المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : البحث عن الؤلؤ قديمًا .



حواري
11-09-2009, 10:24 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله القائل : (( يخرج منهما الؤلؤ والمرجان )) . والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه أجمعين . وبعد :-

فإن من أعظم منن الله على أبائنا وأجدادنا أن جعل لهم من البحر لحما طريا، ولؤلؤاً بهياً، بعاش أجدادنا أياماً قاسة صعبة في البحث عن اللؤلؤ، وخاضوا المخاطر والبحار الهوجاء . في الحر الفاطس والبرد القارس.... وهذا عرض مبسط لعملية البحث عن اللؤلؤ قديمًا ...




ثمـة أسباب كثيرة دفعت بالإنسان الإماراتي إلى خوض غمار هذه المهنة ، على رأسها توفير لقمة العيش له ولمن يعول من أهل وأولاد ، ولعدم وجود مصادر رزق بديلة تغنيه عن المخاطرة بنفسه لما هو قادم عليه في هذه الرحلة ، لذلك لم يكن من الأمر بد أمـامه إلا أن يواجه شظف العيش بهذه الطريق الوعرة راضيـاً بقدر الله له ، قانعاً بما يقسـمه له من رزق .


ومهنة الغوص هذه مهنة قديمـة ، أشبه ما تكون وراثية تعاقبتها الأجيال الماضية وهي ليست مهنة خاصة بدولة الإمارات ، وإنما لمنطقة الخليج العربي بصفة عامة ، ولكن ربما كانت هذه المهنة قد أخذت أبعاداً واضحة في دولة الإمارات عن غيرها من دول الخليج العربي ، من حيث الحاجة إليها والاهتمام بها واستمرارها لفترة طويلة على اعتبار أنها مصدر الرزق الأساسي لأبنائها في تلك الفتـرة ، لذلك لا غرابة أن نرى ما بلغته أعداد سفن من جميع الإمارات مقارنة بأعداد سكانها حتى عام 1907ميلادية ، إذ بلغت إحصائيات الغوص في ذلك العام ما مجموعه (12) سفينة غوص ، كان يعمل عليهـا حوالي (22045) رجلاً من أبناء الدولة حسب توزيعات الجدول الذي يشير إلى ذلك في الإحصائية رقم (3) .


عدد العاملين عدد السفـن المينــاء المنطقــة الإقليــــم
45 3 رمـس رأس الخيمـة إمـارات الخليج
707 33 رأس الخيمة رأس الخيمـة إمـارات الخليج
608 25 جزيرة الحمـرة رأس الخيمـة إمـارات الخليج
1.759 70 أم القيـوين أم القيـوين إمـارات الخليج
259 17 الحمـرية الشـارقة إمـارات الخليج
781 40 عجمـان عجمـان إمـارات الخليج
405 25 حسـيرة الشـارقة إمـارات الخليج
3680 183 الشـارقة الشـارقة إمـارات الخليج
1295 74 خـان الشـارقة إمـارات الخليج
6936 335 دبـي دبــي إمـارات الخليج
5570 410 أبوظبي أبوظبي إمـارات الخليج


.... ..
أدوات الغـوص :

وللقيـام برحلة الغوص اسـتعدادات غالباً ما تكون جماعية ، إذ أن هذه المهنة لابد أن تقوم بها مجموعة كبيرة من الأفراد ، وليس بالأمر السهل الحصول عليهم ، والذي يفترض أن يكون أغلب هؤلاء الأفراد ممن يجيدون عملية الغوص والسباحة .
وهب أن هذه الرحلة مهمة وحتمية فصعوبتها تكمن في البحث عن ممول لها يستطيع القيام بالاتفاق على تكاليفها من ناحية ، وتغطية نفقات البحارة من ناحية أخـرى ، إذ أن الاستعداد لهـذه الرحلة يبـدأ بتجهيز السفينة الصالحة للسفر ، ثم توفير أدوات الغوص لكافة البحارة على ظهر السفينة ، الذين غالباً ما يصل عددهم إلى (40) بحاراً تقريباً ...


الفطـام : -


وهو المشبك الذي يضعه الغواص على أنفه لئـلاً يدخل إلى جوفـه الماء حماية من الغـرق أثنـاء غوصه إلى قاع البحر لجمع الأصداف .


الثقـل أو الحجارة (البِلذ) : -


كتلة من الحجارة أو الرصاص يربطها الغواص في إحـدى رجليه لتعينـه أثناء عملية الهبـوط إلى أعماق البحر .


الشمشـول : -


وهو الرداء الذي يلبسه الغواص أثناء قيـامه بعملية الغوص ، وعادة يكـون من القماش السميك وذا لون أسـود .


الخّبْـط : -


وهي مجموعة قفافيـز يضعها الغواص في أصابع يديـه أثنـاء جمع الأصـداف والمحـار في قاع البحـر .


الـدّييـن : -


وهو الكيس الذي يضع فيـه الغواص ما يجمعه من أصـداف ومحار أثناء كل عملية غوص تحت المـاء ، ويعلق هذا الكيس دائماً في رقبة الغواص أثنـاء قيـامه بمهمة الغوص .


اليـّـدا : -

هو الحبل المتصل بين الغواص والسيب والذي عن طريقه يرتفـع الغواص إلى ظهر السفينة بعد كل عملية غوص إلى أعمال البحر ، ويكون عادة طويلاً حتى يمكن الغواص من التحرك بواسطته إلى مسافات بعيـدة تقريبـاً عن السفينة حسب ما يتراءى له وجود المحـار .


المفلّقـة : -


وهي أداة أشبه بالسكين يستخدمها البحـارة في عملية فتح الأصداف للبحث عما بداخلها إذا كانت تحتوي على لؤلؤ أم لا .



الزيبـل : -


وهو الحبـل الذي ينزل به الغواص إلى عمق المـاء أثناء بحثـه عن الأصـداف
.. .. .. .. .. .. .. ..






ملكيـة سفينة الغـوص : -

ترجع ملكية سفينة الغوص إلى أحد ثلاثة ، إما أن يمتلكها الربان (النوخذا) نفسه وتسمى في هذه الحالة (الخلوية) أي إعداد السفينة وتمويل رحلة الغوص والتكفل بنفقـات البحارة كلها على حساب هذا الربان ، وحينئذ يكون عائد هذه الرحلة يتصرف فيه هذا النوخذا بنفسه وكافة ما يتعلق بشئون البحارة ، وإما أن تعود ملكية سفينة الغوص إلى أحد تجار اللؤلؤ ، وتسمى في هذه الحالة (الحلالية) بمعنى أن هذا التاجر عليه إعداد السفينة وتكاليف البحارة وأجرة (النوخذا) فيكون عائد رحلة الغوص تحت تصرف هذا التاجر ، وقد تستأجر سفينة الغوص من شخص آخر وتسمى في هذه الحالة بـ(المستأجرة ) يخصص نصيب وأجرة محددة من عائد الغوص للمؤجر بعد العودة من الرحلة وبيع اللؤلؤ . ويقدر بالخمس من المحصول .


هذا التقسيم الذي أشرنا إليه أنفـاً اتخذ من أجل ضمان نصيب مقابل استخدام السفينة طيلة رحلة الغوص ، وما تتعرض له هذه السفينة من أعطاب أو تلف لينفق على إصلاحها منه فيما بعـد .
ومن المناسب هنا أن نذكر بعض أسماء السفن المستخدمة في رحلة الغوص والتي تصنع محلياً بمواصفات معينة ، وكان الأهالي يطلقون عليها التسميات التالية :



سـفن الغـوص :


جالبـوت : -

من السفن المستخدمة في دولة الإمارات ، تصنع محلياً ، وكثيراً ما تستعمل في رحلات الغوص والبحث عن اللؤلؤ ، كما تستخدم في الأسفار ونقل البضائع وصيد السمك في الأعماق البعيدة .
يتراوح طول (الجالبوت) ما بين 20-30 قدماً ، كما تبلغ حمولته من -60 طناً ، ويقال أن أصل تسمية (جالبوت) كلمة إنجليزية تعني قارب النزهة ، وتروى بعض الكتب أن الكلمة مشتقة من اسم المركب البرتغالي (جالبوتا) ، وبعضهم يذكر أن الكلمة مشتقة من اسم السفينة الهولندية (دالي بوت ) ، وقد ذكر الرحالة (ابن جبير ) أنه سافر في إحدى رحلاته عام 1183م على ظهر هذه السفينة قائلاً : (ركبنا الجلبة للعبور إلى جدة ) .



السـبنوك : -

يصنع محلياً ويستخدم في أسفار الغوص وصيد السمك ، ويبلغ طوله حوالي (60) قدماً ، وتتراوح حمولته ما بين 25-60 طناً ، ويقال أن السنبوك في الأصل يعتبر من سـفن المصريين القدماء ، وهناك قول بأن أصل التسمية فارسية .
وأشار الرحالة (ابن بطوطة ) في إحدى رحلاته قائلاً : (ركبنا من ساحل البصرة في صنبوق – وهو القارب الصغير- إلى الأبلة ، وبينها وبين البصرة عشرة أميال ) .


الشــــوعي : -


سـفينة تصنع محلياً وتستخدم في أسفار الغوص وصيد السمك ، يتراوح طولها ما بين 40-60 قدماً ، وقد دخلت هذه التسمية في دولة الأمارات أواخر الستينات ويطل عليها أحياناً (اللنج) وهذا النوع من السفن هو الشائع في الدولة في الوقت الحاضر وبنفس التسمية .


بئيـل : -

من أقدم سفن الغوص ، تتراوح حمولتها بين 20-50 طناً ، يقال أن سبب تسميتها يعود إلى أسـرة هندية تسمى (باتيل) من مدينة (كلكتا ) بالهنـد .


الصمعـا : -

سفينة تشبه الجالبوت ، إلا أنها تختلف عنه في السعة والعمق ، فهي في حجم الوسط بين الجالبوت والبكارة ، وهي من أقدم سـفن الغوص في الإمارات .



بكَـارة (بقـارة) : -

من سـفن الغوص القديمة ، تتراوح حمولتها بين 10-30 طنـاً ، ويرجع سبب تسميتها إلى قبيلة (البقارة) السوادنية على ساحل البحر الأحمر .


هذا وهناك سفن وقوارب صغيرة تستخدم للتنقل السريع بين السفن الكبيرة والأخوار والشواطئ داخل الإمارات ، يطلق عليها الأهالي تسميات مختلفة مثل : (الشاحوف- الماشوة – الهورى – العاملة ) وهذه السفن غالباً ما تستخدم للغوص في مسافات قريبة من الشاطئ ، وأحياناً يتنقل بها الطواويش بين سفن الغوص الكبيرة وهي في مواقـع الصيد .


وجميع السفن التي ذكرت آنفـاً كانت تعتمد في قوة اندفاعها على الشراع والمجداف ، لذلك فان السفن الكبيرة منها تستخدم مجموعة من المجاديف يمكن يصل بعدد البحارة الذين على ظهر السفينة ، وأحياناً أكثر من شراع ، ولذلك كان عرب الخليج هم أول من استخدم الشراع المثلث في عالم الملاحة والبحار .
,, .. ,, .. ,, ..



وصـف الرحـلة وأعمـال البحـارة :
قـد أشرنا سـابقاً إلى أن من أسباب التحاق إنسان الإمارات بمهنة الغوص هو توفير لقمة العيش له ولأولاده ، وهنا تحدث عملية مقايضة ومبادلة بين جهد ومال بخس وزهيد يتقاضاه ذلك البحار من ممول الرحلة قبل أن يركب على ظهر السفينة لكي يؤمن به رزق أهله فتـرة غيابه في رحلة الغوص هذه التي قد تمتد إلى أربعة أشهر ، ربما لا يعود بشيء من المال ، وربما قد لا يعود هو بنفسه من هذه الرحلة أبـداً .

وإذا ما تكاملت الاستعدادات وتوفرت الأسباب للانطلاق والسفر في هذه الرحلة عند موسم الغوص ، تجمعت هذه السفن لتبدأ الرحلة في وقت واحد كقافلة تسمى ( السنيار)، وهنا يتجلى مظهر من مظاهر التعاون والتكاتف بين هذه المجموعات على أظهر سفنهم تبرز من خلاله المروءة والنجدة والمواساة والخبرة بما تتطلبه الأحداث الطارئة أثناء رحلةالغـوص .

وربما يكون الإبحار إلى مسافات بعيدة قد تتجاوز المياه الإقليمية لدول الخليج وربما يكون الموقع عند أعمال بعيدة ولجج مظلمة لا يكاد البحر يهدأ فيها من هيجانه وموجه ، وربما يكون هذا الموقع ملتقى تيارات مائية وعواصف رعدية وأمطار موسمية لا تنفك طيلة أيـام الرحلة ، لكنه قدر لا مفر منـه .




وهناك على ظهر السفينة ينقسم العمل إلى مجموعات يرأسها جميعاً ربان السفينة (النوخذه) ، وهذه المجموعات يطلق عليها التسميات التالية :


الغاصـة (الغواصون ) :-

وهم الذين توكل إليهم مهمة الغوص والبحث عن الأصداف في قاع البحر وإخراجها إلى ظهر السفينة منذ بداية النهار وحتى قبيل غروب الشمس طيلة أيام رحلة الغوص .



السـيوب : -

وهم الذين يقومون بمساعدة ومعاونة الغاصة عند خروجهم من البحر بعد كل عملية غوص يقومون بهـا .


الرظيـف : -


وهو يعتبر مساعد السيب ، يقوم بنفس مهمة السيب بالنسبة للغـواص .



المجدمـى (المقـدم ) : -

وهو يعتبر نائب النوخذا ، توكل إليه مهمة الإشـراف على عمل البحارة على ظهر سفينة الغوص .



السكوني أو اليلاس : -

وهو الذي توكل إليه مهمة توجيه دفـة السفينة حسب المواقع التي تحدد له من قبل النوخذا (الهيرات) ، والمراد بها المغاصات التي تتواجد بها أصداف اللؤلؤ .



التبــــابين : -

وهم صغار البحارة الذين يقومون بعمليات تدريب على الغوص ، وتقديم الخدمات لكافة البحارة .



وهناك مجموعة تكون مهمتها إعداد الطعام والتجديف وقت الإبحار وصيد السمك المطلوب إعداده للوجبات .



هذا الوصف لرحلة الغوص التي قد تستغرق قرابة الأربعة أشهر بعيداً عن الأهل والوطن ، تواجه خلالها المجموعة التي على ظهر السفينة ألواناً من المتاعب والمعاناة تتمثل في قلة الطعام ، وعدم جودته ونظافته ، وعدم توافر الخدمة الطبية اللازمة لإسعاف المريض منهم ، وعدم وجود الراحة الكافية من عناء الغوص المستمر الأيام والساعات الطوال من النهار في هذه الغربة ، إلى جانب عدم وجود سياسة حكيمة من قبل ربابنـة سفن الغوص تترفق بهؤلاء البحارة ، إلا ما ندر منهم ، إذ المهم عند هؤلاء الربابنة جمع أكبر كمية من الأصداف والحصول على اللؤلؤ فقط ، ولا مكان عند معظمهم للبحار المريض أو المتعب ، أو منح البحارة الراحة اللازمة كي يستعيدوا فيها نشاطهم ، كل ذلك لا يراعيه كثير من هؤلاء النوخذه ، بالإضافة إلى ما يصارعه الغواص من أمواج البحر وما في أعماقه من كائنات لها من الخطر ما يجعلها تفتك بهذا الغواص وتحوله إلى فريسة ولقمة سائغة ، وعلى رأس هذه الكائنات (سمك القرش) ذلك الحيوان المفترس ، لاسيما وأن رحلة الغوص تخلو من أدوات النجـاة أو حتى مما يمكن أن يوقي بـه الغواص نفسه مما يتعرض له في المـاء .



ومن غرائب ما يحكى حول متاعب هذه الرحلة وقسوتها أنه لو لاحظ (النوخذا) على أحد البحارة أنه يتمعارض أو يتهاون عن العمل لظرف ما ، أو خالف ما يوجه إليه من أوامر ، فإن هذا البحار يلقى عقاباً أليماً لا يوازي حجم الذنب الذي ارتكبـه ، ربما يعاقب بالضرب ، أو تتخذ معه سياسة التجويع ، وأحياناً يلجأ به إلى التشريد والطرد من السفينة فيظل يسبح المسافات البعيدة ربما يصل وربما لا .



أما من يصاب بمرض قد لا يشفى منه طيلة أيام الرحلة ، فهذا يعتبر معطلاً للغوص ، ربما تتعاون عليه ظروف تعجل بموته ، كعدم وجود الدواء المناسب ، وقلة الإسعاف إلى جانب عدم العناية والبعد عن الأهـل مما يصعد من تفكيره في نفسه وأهله ، فإذا ما وافته المنية على ظهر السفينة لا يجد من يبكيه ، بل أسرع وسيلة عند النواخذا التخلص منه ورميه في مياه البحر غذاءً للسـمك .
ورغم ذلك فإن رحلة الغوص تعد ملتقى لكبار الرجال من القبائل في الإمارات يتم خلالها التعارف بين أصول هذه القبائل ومد الصلات معها بالمصاهرة التي تعمل على تنقية المجتمع والمحافظة على عاداته وتقاليده .ولا تخلو هذه الرحلة من مناسبات الترفيه التي تعتمد على صوت (النهام) مطرب القوم وشاعرهم وهو يسلى البحارة وينسيهم متاعب هذه الرحلة ، ويحثهم على الجد والنشاط وهم غربة عن الوطن والأهل

... ,,, ... ,,,, ....


القفـال والعـودة من الرحلـة :

وعـادة يبدأ موسم الغوص في فصل الصيف ويستمر حتى أوائل الخريف ، ثم تبدأ بعد ذلك رحلة العودة ، وتسمي عند أهل الإمارات بـ (القفال أو الردة ) وهناك تقليد يتخذ في هذا الموسم ، فيعين حاكم الإمارة أحد ربابنة سفن الغوص قائداً ورئيساً على الموسم ، هو الذي يحدد بدء موسم الغوص وانتهاءه وعلى جميع سفن الغوص التقيد بهذا الموعد والالتزام به بداية ونهاية ، ويقال له (السردال) ، وقد عين في أحد مواسم الغوص بإمارة عجمان الوالد محمد بن سيف بن تريس أميراً في هذا الموسم ، وهو من النواخذة المشهورين في الإمارة .


وموعد وصول سفن الغوص إلى البلد يعتبر عيداً للأهالي ، وتغمر الفرحة وجوههم بعودة المسافرين والمفارقين لهم ، وهي أيضاً فرحة ينتظرها النواخذة وتاجر اللؤلؤ بفارغ الصبر ، إذ أنها فترة الحصاد لجهود دامت أربعة أشهر أو تزيد ، ولا زال مقدار نصيب كل ممن على ظهر سفينة الغوص مجهولاً حتى بيع اللؤلؤ ، وعقد مجلس المحاسبة في بيت النوخذة ، علماً بأن عدد الأسهم محددة مسبقاً قبل بـدء الرحلة ، فإن نصيب كل من (النوخذا) والغواص قد قدر بثلاثة أسهم ، ونصيب (السيب) بسهمين ، ونصيب (الرظيف) بسهم واحد ، ويطلق على السهم اصطلاح محلي في أيام الغوص ، فيعرف بـ( الحاصلة أو القلاطة ) ولا توزع هذه الأنصبة إلا بعد أن يقتطع ثمن تكاليف السفينة والديون المتعلقة بالمؤجر أو الممول لرحلة الغوص ، ثم بعد ذلك قد تتفق الحسبة أن لا يخرج عائد مادي لبحار ما نظراً لما استغرق نصيبه في الدين الذي عليه قبل الرحلة ، وفي هذه الحالة إما أن يعود بلا نصيب ولا عطاء ، بل ويمكن أن يزيد من دينـه نتيجة تراكمات سابقة أثناء الرحلة ، ولكن تبدر من بعض النواخذة مساهمات طيبة يخففون بها على هذا البحار التأثير النفسي نتيجة هذا الموقف كرد منهم على جميل الصحبة وحسن العمل ، بأن يقدم لهذا البحار مبلغ من المال على جهة السلفة تضاف إلى ديونه للسنة القادمة ، وذلك لإرضائه وتحبيبـه في الاستمرار مع هذا النواخذة في رحلات الغوص القادمة ...



يقول أحد شعراء النبـط/ سعود الدوسري/ من أبناء الدولة في إمارة عجمان ، وكان والده – يرحمه الله – من كبار تجار اللؤلؤ في الدولة ، يقول هذا الشاعر :

في زمـان الغوص والوقت المـرير والشـقا عنوان في صـحرا الهجير

والبدو تسرح على ظهـور المطايا والحضر في رجـوة اليـم الغـزير




أنواع الغوص

تتجه السفن الى مغاصات اللؤلؤ في موسمين أولاً الغوص الكبير ويبدأ في بداية يونية وينتهي بداية أكتوبر ثانياً الغوص البارد ويبدأ في منتصف أبريل وينتهي في أواخر مايو.



النوخذة :-

هو قائد السفينة ورئيس البحارة.


المجدمي :-

هو المساعد للنوخذة وهو الذي يتولى مهام قياده السفينة أثناء مرض أو نوم أو انشغال النوخذة ودائماً يتواجد في مقدمة السفينة ويشرف على توجيهها.



الغيص :-

هو الذي يغوص الى قاع البحر لصيد المحار، وهي اخطر مهنة على ظهر السفينة وأكثر مشقة.



البندار :-

هو الذي يتولى أمور السفينة الحسابية وأيضاً عليه المحاسب.



السيب :-

هو الذي يسحب الغيص من قاع البحر الى سطح السفينة اثناء عملية الغوص وهو مدرب بحركات واشارت الغيص ويبذل جهد كبير ويكون حذراً جداً.



التباب :-

وهو عادة ما يكون فتى في العاشرة من عمرة تقريباً ويتولى خدمات السفينة من اعمال خفيفة.



اليلاس :-


هو طباخ السفينة.



النهام :-

هو مطرب السفينة.



الطواش :-


وهو الذي يشتري اللؤلؤ ويبيعة في الأسواق العالمية في سوق الهند مثلاً.



الردة :-

وهو الرجوع مرة ثانية الى الغوص.



السكوتي :-

هو الذي يجلس على السكان والديرة وهي البوصلة. ويكون على درجة عالية من المهارة في شؤون البحر.


المنجب :-

هو مصنوع من قطعة خشبية واحدة على شكل دائرة سميكة يستخدمه البحار على ظهر السفينة لوضع الطعام فيه.



البشتخته :-

صندوق خشبي صغير مصنوع من خشب الساج ويستخدمه الطواش لحفظ موازينه واللؤلؤ وسجلات الغوص.



السن :-

عبارة عن حجر كبير ثقيل مثلث الشكل وبه فتحة عند القاعدة لتثبيت الحبل وهو يستخدم لارساء السفينة في مكان ثابت بلا حركة في البحر.



الباورة :-

هي عبارة عن قطعة من الحديد وتصنع عند الحداد وتستخدم في معظم القوارب الخشبية التقليدية.



الفطام :-

وهو ضروري للغواص. ويصنع من قرون الغنم يثبت على الأنف من الخارج ليمنع دخول الماء.



المفلقة :-

هي سكين خاصة تستخدم لفتح المحار.




الديين :-

هي سلة مصنوعة من الخيوط وتعلق في رقبة الغيص حتى يضع المحار.




الهير :-

هو مغاص للؤلؤ أو ارض يكثر فيها محار اللؤلؤ.



السالية :-

هي نوع من الشباك لصيد الأسماك وتعتمد على مهارة الصياد نفسه، ويستخدم في المناطق الضحلية والقريبة من الشاطىء.



اللؤلؤ :-

لقد كانت حرفة الغوص والبحث عن اللؤلؤ، وهذه الصناعة انقرضت اليوم بعد اكتشاف النفط.




الخيط أو الخيوط :-

الخيط هو عبارة عن خيط مصنوع من النايلون وهو مستورد من الصين ويستخدم لربط الميدار لصيد السمك.


القراقير أو القرقور :-

هي أقفاص لصيد الأسماك وتصنع محلياً ومعضمها بيضاوي أو دائري الشكل والبعض يصنع من سعف النخيل والبعض يصنع من الأسلاك المستوردة أساساً من الهند.



الغزل أو الغزول :-

تصنع محلياً من الخيوط القطنية أو تستورد من الخارج وهي على شكل شبكة لها أثقال على الحبل السفلى والحبل السفلي وهو عبارة عن قطع من الأحجار.



الميدار أو الميادير :-

هو عبارة عن قطعة صغيرة من الحديد منحني وحاد الرأس وهو يستورد من الصين، ويربط في الحبل السري.



الحربة :-

هذا الإسم يطلق عليها محلياً وهي عبارة عن سيخ يدوي طوله متر ونصف تقريباً، يصنع عند الحداد وله رأس حاد، ويستخدم لصيد{ القباقب } في المياه الضحلة



اتمنى
أن الموضوع يعجبكم ...

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وليد جابر آل بوخلف
11-09-2009, 11:04 PM
عليک السلام و الرحمه

موضوع جامع و متکامل

احسنت اخوي حواري و موضوع اکثر من رائع

بوحمدان الخالدي
11-10-2009, 12:35 AM
موضوع قيم اخوي

عسـآك ع القوه

لك تحياتي اخي الكريم

:)

عبير دبي
11-10-2009, 02:41 PM
ماشاء الله موضوع قيم ومفيد

الله يعطيك العافية ويبارك فيك

حواري
11-13-2009, 12:08 AM
تسلمون أخواني الكرام على مروركم الجميل

ابن الرمس
ولد الأصول
عبير دبي

الخياط
11-13-2009, 10:54 AM
اخوى حوارى موضوع على قولتهم موضوع بالتفصيل الممل بس انا ما مليت قريتة كلة وتذكرت ايام القفال والسردال،

كان احد محامل الشراعية اسمه السردال وهو حق الشيخ زايد بن سلطان رحمة الله علية وكان دائما بيحتل المركز الاول

تحياتى

غانم غنيموه
11-13-2009, 03:05 PM
احم احم

صح لسانك يا اخوي حواري لقمة العيش كانت صعبه

ما قصرو شوابنه الله يعطيهم الصحه والعافيه



و مشكور يا اخوي حواري على هل موضوع الجميل جدا


نتريا كل ما هو جديد منك يا حواري

الظبيانية
11-13-2009, 03:44 PM
مشكور أخوي حوري موضوع جميل و حلو

بس نقص صور حتى يكمل الموضوع


هذا البوم الوالد هو الصنع بيد

http://www.3sl3.com/up/upfiles/6Z608991.jpg (http://www.3sl3.com/up/)

أحمد الحوسني
11-21-2009, 07:26 PM
كل الشكر لك اخوي الحواري لكن عندي بعض التعليقات او الاستفسارات وصحح لي اذا كنت انا غلطان
1. البشتخته :-

صندوق خشبي صغير مصنوع من خشب الساج ويستخدمه الطواش لحفظ موازينه واللؤلؤ وسجلات الغوص.
اعتقد ان البشتختة اداة موسيقية .

2. الباورة :-

هي عبارة عن قطعة من الحديد وتصنع عند الحداد وتستخدم في معظم القوارب الخشبية التقليدية.

صحيح كلامك اخوي ونحن نسميها (( الأنير )) وهي أداة توقف السفينة في مكانها داخل البحر
وتسمى باللغة العربية بالفسحة ( المرساه )

3. الميدار أو الميادير :-

هو عبارة عن قطعة صغيرة من الحديد منحني وحاد الرأس وهو يستورد من الصين، ويربط في الحبل السري.
صحيح انها عبارة عن قطعة صغيرة ولكنها تصنع من الاستيل المقوى وتربط في خيوط الصيد وليس الحبل السري.

توضيح لمن ليست لهم خبرة
شاكر لك اخوي الحواري

احمداوي
11-21-2009, 08:06 PM
یعطیک العافیه


لک تحیاتی

حواري
12-07-2009, 11:44 PM
كل الشكر لك اخوي الحواري لكن عندي بعض التعليقات او الاستفسارات وصحح لي اذا كنت انا غلطان
1. البشتخته :-

صندوق خشبي صغير مصنوع من خشب الساج ويستخدمه الطواش لحفظ موازينه واللؤلؤ وسجلات الغوص.
اعتقد ان البشتختة اداة موسيقية .

نعم أخوي هي ألة موسيقية قديمة وهي صندوق تدار به الأسطوانات الغنائية وغيرها وكانت مكروهة لدى البعض قديماً ويحبها أهل الهوى والطرب .....

وهي أيضاً كما ذكرت أنفاً صندووووووق .........

2. الباورة :-

هي عبارة عن قطعة من الحديد وتصنع عند الحداد وتستخدم في معظم القوارب الخشبية التقليدية.

صحيح كلامك اخوي ونحن نسميها (( الأنير )) وهي أداة توقف السفينة في مكانها داخل البحر
وتسمى باللغة العربية بالفسحة ( المرساه )

3. الميدار أو الميادير :-

هو عبارة عن قطعة صغيرة من الحديد منحني وحاد الرأس وهو يستورد من الصين، ويربط في الحبل السري.
صحيح انها عبارة عن قطعة صغيرة ولكنها تصنع من الاستيل المقوى وتربط في خيوط الصيد وليس الحبل السري.

حواري: كلامك صحيح أخوي أحمد، الميادير أنواع وأشكال، منها ما يصنع من الحديد( حديد خاص) وهي غالباً ما تكون كبيرة[ للهوامير والتونة... )، وهذا النوع كان يستخدم قديماً، ومنها ما يصنع من الاستيل كما ذكرت، وهذه أفضل أنواع الميادير لأنها إذا علقت ( شارت) في الحصى أو المرجان فإنها تنحني ولا تنكسر بخلاف ميادير الحديد، وأما هذه فهي حديثة الصنع لم يمض على تصنيعها أكثير من 15 سنة تقريباً ... والله أعلم
توضيح لمن ليست لهم خبرة
شاكر لك اخوي الحواري

تسلم أخوي أحمد الحوسني
على توضيحك
وشاكر لك مرورك الطيب

ولد النصوري
02-28-2010, 08:58 AM
موضوع قيم جدا يستحق التثبيت

الغوص على اللؤلؤ من المهن التراثيه

اللي حافظ عليهم الاجداد وعاشوا عليها

كونها مصدر رئيسي للدخل في ذاك الوقت

تسلم اخوي حواري ع الطرح الاكثر من رائع

تحياتي لك

ال بوخلف الحمادي
03-04-2010, 12:51 AM
يا سلام عليك

موضوع رائع جدا

وأضم صوتي للضبيانية ،

نعم يحتاج لموضوعك إنك تنزل فيها صور حتى يظهر بشكل جميل

تحياتي

بوفلاح
03-04-2010, 10:52 PM
موضوع قيم اخوي حواري

عسـآك ع القوه

لك تحياتي اخي الكريم

الرحال
07-08-2010, 02:07 AM
تسلم اخوى موضوع جميل يعطيك العافيه