قطع من الامام والخلف ولها اكمام تشبه اكمام الملابس الراقصات المغربيات، وحولها ثلاث اطواق مخاطه، وتلبس النساء حلقه كبيرة في الانف واطواق معدنية حول الساقين والذراعين والرقبة.
الحلقة الرابعة:
ويبدو ان البرتغاليين لم يرغبوا في التعامل مع اهل نخيلوه في الأمور المؤثرة، حيث انهم في البداية رفضوا عبورهم الى جزيرة لارك، مما تسبب في وقوع اهل نخيلوه بين ذراعي حاكم لار، ولكن وبعد ان اصبحوا مزعجين قرر البرتغاليين بانه من الضروري جعل اسطولهم تابع لملك هرمز، وهذا سيضمن طاعتهم لأوامر المملكة.
وذلك في نفس الوقت الذي قوض فيه البرتغاليون سلطة ملك هرمز مما جعله ضعيفا في مواقفه ومن قبل جيرانه، وهذا كان السبب في دفع ما يسمى (moqarraiyeh) او ضريبة مرور القوافل، التي كان ملك هرمز يدفعها الى حاكم لار وغيره من الزعماء الذين يتحكمون المناطق الساحلية للتخلص من تدخلهم في تجارة هرمز وذلك قبل وصول البرتغاليون.
بعدها عند اول رفض لدفع الرسوم لانه اعتقد عن طريق الخطأ انها كانت عبارة عن الجزية، بعدها سمح باستئناف الدفع ولكن ذلك تم بواسطة ملك هرمز وليس بواسطة قائد هرمز الممثل لملك البرتغال، على كل حال كجزء من اجمالي ادارة تحصيل الضرائب الخاصة بجزيرة هرمز في عام 1568م البرتغاليون أيضا خفضوا عائداتهم المحددة من قبل الملك والوزير.
وهذا يترجم انخفاض دفع (moqarraiyeh) الى أولئك الذين كانوا يحصلون عليها بشكل تقليدي، مما تسبب في انخفاض ولاء وتعاون زعماء الساحل مثل زعيم مكران، وهذا التحول اثر على كبح أولئك الزعماء واثر على سلوكهم بسبب هذا الموضوع.
ومع مرور الوقت تحول هذا الشعول الى اعمال قرصنة بواسطة (Nautaques) واهل نخليوه، وهذا تسبب في انعدام الامن البحري في مياه الخليج العربي وخليج عمان الذي كان الأساس لثروة مملكة هرمز.
حالة الضعف التي اصابت ملك هرمز في سياسيا واقتصاديا تسببت في ضعف سيطرته على قادة الاسطول في المملكة، وفي نفس الوقت انخفض دفع (moqarraiyeh) او توقف بشكل مؤقت عن حاكم لار، الذي بدوره قام بمنع مرور القوافل التجارية الى جزيرة هرمز، إضافة الى ذلك المهاجرين الجدد اهل نخيلوه (قرابة 1570) دفعوا لحاكم لار "أموال للحماية" وهذا يمكن حسابة للمساعدة في ضد أي هجوم برتغالي.
هذه الحالة كان من الواجب عدم حدوثها لذا كان من المتوقع حدوث اضطراب او انقلاب في حالة ما تعامل البرتغاليون مع اهل نخيلوه في الأمور العقلانية او التجارية، لذا مباشرة تسببت اعمال القرصنة في زيادة تكلفة المعاملات التجارية وحدث كذلك التدخل العسكري، كان من الواجب ان يمنع دفع اهل نخيلوه لضريبة (moqarraiyeh) الاختلاف الذي قد يتسبب به البرتغاليون.
الحلقة الخامس:
مصطلح أهل نخيلوه:
عندما سكنت مجموعة من العرب في بلدة نخيلوه في ذلك الوقت اطلق عليهم البرتغاليون هذا الاسم، فهذا الاسم نخيلوه استخدمه الكتاب البرتغاليون في العديد من الطرق مثل (Naquilus, Nihhelus, Nuqueluzes and Niquelus)، في حين لم يسجل الاسم الذي اطلقته تلك المجموعة من العرب على نفسها، علما بانهم كانوا جزء مجموعة عربية كبيرة جاءت من عمان الى الساحل الإيراني، في القرن السابع عشر الميلادي وهذه المجموعة نفسها كانت تعرف بعرب (الهوله)، وكان السبب لهذا الاصطلاح لان هؤلاء العرب نسبوا الى ميناء نخيلوه في حين نسب العرب الذين سكنوا في عسيلوه الى هذا الميناء أيضا، علما بان اهل عسيلوه مرتبطون بشكل واضح باهل نخيلوه، ونظرا للأسباب ذاتها اطلق في القرن السابع عشر والثامن عشر على اعسلوه اسم الهوله وهم يعتبرون جزء من أولئك الذين يسكون في نخيلوه.
الحلقة السادسة:
المشاكل مع عرب نخيلوه:
رغم أنهم حاليا يعيشون في الجانب الاخر من الخليج العربي الا ان اهل نخيلوه استمروا في العيش على طريقتهم التقليدية، يعتمدون على صيد الأسماك والغوص بحثا عن اللؤلؤ والاعتناء بأشجار النخيل، كانوا يغوصون بحثا عن اللؤلؤ تقع بالقرب من جزيرة البحرين خلال الفترة (يوليو-اغسطس) وفي سواحل عمان خلال شهر سبتمر، وبعضهم انخرط في اعمال القرصنة كونهم فقراء ويمتلكون السفن.
يتميز موقع بندر نخيلوه بانه يتوسط جزيرة هرمز وميناء البصرة لذا فان جميع السفن التي تعبر بالقرب منهم تكون غير محمية، وهذه الأنشطة تحديدا جلبت إليهم اهتمام البرتغاليون في هرمز، الذين كانوا لا يحبون أي أنشطة تؤثر بشكل سلبي على عائدات الضرائب في جزيرة هرمز.
في عام 1581م تزامن وجود الاسطول البرتغالي بقيادة (D. Jeronimo Mascarenhas) في هرمز مع وجود تحركات عسكرية تمت بواسطة حاكم لار، الذي تعرض للقوافل التجارية القادمة والمغادرة من جزيرة هرمز، بسبب المقرريه (moqarrariyeh) او ضريبة المرور التي لم تدفع، حيث تقرر اتخاذ ذلك الاجراء ضد حاكم لار، قائد جزيرة هرمز (D. Jeronimo Mascarenhas) خلال الفترة (1580-1583م) أيضا طلب من D. Jeronimo، كابتن مور (Capitao Mor) ان يتخذ الأجزاء ضد اهل نخيلوه لكي يجبرهم على الهجرة الى جزيرة لارك حسب ما تم الاتفاق عليه مع سلفه الكبتن راي كونسليف (Ruy Consalves da Camara) إضافة على ذلك قرر وضع حد لاعمال القرصنة التي كانوا يقومون بها رغم ان ذلك يتطلب قوة كبيرة.
ابحر الاسطول المكون من 11 سفينة من نوع (galeotas) وسفينة أخرى من نوع (galley) ولكنه وقبل ان يهاجم بندر نخيلوه ارسل القائد مور بعض العرب بواسطة اسطول صغير للتحدث الى شيخ بندر نخيلوه وحثه على الالتزام بالاتفاق مع القائد السابق بحيث ينضم الى اسطول ملك هرمز وصديق البرتغاليين، وفي المقابل طلب شيخ نخيلوه والذي كان يدعى (موسى) السماح له بالمرور والتحدث الى القائد مور في سفينته الحربية (galley)، وعندما سمح للشيخ موسى وبعض مستشاريه الوصول الى السفينه، اتفقوا بعد المناقشه على ان ينتقل عرب نخيلوه الى جزيرة لارك بشرط ان لا تبحر سفنهم الا بعد التزامهم بعدم ارتكاب أي اعمال قرصنة، وتم التوقيع الى وثيقة لهذا الغرض واخذ عليهم العهد بالانتقال الى جزيرة لارك وفقا للوقت المعطى لهم وبذلك يصبح اسطولهم تابع لملك هرمز، بعدها عاد القائد مور الى جزيرة هرمز.
الحلقة السابعة:
الكارثة وعصيان اهل نخيلوه:
لايوجد تقرير يوضح الكيفية او المدى الذي طبق به اهل نخيلوه اتفاقية عام 1581م (989هـ)، رغم انهم توقفوا القرصنة ولا نعلم ان كانوا جميعهم انتقلوا الى جزيرة لارك او جزء منهم، على الأقل لبعض الوقت تم احترام الاتفاقية حتى عام 1583م (992هـ) عندما أخل اهل نخيلوه بشروط اتفاقية السلام، تم الإبلاغ عن ارتكاب عملية قرصنة بالقرب من جزيرة لارا (lara) لسفينة كانة قادمة من البصرة الى جزيرة هرمز، مما تسبب في الاضرار بعائدات الجمارك، حيث ان كوتو (Couto) سماها جزيرة لارا وليس لاركا (Lareca)، كما انه أيضا أشار في بعض الفصول الى لارا بما يوحي انه كان مخطئ، حيث انه في الحقيقة كان يقصد لاز (Laz) القرية الرئيسية في جزيرة الشيخ شعيب الجزيرة الأخرى المسكونه في الخليج العربي المقابلة لميناء نخيلوه.
قرر القائد اسر بعض مراكبهم، لذا تم تكليف سفينة واحدة من نوع (galliot) لانجاز هذه المهمة، تم اصدار الامر بواسطة (galvao) ويم ارسال 20 جندي معه، كان عليه مهاجمة السفن التابعة لجزيرة لاز (Laz) واسر بعض السفن التابعة لاهل نخيلوه بهدف حماية السفن القادمة من البصرة.
وعندما وصلت الفينة الحربية (galliot) الى لاز قامت بقصف مساكن اهل نخيلوه في الصباح وعندما حل الظلام ابتعدت عن الجزيرة، ولكن اهل نخيلوه استلموا معلومات سرية من سكان لاز وتسللوا الى السفينة الحربية البرتغالية وهاجموها وبعض السفن الصغيرة المرافقة لها في الليل.
عندما علم قائد جزيرة هرمز بهذا الخبر ارسل سفينة حربية أخرى من نوع (galliot) وامر قائد البحرية (patrao da ribeira) وجنوده بإعادة المحاولة لاسر بعض من أهالي نخيلوه، على كل حال السفينة تعثرت في أداء هذه المهمة بسبب هبوب العاصفة ولم ينجوا من هذه العاصفة الا القائد وخمسة من الجنود فقط، حيث ان سكان جزيرة لاز، رغم ان سفن ملك هرمز امرت اهل نخيلوه على الرغم من ان اهل نخيلوه كانوا هم السبب في اسر السفينة الحربية من نوع (galliot)، لذا تقرر معاقبتهم.
قائد جزيرة هرمز الجديد (Mathias d Albuquerqe) خلال الفترة (1584-1587م) سلح عدد اربع سفن بقيادة الكابتن (Mor Lucas de Almeida) وامره بالذهاب الى الجزيرة وتدميرها قدر الاستطاعة ومحاولة اسر بعض سفن اهل نخيلوه.
وبعد ذلك ارسل سفينتين إضافية بقيادة (Alvaro de Avelar) الى جزيرة البحرين وامرهم بمساعدة (de Almeida) وقتل أي شخص في جزيرة لارا (Lara)، وحدثت عاصفة أخرى تسببت بضياع السفن البرتغالية ولم ينجوا منهم الا احد عشر شخص فقط.
اهل نخيلوه كانوا مسرورين جدا بهذه التطورات، وقاموا بعد ذلك مباشرة بخطف العديد من السفن المحملة كل واحده منها بقرابة 40 الف (cruzados) بعد مغادرتها بغداد الى مكان اخر وطلبوا الفديه، قائد هرمز الجديد (Mathias d Albuquerqe) غضب من ذلك وطلب المساعدة من ميناء جوا (Goa) في الهند بارسال 300 رجل لمعاقبة اهل نخيلوه، لانهم قد يتسببون بإيقاف جميع الحركة التجارية مع البصرة.
الحلقة الثامنة:
في عام 1586م (994هـ) طلب اسطول مكون من 15 سفينة مدعومة بـ 500 جندي من افضل المقاتلين التابعين للقائد ايستادو دا اندياس (Estado da Indias) ووصلوا بعد تلقيهم الأوامر من روي كنسليف دا كاميرا (Ruy Consalves da Camara) قائد جزيرة هرمز السابق، وكانت اوماره ماهجمة وتدمير نخيلوه، ونظرا لكونه سمين الجسم بقي في جزيرة هرمز ولازم مكانه، وطلب احدهم بيدرو هوميم بيريرا (Pedro Homem Pereira) الذي عند اذن وضع رجل قائد جيد وذو خبره، واعطاهم الأوامر باتباعه في جميع الأمور، حيث انه سيحل محله، بيدرو هوميم بيريرا (Pedro Homem Pereira) اصطحب معه خمس سفن إضافية محملة بـ 150 رجل من جزيرة هرمز.
الاسطول وصلته معلومات سريعه بان اهل نخيلوه تجمعوا في لاز (Laz)، حيث لا يوجد شيء يمكن تدميره او حرقه، حيث ذهبوا على متن سفنهم ولجأوا الى الساحل، بيريرا (Pereira) طلب الاذن من (Mathias d Albuquerqe) الذي أجابه بان يهاجم نخيلوه، الذين استقروا في ساحل (Leitao) بالقرب من جزيرة قيس، بيدرو هوميم بيريرا (Pedro Homem Pereira) قرر انزال قواته لاخذ نخيلوه.
لذا جمع قادته وعرض عريهم الخطاب الذي استلمه والتعليمات الجديدة، جميع القادة قالوا له بان الامر خطير جدا لتنفيذ هذا الهجوم، وبعد نقاش طويل اصر على تنفيذ الهجوم، اشتركت سفينتين تحمل كل واحدة منها 60 رجل ونزلت، احدها تقلت الأوامر من الكابتن مور الذي كان ينوي حماية البقية، بناء على أوامر دا جاما (da Gama).
.... ركضو هناك بسرعه على الشاطئ، لذا ارتموا نصف جافين على الرمل، كل رجل قفز على الأرض بدون أي امر من باتاي (bataille) كما كان يجب عليهم ان يفعلوا، عندما ادرك الملازم انه كان من الواجب عليه استخدام صلاحياته، ووضعهم تحت امره، كما ينبغي في الأوضاع الحربية ان يفعلوا، ولكنهم لم يستمعوا له، وهو لم يتحمل لأنه محترم وجندي، ومع هذا الكلام الوقح، ذهبوا الى المسار وانتشروا ثم واضطربوا مثل قطيع غنم بدون راعي، واعتقدوا جميعا بان العالم لا يسعهم، وكل برتغالي يجب ان يكون هرقل وقوي ويحمل كل العالم على كتفه... انتهى.
اهل نخيلوه الذين ارسلوا بواسطة حاكم لار شاهدوا عمليه الهبوط والاضطراب بين الجنود وكيف ان سفنهم كانت عالقة على الساحل لذا كان من الصعب عليهم العودة مرة أخرى، القوة البرتغالية بالكاد رست عندما هاجمهم 500 من اهل نخيلوه على اقدامهم وعلى خيولهم القوة البرتغالية كانوا على شكل نصف قمر، طوق اهل نخيلوه الجنود البرتغاليين ودفعوهم الى حافة البحر مما تسبب في قتل وغرق الكثير من الجنود البرتغاليين نتيجة ارتباكهم، في حين حاول اخرين الوصول الى السفن الصفيرة.
بناء على افادة كوتو و فان لينسكتون كانت هذه اخطر هزيمة في تاريخ يستادو دا انديا (Estado da Indias) لانه وفي اقل من ساعة هزم الاسطول بكامله، حيث ان العديد من الرجال كقوة غزو الهند بكل قوة المدينة، القوة ذاتها هزمت الترك والاعداء الاخرين.
ما اجماله 250 (كوتو) او اكثر من 800 (فان لينسكتون) كانوا زهرة القوة الحربية للقائد (Estado da Indias) بما فيهم الشباب والرجال هلكوا.
الحلقة التاسعة:
استمرار الاثار السلبية لاهل نخيلوه:
بعد مرور عام على كارثة عام 1586م في نخيلوه لا تذكر المصادر البرتغالية أي نشاط لاهل نخيلوه، من المؤكد انهم استمروا في انشطتهم الاعتيادية بما في ذلك القرصنة، ويمكن الاستدلال من الملاحظة التي تمت فيما بعد، حيث انه وفي عام 1604م عندما تمت رحلة في المنطقة المحصورة بين جزيرة هرمز وبندر نخيلوه، "بيدرو تخسيرا" لاحظ التالي: شاهدنا بعض سفن القراصنة التي لم تنقطع في هذا البحر، لذا كان على السفن التجارية مرافقة الاسطول البرتغالي، إضافة الى ذلك شرح "بيدرو تخسيرا" كيف هاجمت سفينتين من نخيلوه سفينة تجارية مغربية كانت ترافق سفينة برتغالية.
حيث كان اسلوبهم التسلل اليها ثم مهاجمتها في ساعة الصباح، ولكن المقاومة كانت عنيفة والأشخاص الذين كانوا في سفينة "تخسيرا" الذين كانوا يشاهدون من مسافة اطلقوا النار عليهم لإخافتهم وإيقاف عملهم.
في الحقيقة ومن الملاحظات الأخرى التي سجلها "بيدرو تخسيرا" غارة اهل نخيلوه يجب انهم ذهبوا بعيدا وفقا لتصرفات القراصنة البسيطة، ولذلك أيضا يقومون بمهاجمة جيرانهم سكان الساحل والجزر في الخليج العربي، وعلى سبيل المثال جزيرة قشم قالوا بانها تنتج كمية كبيرة من المحاصيل الزراعية المتنوعة عندما كان سكانها ناس جيدون، ولكن الان هناك محاصيل قليلة نتيجة لتعرضها لغارات عرب نخيلوه، وهذه الخسارة حدثت بسبب اهمال قائد جزيرة هرمز، فقط ثلاث مغامرات شراعية بعيده تستطيع بسهوله وبأقل تكلفة عمل مثل هذه الاعمال.
الشيء نفسه حدث للجزر الأخرى في الخليج حيث ان السكان المتعبون وبسبب الغزو من قراصنة عرب نخيلوه و(Noutaues) الذين اشتهروا في الساحل الفارسي بهذه التسمية، واخذوا هذه الأسماء من هذه الأماكن، جزيرة قيس ذاتها كانت موقعا ملائما للتجارة، ولكن الان هجرت منذ ان خسرت تجارتها، بسبب غارات لصوص نخيلوه و(Noutaues) وهم مجموعتين من القراصنة الأكثر ازعاجا في هذا البحر.
في الحقيقة الساحل الداخلي بالقرب من منطقة نخيلوه اصبح غير امن لذا اصبح البرتغاليون لا يجرون على الاقتراب من تلك المنطقة لان بعض عرب نخيلوه كانوا يتتبعون البرتغاليون ويهاجمونهم ثم يقتلونهم، وهذا مؤشر على الكراهية البالغة التي كان يضمرها اهل نخيلوه وجيرانهم في ذلك الساحل ضد البرتغالييون.
حتى عندما يكون البرتغاليون واعوانهم يمتلكون القوة الكافية للمغامرة كانوا يفشلون، لذا فانه وبسبب كل هذا الساحل مضطرب بسبب الهجمات الوحشية للسفن البرتغالية التي كانت تتصرف بجنون في هذا المكان.
الحلقة العاشر:
(ترجمة عن اللغة الانجليزية)...
عرب نخيلوه، السلاح السياسي:
في ذلك الوقت كانت القرصنة مدعومة بواسطة الشاه عباس الأول ملك فارس في الخليج العربي، كان ذلك نتيجة لرغبة ملك الصفويين بهدف ضم جميع الأراضي التي كان يعتبرها جزء من أراضي مملكته، بما في ذلك مملكة هرمز، دعم ببطيء ولكن بالتأكيد تم التعدي على أراضي مملكة هرمز، البحرين في عام 1602م وجزيرة قشم في عام 1608م.
اذ ان الصفوين قد قاموا بتقديم الدعم الرسمي لعرب نخيلوه فهذا كان بسبب توقف مملكة هرمز عن دفع الضرائب المقررة (moqarraryeh) للسماح بمرور القوافل دون عوائق كما في عام 1608م، قدرت السفن الصفوية المدعومة التي كانت تضايق سفن الشحن في الخليج العربي بقرابة 1200، منها 800 كانت تخص الشاه وحلفاءه، ونمت القوة البحرية في عددها في عام 1610م، وكانت 100 من هذه السفن تتواجد بشكل دائم في ميناء ريشهر (بوشهر) لمهاجمة سفن الشحن المتوجهة للبصرة.
وعدد كبير من السفن الأخرى كانت تابعة لعرب نخيلوه، والتي اعتبرها البرتغالييون بانها تهديد رئيسي لهم، ومثال على إدراك هذا التهديد ما حصل في عام 1609م عندما ناقشت هيئة مستشاري هرمز خطة لتحصين ساحل الجزيرة من (Lard-e Amir)، لأنهم كانوا يخشون من هجوم عرب نخيلوه وقراصنة (Noutaques)، وعندها لم يتخذ أي قرار، ونفس النقاش استمر حتى عام 1610م عندما أعطيت الأوامر الى الكابتن مور (Mor do mar) لقتال هؤلاء القراصنة بواسطة الملك فليب الثاني (Filipe II) في عام 1609م، الذي كان قائد احد سفن الغلاين (Galleon) في جزيرة هرمز.
في عام 1610م حث ملك البرتغال على تدمير سفن عرب نخيلوه، وهذا الامر تكرر في عام 1612م، وفي نفس هذه السنة كتب الملك فليب الثاني امر بإعادة تحصين قلعة هرمز وان أي سفن لاتحمل اذن ملاحة وخصوصا سفن عرب نخيلوه يجب ان تحرق، وبهذا الشكل حثهم الخطاب او كما كان الايمان بأهمية نقلهم الى احدى الجزر المهجورة في الخليج العربي بحيث يصبحون جزء من مملكة هرمز واتباع لها.
وبهذا الشكل يكون من السهل السيطرة عليهم او كما كان يعتقد، ولهذا أرسلت السفن والقوات، واقترح نائب الملك بان استخدام السفن أكثر ملائمة للخلج العربي وفي عام 1612م تم الموافقة على المقترح وقام قائد الاسطول بمسح منطقة نخليوه وتعقب مهربين البهارات، ومصادرة سلعهم وتقاسمها من طاقم السفينة، حيث انه ووفقا لهذا النظام لم يكن يدفع لهم شيء سوى عن طريق مصادرة السلع المهربة.
وهذا النظام على ما يبدوا أثر على عرب نخيلوه مما جعلهم يطلبون الهدنه وطلب الاذن بالسكن في جزيرة على حافة جزيرة هرمز، هذه الهدنه استمرت حتى منتصف عام 1614م.
الحلقة الحادية عشر:
عام 1614م قتل عرب نخيلوه: اسباب الحرب
في غضون عودة الشد مجددا بين فارس والبرتغال، كان الشاه عباس الأول غاضبا جدا من السفير انتونيو جوفا (Antonoio Gouvea) الذي عاد مؤخرا، إضافة الى ذلك نسطوريا كريستيا (Nestorian Christian) مترجم الشاه عباس كذلك هرب الى جزيرة هرمز نظرا لخوفه من اجباره على الدخول في الإسلام، دي لويس دي جاما (D. Luis da Gama) القائد الجديد لجزيرة هرمز (1614-1619) فجر هذه الاوضاء الخطرة في عام 1614م، حيث ان شقيقه دون رودريقو (Don Rodrigo) قتل قبل سنوات قليلة بواسطة عرب نخيلوه.
بهدف الثأر اعطى الأخ دي لويس دي جاما (D. Luis da Gama) الأوامر لقتل مجموعة من بحارة نخيلوه الذين قدموا لبيع القمح في جزيرة هرمز، النتيجة كانت اعدام 70 رجل وهذه المذبحة صدمت الجميع، سواء كانوا مسيحيون أو غير مسيحيون، كذلك انتونيو جوفا (Antonoio Gouvea) أسقف القيروان عبر عن امتعاضه لقبول القرار الذي أقدم علية القائد في خطبة قدمها للجمهور وانتقد بقسوة الأشخاص الذين كانوا مدانين في هذا العمل.
وكانت مفاجأة كبيرة بعد أيام قليلة عندما تحدث الاسباني لوتس سا كاستلا (Fr. Luis sa Castlla) عن موافقة أسقف القيروان لعوائل المقتولين العرب عندما طلبوا مناصرة حاكم شيراز (الله وردي خان) في طلب تطبيق العدالة من دي لويس دي جاما (D. Luis da Gama) الذي كان غبيا جدا وامر بحبس الرسول الذي بعث به حاكم شيراز (الله وردي خان) للمطالبة بدفع الدية في (June 1614) وكما انه رفض الدفع.
وبسبب هذه المذبحة ورفض دفع دية الدم، قرر حاكم شيراز (الله وردي خان) اتخاذ اجراء ولم يكن لديه خيار سوى محاصرة بندر جمبرون (بندر عباس) الذي بدأ في أغسطس 1614م وأعقب الحصار سقوط الحامية في ديسمبر 1614م.
الحلقة الثانية عشر
عام 1614م قتل عرب نخيلوه: اسباب الحرب
عند اذ رحب الشاه عباس الأول بالمقترحات الدبلوماسية البرتغالية، واستمرت قواته في الضغط على البرتغاليين، بتهديد السفن البرتغالية في الخليج العربي وخليج عمان حيث ان القوة الصفوية هاجمتهم بثلاث مائة سفينه في عام 1615م باستخدام عرب نخيلوه وقراصنة مكران (Nautaques)، على كل حال لم يمن كل عرب نخيلوه يقبلون التعاون من الحكومة الصفوية، نظرا لوجود نزعة قوية لديهم للبقاء مستقلين، واستمرت هذه النزعة لديهم خلال القرن السابع عشر والثامن عشر الميلادي.
قرابة عام 1617م، بدء علي كمال (الظهوري) الرجل الشجاع الذي كان يقوم بأفعال شجاعة في الحرب، ولكن كبريائه لم يسمح له القبول بوقاحة الفرس، حيث استمر في تحدي خان شيراز وملك فارس، الذي خطط في القبض عليه، لانه وبهذا السلوك قد يتمون من قيادة تمرد مع أهالي بلاده الذين كانوا يحبونه ويطيعون أوامره.
لذا ترك الإقامة في بندر نخيلوه واستقر في منطقة قريبة من جلفار (راس الخيمة) في الجانب الاخر من الخليج العربي، بعد ذلك علي كمال (الظهوري) عرض خدماته على قائد جزيرة هرمز ضد الصفويين، ولكنهم رفضوا العرض، حيث ان قائد جزيرة هرمز كان ينظرا بشده الى مصالحة الشخصية، لذا لم يقم بعمل أي شيء، ونظرا لكون علي كمال (الظهوري) تحدى أوامر الشاه عباس الأول ارسل الأخير قواته الى ساحل عمان ودمر المستعمرة الصغيرة التي أسسها عرب نخيلوه هناك وقتل اكثر من 60 رجل من العرب، ووضع حد لتمرد عرب نخيلوه لبعض الوقت.
وعلى الرغم من هذا الهجوم البحري استمر تجار هرمز في ممارسة الأنشطة التجارية مع الصفويين، لذا لم يكن الهجوم مؤثرا بشكل عملي كما يريد البرتغاليين اقناعنا به، بالتأكيد كان هناك مبرر جيد لأرسال تقارير تحذير، لان ذلك كان سبب في جلب المزيد من المال بهدف الحماية، ولكن في الحقيقة ذلك بهدف ملئ جيوب قائد جزيرة هرمز ومعاونيه، وينتهي بشكل غير مؤكد بالتفاوض مع عباس الأول، كانت توجيهات لشبونه مشدده لتحصين هرمز وقشم وفي عام 1619م ارسل القائد البرتغالي روي فريرا (Rui Freire) الى الخليج العربي مدعوما بأسطول كبير لإعادة السيطرة البرتغالية وإزالة أسباب الضغط والحد من خطر عرب نخيلوه المستقرون على الساحل الاخر من الخليج العربي وطرد الانجليز من ميناء جاشك الذين أسسوا محطة تجارية هناك منذ عام 1617م.
منطقة الرعب في الخليج العربي بدأت بواسطة القائد روي فريرا قبل وبعد افلاته من اسر الانجليز في عام 1622م مما تسبب في خوف عظيم وكره للبرتغاليين بين السكان في الجانب الإيراني، عند اذ ان أوامره إشارات الى عرب نخيلوة صراحة لا يوجد إشارة الى عرب نخيلوه نهائيا في مذكرات روي فريرا.
في الواقع وري فريرا لم يقضي عليهم كما طلب منه، لذلك عرب نخيلوه كانوا قادرين على حصار قلعة قشم وهرمز وفتحها في عام 1622م، حيث أشار ديلا فالي (Della Valle) الى حضور العرب من نخيلوه بسفنهم ومساعدتهم للقوات الصفوية في مهاجمة هرمز.
الحلقة الثالثة عشر
نخيلوه: ميناء جاذب
حتى الان اشرت مرة واحدة فقط الى ميناء نخيلوه، عندما أطلق البرتغاليين على سكانه هذه التسمية، لذا من الضروري ان ننظر عن قرب لوظيفة هذا الميناء، لانها تظهر جانب اخر اكثر سلمية لنخيلوه.
نخيلوه تقع على الساحل الإيراني في الجهة المقابلة لجزيرة شتورا (Shitvar)، وطريق الوصول الى القرية امن حيث يصل العمق الى 15 قامة على بعد 1600 متر بعيدا عن الساحل ومن 5-6 قامات قرب الساحل.
والمرسى فيها معرض للرياح الشمالية الغربية، وبالقرب منها جزيرة الشيخ شعيب التي كانت تابعة لشيخ نخيلوه، وهي تبعد عن جزيرة شتورا قرابة 1200 متر الى ناحية الشرق، وعند الإبحار من بندر عباس الى ميناء البصرة بمحاذات الساحل الميناء يكون الثاني الذي تصل اليه السفن هو نخيلوه، هذه ليست ملاحظات جغرافية مكملة او مطلوبة للابحار عند الرغبة في العمل في التجارة.
نيوبيري (Newberie) نزل في نخيلوه اثناء رحلته في الخليج العربي في عام 1584م، ودفع لحمل امتعته في نخيلوه اثنين (larins)، وللانزال خمسة (larins)، وهذا يبين لنا بان نخيلوه كانت ميناء اعتيادي مشابه لاي ميناء صيد اخر في الخليج العربي، حيث يصل الى هنا التجار للتجارة او لاستخدام المكان كميناء لاعادة تصدير بضائعهم الجيدة الى الأسواق في وسط فارس، ومن بين هؤلاء التجار تاجر البهارات البرتغالي ماتو دي بريتو (Mateo de Britto)، الذي كان له نخيلوه مكان إقامة في عام 1612م.
وهذا يبين بان كراهية العرب للبرتغاليين كان منتقاه، وتركز بشكل أساسي على طبقة موظفي الدولة، وليس على التجار البرتغاليين الذين يتعاملون معهم، وتجار نخيلوه أيضا كانوا يزورون هرمز لأغراض التجارة وهذا يظهر بان العلاقة التي تربط البرتغاليين وعرب نخيلوه لم تكن دائما علاقة عداء، خصوصا عندما يرى احد الأطراف ان بإمكانية إزالة التهديد، وهذا لا يعني بانه لم يحدث بين الطرفين صدام عنيف، ولكن ذلك كان وجه من أوجه العلاقة بينهم.
الحلقة الرابعة عشر
نخيلوه بعد عام 1622م الموافق (1031هـ):
بعد سقوط هرمز في شهر ابريل عام 1622م استمر بعض التجار الأرمن والمسلمين في استخدام نخيلوه كنقطة رئيسية لإعادة الشحن على الجانب الإيراني وكبديل للموانئ الكبيرة اثناء عودتهم من مسقط.
البرتغاليون لا يزالون يخافون من عرب نخيلوه، بسبب كراهية البرتغاليين من قبل سكان الساحل بسبب اعمال القتل وغارات التدمير التي قام بها القائد روي فريرا (Rui Freires).
في عام 1625م عرض زعيم نخيلوه السلام الى أسرى سفينة برتغالية أبحر بها ديلا فالي (Della Valle) من مسقط الى البصرة، وطلب من بحارتها التجارة مع بندر نخيلوه، فقد كان شيخ نخيلوه في حاجة ماسة الى تشجيع التجارة، على كل حال طاقم السفينة البرتغالية، الذين كانوا عبارة عن هنود مسلمين، لم يكونوا واثقين من عرضة، وهذا بالإمكان فهمه حيث ان قراصنة نخيلوه عادة كانوا يهاجمون السفن التجارية.
فقط السفن البرتغالية (جلفات) المسلحة بقوة كبيرة كانت لا تتعرض لنيران قراصنة الخليج العربي القادمين من نخيلوه، فقد كانت الجلفات البرتغالية ترافق القوافل التجارية التي كانت تبحر من مسقط وكنج الى البصرة، في حين كان الاوربيين الاخرين لا يتعرضون لهجمات عرب نخيلوه.
في عام 1643م عرب نخيلوه احتجزوا سفينة بها رجل هولندي معه بعض المال لشراء اللؤلؤ من شركة الهولندية (VOC) في البحرين، على كل حال عندما علموا بانه هولندي اطلقوا صراحه واعادوا له المال.
أضف على ذلك ان الهولندي كتب ان زعيم نخيلوه كان عدوا للبرتغاليين وبانه اقسم بقتل كل برتغالي يتم القبض عليه في البحر، والبرتغالين كانوا يعملون الشيء ذاته، لذا القضية لا تكون ساخنه كثيرا كما في الوقت الحالي، حيث ان العرب المسلمين كانوا مجبرين على الخضوع وطلب الاذن من البرتغاليين للإبحار وفي النهاية يحصلون على الاذن بسهوله كما يحصل عليه الاخرون.
ومع أن القوة والتجارة البرتغالية انحدرت وقادت بشكل بطيء الى أنماط مختلفة، ولكن وعلى الرغم من ذلك استمر شعور العداء بين كل منهم.
هذا الوضع الجديد واضح في ملاحظات بكاروا (Bocarros)، في عام 1634م حين وصف سفن نخيلوه بانها تابعه للشاه عباس الأول، وانهم الشجعان العرب والبحارة العظماء والاعداء الأقوياء للبرتغاليين. وهنا حدث تغيير في وصف اهل نخيلوه عما كانوا يوصفون به الفترات السابقة.
حتى بعد انتهاء فترة حكم البرتغاليين للخليج العربي وفقدهم للاهمية، عرب نخيلوه استمرت سمعتهم توصف بشكل سيئ من قبل الحكومة الصفوية، في عام 1672م امير التجار (شاهبندر) في بندر عباس لم يكن يرغب في عمل أي شيء ضد عرب نخيلوه بعد ان تلقى الشكوى ضدهم من مسافر فرنسي يدعى كيري (Carre) "الذي قال بانه لا يستطيع عمل شيء ضد هؤلاء الناس، حيث انهم متمردون وغير خاضعين لأي سلطة حاكمه" نور (Nor) قام بتسليمه الى اثنين او ثلاثة من حكامهم أرسلت ضدهم لتحصيل بعض المطالبات من بعض مناطقهم.
الحلقة الخامسة عشر
هل كان عرب نخيلوه قراصنة:
هل كان عرب نخيلوه قراصنة او مطالبين بحقوقهم، واذا كان الاخير فما هو هذا الحق..؟
للإجابة على هذا السؤال الذي كان سهلا عند البرتغاليين، فهم بكل بساطة كانوا قراصنة.
فان لانسجوتون (Van Linschoten) خصها بشكل جيد عندما كتب " بعض القراصنة استقروا في مكان يسمى نخيلوه" مدللا على ذلك بانهم كانوا يتحركون في البحر ذهابا وايابا، ويشكلون خطر عظيم على السفن وتجار البصرة الذين يذهبون الى (traffiqued) في هرمز، حيث كانت (traffiqued) قرية على احد جوانب جزيرة هرمز وتراجعت ارباحها نظرا لتعذر وصول التجار اليها.
على كل حال كان ذلك بهذه السهوله او كان على حافة الخطر ؟
ركز الادباء على القرصنة للفت الانتباه وفي الحقيقة تركت هذه القضية دون مناقشة وبدون جواب، ما أسس اطلاق هذه التهمة وما هي القوانين التي ترتبط بالمواجهات البحرية المتعلقة بالتجارة.
في نقاش بيرتن دومند (Perotin Dumon ) لهذا الموضوع قال بانه من المهم لإجابة هذا السؤال عن حقيقة القرصنة بحث العنصر السياسي، حيث ان القرصنة تأتي بشكل أساسي نتيجة للتغير السياسي اما بمحاولة دولة فرض سيطرتها التجارية في المنطقة في الحين الذي كانت فيه هذه السي\طرة في السابق ضعيفة او غير موجودة، او من الاختلاف بين كيانين الأول قوي تجاريا في الاصل والأخر في طور النشوء، وعادة ما تكون غنيمة القرصنة اقتصادية هذه الظاهرة التاريخية وجدت من خلال ديناميكية سياسية.
بافتراض أن سلوك القرصنة كان صحيحا فما كان يعني بالنسبة لدى عرب نخيلوه...؟
لقد كان هناك تغيير سياسي في الخليج العربي، مما دفع البرتغاليين الى تأسيس الدفاعات حول مملكة هرمز، على كل حال في الأخير كان على جميع الجهات اتباع سياسات هرمز فقط بشكل أساسي. المملكة التي أسست من قرون نوع من النمط التجاري. وكان على كل من يعبر مضيق هرمز ان يدفع الضرائب المقررة، عرب نخيلوه لم يقبلوا بهذا النمط، فهم لم يكونوا مهتمين بالتجارة انما كانوا فقط يعبرون بسفنهم في منطقتهم ومكان سكنهم لضمان رزقهم وليس لتحدي التجارة البرتغالية. حيث ان عرب نخيلوه لم يكونوا دخلاء وصلوا حديثا الى المنطقة استقروا في نخيلوه في عام 1570م او في مكان اخر، ولكن قبل هذا التاريخ كانوا يعبرون من الجانب الاخر من الخليج ولم يكونوا يهاجمون السفن التجارية او على الأقل لم يتم رصد أي اعتداء عندما كانوا في الساحل العربي، كذلك عرب نخيلوه لم يكونوا يسعون الى تحدي البرتغاليين او قوة هرمز، هذه الحالة تغيرت منذ عام 1608م بتغير الوضع السياسي في منطقة الخليج بقيام الدولة الصفوية التي شجعت عرب نخيلوه وغيرهم من العرب سكان الساحل على مهاجمة السفن المتجهة الى هرمز لأضعاف سيطرة البرتغاليين في المنطقة.
هذه الأوضاع السياسية والمتمثلة بالغارات المتقطعة كانت متوقعة، على كل حال فانه وبمجرد فقد البرتغاليين السيطرة على هرمز واضمحلال تجارتهم اختفى الضغط الصفوي على البرتغاليين نظرا لعودة الحركة في الخليج العربي، في حين استمر عرب نخيلوه في ممارسة اعمال القرصنة لذلك فحاله لا يمكن تصنيفه كأحد السلوكيات التي تحدث عنها بيرتن دومند (Perotin Dumon ) عندما افترض بان اعمال القرصنة يجب ان تتوقف. بالنسبة لها كانت ترى ان تقل نسبة اعمال القرصنة، على كل حال احتكار التجارة أيضا يجب ان يأخذ بعين الاعتبار، الذي كان تحديدا هو السبب للاحداث بعد سقوط هرمز عام 1622م.
الحلقة السادس عشر
في عام 1684م (1095هـ) تذكر التقارير الهولندية بان بندر ريق تم تدميره ونهبه بالكمال من قبل المهاجمين العرب لذا ضل هذا الميناء مهجور ولا جرأ احد من السكان على السكن به.
وبدل من ان تذهب السفن من بندر ريق الى البصرة أصبحت تذهب من بوشهر الى البصرة، وربما كان المهاجمون هم عرب بوشهر، حيث انه ومن تقارير الفرنسي (كيري) كان الهوله ينظرون لعرب بوشهر وبندر ريق على انهم اعدائهم الازليون.
غالبية سكان أبو شهر هم من العرب، وقليل من الفرس، ربما بدأ العداء بين ال مذكور شيوخ بوشهر وعرب الهوله منذ منتصف القرن السادس عشر الميلادي، عندما استقرت جماعة من العرب في بندر نخيلوه (الهوله)، حيث انهم خرجوا من عمان بعد ان خسروا كل مغاصات اللؤلؤ لصالح منافسيهم من قبيلة البومهير، الذين دعموا بشكل فعال الصفويين عندما كان عرب نخيلوه أعداء للصفوين.
في عام 1602-1602م (1010هـ) (الشيخ موسى بومهير) ساعد امام قولي خان بالرجال والسفن لطرد البرتغاليين من البحرين، البومهير تحت قيادة الشيخ امير مهنا (Amir Mahin) الذي كان يعيش في منطقة بندر الديلم في عام 1702م وقبل ذلك، والذي كان لا يزال على اتصال باقاربه في عمان في ذلك الوقت، مثلهم مثل الهوله، هذه الاتصالات المستمرة تؤكد العداء القديم التي تسببت في الهجرة الى الساحل الإيراني من الخليج العربي.
تدمير بندر ريق لا يعني نهاية القتال بين الهوله وعرب بندر ريق وابوشهر، ولم تحد من قتال الهوله مع جماعتهم، لذلك كان هناك اختلاف مع العرب الاخرين مثل العتوب والخليفات، الذين كانوا يسكنون البحرين، والتي نتج عنها خروجهم احد المجموعتين من البحرين من، حيث ان الخليفات سكنوا في بندر الديلم في عام 1696م، وكان شيخهم في ذلك الوقت ماجد، القبائل العربية الأخرى التي كانت تعيش هناك في تلك الفترة كانت تضمن بني زعاب وال بومهير، الذين كان شيوخهم على التوالي الشيخ خميس والشيخ امير مهنا (Amir Mahin)، وبعض بني الزعاب كان لايزالون يسكنون في مسقط.
الخليفات وبقية القبائل العربية ربما انهم نزحواا من بندر الديلم الى البحرين بعد ذلك بقليل، نظرا لانه وفي 22 ديسمبر 1701م (1113هـ)، علي باشا والي البصرة كتب الى إسطنبول بان هناك قبيلتين، العتوب والخليفات، ومعهم 150 سفينه .....الخ.
المصدر: مدونة طواش للباحث و الكاتب جلال الهارون الانصاري
http://alharoon.blogspot.ae/