صلاح الدين
08-15-2010, 04:16 PM
الحمدُ لله ربِّالعالمين، والصلاة والسلام على من أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبهإلى يوم الدِّين،
أما بعد:
قد حرَّم الله القول عليه بغير علم؛ فقال تعالى: {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ } [الإسراء: 36]، وقال تعالى: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} [الأعراف: 33]؛ فجعل الله القول عليه بغير علم فوق مرتبة الشرك لعظم خطره وما يترتب عليه من المفاسد العظيمة قال ابن القيم قى الاعلام: " مراتب المحرمات أربع مراتب وقد بدأ بأسهلها وهو الفواحش ثمثنى بما هو أشد تحريماً منه وهو الإثم والظلم ثم ثلث بما هو أعظم تحريماً منهما وهوالشرك بالله سبحانه ثم ربع بما هو أشد تحريماً من ذلك كله وهو القول عليه بغير علموهذا يعم القول عليه سبحانه بلا علم في أسمائه وصفاته وأفعاله وفي دينه وشرعه
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله عند هذه الآية:{ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ} [الأعراف:33] أي من الافتراء والكذب من دعوى أن له ولداً ونحو ذلك مما لا علم لكم به.
وقال عليه الصلاة والسلام: “إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من الناس، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رُؤساء جهالاً، فسُئلوا، فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا”. أخرجه البخاري ومسلم في الصحيحين.
قال ابن عباس: أتدرون ما ذهاب العلم من الأرض؟ قلنا: لا. قال: أن يذهب العلماء. وقال عليه الصلاة والسلام: “من قال عليّ ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار”. رواه ابن حبان. ويقول الإمام أبو حنيفة: من تكلم في شيء من العلم وتقلده، وهو يظن أن الله – عزَّ وجلَّ – لا يسأله عنه: كيف أفتيت في دين الله؟! فقد سَهُلَتْ عليه نفسه ودينه.
وهذا الإمام مالك لم يجلس للفتوى حتى شهد له سبعون من جلة العلماء بأنه أهل لذلك. وقيل لأبي عبدالله أحمد بن حنبل – رحمه الله -: يا أبا عبدالله كم يكفي الرجل من الحديث حتى يمكنه أن يفتي؟ يكفيه مئة ألف؟ قال: لا. قيل: مئتا ألف؟ قال: لا. قيل: ثلاث مئة ألف؟ قال: لا. قيل: أربع مئة ألف؟ قال: لا. قيل: خمس مئة ألف؟ قال: أرجو.
وعن سفيان بن عيينة قال: “أجسر الناس على الفتيا أقلهم علماً”
. وإن من أكبر الجنايات أن يتصدر المرء للخوض في دين الله تحريماً وتحليلاً، من غير علم ولا بصيرة، وهذا مع كونه جناية عظمى ففيه سوء أدب مع الله تبارك وتعالى، حيث يتقدم بين يديه فيقول في دينه وشريعته ما لا يعلم، وتلك والله أمارة ضعف الإيمان وقلة الديانة، بل ونقص العقل والمروءة:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ} [الحجرات:1]عن إبن عباس، في قوله{ لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} يقول: لا تقولوا خلاف الكتاب والسنة
وهذا إمام دار الهجرة رحمه الله يقدم عليه رجل من مسافة بعيدة، فيعرض عليه أربعين مسألة، فيجيب عن أربع منها ويقول في ست وثلاثين مسألة منها: الله أعلم.
فيقول له الرجل: أنت مالك بن أنس ، إليك تضرب أكباد الإبل، وإليك الرحلة من كل بلد، وقد جئتك من مسافة بعيدة وتقول: الله أعلم! ماذا أقول لأهل بلدي إذا رجعت إليهم؟! قال: تقول لهم: إن مالكاً يقول: الله أعلم.
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً”. فيا له من خطر عظيم ووعيد شديد يجب أن يستشعره كل مفتٍ أو داعٍ أو كاتب؛ فلا يتكلف علم ما لا يعلم طاعة لله ورسوله واقتداء بالسلف الصالح
والواجب على المستفتي ألا يسأل إلا من يثق بدينه وعلمه من أهل السنَّة والجماعة؛ حتى يحتاط لدينه ، أما إذا تكلم في العلم الشرعي من ليس من أهله فقد فُتح باب شر عظيم
وصَلَّى الله على نبيِّنا محمَّد، وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين، وسَلَّم تسليمًا
أما بعد:
قد حرَّم الله القول عليه بغير علم؛ فقال تعالى: {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ } [الإسراء: 36]، وقال تعالى: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} [الأعراف: 33]؛ فجعل الله القول عليه بغير علم فوق مرتبة الشرك لعظم خطره وما يترتب عليه من المفاسد العظيمة قال ابن القيم قى الاعلام: " مراتب المحرمات أربع مراتب وقد بدأ بأسهلها وهو الفواحش ثمثنى بما هو أشد تحريماً منه وهو الإثم والظلم ثم ثلث بما هو أعظم تحريماً منهما وهوالشرك بالله سبحانه ثم ربع بما هو أشد تحريماً من ذلك كله وهو القول عليه بغير علموهذا يعم القول عليه سبحانه بلا علم في أسمائه وصفاته وأفعاله وفي دينه وشرعه
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله عند هذه الآية:{ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ} [الأعراف:33] أي من الافتراء والكذب من دعوى أن له ولداً ونحو ذلك مما لا علم لكم به.
وقال عليه الصلاة والسلام: “إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من الناس، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رُؤساء جهالاً، فسُئلوا، فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا”. أخرجه البخاري ومسلم في الصحيحين.
قال ابن عباس: أتدرون ما ذهاب العلم من الأرض؟ قلنا: لا. قال: أن يذهب العلماء. وقال عليه الصلاة والسلام: “من قال عليّ ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار”. رواه ابن حبان. ويقول الإمام أبو حنيفة: من تكلم في شيء من العلم وتقلده، وهو يظن أن الله – عزَّ وجلَّ – لا يسأله عنه: كيف أفتيت في دين الله؟! فقد سَهُلَتْ عليه نفسه ودينه.
وهذا الإمام مالك لم يجلس للفتوى حتى شهد له سبعون من جلة العلماء بأنه أهل لذلك. وقيل لأبي عبدالله أحمد بن حنبل – رحمه الله -: يا أبا عبدالله كم يكفي الرجل من الحديث حتى يمكنه أن يفتي؟ يكفيه مئة ألف؟ قال: لا. قيل: مئتا ألف؟ قال: لا. قيل: ثلاث مئة ألف؟ قال: لا. قيل: أربع مئة ألف؟ قال: لا. قيل: خمس مئة ألف؟ قال: أرجو.
وعن سفيان بن عيينة قال: “أجسر الناس على الفتيا أقلهم علماً”
. وإن من أكبر الجنايات أن يتصدر المرء للخوض في دين الله تحريماً وتحليلاً، من غير علم ولا بصيرة، وهذا مع كونه جناية عظمى ففيه سوء أدب مع الله تبارك وتعالى، حيث يتقدم بين يديه فيقول في دينه وشريعته ما لا يعلم، وتلك والله أمارة ضعف الإيمان وقلة الديانة، بل ونقص العقل والمروءة:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ} [الحجرات:1]عن إبن عباس، في قوله{ لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} يقول: لا تقولوا خلاف الكتاب والسنة
وهذا إمام دار الهجرة رحمه الله يقدم عليه رجل من مسافة بعيدة، فيعرض عليه أربعين مسألة، فيجيب عن أربع منها ويقول في ست وثلاثين مسألة منها: الله أعلم.
فيقول له الرجل: أنت مالك بن أنس ، إليك تضرب أكباد الإبل، وإليك الرحلة من كل بلد، وقد جئتك من مسافة بعيدة وتقول: الله أعلم! ماذا أقول لأهل بلدي إذا رجعت إليهم؟! قال: تقول لهم: إن مالكاً يقول: الله أعلم.
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً”. فيا له من خطر عظيم ووعيد شديد يجب أن يستشعره كل مفتٍ أو داعٍ أو كاتب؛ فلا يتكلف علم ما لا يعلم طاعة لله ورسوله واقتداء بالسلف الصالح
والواجب على المستفتي ألا يسأل إلا من يثق بدينه وعلمه من أهل السنَّة والجماعة؛ حتى يحتاط لدينه ، أما إذا تكلم في العلم الشرعي من ليس من أهله فقد فُتح باب شر عظيم
وصَلَّى الله على نبيِّنا محمَّد، وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين، وسَلَّم تسليمًا