أبن السواحل
12-13-2009, 10:09 PM
الوثيقة العثمانية
صورة الوثيقة العثمانية المؤرخة بسنة 1113هـ 1701م
الوثيقة العثمانية
ترجمة الوثيقة
من : والي البصرة علي باشا
إلى : السلطان العثماني
بخصوص ذلك أحيطكم علما، يوجد على شواطئ العجم محل أسمه البحرين، يقوم العجم في هذا المكان بالتعرض لأهله بأنواع الضغوطات والمعاملة السيئة، ويهتم العجم بهذا المكان اهتماما كبيراً.
هناك أيضاً عشيرتان تتبعان لإدارة العجم وهما عشيرة العتوب وعشيرة الخليفات من أهل المذهب الشافعي والحنبلي ويسكنون في مكان قريب من بندر ديلم ويوجد أيضا بندر اسمه كونك فيه سبع أو ثماني عشائر يطلق عليهم أسم حوله كلهم عرب من أتباع المذهب الشافعي.
أوقع البعض فتنه بين البحرين وبين هذه العشائر الثلاث حصلت بسببها عدوة بينهم ووقعت صدامات في عرض البحر وقتل منهم ثلاث أشخاص غدرا الأمر الذي جعل التجارة والمهاجرين يتخوفون من القدوم إلى البصرة.
أغلب السفن التي تتنقل بين هذه الموانئ في تلك المنطقة هي سفن هذه العشائر الثلاث. وبسبب العداوة يقومون بإطلاق النار على بعضهم البعض إذا تلاقوا في عرض البحر.
وفي أحد الأيام قامت عشيرة حوله بمهاجمت عشيرة العتوب التي هي حليفة عشيرة الخليفات في البحرين وعلى حين غرة قتلت 400 من رجالها واستولت على جميع أموالها. وهرب الناجون من العتوب إلى حلفائهم من الخليفات. ثم اتفق الاثنان العتوب والخليفات على أن ما حدث كان بسبب فتنة العجم الموجودون في البحرين وقالا: لم يبق لنا أمان في البقاء في بلاد العجم بعد الذي حصل، فلنذهب إلى مدينة البصرة التابعة للدولة العلية و بالفعل جاؤوا ودخلوا أراضي البصرة وعددهم ما يقارب 2000 بيت وهم الآن موجودون فيها. وقد جاء إلي أنا مأموركم في البصرة، بعض وجهائهم والتمسوا لأنفسهم طلب البقاء قائلين: أننا من أهل السنة و الجماعة تركنا بلاد الرافضيين، بلاد القزل باش ولجأنا إلى سلطان المسلمين للعيش في أراضيه وأنتم أعلم بما يصلح حالنا.
لم يخصص بعد لهم مكان معين للاستيطان والأفضل أن يبقوا هكذا للنظر إن كانوا سيبقون في البصرة بشكل دائم عندها يخصص لهم مكان للاقامه. يملك هؤلاء ما يقارب 150 سفينة في كل سفينة اثنين أو ثلاثة مدافع وعلى متن كل سفينة بين الثلاثين إلى أربعين مسلح بالبنادق عملهم هو النقل التجار والبضائع بين الموانئ في المنطقة. ومن أجل المصلحة واستمرار عملهم أرسلنا رجالنا إلى عشيرة حوله للتوسط في الصلح بينهم وبين العتوب و الخليفات لأن بقاء الحرب بينهم سوف يضر بالتجار الذاهبين والقادمين إلى البصرة فيما لو استوطنوا لدينا. وفي حال قدوم عشيرة المذكورة و بتحقيق الصلح فان البحر و السواحل سوف يأمن من شرهم. وبعد عقد الصلح سوف يتبين إن كانت العتوب والخليفات سوف تستوطنان البصرة أم لا ولكن هذا غير معلوم الآن .
ترجمة:
الأستاذ الدكتور/ زكريا كورشون/ اسطنبول – تركيا
المصدر: مراجع تاريخية كثيرة منها كتاب بيان الكويت لصاحب السمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي (حاكم الشارقة).
رقم الوثيقة 111 في دفتر المهمات وسنتها 1701 وتستطيعون الحصول عليها من الأنترنت
تاريخ كيفية وصول العتوب لجزيرة البحرين بصورة مختصرة
سأروي قصة العتوب بأختصار شديد بدون التطرق الى تفاصيل التاريخ والى الكثير من الأمور التي لا تهمنا لكي لا يمل القارئ من القراءة فسأحاول أن أتجه بسردي للتاريخ مباشرتا للخلاصة ( الزبدة ) لكي نوضح كيف أستطاع العتوب السيطرة على البحرين ومن ساعدهم في ذلك:
أذن في العام 1701 كانوا العتوب على السواحل الفارسية وهم معروفين بأنهم أهل بحر ولم يكونوا من البدو على الأطلاق واليكم كيف أستطاعوا الوصول الى البحرين والكويت بأختصار شديد فبعد أن هجر العتوب منطقة بندر الديلم بسب المضايقات والحروب مع العرب الحولة أستقروا في جنوب البصرة ( الكويت ) كانت قبيلة آل حرم تحكم البحرين وكانت عائلة آل مذكور العمانية الأصل تحكم بندر بوشهر وكانت تتوسع بشكل كبير وأرادت أن تضم البحرين لها ولكي تستطيع على مقارعة آل حرم أستعان آل مذكور بالعتوب في هذه الحرب ووعدهم بأن نصروه وأحتل البحرين فسوف يساعدهم على الأستيطان بالقرب من مغاصات اللؤلؤ وسوف يؤمن لهم المغاصات من شر قبائل العرب الحولة من الأعتداء عليهم وفعلا لقيت دعوة الشيخ المذكوري صدى لدى العتوب وناصروه وأستطاع أن يدخل البحرين ويهزم آل حرم وبعدها أستقر العتوب في فريحة وتحرك خليفة بن محمد العتبي والشيخ ابن رزق الخالدي من القرين وبنوا الزبارة التي استوطنها العديد من اهل البصرة ومع مرور السنين بسبب خلاف كان بسيطا ثم أشتد بين بعض العتوب وبعض أهالي البحرين أعتدى العتوب على أهل جزيرة البحرين ودمروا وحرقوا ثم عادوا للزبارة فوصل الخبر لأبن الشيخ ناصر آل مذكور وهو الشيخ نصر بن ناصر آل مذكور الذي اصبح امير بندر بوشهر بعد وفاة والدة الشيخ ناصر فأستعد لكي يؤدب العتوب على جرأتهم على بلادة خصوصا وأن لوالده الفضل الكبير في أسكانهم شبه جزيرة قطر وللعتوب أيضا وقفة جميل من آل مذكور عندما ناصروهم لكي يحتلوا جزيرة البحرين وينتزعوها من يد قبائل العرب الحولة ولكن الأن المصالح تضاربت والعتوب أعتدوا على بلاد المطاريش ( آل مذكور ) فأستعد الشيخ نصر بن ناصر آل مذكور لهم وجهز الجيش وقدم الى الزبارة لكي يؤدبهم وأستعان أيضا ببعض قبائل العرب الحولة ومن هذه القبائل قبيلة القواسم وبعد حصار الزبارة لمدة أسبوع تواجه الجيشان في معركة دموية وكان العتوب سينهزمون في الحرب ولكنهم أستبسلوا للدفاع عن أنفسهم خصوصا وهم يعلمون أنها مسألة حياة أو أباده فأذا هزمهم الشيخ نصر بن ناصر آل مذكور فسوف يأخذ نسائهم وأطفالهم كسبايا وخدم له في بندر بوشهر ولكن حدث ما لم يكن في الحسبان وهو وصول عتوب فريحة لمناصرة أخوانهم عتوب الزبارة ومنهم آل بن علي ( أشهر العتوب في ذلك الزمان ) وبهذه المباغته الذكية من عتوب فريحة تم هزيمة الجيش المذكوري وهنا الكثرة غلبت الشجاعة وأستطاعوا هزيمة الجيش المذكوري بمذبحة دموية راح ضحيتها العديد من الضحايا من الطرفين خصوصا الجيش المذكوري وهروب الشيخ نصر آل مذكور الى بوشهر
بعد هزيمة الشيخ نصر آل مذكور وأتباعة وفراره الى بوشهر أضطربت الأحوال الداخلية في البحرين وبعدها أنشق أهل البحرين بين مؤيد لحكم المذكور وبين معارض يريد أستقلاله وكان أشهر حزب مؤيد للمذكوريين هم أهل جدحفص وأشهر المعارضين هم أهل بلاد القديم وتواجه البحارنة وتقاتلوا مع بعضهم البعض فأنتصر حزب جدحفص المؤيد لحكم الشيخ ناصر المذكوري على حزب بلاد القديم وهزموهم ولكن البحارنة أهل البلاد القديم الذين يريدون طرد المذكوريين من البحرين غدروا في بقية البحارنة المؤيدين للمذكوريين وأشهرهم أهل جدحفص وأرسلوا رسالة الى شيخ العتوب في الزبارة الذي سمي لاحقا بأسم الشيخ أحمد الفاتح ووضحوا له أنهم سيساعدونه في أحتلال البحرين خصوصا وأن البحرين تمر بأضطرابات داخلية عديدة فأستعد العتوب وبقيادة الشيخ الفاتح ودخلوا البحرين بترحيب من أهل بلاد القديم وأستطاعوا أن يبسطوا سيطرتهم عليها ثم توجهوا لطرد الشيخ راشد آل مذكور ( الشيخ راشد هو والي معين من قبل الشيخ ناصر آل مذكور على البحرين ) وجنده من قلعة الديوان تلك القلعة المحصنة ولكنهم لم يستطيعوا فأرشدوهم أهل بلاد القديم أن أذا سبحوا تحت هذا الجدول ( الساب ) القريب من القلعة فسوف يستطيعون دخول القلعة من الداخل لأن هناك بئر متصل بهذا الجدول يقع داخل القلعة والمسافة ليست بعيده وفعلا دخل بعض العتوب الأشداء داخل هذا الجدول وأستطاعوا دخول القلعة من الداخل وباغتوا الحرس وأستطاعوا الأطاحة بحكم المذكوريين في البحرين والشئ الملفت للنظر أن الشيخ احمد الفاتح بسبب سياسته وذكاءة وبعد بصيرته تعامل مع الشيخ راشد آل مذكور بكل أحترام ولم يسئ اليه ربما لأن الشيخ أحمد الفاتح خاف من ردة فعل عنيفة من قبل الشيخ نصر بن ناصر آل مذكور فأعد الشيخ أحمد الفاتح للشيخ راشد آل مذكور السفن لكي يعود الى بوشهر وهذا التصرف الذكي خفف من شده التوتر بين العتوب والمذكوريين لأن العتوب عاملوا المذكوريين في البحرين معاملة حسنة حتى أن هذا العمل خفف حينها من نية الشيخ نصر آل مذكور العودة للبحرين وطرد العتوب والأنتقام منهم رغم أنه حاول لاحقا ولكن قبل أن يأتي بسفنه الى البحرين تواجه بصدامات مع الفرس وهذه الصدامات وقفت حاجزا بينه وبين رجوعه مرة أخرى لأحتلال البحرين
فكل ما نريد أيضاحة هو من هذه القصة التاريخية المختصرة أن البحارنة المتمثلون في أهل البلاد القديم بعدما لم يستطيعوا حكم البحرين بسبب الخلافات مع غيرهم من البحارنة أنتهزوها فرصة لكي ينتقموا من بقية البحارنة الذين لم يكونوا يريدون الأنفصال عن المذكوريين فأرسلوا رسالة للعتوب في الزبارة وهذه الرسالة هي سندخلكم البحرين وسنقف وسنحارب معكم الى الرمق الآخير
الكاتب جلال الهارون يروي قصة العتوب وطردهم من بندر الديلم من قبل القوات الفارسية بسبب انهم حرقوا وخربوا في جزيرة البحرين ثم التجائهم لوالي البصرة لكي يسمح لهم للأقامة ويتطرق الى حكم عرب الساحل الشرقي وسيطرتهم على هذه الجزيرة في هذا الرابط
http://www.youtube.com/watch?v=eZjIdf5yaTk
http://www.youtube.com/watch?v=EKQZs8xVEcI
http://www.youtube.com/watch?v=Wnlw9YPB704
وهنا تنتهي القصة المختصرة بخصوص كيف وصل العتوب للبحرين
ملاحظة: نلاحظ أن هناك محاولات لطمس التاريخ خصوصا في البحرين فنلاحظ أن قلعة العمانيين تم تغيرها الى قلعة عراد وقلعة البرتغال الى قلعة البحرين وقلعة الديوان أصبحت مركزا للداخلية وقلعة فرير بن رحال أصبحت قلعة الرفاع أو قلعة سلمان بن أحمد وغيرها الكثير والكثير ولكن ثقوا بأن العتوب عندما قدموا للبحرين عثروا على قلاع مهجورة فتحصنوا فيها وهذه القلاع تخص الحكام السابقين لجزيرة البحرين
الخلاصة: بعد أن هجر العتوب منطقة الديلم على السواحل الفارسية بسبب النزاع بينهم وبين قبائل العرب الحولة أستقروا في جنوب البصرة أو بر البصرة ( الكويت ) ثم نزح جزء منهم الى شبه جزيرة قطر ثم أستطاع الجزء الذي نزح الى شبه جزيرة قطر من دخول البحرين مع العلم أن هذا الحلف ( حلف العتوب ) ظهر للنور من بندر الديلم وهو عبارة عن تجمع أفراد ومجموعات تشاركت في اللغة والأفراح والأحزان والمصير المشترك وليسوا كلهم من قبيلة واحدة بل قبائل وأعراق مختلفة ثم أن هذا الحلف البحري أشتغل في نقل الناس بحرا وفي صيد الأسماك والغوص بحثا عن اللؤلؤ أما بخصوص أسطورة الهدار والأفلاج فهي قصة شفهية ليس لها أي دليل أو علاقة بالواقع أو بتاريخ العتوب
أهم النتائج: العتوب حلف عربي قبيلي بحري لا علاقة له بالبداوه البتة، ويعمل إفراد هذا الحلف في النقل البحري وصيد السمك والغوض للؤلؤ، ويسكنون بندر الديلم على السواحل الفارسية
لم يكونوا من البدو على الاطلاق.... بل اهل الخليج و البحر !!!!!
تحياتي
صورة الوثيقة العثمانية المؤرخة بسنة 1113هـ 1701م
الوثيقة العثمانية
ترجمة الوثيقة
من : والي البصرة علي باشا
إلى : السلطان العثماني
بخصوص ذلك أحيطكم علما، يوجد على شواطئ العجم محل أسمه البحرين، يقوم العجم في هذا المكان بالتعرض لأهله بأنواع الضغوطات والمعاملة السيئة، ويهتم العجم بهذا المكان اهتماما كبيراً.
هناك أيضاً عشيرتان تتبعان لإدارة العجم وهما عشيرة العتوب وعشيرة الخليفات من أهل المذهب الشافعي والحنبلي ويسكنون في مكان قريب من بندر ديلم ويوجد أيضا بندر اسمه كونك فيه سبع أو ثماني عشائر يطلق عليهم أسم حوله كلهم عرب من أتباع المذهب الشافعي.
أوقع البعض فتنه بين البحرين وبين هذه العشائر الثلاث حصلت بسببها عدوة بينهم ووقعت صدامات في عرض البحر وقتل منهم ثلاث أشخاص غدرا الأمر الذي جعل التجارة والمهاجرين يتخوفون من القدوم إلى البصرة.
أغلب السفن التي تتنقل بين هذه الموانئ في تلك المنطقة هي سفن هذه العشائر الثلاث. وبسبب العداوة يقومون بإطلاق النار على بعضهم البعض إذا تلاقوا في عرض البحر.
وفي أحد الأيام قامت عشيرة حوله بمهاجمت عشيرة العتوب التي هي حليفة عشيرة الخليفات في البحرين وعلى حين غرة قتلت 400 من رجالها واستولت على جميع أموالها. وهرب الناجون من العتوب إلى حلفائهم من الخليفات. ثم اتفق الاثنان العتوب والخليفات على أن ما حدث كان بسبب فتنة العجم الموجودون في البحرين وقالا: لم يبق لنا أمان في البقاء في بلاد العجم بعد الذي حصل، فلنذهب إلى مدينة البصرة التابعة للدولة العلية و بالفعل جاؤوا ودخلوا أراضي البصرة وعددهم ما يقارب 2000 بيت وهم الآن موجودون فيها. وقد جاء إلي أنا مأموركم في البصرة، بعض وجهائهم والتمسوا لأنفسهم طلب البقاء قائلين: أننا من أهل السنة و الجماعة تركنا بلاد الرافضيين، بلاد القزل باش ولجأنا إلى سلطان المسلمين للعيش في أراضيه وأنتم أعلم بما يصلح حالنا.
لم يخصص بعد لهم مكان معين للاستيطان والأفضل أن يبقوا هكذا للنظر إن كانوا سيبقون في البصرة بشكل دائم عندها يخصص لهم مكان للاقامه. يملك هؤلاء ما يقارب 150 سفينة في كل سفينة اثنين أو ثلاثة مدافع وعلى متن كل سفينة بين الثلاثين إلى أربعين مسلح بالبنادق عملهم هو النقل التجار والبضائع بين الموانئ في المنطقة. ومن أجل المصلحة واستمرار عملهم أرسلنا رجالنا إلى عشيرة حوله للتوسط في الصلح بينهم وبين العتوب و الخليفات لأن بقاء الحرب بينهم سوف يضر بالتجار الذاهبين والقادمين إلى البصرة فيما لو استوطنوا لدينا. وفي حال قدوم عشيرة المذكورة و بتحقيق الصلح فان البحر و السواحل سوف يأمن من شرهم. وبعد عقد الصلح سوف يتبين إن كانت العتوب والخليفات سوف تستوطنان البصرة أم لا ولكن هذا غير معلوم الآن .
ترجمة:
الأستاذ الدكتور/ زكريا كورشون/ اسطنبول – تركيا
المصدر: مراجع تاريخية كثيرة منها كتاب بيان الكويت لصاحب السمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي (حاكم الشارقة).
رقم الوثيقة 111 في دفتر المهمات وسنتها 1701 وتستطيعون الحصول عليها من الأنترنت
تاريخ كيفية وصول العتوب لجزيرة البحرين بصورة مختصرة
سأروي قصة العتوب بأختصار شديد بدون التطرق الى تفاصيل التاريخ والى الكثير من الأمور التي لا تهمنا لكي لا يمل القارئ من القراءة فسأحاول أن أتجه بسردي للتاريخ مباشرتا للخلاصة ( الزبدة ) لكي نوضح كيف أستطاع العتوب السيطرة على البحرين ومن ساعدهم في ذلك:
أذن في العام 1701 كانوا العتوب على السواحل الفارسية وهم معروفين بأنهم أهل بحر ولم يكونوا من البدو على الأطلاق واليكم كيف أستطاعوا الوصول الى البحرين والكويت بأختصار شديد فبعد أن هجر العتوب منطقة بندر الديلم بسب المضايقات والحروب مع العرب الحولة أستقروا في جنوب البصرة ( الكويت ) كانت قبيلة آل حرم تحكم البحرين وكانت عائلة آل مذكور العمانية الأصل تحكم بندر بوشهر وكانت تتوسع بشكل كبير وأرادت أن تضم البحرين لها ولكي تستطيع على مقارعة آل حرم أستعان آل مذكور بالعتوب في هذه الحرب ووعدهم بأن نصروه وأحتل البحرين فسوف يساعدهم على الأستيطان بالقرب من مغاصات اللؤلؤ وسوف يؤمن لهم المغاصات من شر قبائل العرب الحولة من الأعتداء عليهم وفعلا لقيت دعوة الشيخ المذكوري صدى لدى العتوب وناصروه وأستطاع أن يدخل البحرين ويهزم آل حرم وبعدها أستقر العتوب في فريحة وتحرك خليفة بن محمد العتبي والشيخ ابن رزق الخالدي من القرين وبنوا الزبارة التي استوطنها العديد من اهل البصرة ومع مرور السنين بسبب خلاف كان بسيطا ثم أشتد بين بعض العتوب وبعض أهالي البحرين أعتدى العتوب على أهل جزيرة البحرين ودمروا وحرقوا ثم عادوا للزبارة فوصل الخبر لأبن الشيخ ناصر آل مذكور وهو الشيخ نصر بن ناصر آل مذكور الذي اصبح امير بندر بوشهر بعد وفاة والدة الشيخ ناصر فأستعد لكي يؤدب العتوب على جرأتهم على بلادة خصوصا وأن لوالده الفضل الكبير في أسكانهم شبه جزيرة قطر وللعتوب أيضا وقفة جميل من آل مذكور عندما ناصروهم لكي يحتلوا جزيرة البحرين وينتزعوها من يد قبائل العرب الحولة ولكن الأن المصالح تضاربت والعتوب أعتدوا على بلاد المطاريش ( آل مذكور ) فأستعد الشيخ نصر بن ناصر آل مذكور لهم وجهز الجيش وقدم الى الزبارة لكي يؤدبهم وأستعان أيضا ببعض قبائل العرب الحولة ومن هذه القبائل قبيلة القواسم وبعد حصار الزبارة لمدة أسبوع تواجه الجيشان في معركة دموية وكان العتوب سينهزمون في الحرب ولكنهم أستبسلوا للدفاع عن أنفسهم خصوصا وهم يعلمون أنها مسألة حياة أو أباده فأذا هزمهم الشيخ نصر بن ناصر آل مذكور فسوف يأخذ نسائهم وأطفالهم كسبايا وخدم له في بندر بوشهر ولكن حدث ما لم يكن في الحسبان وهو وصول عتوب فريحة لمناصرة أخوانهم عتوب الزبارة ومنهم آل بن علي ( أشهر العتوب في ذلك الزمان ) وبهذه المباغته الذكية من عتوب فريحة تم هزيمة الجيش المذكوري وهنا الكثرة غلبت الشجاعة وأستطاعوا هزيمة الجيش المذكوري بمذبحة دموية راح ضحيتها العديد من الضحايا من الطرفين خصوصا الجيش المذكوري وهروب الشيخ نصر آل مذكور الى بوشهر
بعد هزيمة الشيخ نصر آل مذكور وأتباعة وفراره الى بوشهر أضطربت الأحوال الداخلية في البحرين وبعدها أنشق أهل البحرين بين مؤيد لحكم المذكور وبين معارض يريد أستقلاله وكان أشهر حزب مؤيد للمذكوريين هم أهل جدحفص وأشهر المعارضين هم أهل بلاد القديم وتواجه البحارنة وتقاتلوا مع بعضهم البعض فأنتصر حزب جدحفص المؤيد لحكم الشيخ ناصر المذكوري على حزب بلاد القديم وهزموهم ولكن البحارنة أهل البلاد القديم الذين يريدون طرد المذكوريين من البحرين غدروا في بقية البحارنة المؤيدين للمذكوريين وأشهرهم أهل جدحفص وأرسلوا رسالة الى شيخ العتوب في الزبارة الذي سمي لاحقا بأسم الشيخ أحمد الفاتح ووضحوا له أنهم سيساعدونه في أحتلال البحرين خصوصا وأن البحرين تمر بأضطرابات داخلية عديدة فأستعد العتوب وبقيادة الشيخ الفاتح ودخلوا البحرين بترحيب من أهل بلاد القديم وأستطاعوا أن يبسطوا سيطرتهم عليها ثم توجهوا لطرد الشيخ راشد آل مذكور ( الشيخ راشد هو والي معين من قبل الشيخ ناصر آل مذكور على البحرين ) وجنده من قلعة الديوان تلك القلعة المحصنة ولكنهم لم يستطيعوا فأرشدوهم أهل بلاد القديم أن أذا سبحوا تحت هذا الجدول ( الساب ) القريب من القلعة فسوف يستطيعون دخول القلعة من الداخل لأن هناك بئر متصل بهذا الجدول يقع داخل القلعة والمسافة ليست بعيده وفعلا دخل بعض العتوب الأشداء داخل هذا الجدول وأستطاعوا دخول القلعة من الداخل وباغتوا الحرس وأستطاعوا الأطاحة بحكم المذكوريين في البحرين والشئ الملفت للنظر أن الشيخ احمد الفاتح بسبب سياسته وذكاءة وبعد بصيرته تعامل مع الشيخ راشد آل مذكور بكل أحترام ولم يسئ اليه ربما لأن الشيخ أحمد الفاتح خاف من ردة فعل عنيفة من قبل الشيخ نصر بن ناصر آل مذكور فأعد الشيخ أحمد الفاتح للشيخ راشد آل مذكور السفن لكي يعود الى بوشهر وهذا التصرف الذكي خفف من شده التوتر بين العتوب والمذكوريين لأن العتوب عاملوا المذكوريين في البحرين معاملة حسنة حتى أن هذا العمل خفف حينها من نية الشيخ نصر آل مذكور العودة للبحرين وطرد العتوب والأنتقام منهم رغم أنه حاول لاحقا ولكن قبل أن يأتي بسفنه الى البحرين تواجه بصدامات مع الفرس وهذه الصدامات وقفت حاجزا بينه وبين رجوعه مرة أخرى لأحتلال البحرين
فكل ما نريد أيضاحة هو من هذه القصة التاريخية المختصرة أن البحارنة المتمثلون في أهل البلاد القديم بعدما لم يستطيعوا حكم البحرين بسبب الخلافات مع غيرهم من البحارنة أنتهزوها فرصة لكي ينتقموا من بقية البحارنة الذين لم يكونوا يريدون الأنفصال عن المذكوريين فأرسلوا رسالة للعتوب في الزبارة وهذه الرسالة هي سندخلكم البحرين وسنقف وسنحارب معكم الى الرمق الآخير
الكاتب جلال الهارون يروي قصة العتوب وطردهم من بندر الديلم من قبل القوات الفارسية بسبب انهم حرقوا وخربوا في جزيرة البحرين ثم التجائهم لوالي البصرة لكي يسمح لهم للأقامة ويتطرق الى حكم عرب الساحل الشرقي وسيطرتهم على هذه الجزيرة في هذا الرابط
http://www.youtube.com/watch?v=eZjIdf5yaTk
http://www.youtube.com/watch?v=EKQZs8xVEcI
http://www.youtube.com/watch?v=Wnlw9YPB704
وهنا تنتهي القصة المختصرة بخصوص كيف وصل العتوب للبحرين
ملاحظة: نلاحظ أن هناك محاولات لطمس التاريخ خصوصا في البحرين فنلاحظ أن قلعة العمانيين تم تغيرها الى قلعة عراد وقلعة البرتغال الى قلعة البحرين وقلعة الديوان أصبحت مركزا للداخلية وقلعة فرير بن رحال أصبحت قلعة الرفاع أو قلعة سلمان بن أحمد وغيرها الكثير والكثير ولكن ثقوا بأن العتوب عندما قدموا للبحرين عثروا على قلاع مهجورة فتحصنوا فيها وهذه القلاع تخص الحكام السابقين لجزيرة البحرين
الخلاصة: بعد أن هجر العتوب منطقة الديلم على السواحل الفارسية بسبب النزاع بينهم وبين قبائل العرب الحولة أستقروا في جنوب البصرة أو بر البصرة ( الكويت ) ثم نزح جزء منهم الى شبه جزيرة قطر ثم أستطاع الجزء الذي نزح الى شبه جزيرة قطر من دخول البحرين مع العلم أن هذا الحلف ( حلف العتوب ) ظهر للنور من بندر الديلم وهو عبارة عن تجمع أفراد ومجموعات تشاركت في اللغة والأفراح والأحزان والمصير المشترك وليسوا كلهم من قبيلة واحدة بل قبائل وأعراق مختلفة ثم أن هذا الحلف البحري أشتغل في نقل الناس بحرا وفي صيد الأسماك والغوص بحثا عن اللؤلؤ أما بخصوص أسطورة الهدار والأفلاج فهي قصة شفهية ليس لها أي دليل أو علاقة بالواقع أو بتاريخ العتوب
أهم النتائج: العتوب حلف عربي قبيلي بحري لا علاقة له بالبداوه البتة، ويعمل إفراد هذا الحلف في النقل البحري وصيد السمك والغوض للؤلؤ، ويسكنون بندر الديلم على السواحل الفارسية
لم يكونوا من البدو على الاطلاق.... بل اهل الخليج و البحر !!!!!
تحياتي