المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : علم الاثار التوراتي : سقوط مريع بعد عقود من اثار موهومة و حقائق باطلة!!!



أبن السواحل
03-24-2010, 07:01 PM
علم الاثار التوراتي : سقوط مريع بعد عقود من اثار موهومة و حقائق باطلة!!!

تحاول اسرائيل جاهدة ان تعثر ولو على ابرة كي تثبت بان القدس هي في الاصل يهودية و ان المسجد الاقصى يحوي تحته كثيرا من الاثار اليهودية الغابرة , لذا نشط خبراء الاثار في البحث و التنقيب منطلقين مما يعتبرونه حقائق في التوراة باعتبار انها تشكل مصدرا من مصادر المعرفة . قضية اعتماد التوراة كاساس للبحث و التنقيب عن الاثار كانت مثار جدل بين الخبراء الاسرائيليين انفسهم , فمنهم من كان يؤمن بقوة ان التوراة تشكل مرجعية قوية لمعرفة التاريخ و من ثم لا بد من السير على هداها ,و منهم من شكك بصحة الروايات الواردة في الكتاب المقدس .و بين كلا الطرفين تسعى جهات اسرائيلية تؤمن بالفكر الصهيوني الى تمويل عمليات التنقيب بامكانيات هائلة بهدف العثور على أي دليل يمكن ان يشير الى وجود "تاريخ يهودي " تحت مدينة القدس خصوصا ما يدعونه بالهيكل . وقادت الاوساط التوراتية وتقود حروباً متواصلة ضد كل أستاذ أو عالم آثار في العالم يكشف التضليل الذي تعتمده الصهيونية لاختلاق رابطة لها ولحركتها الاستعمارية بالأرض الفلسطينية. أشهر من تعرض للاضطهاد والطرد من منصبه هو العالم الامريكي “توماس تومسن” صاحب كتاب “اختلاقات اسرائيل قديمة واخراس التاريخ الفلسطيني” (1996) وكتاب “التوراة في التاريخ: كيف يخلق الكتّاب ماضياً” (1999)، وهو اضطهاد اضطره إلى قبول منصب أستاذ في جامعة كوبنهاجن في الدنمارك ليتمكن من مواصلة أبحاثه.
و يشير العديد من الباحثين الى ان علماء الاثار الاسرائيليين بدأت تضمحل أمام أعينهم تواريخ الروايات التوراتية في ضوء الآثار المادية الفلسطينية. وتبدأ الحكاية كما يرويها بعض الباحثين " بالهوس التوراتي" الذي رسم خريطة لفلسطين نابعة من التصورات اللاهوتية، وظل يفرضها طيلة أكثر من مئة عام ونصف العام على تضاريس فلسطين. هذا الهوس الذي قلب منهج البحث العلمي وجعله يسير على رأسه لم يكن خافيا على قلة من العلماء من أمثال الإيرلندي ماك اليستر منذ البداية، فقد أكد هذا الباحث منذ العام 1925 في كتابه “نصف قرن من التنقيب في فلسطين” على أن ثمة نزعة غير علمية تسود مبحث التنقيب هنا، فالباحثون ينطلقون من فرضيات مسبقة ويحاولون التفتيش عما يدعمها في المواقع الأثرية، ويهملون في سعيهم كل الآثار المكتشفة التي لا تدعم فرضياتهم، أو يختلقون قراءات للآثار المكتشفة تعزز ما في أذهانهم، إلا أن هذه الشكوك لم تستطع التغلب على خطاب تدعمه في العقلية الغربية روايات دينية ثم أصبحت تعززه المطامع الاستعمارية بالأرض الفلسطينية، وهي مطامع عبر عنها علناً رعاة صندوق استكشاف فلسطين البريطاني منذ إنشائه عام ،1865 فزعموا أنهم يذهبون إلى استكشاف أرض هي لهم أصلا. ولم يبدأ هذا الخطاب بفقدان سطوته على هذا الحقل الذي أطلقوا عليه اسم “علم الآثار التوراتي” في وقت لم يكتشف فيه في فلسطين أي أثر ذي علاقة بتوراتهم، إلا مع ظهور حركة مضادة في أوساط الباحثين الغربيين. هذه الحركة بدأت تتبين في ضوء حقائق التنقيبات الفلسطينية أن الخريطة التوراتية لفلسطين تضاريس وتاريخا مجرد صناعة لاهوتية تخدم أغراض سياسة استعمار فلسطين لا أغراض العلم.
على رأس هؤلاء كان عالم الآثار الأمريكي “بول لاب” الذي ترأس بعثة تنقيب في فلسطين عام 1962 بالقرب من نابلس، ففتح عمله الطريق لنقد علم الآثار التوراتي أمام الآخرين من أمثال وليم ديفر وتوماس ليفر وجوناثان تب وتوماس تومسن وكيث وايتلام. وكان لموقف لاب من تزييف معاهد البحث التوراتي والتشويه الذي ألحقته بآثار فلسطين وتاريخها، والذي ترافق مع دحضه للكثير من التصورات التي فرضت على التاريخ الفلسطيني، أثر بالغ في تعزيز هذا التيار النقدي. ومع العام 1967 وبعد احتلال فلسطين الشرقية وقطاع غزة احتج لاب علناً على الحفريات التي سارع إليها الجيش “الإسرائيلي” وفريق علماء آثاره المرتبط بنشاطه الاحتلالي في الأراضي المحتلة، وكان لاحتجاجه أثر بالغ في اتخاذ منظمة اليونسكو قرارا بطرد “اسرائيل” من عضويتها، بعد أن أدانتها لقيامها بحفريات غير مشروعة في أرض محتلة، وتدميرها المتعمد للآثار الفلسطينية مثل إزالة حي كامل هو حي المغاربة في القدس.
يذكر ان د. بول لاب غرق- او اغرق عمدا- على شاطئ قبرص الشمالي وهو السباح الماهر ، ولفتت هذه الجريمة، شأنها في ذلك شأن الجرائم الاسرائيلية ضد العلم والعلماء، الأنظار إلى عمق الأثر الفكري والسياسي لعلم الآثار الفلسطيني .
**مرجعية مغلوطة
ولقد اتضح حديثا، ان المصدر "العلمي"، الوحيد تقريبا، والذي جرى الاعتماد عليه في تفسير تاريخ الشرق الادنى القديم؛ مصر وبلاد ما بين الرافدين وبلاد الشام، بما في ذلك فلسطين، كان التوراة – العهد القديم والاسفار الملحقة به، بتفسيرها القديم الذي يتبين يوما بعد يوم انه يعاني الكثير من الثغرات والعيوب. وعليه فلقد اعطى هذا التفسير غير الدقيق دورا محوريا لبني اسرائيل والعبرانيين في الحضارات القديمة منذ بداية الخلق (سفر التكوين) الى ما قبل ولادة السيد المسيح. لقد كرست هذا التفسير سلسلة من ا لجمعيات والبعثات الاركيولوجية متعددة الجنسيات بدات تعمل في فلسطين منذ عام 1865 (صندوق استكشاف فلسطين). ولقد اشار الى هذه الجمعيات بالتفصيل الدكتور معاوية ابراهيم – مدير معهد الاثار والانتروبولوجيا في جامعة اليرموك - في الموسوعة الفلسطينية- المجلد الثاني 1990، وشدد على هدفها المعلن في اكتشاف البقايا القديمة لممالك بني اسرائيل في فلسطين من اجل تاكيد صحة التفسير المشاع للتوراة.
و يشير المهندس خليل ابو عرفة –و هومن سكان مدينة القدس- الى انه كان من ابرز الباحثين في اثار فلسطين دعاة علم الاثار التوراتي: عالم الاثار الامريكي "وليام فوكسويل اولبرايت" الذي ترأس "المدرسة الاميركية للابحاث الشرقية" في القدس من عام 1919 حتى العام 1936، حيث سميت المدرسة فيما بعد على اسمه، وقد سار الى جانبه "بنيامين مازار" مؤسس الفرع الاسرائيلي لعلم الاثار التوراتي، حيث قاما باجراء عمليات تنقيب واسعة في مجيدو وعسقلان ونابلس واريحا والخليل والقدس وبيسان. لقد تعامل اولبرايت و معاونوه وتلاميذه بشكل تعسفي مع كثير من الاكتشافات الاثرية على اساس انها توراتية، دون بذل الكثير من الجهد لمعرفة حقيقة هذه الاثار وتاريخها، ومثال على ذلك اثار الخليل التي تبين لاحقا انها لا تعود للفترة الزمنية التي يشار اليها في التوراة، الامر الذي نسف استنتاجات اولبرايت ودعا البروفيسور زئيف هيرتسوغ من جامعة تل ابيب الى القول صراحة بانهيار اسس مدرسة علم الاثار التوراتية ومعظم ما توصلت اليه من استنتاجات. على الرغم من ذلك فقد برز من بين هذه البعثات من وقف موقفا رافضا للربط بين الاثار التوراة: الالماني البرشت الت وغوردون تشايلد وكاثلين كانيون التي يشهد لها دورها في حقل الاثار الفلسطينية، حيث عملت ما بين 1952 الى1958 ومن 1960 الى1961 في البحث و التنقيب في أريحا والقدس وخرجت باستنتاجات جريئة نقضت الفرضيات القائمة على المدلولات التوراتية غير العلمية ولم يلبث جميع الذين خالفوها في البداية ان اعلنوا صواب وموضوعية اكتشافها. فمن اكتشافاتها ان سور اريحا المكتشف يعود الى العصر البرونزي القديم، وان اريحا لم تكن مسورة خلال العصر البرونزي الاخير، أي زمن يشوع بن نون، وان ما حسب المنقبون من اسوار وابراج تعود الى عهد داود، او من قوس اعتقد روبنسون انه يعود الى عهد داود أيضا، هو خطأ، بل ان جميع هذه المنشآت تعود الى القرن الثاني الميلادي، أي العصر الروماني. ونفت ان تكون الحجارة من بقايا الهيكل.
**علماء ينفون
هناك العديد من العلماء و الباحثين الذين نجحوا في دحض الافتراءات الصهيونية وابراز مدى الوهن في الاعتماد على العلم التوراتي للبحث و التنقيب عن اثار يهودية .و من بين هؤلاء الباحث توماس ل. طومسون, وهو أستاذ علم الآثار في جامعة "ماركويت" في ميلواكي في الولايات المتحدة الأمريكية، و قد اصدر كتابة الأول: "التاريخ القديم للشعب الإسرائيلي" عام 1992. وفي كتابه هذه دعا صراحة الى "نقض تاريخانية التوراة" أي عدم الاعتماد على التوراة ككتاب لتاريخ المنطقة والحضارات والى اعتماد الحفريات الأركيولوجية (الأثرية) وثروة الآثار الكتابية القديمة كمصادر لإعادة كتابة تاريخ المنطقة.
و هناك العالم كيث وايتلام؛ وهو يعمل أستاذا للدراسات الدينية في جامعة "ستيرلينغ" في سكوتلاندا، و قد اصدر كتابه "اختراع إسرائيل وحجب فلسطين" سنة 1996 في كل من نيويورك ولندن في نفس الوقت. وايتلام يتفق مع طومسون في كثير من الاستنتاجات ويشير الى ان هناك عملية طمس ممنهجة لكثير من الدلالات التاريخية للمكتشفات الأثرية ومحاولة لتفسيرها بطريقة مغلوطة في اغلب الأحيان.
ويركز وايتلام على البعد السياسي من وراء محاولات الطمس والتفسير المغلوط للتاريخ، حيث يذكر "ان تاريخ إسرائيل المخترع في حقل الدراسات التوراتية كان وما زال صياغة لغوية وايديولوجية لما كان ينبغي ان تكون الممالك اليهودية عليه، وليس ما كانت عليه في الواقع". وهو يرى ان الدراسات التوراتية القديمة كانت وما زالت مصدر شرعية تاريخية للايديولوجية الصهيونية ودليل استمرارية زمنية وعقارية للدولة اليهودية في فلسطين. هناك الباحث الشهير د. كمال الصليبي – دكتور التاريخ في الجامعة الاميركية في بيروت ورئيس معهد الدراسات الملكية الدينية في عمان. لقد قام الدكتور الصليبي في كتابه الأول بتفنيد المستندات الأثرية التي اعتمد عليها دعاة مدرسة علم الآثار التوراتي في إثبات علاقتهم بالبلاد وتأكيد الروايات التوراتية؛ ففي فصل "ما لم يكتشف في فلسطين" يكشف الصليبي التزوير الذي اعتمده اولبرايت في تحليل نتائج حفريات بئر السبع، ومناجم النحاس قرب ايلات، والنقش الحجري الذي عثر عليه عام 1880 في سلوان قرب القدس، ونقوش تل الدوير أو ما يعرف بنقوش "لاخيش" قرب عسقلان، و"النقش المؤابي"، بالإضافة الى كشف الخطأ في تحليل سجلات تل العمارنة، والتي هي عبارة عن لوحات مسمارية تعود بتاريخها الى القرن الرابع عشر قبل الميلاد اكتشفت في مصر في العام 1887.
هناك ايضا البروفيسور الاسرائيلي زئيف هرتسوغ، أستاذ قسم الآثار وحضارة الشرق القديم في جامعة تل ابيب. و قد قام هرتسوغ بنشر مقالة جريئة في ملحق جريدة هارتس في تشرين أول عام 1999، قال فيها "ان سكان العالم سيذهلون، وليس فقط مواطنو إسرائيل والشعب اليهودي، عند سماع الحقائق التي باتت معروفة لعلماء الآثار الذين يتولون الحفريات منذ مدة من الزمن".ويصف هرتسوغ ما حصل بانه "انقلاب حقيقي في نظرة علماء الاثار الإسرائيليين الى التوراة باعتبارها مصدرا تاريخيا"، وقال ايضا "ان من الصعب قبول هذه الحقيقة، ولكن من الواضح للعلماء والباحثين اليوم ان شعب اسرائيل لم يقم في مصر ولم يته في الصحراء ولم يحتل الارض من خلال حملة عسكرية ولم يستوطنها من خلال اسباطه الاثني عشر".وتبدو شهادة زئيف هوتسوغ مثيرة للاهتمام وذات أهمية بالغة، كونها تصدر عن عالم اثار يهودي، يشاركه الرأي كما يقول هو معظم علماء الآثار الإسرائيليين، الأمر الذي يزيد من مصداقية التساؤلات المثارة حول التوراة وتاريخ بني إسرائيل وعلاقته بالمنطقة عموما.
**ختم من طين
عالم الآثار الإسرائيلي الدكتور غابي بركاي، يعتبر ممثلا مخلصا لمنهج في الآثار، يمزج السياسي بالأيديولوجي معتمدا جغرافية التوراة، كمرجع مقدس . بركاي، استمر، بشكل دؤوب، متمسكا بمنهجه، وقدم تفسيرات عديدة لاكتشافات أثرية تناسب منهجه الأثري والتأكيد على الحق اليهودي في فلسطين.وتحول إلى نجم في عالم الآثار التوراتي، ولكنه أكثر من غيره كان يدرك الضعف الذي يكتنف منهجه، لهذا شعر في ظهيرة الأربعاء 28 أيلول (سبتمبر) 2005، وكأن السماء فتحت له أبوابها، فما الذي حدث؟
في تلك الظهيرة كان فريق اثري يقوده الدكتور بركاي وعالم أثار أخر هو تسمي تسفيغ، يبحث في ركام من الأتربة والنفايات كانت دائرة الأوقاف الإسلامية قد أخرجتها قبل ستة أعوام خلال أعمال الترميم في المصلى المرواني، الذي يطلق عليه الإسرائيليون والغربيون اسم (إسطبلات سليمان)، عندما وقع في يده قطعة أثرية صغيرة.ولم يتمالك بركاي نفسه من المفاجأة و اعلن عن انه عثر على قطعة أثرية تعود إلى ما يطلق عليه عهد الهيكل الأول، أي في القرن السادس قبل الميلاد.وسارت الأحداث في ذلك اليوم، وكأن مسرحا اعد لها، ففي تلك الأثناء، كان يعقد في منطقة سلوان بجوار المسجد الأقصى التي يطلق عليها الإسرائيليون مدينة داود، المؤتمر السادس للحفريات، ولم يكن هناك مكانا انسب من هذا المؤتمر الأثري الإيديولوجي والذي يشارك فيه علماء من مختلف دول العالم، ليعلن بركاي اكتشافه. وقف بركاي أمام المؤتمرين وقال انه وبعثته عثروا على ختم مكسور من الطين كتبت عليه ثلاثة أسطر قصيرة بأحرف عبرية قديمة، من عهد الهيكل الأول.وقال أن مصدره هو إسطبلات سليمان (المصلى المرواني) مما يشير إلى أن تحت ذلك المكان الكثير مما يكشف عن تاريخ مملكة يهودا، ويحقق أخيرا حلم أجيال من الأثريين بصدق جغرافية التوراة.وأبدى الأثريون الذين يحضرون المؤتمر تأثرا بالغا، خصوصا عندما عرض بركاي الختم أمامهم. وتبين من الختم الذي عرضه بركاي انه عبارة عن كتلة من الطين المحروق مساحتها اقل من سنتيمتر واحد، وان الأحرف التي كتبت عليه، حسب بركاي هي (يهو). ورغم اعتراف بركاي أمام المؤتمر، إلى انه يجب إخضاع هذه القطعة إلى دراسة إلا انه سارع بكثير من الحماس لتفسير ما كتب على تلك القطعة قائلا "كانت هذه دعوة سلام مباشرة من ملوك عائلة داود".وأضاف "بالامكان وكما يبدو معرفة أمور جديدة من الأسطر الثلاثة على الختم، ولكن بسبب عدم كشفها بصورة نهائية فلن ينشر مضمونها الان، وذلك إلى حين اكتشافها بصورة دقيقة وعلمية وموثوقة".وأكد أن أهمية اكتشافه تكمن "بان هذه هي المرة الأولى التي يتم العثور فيها على كتابة من عهد الهيكل الأول مصدرها المؤكد هو داخل جبل الهيكل" وجبل الهيكل هو التسمية الإسرائيلية للحرم القدسي الشريف.وساندت الدكتورة ايلات مزر من معهد الآثار في الجامعة العبرية، ما توصل إليه بركاي، وقدمت خلال المؤتمر تلخيصاً أوليا للحفريات الجديدة شمال قرية سلوان، التي تسمى بالمفهوم الإسرائيلي (مدينة داود)، مشيرة إلى انه عثر في المكان على مبنى كبير، قدرت انه يعود للقرن العاشر قبل الميلاد، وان هنالك دلائل بان يكون هذا قصر، بناه الفينيقيون، للملك داود، كما جاء في كتاب (التاناخ) اليهودي.
ولم تترك مزر الفرصة دون الإشارة إلى الختم مؤكدة، وسط الانفعال والتصفيق، بأنه يعود إلى عهد الهيكل الأول وان اسم (يهو) الذي وجد مكتوبا عليه يعود إلى شلميهو بن شبي، الذي كان وفقاً لما ورد في (التاناخ) أيضا وزيراً كبيراً في مملكة (تصدكيهو) اليهودية.
وبعيدا عن القاعة التي عقد فيها المؤتمر، كان هناك أثريون إسرائيليون، يدركون أكثر من غيرهم، بان ما جرى لا يخرج من باب الدعاية، وسعي بعض الأثريين إلى الشهرة، باي ثمن، وان كان بامتطاء الكتاب المقدس.ومن هؤلاء عالم الآثار الإسرائيلي البارز مازار بن دوف، الذي يعتبر خبيرا في القدس، لأنه عمل في الحفريات بها منذ الاحتلال في حزيران (يونيو) 1967، وهو يكاد ان يكون على دراية بكل حجر اخرج من باطن القدس.وقال بن دوف، خلال مناظرة بينه وبين بركاي في القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي، بان هناك شبهات تزييف كبيرة فيما يتم الحديث عنه، وان الكلام عن قطعة أثرية عثر عليها في أكوام من النفايات والأتربة، وليس من مكانها الذي يقال أنها تعود إليه وهو المسجد المرواني أو إسطبلات سليمان.
وأشار بن دوف "الحديث يدور عن عمليات حفر تمت في المكان، ثم وضع الأتربة والركام في سيارات تخرج بحمولتها وترميها في مكان بعيد، ثم يأتي شخص ويقول عثرت على قطعة أثرية، وقبل أن يدرسها يعلن أنها تعود للهيكل الأول، أي علم هذا؟ وأي طريقة بحث.وإزاء هذا الهجوم.على كل حال سيبقى الصراع محتدما و سيكون لحرب الاثار دورها في الصراع القائم بين الفلسطينيين و الاسرائيليين . تقول الباحثة (مارغريت ستينر): (إن بلدة أورشليم أُسِّسَت في بداية القرن التاسع قبل الميلاد، ولا علاقة لداود وسليمان بها). وقالت ايضا: (لم يكن هناك اي مدينة لكي يحتلها داود...و ان تاريخ أورشليم يجب اعادة كتابته). أما عالم الاثار الإسرائيلي (زئيف هرتسوغ) فقال: (انه بعد الجهود الجبارة في مضمار التنقيب عن اسرائيل القديمة توصل علماء الاثار الى نتيجة مخيفة: لم يكن هناك اي شئ على الاطلاق، حكايات الاباء مجرد اساطير، لم نهبط من مصر، لم نحتل فلسطين، ولا ذكر لامبراطورية داود وسليمان)، أما (مائير بن دوف) ابرز علماء الاثار الاسرائيليين فقد قال انه لا يوجد اثار لما يسمى بجبل الهيكل تحت المسجد الاقصى.


المصدر: الراية القطرية 14/1/2006
التاريخ: السبت14/1/2006 م، الساعة 10:06 مساءً بالتوقيت المحلي لمدينة الدوحة

أبن السواحل
03-24-2010, 07:12 PM
المؤرخ "الاسرائيلي" "هرتسوغ" يفضح الاكاذيب التوراتية

الآثار التي اكتشفها اليهود تنفي قيام دولة "اسرائيل" التاريخية

جريدة الاتحاد

الاربعاء 8/3/2000

--------------------------------------------------------------------------------

مقدمة:

التوراة مزورة ومحرفة وكل ما فيها مزاعم واباطيل.. فلا اليهود دخلوا مصر، ولا المصريون طردوهم فتاهوا في الصحراء ولا جبل سيناء كان هنا. ولا مملكة "اسرائيل" كانت موجودة.. ولا ولا ولا.. وبالتالي فان اغتصاب اليهود لارض فلسطين القائم على المزاعم التوراتية يصبح باطلا بباطل.

واهمية هذا الكلام انه ليس صادرا عن اية مرجعية عربية او اسلامية، ولا حتى عن مرجعية غربية موضوعية، بل عن واحد من اهم والمع المؤرخين وعلماء الآثار "الاسرائيليين" البرفسور "زئيف هرتسوغ".

هنا التحقيق يستعرض حيثيات هذه المسألة التاريخية/ السياسية البالغة الخطورة والتي لا بد من التساؤل عن تزامن طرحها الان بالذات في هذا المناخ الحافل بالكلام في هذه المرحلة بالذات.



ليس صحيحا ان بني "اسرائيل" دخلوا الى مصر. ليس صحيحا انهم غزوا مصر، وليس صحيحا انهم تقاسموا الحكم فيها لاحقا ما بين اسباط "اسرائيل" الاثني عشر.

هذا ما اثبتته المكتشفات الاثرية الاخيرة في "اسرائيل" وهذا ليس كل شيء، فالاخطر من كل ذلك ان مملكة "داوود" و"سليمان" المتحدة، التي تظهرها التوراة كقوة عظمى اقليمية في زمنها، لم تكن في الواقع اكثر من مجرد مملكة قبائيلية صغيرة.

والمؤرخ وعالم الآثار "الاسرائيلي" المعروف البرفسور "زئيف هرتسوغ" الذي نشر مقالة مدوية حول هذه المسالة في صحيفة "هآرتس" يقول بان الكثير الكثير من اليهود سوف يصابون بالصدمة والذهول عندما يعلمون بان اله "اسرائيل" المزعوم (يهوه) لم يكن الها بل رجلا عاديا متزوجا وعنده اولاد.. وبان الديانة "الاسرائيلية" القديمة لم تتحول الى ديانة توحيدية سوى عند نهاية مملكة "اسرائيل" وليس في زمن ما حدث على جبل سيناء.

وقد اشار "هرتسوغ" ايضا الى ان الغالبية العظمى من الباحثين العلميين في المسائل التوراتية وفي اركيولوجيا وتاريخ الشعب اليهودي، يعترفون الان صراحة بان الاحداث التاريخية المرتبطة بمسار اليهود مختلفة جذريا وفي العقم عن تلك الواردة في النصوص.



متاحف كبرى

في السياق نفسه، تعترف اوساط المؤرخين العالميين بان علم اثار فلسطين لم يتطور كعلم الا في مرحلة متأخرة، وتحديدا عند نهاية القرن التاسع عشر، أي عندما تطورت علوم اثار مصر وبلاد ما بين النهرين والاغريق والرومان، وعندما اكتشفت نصوص ووثائق تاريخية متعلقة بتاريخ المنطقة.

وقد كانت تلك الحضارات والقوى الغنية جدا هدفا مميزا للاختصاصيين الباحثين عن تتبع الآثار الحقيقية للماضي السحيق، والعالمين اجمالا لحساب المتاحف العالمية الكبرى كمتاحف باريس ولندن وبرلين.

انما، كما يقول عالم الآثار الاسباني "فرانز لوبر" تميز علم اثار فلسطين آنذاك بتجاوز التعددية الجغرافية المشتتة لفلسطين نفسها. ذلك ان الظروف التي كانت قائمة في فلسطين القديمة لم تكن ملائمة لتطور مملكة كبيرة ولا لنشوء اية انجازات كبرى كالاهرامات المصرية او قصور بلاد ما بين النهرين.

وبذلك، فان الاركيولوجيا الفلسطينية لم تنشأ بفضل مبادرات المتاحف، بل على اساس دوافع دينية سياسية، يهودية صهيونية، مرتكزة على مزاعم وتفسيرات غير واقعية للروابط القائمة ما بين فلسطين و"الكتابات المقدسة" التوراتية!

والواقع ان حقول التنقيب الاثاري الاولى، في اريحا ونابلس، بدأ العمل بها من منطلقات مثبتة سلفا تقضي بالبحث عن اطلال المدن القديمة المذكورة في التوراة.

ويبرز هنا اسم "وليام فوكسويل اولبرايت"، رائد ومؤسس هذه التنقيبات الاثارية الفلسطينية التي انطلقت على يده في عشرينات القرن الماضي.. وكان "اولبرايت قد تخصص في تاريخ ولغات مملكة "اسرائيل" وحضارات الشرق الاوسط القديمة بتشجيع من والده المتدين اليهودي الاصولي.

وبذلك، فان الاركيولوجيا الفلسطينية لم تنشا بفضل مبادرات المتاحف، بل على اساس دوافع دينية سياسية، يهودية صهيونية، مرتكزة على مزاعم وتفسيرات غير واقعية للروابط القائمة ما بين فلسطين و"الكتابات المقدسة" التوراتية!

تقول مدرسة "ويلهاوزن" ببطلان الصفة التاريخية للتوراة التي تعتبر ان نصوصها قد اعيدت كتابتها بكثير من التحريف والتزوير، بل وبكثير من الاختلاق ايضا وخصوصا خلال مرحلة النفي الى بابل.

وعلى أي حال، فان المختصين العالميين بالابحاث التوراتية، والالمان منهم بصورة خاصة، يرون ان ما يسمونه "تاريخ العبرانيين" (القائم على سلسلة متتالية من الاحداث الكبرى التي تبدأ بابراهيم واسحق ويعقوب لتتواصل عبر الاقامة في مصر والاستعباد والتهجير ولتنتهي بغزو مصر ووقوعها تحت سيطرة قبائل بني "اسرائيل") كل ذلك التاريخ لم يكن سوى اعادة تركيب مصطنعة للاحداث لتوظيفها في خدمة غايات لاهوتية يهودية مسبقة.



كنوز سليمان

"اولبرايت" ايضا كان يعترف بان التوراة هي نص تاريخي تعرض لعدة مراحل من اعادة الكتابة، لكنه كان مقتنعا بأنه اذا امكن ايجاد الآثار المتطابقة مع الازمنة التوراتية في فلسطين فان ذلك سيكون برهانا قاطعا على الحقيقة التاريخية للاحداث التي عاشها اليهود على الارض هناك.

وهكذا فان الاركيولوجيا التوراتية التي تطورت على يد "اولبرايت" وتلامذته، قامت بتركيز تنقيباتها الاثارية الكبرى في المواقع الفلسطينية التي اعتبرتها مواقع للاحداث التوراتية: "ايي"، "جيفيون"، "بيت حيان"، "بيت شميش"، "هازور"، "تأناش"، وغيرها.

ومنذ البداية كان المنهج الاولبرياتي مرسوما مسبقا، وقائما على توظيف اية مكتشفات اثارية كقطعة من البازيل المنسجمة مع الصورة التوراتية للماضي.. وبحيث تحول علم الآثار هنا من مجرد علم يسعى الى اكتشافات جديدة والى بناء مفاهيم جديدة قائمة على اساس تلك الاكتشافات، الى مجرد وسيلة مصطنعة قائمة على ضرورة اكتشاف ما يؤكد الحقبة التوراتية: من الممالك والهياكل والمدن الكنعانية التي دمرها بنو "اسرائيل" لدى غزوهم فلسطين، الى الحدود الفاصلة ما بين مناطق حكم الاسباط "الاسرائيلية" الى كنوز الملك سليمان في "تيمنة" القريبة من "ايلات". غير ان الفجوات العلمية والمنطقية سرعان ما بدأت تظهر في تلك الرسوم الاركيولوجية الاولبراتية المسبقة.. وبحيث ان المكتشفات الاثارية اظهرت بطلان الرواية التوراتية للاحداث بدل تأكيدها وهنا بعض الشواهد الكبرى على ذلك.



المنفى، الصحراء وجبل سيناء

رغم وفرة الوثائق الاثارية التاريخية المصرية، فلا واحدة منها تتضمن ادنى اشارة الى وجود بني "اسرائيل" في مصر او الى اية عملية نفي او طرد لهم. اما الاشارات الدالة على عادات الرعيان البدو بالمجيء الى دلتا النيل بمصر خلال مواسم الجفاف والقحط، فلا علاقة لها بمزاعم الاقامة "الاسرائيلية" في مصر.

وقد سعت اجيال من الباحثين وعلماء الاثار الى الربط بين جبل سيناء وبين امكنة تيه اليهود في الصحراء، غير ان احدا منهم لم يعثر على أي مكان يتطابق مع الامكنة المذكورة في الاحداث التوراتية مع الاشارة الى محاولات مماثلة لتحديد موقع جبل سيناء في شمالي الحجاز او في جبل كركوم في النقيب، لكن هذه المزاعم ايضا ليس لها نص اثاري او تاريخي يؤكد صحتها.

ومن هنا فان غالبية العلماء يميلون الان الى اعتبار ان "احداث" اقامة اليهود في مصر وطردهم منها وتشردهم في صحرائها لم تكن تشمل (اذا كانت حصلت فعلا) سوى عدد ضئيل من العائلات التي جرى لاحقا تضخيم عددها لتوظيفها في خدمة الدعاوى الدينية/ السياسية لليهود.



الغزو المزعوم

يشكل "حدث" التدمير الكنعاني لمملكة "اسرائيل" اللحظة الاكثر حساسية وسخونة في رواية تاريخ بني "اسرائيل". غير ان المكتشفات الاثارية في "ارض الحدث" وخصوصا في "اريحا" و"ايي" المدينتين اللتين تذكر التوراة تدميرهما، جاءت مخيبة تماما للآمال اليهودية "الاسرائيلية" المعاصرة.

لقد اظهرت تلك المكتشفات ان حروبا وغزوات حصلت في تلك المنطقة فعلا لكن عند اواخر القرن الثالث عشر قبل الميلاد.. أي في العصر البرونزي المتأخر الذي لم تكن قد نشأت هناك اية مدن لتغزى او حتى اية جدران لتدمير! ومعنى ذلك ان عمليات الغزو والتدمير المذكورة في التوراة المزعومة لم تكن في الواقع سوى مجرد اساطير شعبية لاهوتية الطابع والهدف.

ومعنى ذلك ايضا، كما يقول "زئيف هرتسوغ" المؤرخ "الاسرائيلي" المناهض للمزاعم التوراتية، ان جميع الروايات التوراتية وحروب بني "اسرائيل" بقيادة "يشوع بن نون" لا تستند الى أي واقع حقيقي.

المدن الكنعانية: يقول "هرتسوغ" تبالغ التوراة كثيرا في تصوير قوة تحصينات المدن الكنعانية التي يقال بان بني "اسرائيل" قد غزوها:

"مدن كبيرة ومحصنة ومرتفعة حتى السماء"(السفر 9ـ1).

في حين اظهرت جميع المكتشفات الاثرية ان مدن تلك المرحلة لم تكن تحتمي باية تحصينات عدا قصر الحاكم والامير. الى ذلك فان الثقافة المعمارية التي كانت سائدة في فلسطين عند نهاية العصر البرونزي لم تكن تضع احتمالات الغزو العسكري في حساباتها.. كما يؤكد "هرتسوغ" بان الوصف التوراتي لا يتطابق اطلاقا مع الواقع الجيوسياسي للمنطقة. ذلك ان فلسطين كانت في الواقع تحت السيطرة المصرية وقد ظلت كذلك حتى منتصف القرن الثاني عشر بعد الميلاد. اضافة الى ان المراكز الادارية المصرية كانت واقعة في غزة ويافا وبيت شيئان، ومن المستغرب ان التوراة لم تذكر اطلاقا ذلك الوجود المصري في نصوصها المزعومة.

يقول "هرتسوغ" يبدو وكأن كاتب التوراة، وزملاءه الذين قاموا بمراجعة ما كتب، لم يكونوا على معرفة بتلك الحقائق التاريخية التي لا تحتاج الى دلائل.



اصل بنو "اسرائيل"

من هم بنو "اسرائيل" اذن؟ من اين جاءوا؟ واين اقاموا؟ وما هي هويتهم القومية الحقيقية؟

في غياب اية دلائل على طردهم من مصر وعلى تيههم في الصحراء، وفي غياب اية دلائل على تحصينات مدنية في تلك الازمنة، فلا بد من التساؤل عن اصل بني "اسرائيل"؟

يقول "زئيف هرتسوغ" ان المكتشفات الاثرية تؤكد بصورة قاطعة حقيقة بالغة الاهمية ومفادها: انه في بداية العصر الحديدي (أي في العام 1200 قبل الميلاد) اقامت مئات الجاليات الصغيرة في منطقة التلال والهضاب الواقعة في وسط فلسطين المسكونة بمزارعين يعملون في زراعة الارض وتربية الخراف، وقد اشار ""اسرائيل" فنكلشتاين" استاذ علم الآثار في جامعة تل ابيب الى احتمال ان يكون بنو "اسرائيل" متحدرين من رعاة بدو نزلوا في المنطقة خلال العصر البرونزي المتأخر، حيث ان انهيار او تردي النظام المدني والزراعي في الاراضي الواطئة دفع البدو الى انتاج حبوبهم بانفسهم مما جعلهم يتحولون لاحقا الى التعدين تحت ضغط الحاجة الى الادوات اللازمة للعمليات الزراعية.



المملكة.. المتحدة

هنا ايضا يشير "هرتسوغ" الى ان المكتشفات الاثرية اظهرت بطلان ما تضمنته النصوص التوراتية حول وجود اية مملكة متحدة، يهودية، بين داوود وسليمان، تصف التوراة هذه المرحلة باعتبارها عصرا ذهبيا لانتعاش القوة السياسية والعسكرية والاقتصادية لبني "اسرائيل" آنذاك.

وبحسب النصوص التوراتية، فقد امتدت مملكة داوود/ سليمان "الاسرائيلية" المتحدة من الفرات الى غزة.. غير ان المكتشفات الاثرية في تلك المنطقة دلت على ان حركة العمارة المدنية والعسكرية كانت ضئيلة العدد ومتواضعة الحجم آنذاك. وهكذا فان المدن الثلاث، "هازور" و"مجيدو" و"جيزر" المعتبرة في التوراة ضمن انجازات الملك سليمان الكبرى، كانت هدفا ثمينا لفرق ابحاث التنقيب الاثارية، لكن بدون العثور على أي شيء ذي قيمة فعلية. ففي "هازر" المدينة الوحيدة التي يمكن اعتبارها "محصنة" لم تكن المساحة تتجاوز الثلاثة هكتارات لحوالي سبعمئة من السكان خلال العصر البرونزي.

وفي "جيزر"، لم يكن هناك على ما يبدو سوى قلعة صغيرة محاطة بجدار صغير.. في حين لم يتكن "مجيدو" اية تحصينات على الاطلاق.



اختراع مملكة

المكتشفات الاثرية الاخيرة في القدس جاءت لتزيد المسألة تعقيدا خصوصا وان هذه المدينة المقدسة كانت عاصمة المملكة المتحدة المذكورة في المزاعم التوراتية. فالحفريات التي حصلت في القسم الاعظم من القدس خلال المئة وخمسين عاما الفائتة، اتاحت اكتشاف اثار مهمة لمدن قديمة عائدة الى منتصف العصر البرونزي والى العصر الحديدي الثاني (مرحلة زمن جودا). في حين لم يعثر على أي شيء يدل على وجود "المملكة". من هنا، وكما يقول "زئيف هرتسوغ" فمن الواضح ان "قدس داوود وسليمان" كانت مدينة صغيرة مع قلعة صغيرة مخصصة لقصر الملك ـ هذا اذا كانت قد قامت بالفعل ـ انما يمكن الجزم بصورة قاطعة بان القدس لم تكن اطلاقا عاصمة مملكة كبيرة كما تذكر المزاعم التوراتية.

الى هنا يضيف "هرتسوغ" يبدو ان الذين قاموا بكتابة نصوص التوراة كانوا يعرفون قدس القرن الثامن قبل الميلاد بجدرانها وبثقافتها الغنية التي تم العثور على بقايا آثارية دالة عليها في انحاء مختلفة من القدس بواسطة التنقيبات الاثارية في المدينة.. وهذا ما جعل هؤلاء الكتاب المزورين يخترعون قصة المملكة "الاسرائيلية" المتحدة.

اضافة الى ان مدينة القدس لم تكتسب دورها المهم سوى بعد تدمير السامرة، منافستها الشمالية، في العام 722 قبل الميلاد.



يهوه

كم كان عدد الالهة التي كان يعبدها بنو "اسرائيل"؟

"هرتسوغ" يطرح هذا السؤال بمرارة ساخرة، مشيرا الى ان المكتشفات المكتوبة باللغة العبرانية القديمة تظهر وجود زوجين من الالهة: "يهود" و"ايشراح"، مما يلقي ظلالا من الغموض على تاريخ بدء اعتماد وحدانية الاله في ممالك "اسرائيل" ويهودا.

ففي موقعي "قنطرة اجرود" في الجنوب الغربي لمرتفعات النقيب و"خربة الكوم" عند سفح جبال يهودا، تم العثور على كتابات عبرانية تذكر "يهوه وايشراحة"، "يهوه شومرون وايشراح" مما يعني اصرار كتاب التوراة على عدم قابلية الفصل ما بين الاله يهوه وزوجته ايشاح، وبحيث كانت الصلوات تردد الاسمين معا وهذا كاف بحد ذاته لتاكيد عدم امكان اعتماد وحدانية الالهة في "الدين الرسمي" لمملكة "اسرائيل" المزعومة.



ارتداد السحر على الساحر

هكذا اذن، وبسلاح علم الآثار الذي اراد اليهود المعاصرون ان يستخدموه لاثبات حقهم التوراتي بفلسطين وبغيرها من الاراضي العربية، يظهر بطلان كل دعاواهم السياسية والتاريخية القائمة على الاباطيل التوراتية المزورة.

والمؤرخ "الاسرائيلي" "زئيف هرتسوغ" يستغرب بقاء انكشاف هذه الحقائق الخطيرة مجهولة بصورة شبه تامة لدى الغالبية العظمى من احفاد داوود وسليمان، بل انها قوبلت بانتقادات شديدة لدى المثقفين "الاسرائيليين" الذين اعتبروها "مجرد محاولات مشبوهة لاغراق امجاد تاريخنا الساطع في الوحول" خصوصا وان الاعتراف باكذوبة مملكة "اسرائيل" القديمة يعني حتما الاعتراف باكذوبة" دولة "اسرائيل"" الجديدة التي قامت على اساس الاكذوبة القديمة.

الى ذلك فان من شان هذه "الفضائح التوراتية" كما يقول "زئيف هرتسوغ" ان تؤدي الى تعميق وتعقيد الازمة القائمة اصلا في "اسرائيل" ولدى اليهود بصورة عامة والمتمثلة بتحديد طبيعة الانتماء اليهودي انطلاقا من السؤال الشهير: من هو اليهودي؟

ويشير "هرتسوغ" هنا الى الانتقادات الشديدة والمعارضة الشرسة التي كان يقابله فيها الجمهور اليهودي ـ في "اسرائيل" والخارج ـ خلال القائه لمحاضرات تتعلق بكشف اباطيل المزاعم التوراتية.. لافتا الى انتقادات ومعارضة لا تقل شراسة كان يقابله فيها المسيحيون الاصوليون ايضا.



اسحق بن آرون

كيف ينظر السياسيون والمفكرون "الاسرائيليون" الى طروحات "زئيف هرتسوغ"؟

"اسحق بن آرون" الزعيم التاريخي لليسار "الاسرائيلي" يقول: "ان هرتسوغ لم يات بشيء جديد، فنظريته حول المكتشفات الاثارية التي تشكل تكذيبا لنصوص التوراة موجودة قبله في العشرات من الابحاث الجامعية وانه لمن الضروري والمفيد فعلا النظر الى الاشياء من زوايا علمية وتاريخية، ومن الطبيعي ان علم الاثار الحديث يشكل مساعدا ثمينا في هذا المجال".

ويضيف "بن آرون": "ان وجهة النظر القائلة بان كل ما ورد ذكره في التوراة هو مجرد مرويات اسطورية او مسائل تاريخية مستوحاة من مصادر بابلية او غيرها، هي وجهة نظر غير موضوعية وخارجة بالتأكيد عن الحقوق اليهودية المشروعة بارض الميعاد".



يوسي ساريد

اما "يوسي ساريد" وزير التربية في الحكومة "الاسرائيلية" الحالية فيقول: "لست على معرفة تامة بعناصر هذه المسالة التي تبدو لي على جانب من الاهمية، ان وزارة التربية حريصة جدا على اطلاع تلامذتها على جميع الطروحات والنظريات مهما كانت".

ويقول "يوسف طعمة" عضو الكنيست "الاسرائيلي" : "انا مع راي ديفيد بن غوريون القائل باعتبار التوراة ابتكارا يهوديا اساسيا.. فلماذا يريد البروفيسور "هرتسوغ" شطب هذا التراث العظيم من تاريخنا؟!.



شلومو

اما الفيلسوف "الاسرائيلي" "يوسف بن شلومو" فيرى بان علم الآثار، كما الدراسات التوراتية، ليست علما صحيحا.. انما المهم ان البروفيسور "هرتسوغ" يبدو انه محدود الافق مما جعله عاجزا عن فهم التفسيرات الثقافية لهذه المسألة.

ويضيف "بن شلومو" سواء كانت مزعومة او غير مزعومة فان قصة طرد اليهود من مصر المذكورة في التوراة تشكل واحدا من اكبر الرموز التاريخية في تاريخ البشرية"!

ويقول الشاعر "الاسرائيلي" "نعومي شامير" لست خبيرا في الآثار.. لكن لست ادري ماذا يهمني، كاسرائيلي الان، اذا كان هذا الحدث او ذاك حصل او لم يحصل منذ مئات او آلاف السنين وحتى على افتراض ان الاحداث كانت مجرد اساطير، فانني اعتبر ان هذه الاساطير اكثر مصداقية واكثر حقيقية من جميع حقائق العالم"!



----------------

تعليق: فلسطين هي الخدعة التي راح بسببها الكثير من الأبرياء على مر التاريخ

أجابة هذا اللغز موجودة في الكتاب الذي يقرأه المسلمين ليل نهار ولكني سأتركها للزمن

ال بوخلف الحمادي
03-24-2010, 08:07 PM
أشكرك ابن السواحل على ماقدمت

طرحك لمعلومات موثقة غربية وهي مهمة جدا لتاريخ مكذوب لليهود

قال تعالى : (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم)، لغزك أخي الكريم سيظهر في المستقبل والزمن سيظهره

تحياتي لك

أبن السواحل
03-24-2010, 08:18 PM
أشكرك ابن السواحل على ماقدمت

طرحك لمعلومات موثقة غربية وهي مهمة جدا لتاريخ مكذوب لليهود

قال تعالى : (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم)، لغزك أخي الكريم سيظهر في المستقبل والزمن سيظهره

تحياتي لك

شكرا أخي الكريم آل بوخلف الحمادي

بالتأكيد سيأتي الزمن الذي سيعرف به العالم من هم قوم بني أسرائيل واين كانوا

قال تعالى:
وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُواْ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ

كلها مسألة وقت والزمن سوف يتكفل بالموضوع

تحياتي

بوفهد
03-28-2010, 08:32 PM
مشكور اخوي ابن السواحل على الموضوع الطيب

الــحــر
03-28-2010, 10:56 PM
مشكور اخوي ابن السواحل علا الموضوع

حبيت اعرض هذه المقطع من المقاطع الي عرضتها قبل كم يوم بعنوان القادمون

http://www.youtube.com/watch?v=Umso6WSHq6U&feature=related

هذه الحلقه تعرض تورط الماسونيين في هذا كله

أبن السواحل
07-16-2010, 03:06 AM
مشكور اخوي ابن السواحل علا الموضوع

حبيت اعرض هذه المقطع من المقاطع الي عرضتها قبل كم يوم بعنوان القادمون

http://www.youtube.com/watch?v=umso6wshq6u&feature=related

هذه الحلقه تعرض تورط الماسونيين في هذا كله

شكرا لكل المشاركين في الموضوع

اشكرك اخي الحر على الفيديو

تحياتي للجميع

الصقر
07-16-2010, 04:00 AM
شكرا لك اخوي ابن السواحل على هالمجهود

يعطيك الف عافيه

تقبل مروري

أبن السواحل
07-16-2010, 04:06 AM
شكرا لك اخوي ابن السواحل على هالمجهود

يعطيك الف عافيه

تقبل مروري


شكرا لك اخوي الصقر

تحياتي لك اخي الكريم