أبن السواحل
12-26-2009, 05:17 PM
مقال منقول اليكم عندما توفي الوجية علي بن يوسف فخرو
علي بن يوسف فخرو
-----------------------------------
بداية الأقتباس:
وفاة الوجيه علي بن يوسف فخرو
رئيس الغرفة التجارية الأسبق
فقدت مملكة البحرين أمس واحدا من أعز وأخلص أبنائها الوجيه علي بن يوسف فخرو رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة البحرين الأسبق وصاحب التاريخ الزاخر في العمل التجاري والأنشطة الاقتصادية والإنسانية والخيرية المتنوعة.
ولد السيد علي بن يوسف فخرو بمدينة المحرق عام 1924م وتلقى علومه المدرسية في كل من مدرسة الهداية الخليفية بالمحرق والمدرسة الغربية بالمنامة.. وكان والده أحد الأعضاء البارزين في لجنة التعليم التي أسست مدرسة الهداية الخليفية بالإضافة إلى العديد من الأنشطة الاجتماعية والتعليمية الأخرى بجوار عمله التجاري.
ومارس الفقيد الراحل العمل التجاري منذ الصغر مع والده.. وكانت أولى رحلاته التجارية إلى دبي وعمره 17 عاما حيث كلف بمهمة تجارية على الساحل الإماراتي وأسس هناك مكتبا تجاريا للأسرة وبقي فيها أكثر من ست سنوات نال فيها خبرة كبيرة في البيع والشراء وأعمال التجارة.. وعقب وفاة الوالد تولى الشاب المتقد بالحماس وحب العمل مسئولية رئاسة مجلس إدارة شركة محمد بن يوسف فخرو وإخوانه. وساهم الفقيد الراحل في تأسيس العديد من الشركات والمؤسسات التجارية والمالية الناجحة في البحرين وتولى مسئولية عدد كبير منها كرئيس لمجلس الإدارة ومنها مجلس إدارة شركة البحرين لمطاحن الدقيق وشركة البحرين للسينما والشركة البحرينية الكويتية للتأمين..
كما تولى منصب نائب رئيس شركة اتحاد الخليج للتأمين وعضو مجلس إدارة بنك الخليج للائتمان وشركة اتحاد الخليج للتأمين السعودية وبنك الخليج المتحد.
وترأس قمة الأسرة التجارية البحرينية بتولي منصب رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة البحرين لثلاث دورات متتالية من يونيو عام 1989م حتى عام 2001م. وكان للفقيد الراحل العديد من الإسهامات والأنشطة والمشاركات الاجتماعية المختلفة في المراكز والأندية والجمعيات البحرينية والثقافية والرياضية والخيرية وجهوده المثمرة في العديد من القطاعات المجتمعية والخيرية والصحية والتعليمية.. وقد ترأس جمعية الكلى البحرينية كما كان عضوا بنادي البحرين الرياضي ورئيسا فخريا لنادي الشاخورة.
سنفتقد روحه القيادية وقال رئيس غرفة تجارة وصناعة البحرين الدكتور عصام فخرو عن علي فخرو أنه كان كالأب لمجتمع الأعمال. وأضاف أنه ساهم بالكثير في تعزيز سمعة الغرفة بعد أن كان رئيسها لثلاث فترات متتالية من 1989 إلى .2001 وأضاف عصام فخرو بعد حضوره الجنازة في مقبرة المحرق أن حضور آلاف الناس من جميع المستويات والفئات يعكس الاحترام الذي كان يكنه الناس له والحب الذي كان الناس يغدقونه عليه.
وقال إن المرحوم كان كالأب الروحي للكثيرين وكان طيبا مع الجميع. ونوه الى أنه عمل رئيسا لمجلس إدارة الكثير من الشركات وأسس العديد من المؤسسات الناجحة. وأكد أن الجميع سيفقدونه وسيفقدون روحه القيادية. ومن جانبه وصف السيد خالد كانو الرئيس السابق للغرفة المرحوم علي فخرو بأستاذه في الغرفة.
وقال: «لقد كان لي شرف العمل نائبا له في الغرفة مدة ثمان سنوات فقد تعلمت منه الكثير، كان رجلا دائما يقول ما يعتقد أنه صحيح«. وأضاف أن فخرو كان قائدا حقيقيا للقطاع الخاص البحريني وقد كان طيبا وكريما مع الناس وحاول أن يحل المشاكل التي يواجهها المجتمع. الوالد النصوح ووصف السيد إبراهيم زينل النائب الأول لغرفة تجارة وصناعة البحرين الحدث بأنه مصاب كبير أصاب البحرين في واحد من أعز أبنائها..
وقال إننا جميعا نعتبره أبا للأسرة التجارية في المملكة ولا ننسى أفضاله أبدا على المجتمع البحريني وعلى الاقتصاد البحريني. وأضاف أن الفقيد كان له دور إيجابي كبير في قيادة الغرفة التجارية البحرينية لسنوات طوال بنجاح وحكمة بالغة..
وكان الأب النصوح لكل أعضاء الغرفة التجارية في البحرين.. ولم يبخل على أي تاجر صغير أو كبير بالمشورة والنصح.. وكان متواجدا مع الجميع في جميع المناسبات سواء كانت أفراحا أو أحزانا فهو لم يتأخر يوما عن المشاركة والمؤازرة والدعم في جميع المناسبات. وفي ختام حديثه دعا السيد زينل للفقيد بالرحمة وأن يسكنه الله فسيح جناته ويرزق أهله وأحباءه الصبر ويجزيه عن أفعاله الخيرة وأياديه البيضاء على فقراء البحرين خير الجزاء.
أحد الرواد الكبار وقال رجل الأعمال السيد فاروق المؤيد إن الفقيد الراحل هو واحد من القيادات الاقتصادية التي حفرت اسمها بحروف من نور في تاريخ الاقتصاد البحريني وهو من الرعيل الأول وجيل المؤسسين الكبار الذين كانت لهم إسهامات بارزة في تاريخ الحركة التجارية في المملكة.. وقال إن الوجيه علي بن يوسف فخرو ساهم بجهده وفكره في تأسيس مجموعة من الشركات والمؤسسات التي أصبحت لها الريادة والنجاح في المملكة فيما بعد مثل شركات التأمين والسينما والمطاحن وغيرها.
وأكد السيد فاروق المؤيد أن الوجيه الراحل كان شديد التواصل مع أبناء المجتمع البحريني على جميع مستوياتهم ودرجاتهم ولم يبخل يوما بجهد أو بمساعدة على أي سائل أو طالب أو حتى من دون أن يطلب منه أحد.. وكان دليل ذلك هذا الجمع الغفير من الناس على اختلاف درجاتهم وطبقاتهم الذين احتشدوا خلفه يودعونه إلى مثواه الأخير في مقابر الأسرة ظهر أمس. وأوضح المؤيد أننا سنفتقده كثيرا كأخ عزيز وأب للأسرة التجارية البحرينية ولن يصبرنا على هذا المصاب إلا ذكره الحسن وأياديه البيضاء التي خلدت اسمه في المملكة ونسأل الله عز وجل أن يسكنه فسيح جناته..
وأن يكون ابنه شوقي على نفس الدرب من الخير والعطاء للبحرين وأهلها ويكمل المسيرة العظيمة التي بدأها الفقيد الكبير علي بن يوسف فخرو. المعلم الدمث الخلق أما رجل الأعمال السيد خالد الزياني فقال إن الفقيد الراحل (أبا شوقي) كان نعم الرجل المتواضع والإنسان الحنون الخيّر الذي يفيض على كل من حوله بالعطاء.. ولا يتأخر عن مساعدة الجميع سواء كانوا أغنياء أو فقراء.. وعرف على مدى الزمن وفي كل ربوع البحرين بأنه يشارك الجميع أحزانهم وأفراحهم ولو كان ذلك على حساب صحته ووقته.. واليوم رد إليه أحباؤه وأبناؤه من جميع البحرين الجميل وودعوه إلى مثواه الأخير محتشدين خلفه بالمئات.
وأضاف السيد الزياني (لقد عملت معه لسنوات طوال في أكثر من جهة أهمها غرفة تجارة وصناعة البحرين أثناء رئاسته لها وكذلك في شركة البحرين والكويت للتأمين وكان بمثابة الأستاذ والأب والمعلم الذي لم يبخل يوما علينا بالنصح والتوجيه). وقال إننا إذا أردنا أن نصفه بصفة أصيلة في طبعه وهي صفات عديدة طيبة فإن أبرزها هي دماثة الخلق ورفعته وسموه.. فكان لا يتردد وهو الرجل الكبير السن والمقام أن يزورنا في مجلسنا الرمضاني عندما نفتتحه كل عام وما نحن بالنسبة إليه إلا في منزلة أولاده وتلاميذه.. إلا أنه لا يتردد عن زيارتنا وتشريفنا في مجلسنا وهذا دليل على دماثة الخلق والتواضع وحب الناس. وتمنى الزياني أن يبقى بيت الفقيد الراحل عامرا ومفتوحا ليستقبل محبيه وأبناءه.. وأن يكمل ابنه شوقي درب النجاح والعمل والعطاء والخير الذي بدأه الوالد الوجيه علي بن يوسف فخرو. الطيب الكريم ووصف رئيس اللجنة المالية والاقتصادية بمجلس الشورى وعضو غرفة تجارة وصناعة البحرين السابق خالد المسقطي الفقيد بأستاذه.
وأضاف أن نصيحة فخرو له كانت: «كن طيبا مع الناس وحينها سيكون الناس طيبين معك. وإذا كنت تريد شيئا عليك أن تسعى لتحقيقه«. في حين قال أمين صندوق الغرفة عثمان شريف إنه كان له شرف العمل مع فخرو مرتين في مجلس إدارة الغرفة.
وأضاف أن فخرو كان رجلا قويا حظي باحترام قادة البحرين وهو يقدم القضايا التي تؤثر في مجتمع الأعمال. وأضاف أن الناس من جميع المستويات والفئات كانوا يحضرون مجلسه ويستمعون إلى نصحه. ومن جانبه قال أمين عام اتحاد غرف مجلس التعاون الخليجي عبدالرحيم نقي أن فخرو كان حريصا على الترويج للبحرين دوليا كمقصد تجاري.
وأضاف أنه عندما احتفلت غرفة تجارة وصناعة البحرين بيوبيلها الذهبي في عام 1989 وجه دعوة للعديد من قادة دول مجلس التعاون والقادة العرب الامر الذي حظي بإعجاب الأمير الراحل الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة. وأكد نقي أن فخرو كان شديدا في نقاشاته ولكنه كان طيبا وكريما للغاية وكان يقدم الكثير للأعمال الخيرية.
عرفنا فيه مدى العشق للوطن
بقلـــم: خليفة بن أحمد الظهراني
قال تعالى: «وما كان لنفس أن تموت إلاّ بإذن الله كتاباً مؤجلاً، ومن يرد ثواب الدنيا نؤته منها، ومن يُرد ثواب الآخرة نؤته منها وسنجزي الشاكرين« إنه لمن دواعي الحزن والأسى أن نقف اليوم لنعزّي أنفسنا في فقد أحد رجالات البحرين الأبرار، ممن أسهموا في بناء نهضتها وكان لهم دور بارز ومشهود في تطوير الحركة الاقتصادية والمحافظة على وتيرة تقدمها وازدهارها عبر عدة عقود من الزمن كان الراحل العزيز مثالاً للتاجر الصدوق ونموذجاً للعمل الوطني المخلص.
إن ألم الفاجعة ومشاعر الحزن ليعجز البنان عن أن يخطّها في بضع كلمات ، ذلك أن مناقب علي بن يوسف فخرو قد أسكنته قلوبنا وفقده تملّك علينا وجداننا ولا نستطيع إلاّ أن نعبّر عن فيض مشاعر الحب والتقدير له، رحمه الله. فقد كنّا نرى فيه مدى حبّه للناس وتواصله معهم، في أفراحهم وأحزانهم وشتى مناسباتهم، من مختلف الطوائف، صغيرهم وكبيرهم بحيث أصبح هذا التواصل برنامج حياته اليومية وأكسبه احتراماً وتقديراً عند الجميع الذين باتوا لا يستغنون عن نصحه وآرائه السديدة، وكانت خبرته ومكانته في دنيا الناس قد أهلته ليكون محلاً للثقة والمشورة عند الحكام وأصحاب القرار.
وذلك لما عرفوا عنه مقدار عشقه للوطن الذي أخلص له من أعماقه وأعطاه كل شيء فكانت النتيجة سجلاً حافلاً من العطاءات والإنجازات لن يفتأ الشارع التجاري يذكرها له بكل الثناء والشكر. فعزاؤنا أنه يمضي الرجال وتبقى آثارهم. وإنا لله وإنا إليه راجعون.
الفقيد يروي سيرته الذاتية قبيل وفاته
كنت الخامس لأبي بين 23 من الأبناء
علي بن يوسف فخرو رجل أعمال رائد شهد نمو البحرين منذ ان كانت مجرد جزيرة إلى مملكة حديثة. وقد كان فخرو دائما فخورا ببلاده التي جعلت من نفسها جزءا مهما من المجتمع الدولي.. كما ان مساهماته الشخصية لمسيرة التنمية في البحرين كبيرة ومعروفة بين مجتمع الأعمال. وقد ولد فخرو في عام 1924 وهو خامس ابن من أصل 23 للراحل يوسف بن عبدالرحمن فخرو الذي كان رجل أعمال ناجحا يعمل في تجارة المواد الغذائية ومواد البناء بين الخليج وشبه القارة الهندية.
ووالدته هي مريم بنت محمد بن علي المحميد المنحدرين من المحرق. وقال الفقيد علي بن يوسف فخرو في مقابلة أجرتها مع مجلة الفارس العربي قبل وفاته: «توفيت والدتي عندما كنت في سن الرابعة والنصف وقد كنت أصغر ابناء العائلة. تزوج والدي 5 مرات وأنجب 23 طفلا«. وكانت دراستي الأولية في مدرسة الهداية الخليفية في المحرق وبعد وبعد وفاة والدتي عشت مع جدتي في المنزل حتى بلغت سن العاشرة.
وفي ذلك الوقت كانت المحرق عاصمة البحرين وقد كان الحاكم والتجار الكبار الذين يعلمون في مهنة تجارة اللؤلؤ يعيشون هناك. وروى فخرو: «أتذكر في طفولتي كنت ألعب مع أصدقائي بالقرب من منزل الشيخ عيسى بن علي آل خليفة. وقد كان أول حاكم رسمي للبحرين وكان يعطينا المال بحسب أعمارنا«. ثم انتقل بعدها إلى المنامة حيث التحق بمدرسة الغربية الثانوية. وفي عام 1940 وهو لايزال في سن الـ 16 عاما كان من المقرر أن يسافر فخرو إلى بيروت ليكمل دراسته ولكن هذه الخطط تبددت.
فقد قرر والده أنه يجب عليه الانضمام إلى شركته وبعثه إلى دبي في أول تجربه تجارة له. وقال فخرو عن هذه الواقعة: «أتذكر أبي وهو يطلب مني الذهاب إلى دبي ولم يخبرني بالأمر إلا في لحظتها. وفي خلال ست ساعات تمكنت من الحصول على جواز سفر وأعطيت حقيبة مليئة بالنقود وانطلقت إلى دبي مع قائمة من التعليمات عن المشتريات. أتذكر أنني تركت البحرين في حوالي الساعة الخامسة والنصف مساء ووصلت إلى دبي بعد يوم ونصف وقد اشتريت الكثير من المواد الغذائية بحلول الساعة السابعة مساء وعدت إلى البحرين بعد أربعة أيام. وبدأ فخرو يتعلم أساليب التجارة بتوجيهات والده وقد اكتسب خبرة كبيرة من الموظفين في الشركة واخوته الذين يكبرونه سنا.
كما تطورت علاقته مع بعض أكثر رجال الأعمال نجاحا في الخليج وكون صداقات مع بعض من أكبر العائلات العاملة في التجارة في المنطقة. وفي عام 1942 فتح محطة تجارية في دبي حيث باشر استيراد المواد من الهند على أسطول عائلته المكون من 50 بانوشا. وتقوم هذه السفن بتحميل البضائع بين العراق والهند واليمن وإفريقيا بالإضافة إلى منطقة الخليج. وكان أخواه عبدالله ومحمد الذين يكبرانه سنا يعملان في التجارة معه فقد كان عبدالله يدير العمليات في البصرة ومحمد كان يتابع شئون التجارة في الهند.
وتذكر فخرو حياته في دبي وكيف كانت تلك الأيام عصيبة بسبب صعوبة الحصول على ماء شرب. وقال: «عشت في مجلس مرشد العسيمي في ديرة والذي كان بمثابة الوصي علي ومعلمي وكان مكتبي في دبي. وقد كان في وقتها عدد سكان دبي حوالي 20000 نسمة وكان هذا في الوقت الذي تسلم الشيخ سعيد المكتوم الحكم«. وبعد عودته إلى البحرين في عام 1951 انتخب فخرو في غرفة التجارة بدون علمه كما انتخب عضوا في بلدية المحرق. واسترجع فخرو ذكرياته عن البحرين في تلك الحقبة من الزمن قائلا: «البحرين في تلك الأيام كانت الميناء الرئيسي للخطوط الملاحية في المنطقة، فمعظم البضائع حتى تلك المتجهة إلى المملكة العربية السعودية كانت تمر عن طريق البحرين«.
وأضاف: «البحرينيون كانوا أكثر الناس تعلما وكنا منفتحين على جميع الديانات والثقافات، فقد كان البحرينيون في ذلك الوقت يحتفلون حتى بالديوالي والكريسماس (عيد ميلاد المسيح) مع جيرانهم الأجانب. وعبر السنوات شارك فخرو في عدد من المشاريع التجارية في معظم القطاعات في الاقتصاد. وعوضا عن حصوله على منصب رئيس مجلس الإدارة الفخري في شركة علي بن يوسف فخرو وأبنائه كان رئيس مجلس إدارة شركة محمد فخرو وإخوانه. كما عمل في العديد من الشركات العامة كمنصب رئيس إدارة شركة مطاحن الدقيق وشركة البحرين للسينما والشركة البحرينية الكويتية للتأمين. للفقيد مساهمات في مجال تنمية قطاع الأعمال في البحرين معروفة للجميع والشاهد على ذلك انتخابه لـ 12 عاما متتالية رئيسا لغرفة تجارة البحرين من عام 1989 إلى عام 2001 وخلال فترة ترؤسه للغرفة أعطى فخرو الحياة للغرفة وذهب في مهمات عديدة إلى عدد من دول العالم والوجهات بما فيها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة واستراليا والصين وروسيا وإفريقيا وإيران. وقال فخرو بهذا الخصوص: «كعضو في الغرفة منذ 1952 ورئيسا لها سافرت كثيرا وقابلت الملوك والحكام بهدف الترويج للبحرين.
لقد سافرت حول العالم وزرت اليابان والصين والولايات المتحدة وهولندا وبلجيكا وروسيا قبل وبعد جورباتشوف ومعظم دول الشرق الأقصى وبعض الدول الإفريقية. وتشير مجلة الفارس العربي إلى أن فخرو بالرغم من كونه في سن الـ 83 في وقت إجراء المقابلة معه فإنه كان لا يزال يزور مكتبه لمدة أربع ساعات كل يوم ويترأس مجال إدارات عدد من الشركات التي كان يعمل بها. وكان فخرو في غاية الاهتمام في الأعمال والشئون السياسية. وقال فخرو للمجلة: أرى العالم يتغير من حولنا ويصغر، فالهند والصين هما الإمبراطوريتان القادمتان ولكن المستقبل في منطقتنا يحتم المشاركة في السلطة والتشجيع على التعليم.
أما فلسفة فخرو للنجاح فقد كانت تعتمد على ما كان يراه على أنها المعتقدات الرئيسية. وقال فخرو: «الثقة والمهنية مقرونتان بالصدق هما وصفة النجاح في التجارة. وأنا مؤمن بمقولة عش ودع الناس تعيش وبالنسبة إليّ فإن الديمقراطية الحقيقية تتيح الحرية للأفراد«. وتزوج من رفيعة العبيدي في 1944 وكان أبا لولد واحد شوقي وأربع بنات سهام، أمل، مريم، رجاء. وبعد وفاة زوجته في 1996 أخذ الدعم والبهجة من أبنائه و12 حفيدا و3 أبناء أحفاد.
وكان مشهورا بتواضعه يعامل الناس جميعا سواسية إذا كانوا ابسط العمال أو مسئولين حكوميين. وقد ساهم ذلك في جعل عائلة فخرو عائلة شعبية تخدم الناس فقد كان المرحوم يوفر النصح ويساعد كلما طلب ولمن احتاج. وبالرغم من كونه بطل رفع أثقال في صغره ومثل البحرين فإن راحته الرئيسية كانت في حديثه مع الناس.
وعبر السنوات كان فخرو معروفا لمشاطرة أفراح وأحزان أفراد المجتمع. وصبره الكبير الذي تعلمه من والده وقدرته على مسامحة المخطئين كانت من مميزاته الرئيسية. وطريقته في التواصل وصراحته وجرأته ساهمت في جعله محبوبا لكل من قابله.
نهاية الأقتباس
للمزيد
http://www.alwaqt.com/art.php?aid=95369
http://www.bahrainprimeminister.net/showArticle.php?id=500
http://www.alwasatnews.com/1968/news/read/274877/1.html
http://photos.bna.bh/details.php?image_id=34885
خاطرة: المرحوم علي بن يوسف فخرو شخصية فذة من شخصيات عرب الساحل وشيخ بن شيخ تجار البحرين طيب الله ثراه فدولة البحرين الحديثة بناها رجال أمثال المرحوم علي بن يوسف فخرو ومهما قلنا في المرحوم فلن نوفيه حقه
علي بن يوسف فخرو
-----------------------------------
بداية الأقتباس:
وفاة الوجيه علي بن يوسف فخرو
رئيس الغرفة التجارية الأسبق
فقدت مملكة البحرين أمس واحدا من أعز وأخلص أبنائها الوجيه علي بن يوسف فخرو رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة البحرين الأسبق وصاحب التاريخ الزاخر في العمل التجاري والأنشطة الاقتصادية والإنسانية والخيرية المتنوعة.
ولد السيد علي بن يوسف فخرو بمدينة المحرق عام 1924م وتلقى علومه المدرسية في كل من مدرسة الهداية الخليفية بالمحرق والمدرسة الغربية بالمنامة.. وكان والده أحد الأعضاء البارزين في لجنة التعليم التي أسست مدرسة الهداية الخليفية بالإضافة إلى العديد من الأنشطة الاجتماعية والتعليمية الأخرى بجوار عمله التجاري.
ومارس الفقيد الراحل العمل التجاري منذ الصغر مع والده.. وكانت أولى رحلاته التجارية إلى دبي وعمره 17 عاما حيث كلف بمهمة تجارية على الساحل الإماراتي وأسس هناك مكتبا تجاريا للأسرة وبقي فيها أكثر من ست سنوات نال فيها خبرة كبيرة في البيع والشراء وأعمال التجارة.. وعقب وفاة الوالد تولى الشاب المتقد بالحماس وحب العمل مسئولية رئاسة مجلس إدارة شركة محمد بن يوسف فخرو وإخوانه. وساهم الفقيد الراحل في تأسيس العديد من الشركات والمؤسسات التجارية والمالية الناجحة في البحرين وتولى مسئولية عدد كبير منها كرئيس لمجلس الإدارة ومنها مجلس إدارة شركة البحرين لمطاحن الدقيق وشركة البحرين للسينما والشركة البحرينية الكويتية للتأمين..
كما تولى منصب نائب رئيس شركة اتحاد الخليج للتأمين وعضو مجلس إدارة بنك الخليج للائتمان وشركة اتحاد الخليج للتأمين السعودية وبنك الخليج المتحد.
وترأس قمة الأسرة التجارية البحرينية بتولي منصب رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة البحرين لثلاث دورات متتالية من يونيو عام 1989م حتى عام 2001م. وكان للفقيد الراحل العديد من الإسهامات والأنشطة والمشاركات الاجتماعية المختلفة في المراكز والأندية والجمعيات البحرينية والثقافية والرياضية والخيرية وجهوده المثمرة في العديد من القطاعات المجتمعية والخيرية والصحية والتعليمية.. وقد ترأس جمعية الكلى البحرينية كما كان عضوا بنادي البحرين الرياضي ورئيسا فخريا لنادي الشاخورة.
سنفتقد روحه القيادية وقال رئيس غرفة تجارة وصناعة البحرين الدكتور عصام فخرو عن علي فخرو أنه كان كالأب لمجتمع الأعمال. وأضاف أنه ساهم بالكثير في تعزيز سمعة الغرفة بعد أن كان رئيسها لثلاث فترات متتالية من 1989 إلى .2001 وأضاف عصام فخرو بعد حضوره الجنازة في مقبرة المحرق أن حضور آلاف الناس من جميع المستويات والفئات يعكس الاحترام الذي كان يكنه الناس له والحب الذي كان الناس يغدقونه عليه.
وقال إن المرحوم كان كالأب الروحي للكثيرين وكان طيبا مع الجميع. ونوه الى أنه عمل رئيسا لمجلس إدارة الكثير من الشركات وأسس العديد من المؤسسات الناجحة. وأكد أن الجميع سيفقدونه وسيفقدون روحه القيادية. ومن جانبه وصف السيد خالد كانو الرئيس السابق للغرفة المرحوم علي فخرو بأستاذه في الغرفة.
وقال: «لقد كان لي شرف العمل نائبا له في الغرفة مدة ثمان سنوات فقد تعلمت منه الكثير، كان رجلا دائما يقول ما يعتقد أنه صحيح«. وأضاف أن فخرو كان قائدا حقيقيا للقطاع الخاص البحريني وقد كان طيبا وكريما مع الناس وحاول أن يحل المشاكل التي يواجهها المجتمع. الوالد النصوح ووصف السيد إبراهيم زينل النائب الأول لغرفة تجارة وصناعة البحرين الحدث بأنه مصاب كبير أصاب البحرين في واحد من أعز أبنائها..
وقال إننا جميعا نعتبره أبا للأسرة التجارية في المملكة ولا ننسى أفضاله أبدا على المجتمع البحريني وعلى الاقتصاد البحريني. وأضاف أن الفقيد كان له دور إيجابي كبير في قيادة الغرفة التجارية البحرينية لسنوات طوال بنجاح وحكمة بالغة..
وكان الأب النصوح لكل أعضاء الغرفة التجارية في البحرين.. ولم يبخل على أي تاجر صغير أو كبير بالمشورة والنصح.. وكان متواجدا مع الجميع في جميع المناسبات سواء كانت أفراحا أو أحزانا فهو لم يتأخر يوما عن المشاركة والمؤازرة والدعم في جميع المناسبات. وفي ختام حديثه دعا السيد زينل للفقيد بالرحمة وأن يسكنه الله فسيح جناته ويرزق أهله وأحباءه الصبر ويجزيه عن أفعاله الخيرة وأياديه البيضاء على فقراء البحرين خير الجزاء.
أحد الرواد الكبار وقال رجل الأعمال السيد فاروق المؤيد إن الفقيد الراحل هو واحد من القيادات الاقتصادية التي حفرت اسمها بحروف من نور في تاريخ الاقتصاد البحريني وهو من الرعيل الأول وجيل المؤسسين الكبار الذين كانت لهم إسهامات بارزة في تاريخ الحركة التجارية في المملكة.. وقال إن الوجيه علي بن يوسف فخرو ساهم بجهده وفكره في تأسيس مجموعة من الشركات والمؤسسات التي أصبحت لها الريادة والنجاح في المملكة فيما بعد مثل شركات التأمين والسينما والمطاحن وغيرها.
وأكد السيد فاروق المؤيد أن الوجيه الراحل كان شديد التواصل مع أبناء المجتمع البحريني على جميع مستوياتهم ودرجاتهم ولم يبخل يوما بجهد أو بمساعدة على أي سائل أو طالب أو حتى من دون أن يطلب منه أحد.. وكان دليل ذلك هذا الجمع الغفير من الناس على اختلاف درجاتهم وطبقاتهم الذين احتشدوا خلفه يودعونه إلى مثواه الأخير في مقابر الأسرة ظهر أمس. وأوضح المؤيد أننا سنفتقده كثيرا كأخ عزيز وأب للأسرة التجارية البحرينية ولن يصبرنا على هذا المصاب إلا ذكره الحسن وأياديه البيضاء التي خلدت اسمه في المملكة ونسأل الله عز وجل أن يسكنه فسيح جناته..
وأن يكون ابنه شوقي على نفس الدرب من الخير والعطاء للبحرين وأهلها ويكمل المسيرة العظيمة التي بدأها الفقيد الكبير علي بن يوسف فخرو. المعلم الدمث الخلق أما رجل الأعمال السيد خالد الزياني فقال إن الفقيد الراحل (أبا شوقي) كان نعم الرجل المتواضع والإنسان الحنون الخيّر الذي يفيض على كل من حوله بالعطاء.. ولا يتأخر عن مساعدة الجميع سواء كانوا أغنياء أو فقراء.. وعرف على مدى الزمن وفي كل ربوع البحرين بأنه يشارك الجميع أحزانهم وأفراحهم ولو كان ذلك على حساب صحته ووقته.. واليوم رد إليه أحباؤه وأبناؤه من جميع البحرين الجميل وودعوه إلى مثواه الأخير محتشدين خلفه بالمئات.
وأضاف السيد الزياني (لقد عملت معه لسنوات طوال في أكثر من جهة أهمها غرفة تجارة وصناعة البحرين أثناء رئاسته لها وكذلك في شركة البحرين والكويت للتأمين وكان بمثابة الأستاذ والأب والمعلم الذي لم يبخل يوما علينا بالنصح والتوجيه). وقال إننا إذا أردنا أن نصفه بصفة أصيلة في طبعه وهي صفات عديدة طيبة فإن أبرزها هي دماثة الخلق ورفعته وسموه.. فكان لا يتردد وهو الرجل الكبير السن والمقام أن يزورنا في مجلسنا الرمضاني عندما نفتتحه كل عام وما نحن بالنسبة إليه إلا في منزلة أولاده وتلاميذه.. إلا أنه لا يتردد عن زيارتنا وتشريفنا في مجلسنا وهذا دليل على دماثة الخلق والتواضع وحب الناس. وتمنى الزياني أن يبقى بيت الفقيد الراحل عامرا ومفتوحا ليستقبل محبيه وأبناءه.. وأن يكمل ابنه شوقي درب النجاح والعمل والعطاء والخير الذي بدأه الوالد الوجيه علي بن يوسف فخرو. الطيب الكريم ووصف رئيس اللجنة المالية والاقتصادية بمجلس الشورى وعضو غرفة تجارة وصناعة البحرين السابق خالد المسقطي الفقيد بأستاذه.
وأضاف أن نصيحة فخرو له كانت: «كن طيبا مع الناس وحينها سيكون الناس طيبين معك. وإذا كنت تريد شيئا عليك أن تسعى لتحقيقه«. في حين قال أمين صندوق الغرفة عثمان شريف إنه كان له شرف العمل مع فخرو مرتين في مجلس إدارة الغرفة.
وأضاف أن فخرو كان رجلا قويا حظي باحترام قادة البحرين وهو يقدم القضايا التي تؤثر في مجتمع الأعمال. وأضاف أن الناس من جميع المستويات والفئات كانوا يحضرون مجلسه ويستمعون إلى نصحه. ومن جانبه قال أمين عام اتحاد غرف مجلس التعاون الخليجي عبدالرحيم نقي أن فخرو كان حريصا على الترويج للبحرين دوليا كمقصد تجاري.
وأضاف أنه عندما احتفلت غرفة تجارة وصناعة البحرين بيوبيلها الذهبي في عام 1989 وجه دعوة للعديد من قادة دول مجلس التعاون والقادة العرب الامر الذي حظي بإعجاب الأمير الراحل الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة. وأكد نقي أن فخرو كان شديدا في نقاشاته ولكنه كان طيبا وكريما للغاية وكان يقدم الكثير للأعمال الخيرية.
عرفنا فيه مدى العشق للوطن
بقلـــم: خليفة بن أحمد الظهراني
قال تعالى: «وما كان لنفس أن تموت إلاّ بإذن الله كتاباً مؤجلاً، ومن يرد ثواب الدنيا نؤته منها، ومن يُرد ثواب الآخرة نؤته منها وسنجزي الشاكرين« إنه لمن دواعي الحزن والأسى أن نقف اليوم لنعزّي أنفسنا في فقد أحد رجالات البحرين الأبرار، ممن أسهموا في بناء نهضتها وكان لهم دور بارز ومشهود في تطوير الحركة الاقتصادية والمحافظة على وتيرة تقدمها وازدهارها عبر عدة عقود من الزمن كان الراحل العزيز مثالاً للتاجر الصدوق ونموذجاً للعمل الوطني المخلص.
إن ألم الفاجعة ومشاعر الحزن ليعجز البنان عن أن يخطّها في بضع كلمات ، ذلك أن مناقب علي بن يوسف فخرو قد أسكنته قلوبنا وفقده تملّك علينا وجداننا ولا نستطيع إلاّ أن نعبّر عن فيض مشاعر الحب والتقدير له، رحمه الله. فقد كنّا نرى فيه مدى حبّه للناس وتواصله معهم، في أفراحهم وأحزانهم وشتى مناسباتهم، من مختلف الطوائف، صغيرهم وكبيرهم بحيث أصبح هذا التواصل برنامج حياته اليومية وأكسبه احتراماً وتقديراً عند الجميع الذين باتوا لا يستغنون عن نصحه وآرائه السديدة، وكانت خبرته ومكانته في دنيا الناس قد أهلته ليكون محلاً للثقة والمشورة عند الحكام وأصحاب القرار.
وذلك لما عرفوا عنه مقدار عشقه للوطن الذي أخلص له من أعماقه وأعطاه كل شيء فكانت النتيجة سجلاً حافلاً من العطاءات والإنجازات لن يفتأ الشارع التجاري يذكرها له بكل الثناء والشكر. فعزاؤنا أنه يمضي الرجال وتبقى آثارهم. وإنا لله وإنا إليه راجعون.
الفقيد يروي سيرته الذاتية قبيل وفاته
كنت الخامس لأبي بين 23 من الأبناء
علي بن يوسف فخرو رجل أعمال رائد شهد نمو البحرين منذ ان كانت مجرد جزيرة إلى مملكة حديثة. وقد كان فخرو دائما فخورا ببلاده التي جعلت من نفسها جزءا مهما من المجتمع الدولي.. كما ان مساهماته الشخصية لمسيرة التنمية في البحرين كبيرة ومعروفة بين مجتمع الأعمال. وقد ولد فخرو في عام 1924 وهو خامس ابن من أصل 23 للراحل يوسف بن عبدالرحمن فخرو الذي كان رجل أعمال ناجحا يعمل في تجارة المواد الغذائية ومواد البناء بين الخليج وشبه القارة الهندية.
ووالدته هي مريم بنت محمد بن علي المحميد المنحدرين من المحرق. وقال الفقيد علي بن يوسف فخرو في مقابلة أجرتها مع مجلة الفارس العربي قبل وفاته: «توفيت والدتي عندما كنت في سن الرابعة والنصف وقد كنت أصغر ابناء العائلة. تزوج والدي 5 مرات وأنجب 23 طفلا«. وكانت دراستي الأولية في مدرسة الهداية الخليفية في المحرق وبعد وبعد وفاة والدتي عشت مع جدتي في المنزل حتى بلغت سن العاشرة.
وفي ذلك الوقت كانت المحرق عاصمة البحرين وقد كان الحاكم والتجار الكبار الذين يعلمون في مهنة تجارة اللؤلؤ يعيشون هناك. وروى فخرو: «أتذكر في طفولتي كنت ألعب مع أصدقائي بالقرب من منزل الشيخ عيسى بن علي آل خليفة. وقد كان أول حاكم رسمي للبحرين وكان يعطينا المال بحسب أعمارنا«. ثم انتقل بعدها إلى المنامة حيث التحق بمدرسة الغربية الثانوية. وفي عام 1940 وهو لايزال في سن الـ 16 عاما كان من المقرر أن يسافر فخرو إلى بيروت ليكمل دراسته ولكن هذه الخطط تبددت.
فقد قرر والده أنه يجب عليه الانضمام إلى شركته وبعثه إلى دبي في أول تجربه تجارة له. وقال فخرو عن هذه الواقعة: «أتذكر أبي وهو يطلب مني الذهاب إلى دبي ولم يخبرني بالأمر إلا في لحظتها. وفي خلال ست ساعات تمكنت من الحصول على جواز سفر وأعطيت حقيبة مليئة بالنقود وانطلقت إلى دبي مع قائمة من التعليمات عن المشتريات. أتذكر أنني تركت البحرين في حوالي الساعة الخامسة والنصف مساء ووصلت إلى دبي بعد يوم ونصف وقد اشتريت الكثير من المواد الغذائية بحلول الساعة السابعة مساء وعدت إلى البحرين بعد أربعة أيام. وبدأ فخرو يتعلم أساليب التجارة بتوجيهات والده وقد اكتسب خبرة كبيرة من الموظفين في الشركة واخوته الذين يكبرونه سنا.
كما تطورت علاقته مع بعض أكثر رجال الأعمال نجاحا في الخليج وكون صداقات مع بعض من أكبر العائلات العاملة في التجارة في المنطقة. وفي عام 1942 فتح محطة تجارية في دبي حيث باشر استيراد المواد من الهند على أسطول عائلته المكون من 50 بانوشا. وتقوم هذه السفن بتحميل البضائع بين العراق والهند واليمن وإفريقيا بالإضافة إلى منطقة الخليج. وكان أخواه عبدالله ومحمد الذين يكبرانه سنا يعملان في التجارة معه فقد كان عبدالله يدير العمليات في البصرة ومحمد كان يتابع شئون التجارة في الهند.
وتذكر فخرو حياته في دبي وكيف كانت تلك الأيام عصيبة بسبب صعوبة الحصول على ماء شرب. وقال: «عشت في مجلس مرشد العسيمي في ديرة والذي كان بمثابة الوصي علي ومعلمي وكان مكتبي في دبي. وقد كان في وقتها عدد سكان دبي حوالي 20000 نسمة وكان هذا في الوقت الذي تسلم الشيخ سعيد المكتوم الحكم«. وبعد عودته إلى البحرين في عام 1951 انتخب فخرو في غرفة التجارة بدون علمه كما انتخب عضوا في بلدية المحرق. واسترجع فخرو ذكرياته عن البحرين في تلك الحقبة من الزمن قائلا: «البحرين في تلك الأيام كانت الميناء الرئيسي للخطوط الملاحية في المنطقة، فمعظم البضائع حتى تلك المتجهة إلى المملكة العربية السعودية كانت تمر عن طريق البحرين«.
وأضاف: «البحرينيون كانوا أكثر الناس تعلما وكنا منفتحين على جميع الديانات والثقافات، فقد كان البحرينيون في ذلك الوقت يحتفلون حتى بالديوالي والكريسماس (عيد ميلاد المسيح) مع جيرانهم الأجانب. وعبر السنوات شارك فخرو في عدد من المشاريع التجارية في معظم القطاعات في الاقتصاد. وعوضا عن حصوله على منصب رئيس مجلس الإدارة الفخري في شركة علي بن يوسف فخرو وأبنائه كان رئيس مجلس إدارة شركة محمد فخرو وإخوانه. كما عمل في العديد من الشركات العامة كمنصب رئيس إدارة شركة مطاحن الدقيق وشركة البحرين للسينما والشركة البحرينية الكويتية للتأمين. للفقيد مساهمات في مجال تنمية قطاع الأعمال في البحرين معروفة للجميع والشاهد على ذلك انتخابه لـ 12 عاما متتالية رئيسا لغرفة تجارة البحرين من عام 1989 إلى عام 2001 وخلال فترة ترؤسه للغرفة أعطى فخرو الحياة للغرفة وذهب في مهمات عديدة إلى عدد من دول العالم والوجهات بما فيها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة واستراليا والصين وروسيا وإفريقيا وإيران. وقال فخرو بهذا الخصوص: «كعضو في الغرفة منذ 1952 ورئيسا لها سافرت كثيرا وقابلت الملوك والحكام بهدف الترويج للبحرين.
لقد سافرت حول العالم وزرت اليابان والصين والولايات المتحدة وهولندا وبلجيكا وروسيا قبل وبعد جورباتشوف ومعظم دول الشرق الأقصى وبعض الدول الإفريقية. وتشير مجلة الفارس العربي إلى أن فخرو بالرغم من كونه في سن الـ 83 في وقت إجراء المقابلة معه فإنه كان لا يزال يزور مكتبه لمدة أربع ساعات كل يوم ويترأس مجال إدارات عدد من الشركات التي كان يعمل بها. وكان فخرو في غاية الاهتمام في الأعمال والشئون السياسية. وقال فخرو للمجلة: أرى العالم يتغير من حولنا ويصغر، فالهند والصين هما الإمبراطوريتان القادمتان ولكن المستقبل في منطقتنا يحتم المشاركة في السلطة والتشجيع على التعليم.
أما فلسفة فخرو للنجاح فقد كانت تعتمد على ما كان يراه على أنها المعتقدات الرئيسية. وقال فخرو: «الثقة والمهنية مقرونتان بالصدق هما وصفة النجاح في التجارة. وأنا مؤمن بمقولة عش ودع الناس تعيش وبالنسبة إليّ فإن الديمقراطية الحقيقية تتيح الحرية للأفراد«. وتزوج من رفيعة العبيدي في 1944 وكان أبا لولد واحد شوقي وأربع بنات سهام، أمل، مريم، رجاء. وبعد وفاة زوجته في 1996 أخذ الدعم والبهجة من أبنائه و12 حفيدا و3 أبناء أحفاد.
وكان مشهورا بتواضعه يعامل الناس جميعا سواسية إذا كانوا ابسط العمال أو مسئولين حكوميين. وقد ساهم ذلك في جعل عائلة فخرو عائلة شعبية تخدم الناس فقد كان المرحوم يوفر النصح ويساعد كلما طلب ولمن احتاج. وبالرغم من كونه بطل رفع أثقال في صغره ومثل البحرين فإن راحته الرئيسية كانت في حديثه مع الناس.
وعبر السنوات كان فخرو معروفا لمشاطرة أفراح وأحزان أفراد المجتمع. وصبره الكبير الذي تعلمه من والده وقدرته على مسامحة المخطئين كانت من مميزاته الرئيسية. وطريقته في التواصل وصراحته وجرأته ساهمت في جعله محبوبا لكل من قابله.
نهاية الأقتباس
للمزيد
http://www.alwaqt.com/art.php?aid=95369
http://www.bahrainprimeminister.net/showArticle.php?id=500
http://www.alwasatnews.com/1968/news/read/274877/1.html
http://photos.bna.bh/details.php?image_id=34885
خاطرة: المرحوم علي بن يوسف فخرو شخصية فذة من شخصيات عرب الساحل وشيخ بن شيخ تجار البحرين طيب الله ثراه فدولة البحرين الحديثة بناها رجال أمثال المرحوم علي بن يوسف فخرو ومهما قلنا في المرحوم فلن نوفيه حقه