الــحــر
03-20-2010, 11:35 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اليوم بعدما انتهينا من صلاة العشاء ذكر امام المسجد الشيخ (عبدالمحسن الحارثي) نقطه مهمه الا وهي
((الفرق بين المؤمن العاصي الذي يعذب في النار والكافر))
كان شيخنا سهل بن محمد -رحمه الله- يقول: المؤمن المذنب وإن عذب بالنار فإنه لا يلقى فيها إلقاء الكفار، ولا يبقى فيها بقاء الكفار، ولا يشقى فيها شقاء الكفار، ومعنى ذلك أن الكافر يسحب على وجهه إلى النار، ويلقى فيها منكوسا في السلاسل والأغلال والأنكال الثقال.
والمؤمن المذنب إذا ابتلي بالنار فإنه يدخل النار كما يدخل المجرم في الدنيا السجن على الرِّجْل، من غير إلقاء وتنكيس، ومعنى قوله "لا يلقى في النار إلقاء الكفار": أن الكافر يُحْرَقُ بدنه كله، كلما نضج جلده بُدل جلدا غيره؛ ليذوق العذاب، كما بينه الله في كتابه في قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ .
وأما المؤمنون فلا تلفح وجوههم النار، ولا تُحرِق أعضاء السجود منهم، إذ حرم الله على النار أعضاء سجوده، ومعنى قوله: "لا يبقى في النار بقاء الكفار": أن الكافر يخلد فيها ولا يخرج منها أبدا، ولا يُخلِّد الله من مذنبي المؤمنين في النار أحدا، ومعنى قوله: "ولا يشقى في النار شقاء الكفار": أن الكفار يؤيسون فيها من - رحمة الله ".
وفي النسخة الثانية: ييئسون.
ولا يرجون راحة بحال، وأما المؤمنون فلا ينقطع طمعهم من رحمة الله في كل حال، وعاقبة المؤمنين كلهم الجنة؛ لأنهم خلقوا لها وخلقت لهم، فضلا من الله ومنة.
هذا الكلام الذي نقله المؤلف -رحمه الله- عن شيخه سهل بن محمد + -رحمه الله- يبين فيه الفرق بين المؤمن العاصي الذي يعذب في النار والكافر، قال: بينهما فروق ثلاثة:
الفرق الأول: أن الكافر إذا دخل النار يُلقى منكسا على رأسه، أي: يدفع ويلقى منكسا فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ فيؤتى به ويقذف في النار على أم رأسه، ويدخل في سلسلة من النار، ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ .
أما المؤمن يدخلها على رِجله، مثل السجين الذي يدخل في الدنيا، يدخلها وهو يمشي على رجله، فكذلك يمشى على رجله ويدخل النار، أما الكافر ينكس فيها تنكيسا على أم رأسه، يلقى فيها، ويقذف فيها قذفا، نسأل الله العافية.
الفرق الثاني: أن الكافر تغمره النار من جميع الجهات، وتحرق بدنه، يُصْلَوْنَ فيها، أما المؤمن فهو لا تغمره من جميع الجهات، بل تلهبه النار على حسب أعماله، تلهبه لهبا، قد تصل النار إلى ركبتيه، أو إلى كعبيه، أو إلى حقويه، على حسب المعاصي، أما الكفرة من جميع الجهات، تغشاهم النار لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ يُصْلَوْنَ من جميع الجهات.
الأمر الثالث: أن الكافر ييئس من رحمة الله، ليس له طمع في أن يخرج من النار، بل هو يائس -والعياذ بالله- آبد الآباد، وأما المؤمن فإنه لا ييئس، بل يرجو، يرجو رحمة الله، ويرجو الخروج من النار؛ لأن دخوله مؤقت؛ لأن المؤمن الموحد أصله، أنه من أهل الجنة، خُلق للجنة.
لكن هذه المعاصي خبث لا بد أن يُطهَّر منها، منهم من يُطهَّر منها بعفو الله، فإذا عفا الله عنه طهر منها، وإذا لم يعف الله عنه فلا بد أن يطهر بالنار، تُطهر مثل النجاسة التي تصيب الثوب والبدن، لا بد من غسلها، فنجاسة المعاصي تُغسل بالنار إذا لم يعف الله عنها، حتى يطهر، فإذا طهر أُخرج منها، بشفاعة الشافعين أو برحمة أرحم الراحمين.
أبو الطيب -رحمه الله- يقول: إن الفرق بين دخول الكافر ودخول المؤمن من ثلاثة أوجه، يقول: وكان شيخنا الإمام أبو الطيب -رحمه الله- فيقول: المؤمن المذنب وإن عذب بالنار فإنه لا يُلقى فيها إلقاء الكفار، ولا يبقى فيها بقاء الكفار، ولا يشقى فيها شقاء الكفار، ومعنى ذلك أن الكافر يُسحب على وجهه إلى النار، ويُلقى فيها منكوسا في السلاسل والأغلال والأنكال والثقال.
والمؤمن المذنب إذا ابتلي بالنار فإنه يدخل النار، كما يدخل المجرم في الدنيا السجن على رجله، أما الكافر ينكس على أم رأسه، فالمؤمن العاصي يدخل النار على رجله من غير إلقاء وتنكيس.
ومعنى قوله: "لا يلقى فيها إلقاء الكفار": أن الكافر يحرق بدنه كله، جميع الجهات، وكلما نضج جلده بُدِّل جلدا غيره ليذوق العذاب، كما بين الله في كتابه في قوله عز وجل: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا يعني من جميع الجهات كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ وهذا تبديل تجديد، يعني يجدد الجلد، ولا يؤتى بجلود أخرى بل نفس الجلد يجدد ويبدل، كلما نضج جُدِّد من جديد حتى يستمر في العذاب -نسأل الله السلامة والعافية-.
وأما المؤمنون فلا تلفح وجوههم النار، ولا تحرق أعضاء السجود، بينما الكافر تلفح وجهه النار، فالمؤمن المصلي، لا تأكل النار موضع السجود، الجبهة واليدين والركبتين، ولكن تأكل بقية جسده، أما الكافر تلفحه النار من جميع الجهات -نعوذ بالله-.
ولهذا قال المؤلف: "وأما المؤمنون فلا تلفح وجوههم النار، ولا تحرق أعضاء السجود منهم، إذ حرم الله على النار أعضاء سجوده"، ولهذا جاء في الحديث الصحيح المتفق عليه وحرم الله على النار أن تأكل أثر السجود وفي اللفظ الآخر: كل ابن آدم تأكله النار إلا أثر السجود ومعنى قوله: "لا يبقى في النار بقاء الكفار": أن الكافر يخلد فيها ولا يخرج منها أبدا، ولا يخلد الله المذنب من المؤمنين في النار أحدا، فالكافر مخلد، خلودا مؤبدا، والمؤمن العاصي لا يخلد، وإن خُلِّد طال مكثه.
فبعض العصاة يطول مكثهم، لكن يخلد خلودا مؤمدا أي: له أمد ونهاية بينما خلود الكفار خلود مؤبد لا نهاية له، فخلود المؤمنين خلود مؤمد له نهاية ولهذا قال الله تعالى في القاتل يخلد خالدا فيها.
فالخلود خلودان:
1- خلود مؤبد، لا نهاية له، هذا خلود الكفرة.
2- والثاني خلود مؤمد، له أمد ونهاية وهذا خلود العصاة الذين اشتدت جرائمهم، أو كثرت.
ولهذا قال المؤلف: "ومعنى قوله: لا يشقى بالنار شقاء الكفار أن الكفار ييئسون فيها من رحمة الله، ولا يرجون راحة بحال، وأما المؤمنون فلا ينقطع طمعهم من رحمة الله" -يعني المؤمنون العصاة الذين دخلوا النار- فلا ينقطع طمعهم من رحمة الله في كل حال، وعاقبة المؤمنين كلهم الجنة، فالنهاية في الجنة، لأنهم خلقوا لها وخلقت لهم، فضلا من الله ومنة.
اسأل الله ان يختم بالصالحات اعمارنا وبالحسنات اعمالنا
وان يجعلنا من الصالحين
ذلك وبالله التوفيق وصلي اللهم علي سيدنا محمد وعلا اله وصحابته والتابعين له باحسان الا يوم الدين
وجزاكم الله خيرا
اليوم بعدما انتهينا من صلاة العشاء ذكر امام المسجد الشيخ (عبدالمحسن الحارثي) نقطه مهمه الا وهي
((الفرق بين المؤمن العاصي الذي يعذب في النار والكافر))
كان شيخنا سهل بن محمد -رحمه الله- يقول: المؤمن المذنب وإن عذب بالنار فإنه لا يلقى فيها إلقاء الكفار، ولا يبقى فيها بقاء الكفار، ولا يشقى فيها شقاء الكفار، ومعنى ذلك أن الكافر يسحب على وجهه إلى النار، ويلقى فيها منكوسا في السلاسل والأغلال والأنكال الثقال.
والمؤمن المذنب إذا ابتلي بالنار فإنه يدخل النار كما يدخل المجرم في الدنيا السجن على الرِّجْل، من غير إلقاء وتنكيس، ومعنى قوله "لا يلقى في النار إلقاء الكفار": أن الكافر يُحْرَقُ بدنه كله، كلما نضج جلده بُدل جلدا غيره؛ ليذوق العذاب، كما بينه الله في كتابه في قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ .
وأما المؤمنون فلا تلفح وجوههم النار، ولا تُحرِق أعضاء السجود منهم، إذ حرم الله على النار أعضاء سجوده، ومعنى قوله: "لا يبقى في النار بقاء الكفار": أن الكافر يخلد فيها ولا يخرج منها أبدا، ولا يُخلِّد الله من مذنبي المؤمنين في النار أحدا، ومعنى قوله: "ولا يشقى في النار شقاء الكفار": أن الكفار يؤيسون فيها من - رحمة الله ".
وفي النسخة الثانية: ييئسون.
ولا يرجون راحة بحال، وأما المؤمنون فلا ينقطع طمعهم من رحمة الله في كل حال، وعاقبة المؤمنين كلهم الجنة؛ لأنهم خلقوا لها وخلقت لهم، فضلا من الله ومنة.
هذا الكلام الذي نقله المؤلف -رحمه الله- عن شيخه سهل بن محمد + -رحمه الله- يبين فيه الفرق بين المؤمن العاصي الذي يعذب في النار والكافر، قال: بينهما فروق ثلاثة:
الفرق الأول: أن الكافر إذا دخل النار يُلقى منكسا على رأسه، أي: يدفع ويلقى منكسا فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ فيؤتى به ويقذف في النار على أم رأسه، ويدخل في سلسلة من النار، ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ .
أما المؤمن يدخلها على رِجله، مثل السجين الذي يدخل في الدنيا، يدخلها وهو يمشي على رجله، فكذلك يمشى على رجله ويدخل النار، أما الكافر ينكس فيها تنكيسا على أم رأسه، يلقى فيها، ويقذف فيها قذفا، نسأل الله العافية.
الفرق الثاني: أن الكافر تغمره النار من جميع الجهات، وتحرق بدنه، يُصْلَوْنَ فيها، أما المؤمن فهو لا تغمره من جميع الجهات، بل تلهبه النار على حسب أعماله، تلهبه لهبا، قد تصل النار إلى ركبتيه، أو إلى كعبيه، أو إلى حقويه، على حسب المعاصي، أما الكفرة من جميع الجهات، تغشاهم النار لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ يُصْلَوْنَ من جميع الجهات.
الأمر الثالث: أن الكافر ييئس من رحمة الله، ليس له طمع في أن يخرج من النار، بل هو يائس -والعياذ بالله- آبد الآباد، وأما المؤمن فإنه لا ييئس، بل يرجو، يرجو رحمة الله، ويرجو الخروج من النار؛ لأن دخوله مؤقت؛ لأن المؤمن الموحد أصله، أنه من أهل الجنة، خُلق للجنة.
لكن هذه المعاصي خبث لا بد أن يُطهَّر منها، منهم من يُطهَّر منها بعفو الله، فإذا عفا الله عنه طهر منها، وإذا لم يعف الله عنه فلا بد أن يطهر بالنار، تُطهر مثل النجاسة التي تصيب الثوب والبدن، لا بد من غسلها، فنجاسة المعاصي تُغسل بالنار إذا لم يعف الله عنها، حتى يطهر، فإذا طهر أُخرج منها، بشفاعة الشافعين أو برحمة أرحم الراحمين.
أبو الطيب -رحمه الله- يقول: إن الفرق بين دخول الكافر ودخول المؤمن من ثلاثة أوجه، يقول: وكان شيخنا الإمام أبو الطيب -رحمه الله- فيقول: المؤمن المذنب وإن عذب بالنار فإنه لا يُلقى فيها إلقاء الكفار، ولا يبقى فيها بقاء الكفار، ولا يشقى فيها شقاء الكفار، ومعنى ذلك أن الكافر يُسحب على وجهه إلى النار، ويُلقى فيها منكوسا في السلاسل والأغلال والأنكال والثقال.
والمؤمن المذنب إذا ابتلي بالنار فإنه يدخل النار، كما يدخل المجرم في الدنيا السجن على رجله، أما الكافر ينكس على أم رأسه، فالمؤمن العاصي يدخل النار على رجله من غير إلقاء وتنكيس.
ومعنى قوله: "لا يلقى فيها إلقاء الكفار": أن الكافر يحرق بدنه كله، جميع الجهات، وكلما نضج جلده بُدِّل جلدا غيره ليذوق العذاب، كما بين الله في كتابه في قوله عز وجل: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا يعني من جميع الجهات كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ وهذا تبديل تجديد، يعني يجدد الجلد، ولا يؤتى بجلود أخرى بل نفس الجلد يجدد ويبدل، كلما نضج جُدِّد من جديد حتى يستمر في العذاب -نسأل الله السلامة والعافية-.
وأما المؤمنون فلا تلفح وجوههم النار، ولا تحرق أعضاء السجود، بينما الكافر تلفح وجهه النار، فالمؤمن المصلي، لا تأكل النار موضع السجود، الجبهة واليدين والركبتين، ولكن تأكل بقية جسده، أما الكافر تلفحه النار من جميع الجهات -نعوذ بالله-.
ولهذا قال المؤلف: "وأما المؤمنون فلا تلفح وجوههم النار، ولا تحرق أعضاء السجود منهم، إذ حرم الله على النار أعضاء سجوده"، ولهذا جاء في الحديث الصحيح المتفق عليه وحرم الله على النار أن تأكل أثر السجود وفي اللفظ الآخر: كل ابن آدم تأكله النار إلا أثر السجود ومعنى قوله: "لا يبقى في النار بقاء الكفار": أن الكافر يخلد فيها ولا يخرج منها أبدا، ولا يخلد الله المذنب من المؤمنين في النار أحدا، فالكافر مخلد، خلودا مؤبدا، والمؤمن العاصي لا يخلد، وإن خُلِّد طال مكثه.
فبعض العصاة يطول مكثهم، لكن يخلد خلودا مؤمدا أي: له أمد ونهاية بينما خلود الكفار خلود مؤبد لا نهاية له، فخلود المؤمنين خلود مؤمد له نهاية ولهذا قال الله تعالى في القاتل يخلد خالدا فيها.
فالخلود خلودان:
1- خلود مؤبد، لا نهاية له، هذا خلود الكفرة.
2- والثاني خلود مؤمد، له أمد ونهاية وهذا خلود العصاة الذين اشتدت جرائمهم، أو كثرت.
ولهذا قال المؤلف: "ومعنى قوله: لا يشقى بالنار شقاء الكفار أن الكفار ييئسون فيها من رحمة الله، ولا يرجون راحة بحال، وأما المؤمنون فلا ينقطع طمعهم من رحمة الله" -يعني المؤمنون العصاة الذين دخلوا النار- فلا ينقطع طمعهم من رحمة الله في كل حال، وعاقبة المؤمنين كلهم الجنة، فالنهاية في الجنة، لأنهم خلقوا لها وخلقت لهم، فضلا من الله ومنة.
اسأل الله ان يختم بالصالحات اعمارنا وبالحسنات اعمالنا
وان يجعلنا من الصالحين
ذلك وبالله التوفيق وصلي اللهم علي سيدنا محمد وعلا اله وصحابته والتابعين له باحسان الا يوم الدين
وجزاكم الله خيرا