الظبيانية
07-13-2010, 02:16 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركات
اخواني و اخواتي الكل هالايام يكل رطب و عجبني هالموضوع في جريدة الاتحاد ( دنيا )
قلت احط لكم
«الحابول» أداة جني الرطب الصامدة
http://www.alittihad.ae/assets/images/Dunia/2010/07/13/320x240/2a-na-88035.jpg
تاريخ النشر: الثلاثاء 13 يوليو 2010
فتحية البلوشي
في الصيف يأتي الرطب زائرا حبيبا إلى الموائد الإماراتية، يفرحون به منذ ترد “تباشيره الأولى” ولهم في استقباله طقوس خاصة، فمعظمهم لا يستمتع بطعم التباشير لوحده، بل لا تكتمل البهجة إلا بمشاركة الجيران من صحن التباشير، يغسلون الرطب ويقدمونه لكبير الأسرة يقرأ عليه سورة الفاتحة وأية الكرسي ثم يدعو لأهل بيته وللمسلمين بالخير وبعدها يتذوق الجميع من هذا الرطب ويوزعونه على “الفريج” معلنين أنهم ذاقوا من “خرايفهم”.
والخرايف هي الكلمة المحلية التي تطلق على النخلة ذي العذوق الواضحة للعيان، وليس لها مفرد، لكن لها فعل “خرف” وبالطبع هي كلمة عربية فصيحة تعني جني الثمار.
موسم “ الخراف” أو “ اليداد ، الجداد” وهي كلمة أخرى تستعمل لنفس المعنى ولها فعل “ جدّ” بفتح الجيم لكنه ينطق ياء كعادة الإماراتيين في نطق هذا الحرف، موسم له طقوس منتظرة طوال العام، يأتي ليتحول فيه أصحاب” الخرايف” إلى خلايا عمل ضخمة، وبرغم أن الحداثة والتطور دخلت كل مجالات الحياة، إلا أن عجلتها تتوقف ما أن تصل إلى موسم “الخراف”، فهو لليوم يعتمد على آلاته القديمة، وعلى المجهودات اليدوية، ومازال بطل هذه العملية هو “ الحابول” فبرغم تطور الوسائل لم يستطع أهل النخيل الاستغناء عنه لليوم.
والحابول حزام حبلي يلفه متسلق النخلة “الخارف” حول بدنه وجذع النخلة، ليصبح عقدة واحدة تجمع “ الخارف” والنخلة، به جانب عريض مبطن بالقماش يسند عليه الخرّيف ظهره ويحميه من السقوط، يتحرك الخارف صعودا على النخلة الطويلة “ العوانة” بقدمين حافيتين وبمجهود اليدين رافعا أطراف الحبل إلى الأعلى ومتسلقا بعد ثباتها في “اليدع” أو جذع النخلة.
كان الحابول يصنع من ليف النخل الذي ينقع في الماء لتليينه ثم يجدل حبالا طولها يصل إلى عشرين باعا، تلف هذه الحبال بالقماش الأبيض عادة، ثم يطوى من المنتصف ليفتل طرفيه على بعضهما مكونة جديلة ضخمة عريضة تخاط ببعضها بقوة، وتبطن بالقماش من الناحية المقرر لها أن تكون للظهر، ويترك في أخر طرف الحابول مكانا لعقد الطرفين وفكهما عند الصعود والهبوط من النخلة.
مهمة الخارف جني الثمار من النخلة الطويلة، عبر قص “ العذوج” المليئ بالرطب ووضعها في “ المخرافة” وهي سلة سعفية كبيرة يحملها معه على ذراعه إلى قمة النخلة، ويعيدها معه عندما ينزل إلى الأرض ليجد أهله وجماعته بانتظاره لحمل الرطب.
كان طقس جني الرطب عائليا جميلا، يجتمع فيه كافة أفراد الأسرة، الصغار لجمع الحبات الثمينة المتساقطة من الرطب الذهبي وجمعها في “جفير” صغير، الآباء وكبار السن لتوجيه الإرشادات والنصائح، أما “ الخراف” فلا يقوم به إلا الشبان أقوياء الأجساد والأبدان، القادرون على التحكم بتوازنهم وتحريك الحابول في وقت واحد.
وعادة لا يحتاج الناس إلى الحابول إلا في وقت الصيف، لأنه الأداة الأهم في تسلق النخل الطويل وجني ثماره، لكنه بعد انقضاء موسم الخراف يلقى على طرف من البيت أو “النخل” أي المزرعة، ولذا راح حال إهماله هذا مثلا فيقال: “أفره فرة الحابول فـ الشتاء “ أي أرميه مثلما يرمى الحابول في فصل الشتاء.
وبذلك تظل “النخلة” شجرة حبيبة إلى القلوب الإماراتية، هي صديقة زمن القحط الوفية، وهي فرحة البيت في كل صيف، “عمة البشر” فرضت نفوذها على طقوس الصيف في الإمارات، وأثبتت وجودها الدائم في منظومة حياتهم.
اخواني و اخواتي الكل هالايام يكل رطب و عجبني هالموضوع في جريدة الاتحاد ( دنيا )
قلت احط لكم
«الحابول» أداة جني الرطب الصامدة
http://www.alittihad.ae/assets/images/Dunia/2010/07/13/320x240/2a-na-88035.jpg
تاريخ النشر: الثلاثاء 13 يوليو 2010
فتحية البلوشي
في الصيف يأتي الرطب زائرا حبيبا إلى الموائد الإماراتية، يفرحون به منذ ترد “تباشيره الأولى” ولهم في استقباله طقوس خاصة، فمعظمهم لا يستمتع بطعم التباشير لوحده، بل لا تكتمل البهجة إلا بمشاركة الجيران من صحن التباشير، يغسلون الرطب ويقدمونه لكبير الأسرة يقرأ عليه سورة الفاتحة وأية الكرسي ثم يدعو لأهل بيته وللمسلمين بالخير وبعدها يتذوق الجميع من هذا الرطب ويوزعونه على “الفريج” معلنين أنهم ذاقوا من “خرايفهم”.
والخرايف هي الكلمة المحلية التي تطلق على النخلة ذي العذوق الواضحة للعيان، وليس لها مفرد، لكن لها فعل “خرف” وبالطبع هي كلمة عربية فصيحة تعني جني الثمار.
موسم “ الخراف” أو “ اليداد ، الجداد” وهي كلمة أخرى تستعمل لنفس المعنى ولها فعل “ جدّ” بفتح الجيم لكنه ينطق ياء كعادة الإماراتيين في نطق هذا الحرف، موسم له طقوس منتظرة طوال العام، يأتي ليتحول فيه أصحاب” الخرايف” إلى خلايا عمل ضخمة، وبرغم أن الحداثة والتطور دخلت كل مجالات الحياة، إلا أن عجلتها تتوقف ما أن تصل إلى موسم “الخراف”، فهو لليوم يعتمد على آلاته القديمة، وعلى المجهودات اليدوية، ومازال بطل هذه العملية هو “ الحابول” فبرغم تطور الوسائل لم يستطع أهل النخيل الاستغناء عنه لليوم.
والحابول حزام حبلي يلفه متسلق النخلة “الخارف” حول بدنه وجذع النخلة، ليصبح عقدة واحدة تجمع “ الخارف” والنخلة، به جانب عريض مبطن بالقماش يسند عليه الخرّيف ظهره ويحميه من السقوط، يتحرك الخارف صعودا على النخلة الطويلة “ العوانة” بقدمين حافيتين وبمجهود اليدين رافعا أطراف الحبل إلى الأعلى ومتسلقا بعد ثباتها في “اليدع” أو جذع النخلة.
كان الحابول يصنع من ليف النخل الذي ينقع في الماء لتليينه ثم يجدل حبالا طولها يصل إلى عشرين باعا، تلف هذه الحبال بالقماش الأبيض عادة، ثم يطوى من المنتصف ليفتل طرفيه على بعضهما مكونة جديلة ضخمة عريضة تخاط ببعضها بقوة، وتبطن بالقماش من الناحية المقرر لها أن تكون للظهر، ويترك في أخر طرف الحابول مكانا لعقد الطرفين وفكهما عند الصعود والهبوط من النخلة.
مهمة الخارف جني الثمار من النخلة الطويلة، عبر قص “ العذوج” المليئ بالرطب ووضعها في “ المخرافة” وهي سلة سعفية كبيرة يحملها معه على ذراعه إلى قمة النخلة، ويعيدها معه عندما ينزل إلى الأرض ليجد أهله وجماعته بانتظاره لحمل الرطب.
كان طقس جني الرطب عائليا جميلا، يجتمع فيه كافة أفراد الأسرة، الصغار لجمع الحبات الثمينة المتساقطة من الرطب الذهبي وجمعها في “جفير” صغير، الآباء وكبار السن لتوجيه الإرشادات والنصائح، أما “ الخراف” فلا يقوم به إلا الشبان أقوياء الأجساد والأبدان، القادرون على التحكم بتوازنهم وتحريك الحابول في وقت واحد.
وعادة لا يحتاج الناس إلى الحابول إلا في وقت الصيف، لأنه الأداة الأهم في تسلق النخل الطويل وجني ثماره، لكنه بعد انقضاء موسم الخراف يلقى على طرف من البيت أو “النخل” أي المزرعة، ولذا راح حال إهماله هذا مثلا فيقال: “أفره فرة الحابول فـ الشتاء “ أي أرميه مثلما يرمى الحابول في فصل الشتاء.
وبذلك تظل “النخلة” شجرة حبيبة إلى القلوب الإماراتية، هي صديقة زمن القحط الوفية، وهي فرحة البيت في كل صيف، “عمة البشر” فرضت نفوذها على طقوس الصيف في الإمارات، وأثبتت وجودها الدائم في منظومة حياتهم.