المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من اين خرجت السمكه



الــحــر
09-05-2010, 05:11 AM
قصة من أين خرجت السمكة؟


قصة إلى من ضاقت بأيديهم الدنيا إلى من صار محتاجا إلى المال وزاد عليه ضغط الحياة إلى من يحتاجون أن يزدادون ثقة بالله وراحة واطمئنانا , هي قصة يرويها الأمام الجليل (أحمد بن مسكين) فقيه بغداد وكان يحكيها وهو في مدينة بلخ بخراسان يقول :كنت ذاهبا إلى مجلس الوعظ والناس مجتمعين ينتظرونه فجاءهم رجل يخبرهم بأن الشيخ أضطر إلى التأخر للضرورة , فقال الناس : من يحدثنا إلى أن يأتي الشيخ فقام أحد تلاميذ الشيخ وأجلسني مكان الشيخ وقال : حدثنا يا أحمد ابن مسكين أنت فقيه بغداد وأنت التقيت بأحمد بن حنبل والتقيت مع أمام الزهد (بشر الحافي) فحدث الناس بما سمعت من هذين الرجلين , يقول : فعندما جلست وتطاولت ألي الأعناق قلت : والله هذا هو الابتلاء فهو يحرق الأعمال ويفتت العمل الصالح لأنه قد يملأه بالرياء فيقول : حدثت نفسي بمسألة الإخلاص لله عز وجل .
فبدأ يقول لهم القصة : رأيت رؤية وأنا عندكم في بلخ ذكرتني هذه الرؤية بقصة حدثت لي من منذ زمن وأنا في بغداد وحدثت هذه القصة قبل إحدى عشر عاما فأجبت : أنا أحدثكم بالرؤية التي رأيت وأحدثكم بالقصة .
كنت في بغداد وكنت فقيرا فقرا شديدا ضاقت بي الدنيا حتى لو أن الصحراء انكمشت
وانكمشت وتمثلت في شيء لتمثلت في بيتي , وكنت متزوجا ولي طفل صغير ووصل بي الأمر أنه لا يوجد شيء أطعمه أولادي وجاء يوم صحراوي وكأن الشمس لم تخرج من بين الغيوم بل كأنها خرجت من الرمال من شدة الحر والذي فيه ولو أنها طلعت على بيتي لطلعت على مكان أجرد كأنها ورقة جافة فأحتر قنا من شدة الجوع وشدة الحر فأخذت زوجتي تبكي من شدة الجوع وأخذ ابني يبكي من شدة الجوع , يقول : فزاد ألمي وحري وجوعي ما أراه من ألم زوجتي وألم ابني , وبحثت عن شيء أطعمهم فلم أجد حتى تمنيت أننا فئران نأكل خشب البيت , فقلت في نفسي : إذا لم تأكل الخشب والحجارة فليس أقل من أن تأكل ثمن الخشب والحجارة فقررت أن أبيع البيت وأشتري بثمنه طعاما اطعم به أهلي ولو كان هذا ثمن خروجي من البيت كسلخ جلدي فا أين سأسكن ؟ وأين سأعيش ؟ يقول : فبتنا تلك الليلة , باتت زوجتي ببطن جائع وبات أبني ببطن جائع وبت أنا بثلاث بطون جائعة خاوية من شعوري بألم الجوع عند زوجتي وأبني فلم أستطيع النوم أفكر كيف سآتي لهم بالطعام
فمن سيشتري بيت بهذه الصورة فما استطعت أن أنام من كثرة الهم فقلت :سأذهب إلى المسجد أصلي لله لعله سبحانه يبارك لي أو يرزقني فخرجت إلى المسجد أصلي وأدعو الله عز وجل إلى أن طلع الفجر وأتى الناس للصلاة ثم خرجوا ومكثت أدعو وألح على الله بالدعاء وأقول (اللهم بك أعوذ أن يكون فقري في ديني , أسألك النفع الذي يصلحني في طاعتك , وأسألك الرضا بقضائك والقوة على طاعتك والرضا بكل أمر ياأرحم الراحمين ) وأخذت أتأمل في شأني وحالي وأطلت المكوث في المسجد ومرت علي الساعات وأنا في شدة الهم والانشغال , وخرج الناس وبقيت أنا في المسجد إلى أن ارتفعت الشمس وصار وقت الضحى ثم خرجت من المسجد وأنا أفكر من ممكن أن يشتري بيتي لعلي أطعم أهلي شيئا وبينما أنا على هذا الحال إذ مر صديق لي هو (أبو نصر الصياد ) وكنت أعرفه منذ زمن قديم فقلت : يا أبا نصر أنا أريد أن أبيع داري وقد سدت في وجهي كل الأبواب ولم يبقى لي رزق , فهل تعرف أحدا يمكن أن يشتري داري ,أو إن كان عندك شيء تقرضني حتى أبيع الدار وأسدد لك هذا الدين , فقال :لا حول ولا قوة إلا بالله وصل بك الأمر إلى هذا الحال . فقال: يا سيدي خذ هذا المنديل(ملفوف داخله شيء) ففتحه فإذا هم خبزتين وقطعة من الحلوى قال : خذ هذا أطعم أهلك فإن فيها بركة الشيخ وأنا سأبحث لك عن أحد يقرضك أو يشتري منك البيت فقلت : ما قصة بركة الشيخ ؟ فقال : قصة عجيبة يا أحمد أنا كنت بالأمس على مثل حالتك ولم يكن عندي شيء فأنا صياد وأنقطع بي الرزق و مر علي عدة أيام لم أصطاد فيها سمكة واحدة , فلما صليت الجمعة بالأمس خرجت وأنا مهموم فرآني إمام بغداد (بشر الحافي ) إمام الزهد بهم شديد فقال : مالك ؟ وما الذي أجلسك بعد أن خرج الناس ؟ ومالي أراك بهذا الهم ؟ فقلت : والله ما في البيت شيء يؤكل ولا عندي دينار ولادرهم أطعم به أولادي فقال الإمام :الله المستعان , تعال معي إلى الخندق وخذ شبكتك (وهو مكان يصطادون به ) فذهبت معه فقال لي : توضأ فتوضأت وتوضأ الشيخ وصلى بي ركعتين وأخذ يدعو فيهما بإلحاح شديد ثم قال :سم بالله وارمي الشبكة يقول : فرميت الشبكة وما أن رميتها إلا أحسست فورا فيها شيء ثقيل فا أخذت أجر مما استطعت فقلت :يا شيخ ساعدني فقام الشيخ من مكانه وساعدني فخرجت سمكة هي أكبر وأعظم سمكة رأيتها في حياتي فحمدت الله عز وجل ثم شكرت الشيخ فأردت حملها فما استطعت فقلت : يا شيخ ساعدني فحملها معي ووضعتها على كتفي فقال : أذهب فبعها وأشتري بها شيء لأهلك , ثم خرجت إلى السوق وأنا فرح ثم وأنا على باب السوق فإذا بأحد التجار فقال : تبيع هذه السمكة فقلت : نعم فقال: بكم؟فقلت له (مبلغا كبيرا من المال) فو الله ما ناقشني ودفع فورا فحمدت الله عز وجل وأخذت المال و اشتريت خبز وحلوى وذهبت وأطعمت أهلي وبعد ما أكل أهلي قلت : والله أحسن إنسان أهديه الحلوى والخبز هذا الشيخ فحملتهم وذهبت إليه فعندما طرقت الباب نادى : من بالباب؟ فقلت : أبو نصر الصياد فقال : أدخل فدخلت فقال : إذا بيدك شيء ضعه عند الباب ولا تدخل به فوضعتها عند الباب فقلت له القصة وقلت أنا معي هدية لك على ما ساعدتني به (لفافة بها خبز وحلوى ) فضحك الشيخ وقال : يا أبا نصر لو أطعمنا أنفسنا هذا ما خرجت السمكة ( أي أن الله استجاب الله دعائي لأني متورع عن هذه الأمور ) فرفض الشيخ وقال :خذ هذه اللفافة وأطعمها لعيالك أو للمحتاجين فأنا لا آكل مثل ذلك , يقول: فأنا راجع من عند الشيخ ومعي الحلوى والخبز فأنت يا أحمد بن مسكين محتاج لها فخذها وأطعمها لعيالك , ثم بعد ذلك قررت أن آخذ الخبز والحلوى ليس لأنها صدقة بل لأن فيها بركة الشيخ , يقول : وأنا عائد وأفكر بكلام الشيخ إذ أوقفتني امرأة ومعها طفل صغير وأخذت تنظر للفافة التي في يدي فقال : يا سيدي هذا طفلي مسكين جائع لا أهل له ولا جدله على الجوع أطعمه شيئا يرحمك الله يقول : ونظر ألي الطفل نظرة لا أنساها فحركت قلبي فأخذت أفكر وخيل ألي أن الجنة نزلت إلى الأرض وتعرض نفسها على من يطعم هذه المرأة وولدها فكأنه ابتلاء ,غير أني بدأت أفكر لو أطعمت ولدي وزوجتي لكان لي الأجر ولكن لو أطعمت هؤلاء فسيكون لي اجر صبري وصبر زوجتي وابني وأجر فرحة هذا اليتيم وأمه فقلت : أصبر على الجوع ولو أياما , وأعطيت هذه المرأة اللفافة فبكت الأم من الفرحة فما استطعت أن أبكي معها لأني أفكر وأحمل هم زوجتي وأبني ودعوت الله لهما وانصرفت المرأة وهي فرحة ولما انصرفوا أخذت أفكر أين أذهب ؟ فقررت ألا أذهب إلى البيت لأني لن أصبر على منظرهم وكان الوقت قريب الظهر فملت إلى حائط قريب وجلست أفكر بمن سيشتري البيت ورجع إلى نفسي وبينما أنا أفكر إذ سمعت صوت ينادي (يا أحمد بن مسكين) يا أبا محمد أين أنت ؟ فإذا هو ابن صياد فإذا هو فرحا فقلت : مالك ؟ فقال: يا أبا محمد ما يجلسك هنا والغنى والخير كله في بيتك ؟ فقلت : سبحان الله؟ من أين خرجت السمكة ياابا نصر أي (من أين جاء الرزق يا أبا نصر؟) فأخبرني بقصة عجيبة حدثت حينما كنت مشغول مع المرأة وطفلها , يقول ابن صياد : حينما تركتك استطعت الحصول على قرض من أحد المحسنين حتى تشتري طعاما لأهلك وبينما أنا ذاهب إلى بيتك إذ سمعت منادي ينادي في الناس (من يعرف مسكين البصري ؟) وصاحبنا أسمه (أحمد بن مسكين البغدادي ) فكل الناس قالوا :لا نعرفه ! فقال لهم : هل تعرفون أهله ؟ فقالوا : لا بل نعرف مسكين البغدادي وليس مسكين البصري , يقول ابن صياد : وما كان الناس يعرفون أن أحمد ابن مسكين البغدادي كان في البصرة وكان يسمى (أحمد ابن مسكين البصري ) فقلت:أنا أعرفه , لماذا تسأل عنه ؟ قال: أنا تاجر من البصرة وكنت قد استدنت مبلغا من المال من مسكين البصري على أن أعيدها عندما أكسب من التجار ومر سنين على ذلك , وعندما كسبت ورجعت من تجارتي لم أجد (مسكين البصري ) وقيل لي أنه رحل إلى بغداد , وخلال هذه الفترة (حوالي ثلاثون سنة ) تاجرت بهذه الأموال فصارت أموال هائلة , أرأيت هذه القافلة من خدم ولباس وطعام وجمال وذهب وفضة ؟! كلها لمسكين البصري يقول : فقلت: سبحان الله !! وتذكرت كلام الشيخ (لو أطعمنا أنفسنا هذا ما خرجت السمكة ) عندما أطعمت هذه المرأة جاء الرزق , وكنت أخشى أن أطعمها ولا يتبقى شيء لأهلي فعندما أطعمتها جاء الرزق , وكنت شخصا مغمورا لا يعرفني أحد فصرت من كبار التجار , فمقابل ذلك عزمت أن لا أبقي وجوه من وجوه الخير إلا افقه في سبيل الله وطلب العلم الشرعي .
هو يروي هذه القصة في مسجد بلخ بخرسان فقال: أنا أروي لكم هذه القصة لأني وأنا عندكم رأيت رؤية ذكرتني بهذا الحادث منذ إحدى عشر عاما قال : رأيت كأن يوم القيامة قد قام ووضع الميزان ووضعت أعمالي حسناتي وسيئاتي لتوزن فكانت سيئاتي قليلة ولله الحمد وكانت حسناتي كالجبال لكن كفة السيئات رجحت وثقلت وإذا بحسناتي خفيفة ( كالقطن ) وسيئاتي ثقيلة (كالصخر) فقلت :ما هذا؟! والكل ينظر ومتعجب من هذا المنظر لماذا الحسنات لا وزن لها ؟ فأخذ حسنة كبيرة جدا وإذ هي خفيفة وتحتها دابة (دودة ) قد نخرتها من الأسفل فجعلتها لا وزن لها وإذ هي دابة (الغرور والعجب والرياء) وقد أكلت الأجر حتى كان لا وزن لها وجيء بالحسنات من (صدقات وبناء مساجد وكفالة أيتام ) وإذ لا وزن لها ولا قيمة (داخلها الرياء والسمعة , وكلما جاءوا بحسنة من الحسنات إذ داخلها شهوة من شهوات النفس قد أكلت الحسنة ولم تجعل لها قيمة والميزان فارغ , فنادى منادي : ألم يبقى له شيء؟ سيذهب إلى النار( كلها سيئات بدون حسنات ) وإذا بصوت يجيب من بعيد : بقي هذا بقي هذا وألتفت وألتفت الناس معي ما الذي معك ؟ وإذا(بلفافة فيها الخبز والحلوى )
هذه وجدناها قد تصدق بها على امرأة وطفل يتيم , يقول فقلت في نفسي : والله أني هالك (وأيقنت بالهلاك ) فقيل : لابد من وزنها , وعندما أرادوا وزنها وقبل أن تصل للميزان قالوا :لا لحظة , إن نصف الأجر سيذهب لأبن صياد لأنه هو الذي تصدق بهما , فقسمت نصفين وما أن وضعوها في الميزان حتى ثقلت كفة الحسنات(لأن فيها الإخلاص ) ولكن ليس بعد فكفة السيئات أثقل , فنادى منادي : هل بقي شيء ؟ قيل :
نعم , صبره على البلاء فوضعوه في الميزان فثقلت , ولكن لم تزل كفة السيئات ثقيلة, فقلت : والله أني هالك , فنادى منادي : هل بقي شيء ؟ فقيل : نعم , بقي شيء صغير (دمعة المرأة ) لما بكت عندما أطعمتها فقلت : وما تغني هذه الدمعة ؟ قيل : لابد من وزنها , فو الله لا تظلم مثقال ذرة , وما أن وضعوها في الميزان حتى ثقلت وثقلت والدمعة تكبر وتكبر (مثل البحر ) وإذا بسمكة عظيمة قد خرجت من هذا البحر وثقلت كفة الحسنات حتى رجحت فصاح الناس :لقد نجا أحمد ابن مسكين وصرخت أنا : الحمد لله نجوت , واستيقظت من النوم وأنا أقول :من أين خرجت السمكة ؟! من (الثقة بالله والتوكل عليه وإيثار المحتاجين ) والجملة الثانية التي كنت أقولها : لو أطعمنا أنفسنا هذا ما خرجت السمكة ..
هذا المعنى الجليل معنى (التوكل على الله عز وجل ) يا من يعيش في حاجة ثق بالله عز وجل وأعمل الخير وآثر المحتاج على نفسك " ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة " .
المعاني عظيمة في هذه القصة تذكروا (من أين خرجت السمكة ؟) من التقوى والإخلاص وصدق التوكل على الله .
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه أنه هو الغفور الرحيم , واسأل المولى عز وجل أن يجعلكم من عباده الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه , وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين .



يا جماعه صح النص طويل بس انطرو علي شوي انزل لكم مقطع صوتي

الرحال
09-06-2010, 03:04 AM
تسلم اخوى الحر موضوع فيه من العبر الكثير ومن يكون مع الله يكون الله معه ومن يسأل الله يجعل له من ضيقه مخرج ودعاء الصالحين عند الله مستجاب ومن فعل شيء لوجه الله لقاه اذا كان من غير رياء ولو بضع من التمرات يعطيك العافيه

أحمد الحوسني
09-25-2010, 04:36 PM
جزاك الله خير اخوي الحر

قصة معبرة

الــحــر
09-25-2010, 08:17 PM
اللهم آمين اخوي الرحال


وجازاك مثله اخوي احمد