جباره
10-18-2010, 01:14 PM
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
عادة ما يطلب الناس من الخادم أداء حقوقهم ، لكن هل سأل أحدنا نفسه: ما حق الخادمة أو الخادم عليه ؟ ذكراً كان أو أنثى ؟
إن خير من يقتدى به في هذا الباب وفي غيره من مجالات الدنيا والدين هو صاحب الخلق العظيم عبدالله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم
( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ) ) الأحزاب21(
ومن الآداب العامة لكل مستخدم في عمل
حسن المعاملة
وذلك من خلال التعامل بأدب ولطف ، والتزام الأخلاق الحسنة التي يأمر بها الشرع ، وتجنب ذميم الأخلاق من سب و شتم و سخرية وغيرها ، والقدوة التامة في كل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول أنس رضي الله عنه
( خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين ، فما قال لي : أف ، ولا لم صنعت ؟ ولا ألا صنعت )) رواه البخاري
ويقول كذلك أنس بن مالك رضي الله عنه
( خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين فوالله ما قال أف قط، وما قال لشيء فعلته لم فعلته؟ ولا لشيء لم أفعله لم لم تفعله؟) رواه البخاري
وقال رضي الله عنه
( خدمتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عشرَ سنين ، فما سبَّني سبَّةً قط ، ولا ضربني ضربةً، ولا انتهرني، ولا عبَس في وجهي، ولا أمرني بأمر فتوانيتُ فيه فعاتبني عليه، فإن عاتبني أحدٌ من أهله قال دَعُوه ، فَلَوْ قُدِّرَ شَيءٌ كَانَ ) رواه احمد
ومن الآداب أيضا إن يأكل من طعامك
فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
) إذا صنع لأحدكم خادمُه طعامَه ثم جاء به وقد وَليَ حرَّهُ ودُخانه فليُقعِده معه فليأكل فإن كان الطعام قليلا فليَضَع في يده منه أكلةً أو أكلتين) أي لقمة أو لقمتين (( رواه مسلم ((
ومن حسن أدب الرسول حتى في مناداة العبيد و الخدم
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
) لا يقل أحدكم أطعم ربك وضئ ربك أسق ربك وليقل سيدي مولاي ولا يقل أحدكم عبدي أمتي وليقل فتاي وفتاتي وغلامي ) رواه البخاري
وقد جعل العتق للمملوك كفارة الخطأ عليه
عن أبن عمر رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
( من لطم مملوكه أو ضربه فكفارته أن يعتقه ) رواه مسلم
وأمر بالعفو عنهم عند الخطأ وتكرار هذا العفو
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال
( يارسول الله كم نعفو عن الخادم؟ فصمت، ثم أعاد عليه الكلام، فصمت، فلما كان في الثالثة قال: اعفوا عنه في كل يوم سبعين مرة ( رواه أبو داود و صححه الألباني
وكان يتلمس حاجاتهم ويقضيها لهم تماماً كما يكون مع أهل بيته
عن زياد بن أبي زياد مولى بني مخزوم عن خادم للنبي صلى الله عليه وسلم رجل أو امرأة قال
( كان النبي صلى الله عليه وسلم مما يقول للخادم: ألك حاجة؟.
قال: حتى كان ذات يوم فقال يا رسول الله حاجتي، قال: وما حاجتك؟.
قال: حاجتي أن تشفع لي يوم القيامة، قال: (ومن دلّك على هذا؟). قال: ربي
قال: (إما لا فأعني بكثرة السجود) رواه احمد و صححه الألباني
فهذا هو الرحمة المهداة صلى الله عليه وسلم وهذه هي تعاليمه الرحيمة
لم يكن هناك فرق في التعامل بين الحر والعبد والخادم والسيد سوى أن يقوم أحدهما بعمل لا يقوم به الآخر دون أن يترتب على ذلك العمل منقصة في القدر أو التعامل
ولهذا لم أتعجب كثيراً حين قرأت أن أم سليم بنت ملحان والدة أنس بن مالك هي التي جاءت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وطلبته أن يقبله خادماً لديه
إنها تريده أن يتربى في مدرسة النبوة التي جعلت من هذا الخادم عَلَمَاً من أعلام الصحابة وأكثرهم شبهاً بأخلاق النبي العظيم، بل إن كتب السيرة ذكرت أن ريحانة بنت زيد القرظية خَيَّرَها صلى الله عليه وسلم بين أن يعتقها ويتزوجها وبين أن تبقى له ملك يمين فاختارت أن تبقى مملوكة
ولهذا عَدَّها بعضهم في سراريه صلى الله عليه وسلم وليس في زوجاته
قال ابن إسحاق في الكبرى
كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سباها فأبت إلا اليهودية، فوجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في نفسه فبينما هو مع أصحابه إذ سمع وقع نعلين خلفه فقال: هذا ثعلبة بن سعية يبشرني بإسلام ريحانة ، فبشره وعرض عليها أن يعتقها، ويتزوجها ، ويضرب عليها الحجاب ، فقالت : يا رسول الله بل تتركني في ملكك ، فهو أخف علي وعليك فتركها .
وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدل على عمق المساواة بين الخادم والمخدوم والمالك والمملوك في ذلك الزمن.
لقد كان الرحمة المهداة هو من أسس هذه الرحمة التي تحققت بها هذه المساواة بعد أن كان الظلم والطغيان و الاستهتار بالأرقاء وفوضى التعامل معهم هي سمة أهل الجاهلية .
إعطاؤه أجره كاملا حسب ما تم الاتفاق عليه
وحرمان العامل من أجرته أو بعضها منكر عظيم ، وكبيرة من الكبائر ، لا يتهاون بها إلا من لا خلاق له
قال صلى الله عليه وسلم
( قال الله تعالى : ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة : رجل أعطى بي ثم غدر ، ورجل باع حرا فأكل ثمنه ، ورجل أستأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يعطه أجره ) . رواه البخاري
كما أن تأخير أجرته داخل فيما حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله
( مطل الغني ظلم ) . رواه البخاري
وعن ابن عمر رضي الله عنه مرفوعا
( أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه ) رواه ابن ماجه
ومن الآداب الخاصة
* ينبغي لمن أراد استقدام من يعمل لديه أن يختاره مسلما ، وذلك لأمور منها :
أ- فيذلك نوع إحسان ومعونة على الكسب ، وبذل ذلك للمسلم أولى من غيره
ب- لأن في استقدام الكافرين عونا لهم ، وتقوية لشوكتهم .
ج – لأن في استقدام الكافر أضرارا على الدين والخلق ، منها : أن مخالطتهم تؤثر في ضعف عقيدة البراءة من المشركين ، ( ومنها ) : أنه قد يتأثر بهم بعض الناشئة في دين أو خلق ، أو سلوك و منها أن بعضهم قد يستغل وجوده في الدعوة لباطله .
*رحمتهم و الشفقة عليهم ، والتجاوز عن زلاتهم ، والعفو عن هفواتهم ، وترك تحقيرهم و إذلالهم ، أو الاعتداء عليهم بالضرب ونحوهم ، فإنه ليس يخلو أحد من غلط وتقصير ، والتجاوز خلق محمود ، ومن كان ذلك من سمته وخلقه فهو أحرى أن يتجاوز الله عنه عند اشتداد حاجته
قال تعالى
( والكظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين ) آية 134من سورة آل عمران
وهذا فضل عظيم لمن هذه صفته .
وعن أبي مسعود البدر يرضي الله عنه قال
) كنت أضرب لي غلاما بالسوط ، فسمعت صوتا من خلفي : ( اعلم أبا مسعود ) ، فلم افهم الصوت من الغضب ، فلاما دنا مني إذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو يقول ( اعلم أبا مسعود أن الله أقدر عليك منك على هذا الغلام ) قال : فقلت : لا أضرب مملوكا بعده أبدا ) رواه مسلم
* الحرص على تعليمه ما أحكام دينهم ، وآداب شريعتهم ، بكل طريق ممكن ، خصوصا أمر العقيدة والتوحيد ، وبيان الشرك وخطره ، وهذا أمر يهمله أكثر الناس ، والحري بهم ضد ذلك
ومن ذلك الحرص على تعويدهم التزام الأحكام الشرعية ، كالصلاة ، والصيام ، والتزام الخادمة بالحجاب الشرعي ، وعدم إهمالها تخرج سافرة وتتعرض للرجال ، بل ينبغي إلزامها به حتى داخل البيت ، فهي امرأة أجنبية ، وحكمها حكم سائر الأجنبيات .
*عدم تكليفه ممالا يطيقون ، فهم بشر لهم حدود وطاقة لا يمكنهم مجاوزتها ، فلا يجوز تجاهل هذا الأمر ، لما يترتب عليه من الأذى والضرر
وقد نبه النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذلك فقال
( إخوانك ، خولكم ، جعلهم الله تحت أيديكم ، فمن كان أخوه تحت يده، فليطعمه مما يأكل ، وليلبسه مما يلبس ، ولا تكلفوهم ما يغلبهم فأعينوهم ) رواه البخاري
* عدم التساهل فيما يتعلق بالمحارم والأعراض ، ولذلك صور منها :
أ – التهاون بالخلوة بالسائقين ونحوهم ، أو خلوة الخادمة بصاحب البيت ، أو بعض ولده، وكل ذلك محرم لا يجوز التساهل فيه ، لما يجر إليه من المفاسد .
ب – التهاون باختلاط الخدم أو الخادمات بأهل البيت من الرجال و النساء، أو فيما بينه من رجالا ونساء اختلاطا لا حدود له ، ترفع فيه الكلفة والحشمة مطلقا ، وهذا مما لا يجوز بل ينبغي الحذر منه ، وعدم التساهل فيه .
و الحمد لله رب العالمين
مجموع بزيادة و تصرف
عادة ما يطلب الناس من الخادم أداء حقوقهم ، لكن هل سأل أحدنا نفسه: ما حق الخادمة أو الخادم عليه ؟ ذكراً كان أو أنثى ؟
إن خير من يقتدى به في هذا الباب وفي غيره من مجالات الدنيا والدين هو صاحب الخلق العظيم عبدالله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم
( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ) ) الأحزاب21(
ومن الآداب العامة لكل مستخدم في عمل
حسن المعاملة
وذلك من خلال التعامل بأدب ولطف ، والتزام الأخلاق الحسنة التي يأمر بها الشرع ، وتجنب ذميم الأخلاق من سب و شتم و سخرية وغيرها ، والقدوة التامة في كل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول أنس رضي الله عنه
( خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين ، فما قال لي : أف ، ولا لم صنعت ؟ ولا ألا صنعت )) رواه البخاري
ويقول كذلك أنس بن مالك رضي الله عنه
( خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين فوالله ما قال أف قط، وما قال لشيء فعلته لم فعلته؟ ولا لشيء لم أفعله لم لم تفعله؟) رواه البخاري
وقال رضي الله عنه
( خدمتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عشرَ سنين ، فما سبَّني سبَّةً قط ، ولا ضربني ضربةً، ولا انتهرني، ولا عبَس في وجهي، ولا أمرني بأمر فتوانيتُ فيه فعاتبني عليه، فإن عاتبني أحدٌ من أهله قال دَعُوه ، فَلَوْ قُدِّرَ شَيءٌ كَانَ ) رواه احمد
ومن الآداب أيضا إن يأكل من طعامك
فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
) إذا صنع لأحدكم خادمُه طعامَه ثم جاء به وقد وَليَ حرَّهُ ودُخانه فليُقعِده معه فليأكل فإن كان الطعام قليلا فليَضَع في يده منه أكلةً أو أكلتين) أي لقمة أو لقمتين (( رواه مسلم ((
ومن حسن أدب الرسول حتى في مناداة العبيد و الخدم
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
) لا يقل أحدكم أطعم ربك وضئ ربك أسق ربك وليقل سيدي مولاي ولا يقل أحدكم عبدي أمتي وليقل فتاي وفتاتي وغلامي ) رواه البخاري
وقد جعل العتق للمملوك كفارة الخطأ عليه
عن أبن عمر رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
( من لطم مملوكه أو ضربه فكفارته أن يعتقه ) رواه مسلم
وأمر بالعفو عنهم عند الخطأ وتكرار هذا العفو
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال
( يارسول الله كم نعفو عن الخادم؟ فصمت، ثم أعاد عليه الكلام، فصمت، فلما كان في الثالثة قال: اعفوا عنه في كل يوم سبعين مرة ( رواه أبو داود و صححه الألباني
وكان يتلمس حاجاتهم ويقضيها لهم تماماً كما يكون مع أهل بيته
عن زياد بن أبي زياد مولى بني مخزوم عن خادم للنبي صلى الله عليه وسلم رجل أو امرأة قال
( كان النبي صلى الله عليه وسلم مما يقول للخادم: ألك حاجة؟.
قال: حتى كان ذات يوم فقال يا رسول الله حاجتي، قال: وما حاجتك؟.
قال: حاجتي أن تشفع لي يوم القيامة، قال: (ومن دلّك على هذا؟). قال: ربي
قال: (إما لا فأعني بكثرة السجود) رواه احمد و صححه الألباني
فهذا هو الرحمة المهداة صلى الله عليه وسلم وهذه هي تعاليمه الرحيمة
لم يكن هناك فرق في التعامل بين الحر والعبد والخادم والسيد سوى أن يقوم أحدهما بعمل لا يقوم به الآخر دون أن يترتب على ذلك العمل منقصة في القدر أو التعامل
ولهذا لم أتعجب كثيراً حين قرأت أن أم سليم بنت ملحان والدة أنس بن مالك هي التي جاءت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وطلبته أن يقبله خادماً لديه
إنها تريده أن يتربى في مدرسة النبوة التي جعلت من هذا الخادم عَلَمَاً من أعلام الصحابة وأكثرهم شبهاً بأخلاق النبي العظيم، بل إن كتب السيرة ذكرت أن ريحانة بنت زيد القرظية خَيَّرَها صلى الله عليه وسلم بين أن يعتقها ويتزوجها وبين أن تبقى له ملك يمين فاختارت أن تبقى مملوكة
ولهذا عَدَّها بعضهم في سراريه صلى الله عليه وسلم وليس في زوجاته
قال ابن إسحاق في الكبرى
كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سباها فأبت إلا اليهودية، فوجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في نفسه فبينما هو مع أصحابه إذ سمع وقع نعلين خلفه فقال: هذا ثعلبة بن سعية يبشرني بإسلام ريحانة ، فبشره وعرض عليها أن يعتقها، ويتزوجها ، ويضرب عليها الحجاب ، فقالت : يا رسول الله بل تتركني في ملكك ، فهو أخف علي وعليك فتركها .
وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدل على عمق المساواة بين الخادم والمخدوم والمالك والمملوك في ذلك الزمن.
لقد كان الرحمة المهداة هو من أسس هذه الرحمة التي تحققت بها هذه المساواة بعد أن كان الظلم والطغيان و الاستهتار بالأرقاء وفوضى التعامل معهم هي سمة أهل الجاهلية .
إعطاؤه أجره كاملا حسب ما تم الاتفاق عليه
وحرمان العامل من أجرته أو بعضها منكر عظيم ، وكبيرة من الكبائر ، لا يتهاون بها إلا من لا خلاق له
قال صلى الله عليه وسلم
( قال الله تعالى : ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة : رجل أعطى بي ثم غدر ، ورجل باع حرا فأكل ثمنه ، ورجل أستأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يعطه أجره ) . رواه البخاري
كما أن تأخير أجرته داخل فيما حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله
( مطل الغني ظلم ) . رواه البخاري
وعن ابن عمر رضي الله عنه مرفوعا
( أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه ) رواه ابن ماجه
ومن الآداب الخاصة
* ينبغي لمن أراد استقدام من يعمل لديه أن يختاره مسلما ، وذلك لأمور منها :
أ- فيذلك نوع إحسان ومعونة على الكسب ، وبذل ذلك للمسلم أولى من غيره
ب- لأن في استقدام الكافرين عونا لهم ، وتقوية لشوكتهم .
ج – لأن في استقدام الكافر أضرارا على الدين والخلق ، منها : أن مخالطتهم تؤثر في ضعف عقيدة البراءة من المشركين ، ( ومنها ) : أنه قد يتأثر بهم بعض الناشئة في دين أو خلق ، أو سلوك و منها أن بعضهم قد يستغل وجوده في الدعوة لباطله .
*رحمتهم و الشفقة عليهم ، والتجاوز عن زلاتهم ، والعفو عن هفواتهم ، وترك تحقيرهم و إذلالهم ، أو الاعتداء عليهم بالضرب ونحوهم ، فإنه ليس يخلو أحد من غلط وتقصير ، والتجاوز خلق محمود ، ومن كان ذلك من سمته وخلقه فهو أحرى أن يتجاوز الله عنه عند اشتداد حاجته
قال تعالى
( والكظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين ) آية 134من سورة آل عمران
وهذا فضل عظيم لمن هذه صفته .
وعن أبي مسعود البدر يرضي الله عنه قال
) كنت أضرب لي غلاما بالسوط ، فسمعت صوتا من خلفي : ( اعلم أبا مسعود ) ، فلم افهم الصوت من الغضب ، فلاما دنا مني إذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو يقول ( اعلم أبا مسعود أن الله أقدر عليك منك على هذا الغلام ) قال : فقلت : لا أضرب مملوكا بعده أبدا ) رواه مسلم
* الحرص على تعليمه ما أحكام دينهم ، وآداب شريعتهم ، بكل طريق ممكن ، خصوصا أمر العقيدة والتوحيد ، وبيان الشرك وخطره ، وهذا أمر يهمله أكثر الناس ، والحري بهم ضد ذلك
ومن ذلك الحرص على تعويدهم التزام الأحكام الشرعية ، كالصلاة ، والصيام ، والتزام الخادمة بالحجاب الشرعي ، وعدم إهمالها تخرج سافرة وتتعرض للرجال ، بل ينبغي إلزامها به حتى داخل البيت ، فهي امرأة أجنبية ، وحكمها حكم سائر الأجنبيات .
*عدم تكليفه ممالا يطيقون ، فهم بشر لهم حدود وطاقة لا يمكنهم مجاوزتها ، فلا يجوز تجاهل هذا الأمر ، لما يترتب عليه من الأذى والضرر
وقد نبه النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذلك فقال
( إخوانك ، خولكم ، جعلهم الله تحت أيديكم ، فمن كان أخوه تحت يده، فليطعمه مما يأكل ، وليلبسه مما يلبس ، ولا تكلفوهم ما يغلبهم فأعينوهم ) رواه البخاري
* عدم التساهل فيما يتعلق بالمحارم والأعراض ، ولذلك صور منها :
أ – التهاون بالخلوة بالسائقين ونحوهم ، أو خلوة الخادمة بصاحب البيت ، أو بعض ولده، وكل ذلك محرم لا يجوز التساهل فيه ، لما يجر إليه من المفاسد .
ب – التهاون باختلاط الخدم أو الخادمات بأهل البيت من الرجال و النساء، أو فيما بينه من رجالا ونساء اختلاطا لا حدود له ، ترفع فيه الكلفة والحشمة مطلقا ، وهذا مما لا يجوز بل ينبغي الحذر منه ، وعدم التساهل فيه .
و الحمد لله رب العالمين
مجموع بزيادة و تصرف