الصابري الحمادي
12-10-2010, 01:16 AM
كم أحببت أن أجمع بعض تاريخ مناطق الساحل الشرقي وتأثير الخلافة الإسلامية في هجرة القبائل
ولكن هذا الموضوع كبير ويحتاج الى تفريق الكتب والنصوص المرتبطة بيحثنا هذا، وكنت قد جمعت يعض
النصوص حسب التسلسل التاريخي لأهمية ذلك لكل باحث ، حيث يمكن معرفة واستنباط الأسباب التي
أثرت على المنطقة وترتبت عليه هجرة القبائل (( الجزء الأول ))
يذكر المقدسي : خلال القرن الخامس وهو من علمائها في تلك الفترة .
وهو يذكر البحرين :
ولصاحب كيش وهي في الإقليم الثاني وموضعها في بحر فارس على التجار الذين يعاملون الغواصين شيء معلوم يقبض له في ديوان البيع منهم ويبعث إليه بذلك ضريبة وما وجد من الجواهر الغالي النفيس أمسكه الوالي وكتبه على نفسه باسم أمير المؤمنين والعدل لا يفارقهم في البيع والشراء حتى لا يظلم منهم أحد ولا يشكو ظلما .
ص 60 ج1 : صاحب كيش وتجارة العبيد :
كان الزنج يزاولون التجارة في ( منبسة وملندة ) وهم يأتون من عدة قرى متفرقة وبضائعهم من الجلود والحديد وليس للزنج مراكب يسافرون فيها وإنما تدخل المراكب من عمان وغيرها الى جزائر الرانج فيبيعون بها متاعهم ويشترون متاع الزنج ، وللعرب في قلوب الزنج رعب عظيم ومهابة فلذلك متى عاينوا رجلا من العرب تاجرا أو مسافرا سجدوا له وعظموه شأنه وقالوا بكلامهم هنيئا لكم يا أهل بلاد التمر ، وإن المسافرين في بلادهم يسرقون ابناء الزنج بالتمر يخدعونهم به فينقلونهم من مكان إلى آخر حتى يقبضون عليهم ويخرجونهم من بلادهم الى البلاد التي يكونون بها وأهل بلاد الزنج كثيرو العدد قليلو العدد ، وصاحب جزيرة كيش من بحر عمان يغزو بمراكبه بلاد الزنج فيسبي منها خلقا كثيرا . وكذلك يفعل أهل اليمن في تجارة العبيد .
والغوص في بلاد فارس صنعة تتعلم وينفق عليها الأموال في تعليمها .
حكم عائلة الطيبي لجزيرة قيس ( كيش ) وما حولها من بعض الأقاليم
في 6 جمادي الأولى 694 هـ قبض بايدو أحد حفدة هولاكو على سلطان المغول والعراق وايران إيلخيان كيخاتو والذي كان قد توصل إلى الحكم في يوم الأحد رجب 690 هـ بعد وفاة أخيه أرغون خان .
وخلال حكمه التي استمرت أكثر من ثلاث سنوات وتسعة أشهر وهب لجمال الدين إبراهيم بن محمد الطيبي الملقب بابن السواملي تاجر اللؤلؤ والخيول العراقي الذي كان يملك أسطولا تجاريا من السفن تجاوز المائة سفينة حكم اقليم فارس وسواحل الخليج بما فيه من جزر مثل قيس والبحرين وخارك .
فلقب الطيبي بملك الاسلام وخطبت الخطبة باسم الملك المعظم ( فخر الدين أحمد بن ابراهيم بن محمد الطيبي ) كما ضربت السكة باسمه أيضا ، ثم استطاع جمال الدين ضم العراق العربي والبصرة وواسط وشبنكارة وشيراز إلى مكة أيضا بعد موافقة السلطان المغولي ( غازان ) ( 694 ـ 703 هـ )
تاريخ الخليج وشرق الجزيرة العربية د. محمود خليل مكتبة مدبولي ط1 ص 395 .
من هو غازان ؟
جلس على تخت الحكم الملك غازان محمود بن أرغون بن أبغا بن هولاكو بن تولي بن جنكزخان . حسن له نائبه ( نوروز ) الإسلام فأسلم في سنة 694 هـ وفشا بذلك الاسلام في التتار . وكان يتكلم الفارسية مع خواصه ويفهم أكثر ما يقال له باللسان العربي ، وكان غازان أشقر ربعة خفيف العارضين غليظ الرقبة كبير الوجه وكان وفاته في 12 شعبان 703 هـ بقزوين .
وخلفه أبو سعيد بن خربندا بن أرغون بن أبغا بن هولاكو وقد خطب له بمكة باسم ملك العراقين سنة 717 هـ بعد استيلاء الشريف الأمير عزالدين حميضة وطرد الشريف أسد الدين رميثة .كان من الرافضة الذين ساعدوه لغزو مكة ولنبش قبر الشيخين من جوار النبي صلى الله عليه وسلم .
سنة 728 هـ دخول قوات هرمزية الى البحرين في عهد قطب الدين تهماتن الذي كان يحكم هرمز منذ بداية القرن الرابع عشر م . ص 355 اللإيجاز ج1
علاقة البحرين والقطيف بسلاطين هرمز :
سنة 745 هـ استطاع نظام الدين كيقباد بانقلاب أقصى به أخاه الملك قطب الدين تهتمن الثاني عن حكم هرمز وأعلن نفسه سلطانا عليها ، وقد حاول تهتمن استعادة ملكه إلا أنه فشل في جميع محاولاته .
ولم يدم حكم نظام الدين طويلا ففي سنة 746 هـ توفى ، وكان يقول لولديه شادي وشنبا وهو يحتضر يجب إرجاع حكم البلاد لحاكمها الشرعي أي أخاه تهتمن استعادة ملكه إلا أن ولديه لم ينفذا وصيته ، وشاءت مشيئة الله أن يقوم الأهالي بمساعدة السلطان قطب الدين تهتمن في إنزال قواته على ساحل كرمان ومن ثم الانتصار على أولاد أخيه واستعادة حكم هرمز ثم ( قيس ) ولم يبق في يد شادي سوى جزر البحرين والتي استأثر بحكمها الأمير شادي إثر خلافه مع أخيه شنبا وهروبه إلى منطقة فال التابعة لهرمز .
وفي عهد توراشاه حصلت تغيرات كبرى في جزيرة البحرين ومنها أنه لما توفى الأمير شادي الذي استغل في حكم جزر البحرين تولى بعده ابنه ( فولان ) فلما علم شنبا بوفاة أخيه شادي عبر الى الجزيرة البحرين وقتل ابن أخيه وصار حاكما للجزيرة ، إلا أن حكمه لم يدم بسبب ظلمه وسوء سياسته فقام الأهلون بقيادة ( مير عجب والشيخ محمد البهلوان والشيخ أحمد بن راشد بن مانع بن عصفور ) بالثورة ضده واستطاع المير عجب قتله فأصبح الأخير هو حاكم الجزيرة .
وعندما طلب المير عجب من الشيخين محمد البهلوان وأحمد بن راشد بن عصفور الاعتراف به حاكما مستقلا للبحرين رفضا وأصرا على عودة البحرين إلى وضعها الصحيح بأن تعود تبعيتها لاقليم بلاد البحرين فأسرعا بالاتصال بحاكم القطيف الشيخ ماجد العصفوري وطلبا منه العون والمساعدة لتخليصهم من المير عجب بضم البحرين الى حكمه في القطيف ، فما كان منه الا أن شك في نواياهما فاعتقلهما وأرسلهما الى تورانشاه وذلك إمعان منه في تبعيته لهرمز حتى ولو كانت مجرد تبعية اسمية او لمجرد الخوف من بأسه ، فقدم تورانشاه على رأس قوة ضخمة وبرفقته الشيخين أحمد بن راشد ومحمد البهلوان الذي أمر بإطلاقهما وإكرامهما وأعدم المير عجب .
ثم أكمل تورنشاه زيارته للقطيف ووجد الشيخ ماجد العصفوري باستقباله مقدما فروض الولاء والطاعة . ( تاريخ الخليج وشرق الجزيرة ) ص416 ـ ص420 .
779هـ ـ 1377 م تولى بهمنشاه حكم هرمز بعد وفاة والده تورانشاه واستمر الى سنة 791هـ
وفي عهده استمرت تبعية البحرين والقطيف وباقي جزر الخليج لمملكة هرمز تؤدي الخراج إلى المظفرين حكام فارس شيراز . ص 427 .
791هـ ابتدأ حكم محمد شاه بن بهمنشاه بن تورانشاه على هرمز واستمر الى سنة 802هـ ، وفي عهده وبالتحديد في سنة 795 هـ كان يدفع الخراج الى السلطان تيمور لنك الذي أحكم سيطرته على جنوب فارس وأصبح هو السلطان المهيمن على تلك المنطقة ، وبالرغم من ذلك فقد هاجم الجيش التيموري هرمز ( العتيقة )أي هرمز الساحل ودمر كثيرا من حصونها ، ولكنه فشل في الهجوم على ( جزيرة جرون ) بسبب عدم توافر السفن اللازمة ، وقيل إن سبب الهجوم التيمري على مملكة هرمز أن السلطان محمد شاه لم يؤد الخراج خلال أربع سنوات قبل سنة 796 هـ .
كذلك في سنة 795هـ طرد تيمور لنك السلطان أحمد من العراق وقاتلوا (( صالح بن جيلان )) صاحب البحرين والبصرة فهزمهم وأسر ولد أو حفيد تيمورلنك وخرج في إحضاره عز الدين أزدمر وطالبه التنكيل بالعرب الذين كانوا يقطعون قواقل الحجاج .
801هـ توفى السلطان محمد شاه ملك هرمز وخلفه نجله قطب الدين فيروز الذي اتصف بالتقوى والورع . ص 429 .
تنازل ملك هرمز والبحرين والحسا والقطيف عن الحكم لابنه
820 هـ أجبر البكر سيف الدين مهار ابن قطب الدين فيروز عن التنازل عن عرش البلاد كما أجبره على الإقامة الجبرية في جزيرة قشم . ص 429
كما أدى ذلك الى ( انتفاضة البدو ) في مملكة هرمز بالساحل الغربي مابين البحرين والحجاز .مما أدى الى تعذر سير القوافل في هذا الإقليم .
يقول الحميدان : ذكرت كل من البحرين والقطيف وعمان وقلهات وهرموز وغيرها ضمن المناطق الخاضعة لنفوذ ملك هرمز سيف الدين مهار الذي بداية حكمه سنة 820هـ بينما لم يرد ذكر للإحساء ضمن ذلك الحكم ، في حين أن اسم الإحساء كان يذكر ضمن المناطق الخاضعة لحكم ونفوذ والده قطب الدين وهذه المنطقة تحملنا هي الأخرى على الافتراض بان الاحساء كانت خرجت قبيل عام 820 هـ عن دائرة التبعية لملوك هرمز مثلما خرجت أيدي بني جروان . وقد ذكر المقريزي فإنه قبيل سنة 820 هـ قام حكم الإحساء إبراهيم بن ناصر بن جروان بعد أبيه .
سنة 839هـ ذكر ابن حجر العسقلاني فيمن توفوا في هذه السنة : فيروز قطب الدين فيروز شاه بن تهمتم بن جردن شاه بن طغلق ابن طبق شاه صاحب هرمز والبحرين والحسا والقطيف ، وقد ذكر الحميدان بأنه كان يبعث بالحكام من قبله إلى كل من القطيف والبحرين . ص 377 الإيجاز .
سنة839 هـ انتصار فخر الدين تورنشاه الثاني حاكم ميناء ( قلهات العماني ) ضد أخيه سيف الدين مهار ملك هرمز ، وكانت ثورته بتحريض ومساندة فعاله من العرب ، وكان لبلاد البحرين دور فعال في هذه المساندة إذ زود منها بالسفن ، كما أمدته الإحساء بالخيول وأقرضه تجار تلك البلاد الأموال اللازمة لتغطية تكاليف حملته ، إلا أن الحرب انتهت بعد 4 سنوات أي سنة 843 لصالح فخر الدين وفاز بكرسي المملكة .
يقول الحميدان : إن الذي يهمنا من ثورة فخر الدين هي أنها أدت إلى تعزيز الدور الذي أخذ يلعبه عرب الساحل الشرقية للخليج العربي في الحياة السياسية لمملكة هرمز ، كما إنها فرصة للزعماء الطامحين لاستغلال هذه الاضرابات للتحرك لتحقيق طموحاتهم ، ويبدو أن (( الجبور )) كانوا من ضمن المنتهزين لهذه الظروف . فان أوبين ينقل لنا عن المؤورخ الفارسي (( جعفري )) المعاصر للأحداث والقريب من موقع حدوثها قوله : بأنه في سنة 843 هـ قام البدو بالاستيلاء على القطيف ونهبها ، ويضيف الحميدان بقوله أننا نميل بشدة إلى أن المقصود بهم هم (( بنو عامر بزعامة آل جبر )) حيث تشير المصادر بأن القوة الرئيسية في البحرين هم بنو عامر .
ان انتصار فخر الدين لا بد أن يكون فرصة مناسبة ومشجعة للمعارضين للملك المهزوم سيف الدين مهار للانقضاض على أعوانه والحكام التابعين له في كل مكان وطردهم من مواقعهم .
وفاة السيد محمد بن فلاح المشعشع وإمارة ابنه محسن
866 هـ (( كانت وفاة السيد محمد بن فلاح ، فخلفه ابنه المولى محسن ( 866 ــ 914هـ ) .. ولقب بالملك المحسن المحسن وأوصاه والده بالتجنب عما ارتكبه أخوه وامتد ملكه الى الجزائر وما ورءها إلى حدود سور بغداد من جهته الأربع والبصرة وشط بني تميم وعبدان إلى الحسا والقطيف ثم الدورق والسواحل إلى بندر عباس وجميع البنادر الى حدود فارس واستولى على : كوه قيلوية ودهشت ورامهر مز وشوشتر والبختيارية وأكراد لرستان الفيلية وبيان ودزفول والباحلذانية وبشت كوه وكرمنشاه وسميرا وبهبهان )) تاريخ المشعشعين لجاسم شبر ص 76 .
868هـ انتشار الأمراض والأوبئة والقحط حيث كثر الجدري والحصبة في نجد وهلكت خلائق لا يحصيها إلا الله واشتد القحط إلى عام 870هـ وقد أكلت الميتات وجلا كثير من أهلها الى البصرة
869هـ ارتحل من نجد خلائق كثيرة إلى الإحساء والزبير وهلك في نجد خلائق لا تحصى
875هـ وفاة تورانشاه ملك هرمز .
ذكر أجود بن زامل الجبري (875 ـ 902 هـ ) برئيس نجد وسلطان البحرين والحسا والقطيف ))
878هـ خضوع سواحل الخليج لثلاث حكام من (( آل جبر ))
يذكرباربارو سفير البندقية إلى السلطان أوزون حسن في إيران أن السواحل العربية للخليج العربي كانت تحكم من قبل ثلاثة من الأمراء المسلمين ، ومن المحتمل أنه يشير بذلك إلى حكومة أجود الذي يساعده ولداه في إدارة الملك وهما (( سيف وزامل )) .
دعم الجبور لسلغور بقوات في صراعه مع إخوته في جزيرة هرمز .
880هـ (( إثر وفاة ملك هرمز فخر الدين تورانشاه استغل الجبور نشوب الصراع بين أبنائه على خلافة المملكة في تأكيد سيادتهم على بقية المنطقة حين قاموا بالتدخل في ذلك الصراع لصالح سلغور أحد أبناء تورإنشاه ، حيث تم دعمه بقوات جبرية تم إنزالها في جزيرة هرموز مقابل تنازل للجبور عن مطالب هرمز السيادية على البحرين والقطيف ودخل ولكن سلغور بعد أن إستقرت له السلطة شرع في المطالبة بالبحرين والقطيف ودخل في صراع مع الجبور من أحل ذلك كانت محصلة ذلك بقاء البحرين والقطيف في أيدي الجبور مقابل موافقتهم على دفع مبلغ سنوي محدد لهرمز ))
حكم بني نبهان الأزديين لعمان وتبعيتهم لهرمز :
ورد في رحلة ابن بطوطة أن أمير ظفار في وقت مروره هو السلطان الملك المغيث لبن المللك الفائز ابن عم ملك اليمن ـ المجاهد نور الدين علي بن السلطان المؤيد ( هزبر الدين داود بن السلطان المظفر يوسف بن علي بن رسول ) ـ وكان أبوه أميرا على ظفار من قبل صاحب اليمن وله عليه هدية يبعثها في كل سنة . 779 هـ
وقد زار أيضا مدينة قلهات العمانية وقال عن أهلها (( وكلامهم ليس بالفصيح مع أنهم عرب ، وكل كلمة يتكلمونها يصلونها بلا ، وأما عن مذهبهم فقد قال وأكثرهم خوارج ولكنهم لا يقدرون على إظهار مذهبهم لأنهم تحت طاعة السلطان قطب الدين تهمن ملك هرمز وهو من أهل السنة )) .م2 ص 135 .
الجزء الثاني قريبا ان شاء الله .
ولكن هذا الموضوع كبير ويحتاج الى تفريق الكتب والنصوص المرتبطة بيحثنا هذا، وكنت قد جمعت يعض
النصوص حسب التسلسل التاريخي لأهمية ذلك لكل باحث ، حيث يمكن معرفة واستنباط الأسباب التي
أثرت على المنطقة وترتبت عليه هجرة القبائل (( الجزء الأول ))
يذكر المقدسي : خلال القرن الخامس وهو من علمائها في تلك الفترة .
وهو يذكر البحرين :
ولصاحب كيش وهي في الإقليم الثاني وموضعها في بحر فارس على التجار الذين يعاملون الغواصين شيء معلوم يقبض له في ديوان البيع منهم ويبعث إليه بذلك ضريبة وما وجد من الجواهر الغالي النفيس أمسكه الوالي وكتبه على نفسه باسم أمير المؤمنين والعدل لا يفارقهم في البيع والشراء حتى لا يظلم منهم أحد ولا يشكو ظلما .
ص 60 ج1 : صاحب كيش وتجارة العبيد :
كان الزنج يزاولون التجارة في ( منبسة وملندة ) وهم يأتون من عدة قرى متفرقة وبضائعهم من الجلود والحديد وليس للزنج مراكب يسافرون فيها وإنما تدخل المراكب من عمان وغيرها الى جزائر الرانج فيبيعون بها متاعهم ويشترون متاع الزنج ، وللعرب في قلوب الزنج رعب عظيم ومهابة فلذلك متى عاينوا رجلا من العرب تاجرا أو مسافرا سجدوا له وعظموه شأنه وقالوا بكلامهم هنيئا لكم يا أهل بلاد التمر ، وإن المسافرين في بلادهم يسرقون ابناء الزنج بالتمر يخدعونهم به فينقلونهم من مكان إلى آخر حتى يقبضون عليهم ويخرجونهم من بلادهم الى البلاد التي يكونون بها وأهل بلاد الزنج كثيرو العدد قليلو العدد ، وصاحب جزيرة كيش من بحر عمان يغزو بمراكبه بلاد الزنج فيسبي منها خلقا كثيرا . وكذلك يفعل أهل اليمن في تجارة العبيد .
والغوص في بلاد فارس صنعة تتعلم وينفق عليها الأموال في تعليمها .
حكم عائلة الطيبي لجزيرة قيس ( كيش ) وما حولها من بعض الأقاليم
في 6 جمادي الأولى 694 هـ قبض بايدو أحد حفدة هولاكو على سلطان المغول والعراق وايران إيلخيان كيخاتو والذي كان قد توصل إلى الحكم في يوم الأحد رجب 690 هـ بعد وفاة أخيه أرغون خان .
وخلال حكمه التي استمرت أكثر من ثلاث سنوات وتسعة أشهر وهب لجمال الدين إبراهيم بن محمد الطيبي الملقب بابن السواملي تاجر اللؤلؤ والخيول العراقي الذي كان يملك أسطولا تجاريا من السفن تجاوز المائة سفينة حكم اقليم فارس وسواحل الخليج بما فيه من جزر مثل قيس والبحرين وخارك .
فلقب الطيبي بملك الاسلام وخطبت الخطبة باسم الملك المعظم ( فخر الدين أحمد بن ابراهيم بن محمد الطيبي ) كما ضربت السكة باسمه أيضا ، ثم استطاع جمال الدين ضم العراق العربي والبصرة وواسط وشبنكارة وشيراز إلى مكة أيضا بعد موافقة السلطان المغولي ( غازان ) ( 694 ـ 703 هـ )
تاريخ الخليج وشرق الجزيرة العربية د. محمود خليل مكتبة مدبولي ط1 ص 395 .
من هو غازان ؟
جلس على تخت الحكم الملك غازان محمود بن أرغون بن أبغا بن هولاكو بن تولي بن جنكزخان . حسن له نائبه ( نوروز ) الإسلام فأسلم في سنة 694 هـ وفشا بذلك الاسلام في التتار . وكان يتكلم الفارسية مع خواصه ويفهم أكثر ما يقال له باللسان العربي ، وكان غازان أشقر ربعة خفيف العارضين غليظ الرقبة كبير الوجه وكان وفاته في 12 شعبان 703 هـ بقزوين .
وخلفه أبو سعيد بن خربندا بن أرغون بن أبغا بن هولاكو وقد خطب له بمكة باسم ملك العراقين سنة 717 هـ بعد استيلاء الشريف الأمير عزالدين حميضة وطرد الشريف أسد الدين رميثة .كان من الرافضة الذين ساعدوه لغزو مكة ولنبش قبر الشيخين من جوار النبي صلى الله عليه وسلم .
سنة 728 هـ دخول قوات هرمزية الى البحرين في عهد قطب الدين تهماتن الذي كان يحكم هرمز منذ بداية القرن الرابع عشر م . ص 355 اللإيجاز ج1
علاقة البحرين والقطيف بسلاطين هرمز :
سنة 745 هـ استطاع نظام الدين كيقباد بانقلاب أقصى به أخاه الملك قطب الدين تهتمن الثاني عن حكم هرمز وأعلن نفسه سلطانا عليها ، وقد حاول تهتمن استعادة ملكه إلا أنه فشل في جميع محاولاته .
ولم يدم حكم نظام الدين طويلا ففي سنة 746 هـ توفى ، وكان يقول لولديه شادي وشنبا وهو يحتضر يجب إرجاع حكم البلاد لحاكمها الشرعي أي أخاه تهتمن استعادة ملكه إلا أن ولديه لم ينفذا وصيته ، وشاءت مشيئة الله أن يقوم الأهالي بمساعدة السلطان قطب الدين تهتمن في إنزال قواته على ساحل كرمان ومن ثم الانتصار على أولاد أخيه واستعادة حكم هرمز ثم ( قيس ) ولم يبق في يد شادي سوى جزر البحرين والتي استأثر بحكمها الأمير شادي إثر خلافه مع أخيه شنبا وهروبه إلى منطقة فال التابعة لهرمز .
وفي عهد توراشاه حصلت تغيرات كبرى في جزيرة البحرين ومنها أنه لما توفى الأمير شادي الذي استغل في حكم جزر البحرين تولى بعده ابنه ( فولان ) فلما علم شنبا بوفاة أخيه شادي عبر الى الجزيرة البحرين وقتل ابن أخيه وصار حاكما للجزيرة ، إلا أن حكمه لم يدم بسبب ظلمه وسوء سياسته فقام الأهلون بقيادة ( مير عجب والشيخ محمد البهلوان والشيخ أحمد بن راشد بن مانع بن عصفور ) بالثورة ضده واستطاع المير عجب قتله فأصبح الأخير هو حاكم الجزيرة .
وعندما طلب المير عجب من الشيخين محمد البهلوان وأحمد بن راشد بن عصفور الاعتراف به حاكما مستقلا للبحرين رفضا وأصرا على عودة البحرين إلى وضعها الصحيح بأن تعود تبعيتها لاقليم بلاد البحرين فأسرعا بالاتصال بحاكم القطيف الشيخ ماجد العصفوري وطلبا منه العون والمساعدة لتخليصهم من المير عجب بضم البحرين الى حكمه في القطيف ، فما كان منه الا أن شك في نواياهما فاعتقلهما وأرسلهما الى تورانشاه وذلك إمعان منه في تبعيته لهرمز حتى ولو كانت مجرد تبعية اسمية او لمجرد الخوف من بأسه ، فقدم تورانشاه على رأس قوة ضخمة وبرفقته الشيخين أحمد بن راشد ومحمد البهلوان الذي أمر بإطلاقهما وإكرامهما وأعدم المير عجب .
ثم أكمل تورنشاه زيارته للقطيف ووجد الشيخ ماجد العصفوري باستقباله مقدما فروض الولاء والطاعة . ( تاريخ الخليج وشرق الجزيرة ) ص416 ـ ص420 .
779هـ ـ 1377 م تولى بهمنشاه حكم هرمز بعد وفاة والده تورانشاه واستمر الى سنة 791هـ
وفي عهده استمرت تبعية البحرين والقطيف وباقي جزر الخليج لمملكة هرمز تؤدي الخراج إلى المظفرين حكام فارس شيراز . ص 427 .
791هـ ابتدأ حكم محمد شاه بن بهمنشاه بن تورانشاه على هرمز واستمر الى سنة 802هـ ، وفي عهده وبالتحديد في سنة 795 هـ كان يدفع الخراج الى السلطان تيمور لنك الذي أحكم سيطرته على جنوب فارس وأصبح هو السلطان المهيمن على تلك المنطقة ، وبالرغم من ذلك فقد هاجم الجيش التيموري هرمز ( العتيقة )أي هرمز الساحل ودمر كثيرا من حصونها ، ولكنه فشل في الهجوم على ( جزيرة جرون ) بسبب عدم توافر السفن اللازمة ، وقيل إن سبب الهجوم التيمري على مملكة هرمز أن السلطان محمد شاه لم يؤد الخراج خلال أربع سنوات قبل سنة 796 هـ .
كذلك في سنة 795هـ طرد تيمور لنك السلطان أحمد من العراق وقاتلوا (( صالح بن جيلان )) صاحب البحرين والبصرة فهزمهم وأسر ولد أو حفيد تيمورلنك وخرج في إحضاره عز الدين أزدمر وطالبه التنكيل بالعرب الذين كانوا يقطعون قواقل الحجاج .
801هـ توفى السلطان محمد شاه ملك هرمز وخلفه نجله قطب الدين فيروز الذي اتصف بالتقوى والورع . ص 429 .
تنازل ملك هرمز والبحرين والحسا والقطيف عن الحكم لابنه
820 هـ أجبر البكر سيف الدين مهار ابن قطب الدين فيروز عن التنازل عن عرش البلاد كما أجبره على الإقامة الجبرية في جزيرة قشم . ص 429
كما أدى ذلك الى ( انتفاضة البدو ) في مملكة هرمز بالساحل الغربي مابين البحرين والحجاز .مما أدى الى تعذر سير القوافل في هذا الإقليم .
يقول الحميدان : ذكرت كل من البحرين والقطيف وعمان وقلهات وهرموز وغيرها ضمن المناطق الخاضعة لنفوذ ملك هرمز سيف الدين مهار الذي بداية حكمه سنة 820هـ بينما لم يرد ذكر للإحساء ضمن ذلك الحكم ، في حين أن اسم الإحساء كان يذكر ضمن المناطق الخاضعة لحكم ونفوذ والده قطب الدين وهذه المنطقة تحملنا هي الأخرى على الافتراض بان الاحساء كانت خرجت قبيل عام 820 هـ عن دائرة التبعية لملوك هرمز مثلما خرجت أيدي بني جروان . وقد ذكر المقريزي فإنه قبيل سنة 820 هـ قام حكم الإحساء إبراهيم بن ناصر بن جروان بعد أبيه .
سنة 839هـ ذكر ابن حجر العسقلاني فيمن توفوا في هذه السنة : فيروز قطب الدين فيروز شاه بن تهمتم بن جردن شاه بن طغلق ابن طبق شاه صاحب هرمز والبحرين والحسا والقطيف ، وقد ذكر الحميدان بأنه كان يبعث بالحكام من قبله إلى كل من القطيف والبحرين . ص 377 الإيجاز .
سنة839 هـ انتصار فخر الدين تورنشاه الثاني حاكم ميناء ( قلهات العماني ) ضد أخيه سيف الدين مهار ملك هرمز ، وكانت ثورته بتحريض ومساندة فعاله من العرب ، وكان لبلاد البحرين دور فعال في هذه المساندة إذ زود منها بالسفن ، كما أمدته الإحساء بالخيول وأقرضه تجار تلك البلاد الأموال اللازمة لتغطية تكاليف حملته ، إلا أن الحرب انتهت بعد 4 سنوات أي سنة 843 لصالح فخر الدين وفاز بكرسي المملكة .
يقول الحميدان : إن الذي يهمنا من ثورة فخر الدين هي أنها أدت إلى تعزيز الدور الذي أخذ يلعبه عرب الساحل الشرقية للخليج العربي في الحياة السياسية لمملكة هرمز ، كما إنها فرصة للزعماء الطامحين لاستغلال هذه الاضرابات للتحرك لتحقيق طموحاتهم ، ويبدو أن (( الجبور )) كانوا من ضمن المنتهزين لهذه الظروف . فان أوبين ينقل لنا عن المؤورخ الفارسي (( جعفري )) المعاصر للأحداث والقريب من موقع حدوثها قوله : بأنه في سنة 843 هـ قام البدو بالاستيلاء على القطيف ونهبها ، ويضيف الحميدان بقوله أننا نميل بشدة إلى أن المقصود بهم هم (( بنو عامر بزعامة آل جبر )) حيث تشير المصادر بأن القوة الرئيسية في البحرين هم بنو عامر .
ان انتصار فخر الدين لا بد أن يكون فرصة مناسبة ومشجعة للمعارضين للملك المهزوم سيف الدين مهار للانقضاض على أعوانه والحكام التابعين له في كل مكان وطردهم من مواقعهم .
وفاة السيد محمد بن فلاح المشعشع وإمارة ابنه محسن
866 هـ (( كانت وفاة السيد محمد بن فلاح ، فخلفه ابنه المولى محسن ( 866 ــ 914هـ ) .. ولقب بالملك المحسن المحسن وأوصاه والده بالتجنب عما ارتكبه أخوه وامتد ملكه الى الجزائر وما ورءها إلى حدود سور بغداد من جهته الأربع والبصرة وشط بني تميم وعبدان إلى الحسا والقطيف ثم الدورق والسواحل إلى بندر عباس وجميع البنادر الى حدود فارس واستولى على : كوه قيلوية ودهشت ورامهر مز وشوشتر والبختيارية وأكراد لرستان الفيلية وبيان ودزفول والباحلذانية وبشت كوه وكرمنشاه وسميرا وبهبهان )) تاريخ المشعشعين لجاسم شبر ص 76 .
868هـ انتشار الأمراض والأوبئة والقحط حيث كثر الجدري والحصبة في نجد وهلكت خلائق لا يحصيها إلا الله واشتد القحط إلى عام 870هـ وقد أكلت الميتات وجلا كثير من أهلها الى البصرة
869هـ ارتحل من نجد خلائق كثيرة إلى الإحساء والزبير وهلك في نجد خلائق لا تحصى
875هـ وفاة تورانشاه ملك هرمز .
ذكر أجود بن زامل الجبري (875 ـ 902 هـ ) برئيس نجد وسلطان البحرين والحسا والقطيف ))
878هـ خضوع سواحل الخليج لثلاث حكام من (( آل جبر ))
يذكرباربارو سفير البندقية إلى السلطان أوزون حسن في إيران أن السواحل العربية للخليج العربي كانت تحكم من قبل ثلاثة من الأمراء المسلمين ، ومن المحتمل أنه يشير بذلك إلى حكومة أجود الذي يساعده ولداه في إدارة الملك وهما (( سيف وزامل )) .
دعم الجبور لسلغور بقوات في صراعه مع إخوته في جزيرة هرمز .
880هـ (( إثر وفاة ملك هرمز فخر الدين تورانشاه استغل الجبور نشوب الصراع بين أبنائه على خلافة المملكة في تأكيد سيادتهم على بقية المنطقة حين قاموا بالتدخل في ذلك الصراع لصالح سلغور أحد أبناء تورإنشاه ، حيث تم دعمه بقوات جبرية تم إنزالها في جزيرة هرموز مقابل تنازل للجبور عن مطالب هرمز السيادية على البحرين والقطيف ودخل ولكن سلغور بعد أن إستقرت له السلطة شرع في المطالبة بالبحرين والقطيف ودخل في صراع مع الجبور من أحل ذلك كانت محصلة ذلك بقاء البحرين والقطيف في أيدي الجبور مقابل موافقتهم على دفع مبلغ سنوي محدد لهرمز ))
حكم بني نبهان الأزديين لعمان وتبعيتهم لهرمز :
ورد في رحلة ابن بطوطة أن أمير ظفار في وقت مروره هو السلطان الملك المغيث لبن المللك الفائز ابن عم ملك اليمن ـ المجاهد نور الدين علي بن السلطان المؤيد ( هزبر الدين داود بن السلطان المظفر يوسف بن علي بن رسول ) ـ وكان أبوه أميرا على ظفار من قبل صاحب اليمن وله عليه هدية يبعثها في كل سنة . 779 هـ
وقد زار أيضا مدينة قلهات العمانية وقال عن أهلها (( وكلامهم ليس بالفصيح مع أنهم عرب ، وكل كلمة يتكلمونها يصلونها بلا ، وأما عن مذهبهم فقد قال وأكثرهم خوارج ولكنهم لا يقدرون على إظهار مذهبهم لأنهم تحت طاعة السلطان قطب الدين تهمن ملك هرمز وهو من أهل السنة )) .م2 ص 135 .
الجزء الثاني قريبا ان شاء الله .