حفيد عبدالله بوهندي
12-01-2009, 12:22 PM
مقال نشر فی جریده الاتحاد عن عرب الساحل الشرقي
للكاتب والاعلامى الدكتور احمد عبد الملك
تكملة الموضوع
في جلسة واحدة قرأت كتاب (تاريخ عرب الهولة) لمؤلفه المهندس (محمد غريب حاتم) من الكويت. والكتاب يشرح أصول القبائل والعائلات العربية التي سكنت جنوب بلاد فارس· ويتناول الكتاب مساهماتهم الاجتماعية والعسكرية والتجارية والتواريخ والأماكن التي جاؤوا منها والتي نزحوا إليها· وأن العديد من هذه القبائل تحكم مناطق ليست فقط في الساحل الفارسي، بل في الساحل العربي في شبه الجزيرة· كما يقتطف المؤلف من د· محمد الرميحي أن (الهولة كانوا في وقت ما أكثر ترابطاً من حيث صلة القرابة، حيث كانوا يحكمون جزر البحرين قبل مجيء آل خليفة والعتوب إليها)· الكتاب (ص 15)·
وعلى مدى التاريخ غير البعيد في منطقة الخليج، دارت حوارات عدة حول دور (الهولة) ومكانتهم وحرصهم على المحافظة على روحهم العربية والإسلامية حتى نزوحهم إلى الشاطئ الفارسي وتعرضهم لكثير من الاضطهاد على يد الحكم الفارسي وضغط الحكومة المركزية في (شيراز) على حكام العرب وشيوخ القبائل على تنزيل مكانتهم ومحاولات ضمهم، كما جاء في الكتاب·
وكان من ضمن فحوى تلك الحوارات -لدى بعض الجهلة ممن يغذون العصبية والقبلية الزائفة- أن (الهولة) أعاجم وشيعة ولا يمكن أن يُضمَن ولاؤهم أو يُؤمَن جانبهم· وجرى خلط كبير بين (الهولة) وهم من العرب على المذهب الشافعي الذين انتقلوا من الجزيرة العربية منذ القرن السابع الهجري واستوطنوا مواقع متعددة في ساحل فارس من (المحمرة) شمالاً وحتى جزيرة (لارك) و(بندر عباس) جنوباً؛ وبين الفرس بسلالاتهم المعروفة ومذهبهم الشيعي ودمهم غير العربي· ويشرح الكتاب أصول (الهولة) الذين عادوا إلى الساحل العربي بعد مضايقة الدولة لهم وتعيين حكام عجم للقرى والمدن التي يسكنونها في جنوب إيران إضافة إلى القحط الذي أصاب فارس وأهلك الزرع عام 1361هـ· (الكتاب ص 29)·
حيث يثبت أن أصولهم عربية تمتد حتى آل البيت ومنهم (أبو الفضل) الذي ولد في المدينة المنورة عام 578هـ· وبعضهم كان يقيم في نجد وخور العديد ورأس الخيمة· ويرجع البعض هجرة بعض قبائل (الهولة) إلى الفتح الإسلامي والدولتين الأموية والعباسية·
الحوارات التي جرت خلال الخمسين عاماً الماضية، أفرزت بعض الرؤى غير الواقعية، والاحتقانات حول عروبة (الهولة) أو فارسيتهم! وكان من سوء الطالع أن تنشط القبلية المريضة، وتزرع الفتن بين أفراد مجتمع الخليج الواحد، ويتم التصنيف غير المبرر، وتنميط المجتمع بين العرب الأقحاح (الأصليين) وهؤلاء (الهولة)، حيث مالت كفة التنميط إلى جانب زرع خلاف واختلاف في التعامل مع أبناء المجموعتين، واعتبار (الهولة) في درجة أدنى من القبائل العربية، وحدث -في بعض دول الخليج- التفريق والتنميط حتى في الوظائف المهمة والمراتب العليا في الجيش أو الشرطة أو (الاستوزار)!
تلك التفرقة خلقت أجواء غير مريحة في العديد من البلدان العربية في الخليج، وتسبب بعضها في خلق أزمة (البدون)· كما ظهر ذلك في بعض دول الخليج، إذ لا يزال هؤلاء يشكلون عبئاً اجتماعياً على ذواتهم وعلى الدولة، على رغم وجودهم في المنطقة لأكثر من خمسين عاماً· وكان من نتائج الاختلاف حول وضع (الهولة) أو وجودهم أو عودتهم إلى الأرض الأم، أن جرى تنميط بعض القوانين في بعض الدول بحيث يجري منح الجنسية على أسس معينة، بحيث تكون الجنسية ذات درجات معينة تناسب المفهوم الأيديولوجي والاجتماعي القائم·
ولئن عاش العديد من عائلات (الهولة) في دول الخليج، وتعلم أبناؤهم التعليم اللائق، وتبوؤوا الأماكن الرفيعة في المجالات المختلفة، بل وساهم العديد من العائلات في البناء والتطور الحضاري لهذه البلدان ووضعوا أيديهم بيد الحكام وولاة الأمر، وكان بينهم وطنيون نفتهم الحكومة البريطانية في منتصف الخمسينيات إلى خارج المنطقة بحكم وقوفهم ضد أشكال الهيمنة والاحتلال والتدخل في الشؤون الداخلية لبعض بلدان الخليج، فإن (النغمة الطائفية) التي تظهر من حين إلى آخر في حناجر بعض الجهلاء الذين لم يتلقوا من العلم أحسنه، ولم يقرؤوا التاريخ لأنهم لا يعرفون القراءة أصلاً، هذه النغمة يجب أن تزول من الحناجر المريضة، ويجب أن تتحقق الوحدة الوطنية في جميع دول مجلس التعاون دونما نظرات احتجاج حول الأصل والفصل، ودونما رجوع إلى شهامة الآباء وكرمهم وعِرقهم الأصلي· ولابد من توجيه الأبناء إلى ضرورة نبذ الأفكار التي كان يروج لها الاستعمار قديماً استناداً إلى مبدأ (فرّق تسد) Divide and Rule، والذي حكمت به المنطقة العربية ردحاً من الزمن·
ولقد كان من المضحك المبكي أن يبدأ بعض الأفراد -في المنطقة- بنبش كتب التاريخ ومحاولة (الالتصاق) باسم قبيلة عندما شرعت السلطات في البحث عن الأصول والتحقق من الجنسيات· ولا شك أن البعض انتسب (عنوة) إلى أسماء وقبائل بعيدة جداً عنه! ذلك أن (النغمة) المذكورة ألجأته إلى ذلك خوفاً على عياله ورغيفهم·· ومستقبلهم·
إن مجتمع مجلس التعاون يعاني خللاً في التركيبة السكانية، ولقد عالجت بعض الدول هذا الخلل بقرارات إيجابية دعمت شرعية النظام وكسبت الد
رابط جريدة الاتحاد
http://www.alittihad.ae/wajhatdetails.php?id=2260
للكاتب والاعلامى الدكتور احمد عبد الملك
تكملة الموضوع
في جلسة واحدة قرأت كتاب (تاريخ عرب الهولة) لمؤلفه المهندس (محمد غريب حاتم) من الكويت. والكتاب يشرح أصول القبائل والعائلات العربية التي سكنت جنوب بلاد فارس· ويتناول الكتاب مساهماتهم الاجتماعية والعسكرية والتجارية والتواريخ والأماكن التي جاؤوا منها والتي نزحوا إليها· وأن العديد من هذه القبائل تحكم مناطق ليست فقط في الساحل الفارسي، بل في الساحل العربي في شبه الجزيرة· كما يقتطف المؤلف من د· محمد الرميحي أن (الهولة كانوا في وقت ما أكثر ترابطاً من حيث صلة القرابة، حيث كانوا يحكمون جزر البحرين قبل مجيء آل خليفة والعتوب إليها)· الكتاب (ص 15)·
وعلى مدى التاريخ غير البعيد في منطقة الخليج، دارت حوارات عدة حول دور (الهولة) ومكانتهم وحرصهم على المحافظة على روحهم العربية والإسلامية حتى نزوحهم إلى الشاطئ الفارسي وتعرضهم لكثير من الاضطهاد على يد الحكم الفارسي وضغط الحكومة المركزية في (شيراز) على حكام العرب وشيوخ القبائل على تنزيل مكانتهم ومحاولات ضمهم، كما جاء في الكتاب·
وكان من ضمن فحوى تلك الحوارات -لدى بعض الجهلة ممن يغذون العصبية والقبلية الزائفة- أن (الهولة) أعاجم وشيعة ولا يمكن أن يُضمَن ولاؤهم أو يُؤمَن جانبهم· وجرى خلط كبير بين (الهولة) وهم من العرب على المذهب الشافعي الذين انتقلوا من الجزيرة العربية منذ القرن السابع الهجري واستوطنوا مواقع متعددة في ساحل فارس من (المحمرة) شمالاً وحتى جزيرة (لارك) و(بندر عباس) جنوباً؛ وبين الفرس بسلالاتهم المعروفة ومذهبهم الشيعي ودمهم غير العربي· ويشرح الكتاب أصول (الهولة) الذين عادوا إلى الساحل العربي بعد مضايقة الدولة لهم وتعيين حكام عجم للقرى والمدن التي يسكنونها في جنوب إيران إضافة إلى القحط الذي أصاب فارس وأهلك الزرع عام 1361هـ· (الكتاب ص 29)·
حيث يثبت أن أصولهم عربية تمتد حتى آل البيت ومنهم (أبو الفضل) الذي ولد في المدينة المنورة عام 578هـ· وبعضهم كان يقيم في نجد وخور العديد ورأس الخيمة· ويرجع البعض هجرة بعض قبائل (الهولة) إلى الفتح الإسلامي والدولتين الأموية والعباسية·
الحوارات التي جرت خلال الخمسين عاماً الماضية، أفرزت بعض الرؤى غير الواقعية، والاحتقانات حول عروبة (الهولة) أو فارسيتهم! وكان من سوء الطالع أن تنشط القبلية المريضة، وتزرع الفتن بين أفراد مجتمع الخليج الواحد، ويتم التصنيف غير المبرر، وتنميط المجتمع بين العرب الأقحاح (الأصليين) وهؤلاء (الهولة)، حيث مالت كفة التنميط إلى جانب زرع خلاف واختلاف في التعامل مع أبناء المجموعتين، واعتبار (الهولة) في درجة أدنى من القبائل العربية، وحدث -في بعض دول الخليج- التفريق والتنميط حتى في الوظائف المهمة والمراتب العليا في الجيش أو الشرطة أو (الاستوزار)!
تلك التفرقة خلقت أجواء غير مريحة في العديد من البلدان العربية في الخليج، وتسبب بعضها في خلق أزمة (البدون)· كما ظهر ذلك في بعض دول الخليج، إذ لا يزال هؤلاء يشكلون عبئاً اجتماعياً على ذواتهم وعلى الدولة، على رغم وجودهم في المنطقة لأكثر من خمسين عاماً· وكان من نتائج الاختلاف حول وضع (الهولة) أو وجودهم أو عودتهم إلى الأرض الأم، أن جرى تنميط بعض القوانين في بعض الدول بحيث يجري منح الجنسية على أسس معينة، بحيث تكون الجنسية ذات درجات معينة تناسب المفهوم الأيديولوجي والاجتماعي القائم·
ولئن عاش العديد من عائلات (الهولة) في دول الخليج، وتعلم أبناؤهم التعليم اللائق، وتبوؤوا الأماكن الرفيعة في المجالات المختلفة، بل وساهم العديد من العائلات في البناء والتطور الحضاري لهذه البلدان ووضعوا أيديهم بيد الحكام وولاة الأمر، وكان بينهم وطنيون نفتهم الحكومة البريطانية في منتصف الخمسينيات إلى خارج المنطقة بحكم وقوفهم ضد أشكال الهيمنة والاحتلال والتدخل في الشؤون الداخلية لبعض بلدان الخليج، فإن (النغمة الطائفية) التي تظهر من حين إلى آخر في حناجر بعض الجهلاء الذين لم يتلقوا من العلم أحسنه، ولم يقرؤوا التاريخ لأنهم لا يعرفون القراءة أصلاً، هذه النغمة يجب أن تزول من الحناجر المريضة، ويجب أن تتحقق الوحدة الوطنية في جميع دول مجلس التعاون دونما نظرات احتجاج حول الأصل والفصل، ودونما رجوع إلى شهامة الآباء وكرمهم وعِرقهم الأصلي· ولابد من توجيه الأبناء إلى ضرورة نبذ الأفكار التي كان يروج لها الاستعمار قديماً استناداً إلى مبدأ (فرّق تسد) Divide and Rule، والذي حكمت به المنطقة العربية ردحاً من الزمن·
ولقد كان من المضحك المبكي أن يبدأ بعض الأفراد -في المنطقة- بنبش كتب التاريخ ومحاولة (الالتصاق) باسم قبيلة عندما شرعت السلطات في البحث عن الأصول والتحقق من الجنسيات· ولا شك أن البعض انتسب (عنوة) إلى أسماء وقبائل بعيدة جداً عنه! ذلك أن (النغمة) المذكورة ألجأته إلى ذلك خوفاً على عياله ورغيفهم·· ومستقبلهم·
إن مجتمع مجلس التعاون يعاني خللاً في التركيبة السكانية، ولقد عالجت بعض الدول هذا الخلل بقرارات إيجابية دعمت شرعية النظام وكسبت الد
رابط جريدة الاتحاد
http://www.alittihad.ae/wajhatdetails.php?id=2260