المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اللّهمّ إنّي أسْتخيرك بعلْمك



جباره
01-07-2011, 04:16 PM
الحمد لله و الصلاه و السلام على رسول الله



حث الشارع الكريم إذا هم الانسان بعمل ان يستخير و يستشير لكي يصل للصواب في امره الذي هم به وقد وردة نصوص في التاكيد على ذلك منها


عنْ جابر بْن عبْداللّه رضي اللّه عنْهما قال



كان رسول اللّه صلّى اللّه عليْه وسلّم يعلّمنا الاسْتخارة في الأمور كلّها كما يعلّمنا السّورة من الْقرْآن يقول



(( إذا همّ أحدكمْ بالأمْر فلْيرْكعْ ركْعتيْن منْ غيْر الْفريضة، ثمّ ليقل اللّهمّ إنّي أسْتخيرك بعلْمك وأسْتقْدرك بقدْرتك وأسْألك منْ فضْلك الْعظيم فإنّك تقْدر ولا أقْدر وتعْلم ولا أعْلم وأنْت علام الْغيوب، اللّهمّ إنْ كنْت تعْلم أنّ هذا الأمْر خيْرٌ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمْري -أوْ قال عاجل أمْري وآجله - فاقْدرْه لي ويسّرْه لي ثمّ باركْ لي فيه ، وإنْ كنْت تعْلم أنّ هذاالأمْر شرٌّ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمْري - أوْ قال في عاجل أمْري وآجله - فاصْرفْه عنّي واصْرفْني عنْه واقْدرْ لي الْخيْر حيْث كان ثمّ أرْضني )) قال ويسمّي حاجته .

رواه البخاري وله روايات في الترمذي والنسائي وأبو داودوابن ماجة وأحمد


الاسْتِخَارَةُ لُغَةً



طَلَبُ الْخِيَرَةِ فِي الشَّيْءِ . يُقَالُ : اسْتَخِرْ اللَّهَ يَخِرْ لَك . وَاصْطِلَاحًا : طَلَبُ الاخْتِيَارِ . أَيْ طَلَبُ صَرْفِ الْهِمَّةِ لِمَا هُوَ الْمُخْتَارُ عِنْدَ اللَّهِ وَالأَوْلَى , بِالصَّلاةِ , أَوْ الدُّعَاءِالْوَارِدِ فِي الِاسْتِخَارَةِ




وقال ابن أبي جمرة




الحكمة في تقديم الصلاة على الدعاء أن المراد بالاستخارة حصول الجمع بين خيري الدنيا والآخرة فيحتاج إلى قرع باب المَلِك , ولا شيء لذلك أنجع ولا أنجح من الصلاة لما فيها من تعظيم الله والثناء عليه والافتقار إليه مآلا وحالا .


يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله



ما ندم من استخار الخالق، وشاور المخلوقين، وثبت في أمره.


وقد قال سبحانه وتعالى



(( فبما رحْمة مّن اللّه لنت لهمْ ولوْ كنْت فظّاً غليظ الْقلْب لانْفضّواْ منْ حوْلك فاعْف عنْهمْ واسْتغْفرْ لهمْ وشاورْهمْ في الأمْر فإذا عزمْت فتوكّلْ على اللّه إنّ اللّه يحبّ الْمتوكّلين )) آل عمرا ن (159)


وقال قتادة



ما تشاور قوم يبتغون وجه الله إلا هدوا إلى أرشد أمرهم.


وكان النبي صلى الله عليه وسلم هو أسد الناس رأياً و أصوبهم صواباً ، يستشير أصحابه فيبعض الأمور التي تشكل عليه ، وكذلك خلفاؤه من بعده كانوا يستشيرون أهل الرأي والصلاح.


وأختلف العلماء هل المقدم المشورة أو الاستخارة



والصحيح ما رجّحه الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في شرح رياض الصالحين


أن التقديم أولاً الاستخارة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم (( إذا همّ أحدكمْ بالأمْر فلْيرْكعْ ركْعتيْن.. )) إلى أخره، ثم إذا كررتها ثلاث مرات ولم يتبين لك الأمر، فاستشر، ثم ما أشير عليك به فخذ به وإنما قلنا: إنه يستخير ثلاث مرات ، لأنه من عادة النبي صلى الله عليه وسلم أنه إذا دعا دعا ثلاثاً ، وقال بعض أهل العلم أنه يكرر الصلاة حتى يتبين له للإنسان خير الأمرين.


قال عبد الله بن عمر



إن الرجل ليستخير الله فيختار له، فيسخط على ربه، فلا يلبث أن ينظر في العاقبة فإذا هو قد خار له


وفي المسند من حديث سعد بن أبي وقاص عن النبي صلى الله عليه وسلم



(( من سعادة ابن آدم استخارته الله تعالى ، ومن سعادة ابن آدم رضاه بما قضاه الله ، ومن شقوة ابن آدم تركه استخارة الله عز وجل ، ومن شقوة ابن آدم سخطه بما قضى الله ))


قال ابن القيم



فالمقدور يكتنفه أمران : الاستخارة قبله ، والرضا بعده


وروى عبد الرزاق في المصنف ( 10 / 301 ) عن ابن المسيب



( أن عمر بن الخطاب كتب في الجد والكلالة كتابا ،فمكث يستخير الله يقول : اللهم إن علمت فيه خيرا فأمضه ، حتى إذا طعن دعا بالكتاب ، فمحى فلم يدر أحد ما كان فيه ، فقال : إني كتبت في الجد والكلالة كتابا ، وكنت أستخير الله فيه ، فرأيت أن أترككم على ما كنتم عليه )


وقد كان الإمام الشافعي رحمه الله



من أكثر العلماء استخارة في مسائل العلم ، حتى صرح في كتابه " الأم " في نحو أربع عشرة مسألة أنه قد استخار الله تعالى فيها






هل تستحب الاستخارة لمن أراد أن يسافر للحج ؟.




الحمد لله


" الحديث الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم في الاستخارة شامل عام في كل أمر يهم به الإنسان ، ولا يدري الخيرة في فعله أم في تركه، فيستخير الله تعالى ، ولكنه لا يتناول الأمور المفروضة على المرء ، لأن فعل الأمور المطلوبة على المرء خير بلا تردد ، وعلى هذا فإذا وجب الحج على الإنسان وتمت شروط الوجوب فإن عليه أن يحج بدون استخارة ، كما أنه إذا أذن لصلاة الظهر مثلاً ،فإنه يجب عليه أن يصلي بدون استخارة ، وكذلك إذا وجب عليه الجهاد فصار فرض عين عليه، فإنه يجب عليه أن يجاهد بدون استخارة ، ولكن إذا كان الشيء مشروعاً وليس بواجب عليه فإنه يمكن أن تدخل فيه الاستخارة ، بمعني أن المشروعات بعضها أفضل من بعض ،فقد يريد الإنسان أن يعتمر عمرة تطوع ، أو يحج حج تطوع ، ولكن لا يدري : الحج أفضل أم بقاؤه في بلده للدعوة إلى الله والإرشاد وتوجيه المسلمين ، والقيام بمصالح أهل بيته أفضل ؟



فيستخير الله سبحانه وتعالى ، لا لأنه قد شك في فضل العمرة ، ولكن لأنه قد شك هل الذهاب للعمرة أفضل أم البقاء في بلده أفضل ؟ وهذا أمر وارد ، ويمكن فيه الاستخارة ، فمن تأمل حديث الاستخارة ، وهدي النبي صلى الله عليه وسلم علم أنها لاتشرع إلا في الأمر الذي يتردد فيه الإنسان : أما الأمر الذي ليس فيه تردد فإنه لااستخارة فيه ، وكما أسلفت : أن الأمور الواجبة لا تحتمل التردد والشك في فعلها ، لوجوب القيام بها على من توفرت فيه شروط الوجوب "






فتاوى العلامة ابن عثيمين ( 21/26، 27 )


ومن الخطأ الشائع عند بعض النّاس



أنّ الاستخارة لا تكون معتبرةً إلا إذا دعا بها بعضُ النّاس، وأنّه لابُدّ فيها من الرؤيا المنامية ، فهذا غلوُّ وجمود ، لم يأمر به الله ، ولاهدت إليه سنّةُ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإنما نشأ عن التكلّف الذي لا ينبغي للمسلمين فعله ، حتى جرّهم ذلك إلى أن عطّلوا سنّةً عظيمةً من سنن النبي صلى الله عليه وسلم ، وحرموا أنفسهم مثوبة هذه السنّة وبركاتها ، والتعرّض لنفحاتها .




كيفيتها




يصلي ركعتين من غير الفريضة بنية الاستخارة ولا يتلفظ بشيء غير التكبيرلأن النية محلها القلب والتلفظ بها بدعة



وليس لصلاة الاستخارة قراءة مخصوصة من القران الكريم وما استحسنه بعض أهل العلم في قراءة بعض السور مردود لأن الاستحباب حكم شرعي يحتاج إلى دليل




ودعاء الاستخارة يكون بعد السلام من الركعتين المخصوصتين لقوله صلى الله عليه وسلم ( فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل...) ففيه إشارتان:




الأولى : قوله صلى الله عليه وسلم (( فليركع ركعتين )) أي ليتم صلاته .


الثانية : قوله صلى الله عليه وسلم (( ثم ليقل )) فإن ( ثم ) تفيد التراخي والتعقيب.


ينبغي أن يكون دعاء الاستخارة عقب الصلاة مباشرة ، دونما فاصل ، فإن نسي الدعاء وهو لايزال جالساً ما لم ينصرف أو يحدث ، فيدعو به ، فإن قام وانصرف ، فعليه إعادة الركعتين ثم الدعاء بعدها ، إن شاء أن يأتي بالاستخارة على وجهها المشروع .


ففي قوله صلى الله عليه وسلم : (( ثم ليقل )) إفادة الترتيب والتعقيب .



قال الشيخ العلامة زيد المدخلي حفظه الله




وفي حديث الاستخارة هذا إرشاد نبوي كريم إلى أدب مع الله عظيم وانكسار بين يدي رب كريم وإظهار حاجاتنا إليه في كل شأن من شئون ديننا ودنيانا واعتراف بعجزنا وضعفنا وافتقارنا إلى كرمه وفضله ورعايته وتسهيله وتيسيره إذ لا سهل إلا ما سهله ولا يسير إلا ما يسره ولاقضاء حاجة من حوائج الدنيا والآخرة إلا إذا أعان على قضائها فمن استخار الله فقد أوى إلى ركن شديد وأنزل حاجته بخالق عظيم وقادر كريم يؤوي من أوي إليه ويرحم ضعف من التجأ إليه ويجيب دعوة المضطر إذا دعاه ويقضي حاجة المحتاج ويعلم مصالح الخلائق كلها في العاجل والآجل منها فسبحانه وتعالى لا نحصي ثناءً عليه ولو حرصنا بل هو كما أثنى على نفسه ( الأفنان الندية :2/363 )


فهيا ـ أخي المسلم ـ استخر ربّك في أُمورك ؛ يهدك ، وافزع إليـه واسترشده يرشدك وقد يسَّر لك استخارته وسهلها فادع بها عقب السّنن والنّوافل أو اركع ركعتين لأجلها تزدد مثوبة وقربى .


ولا تلتفت إلى ما اعتاده النّاس من التّشدد أو الاتّكال على غيرهم فيها ، واعتصم بسنّة النّبيّ صلى الله عليه وسلم ، يصلح أمرك ، وتفلح في دنياك وآخرتك ، فطوبى لمن عمل بها ، وأحياها في النّاس


و الحمد لله رب العالمين

ال بوخلف الحمادي
01-07-2011, 04:45 PM
جزاك الله كل خير

أثني عليك أخي جبارة على كل المواضيع وإستشهادك لخير علماء معروفيين من أهل السنة والجماعة

بارك الله فيك وأحسن إليكم

الرحال
01-07-2011, 07:41 PM
يعطيك العافيه اخوى الكريم

ولد تمبو
01-07-2011, 10:05 PM
شكرا لك اخوي جباره علي الموضوع الجميل...

الله يجزيك خيره في الدنيا والاخره...

الله يعطيك العافية






تحيــــ ولـــد تمـــبـــو ــــاتي

جباره
01-08-2011, 12:44 AM
الحمد لله و الصلاه و السلام على رسول الله


جزاكم الله خير على المرور و بارك الله فيكم