المتفكر
07-28-2010, 09:34 PM
هو من فخر منطقه الساحل الشرقي و الخليج و عالم الاسلامي برمته
اتمني التفاعل مع الموضوع
خادم العلم العلامة الشيخ عبد الله بن إبراهيم الأنصاري
(1333-1410هـ ، 1914-1989م)
http://gallery.qcat.net/data/media/117/sh_Ansari_3.jpg
هو العلامة الشيخ / عبد الله إبراهيم عبد الله علي الأنصاري، ينتمي إلى الفرع الخزرجي من أنصار الرسول صلى الله عليه وسلم، وبالتحديد من أبناء التابعي الجليل سعيد بن الصحابي الجليل قيس بن سعد الكامل بن عبادة، ولد عام (1333هـ،1914م)
نشأ وترعرع في كنف والده بمدينة الخور بدولة قطر، وقد كان والده قاضي الناحية الشمالية من الدولة منذ أوائل عهد حكم أسرة آل ثاني حتى وفاته في عهد الشيخ أحمد بن علي آل ثاني (الحاكم الخامس من الأسرة).
حفظ الشيخ الأنصاري القرآن وهو ابن الثانية عشرة، ثم انكبَّ على علوم اللغة والشريعة، فتلقى الكثير من الفنون والعلوم على يد والده رحمه الله، كالفلك والمواريث والفقه ومبادئ القراءة والكتابة.
ولانشغال والده في أمور القضاء قرر الأنصاري الارتحال لطلب العلم، وكانت منطقة الأحساء بالمملكة العربية السعودية في تلك الأيام محطة من محطات العلم والعلماء، فرحل إليها وهو ابن ستة عشر عامًا، ليلتحق بمدرسة الإمام محمد أبو بكر الملا ويتلقى العلوم منها ومن غيرها من مدارس العلم المنتشرة في الأحساء كمدارس آل الشيخ مبارك، والشيخ العَلَجِي، فكوَّن قاعدةً علمية أتاحت له بعد عامين أنْ يقوم بالتدريس في قطر.
وبعد فترة قصيرة من عودته تاقت نفسه لطلب العلم مرة أخرى، فاتجه هذه المرة إلى مكة المكرمة، وفي الطريق التقى بمجموعةً من العلماء في الرياض أخذ منهم العلم، كان من أشهرهم الشيخ محمد بن مانع المانع رحمه الله. وأكمل رحلته للحج والتعلُّم ليلتحق بالمدرسة الصولَتِيَّةِِ بمكة، ومدرسة الحرم، ويتتلمذ على أيدي علماء هاتين المدرستين، كالشيخ المشاط، والإمام علوي المالكي، والشيخ رحمت الله الهندي، وآخرون.
ثمَّ عاد إلى قطر ليلتحق بالمدرسة الأثريَّة التي أسسها الشيخ بن مانع في قطر بعد وصوله إليها، ويكمل تتلمذه على يدي الشيخ، وتزامل في هذه المدرسة مع عدد من العلماء والمثقفين أمثال سماحة الشيخ عبد الله بن زيد المحمود، والشيخ أحمد بن يوسف الجابر، والشيخ حسن الجابر.
ثم ارتحل بعد ذلك إلى المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية، ليؤسس أول مدرسة نظامية هناك، في مدينة دارين، ويتولى قضاء ناحية القطيف بها.
وبطلب من حاكم قطر أنذاك الشيخ علي بن عبد الله آل ثاني (الحاكم الرابع) إلى الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية، تم إرسال الأنصاري إلى قطر عام (1372هـ)، ليؤسس أوَّل معهد ديني هناك، وأول مدرسة ابتدائيَّة.. هي مدرسة صلاح الدين الأيوبي، ثم يتولى إدارة الشؤون القروية، فإدارة الشؤون الدينية، مع توليه مهام إدارة المدرسة الإبتداية.
ثم بعد ذلك تفرَّغ لإدارتي الشؤون الدينية والقروية، فكان له الفضل في تأسيس مدينة الشمال.. ومدينة خليفة.
أمَّا من ناحية إدارة الشؤون الدينية، فقد أسهم في تأليف، وتحقيق، طباعة، ونشر، العديد من الكتب تجاوزت المائتي عنوان، معظمها من أمَّهات الكتب والمراجع الرئيسية في الفقه والتفسير والحديث واللغة والأدب والتاريخ والطب والفلك.
ثم تم إنشاء وزارة الشؤون البلدية والزراعة والتي نابت مناب إدارة الشؤون القروية، فبقي الأنصاري مديرًا للشؤون الدينية، مما أسهم في إثراء نشاطها.
في العام الهجري (1400هـ) تم عقد المؤتمر العالمي الثالث للسيرة والسنة في قطر، وكان الأنصاري هو رئيس المؤتمر وكان المؤتمر ناجحًا بكل المقاييس، تمخض عن توصيات ومقترحات أصبح لها دور فاعل وكبير في التربية والفقه وعلوم السنة والسيرة، على مدى الخريطة العربية والإسلامية.
في عام (1402هـ،1982م) أنشأت إدارة إحياء التراث الإسلامي بأمر من سمو أمير دولة قطر الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني، وأوكلت إدارتها إلى الأنصاري، وقد حلَّت هذه الإدارة تدريجيًا محل إدارة الشؤون الدينية، وتحوَّلت بعد وفاة الشيخ الأنصاري إلى وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية.
اجتهد الشيخ -كما كان سمته- في إدارة هذه الجهة، وأبدع في ذلك، فكان له عظيم الأثر في نشر العلم والثقافة واللغة، وقد أعطى فيها بكل ضمير وصدق، حتى توفاه الله في (1410هـ) الموافق (16/10/1989م).
كانت للشيخ الأنصاري رحمه الله دراية واسعة بعلم الفلك، فقد قام على إصدار التقويم القطري لمدة تقرب على الثلاثين عامًا، فكان إصدار أول تقويم تحت إشرافه عام (1377هـ)، وقد كان يقوم على إصدار التقويم قبل ذلك والده الشيخ إبراهيم الأنصاري رحمه الله، كما كانت للأنصاري دراية واسعة بمنازل القمر.. ومواقيت الحساب العربي.. ومنازل النجوم والأشهر الشمسية، وتأثير ذلك على الزراعة، والصيد البري والبحري، والرياح، ودخول وخروج الفصول، كما أصدر كتاب الموافقات الشهير (معرفة الصواب في مواقيت الحساب) ووضع الأساس الحسابي للتقويم القطري، الذي أصبح فيما بعد التقويم الرسمي لدولة قطر، بل والمعمول به في كثير من دول الخليج العربي.
ساهم الأنصاري في الكثير من الأنشطة الخيرية الإسلامية، فقد كان عضوًا بالمجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي، وعضوًا برابطة الأدب الإسلامي، ذلك عدا أنَّه عضو مؤسس لمنظمة الدعوة الإسلامية، والمجلس الأفريقي الإسلامي، ومع كونه أسهم في تأسيس المراكز الإسلامية في كل من كوريا واليابان والفلبين وسنغافورة وتايلند وألمانيا وفرنسا وبعض الولايات الأمريكية.
وأسس رحمه الله دار الأيتام الأنصارية في كيرلا بالهند، والتي أصبحت اليوم من أكبر الجامعات التكنلوجية بالهند، وأصبحت مدارسها من المدارس الرفيعة المستوى على صعيد كيرلا حتى أصبح يؤمُّها أبناء المسلمين وأبناء الهندوس، وأصبح يدرس فيها الفقراء بالمجان، بينما يدفع الأغنياء ورجال الأعمال ورجال الحكومة مصاريف أبنائهم ليضموهم إليها.. مما سهَّل عمليه تعليم الفقراء.
لقد كان لوفاة الأنصاري رد فعلٍ مدوٍّ على جميع أنحاء العالم الإسلامي، وكانت جنازة الشيخ الأنصاري من الجنازات المشهودة في قطر، بل والعالم الإسلامي، وقد أمَّ الصلاة عليه سماحة الشيخ عبد الله بن زيد المحمود قاضي القضاة ومفتي الديار القطرية، وألقى سماحة الدكتور الشيخ يوسف القرضاوي كلمة تأبينية حُفرت في القلوب وتناقلتها العقول، وقد غصَّ جامع قطر الكبير (مسجد الشيوخ) بالمصلين، حتى كان يقام صفُّ لمصلي الجنازة بين الصفين، ومع ذلك تعبأت الساحات الخارجية للمسجد، وأغلقت بعض الشوارع المحيطة بالمسجد.
وقد استمر مجلس عزائه لمدة زادة عن العشرة أيام، وظل المعزون يتوافدون بعد ذلك بقرابة الشهر.
رحم الله الأنصاري، فقد وهب نفسه للإسلام والمسلمين، وأعطى للعلم جلَّ حياته فحقَّ أنْ يُلقَّب: "بخادم العلم".
اسمه ونسبه
هو الشيخ الجليل العلامة الفلكي خادم العلم عبد الله بن إبراهيم بن عبد الله الأنصاري‚ والشيخ له نسب عريق في الصالحين حيث ينتهي نسبه إلى الصحابي الجليل سعد بن عبادة الأنصاري الخزرجي رضي الله عنه وأرضاه‚
والأنصار هم الذين آووا ونصروا‚ وأثنى الله عليهم في القرآن شهادة منه بإيمانهم وإخلاصهم وفلاحهم‚
وقد سأله الشيخ أحمد حماني وزير الشؤون الدينية في الجزائر وعضو رابطة العالم الإسلامي سابقاً رحمه الله عن نسبه في الأنصار وهل يعرف جده منهم؟‚ فقال الشيخ عبد الله مجيباً له: أجل هو سعد بن عبادة‚
كنيته أبو محمد‚ ومحمد أكبر أبنائه‚ وقد توفي بعد سنتين من ولادته‚ ثم رزق الشيخ من بعده بولد آخر فسماه محمداً‚ وهو الموجود حالياً والمكنى بأبي عمر‚ والقائم على التقويم القطري من بعد أبيه‚
أصول أسرته
والشيخ سليل أسرة عربية كريمة‚ أسرة خير وبر وفضل‚ هاجرت أصولها من الجزيرة العربية إلى منطقة بر فارس‚ والتي تشتهر بشيبكوه في ظل ظروف سياسية أو دينية أو اقتصادية‚يقول صاحب كتاب صهوة الفارس في تاريخ عرب فارس:
(ومن العشائر التي انتقلت من الجزيرة العربية إلى الجنوب (الأنصار) ويُروى أن نسبهم يرجع إلى الأنصار من سكان المدينة المنورة‚ وقد هجروا الجزيرة العربية إلى الجنوب عن طريق القطيف بواسطة السفن الشراعية‚ حيث لم يكن يومها من وسيلة أخرى للانتقال إلى البر الآخر إلا هذه الوسيلة‚ وكان ذلك عام 1090هـ‚ واتخذوا منطقة (هرمود) مقراً لهم وانتشروا في قراها المتفرقة‚ فاستقر قسم منهم في مدينة (هرمود) وسموا بـ (آل معين)‚ وقسم آخر انتقل إلى مدينة (عَوَض) وقرية (كوده)‚ وقسم آخر سكن قرية (كرمستج) المعروفة لحد الآن بهذا الاسم‚ وبعد فترة من الزمن انتشروا من هذه القرية إلى معظم قرى الجنوب وبرفارس (شيبكوه)‚ وانتقل قسم من آل معين سكان مدينة (هرمود) إلى جزيرة (قشم) برئاسة الشيخ عبدالله المعيني‚ واستقروا بجوار القواسم الذين كانوا يحكمون الجزيرة المذكورة آنذاك‚ وقد اشتهر الأنصار بعلمائهم الأجلاء ذوى العلم الشرعي والزهد والتقوى والورع‚ وخاصة منهم آل معين‚ وكان يرافق الأنصار في انتقالهم من الجزيرة العربية إلى برفارس فخذ من العرب يدعون (الخواجة) استقروا في قرية (خور اللار) المعروفة بهذا الاسم إلى أيامنا هذه‚ ومنها انتشروا في قرى الجنوب وشيبكوه)‚
وأما عن بداية تاريخ هجرة القبائل العربية إلى منطقة الجنوب أو (برفارس) جنوب إيران المشهورة بـ (شيبكوه) فيقول صاحب الكتاب آنف الذكر:
كان أول من هاجر من العرب المسلمين إلى هذه المنطقة هم العباسيون سنة 656هـ‚ فراراً من الزحف المغولي الذي اجتاح دار الخلافة وقضى عليها آنذاك‚ ثم تتالت الهجرات تترى من الجزيرة العربية إلى منطقة بر فارس‚ فهاجر بعدهم المدنيون المنتمون إلى بنى هاشم سنة 1087هـ‚ وهاجرت كذلك قبائل آخرى كالقواسم وآل حرم وبني خالد النصوريين والمرازيق وآل علي وبني حماد وبن بشر‚
وبعد انتشارهم في تلك المنطقة واستقرارهم فيها وفرض نفوذهم عليها‚ أعاد التاريخ نفسه مرة أخرى بعد مرّ العصور والأجيال في ظل ظروف اقتصادية وسياسية واجتماعية؛ بأن بدأ العرب سكان هذه المنطقة في الهجرة إلى الجزيرة العربية والانتشار في دولها وممالكها التي هي موطنهم الأصلي‚اهـ
ولادته
تكاد تجمع المصادر التي كتبت عن الشيخ عبدالله أن ولادته كانت في سنة 1340هـ وإن كان غيرها من المصادر يذكر غير هذا التاريخ‚ ففي كتاب الأنصاري واقع وتاريخ يذكر المؤلف أن ولادته كانت سنة 1333هـ أما المثبت من تاريخ ولادته في سجلات المدرسة الصولتية فهو سنة 1337هـ‚
ولكن يترجح عندي أن ولادته كانت في سنة 1335هـ وذلك لسببين:
الأول: أن الشيخ عبد الله رحمه الله ذكر تاريخ مقدمه صحبة والده الشيخ إبراهيم من ساحل فارس إلى قطر‚ وكان ذلك في حدود سنة 1344هـ‚ يقول عن هذا التاريخ إن عمره في ذلك الوقت كان تسع سنوات‚ وهذا يعني أن مولده عام 1335هـ‚ وهذا أقوى السببين عندي لأنه من حكاية صاحب الترجمة عن نفسه‚ وهو أدرى بعمره من غيره‚
الثاني: أنني سألت ابنه عبد العزيز عن عمر والده حين توفي فقال لي: إن عمره خمس وسبعون سنة‚ وهذا بحمد الله يتفق مع التاريخ الذي رجحته‚ ذلك لأن الشيخ عبد الله توفي سنة 1410هـ‚ فإذا اعتبرنا أنه ولد سنة 1335هـ فهذا يعني أنه عاش خمساً وسبعين سنة‚ وبعض المصادر لما لم يتبين لها تاريخ ولادته على وجه التحديد ذكرت أن ولادته كانت قبل سنة 1340هـ وهذا ما ذكره الشيج ماجد مسعود سليم مدير المدرسة الصولتية في الترجمة التي كتبها عن الشيخ عبد الله‚ وهذا أدق من إطلاق القول جزافاً وتحديد سنة ولادته‚
وقد عرضت هذا التحقيق في سنة ولادة الشيخ عبد الله على ابنه الأكبر محمد بن عبد الله فوافقني عليه‚ والحمد لله‚ بل قال لي: إن الوالد كان يصر على أنه ولد سنة 1335هـ‚
وقد ولد الشيخ في قرية جفر مسلم بفارس جنوبي إيران‚ وهذا هو الصحيح في موطن ولادته خلافاً لما ذكر في مصادر ترجمته التي أجمعت على أنه ولد في الخور بقطر‚ وهذا لا شك خطأ على التاريخ‚ وتجنّ عليه‚
وتتابع من ترجم للشيخ على ذكر ولادته بمدينة الخور حمل عليه التقليد المحض في نقل المصادر بعضها عن بعض دون تحقيق أوتمحيص‚
وقد سألت ابنه الشيخ إبراهيم بن عبد الله قائلاً له: إن والدكم حسب مطالعتي للترجمة التي كتبها عن والده قي مقدمة كتاب إرشاد الحيران لمعرفة آي القرآن يشعر بأنه ولد في غير مدينة الخور‚ فقال لي: كلامك صحيح‚ وأنا غير موافق على كتابة المولد بالخور‚
نشأته
نشأ الشيخ نشأة صالحة دينية في كنف والده الشيخ العابد الصالح الكريم إبراهيم الأنصاري الذي رباه وتعهده‚ وبدأ يقرأ القرآن وهو ابن خمس سنين على يد والده الذي كان له كُتَّاب يدرس فيه أبناء المسلمين القرآن الكريم واللغة العربية‚ ثم أجلسه للتلقي عنه وتحصيل العلم‚ فحفظ الشيخ عبدالله كتابَ الله‚ وهو لم يتجاوز الثانية عشرة من عمره‚ كما قرأ عليه بعض الكتب في الفقه والحديث والنحو‚ وحفظ بعضها
المصدر (http://www.shamsqatar.com/vb/f109/t18815.html)
اتمني التفاعل مع الموضوع
خادم العلم العلامة الشيخ عبد الله بن إبراهيم الأنصاري
(1333-1410هـ ، 1914-1989م)
http://gallery.qcat.net/data/media/117/sh_Ansari_3.jpg
هو العلامة الشيخ / عبد الله إبراهيم عبد الله علي الأنصاري، ينتمي إلى الفرع الخزرجي من أنصار الرسول صلى الله عليه وسلم، وبالتحديد من أبناء التابعي الجليل سعيد بن الصحابي الجليل قيس بن سعد الكامل بن عبادة، ولد عام (1333هـ،1914م)
نشأ وترعرع في كنف والده بمدينة الخور بدولة قطر، وقد كان والده قاضي الناحية الشمالية من الدولة منذ أوائل عهد حكم أسرة آل ثاني حتى وفاته في عهد الشيخ أحمد بن علي آل ثاني (الحاكم الخامس من الأسرة).
حفظ الشيخ الأنصاري القرآن وهو ابن الثانية عشرة، ثم انكبَّ على علوم اللغة والشريعة، فتلقى الكثير من الفنون والعلوم على يد والده رحمه الله، كالفلك والمواريث والفقه ومبادئ القراءة والكتابة.
ولانشغال والده في أمور القضاء قرر الأنصاري الارتحال لطلب العلم، وكانت منطقة الأحساء بالمملكة العربية السعودية في تلك الأيام محطة من محطات العلم والعلماء، فرحل إليها وهو ابن ستة عشر عامًا، ليلتحق بمدرسة الإمام محمد أبو بكر الملا ويتلقى العلوم منها ومن غيرها من مدارس العلم المنتشرة في الأحساء كمدارس آل الشيخ مبارك، والشيخ العَلَجِي، فكوَّن قاعدةً علمية أتاحت له بعد عامين أنْ يقوم بالتدريس في قطر.
وبعد فترة قصيرة من عودته تاقت نفسه لطلب العلم مرة أخرى، فاتجه هذه المرة إلى مكة المكرمة، وفي الطريق التقى بمجموعةً من العلماء في الرياض أخذ منهم العلم، كان من أشهرهم الشيخ محمد بن مانع المانع رحمه الله. وأكمل رحلته للحج والتعلُّم ليلتحق بالمدرسة الصولَتِيَّةِِ بمكة، ومدرسة الحرم، ويتتلمذ على أيدي علماء هاتين المدرستين، كالشيخ المشاط، والإمام علوي المالكي، والشيخ رحمت الله الهندي، وآخرون.
ثمَّ عاد إلى قطر ليلتحق بالمدرسة الأثريَّة التي أسسها الشيخ بن مانع في قطر بعد وصوله إليها، ويكمل تتلمذه على يدي الشيخ، وتزامل في هذه المدرسة مع عدد من العلماء والمثقفين أمثال سماحة الشيخ عبد الله بن زيد المحمود، والشيخ أحمد بن يوسف الجابر، والشيخ حسن الجابر.
ثم ارتحل بعد ذلك إلى المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية، ليؤسس أول مدرسة نظامية هناك، في مدينة دارين، ويتولى قضاء ناحية القطيف بها.
وبطلب من حاكم قطر أنذاك الشيخ علي بن عبد الله آل ثاني (الحاكم الرابع) إلى الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية، تم إرسال الأنصاري إلى قطر عام (1372هـ)، ليؤسس أوَّل معهد ديني هناك، وأول مدرسة ابتدائيَّة.. هي مدرسة صلاح الدين الأيوبي، ثم يتولى إدارة الشؤون القروية، فإدارة الشؤون الدينية، مع توليه مهام إدارة المدرسة الإبتداية.
ثم بعد ذلك تفرَّغ لإدارتي الشؤون الدينية والقروية، فكان له الفضل في تأسيس مدينة الشمال.. ومدينة خليفة.
أمَّا من ناحية إدارة الشؤون الدينية، فقد أسهم في تأليف، وتحقيق، طباعة، ونشر، العديد من الكتب تجاوزت المائتي عنوان، معظمها من أمَّهات الكتب والمراجع الرئيسية في الفقه والتفسير والحديث واللغة والأدب والتاريخ والطب والفلك.
ثم تم إنشاء وزارة الشؤون البلدية والزراعة والتي نابت مناب إدارة الشؤون القروية، فبقي الأنصاري مديرًا للشؤون الدينية، مما أسهم في إثراء نشاطها.
في العام الهجري (1400هـ) تم عقد المؤتمر العالمي الثالث للسيرة والسنة في قطر، وكان الأنصاري هو رئيس المؤتمر وكان المؤتمر ناجحًا بكل المقاييس، تمخض عن توصيات ومقترحات أصبح لها دور فاعل وكبير في التربية والفقه وعلوم السنة والسيرة، على مدى الخريطة العربية والإسلامية.
في عام (1402هـ،1982م) أنشأت إدارة إحياء التراث الإسلامي بأمر من سمو أمير دولة قطر الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني، وأوكلت إدارتها إلى الأنصاري، وقد حلَّت هذه الإدارة تدريجيًا محل إدارة الشؤون الدينية، وتحوَّلت بعد وفاة الشيخ الأنصاري إلى وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية.
اجتهد الشيخ -كما كان سمته- في إدارة هذه الجهة، وأبدع في ذلك، فكان له عظيم الأثر في نشر العلم والثقافة واللغة، وقد أعطى فيها بكل ضمير وصدق، حتى توفاه الله في (1410هـ) الموافق (16/10/1989م).
كانت للشيخ الأنصاري رحمه الله دراية واسعة بعلم الفلك، فقد قام على إصدار التقويم القطري لمدة تقرب على الثلاثين عامًا، فكان إصدار أول تقويم تحت إشرافه عام (1377هـ)، وقد كان يقوم على إصدار التقويم قبل ذلك والده الشيخ إبراهيم الأنصاري رحمه الله، كما كانت للأنصاري دراية واسعة بمنازل القمر.. ومواقيت الحساب العربي.. ومنازل النجوم والأشهر الشمسية، وتأثير ذلك على الزراعة، والصيد البري والبحري، والرياح، ودخول وخروج الفصول، كما أصدر كتاب الموافقات الشهير (معرفة الصواب في مواقيت الحساب) ووضع الأساس الحسابي للتقويم القطري، الذي أصبح فيما بعد التقويم الرسمي لدولة قطر، بل والمعمول به في كثير من دول الخليج العربي.
ساهم الأنصاري في الكثير من الأنشطة الخيرية الإسلامية، فقد كان عضوًا بالمجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي، وعضوًا برابطة الأدب الإسلامي، ذلك عدا أنَّه عضو مؤسس لمنظمة الدعوة الإسلامية، والمجلس الأفريقي الإسلامي، ومع كونه أسهم في تأسيس المراكز الإسلامية في كل من كوريا واليابان والفلبين وسنغافورة وتايلند وألمانيا وفرنسا وبعض الولايات الأمريكية.
وأسس رحمه الله دار الأيتام الأنصارية في كيرلا بالهند، والتي أصبحت اليوم من أكبر الجامعات التكنلوجية بالهند، وأصبحت مدارسها من المدارس الرفيعة المستوى على صعيد كيرلا حتى أصبح يؤمُّها أبناء المسلمين وأبناء الهندوس، وأصبح يدرس فيها الفقراء بالمجان، بينما يدفع الأغنياء ورجال الأعمال ورجال الحكومة مصاريف أبنائهم ليضموهم إليها.. مما سهَّل عمليه تعليم الفقراء.
لقد كان لوفاة الأنصاري رد فعلٍ مدوٍّ على جميع أنحاء العالم الإسلامي، وكانت جنازة الشيخ الأنصاري من الجنازات المشهودة في قطر، بل والعالم الإسلامي، وقد أمَّ الصلاة عليه سماحة الشيخ عبد الله بن زيد المحمود قاضي القضاة ومفتي الديار القطرية، وألقى سماحة الدكتور الشيخ يوسف القرضاوي كلمة تأبينية حُفرت في القلوب وتناقلتها العقول، وقد غصَّ جامع قطر الكبير (مسجد الشيوخ) بالمصلين، حتى كان يقام صفُّ لمصلي الجنازة بين الصفين، ومع ذلك تعبأت الساحات الخارجية للمسجد، وأغلقت بعض الشوارع المحيطة بالمسجد.
وقد استمر مجلس عزائه لمدة زادة عن العشرة أيام، وظل المعزون يتوافدون بعد ذلك بقرابة الشهر.
رحم الله الأنصاري، فقد وهب نفسه للإسلام والمسلمين، وأعطى للعلم جلَّ حياته فحقَّ أنْ يُلقَّب: "بخادم العلم".
اسمه ونسبه
هو الشيخ الجليل العلامة الفلكي خادم العلم عبد الله بن إبراهيم بن عبد الله الأنصاري‚ والشيخ له نسب عريق في الصالحين حيث ينتهي نسبه إلى الصحابي الجليل سعد بن عبادة الأنصاري الخزرجي رضي الله عنه وأرضاه‚
والأنصار هم الذين آووا ونصروا‚ وأثنى الله عليهم في القرآن شهادة منه بإيمانهم وإخلاصهم وفلاحهم‚
وقد سأله الشيخ أحمد حماني وزير الشؤون الدينية في الجزائر وعضو رابطة العالم الإسلامي سابقاً رحمه الله عن نسبه في الأنصار وهل يعرف جده منهم؟‚ فقال الشيخ عبد الله مجيباً له: أجل هو سعد بن عبادة‚
كنيته أبو محمد‚ ومحمد أكبر أبنائه‚ وقد توفي بعد سنتين من ولادته‚ ثم رزق الشيخ من بعده بولد آخر فسماه محمداً‚ وهو الموجود حالياً والمكنى بأبي عمر‚ والقائم على التقويم القطري من بعد أبيه‚
أصول أسرته
والشيخ سليل أسرة عربية كريمة‚ أسرة خير وبر وفضل‚ هاجرت أصولها من الجزيرة العربية إلى منطقة بر فارس‚ والتي تشتهر بشيبكوه في ظل ظروف سياسية أو دينية أو اقتصادية‚يقول صاحب كتاب صهوة الفارس في تاريخ عرب فارس:
(ومن العشائر التي انتقلت من الجزيرة العربية إلى الجنوب (الأنصار) ويُروى أن نسبهم يرجع إلى الأنصار من سكان المدينة المنورة‚ وقد هجروا الجزيرة العربية إلى الجنوب عن طريق القطيف بواسطة السفن الشراعية‚ حيث لم يكن يومها من وسيلة أخرى للانتقال إلى البر الآخر إلا هذه الوسيلة‚ وكان ذلك عام 1090هـ‚ واتخذوا منطقة (هرمود) مقراً لهم وانتشروا في قراها المتفرقة‚ فاستقر قسم منهم في مدينة (هرمود) وسموا بـ (آل معين)‚ وقسم آخر انتقل إلى مدينة (عَوَض) وقرية (كوده)‚ وقسم آخر سكن قرية (كرمستج) المعروفة لحد الآن بهذا الاسم‚ وبعد فترة من الزمن انتشروا من هذه القرية إلى معظم قرى الجنوب وبرفارس (شيبكوه)‚ وانتقل قسم من آل معين سكان مدينة (هرمود) إلى جزيرة (قشم) برئاسة الشيخ عبدالله المعيني‚ واستقروا بجوار القواسم الذين كانوا يحكمون الجزيرة المذكورة آنذاك‚ وقد اشتهر الأنصار بعلمائهم الأجلاء ذوى العلم الشرعي والزهد والتقوى والورع‚ وخاصة منهم آل معين‚ وكان يرافق الأنصار في انتقالهم من الجزيرة العربية إلى برفارس فخذ من العرب يدعون (الخواجة) استقروا في قرية (خور اللار) المعروفة بهذا الاسم إلى أيامنا هذه‚ ومنها انتشروا في قرى الجنوب وشيبكوه)‚
وأما عن بداية تاريخ هجرة القبائل العربية إلى منطقة الجنوب أو (برفارس) جنوب إيران المشهورة بـ (شيبكوه) فيقول صاحب الكتاب آنف الذكر:
كان أول من هاجر من العرب المسلمين إلى هذه المنطقة هم العباسيون سنة 656هـ‚ فراراً من الزحف المغولي الذي اجتاح دار الخلافة وقضى عليها آنذاك‚ ثم تتالت الهجرات تترى من الجزيرة العربية إلى منطقة بر فارس‚ فهاجر بعدهم المدنيون المنتمون إلى بنى هاشم سنة 1087هـ‚ وهاجرت كذلك قبائل آخرى كالقواسم وآل حرم وبني خالد النصوريين والمرازيق وآل علي وبني حماد وبن بشر‚
وبعد انتشارهم في تلك المنطقة واستقرارهم فيها وفرض نفوذهم عليها‚ أعاد التاريخ نفسه مرة أخرى بعد مرّ العصور والأجيال في ظل ظروف اقتصادية وسياسية واجتماعية؛ بأن بدأ العرب سكان هذه المنطقة في الهجرة إلى الجزيرة العربية والانتشار في دولها وممالكها التي هي موطنهم الأصلي‚اهـ
ولادته
تكاد تجمع المصادر التي كتبت عن الشيخ عبدالله أن ولادته كانت في سنة 1340هـ وإن كان غيرها من المصادر يذكر غير هذا التاريخ‚ ففي كتاب الأنصاري واقع وتاريخ يذكر المؤلف أن ولادته كانت سنة 1333هـ أما المثبت من تاريخ ولادته في سجلات المدرسة الصولتية فهو سنة 1337هـ‚
ولكن يترجح عندي أن ولادته كانت في سنة 1335هـ وذلك لسببين:
الأول: أن الشيخ عبد الله رحمه الله ذكر تاريخ مقدمه صحبة والده الشيخ إبراهيم من ساحل فارس إلى قطر‚ وكان ذلك في حدود سنة 1344هـ‚ يقول عن هذا التاريخ إن عمره في ذلك الوقت كان تسع سنوات‚ وهذا يعني أن مولده عام 1335هـ‚ وهذا أقوى السببين عندي لأنه من حكاية صاحب الترجمة عن نفسه‚ وهو أدرى بعمره من غيره‚
الثاني: أنني سألت ابنه عبد العزيز عن عمر والده حين توفي فقال لي: إن عمره خمس وسبعون سنة‚ وهذا بحمد الله يتفق مع التاريخ الذي رجحته‚ ذلك لأن الشيخ عبد الله توفي سنة 1410هـ‚ فإذا اعتبرنا أنه ولد سنة 1335هـ فهذا يعني أنه عاش خمساً وسبعين سنة‚ وبعض المصادر لما لم يتبين لها تاريخ ولادته على وجه التحديد ذكرت أن ولادته كانت قبل سنة 1340هـ وهذا ما ذكره الشيج ماجد مسعود سليم مدير المدرسة الصولتية في الترجمة التي كتبها عن الشيخ عبد الله‚ وهذا أدق من إطلاق القول جزافاً وتحديد سنة ولادته‚
وقد عرضت هذا التحقيق في سنة ولادة الشيخ عبد الله على ابنه الأكبر محمد بن عبد الله فوافقني عليه‚ والحمد لله‚ بل قال لي: إن الوالد كان يصر على أنه ولد سنة 1335هـ‚
وقد ولد الشيخ في قرية جفر مسلم بفارس جنوبي إيران‚ وهذا هو الصحيح في موطن ولادته خلافاً لما ذكر في مصادر ترجمته التي أجمعت على أنه ولد في الخور بقطر‚ وهذا لا شك خطأ على التاريخ‚ وتجنّ عليه‚
وتتابع من ترجم للشيخ على ذكر ولادته بمدينة الخور حمل عليه التقليد المحض في نقل المصادر بعضها عن بعض دون تحقيق أوتمحيص‚
وقد سألت ابنه الشيخ إبراهيم بن عبد الله قائلاً له: إن والدكم حسب مطالعتي للترجمة التي كتبها عن والده قي مقدمة كتاب إرشاد الحيران لمعرفة آي القرآن يشعر بأنه ولد في غير مدينة الخور‚ فقال لي: كلامك صحيح‚ وأنا غير موافق على كتابة المولد بالخور‚
نشأته
نشأ الشيخ نشأة صالحة دينية في كنف والده الشيخ العابد الصالح الكريم إبراهيم الأنصاري الذي رباه وتعهده‚ وبدأ يقرأ القرآن وهو ابن خمس سنين على يد والده الذي كان له كُتَّاب يدرس فيه أبناء المسلمين القرآن الكريم واللغة العربية‚ ثم أجلسه للتلقي عنه وتحصيل العلم‚ فحفظ الشيخ عبدالله كتابَ الله‚ وهو لم يتجاوز الثانية عشرة من عمره‚ كما قرأ عليه بعض الكتب في الفقه والحديث والنحو‚ وحفظ بعضها
المصدر (http://www.shamsqatar.com/vb/f109/t18815.html)