بوفهد
12-26-2009, 10:36 PM
كان لوخ معجباً ببوشهر ويحب قضاء الوقت فيها ويفضل أجواءها وطقسها على موانئ الخليج الأخرى، وخصوصاً نسيم الصباح الطري وسهولة ركوب الخيل الى الجبال مع بروس وزيارة القرى الجبلية. كان لوخ يستيقظ كل صباح على اصوات الأذان من سبعة مساجد ثلاثة تابعة لطائفة السنة وأربعة لطائفة الشيعة.
ورغم خشونة اللهجة البوشهرية وقباحة النطق في بوشهر كانت أصوات المؤذنين تطرب لوخ، ويحب الاستماع إليها. وكان بكنجهام (Buckingham) يقول إن البوشهرية خليط من العرب والفرس ولقد ابقت كلتا الطائفتين على مساوئهما وتخلصت من محاسنها.
ويستطرد المؤلف قائلاً في هذه الأيام تستخدم في كل مدن الخليج مكبرات الصوت، وتعفي هذه الأجهزة المؤذنين من الصعود الى المنارة، ولكن أي خلل يصيب هذه الأجهزة يؤدي الى حشرجة كريهة تسيء الى جمال الأذان’’.
لقد كان الأذان اعلاناً للحياة، ومعه تنطلق الحركة على اسطح منازل بوشهر النائمة وطرقاتها الضيقة. ومع اول خيوط الصباح ينطلق الباعة الجائلون معلنين عن بضاعتهم من الخضار والفواكه والحلاوة والجراد المجفف والربيان (القريدس) وكعك العسك واللوز، ومن فناء كل دار تنطلق موسيقى نحاسية مصدرها الهاون (المدق) وضربات يده على حبات البن من اجل قهوة طازجة في الصباح، وما هي إلا لحظات حتى تغادر البغال والجمال بوابات المدينة في طريقها الى شيراز وما بعدها من مدن محملة بالبضائع والمنقولات، وتتبعها النسوة المتشحات بالشال الأزرق حاملات قرب الماء على اكتافهن من اجل جلب الماء الى المدينة من البساتين المحيطة بها. لقد كانت آبار بوشهر (آجفة) تمتاز بملوحة المياه، ولذا كانت المياه المنقولة الى المدينة عذبة المذاق. يشتغل اغلب سكان بوشهر بمن فيهم من ارمن ويهود بالتجارة ويشكو الكثير منهم من رؤسائهم، ولكن ما ان يصلوا الى المكانة نفسها حتى يبدأوا هم انفسهم باضطهاد الآخرين، لقد أحب الجميع في بوشهر حياة الرفاهية وكانوا يدخنون ويشربون الشاي والقهوة من الصباح حتى المساء.
وعن ساحل فارس يقول لوخ ‘’ما أن تطأ قدم الرجل الانجليزي هذا الساحل فإنه يجد الترحيب والكرم أينما ذهب وان كان خلاف ذلك فإن السبب تعود اليه’’.
ويستطرد ‘’ان العرب هنا يكرهون العمل’’. ‘’ويعتبر الرجل غنياً اذا ما كان يملك بعض الخيول والأغنام والجمال’’.
تصادف وجود لوخ نهاية شهر رمضان ويوم العيد فذهب الى سوق بوشهر لمشاهدة الحدث، وهنا قادته قدماه الى استعراض مسرحي يقوم به رجل واحد احدب وقصير، وقد فرش سجادته على الارض وغير ملامحه وملابسه عدة مرات وبصورة سريعة واستحسن الناس الأداء وتبعوه اينما ذهب. ولكنه لا يعود الى التمثيل الا اذا حصل على ما يكفيه من نقود. وفي ركن آخر من السوق كان هناك بهلوان وموسيقيون وكل يستعرض خبراته امام الآخرين. مازال البهلوان مشهداً نشاهده في بعض دول الخليج، ولكنه يتحدى هذه الأيام السيارات سواء بشدها او الاستلقاء امامها لتعبر فوق صدره.
وكانت المفاجأة عندما قام الشيخ عبدالرسول بتقليد لوخ معتمراً قبعة بحرية فوق عمامته ممثلاً طريقة التحية والانحناء لدى الأوروبيين عند مقابلتهم للشيخ، ومن ثم محاولتهم المستميتة للجلوس على الارض باحثين عن الكراسي والتي ان لم يجدوها جلسوا على الأرض محاولين ابقاء ارجلهم في وضع غريب بالنسبة اليهم. ‘’وبعدها قدمت تمثيلية مقابلتي للشيخ عبدالرسول وأثارت استحسان الجميع وكانت مثار الضحك والتصفيق’’، ان تقليد الأوروبيين ما زال مثيراً للعرب وحتى اليوم.
بقي لوخ في بوشهر في انتظار الحملة القادمة من بومبي في الفترة الزمنية نفسها، حدثت تطورات على ساحل القراصنة.
لقد أبدى كل من سلطان بن صقر شيخ الشارقة وشيخ دبي راشد بن حميد مخاوفهما من عزم سلطان مسقط وبريطانيا على ارسال قوات تأديبية ضد القواسم الذين كانوا في السابق حلفاء لهم، حاول كلا الشيخين الانفصال عن الحلف مع شيخ القواسم حسن بن ارحمة ومحاولة الصلح مع سلطان مسقط.
لقد كان موقف السلطان أقوى الآن، وكانت نصيحة (سادليير) [1] له عدم الموافقة على طلباتهم وعدم الثقة بهم.
وفجأة وجد الشيخ حسن بن ارحمة نفسه وحيدا من دون عون أو رفيق لقد ذهب حلفه مع دبي والشارقة هباء وانتهت قوة الوهابيين بعد هزيمتهم بواسطة إبراهيم باشا وحتى الوكيل المرسل من قبله الى بوشهر لمفاوضة حكومة بومبي أصبح أمره عديم الجدوى.
اضطر الشيخ ازاء هذه الحالة محاولة الحصول على حليف له من شيوخ ساحل فارس (العرب) اذا انهم في الحقيقة شبه مستقلين ويستطيعون عقد الاحلاف من دون الرجوع الى السلطة المركزية، ولذا وجد في شيخ لنجه حليفا مناسبا للمرحلة القادمة.
وافق شيخ لنجه على حمل تمور البصرة الى رأس الخيمة في حالة حصارها، وكذلك سمح لسفن القراصنة مباشرة اعمال القرصنة في اعالي الخليج تحت حماية اسطول لنجة الذي لن يتعرض له الانجليز. وعلما منه انه من الصعب ملاحظة الفرق بين سفن الخليج التجارية أو تلك التابعة للقراصنة. وكما يعلق لوخ على ذلك قائلا ‘’كان هذا يعني استمرار القواسم في نشاط القرصنة تحت غطاء اسطول لنجه’’. أبلغ القرصان الشهير ارحمة بن جابر الجلاهمة لوخ بكل المعلومات المتعلقة بهذا الحلف الجديد، ولقد قابل لوخ ارحمة الجلاهمة أول مرة في بوشهر وقابله عدة مرات بعد ذلك وسوف نذكر ملاحظاته هنا عن هذا القرصان.
في أسواق ومقاهي دول الخليج مازال الناس يتحدثون عن حياة ووفاة ارحمة بن جابر الجلاهمة العدو اللدود لشيوخ البحرين على مدى خمسين عاما، لقد كانت احدى الشخصيات الغامضة التي أنتجها الخليج ورجل مغامر لا ينتابه الخوف ولا يعرف الرحمة.
وربما هناك شخصيات أخرى تتشابه معه في الصفات والشجاعة والجرأة هي شخصية الملك عبدالعزيز آل سعود، والسيربيرس كوكس، والذي عمل في الخليج على مدى سنين طويلة، واليوم وبعد أن أصبح ارحمة بن جابر قصة ترويها الجدة لاتزال ذكراه على ألسنة الرجال من آل خليفة والجلاهمة الذين تربطهم المودة الآن.
ابتدأت سيرة ارحمة بن جابر قبل وصول لوخ الى الخليج وانتهت بعد فترة قصيرة من مغادرته. يقال ان ارحمة بن جابر كان تاجر خيل وبعد أن جمع ثروة جيدة اشترى سفينة كبيرة واشترك مع اثني عشر مرافقا في عمليات القرصنة، بعد هذه السفينة حصل على اخرى سعة ثلاثمئة طن، وعدد بحارتها ثلاثمئة وخمسين بحارا. ان قصته مثال على الخلافات القبلية التي كانت تقلق الأمن والسلام في الخليج. ولاتزال بعض الخلافات قائمة في الخليج، ولكنها الآن وفي غالبية الأحيان تكون خلافات حدودية برية أو بحرية خاصة لما لذلك من علاقة مع النفط، ولكن قلما تحدث صدامات نتيجة لتنافر الشخصيات.
في بداية القرن الثامن عشر سكن آل صباح وآل خليفة (العتوب) الكويت (القرين) وبما أن آل صباح وآل خليفة من عنيزة فإن ذلك يعني القرابة مع ابن سعود ايضا. ولقد بنى آل صباح قلعة في القرين سميت بالكوت ومن ثم الكويت، والكوت تعني قلعة في اللغة العربية. في العام 1766 هاجر الخليفة والجلاهمة من الكويت الى ساحل قطر المقابل للبحرين واستقروا في موقع يسمى الزبارة. كانت البحرين في هذه الفترة تحت السلطة الفارسية، وكانت قبل ذلك ومنذ (احتلال البرتغاليين وحتى العام 1622) تحت سلطة عدة قبائل عربية. وفي العام 1718 احتل العمانيون البحرين وعادت الى الفرس وبقيت معهم حتى .1783
لقد ارتحل الخليفة الى الزبارة ليكونوا قريبين من مغاصات اللؤلؤ، وكانت اقامتهم في الكويت بداية نشاط بحري لهم، تميز بالتجارة والغوص، كانت الزبارة آنذاك ارضا ملحية منبسطة وقاحلة قليلة الماء عدا عدة آبار تمتاز بالمياه العذبة.
بنى آل خليفة مدينة كبيرة وحصنوها وأسسوا مسجدا في الزبارة، لاتزال الآثار باقية فيها حتى الآن، وأصبحوا تجارا كبارا في الزبارة، التحق بآل خليفة عرب من البصرة نتيجة احتلال الفرس للمدينة المذكورة وطرد الاتراك منها في .1776 لقد كان موقع الزبارة المتميز تجاريا والقريب من البحرين عامل تهديد للسلطة الفارسية في البحرين.
ابتدأ آل خليفة في الاغارة على البحرين فقام شيخ بوشهر بحملة عسكرية ضدهم في العام 1782 القصد منها تدمير الزبارة، هزمت الحملة الفارسية على ساحل الزبارة، وهرب الفرس في سفنهم وقام شيخ آل خليفة، خليفة بن محمد بتوزيع الغنائم على أتباعه مثل المطر المنهمر من السحاب، ولكن لم ينل الجلاهمة نصيبهم من ذلك وخاصة انهم كانوا على خلاف مع الخليفة بسبب مغاصات اللؤلؤ.
هاجر الجلاهمة الى الكويت وحاولوا السكن فيها إلا أنهم لم يجدوا الترحيب بهم هناك فعادوا أدراجهم مرة اخرى الى قطر وسكنوا الرويس وفي النهاية استقروا في خور حسان حيث قاموا بمباشرة القرصنة.
في أغسطس/ آب 1783 وبمساعدة آل الصباح قام آل خليفة بدخول البحرين وطردوا الفرس منها، ولم يتمكن هؤلاء من العودة اليها بعد ذلك. في هذه المناسبة ترك ارحمة بن جابر خلافه مع آل خليفة (طمعا في الغنائم) وشاركهم في فتح البحرين، وبعد استقرار الخليفة في البحرين قام شيخهم (الملقب بالفاتح) بتوزيع مزارع النخيل الجيدة على أفراد عائلته، مرة اخرى اعتبر ارحمة بن جابر بأن حقه مهضوم، وأدى ذلك الى صراع مع آل خليفة وعلى مدى جيلين من كل طرف.
ومن مخبأه في قطر أخذ ارحمة بن جابر في تعقب ومصادرة السفن الفارسية والكويتية والبحرينية، ولم يهاجم الوهابيين الذين اعتنق مذهبهم وابتعد عن السفن التابعة للانجليز مدعيا بأنهم أصدقاء له. في هذه الفترة حكم آل خليفة البحرين والزبارة وغالبية سواحل قطر وأصبحت سفنهم الكبيرة تنقل اللؤلؤ الى الهند وتعود بالبضائع من هناك. توفي الشيخ أحمد في العام 1785 وخلفه ابنه سلمان والذي حكم عشرين سنة مضطربة.
في بداية حكم سلمان اشترك مع أخيه عبدالله في ادارة البلاد، وفي العام 1799 اضطربت أمور البحرين مرة أخرى عندما قام سلطان مسقط باحتجاز سفن البحرين في مسقط مدعيا بأن البحرين لم تدفع له الجزية وبتشجيع من فارس عقد العزم على احتلال الجزيرة.
عاد آل خليفة الى الزبارة تحاشيا من مواجهة مع سلطان مسقط، ولعدم ثقتهم بالسكان المحليين في مساعدتهم. وهكذا عاد آل خليفة الى الزبارة مرة اخرى والتي أصبحت ملجأ لهم في الأوقات الصعبة.
احتل سلطان مسقط البحرين من دون أية مقاومة وبنى قلعة عراد[2] في جزيرة المحرق وغادرها بعد أن ترك ابنه سالم واليا في البحرين تساعده بعض القوات العمانية.
لم يدم الاحتلال العماني إلا عدة أشهر، إذا طلب آل خليفة المساعد من الوهابيين واستجاب هؤلاء رغبة منهم في الحصول على موطئ قدم في البحرين وتم ارسال قوات وهابية تحت قيادة ابراهيم بن عفيصان الى الزبارة وساعدت هذه القوة آل خليفة عندما عادوا الى البحرين مرة ثانية، وتم طرد الحامية المسقطية منها ولكن أصر القائد الوهابي على البقاء في البحرين وفي موقع القيادة،وعندما وجد آل خليفة بأن السلطة الجديدة لا يمكن ازاحتها غادروا البحرين
في العام 1810 كان الوجود الوهابي على أرض الجزيرة يعاني من تهديد مصري قادم من الغرب ولذا سحبت الحامية الوهابية من البحرين بغرض الدفاع عن أرض الجزيرة.
طلب آل خليفة المساعدة من سلطان مسقط في ازاحة الوهابيين من البحرين، ولكن ولانشغال السلطان في حروب أخرى مع الوهابيين اعتذر عن المشاركة الفعلية وقدم مساعدات مالية وأهدى سيفا الى حاكم البحرين (السلموني)، لقد كان العرب يعطون السيوف المشهورة أسماء خاصة بها.
استطاع آل خليفة أن يهزموا ابن عفيصان واسترجاع البحرين، عبر ابن عفيصان الخليج والتحق بارحمة بن جابر مشاركا له في أعمال القرصنة ومصادرة سفن البحرين وقتل بحارتها، في هذه الفترة اتصل آل خليفة بالانجليز طالبين مساعدتهم ضد أعدائهم، ولكن لم يتم لهم التوفيق في ذلك.
في النهاية خرج آل خليفة في قوة بحرية ضد ارحمة بن جابر، وفي ليلة مظلمة اقتربت سفنهم من سفن ارحمة الراسية، فقال لصاحبه ابن عفيصان ‘’ان ذلك اسطول آل خليفة’’ اعتبر ابن عفيصان ان ذلك مستحيلا، حيث كان يدرك ان شيوخ آل خليفة لايزالون محتجزين في الدرعية كرهائن لدى الامام.
في الصباح التالي شوهدت سفن آل خليفة قريبة من الساحل، وبسبب قوة اسطول الأعداء لم يتقدم ارحمة للهجوم علما منه بأن آل خليفة لن ينزلوا الى الساحل.
هزئ ابن عفيصان من ارحمة وسماه بالجبان الاسم الذي لا يناسب رحمة أبدا. وعلى رغم ان ذلك يتعارض مع قراره اضطر ارحمة للمواجهة. خرج ارحمة بن جابر في اسطوله للمواجهة وكان يقود هذا الاسطول من سفينته الكبيرة (المنور). التحم اسطول آل خليفة مع اسطول ارحمة بن جابر وتقاربت سفينة ابن شيخ البحرين بسفينة ارحمة وتطورت المواجهة الى معركة بالأيدي احترقت على اثرهما سفينة البحرين وسفينة ارحمة وقتل ابن شيخ البحرين ونجا ارحمة بعد ان أصيبت ذارعه ومعه ابن عفيصان.
ويقال ان ارحمة خاطب ابن عفيصان قائلا بأنه لم يكن راغبا في مواجهة اسطول البحرين. انهزم بعد هذه المعركة اسطول ارحمة بن جابر، فغادر قطر واتجه الى قلعة الدمام واقام فيها.
في العام 1816 بلغت انباء استعداد سلطان مسقط لدخول البحرين الى ارحمة بن جابر فسارع الى مسقط راغباً في المشاركة والانتقام من اعدائه في البحرين. في تلك الفترة كانت العلاقة الوهابية/ العمانية سيئة وكان انحياز ارحمة الى جانب السلطان في مسقط سببا في غضب الوهابيين عليه.
فطردوا اتباعه من الدمام وأصبح ارحمة ولعدة سنوات بلا مأوى، وبقي هو وقراصنته معلقين بين مسقط وبوشهر، عندما كان بكنجهام في بوشهر (1816) وصل ارحمة الى هناك في تسع سفن وألفين من البحارة العبيد الذين يظهرون الولاء الكامل له.
انه يستطيع القضاء على أتباعه في نوبة غضب مثلما يفعل مع اعدائه لا في ساحة المعركة، ولكن بعد استسلامهم التام له فإنه يقضي عليهم بكل برود ويذكر بكنجهام كيف فعل ارحمة ببعض الرجال الذين بدت عليهم روح المقاومة، فقام بحبسهم في صهريج الماء الكبير على سفينته حتى ماتوا بالاختناق قذف بجثثهم الى البحر. ويصف بكنجهام ارحمة بن جابر قائلا ‘’انه ناحل الجسم وله اربعة أطراف نحيفة كلها قد جرحت او قطعت او شوهت بجراح الحراب والسهام والطلقات النارية وربما بلغ عدد الجروح فيها عشرين جرحا. كان له وجه مرعب وقبيح، وقد زادت الجراح والعين المفقودة من قبحه، هذا الزعيم الجزار يتمتع بالبساطة في اللبس والأخلاق والمعيشة، انه قذر ومقزز، ولباسه العادي ثوب لم يخلعه منذ أن لبسه أول مرة ولا شيء يغطي ساقه مع عباءة سوداء تغطي جسده وخرقة بالية تغطي رأسه لقد أحبه أهالي بوشهر ورافقوه أينما ذهب، وعلى رغم ذلك كان يهاجم سفنهم أو حتى يقوم بمحاصرة الميناء عدة مرات، الى جانب كل هذا كان ارحمة بن جابر يلاقي الترحيب عندما يزور المستودع البريطاني هناك ايضا’’.
[1] سادليير Sadlier كان في طريقه من بومبي الى الدرعية لمقابلة ابراهيم باشا.
[2] لقد كانت قلعة عراد مبنية قبل القرن السادس عشر؛ وان هناك خرائط برتغالية رسمت عليها القلعة في تلك الفترة الزمنية - المترجم -
منقول من جريده الوقت
ورغم خشونة اللهجة البوشهرية وقباحة النطق في بوشهر كانت أصوات المؤذنين تطرب لوخ، ويحب الاستماع إليها. وكان بكنجهام (Buckingham) يقول إن البوشهرية خليط من العرب والفرس ولقد ابقت كلتا الطائفتين على مساوئهما وتخلصت من محاسنها.
ويستطرد المؤلف قائلاً في هذه الأيام تستخدم في كل مدن الخليج مكبرات الصوت، وتعفي هذه الأجهزة المؤذنين من الصعود الى المنارة، ولكن أي خلل يصيب هذه الأجهزة يؤدي الى حشرجة كريهة تسيء الى جمال الأذان’’.
لقد كان الأذان اعلاناً للحياة، ومعه تنطلق الحركة على اسطح منازل بوشهر النائمة وطرقاتها الضيقة. ومع اول خيوط الصباح ينطلق الباعة الجائلون معلنين عن بضاعتهم من الخضار والفواكه والحلاوة والجراد المجفف والربيان (القريدس) وكعك العسك واللوز، ومن فناء كل دار تنطلق موسيقى نحاسية مصدرها الهاون (المدق) وضربات يده على حبات البن من اجل قهوة طازجة في الصباح، وما هي إلا لحظات حتى تغادر البغال والجمال بوابات المدينة في طريقها الى شيراز وما بعدها من مدن محملة بالبضائع والمنقولات، وتتبعها النسوة المتشحات بالشال الأزرق حاملات قرب الماء على اكتافهن من اجل جلب الماء الى المدينة من البساتين المحيطة بها. لقد كانت آبار بوشهر (آجفة) تمتاز بملوحة المياه، ولذا كانت المياه المنقولة الى المدينة عذبة المذاق. يشتغل اغلب سكان بوشهر بمن فيهم من ارمن ويهود بالتجارة ويشكو الكثير منهم من رؤسائهم، ولكن ما ان يصلوا الى المكانة نفسها حتى يبدأوا هم انفسهم باضطهاد الآخرين، لقد أحب الجميع في بوشهر حياة الرفاهية وكانوا يدخنون ويشربون الشاي والقهوة من الصباح حتى المساء.
وعن ساحل فارس يقول لوخ ‘’ما أن تطأ قدم الرجل الانجليزي هذا الساحل فإنه يجد الترحيب والكرم أينما ذهب وان كان خلاف ذلك فإن السبب تعود اليه’’.
ويستطرد ‘’ان العرب هنا يكرهون العمل’’. ‘’ويعتبر الرجل غنياً اذا ما كان يملك بعض الخيول والأغنام والجمال’’.
تصادف وجود لوخ نهاية شهر رمضان ويوم العيد فذهب الى سوق بوشهر لمشاهدة الحدث، وهنا قادته قدماه الى استعراض مسرحي يقوم به رجل واحد احدب وقصير، وقد فرش سجادته على الارض وغير ملامحه وملابسه عدة مرات وبصورة سريعة واستحسن الناس الأداء وتبعوه اينما ذهب. ولكنه لا يعود الى التمثيل الا اذا حصل على ما يكفيه من نقود. وفي ركن آخر من السوق كان هناك بهلوان وموسيقيون وكل يستعرض خبراته امام الآخرين. مازال البهلوان مشهداً نشاهده في بعض دول الخليج، ولكنه يتحدى هذه الأيام السيارات سواء بشدها او الاستلقاء امامها لتعبر فوق صدره.
وكانت المفاجأة عندما قام الشيخ عبدالرسول بتقليد لوخ معتمراً قبعة بحرية فوق عمامته ممثلاً طريقة التحية والانحناء لدى الأوروبيين عند مقابلتهم للشيخ، ومن ثم محاولتهم المستميتة للجلوس على الارض باحثين عن الكراسي والتي ان لم يجدوها جلسوا على الأرض محاولين ابقاء ارجلهم في وضع غريب بالنسبة اليهم. ‘’وبعدها قدمت تمثيلية مقابلتي للشيخ عبدالرسول وأثارت استحسان الجميع وكانت مثار الضحك والتصفيق’’، ان تقليد الأوروبيين ما زال مثيراً للعرب وحتى اليوم.
بقي لوخ في بوشهر في انتظار الحملة القادمة من بومبي في الفترة الزمنية نفسها، حدثت تطورات على ساحل القراصنة.
لقد أبدى كل من سلطان بن صقر شيخ الشارقة وشيخ دبي راشد بن حميد مخاوفهما من عزم سلطان مسقط وبريطانيا على ارسال قوات تأديبية ضد القواسم الذين كانوا في السابق حلفاء لهم، حاول كلا الشيخين الانفصال عن الحلف مع شيخ القواسم حسن بن ارحمة ومحاولة الصلح مع سلطان مسقط.
لقد كان موقف السلطان أقوى الآن، وكانت نصيحة (سادليير) [1] له عدم الموافقة على طلباتهم وعدم الثقة بهم.
وفجأة وجد الشيخ حسن بن ارحمة نفسه وحيدا من دون عون أو رفيق لقد ذهب حلفه مع دبي والشارقة هباء وانتهت قوة الوهابيين بعد هزيمتهم بواسطة إبراهيم باشا وحتى الوكيل المرسل من قبله الى بوشهر لمفاوضة حكومة بومبي أصبح أمره عديم الجدوى.
اضطر الشيخ ازاء هذه الحالة محاولة الحصول على حليف له من شيوخ ساحل فارس (العرب) اذا انهم في الحقيقة شبه مستقلين ويستطيعون عقد الاحلاف من دون الرجوع الى السلطة المركزية، ولذا وجد في شيخ لنجه حليفا مناسبا للمرحلة القادمة.
وافق شيخ لنجه على حمل تمور البصرة الى رأس الخيمة في حالة حصارها، وكذلك سمح لسفن القراصنة مباشرة اعمال القرصنة في اعالي الخليج تحت حماية اسطول لنجة الذي لن يتعرض له الانجليز. وعلما منه انه من الصعب ملاحظة الفرق بين سفن الخليج التجارية أو تلك التابعة للقراصنة. وكما يعلق لوخ على ذلك قائلا ‘’كان هذا يعني استمرار القواسم في نشاط القرصنة تحت غطاء اسطول لنجه’’. أبلغ القرصان الشهير ارحمة بن جابر الجلاهمة لوخ بكل المعلومات المتعلقة بهذا الحلف الجديد، ولقد قابل لوخ ارحمة الجلاهمة أول مرة في بوشهر وقابله عدة مرات بعد ذلك وسوف نذكر ملاحظاته هنا عن هذا القرصان.
في أسواق ومقاهي دول الخليج مازال الناس يتحدثون عن حياة ووفاة ارحمة بن جابر الجلاهمة العدو اللدود لشيوخ البحرين على مدى خمسين عاما، لقد كانت احدى الشخصيات الغامضة التي أنتجها الخليج ورجل مغامر لا ينتابه الخوف ولا يعرف الرحمة.
وربما هناك شخصيات أخرى تتشابه معه في الصفات والشجاعة والجرأة هي شخصية الملك عبدالعزيز آل سعود، والسيربيرس كوكس، والذي عمل في الخليج على مدى سنين طويلة، واليوم وبعد أن أصبح ارحمة بن جابر قصة ترويها الجدة لاتزال ذكراه على ألسنة الرجال من آل خليفة والجلاهمة الذين تربطهم المودة الآن.
ابتدأت سيرة ارحمة بن جابر قبل وصول لوخ الى الخليج وانتهت بعد فترة قصيرة من مغادرته. يقال ان ارحمة بن جابر كان تاجر خيل وبعد أن جمع ثروة جيدة اشترى سفينة كبيرة واشترك مع اثني عشر مرافقا في عمليات القرصنة، بعد هذه السفينة حصل على اخرى سعة ثلاثمئة طن، وعدد بحارتها ثلاثمئة وخمسين بحارا. ان قصته مثال على الخلافات القبلية التي كانت تقلق الأمن والسلام في الخليج. ولاتزال بعض الخلافات قائمة في الخليج، ولكنها الآن وفي غالبية الأحيان تكون خلافات حدودية برية أو بحرية خاصة لما لذلك من علاقة مع النفط، ولكن قلما تحدث صدامات نتيجة لتنافر الشخصيات.
في بداية القرن الثامن عشر سكن آل صباح وآل خليفة (العتوب) الكويت (القرين) وبما أن آل صباح وآل خليفة من عنيزة فإن ذلك يعني القرابة مع ابن سعود ايضا. ولقد بنى آل صباح قلعة في القرين سميت بالكوت ومن ثم الكويت، والكوت تعني قلعة في اللغة العربية. في العام 1766 هاجر الخليفة والجلاهمة من الكويت الى ساحل قطر المقابل للبحرين واستقروا في موقع يسمى الزبارة. كانت البحرين في هذه الفترة تحت السلطة الفارسية، وكانت قبل ذلك ومنذ (احتلال البرتغاليين وحتى العام 1622) تحت سلطة عدة قبائل عربية. وفي العام 1718 احتل العمانيون البحرين وعادت الى الفرس وبقيت معهم حتى .1783
لقد ارتحل الخليفة الى الزبارة ليكونوا قريبين من مغاصات اللؤلؤ، وكانت اقامتهم في الكويت بداية نشاط بحري لهم، تميز بالتجارة والغوص، كانت الزبارة آنذاك ارضا ملحية منبسطة وقاحلة قليلة الماء عدا عدة آبار تمتاز بالمياه العذبة.
بنى آل خليفة مدينة كبيرة وحصنوها وأسسوا مسجدا في الزبارة، لاتزال الآثار باقية فيها حتى الآن، وأصبحوا تجارا كبارا في الزبارة، التحق بآل خليفة عرب من البصرة نتيجة احتلال الفرس للمدينة المذكورة وطرد الاتراك منها في .1776 لقد كان موقع الزبارة المتميز تجاريا والقريب من البحرين عامل تهديد للسلطة الفارسية في البحرين.
ابتدأ آل خليفة في الاغارة على البحرين فقام شيخ بوشهر بحملة عسكرية ضدهم في العام 1782 القصد منها تدمير الزبارة، هزمت الحملة الفارسية على ساحل الزبارة، وهرب الفرس في سفنهم وقام شيخ آل خليفة، خليفة بن محمد بتوزيع الغنائم على أتباعه مثل المطر المنهمر من السحاب، ولكن لم ينل الجلاهمة نصيبهم من ذلك وخاصة انهم كانوا على خلاف مع الخليفة بسبب مغاصات اللؤلؤ.
هاجر الجلاهمة الى الكويت وحاولوا السكن فيها إلا أنهم لم يجدوا الترحيب بهم هناك فعادوا أدراجهم مرة اخرى الى قطر وسكنوا الرويس وفي النهاية استقروا في خور حسان حيث قاموا بمباشرة القرصنة.
في أغسطس/ آب 1783 وبمساعدة آل الصباح قام آل خليفة بدخول البحرين وطردوا الفرس منها، ولم يتمكن هؤلاء من العودة اليها بعد ذلك. في هذه المناسبة ترك ارحمة بن جابر خلافه مع آل خليفة (طمعا في الغنائم) وشاركهم في فتح البحرين، وبعد استقرار الخليفة في البحرين قام شيخهم (الملقب بالفاتح) بتوزيع مزارع النخيل الجيدة على أفراد عائلته، مرة اخرى اعتبر ارحمة بن جابر بأن حقه مهضوم، وأدى ذلك الى صراع مع آل خليفة وعلى مدى جيلين من كل طرف.
ومن مخبأه في قطر أخذ ارحمة بن جابر في تعقب ومصادرة السفن الفارسية والكويتية والبحرينية، ولم يهاجم الوهابيين الذين اعتنق مذهبهم وابتعد عن السفن التابعة للانجليز مدعيا بأنهم أصدقاء له. في هذه الفترة حكم آل خليفة البحرين والزبارة وغالبية سواحل قطر وأصبحت سفنهم الكبيرة تنقل اللؤلؤ الى الهند وتعود بالبضائع من هناك. توفي الشيخ أحمد في العام 1785 وخلفه ابنه سلمان والذي حكم عشرين سنة مضطربة.
في بداية حكم سلمان اشترك مع أخيه عبدالله في ادارة البلاد، وفي العام 1799 اضطربت أمور البحرين مرة أخرى عندما قام سلطان مسقط باحتجاز سفن البحرين في مسقط مدعيا بأن البحرين لم تدفع له الجزية وبتشجيع من فارس عقد العزم على احتلال الجزيرة.
عاد آل خليفة الى الزبارة تحاشيا من مواجهة مع سلطان مسقط، ولعدم ثقتهم بالسكان المحليين في مساعدتهم. وهكذا عاد آل خليفة الى الزبارة مرة اخرى والتي أصبحت ملجأ لهم في الأوقات الصعبة.
احتل سلطان مسقط البحرين من دون أية مقاومة وبنى قلعة عراد[2] في جزيرة المحرق وغادرها بعد أن ترك ابنه سالم واليا في البحرين تساعده بعض القوات العمانية.
لم يدم الاحتلال العماني إلا عدة أشهر، إذا طلب آل خليفة المساعد من الوهابيين واستجاب هؤلاء رغبة منهم في الحصول على موطئ قدم في البحرين وتم ارسال قوات وهابية تحت قيادة ابراهيم بن عفيصان الى الزبارة وساعدت هذه القوة آل خليفة عندما عادوا الى البحرين مرة ثانية، وتم طرد الحامية المسقطية منها ولكن أصر القائد الوهابي على البقاء في البحرين وفي موقع القيادة،وعندما وجد آل خليفة بأن السلطة الجديدة لا يمكن ازاحتها غادروا البحرين
في العام 1810 كان الوجود الوهابي على أرض الجزيرة يعاني من تهديد مصري قادم من الغرب ولذا سحبت الحامية الوهابية من البحرين بغرض الدفاع عن أرض الجزيرة.
طلب آل خليفة المساعدة من سلطان مسقط في ازاحة الوهابيين من البحرين، ولكن ولانشغال السلطان في حروب أخرى مع الوهابيين اعتذر عن المشاركة الفعلية وقدم مساعدات مالية وأهدى سيفا الى حاكم البحرين (السلموني)، لقد كان العرب يعطون السيوف المشهورة أسماء خاصة بها.
استطاع آل خليفة أن يهزموا ابن عفيصان واسترجاع البحرين، عبر ابن عفيصان الخليج والتحق بارحمة بن جابر مشاركا له في أعمال القرصنة ومصادرة سفن البحرين وقتل بحارتها، في هذه الفترة اتصل آل خليفة بالانجليز طالبين مساعدتهم ضد أعدائهم، ولكن لم يتم لهم التوفيق في ذلك.
في النهاية خرج آل خليفة في قوة بحرية ضد ارحمة بن جابر، وفي ليلة مظلمة اقتربت سفنهم من سفن ارحمة الراسية، فقال لصاحبه ابن عفيصان ‘’ان ذلك اسطول آل خليفة’’ اعتبر ابن عفيصان ان ذلك مستحيلا، حيث كان يدرك ان شيوخ آل خليفة لايزالون محتجزين في الدرعية كرهائن لدى الامام.
في الصباح التالي شوهدت سفن آل خليفة قريبة من الساحل، وبسبب قوة اسطول الأعداء لم يتقدم ارحمة للهجوم علما منه بأن آل خليفة لن ينزلوا الى الساحل.
هزئ ابن عفيصان من ارحمة وسماه بالجبان الاسم الذي لا يناسب رحمة أبدا. وعلى رغم ان ذلك يتعارض مع قراره اضطر ارحمة للمواجهة. خرج ارحمة بن جابر في اسطوله للمواجهة وكان يقود هذا الاسطول من سفينته الكبيرة (المنور). التحم اسطول آل خليفة مع اسطول ارحمة بن جابر وتقاربت سفينة ابن شيخ البحرين بسفينة ارحمة وتطورت المواجهة الى معركة بالأيدي احترقت على اثرهما سفينة البحرين وسفينة ارحمة وقتل ابن شيخ البحرين ونجا ارحمة بعد ان أصيبت ذارعه ومعه ابن عفيصان.
ويقال ان ارحمة خاطب ابن عفيصان قائلا بأنه لم يكن راغبا في مواجهة اسطول البحرين. انهزم بعد هذه المعركة اسطول ارحمة بن جابر، فغادر قطر واتجه الى قلعة الدمام واقام فيها.
في العام 1816 بلغت انباء استعداد سلطان مسقط لدخول البحرين الى ارحمة بن جابر فسارع الى مسقط راغباً في المشاركة والانتقام من اعدائه في البحرين. في تلك الفترة كانت العلاقة الوهابية/ العمانية سيئة وكان انحياز ارحمة الى جانب السلطان في مسقط سببا في غضب الوهابيين عليه.
فطردوا اتباعه من الدمام وأصبح ارحمة ولعدة سنوات بلا مأوى، وبقي هو وقراصنته معلقين بين مسقط وبوشهر، عندما كان بكنجهام في بوشهر (1816) وصل ارحمة الى هناك في تسع سفن وألفين من البحارة العبيد الذين يظهرون الولاء الكامل له.
انه يستطيع القضاء على أتباعه في نوبة غضب مثلما يفعل مع اعدائه لا في ساحة المعركة، ولكن بعد استسلامهم التام له فإنه يقضي عليهم بكل برود ويذكر بكنجهام كيف فعل ارحمة ببعض الرجال الذين بدت عليهم روح المقاومة، فقام بحبسهم في صهريج الماء الكبير على سفينته حتى ماتوا بالاختناق قذف بجثثهم الى البحر. ويصف بكنجهام ارحمة بن جابر قائلا ‘’انه ناحل الجسم وله اربعة أطراف نحيفة كلها قد جرحت او قطعت او شوهت بجراح الحراب والسهام والطلقات النارية وربما بلغ عدد الجروح فيها عشرين جرحا. كان له وجه مرعب وقبيح، وقد زادت الجراح والعين المفقودة من قبحه، هذا الزعيم الجزار يتمتع بالبساطة في اللبس والأخلاق والمعيشة، انه قذر ومقزز، ولباسه العادي ثوب لم يخلعه منذ أن لبسه أول مرة ولا شيء يغطي ساقه مع عباءة سوداء تغطي جسده وخرقة بالية تغطي رأسه لقد أحبه أهالي بوشهر ورافقوه أينما ذهب، وعلى رغم ذلك كان يهاجم سفنهم أو حتى يقوم بمحاصرة الميناء عدة مرات، الى جانب كل هذا كان ارحمة بن جابر يلاقي الترحيب عندما يزور المستودع البريطاني هناك ايضا’’.
[1] سادليير Sadlier كان في طريقه من بومبي الى الدرعية لمقابلة ابراهيم باشا.
[2] لقد كانت قلعة عراد مبنية قبل القرن السادس عشر؛ وان هناك خرائط برتغالية رسمت عليها القلعة في تلك الفترة الزمنية - المترجم -
منقول من جريده الوقت