منهاج السنة
12-02-2010, 10:34 PM
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم.. أما بعد...
أخرج الإمام البخاري في صحيحه (6657) حديثاً عن الزبير بن عدي قال: (أتينا أنس بن مالك فشكونا إليه ما نلقى من الحجاج، فقال: اصبروا فإنه لا يأتي عليكم زمان إلا الذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم سمعته من نبيكم صلى الله عليه وسلم)
قال الحافظ ابن حجر في شرح هذا الحديث في كتابه (فتح الباري شرح صحيح البخاري)
قوله : (سمعته من نبيكم صلى الله عليه وسلم) قال ابن بطال : هذا الخبر من أعلام النبوة لإخباره صلى الله عليه وسلم بفساد الأحوال ، وذلك من الغيب الذي لا يعلم بالرأي وإنما يعلم بالوحي.
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : (لا يأتي عليكم يوم إلا وهو شر من اليوم الذي كان قبله حتى تقوم الساعة ، لست أعني رخاء من العيش يصيبه ولا مالا يفيده ولكن لا يأتي عليكم يوم وإلا وهو أقل علما من اليوم الذي مضى قبله ، فإذا ذهب العلماء استوى الناس فلا يأمرون بالمعروف ولا ينهون عن المنكر فعند ذلك يهلكون)
وقال (لا يأتي عليكم زمان إلا وهو أشر مما كان قبله أما إني لا أعني أميرا خيرا من أمير ولا عاما خيرا من عام ولكن علماؤكم وفقهاؤكم يذهبون ثم لا تجدون منهم خلفا ، ويجيء قوم يفتون برأيهم فيثلمون الإسلام ويهدمونه)
قال الإمام العلامة محمد بن صالح العثيمين –رحمه الله- في شرح رياض الصالحين:
(فإن الناس كلما ازدادوا في الرفاهية وكلما انفتحوا على الناس انفتحت عليهم الشرور إن الرفاهية هي التي تدمر الإنسان لأن الإنسان إذا نظر إلى الرفاهية وتنعيم جسده غفل عن تنعيم قلبه وصار أكبر همه أن ينعم هذا الجسد الذي مآله إلى الديدان والنتن وهذا هو البلاء وهذا هو الذي ضر الناس اليوم لا تكاد تجد أحدا إلا ويقول: ما قصرنا ؟ ما سيارتنا ؟ ما فرشنا ؟ ما أكلنا ؟ حتى الذين يقرأون العلم ويدرسون العلم بعضهم إنما يدرس لينال رتبة أو مرتبة يتوصل بها إلى نعيم الدنيا وكأن الإنسان لم يخلق لأمر عظيم والدنيا ونعيمها إنما هي وسيلة.
ولهذا نقول: إن الناس كلما انفتحت عليهم الدنيا وصاروا ينظرون إليها فإنهم يخسرون من الآخرة بقدر ما ربحوا من الدنيا قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( والله ما الفقر أخشى عليكم يعني ما أخاف عليكم الفقر فالدنيا ستفتح وإنما أخشى عليكم أن تفتح عليكم الدنيا فتنافسوها كما تنافسها من قبلكم فتهلككم كما أهلكتهم )
وصدق الرسول عليه الصلاة والسلام هذا الذي أهلك الناس اليوم الذي أهلك الناس اليوم التنافس في الدنيا وكونهم كأنهم إنما خلقوا لها لا أنها خلقت لهم فاشتغلوا بما خلق لهم عما خلقوا له وهذا من الانتكاس نسأل الله العافية)
أخرج الإمام البخاري في صحيحه (6657) حديثاً عن الزبير بن عدي قال: (أتينا أنس بن مالك فشكونا إليه ما نلقى من الحجاج، فقال: اصبروا فإنه لا يأتي عليكم زمان إلا الذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم سمعته من نبيكم صلى الله عليه وسلم)
قال الحافظ ابن حجر في شرح هذا الحديث في كتابه (فتح الباري شرح صحيح البخاري)
قوله : (سمعته من نبيكم صلى الله عليه وسلم) قال ابن بطال : هذا الخبر من أعلام النبوة لإخباره صلى الله عليه وسلم بفساد الأحوال ، وذلك من الغيب الذي لا يعلم بالرأي وإنما يعلم بالوحي.
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : (لا يأتي عليكم يوم إلا وهو شر من اليوم الذي كان قبله حتى تقوم الساعة ، لست أعني رخاء من العيش يصيبه ولا مالا يفيده ولكن لا يأتي عليكم يوم وإلا وهو أقل علما من اليوم الذي مضى قبله ، فإذا ذهب العلماء استوى الناس فلا يأمرون بالمعروف ولا ينهون عن المنكر فعند ذلك يهلكون)
وقال (لا يأتي عليكم زمان إلا وهو أشر مما كان قبله أما إني لا أعني أميرا خيرا من أمير ولا عاما خيرا من عام ولكن علماؤكم وفقهاؤكم يذهبون ثم لا تجدون منهم خلفا ، ويجيء قوم يفتون برأيهم فيثلمون الإسلام ويهدمونه)
قال الإمام العلامة محمد بن صالح العثيمين –رحمه الله- في شرح رياض الصالحين:
(فإن الناس كلما ازدادوا في الرفاهية وكلما انفتحوا على الناس انفتحت عليهم الشرور إن الرفاهية هي التي تدمر الإنسان لأن الإنسان إذا نظر إلى الرفاهية وتنعيم جسده غفل عن تنعيم قلبه وصار أكبر همه أن ينعم هذا الجسد الذي مآله إلى الديدان والنتن وهذا هو البلاء وهذا هو الذي ضر الناس اليوم لا تكاد تجد أحدا إلا ويقول: ما قصرنا ؟ ما سيارتنا ؟ ما فرشنا ؟ ما أكلنا ؟ حتى الذين يقرأون العلم ويدرسون العلم بعضهم إنما يدرس لينال رتبة أو مرتبة يتوصل بها إلى نعيم الدنيا وكأن الإنسان لم يخلق لأمر عظيم والدنيا ونعيمها إنما هي وسيلة.
ولهذا نقول: إن الناس كلما انفتحت عليهم الدنيا وصاروا ينظرون إليها فإنهم يخسرون من الآخرة بقدر ما ربحوا من الدنيا قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( والله ما الفقر أخشى عليكم يعني ما أخاف عليكم الفقر فالدنيا ستفتح وإنما أخشى عليكم أن تفتح عليكم الدنيا فتنافسوها كما تنافسها من قبلكم فتهلككم كما أهلكتهم )
وصدق الرسول عليه الصلاة والسلام هذا الذي أهلك الناس اليوم الذي أهلك الناس اليوم التنافس في الدنيا وكونهم كأنهم إنما خلقوا لها لا أنها خلقت لهم فاشتغلوا بما خلق لهم عما خلقوا له وهذا من الانتكاس نسأل الله العافية)