المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الامير مهنا الزعابي حاكم بندر ريق (شخصية خالده)



شبيه الريح
12-24-2010, 02:37 PM
امارة الزعابي في بندر ريق على الساحل الشرقي و ظهور الامير البطل مهنا

http://4.bp.blogspot.com/__Au69FzMRow/TIOfKzA3LGI/AAAAAAAAAgg/rLyIf0gtvQo/s1600/Kh_rg_Island_in_Gulf_Satellite_images_are_courtesy _of_NASA12-516x267-527x296.jpg


إلى الشرق من دولة الكويت وعلى مسافة 200 كيلوا متر بحرا، توجد هناك جزر و مدن عربية كانت مزدهرة على الساحل الفارسي، هي أشبه ما تكون بدولة البحرين من حيث التركيبة السكانية والعادات والتقاليد، و بندر ريق أو "ميناء ريق" هي بلدة لأمير عربي يدعى مهنا بن ناصر الزعابي، هاجر قومه من العرب من سواحل عمان المتصالح (دولة الإمارات العربية)، على الأرجح إبان سقوط الاحتلال البرتغالي، فتخذوا تلك السواحل مواطن لهم و قاتلوا بشراسة دفاعا عنها. من هو هذا البطل العربي الذي تذكره مصادر التاريخ الأوروبية والعربية.

بندر ريق 1905م :

تعتبر ريق الميناء والمدينة الرئيسية في منطقة "حياة داود" على الساحل الفارسي. وتقع على الساحل على بعد 31 ميلا إلى الشمال الغربي من مدينة بوشهر و 156 ميلا إلى الشرق من الكويت بحرا.[1]

الموقع وطبيعته:

تقع ريق على ساحل رملي منخفظ يسير بتجاه شمالي جنوبي. وهناك خليج في المدينة له ضفتان تقبع بهما قوارب الأهالي أثناء انخفاض الماء. وتقع إلى الشمال وجنوب المدينة أرض زراعية أما إلى شرقها وعلى بعد حوالي الميلين، فهناك سلسلة من التلال الرملية المنخفضة تحجبها عن أعين المسافرين عندما يقتربون منها في هذا الجانب ويتألف الموقع الدفاعي الوحيد فيها من بناء من الحجارة والطين يقيم به الخان وهو شبه محصن. أما البيوت الأخرى فهي مبنية من الطوب المجفف ويمكن بناء بيوت أفضل منها باستعمال الحجارة من بو شهر والاسمنت من جزيرة جارك، ولكن الخان يبذل قصارى جهده دائما للحيلولة دون تحسين المدينة خوفا من جشع الحكومة الفارسية.

وتمتلك مدينة ريق قليلا من أشجار النخيل، كما أن بها ضريحين ولكنهما غير مهمين، ويقال بأن المدينة قديمة جدا.

السكان:

يبلغ عدد سكان المدينة 2500 شخص، وهم خليط من الأجناس ولكن الغالبية من العرب من بنو صعب العمانية من كهلان[2]،[3] واللور. ويتحدث الناس باللغة الفارسية بلهجة معدلة من اللور.

ويعمل الناس بالزراعة وبناء القوارب والملاحة والتجارة، وهم مشهورون بحبهم للسلام وعدم تعصبهم. ويمتلك الأهالي بنادق من نوع المارتينى بعدل ثلاث بنادق لكل خمسة منازل، وهم شيعة.

التجارة والتموين:

تعتبر ريق ميناء مزدهرا، وتتعامل تجاريا مع بو شهر والكويت، وهي تقدم الخدمات لمنطقة "حياة داود" الكبيرة بالإضافة إلى جزء من منطقة "شبانكاره". ويضم سوقها 50 حانوتا وتبلغ وارداتها الشهرية 150 كيسا من السكر وخمسة صناديق من الشاي و 50 كيسا من الأرز الهندي و 100 برميل من زيت الكيروسين و 50 بالة من أصواف مانشستر، وجميعها من بو شهر. كما تستورد أعداد كبيرة من الجمال من الكويت. أما صادراتها فهي القمح والشعير والصمغ والصوف والماشية وكلها تذهب إلى بو شهر باستثناء القمح الذي يصدر معظمه الى الكويت والبحرين ومسقط. والعملة المتداولة هي القران. كما يتداولون الروبية والدلار أيضا.

الموارد والمواصلات:

يحصل على المياه من الآبار، ويمتلك أهالي المدينة 50 حصانا و 100 جمل و 150 حمارا بالإضافة الى 100 رأس من البقر و 600 رأس من الماعز و الأغنام ولديهم من القوارب 8 بومات من أحجام مختلفة بالإضافة إلى 10 مشوه و 15 قاربا لصيد الأسماك.

زعاب قبيلة "الأمير" أو "المير" مهنا الزعابي:

والمفرد زعابي، وهي أحدى قبائل ساحل عمان المتصالح، ويقيم قسم منها في سلطنة عمان، وهم هناوية سياسيا، ومسلمون سنة على المذهب الحنبلي ومقرهم السياسي جزيرة الحمر حيث يملكون بها 500 منزل ويودون أيضا في خور كلبا حيث تقيم منهم 150 أسرة هناك، وكلا المكانين في أمارة الشارقة على جانبي منطقة رؤوس الجبال[4].

و كان حاكم بندر ريق المير حمد الذي حكم الجزيرة مقابل 240 روبية سنويا على أن يقوم بحمايتهم من هجمات العرب القادمين من البحر. وقد استلم حكام بندر ذلك المبلغ ولكنهم لم يقدموا الحماية الكافية لسكان الجزيرة وبقوا معرضين لهجمات بحرية مستمرة من قبل العرب، وبعد وفاة المير حمد تدهورت أمور بندر ريق وذلك نتيجة لصراع أبنائه وورثته وأستمر ذلك إلى أن وصل المير ناصر إلى السلطة و عادت الحياة إلى بندر ريق وازدهرت التجارة فيها، و أصبح المير ناصر يملك ثلاثون سفينة وثلاثمائة رجل مسلح، وقد تحول والد المير ناصر إلى المذهب الشيعي[5].

المير مهنا عدوا للإنجليز والإيرانيين:

(القطه تأكل صغارها لتحميهم)

كان ظهور مير مهنا في أحداث الخليج خلال الفترة 1740 – 1785م فكان يجوب الخليج العربي بسفنه الحربية شرقا وغربا شمالا وجنوبا، اشتهرت معاركه البحرية بالشراسة والوحشية، أطلق عليه الإنجليز لقب رئيس قراصنة "ريق".

تشير التقارير الإنجليزية[6] بأن مير مهنا قام بطرد المستر "وود" من رق سنة 1756م، حيث أن مير مهنا كان قد سجن سنة 1756م لوقت قصير في شيراز، ثم وقع مرة أخرى في يد كريم خان، ولكن نظرا لشفاعة حاكم طنجستان الذي كان متزوجا من إحدى أخواته، فقد سجنه الثاني لفترة قصيرة أيضا. وقد استمر مير مهنا على أية حال في معاكسة كريم خان، وارتكب عدة غارات عرضت القوافل المارة بين بو شهر وشيراز لأخطار جسيمة، وقد دافع في أحدى المرات بنجاح عن مدينة ريق عندما هجمها الوكيل بقوات كبيرة من ناحية البر. وكانت علاقاته مع مجاوريه، وهم شيخ كعب من جانب وشيخ بو شهر من الجانب الآخر على العموم غر ودية. وفي سنة 1764م طلب كريم خان منه الجزية بشكل رسمي، فرفض مير مهنا دفعها باستخفاف، وأمر بحلق لحية الرسول الذي أرسل إليه، ولذا أعلن الوكيل الحرب ضده. وأرسل قوة إلى الساحل لتتولى العمليات البرية ضد ريق بقيادة الأمير كهنة خان. وبقيت هذه القوات مرابطة في خرموج من فبراير إلى مايو سنة 1765م، وقد سعى الوكيل لدى شيوخ البحر المحلين للحصول على مساعدة بحرية منهم كان يرى أنها لازمة لنجاح الحملة ولكنه لم يستطع تأمين أي منها، عدا أسطول شيخ بو شهر الذي كانت علاقاته مع مير مهنا علاقات عدائية، والذي كانت رفاهية مدينته تعتمد على اتصالها مع شيراز وان كانت قوته البحرية غير كافية وحدها لمواجهة قوى مير مهنا. كذلك فان أهل كنجون لم يثقوا على الأخص بنوايا الوكيل مثل مير مهنا لم يدفعوا جزية للوكيل. وقد قيل عنهم في هذا الوقت أنهم كانوا ينامون في كل ليلة على ظهور مراكبهم، وفي النهاية زحف كهنة خان على ريق ، عندما أعطى في مايو سنة 1765م وعدا بتقديم مساعدة من الأسطول البريطاني. إلا أن مير مهنا كان قد أخلاها في الحال، وانسحب إلى خارجو حيث لاحقته الحملة الأنجلو- إيرانية العقيمة لتحطيمه، وعندما انفضت الحملة المشتركة في يوليو سنة 1765م، بقيت القوات الإيرانية لبعض الوقت وهي تحتل ريق. وفي شهر أغسطس التالي أمر مير مهنا بإلقاء أختيه في البحر، ومن الواضح أن كراهيته لشيخ كعب كانت السبب في ذلك، إذ أن الشيخ كان سلب منه أحداهما ليزوجها من ابنه، فرأى أن اغراقهما انسب وسيلة لتجنب الطلب. كذلك فان مير مهنا الذي كان عندئذ دون الثلاثين من عمره، قد قضى على طفله البكر بإلقائه تحت الشمس على شاطئ البحر، وكانت علته الوحيدة في ذلك أن الطفل كان بنتا وليس ولدا.

انتصار مير مهنا بن نصر الزعابي على الهولنديين حكام مدينة "خارج":

في شهر سبتمبر سنة 1765م أحرز مير مهنا، الذي كان ما يزال يحتل خارجو ولم يعد إلا القليل من شعبه إلى ريق، انتصارا على عدوه الشيخ ناصر وتقدم إلى بو شهر لمحاصرتها. وقد أصر على الهولنديين بوجوب إيقاف تجارتهم مع ذلك الميناء. وفي أكتوبر أرسل "مانهير فان هوتنج" الذي لم يرغب في الإذعان لإملاء أوامر عليه من شخص همجي، سفينتين تجاريتين كبيرتين تعملان في التجارة الهندية تسمى الواحدة منهما "انديامان" و ثلاث جلواطات ضد خارجو، فأسرع شيخ بوشهر، وقد سره تطور الأمور على ذلك الشكل، بأسطوله وبقوات برية لا بأس بها، للاشتراك مع الهولنديين الذين استطاعوا إحراق جلواطة تابعة للمير مهنا، وحطموا اثنين أخريين ولكنهم لم يستطيعوا بعد ذلك أن يسببوا له أي ضرر في البحر حيث كان قد تحصن في موقعه بعناية. وكما يحكى أنه كان غالبا ما يدفن نفسه في الأرض. وبعد مدة طويلة قرر الحلفاء أن ينزلوا إلى البر، وحيث أن نزولهم لم يقاوم، فإنهم سرعان ما وصلوا بيوت السكان تاركين لأنفسهم بما فيهم الجنود الأوروبيون حرية نهب المساكن. وعندما رأى المير مهنا أن الغزاة تعثروا بدون انتظام، هاجمهم فجأة بفصيلة من الفرسان ما كانوا يتصورون وجودها، وقد طردهم إلى البحر مكبدا إياهم خسائر جسيمة. وكان بين القتلى الأوروبيين سبعون هولنديا في حين هرب الباقي إلى السفن وجرح ما يقارب من 21 منهم أثناء السباحة. وقيل أن شيخ بو شهر فقد 200 رجل. وقد أضعفت هذه الكارثة الهولنديين حتى أنهم وجدوا أنفسهم مضطرين للرجوع إلى خارج ليستعدوا للدفاع عن هذا المكان بتوزيع بطاريات مدافع جديدة[7].

استيلاء المير مهنا على المقر الهولندي في خارج:

تابع المير مهنا بدون تباطأ غزو جزيرة خارج، وكانت عملية نقل الجنود من خارجو عبر المضيق الفاصل على درجة من الترتيب، بحيث أن المراكب الهولندية الكبرى لم يكن بالمستطاع استعمالها لمنع العملية. وفي النهاية وجد الهولنديون مع قوتهم المحاربة التي تبلغ حوالي 200 شخص تشمل نسبة لا بأس بها من الأوروبيين أنفسهم محاصرين في مدينة خارج من قبل 500 رجل بقيادة مير مهنا، وحوالي منتصف ليلة 31 ديسمبر سنة 1765م وبعد حصار دام 13 يوما، استطاع العرب تسلق أسوار المدينة والاستيلاء على أحد الأبراج. وفي الصباح التالي ومع أنه كان يوجد على القلعة 60 أو 70 من الأوروبيين لكنهم استسلموا شريطة أن ينسحبوا منها بسلام، إلى أي مكان يختارونه ولم يقتل أو يجرح منهم أكثر من 9 أشخاص. ويبدو أن أسباب هذا الاستسلام النهائي الغامض كان سبب غدر مير مهنا الذي حجز "مانهير فان هوتنج" وبطانته أثناء المقابلة التي عقدة في القلعة لبحث شروط التسليم بناء على مشورة الوكيل الإيراني السري للحاكم. ولا شك أن الظروف التي مكنت المير مهنا من سجن القائد العسكري الهولندي، كافيه لتفسير أمور الاستسلام، وقد قامت سفينتا الشركة الهولندية اللتان كانتا واقفتين على الفرضة أثناء هذه الحوادث بالإقلاع، عندما رفرف علم الهدنة على القلعة نحو الخليج مباشرة. فغادر الهولنديون الميناء تاركين جميع بضائعهم خلفهم، ومن بين الأموال التي وقعت في يد مير مهنا عندما استولى على خارج سفينة حربية تعود لإمام مسقط.

وهكذا انتهت التجربة المكلفة وغير المربحة لإنشاء مستعمرة هولندية محصنة في خارج.

نهاية مير مهنا:

وقد انتهت حيات الأمير "مير" مهنا نصر الزعابي بعد آلام طويلة، عندما تمرد عليه رعاياه الذين أصبحوا لا يحتملون جبروته، فقد أمر بسجن "درباس" وهو زعيم كان يعمل في خدمته، وعامله بقسوة شديدة بسبب بعض الإساءات التافهة، ولذا قام رؤساء شيوخ العرب بالتآمر ضده. وفي ليلة السادس والعشرين من يناير سنة 1769م وبعد أن استولوا على جزء من قلعته (ولا يوجد أدنى شك بأن الإنجليز باركوا هذا التمرد)[8]، و فشلوا في محاولة إلقاء القبض عليه، مما دفعه هو وأتباعه المقربين إلى اللجوء إلى برج من أبراج القلعة الرئيسية. وكان رأيه في البداية أن يعتصم في ذلك البرج، إلا أنه عدل عن ذلك، عندما وجد أنه لم يبق له مؤيدون في الجزيرة، فدبر أمر هربه من خارج في قارب صغير صحبه فيه حوالي 20 رجلا ممن بقوا موالين له.

أنتقل إلى البصرة عن طريق الكويت حيث كان يطمح بمعونة الأتراك نظرا للصداقة التي كانت تربطه بمتسلمها بعد أن كان قد عقد معه معاهدة صداقة لذلك لم يكن يتعرض للسفن التركية وبالرغم من أن متسلم البصرة التركي استقبله استقبالا جيدا وأكرم وفادته في بادئ الأمر لم يلبث أن غدر به بعد أن تلقى الأوامر من والي بغداد الذي كان يكن له كراهية كبيرة حيث أعدم هناك شنقا في منتصف ليلة 21 مارس سنة 1769م بأمر من المتسلم التركي بالبصرة وطيف برأسه في شوارعها[9]، وقيل عندئذ أن هدف الأتراك من ذلك التصرف مع الزعيم الهارب كان قطع الطرق على طلب يقدم لتسليمه ويستوي فيه عار تلبيته، وخطورة رفض تسليمه لكريم خان، وكان من المعتقد بأن رأسه سيرسل إلى الوكيل في إيران بعد أن يرى رأسه الباشا في بغداد.--------------------------------------------------------------------------------

[1] . ج. ج. لوريمر ، دليل الخليج، القسم الجغرافي، الجزء الخامس، ص1936.

[2] . مي الخليفة، عبد الله بن أحمد محارب لم يهدأ، ص 52.

[3] .عبد الحميد نعمة، الهولة القبيلة العامرية، ص52.

[4] . ج. ج. لوريمر ، دليل الخليج، القسم الجغرافي، الجزء السابع، ص 2571.

[5]. مي الخليفة، عبد الله بن أحمد محارب لم يهدأ، ص 52.

[6] . ج. ج. لوريمر ، دليل الخليج، القسم التاريخي، الجزء الخامس، ص 2647 .

[7] . قدري قلعجي، الخليج بحر الأساطير، ص 16.

[8] .عبد العزيز عوض، دراسات في تاريخ الخليج العربي الحديث.

[9] . عبد الحميد نعمة، الهولة القبيلة العامرية، ص52.

كحيلآن الحمادي
12-24-2010, 03:20 PM
لاهنت اخوي شبيه الريح على المعلومات القيمه
يحفظك ربي

ولد النواخذه
12-24-2010, 04:17 PM
تسلم ايدك شبيه الريح

موضوع شيق جدا

أحمد الحوسني
12-24-2010, 07:04 PM
موضوع مفيد

اشكرك اخوي شبيه الريح

الرحال
12-24-2010, 11:25 PM
شكراً على الموضوع لاهنت

الصقر
12-25-2010, 09:01 AM
لا هنت شيخي و مميز كالعادة طال عمرك

تحياتي لك و لكل زمان دولة و رجال

بو ثامر
12-25-2010, 04:17 PM
الله يرحمه و تشكر على الموضوع اخينا شبيه الريح

شبيه الريح
12-25-2010, 09:45 PM
حياكم الله يا النشامه

نصوري قح
12-26-2010, 03:14 PM
تسلم اخوي على السرد الشيق و البحث القيم

شبيه الريح
12-27-2010, 12:57 PM
الله يسلمك اخوي نصوري قح

عمر آل صالح
12-27-2010, 04:20 PM
موضوع شيق تشكر عليه اخي شبيه الريح

شبيه الريح
12-29-2010, 07:33 PM
شكرا للمرور الكريم يا النشامه

انوهي
05-03-2011, 08:41 AM
الي تابع مسلسل اخوان مريم بيشوف شخصية مير مهنا في بعض الحلقات