جباره
10-11-2010, 12:44 PM
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
سبحان القائل في كتابه ( وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام ) سوره الحج
فالحج لغة
القصد لمن تعظمه
والحج في اصطلاح الفقهاء
هو التعبد لله تعالى في أداء مناسك الحج على وفق ما جاء في الكتاب والسنة
حكمه
ركن من أركان الإسلام ، وفرض من فروضه ،قال أهل العلم إن قول الله تعالى﴿ وَللهِ عَلَى النَّاسِ ﴾ كلمة على هذه تفيد معنى الإيجاب فلا يكاد يوجد لفظ على الناس إلا على الإيجاب, كما أشار إلى ذلك الإمام ابن خزيمة في صحيحه؛ فقد أشار إلى أن كلمة على هذه تكون على الإيجاب لا على الاستحباب, وقوله تعالى: ﴿ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ﴾
روي عن ابن عباس أنه قال
ومن زعم أنه ليس بفرض فهذا يدل على كفره. وكل من جحد ما هو معلوم من الدين بالضرورة فإنه يكون كافراً
وهل يكفر من ترك الحج تكاسلاً وتهاوناً؟ عامة أهل العلم وهو الذي عليه الفتوى أن تارك الحج تهاوناً وكسلاً لا يكفر, ودل ذلك أن الزكاة أعظم من الحج فهي قرينة الصلاة في كتاب الله تعالى وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم في مانع الزكاة (ثم يرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار) قال أهل العلم: فإن كان ذلك في الزكاة فإن الحج من باب أولى. و الدليل من الكتاب قوله تعالى "ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً ومن كفر فإن الله غني عن العالمين"
واتفق على فرضية الحج أهل العلم فقد نقل ابن المنذر والنووي وابن عبد البر وابن تيمية وابن حجر وابن حزم في مراتب الإجماع وغيرهم كثير كثير؛ ذكروا كلهم الإجماع على أن الحج واجب في العمر مرة
وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال
بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج بيت الله الحرام لمن استطاع إليه سبيلاً"، وقد أجمعت الأم على فرضيته وركنيته.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
خطبنا رسول الله النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أيها الناس قد فرض الله عليكم الحج فحجوا. فقال رجل: أكل عام يا رسول الله؟ فسكت حتى قالها ثلاثاً. فقال رسول الله النبي صلى الله عليه وسلم: لو قلت نعم لوجبت، ولما استطعتم" رواه مسلم
وورد في فضل الحج أحاديث كثيرة، وآثار عديـدة منهـا
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال "سئل رسول الله النبي صلى الله عليه وسلم: أي الأعمال أفضل؟ قال: إيمان بالله ورسـوله. قيل: ثم مـاذا ؟ قال: الجهاد في سبيل الله، قيل: ثم ماذا ؟ قال: حج مبـرور." متفق عليه
وقال أبو هريرة كذلك: سمعت رسول الله النبي صلى الله عليه وسلم يقول "من حج فلم يرفث، ولم يفسق، رجع كيوم ولدته أمه" متفق عليه
وعن عائشة رضي الله عنها
أن رسول الله النبي صلى الله عليه وسلم قال "ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة " رواه مسلم
وعن عائشة رضي الله عنها قالت
قلت يا رسول الله نرى الجهاد أفضل الأعمال ، أفلا نجاهد ؟ فقال : لكن أفضل الجهاد حج مبرور . رواه البخاري وغيره وابن خزيمة في صحيحه ولفظه قالت : قلت يا رسول الله هل على النساء من جهاد ؟ قال : عليهن جهاد لا قتال فيه ... الحج والعمرة
وعن عبد الله يعني ابن مسعود رضي الله عنه قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "تابعوا بين الحج والعمرة ، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة ، وليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة" رواه الترمذي وقال حسن صحيح ، ورواه ابن حبان وابن خزيمة في صحيحيهما .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الحجاج والعمار وفد الله ، إن دعوه أجابهم ، وإن استغفروه غفر لهم " رواه النسائي ، وابن ماجة ، وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما
وعن بريدة رضي الله عنه قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " النفقة في الحج كالنفقة في سبيل الله بسبعمائة ضعف " رواه أحمد بإسناد حسن ورواه البيهقي والطبراني في الأوسط .
وفيهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة )
وعن الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم
من طاف بهذا البيت أسبوعا يعني سبعا فأحصاه كان كعتق رقبة، لا يضع قدما ولا يرفع أخرى إلا حط الله عنه بها خطيئة، وكتب له بها حسنة صححه الشيخ الالباني
قوله صلى الله عليه وسلم
(لا أهل يعني لبى مهل ولا كبر مكبر قط إلا بشر بالجنة ) صححه الالباني
وقوله صلى الله عليه وسلم
(لا ترفع إبل الحاج رجلا ولا تضع يدا إلا كتب الله له بها حسنة،أو محا عنه سيئة، أو رفع له درجة ) صححه الالباني
وقوله صلى الله عليه وسلم
( خروجك من بيتك تؤم البيت الحرام، فإن لك بكل وطأة تطؤها راحلتك يكتب الله لك بها حسنة، ويمحوعنك بها سيئه. وأما وقوفك بعرفة، فإن الله عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا فيباهي بهم الملائكة، فيقول: هؤلاء عبادي جاءوا شعثا غبرا من كل فج عميق، يرجون رحمتي ويخافون عذابي، ولم يروني، فكيف لو رأوني؟ فلو كان عليك مثل رمل عالج، أو مثل أيام الدنيا، أو مثل قطر السماء ذنوبا غسلها الله عنك. وأما رميك الجمار فإنه مدخور، وأما حلقك شعرك فإن لك بكل شعرة تسقط حسنة، فإذا طفت بالبيت خرجت ذنوبك كيوم ولدتك أمك ) صححه الالباني
هذا الفضل لمن صدقت وصلحت نيته، وطهرت سريرته، وصحت متابعته لرسول الله النبي صلى الله عليه وسلم.
واعلم أن الحج يهدم ما قبله من الذنوب
فقد جاء عمرو بن العاص ليعلن إسلامه فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم أبسط يمينك لأبايعك، فبسط الرسول صلى الله عليه وسلم ، فقبضها عمرو، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ما لك يا عمرو؟ قال: أردت أن أشترط، قال، تشترط ماذا ؟ قال: أن يغفر لي، قال (أما علمت يا عمرو أن الإسلام يهدم ما قبله، وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها، وأن الحج يهدم ما كان قبله)
وذهب ابن المنذر وجماعة من أهل العلم إلى أن الحج المبرور يكفر الذنوب لعموم النصوص
وورد في التحذير، من التهاون في تأخير الحج، أوتركه أحاديث تحث على تعجيل أداء هذه الفريضة لمن استطاعها، وتنهى وتحذر من التهاون فيها
خرج الإمام أحمد عن ابن عباس رضي الله عنهما يرفعه" تعجلوا الحج "
وقال الرسول الكريم صلى الله علية و سلم
" إن الله يقول : إن عبدا أصححت له جسمه ، و وسعت عليه في المعيشة ، تمضي عليه خمسة أعوام لا يفد إلي لمحروم " صححه الالباني في السلسلة
وعن الفضل "من أراد الحج فليتعجل، فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له"،
وقال عمر عمن وجب عليه الحج ولم يحج: "إن شاء فليمت يهودياً أونصرانياً"
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
(من لم تحبسه حاجة ظاهرة أو مرض حابس أو سلطان جائر ولم يحج فليمت إن شاء يهوديا وإن شاء نصرانيا ) حديث حسنه المنذري
وعن عمر بن الخطاب قال : من أطاق الحج فلم يحج , فسواء عليه مات يهوديا أو نصرانيا صححه احمد شاكر
وإن المرء ليعجب أشد العجب من حرص السلف على عدم تفويت حج بيت الله الحرام في سنة من السنين، وكيف يفوت ذلك وهو يعلم عظيم الأجر والجزاء لمن حج البيت الحرام
فهذا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يقول عنه تلميذه نافع: سافرت معه بضعاً وثلاثين حجة وعمرة
وهذا الحسن بن علي رضي الله عنه حج خمس عشرة مرة
ويقول سعيد بن المسيب رحمه الله حججت أربعين حجة
وروى سليمان بن أيوب: سمعت سفيان بن عيينة يقول: شهدت ثمانين موقفا
و
لو ذهبنا نستقرأ سيرهم في ذلك لطال المقام فأين أولئك المثبطون عن أداء هذه الشعيرة
إن المتأمل لحال الحج في هذا الزمان ليصدق عليه إلا من رحم الله أنه حج الأبدان لا حج القلوب حركات وتنقلات وتمتمات يفعلها الإنسان بلا شعور ولا إحساس، يذهب الإنسان ويعود بالنفس التي ذهب بها لم يتغير منه شيء، وكأن شيئاً لم يكن
قال رجل لابن عمر: ما أكثر الحجاج؟ فقال ابن عمر: ما أقلهم، ثم رأى رجلاً على بعير على رجل رث، خطامه حبل فقال: لعل هذا
وقال شريح: الحاج قليل والركبان كثير، ما أكثر من يعمل الخير ولكن ما أقل الذين يريدون وجهه
قال الجريري: أحرم أنس بن مالك من ذات عرق، فما سمعناه متكلماً إلا بذكر الله حتى رحل، قال له يا ابن أخي هذا الإحرام
وقال سفيان بن عيينة رحمه الله حج علي بن الحسين رحمه الله فلما أحرم واستوت به راحلته اصفر لونه وارتعد، ولم يستطع أن يلبي فقيل له: ما لك لا تلبي؟ فقال أخشى أن يقال لي لا لبيك ولا سعديك، فلما لبى غشي عليه
وقال منصور: كان شريح إذا أحرم كأنه حية صماء
وقال شجاع بن الوليد: كنت أحج مع سفيان، فما يكاد لسانه يفتر من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ذاهباً راجعاً
وقال ضمرة بن ربيعة: حججنا مع الأوزاعي سنة خمسين ومائة، فما رأيته مضطجعاً في المحمل في ليل ولا نهار قط، كان يصلي، فإذا غليه النوم استند إلى القتب
وحج مسروق بن الأجدع فلم ينم إلا ساجداً حتى رجع
وهذا بكر بن عبد الله المزني الإمام القدوة قال ابنه: سمعت إنساناً يحدث عن أبي أنه كان واقفاً بعرفة، فرفع رأسه فقال: لولا أني فيهم لقلت قد غفر لهم.
قال الذهبي: كذلك ينبغي للعبد أن يزري على نفسه ويهضمها
وقال أبو الفرج الاسفراييني: كان الخطيب البغدادي معنا في الحج، فكان يختم كل يوم ختمة قراءة ترتيل، ثم يجتمع الناس عليه وهو راكب يقولون حدثنا، فيحدثهم
ما حكم من أخر الحج بدون عذر وهو قادر عليه ومستطيع ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
من قدر على الحج ولم يحج الفريضة وأخره لغير عذر، فقد أتى منكراً عظيماً ومعصية كبيرة ، فالواجب عليه التوبة إلى الله من ذلك والبدار بالحج ؛ لقول الله سبحانه
( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن غني عن العالمين) آل عمران/97
ولقول النبي صلى الله عليه وسلم
" بني الإسلام على خمس : شهادة ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت" متفق على صحته ) خ/ 8 ، م/ 16 )
ولقوله صلى الله عليه وسلم لما سأله جبرائيل عليه السلام عن الإسلام، قال
" أن تشهد ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا " أخرجه مسلم في صحيحة (8) ، من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه
والله ولي التوفيق . ا.هـ .
من مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ: عبدالعزيز بن باز رحمه الله ) 16 /359 )
وكما هو واضح من مما ورد في الأحاديث السابقة الذكر والاثار هو الحث و التعجل في أداء هذه الفريضة وعدم التهاون فيها أو تأجيلها
اسأل الله العظيم رب العرش الكريم إن يعينني ويعينكم على أدائها خالصة لوجهه وفق السنة الصحيحة
و الحمد لله رب العالمين
سبحان القائل في كتابه ( وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام ) سوره الحج
فالحج لغة
القصد لمن تعظمه
والحج في اصطلاح الفقهاء
هو التعبد لله تعالى في أداء مناسك الحج على وفق ما جاء في الكتاب والسنة
حكمه
ركن من أركان الإسلام ، وفرض من فروضه ،قال أهل العلم إن قول الله تعالى﴿ وَللهِ عَلَى النَّاسِ ﴾ كلمة على هذه تفيد معنى الإيجاب فلا يكاد يوجد لفظ على الناس إلا على الإيجاب, كما أشار إلى ذلك الإمام ابن خزيمة في صحيحه؛ فقد أشار إلى أن كلمة على هذه تكون على الإيجاب لا على الاستحباب, وقوله تعالى: ﴿ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ﴾
روي عن ابن عباس أنه قال
ومن زعم أنه ليس بفرض فهذا يدل على كفره. وكل من جحد ما هو معلوم من الدين بالضرورة فإنه يكون كافراً
وهل يكفر من ترك الحج تكاسلاً وتهاوناً؟ عامة أهل العلم وهو الذي عليه الفتوى أن تارك الحج تهاوناً وكسلاً لا يكفر, ودل ذلك أن الزكاة أعظم من الحج فهي قرينة الصلاة في كتاب الله تعالى وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم في مانع الزكاة (ثم يرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار) قال أهل العلم: فإن كان ذلك في الزكاة فإن الحج من باب أولى. و الدليل من الكتاب قوله تعالى "ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً ومن كفر فإن الله غني عن العالمين"
واتفق على فرضية الحج أهل العلم فقد نقل ابن المنذر والنووي وابن عبد البر وابن تيمية وابن حجر وابن حزم في مراتب الإجماع وغيرهم كثير كثير؛ ذكروا كلهم الإجماع على أن الحج واجب في العمر مرة
وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال
بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج بيت الله الحرام لمن استطاع إليه سبيلاً"، وقد أجمعت الأم على فرضيته وركنيته.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
خطبنا رسول الله النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أيها الناس قد فرض الله عليكم الحج فحجوا. فقال رجل: أكل عام يا رسول الله؟ فسكت حتى قالها ثلاثاً. فقال رسول الله النبي صلى الله عليه وسلم: لو قلت نعم لوجبت، ولما استطعتم" رواه مسلم
وورد في فضل الحج أحاديث كثيرة، وآثار عديـدة منهـا
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال "سئل رسول الله النبي صلى الله عليه وسلم: أي الأعمال أفضل؟ قال: إيمان بالله ورسـوله. قيل: ثم مـاذا ؟ قال: الجهاد في سبيل الله، قيل: ثم ماذا ؟ قال: حج مبـرور." متفق عليه
وقال أبو هريرة كذلك: سمعت رسول الله النبي صلى الله عليه وسلم يقول "من حج فلم يرفث، ولم يفسق، رجع كيوم ولدته أمه" متفق عليه
وعن عائشة رضي الله عنها
أن رسول الله النبي صلى الله عليه وسلم قال "ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة " رواه مسلم
وعن عائشة رضي الله عنها قالت
قلت يا رسول الله نرى الجهاد أفضل الأعمال ، أفلا نجاهد ؟ فقال : لكن أفضل الجهاد حج مبرور . رواه البخاري وغيره وابن خزيمة في صحيحه ولفظه قالت : قلت يا رسول الله هل على النساء من جهاد ؟ قال : عليهن جهاد لا قتال فيه ... الحج والعمرة
وعن عبد الله يعني ابن مسعود رضي الله عنه قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "تابعوا بين الحج والعمرة ، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة ، وليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة" رواه الترمذي وقال حسن صحيح ، ورواه ابن حبان وابن خزيمة في صحيحيهما .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الحجاج والعمار وفد الله ، إن دعوه أجابهم ، وإن استغفروه غفر لهم " رواه النسائي ، وابن ماجة ، وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما
وعن بريدة رضي الله عنه قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " النفقة في الحج كالنفقة في سبيل الله بسبعمائة ضعف " رواه أحمد بإسناد حسن ورواه البيهقي والطبراني في الأوسط .
وفيهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة )
وعن الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم
من طاف بهذا البيت أسبوعا يعني سبعا فأحصاه كان كعتق رقبة، لا يضع قدما ولا يرفع أخرى إلا حط الله عنه بها خطيئة، وكتب له بها حسنة صححه الشيخ الالباني
قوله صلى الله عليه وسلم
(لا أهل يعني لبى مهل ولا كبر مكبر قط إلا بشر بالجنة ) صححه الالباني
وقوله صلى الله عليه وسلم
(لا ترفع إبل الحاج رجلا ولا تضع يدا إلا كتب الله له بها حسنة،أو محا عنه سيئة، أو رفع له درجة ) صححه الالباني
وقوله صلى الله عليه وسلم
( خروجك من بيتك تؤم البيت الحرام، فإن لك بكل وطأة تطؤها راحلتك يكتب الله لك بها حسنة، ويمحوعنك بها سيئه. وأما وقوفك بعرفة، فإن الله عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا فيباهي بهم الملائكة، فيقول: هؤلاء عبادي جاءوا شعثا غبرا من كل فج عميق، يرجون رحمتي ويخافون عذابي، ولم يروني، فكيف لو رأوني؟ فلو كان عليك مثل رمل عالج، أو مثل أيام الدنيا، أو مثل قطر السماء ذنوبا غسلها الله عنك. وأما رميك الجمار فإنه مدخور، وأما حلقك شعرك فإن لك بكل شعرة تسقط حسنة، فإذا طفت بالبيت خرجت ذنوبك كيوم ولدتك أمك ) صححه الالباني
هذا الفضل لمن صدقت وصلحت نيته، وطهرت سريرته، وصحت متابعته لرسول الله النبي صلى الله عليه وسلم.
واعلم أن الحج يهدم ما قبله من الذنوب
فقد جاء عمرو بن العاص ليعلن إسلامه فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم أبسط يمينك لأبايعك، فبسط الرسول صلى الله عليه وسلم ، فقبضها عمرو، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ما لك يا عمرو؟ قال: أردت أن أشترط، قال، تشترط ماذا ؟ قال: أن يغفر لي، قال (أما علمت يا عمرو أن الإسلام يهدم ما قبله، وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها، وأن الحج يهدم ما كان قبله)
وذهب ابن المنذر وجماعة من أهل العلم إلى أن الحج المبرور يكفر الذنوب لعموم النصوص
وورد في التحذير، من التهاون في تأخير الحج، أوتركه أحاديث تحث على تعجيل أداء هذه الفريضة لمن استطاعها، وتنهى وتحذر من التهاون فيها
خرج الإمام أحمد عن ابن عباس رضي الله عنهما يرفعه" تعجلوا الحج "
وقال الرسول الكريم صلى الله علية و سلم
" إن الله يقول : إن عبدا أصححت له جسمه ، و وسعت عليه في المعيشة ، تمضي عليه خمسة أعوام لا يفد إلي لمحروم " صححه الالباني في السلسلة
وعن الفضل "من أراد الحج فليتعجل، فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له"،
وقال عمر عمن وجب عليه الحج ولم يحج: "إن شاء فليمت يهودياً أونصرانياً"
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
(من لم تحبسه حاجة ظاهرة أو مرض حابس أو سلطان جائر ولم يحج فليمت إن شاء يهوديا وإن شاء نصرانيا ) حديث حسنه المنذري
وعن عمر بن الخطاب قال : من أطاق الحج فلم يحج , فسواء عليه مات يهوديا أو نصرانيا صححه احمد شاكر
وإن المرء ليعجب أشد العجب من حرص السلف على عدم تفويت حج بيت الله الحرام في سنة من السنين، وكيف يفوت ذلك وهو يعلم عظيم الأجر والجزاء لمن حج البيت الحرام
فهذا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يقول عنه تلميذه نافع: سافرت معه بضعاً وثلاثين حجة وعمرة
وهذا الحسن بن علي رضي الله عنه حج خمس عشرة مرة
ويقول سعيد بن المسيب رحمه الله حججت أربعين حجة
وروى سليمان بن أيوب: سمعت سفيان بن عيينة يقول: شهدت ثمانين موقفا
و
لو ذهبنا نستقرأ سيرهم في ذلك لطال المقام فأين أولئك المثبطون عن أداء هذه الشعيرة
إن المتأمل لحال الحج في هذا الزمان ليصدق عليه إلا من رحم الله أنه حج الأبدان لا حج القلوب حركات وتنقلات وتمتمات يفعلها الإنسان بلا شعور ولا إحساس، يذهب الإنسان ويعود بالنفس التي ذهب بها لم يتغير منه شيء، وكأن شيئاً لم يكن
قال رجل لابن عمر: ما أكثر الحجاج؟ فقال ابن عمر: ما أقلهم، ثم رأى رجلاً على بعير على رجل رث، خطامه حبل فقال: لعل هذا
وقال شريح: الحاج قليل والركبان كثير، ما أكثر من يعمل الخير ولكن ما أقل الذين يريدون وجهه
قال الجريري: أحرم أنس بن مالك من ذات عرق، فما سمعناه متكلماً إلا بذكر الله حتى رحل، قال له يا ابن أخي هذا الإحرام
وقال سفيان بن عيينة رحمه الله حج علي بن الحسين رحمه الله فلما أحرم واستوت به راحلته اصفر لونه وارتعد، ولم يستطع أن يلبي فقيل له: ما لك لا تلبي؟ فقال أخشى أن يقال لي لا لبيك ولا سعديك، فلما لبى غشي عليه
وقال منصور: كان شريح إذا أحرم كأنه حية صماء
وقال شجاع بن الوليد: كنت أحج مع سفيان، فما يكاد لسانه يفتر من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ذاهباً راجعاً
وقال ضمرة بن ربيعة: حججنا مع الأوزاعي سنة خمسين ومائة، فما رأيته مضطجعاً في المحمل في ليل ولا نهار قط، كان يصلي، فإذا غليه النوم استند إلى القتب
وحج مسروق بن الأجدع فلم ينم إلا ساجداً حتى رجع
وهذا بكر بن عبد الله المزني الإمام القدوة قال ابنه: سمعت إنساناً يحدث عن أبي أنه كان واقفاً بعرفة، فرفع رأسه فقال: لولا أني فيهم لقلت قد غفر لهم.
قال الذهبي: كذلك ينبغي للعبد أن يزري على نفسه ويهضمها
وقال أبو الفرج الاسفراييني: كان الخطيب البغدادي معنا في الحج، فكان يختم كل يوم ختمة قراءة ترتيل، ثم يجتمع الناس عليه وهو راكب يقولون حدثنا، فيحدثهم
ما حكم من أخر الحج بدون عذر وهو قادر عليه ومستطيع ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
من قدر على الحج ولم يحج الفريضة وأخره لغير عذر، فقد أتى منكراً عظيماً ومعصية كبيرة ، فالواجب عليه التوبة إلى الله من ذلك والبدار بالحج ؛ لقول الله سبحانه
( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن غني عن العالمين) آل عمران/97
ولقول النبي صلى الله عليه وسلم
" بني الإسلام على خمس : شهادة ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت" متفق على صحته ) خ/ 8 ، م/ 16 )
ولقوله صلى الله عليه وسلم لما سأله جبرائيل عليه السلام عن الإسلام، قال
" أن تشهد ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا " أخرجه مسلم في صحيحة (8) ، من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه
والله ولي التوفيق . ا.هـ .
من مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ: عبدالعزيز بن باز رحمه الله ) 16 /359 )
وكما هو واضح من مما ورد في الأحاديث السابقة الذكر والاثار هو الحث و التعجل في أداء هذه الفريضة وعدم التهاون فيها أو تأجيلها
اسأل الله العظيم رب العرش الكريم إن يعينني ويعينكم على أدائها خالصة لوجهه وفق السنة الصحيحة
و الحمد لله رب العالمين