المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فوائد من كتاب (سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة) للإمام محمد ناصر الدين الألباني



منهاج السنة
01-23-2011, 01:38 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين الصادق الأمين محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد..

فهذا موضوع مخصص لفوائد مستفادة من كتاب (سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيء في الأمة) لفضيلة الشيخ الإمام العلامة محدّث هذا العصر ومجدد الدعوة السلفية في بلاد الشام محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله، المتوفى في عام 1420هـ.

- ترجمته من موقعه: http://www.alalbany.net/albany_serah.php

حيث يحفل هذا الكتاب المكوّن من 14 مجلّداً، وبعض المجلدات مكونة من أكثر من قسم، يحفل الكتاب بفوائد عقدية وفقهية ومنهجية عديدة أودعها الشيخ في ثنايا تحقيقه لهذه الأحاديث. وسأورد بعض هذه الفوائد تباعاً وفق ما يتيسر لي من مطالعاتي لهذا الكتاب. وبالله التوفيق.

فائدة (1) [ تنبيه على الدعاء المطبوع في آخر بعض المصاحف ]

قال الإمام الألباني تحت حديث رقم (6134) في المجلد الثالث عشر- القسم الأول- ص 315:

(تنبيه) : إن الدعاء المطبوع في آخر بعض المصاحف المطبوعة في تركيا وغيرها تحت عنوان : "دعاء ختم القرآن " والذي ينسب لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى ؛ فهو مما لا نعلم له أصلاً عن ابن تيمية أو غيره أن علماء الإسلام ،وما كنت أحب أن يلحق بآخر المصحف الذي قام بطبعه المكتب الإسلامي في بيروت سنة (1386) على نفقة الشيخ أحمد بن علي بن عبدالله آل ثاني رحمه الله ، وإن كان قد صُدّر بعبارة : "المنسوب لشيخ الإسلام ابن تيمية" ؛ فإنها لا تعطي أن النسبة إليه لا تصح فيما يفهم عامة الناس ، وقد أمرنا أن نكلم الناس على قدر عقولهم!

ومما لا شك فيه أن التزام دعاء معين بعد ختم القرآن من البدع التي لا تجوز ؛لعموم الأدلة ، كقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "كل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار" ، وهو من البدع التي يسميها الإمام الشاطبي بـ "البدعة الإضافية" ، وشيخ الإسلام ابن تيمية من أبعد الناس عن أن يأتي بمثل هذه البدعة ، كيف وهو كان له الفضل
الأول - في زمانه وفيما بعده - بإحياء السنن وإماتة البدع ؟ جزاه الله خيراً .

بوحمدان الخالدي
01-23-2011, 01:54 AM
جزاك الله الجنه اخوي منهاج الجنه و ان شاءالله في موازين حسناتك

كحيلآن الحمادي
01-23-2011, 07:55 AM
جزاك الله خير أخوي منهاج السنه ..
والله يكتب أجرك ..
ورحمه الله الشيخ الألباني وجميع أأمة المسلمين ..
يحفظك ربي ..

منهاج السنة
01-23-2011, 06:23 PM
جزاكم الله خير

فائدة (2) [ عدم جواز التوسّل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم ]

قال الإمام الألباني تحت حديث (توسّلوا بجاهي، فإن جاهي عند الله عظيم) رقم (22) في المجلد الأول- ص 76-77:

الحديث أعلاه لا أصل له.

وقد نص على ذلك شيخ الاسلام ابن تيمية في "القاعدة الجليلة". ومما لا شك فيه أن جاهه صلى الله عليه وسلم ومقامه عند الله عظيم، فقد وصف الله تعالى موسى بقوله (وكان عند الله وجيها)، ومن المعلوم أن نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم أفضل من موسى، فهو بلا شك أوجه منه عند ربه سبحانه وتعالى، ولكن هذا شيء، والتوسل بجاهه صلى الله عليه وسلم شيء آخر، فلا يليق الخلط بينهما كما يفعل بعضهم، إذ أن التوسل بجاهه صلى الله عليه وسلم يقصد به من يفعله أنه أرجى لقبول دعائه، وهذا أمر لا يمكن معرفته بالعقل، إذ إنه من الأمور الغيبية التي لا مجال للعقل في إدراكها، فلا بد فيه من النقل الصحيح الذي تقوم به الحجة، وهذا مما لا سبيل إليه ألبته.

منهاج السنة
01-24-2011, 05:05 PM
فائدة (3) [ لا يلزم أن يقيم الصلاة من أذّن لها ]

قال الإمام الألباني تحت حديث (من أذّن، فليقم) رقم (35) في المجلد الأول- ص 108: 110:

لا أصل له بهذا اللفظ. وإنما وري بلفظ " من أذن فهو يقيم".. وقد بسطت الكلام على ضعف هذا الحديث في كتابي "ضعيف سنن أبي داود" رقم (83)

ومن آثار هذا الحديث السيئة أنه سبب لإثارة النزاع بين المصلين، كما وقع ذلك غيرما مرّة، وذلك حين يتأخر المؤذن عن دخول المسجد لعذر، ويريد بعض الحاضرين أن يقيم الصلاة، فما يكون من أحدهم إلا أن يعترض عليه محتجاً بهذا الحديث، ولم يدر المسكين أنه حديث ضعيف لا يجوز نسبته إليه صلى الله عليه وسلم، فضلاً عن أن يمنع به الناس من المبادرة إلى طاعة الله تعالى، ألا وهي إقامة الصلاة.

ال بوخلف الحمادي
01-24-2011, 11:41 PM
جزاك الله كل خير أخي الكريم

ورحم الله شيخنا ناصر الدين الألباني

منهاج السنة
01-25-2011, 01:02 AM
فائدة (4) [ لا تجب زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم بعد أداء فريضة الحج ]

قال الإمام الألباني تحت حديث (من حجّ البيت، ولم يزرني، فقد جفاني) رقم (45) في المجلد الأول- ص 119:

موضوع، قاله الحافظ الذهبي. والصغاني والزركشي والشوكاني.

ومما يدل على وضعه أن جفاء النبي صلى الله عليه وسلم من الكبائر، إن لم يكن كفراً، وعليه فمن ترك زيارته صلى الله عليه وسلم يكون مرتكباً لذنب كبير، وذلك يستلزم أن الزيارة واجبة كالحج، وهذا مما لا يقوله مسلم، ذلك لأن زيارته صلى الله عليه وسلم وإن كانت من القربات، فإنها لا تتجاوز عند العلماء حدود المستحبات، فكيف يكون تاركها مجافياً للنبي صلى الله عليه وسلم ومعرضاً عنه ؟

ال بوخلف الحمادي
01-25-2011, 01:05 AM
يعطيكم العافية في طرحكم المفيد

منهاج السنة
01-25-2011, 10:01 PM
الله يجزاكم الخير على المتابعة

فائدة (5) [ دفع شبهة عن شيخ الاسلام ابن تيمية والسلفيين ]


قال الإمام الألباني تحت حديث (من حجّ، فزار قبري بعد موتي، كان كمن زارني في حياتي) رقم (47) في المجلد الأول- ص 123:

موضوع.

(تنبيه) : يظن كثير من الناس أن شيخ الإسلام ابن تيمية ومن نحى نحوه من السلفيين يمنع من زيارة قبره صلى الله عليه وسلم، وهذا كذب وافتراء، وليست هذه أول فرية على ابن تيمية –رحمه الله تعالى- وعليهم، وكل من له اطلاع على كتب ابن تيمية يعلم أنه يقول بمشروعية زياره قبره صلى الله عليه وسلم واستحبابها إذا لم يقترن بها شيء من المخالفات والبدع، مثل شد الرحل، والسفر إليها، لعموم قوله صلى الله عليه وسلم : "لا تشد الرحال إلاّ إلى ثلاثة مساجد".

والمستثنى منه في هذا الحديث ليس هو المساجد فقط –كما يظن الكثيرون- بل هو كل مكان يُقصد للتقرب إلى الله فيه، سواءً كان مسجداً، أو قبراً، أو غير ذلك، بدليل ما رواه أبوهريرة قال (في حديث له) : "فلقيت بصرة بن أبي بصرة الغفاري، فقال: من أين أقبلت؟ فقلت: من الطور. فقال: لو أدركتك قبل أن تخرج إليه ما خرجت! سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا تُعمل المطي إلا إلى ثلاثة مساجد..." الحديث. أخرجه أحمد وغيره بسند صحيح.

فهذا دليل صريح على أن الصحابة فهموا الحديث على عمومه، ويؤيده أنه لم ينقل عن أحد منهم أنه شد الرحل لزيارة قبر ما، فهم سلف ابن تيمية في هذه المسألة، فمن طعن فيه، فإنما يطعن في السلف الصالح رضي الله عنهم، ورحم الله من قال :

وكل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف.

منهاج السنة
01-27-2011, 01:19 AM
فائدة (6) [ تنبيه على حديث مشتهر لا أصل له في كتب الحديث ومستنكر المعنى ]

قال الإمام الألباني تحت حديث (اختلاف أُمتي رحمة) رقم (57) في المجلد الأول- ص 141: 142:

لا أصل له. وقد جهد المحدّثون في أن يقفوا له على سند، فلم يوفّقوا.

ثم إن معنى هذا الحديث مستنكر عند المحققين من العلماء، فقال العلامة ابن حزم في "الإحكام في أصول الأحكام" بعد أن أشار إلى أنه ليس بحديث: "وهذا من أفسد قول يكون، لأنه لو كان الاختلاف رحمة، لكان الاتفاق سخطاً، وهذا ما لا يقوله مسلم، لأنه ليس إلا اتفاق أو اختلاف، وليس إلا رحمة أو سخط".

وإن من آثار هذا الحديث السيئة أن كثيراً من المسلمين يقرّون بسببه الاختلاف الشديد الواقع بين المذاهب الأربعة، ولا يحاولون أبداً الرجوع بها إلى الكتاب والسنة الصحيحة، كما أمرهم بذلك أئمتهم رضي الله عنهم، بل إن أولئك ليرون مذاهب هؤلاء الأئمة رضي الله عنهم إنما هي كشرائع متعددة! يقولون هذا مع علمهم بما بينها من اختلاف وتعارض لا يمكن التوفيق بينها إلا برد بعضها المخالف للدليل، وقبول بعضها الآخر الموافق له، وهذا ما لا يفعلون! وبذلك فقد نسبوا إلى الشريعة التناقض! وهو وحده دليل على أنه ليس من الله عز وجل لو كانوا يتأملون قوله تعالى في حق القرآن : " ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً " فالآية صريحة في أن الاختلاف ليس من الله، فكيف يصح إذن جعله شريعة متبعة، ورحمة منزلة؟!

منهاج السنة
01-28-2011, 04:00 PM
فائدة (7) [ تنبيه على حديث موضوع ومعناه غير صحيح ]


قال الإمام الألباني تحت حديث (حبّ الوطن من الإيمان) رقم (36) في المجلد الأول- ص 110:

موضوع، كما قال الصغاني وغيره.

ومعناه غير مستقيم، إذ أن حب الوطن كحب النفس والمال ونحوه، كل ذلك غريزي في الإنسان، لا يمدح بحبه، ولا هو من لوازم الإيمان، ألا ترى أن الناس كلهم مشتركون في هذا الحب، لا فرق في ذلك بين مؤمنهم وكافرهم ؟!

منهاج السنة
01-31-2011, 01:40 AM
فائدة (8) [ تنبيه على حديث مشتهر بين الناس لا أصل له ]


قال الإمام الألباني تحت حديث (خير الأسماء ما عُبّد وحُمّد) رقم (411) في المجلد الأول- ص 595:

لا أصل له. كما صرّح به السيوطي وغيره.

(فائدة) : نقل ابن حزم الاتفاق على تحريم كل اسم معّبد لغير الله، كعبدالعزى، وعبدالكعبة... وأقرّه العلامة ابن القيم في "تحفة المودود" (ص37)، وعليه فلا تحل التسمية بـ : عبد علي، وعبدالحسين، كما هو مشهور عند الشيعة، ولا بـ : عبدالنبي أو عبدالرسول، كما يفعله بعض الجهلة من أهل السنّة. اهـ.



- ملاحظة: الحديث الصحيح في المسألة هو (أحب الأسماء إلى الله عبدالله وعبدالرحمن) –رواه مسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجه-

منهاج السنة
02-03-2011, 01:10 AM
فائدة (9) [ تنبيه على حديث مشتهر بين الناس، لا أصل له ]


قال الإمام الألباني تحت حديث (اطلبوا العلم ولو في الصين) رقم (416) في المجلد الأول- ص 600:

باطل... ولا يحفظ : "ولو بالصين" إلا عن أبي عاتكة، وهو متروك الحديث... متفق على تضعيفه.

وعن المروزي أن أبا عبدالله "يعني الإمام أحمد بن حنبل" ذكر له هذا الحديث؟ فأنكره إنكاراً شديداً.

وقد أورده ابن الجوزي في "الموضوعات" وقال : " قال ابن حبان: باطل، لا أصل له".

منهاج السنة
02-04-2011, 02:03 AM
فائدة (10) [ تنبيه على أحاديث ضعيفة مشتهرة بين الناس، مخالفة للسنّة ]


قال الإمام الألباني تحت حديث (شاوروهنّ –يعني: النساء- وخالفوهنّ) رقم (430) في المجلد الأول- ص 619:

لا أصل له مرفوعاً. كما أفاده السخاوي ثم المناوي.

وقال تحت حديث (هلكت الرجال حين أطاعت النساء) في ص 627 :

ضعيف.

(ثم إنه ليس معناه صحيحاً على إطلاقه، فقد ثبت في قصة صلح الحديبية من صحيح البخاري أن أم سلمة رضي الله عنها أشارت على النبي صلى الله عليه وسلم حيث امتنع أصحابه من أن ينحروا هديهم أن يخرج صلى الله عليه وسلم ولا يكلم أحداً منهم كلمة حتى ينحر بدنه ويحلق، ففعل صلى الله عليه وسلم، فلما رأى أصحابه ذلك، قاموا فنحروا.
ففيه أن النبي صلى الله عليه وسلم أطاع أم سلمة فيما أشارت به عليه، فدل على أن الحديث ليس على إطلاقه)

منهاج السنة
02-06-2011, 02:59 AM
فائدة (11) [ تنبيه على حادثة مشهورة لا تصح ]


قال الإمام الألباني تحت حديث: (لما قدم المدينة جعل النساء والصبيان والولائد يقلن:
طلع البدر علينا من ثنيات الوداع
وجب الشكر علينا ما دعا لله داع) رقم (598) في المجلد الثاني- ص 63:

ضعيف.

قال البيهقي كما في تاريخ ابن كثير : "وهذا يذكره علماؤنا عند مقدمه المدينة من مكة لا أنه لما قدم المدينة من ثنيات الوداع عند مقدمه من تبوك"

لكن رده المحقق ابن القيم فقال في الزاد " وهو وهم ظاهر، لأن ثنيات الوداع إنما هي ناحية الشام لا يراها القادم من مكة إلى المدينة ولا يمر بها إلاّ إذا توجّه إلى الشام"

ومع هذا فلا يزال الناس يرون خلاف هذا التحقيق، على أن القصة برمتها غير ثابتة كما رأيت!

منهاج السنة
02-06-2011, 11:16 PM
فائدة (12) [ من أثر الأحاديث الضعيفة في انتشار البدع ]


قال الإمام الألباني تحت حديث (من اعتَمَّ فلَهُ بكل كُورَة حسنة، فاذا حط فلَهُ بكل حطه حطة خطيئة) رقم (718) في المجلد الثاني- ص 152:

موضوع.

وهذا الحديث وأمثاله من أسباب انتشار البدع في الناس، لأن أكثرهم حتى من المتفقهة لا تمييز عندهم بين الصحيح والضعيف من الحديث، وقد يكون موضوعاً، ولا علم عنده بذلك فيعمل به وتمر الأعوام وهو على ذلك فإذا نبّه على ضعفه بادرك بقوله : لا بأس، يعمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال! وهو جاهل بأن الحديث موضوع أو شديد الضعف كهذا، ومثله لا يجوز العمل به اتفاقاً، وإني لأذكر شيخاً كان يؤم الناس في بعض مساجد حلب، على رأسه عمامة ضخمة تكاد لضخامتها تملأ فراغ المحراب الذي كان يصلي فيه ! إلى الله المشتكى مما أصاب المسلمين من الانحراف عن دينهم بسبب الأحاديث الضعيفة والقواعد المزعومة ؟

منهاج السنة
02-08-2011, 11:08 PM
فائدة (13) [ عدم مشروعية جذب الرجل من الصف في الصلاة ليصف معه ]


قال الإمام الألباني تحت حديث (ألاّ دخلت في الصف، أو جذبت رجلاً صلى معك؟! أعد الصلاة) رقم (922) في المجلد الثاني- ص 322:

ضعيف جداً

إذا ثبت ضعف الحديث، فلا يصح حينئذ القول بمشروعية جذب الرجل من الصف ليصف معه، لأنه تشريع بدون نص صحيح، وهذا لا يجوز، بل الواجب أن ينضم إلى الصف إذا أمكن وإلاّ صلّى وحده، وصلاته صحيحة، لأنه (لا يكلف الله نفساً إلا وسعها) وحديث الأمر بالإعادة محمول على ما إذا قصّر في الواجب وهو الإنضمام إلى الصف وسد الفرج، وإما إذا لم يجد فرجة، فليس بمقصر، فلا يعقل أن يحكم على صلاته بالبطلان في هذه الحالة، وهذا هو اختيار شيخ الاسلام ابن تيمية.

منهاج السنة
02-12-2011, 03:46 AM
فائدة (14) [ بيان السنّة في التسبيح ]


قال الإمام الألباني تحت حديث (كان يُسبِّح بالحصَى) رقم (1002) في المجلد الثالث- ص 47:

موضوع

وهذا الحديث يخالف ما ثبت عن عبدالله بن عمرو، قال: (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقد التسبيح بيمينه) وثبت عند أبي داود وغيره، أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر النساء أن يعقدن بالأنامل وقال (فإنهن مسؤولات مستنطقات.)

فهذا هو السنة في عدّ الذكر المشروع عدّه، إنما هو باليد، وباليمنى فقط، فالعدّ باليسرى أو باليدين معاً، أو بالحصى كل ذلك خلاف السنة، ولم يصح في العد بالحصى فضلاً عن السبحة شيء، خلافاً لما يفهم من "نيل الأوطار" و"السنن والمبتدعات" وغيرهما. وقد بسطت القول في ذلك في رسالتنا "الرد على التعقيب الحثيث"، فليرجع إليها من شاء التوسع في ذلك، واسترواح بعض المعاصرين إلى الاستدلال بعموم حديث "الأنامل" وغيره غفلة منه، لأنه عموم لم يجر العمل به، وتجاهل منه لحديث العقد باليمين، لا يليق بمن كان من أهل العلم، فتنبه ولا تكن من الغافلين

منهاج السنة
02-13-2011, 02:30 AM
فائدة (15) [ تنبيه على حديث مشتهر لا أصل له ]


قال الإمام الألباني تحت حديث (تحيّةُ البيتِ الطوافُ) رقم (1012) في المجلد الثالث- ص 73:

لا أعلم له أصلاً، وإن اشتهر على الألسنة.

ولا أعلم في السنة القولية أو العملية ما يشهد لمعناه، بل إن عموم الأدلة الواردة في الصلاة قبل الجلوس في المسجد تشمل المسجد الحرام أيضاً، والقول بأن تحيته الطواف مخالف للعموم المشار إليه، فلا يقبل إلا بعد ثبوته وهيهات، لا سيما وقد ثبت بالتجربة أنه لا يمكن للداخل إلى المسجد الحرام الطواف كلما دخل المسجد في أيام المواسم، فالحمد لله الذي جعل في الأمر سعة "وما جعل عليكم في الدين من حرج".

منهاج السنة
02-17-2011, 03:43 AM
فائدة (16) [ فــوائــد عـقــديـــة ]


قال الإمام الألباني تحت حديث (من أنكر خروج المهدي فقد كفر بما أنزل على محمد، ومن أنكر نزول عيسى بن مريم فقد كفر، ومن أنكر خروج الدجال فقد كفر، ومن لم يؤمن بالقدر خيره وشره فقد كفر، فإن جبريل عليه السلام أخبرني بأن الله تعالى يقول: من لم يؤمن بالقدر خيره وشره فليتّخذ رباً غيري) رقم (1082) في المجلد الثالث- ص 201:

باطل.

واعلم أن الإيمان بكل ما ذكر في الحديث من خروج المهدي، ونزول عيسى، وبالقدر خيره وشره، كل ذلك واجب الإيمان به، لثبوته في الكتاب والسنة، ولكن ليس هناك نص في أن "من أنكر ذلك فقد كفر"، ومن أجل هذا أوردت الحديث وبينت وضعه، وهو ظاهر الوضع، وكأنه من وضع بعض المحدثين أو غيره من الجهلة، وضعه ليقيم به الحجة على منكري ذلك من ذوي الأهواء والمعتزلة، ولن تقوم الحجة على أحد بالكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم والافتراء على الله تعالى، فقاتل الله الوضاعين ما أجرأهم على الله عز وجل.

والتكفير ليس بالأمر السهل، نعم من أنكر ما ثبت من الدين بالضرورة بعدما قامت الحجة عليه، فهو الكافر الذي يتحقق فيه معنى "كفر" وأما من أنكر شيئاً لعدم ثبوته عنده، أو لشبهة من حيث المعنى، فهو ضال، وليس بكافر مرتد عن الدين شأنه في ذلك شأن من ينكر أي حديث صحيح عند أهل العلم. والله أعلم.

منهاج السنة
02-19-2011, 01:37 AM
فائدة (17) [ حديث باطل، معناه مخالف للأحاديث الصحيحة ]


قال الإمام الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة - تحت حديث (لهم ما لَنا، وعليهم ما علينا. يعني أهل الذمة) رقم (1103) في المجلد الثالث- ص 202 :

باطل لا أصل له.

وقد اشتهر في هذه الأزمنة المتأخرة، على ألسنة كثير من الخطباء والدعاة والمرشدين، مغترّين ببعض الكتب الفقهية.
وفي الحديث الصحيح (أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله.. فإذا فعلوا ذلك فقد حُرّمت علينا دماؤهم وأموالهم إلا بحقها، لهم ما للمسلمين، وعليهم ما على المسلمين). وإسناده على شرط الشيخين كما بينته في "الأحاديث الصحيحة" (299). فهذا نص صريح على أن الذين قال فيهم صلى الله عليه وسلم هذه الجملة (لهم مالنا، وعليهم ما علينا) ليس لهم أهل الذمة الباقين على دينهم، وإنما هم الذين أسلموا منهم، ومن غيرهم من المشركين.

ولقد كان هذا الحديث ونحوه من الأحاديث الموضوعة والواهية سبباً لتبني بعض الفقهاء من المتقدمين، وغير واحد من العلماء المعاصرين، أحكاماً مخالفة للأحاديث الصحيحة.

وهذا الحديث الذي نحن في صدد الكلام عليه اليوم طالما سمعناه من كثير من الخطباء والمرشدين يرددونه في خطبهم، يتبجحون به، ويزعمون أن الإسلام سوّى بين الذميين والمسلمين في الحقوق، وهم لا يعلمون أنه حديث لا أصل له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم! فأحببت بيان ذلك، حتى لا ينسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ما لم يقل!.

منهاج السنة
02-20-2011, 08:33 PM
فائدة (18) [ بطلان قصة العنكبوت والحمامتين في الهجرة ]


قال الإمام الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة - تحت حديث (جزى الله عز وجل العنكبوت عنا خيراً، فإنها نسجت عليّ وعليك يا أبا بكر في الغار، حتى لم يرنا المشركون ولم يصلوا إلينا) رقم (1189) في المجلد الثالث- ص 337 :

منكر.

واعلم أنه لا يصحّ حديث في عنكبوت الغار والحمامتين على كثرة ما يذكر ذلك في بعض الكتب والمحاضرات التي تلقى بمناسبة هجرته صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، فكن من ذلك على علم.

منهاج السنة
02-22-2011, 10:19 PM
فائدة (19) [ الأكل بالملعقة أقرب إلى السنة من الأكل بالكف ]


قال الإمام الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة - تحت حديث (كان يأكل بكفّهِ كلِّها) رقم (1202) في المجلد الثالث- ص 347:

موضوع.

قال ابن الجوزي (هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم... وفي "الصحيح" أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأكل بثلاث أصابع).

وهذا الحديث الموضوع أصل تلك العادة المتبعة في بعض البلاد العربية، وهي أكلهم الرز ونحوه بأكفهم من (المناسف)، فهم بذلك يخالفون السنة الصحيحة، وهي الأكل بثلاث أصابع، ويعملون بالحديث الموضوع المخالف لها!.

ومن الغريب أن بعضهم يستوحش من الأكل بالملعقة، ظناً منه أنه خلاف السنة! مع أنه من الأمور العادية، لا التعبدية، كركوب السيارة والطيارة ونحوها من الوسائل الحديثة، وينسى أو يتناسى أنه حين يأكل بكفه أنه يخالف هديه صلى الله عليه وسلم.

منهاج السنة
02-24-2011, 08:43 PM
فائدة (20) [ موقف المسلم عند التنازع والاختلاف ]


قال الإمام الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة - تحت حديث (من كان سامعاً مطيعاً فلا يصلين العصر إلاّ ببني قريظة) رقم (1981) في المجلد الرابع- ص 447:

منكر بهذا السياق.

والمحفوظ منه الشطر الثاني فقط من حديث ابن عمر قال: قال لنا النبي صلى الله عليه وسلم لما رجع من الأحزاب: (لا يصلين أحدٌ العصر إلا في بني قريظة) أخرجه الشيخان والسياق للبخاري. وفي آخره: (فأدرك بعضهم العصر في الطريق، فقال بعضهم: لا نصلي حتى نأتيهم. وقال بعضهم: بل نصلي، لم يُرد منا ذلك. فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فلم يعنّف واحداً منهم).

(تنبيه) : يحتج بعض الناس اليوم بهذا الحديث على الدعاة من السلفيين وغيرهم الذين يدعون إلى الرجوع فيما اختلف فيه المسلمون إلى الكتاب والسنة. يحتج أولئك على هؤلاء بأن النبي صلى الله عليه وسلم أقر خلاف الصحابة في هذه القصة، وهي حجة داحضة واهية، لأنه ليس في الحديث إلاّ أنه لم يعنّف واحداً منهم، وهذا يتفق تماماً مع حديث الاجتهاد المعروف، وفيه أن من اجتهد فأخطأ فله أجر واحد، فكيف يعقل أن يعنف من قد أجر؟!

وأما حمل الحديث على الإقرار للخلاف فهو باطل لمخالفته للنصوص القاطعة الآمرة بالرجوع إلى الكتاب والسنة عند التنازع والاختلاف، كقوله تعالى (فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلاً). وقوله (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضي الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم) الآية.

وإن عجبي لا يكاد ينتهي من أناس يزعمون أنهم يدعون إلى الإسلام، فإذا دُعوا إلى التحاكم إليه قالوا : قال عليه الصلاة والسلام "اختلاف أمتي رحمة"! وهو حديث ضعيف لا أصل له كما تقدم تحقيقه في أول هذه السلسلة، وهم يقرؤون قوله تعالى في المسلمين حقاً (إنما كان قول المؤمنين إلى دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون).

منهاج السنة
02-26-2011, 08:05 PM
فائدة (21) [ ضعف حديث يستدل به من يجيز المظاهرات]


قال الإمام الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة - تحت حديث ( ما أنت بمنتهٍ يا عمر؟! ) رقم (6531) في المجلد الرابع عشر – القسم الأول- ص 72:

منكر بهذا السياق.


ثم ذكر الإمام الألباني بقية الحديث وهو في قصة إسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه وفيه (فقلت: يا رسول الله ألسنا على الحق إن متنا وإن حيينا ؟ قال: "بلى، والذي نفسي بيده، إنكم على الحق إن متم وإن حييتم" قال: فقلت: ففيم الاختفاء ؟ والذي بعثك بالحق لتخرجن، فأخرجناه في صفين: حمزة في أحدهما، وأنا في الآخر، له كديد ككديد الطحين، حتى دخلنا المسجد، قال: فنظرت إليّ قريش وإلى حمزة، فأصابتهم كآبة لم يصبهم مثلها. فسماني رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ الفاروق)

قال الشيخ رحمه الله تعالى:
وهذا إسناد ضعيف جداً، اسحاق بن عبدالله وهو ابن ابي فروة قال البخاري (تركوه) وقال أحمد (لا تحل عندي الرواية عنه) وكذبه بعضهم.

........... ولعل ذلك كان السبب أو من أسباب استدلال بعض إخواننا الدعاة على شرعية (المظاهرات) المعروفة اليوم، وأنها كانت من أساليب النبي صلى الله عليه وسلم في الدعوة! ولاتزال بعض الجماعات الاسلامية تتظاهر بها، غافلين عن كونها من عادات الكفار وأساليبهم التي تتناسب مع زعمهم أن الحكم للشعب، وتتنافى مع قوله صلى الله عليه وسلم (خير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم).

منهاج السنة
03-04-2011, 11:24 PM
فائدة (22) [ مشروعية صلاة ركعتين في ليلة الزفاف ]


قال الإمام الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة - تحت حديث (إذا تزوّج أحدكم فكان ليلة البناء، فليصلّ ركعتين وليأمرها فلتصلّ خلفه، فإن الله جاعل في البيت خيراً) رقم (6470) في المجلد الثالث عشر – القسم الثاني- ص 1057 :

منكر

لكن الحديث ثبت العمل به عن بعض الصحابة، فلا نرى مانعاً من العمل به اتباعاً لهم واقتداءً بهم. ومثل هذا الحديث يمكن أن يقال فيه : "يعمل به في فضائل الأعمال" لا في الأحاديث الضعيفة الأخرى التي فيها تشريع أعمال وعبادات لم تثبت عن السلف رضي الله عنهم. فانظر كتابي "آداب الزفاف" (96-97).

منهاج السنة
03-05-2011, 08:49 PM
فائدة (23) [ عدم مشروعية الأكل قائماً ]


قال الإمام الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة - تحت حديث (كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمرّ بقدرٍ لبعض أهله فيها لحم يُطبخ، فناوله بعضهم منها كتفاً فأكلها وهو قائم، ثم صلّى ولم يتوضأ) رقم (6514) في المجلد الرابع عشر – القسم الأول- ص 38 :

منكر بذكر: (وهو قائم)


واعلم أنه لا يوجد حديث في الأكل قائماً غير هذا المنكر، بل صح عن أنس رضي الله عنه أنه قال (هو أشر وأخبث من الشرب قائماً). وقد نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم، كما في "صحيح مسلم" وغيره.

إذا عرفت هذا، فقد ابتدع الكفار في العصر الحاضر-استكباراً منهم وتجبراً- أن يأكلوا جميعاً قياماً، مع توفر الجلوس على المقاعد، وقلدهم في ذلك كثير من المسلمين المترفين، أو ممن لا علم عندهم، ولا التزام للدين وأحكامه لديهم.

والسنة: الأكل جلوساً على الأرض، أو على الكراسي، وأما الأكل قياماً، فسنة الكفار، وقد نهينا عن التشبه بهم، وأمرنا بمخالفتهم، حتى فيما ليس من صنعهم واختيارهم، كما هو مبين في آخر كتابي "جلباب المرأة المسلمة" فراجعه، وليس من هذا القبيل الأكل ماشياً، لأنه يكون للحاجة عادة، كما سيأتي بيانه هناك عند حديث ابن عمر إن شاءالله تعالى.

منهاج السنة
03-05-2011, 09:08 PM
فائدة (24) [ جواز ادخار الطعام ]


قال الإمام الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة - تحت حديث (ألم أنهكِ أن ترفعي شيئاً؟ فإن الله عز وجل يأتي برزق كل غدٍ) رقم (6742) في المجلد الرابع عشر – القسم الثاني- ص 540 :

منكر

ثم أن الحديث مخالف لبعض الأحاديث الصحيحة، والآثار السلفية، من ذلك أحاديث الأمر بادخار لحوم الأضاحي، وأكل الصحابة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم القديد بالمدينة من قديد الأضاحي، وترجم البخاري لبعضها في "صحيحه" بقوله: (باب ما كان السلف يدّخرون في بيوتهم وأسفارهم، من الطعام واللحم وغيره، وقالت عائشة وأسماء: صنعنا للنبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر سفرة).

وقد قال الحافظ بعد شرحه إياه (9/553) : (قال ابن بطال: في الحديث رد على من زعم من الصوفية أنه لا يجوز ادخار طعام لغد، وأن اسم الولاية لا يستحقه من ادخر شيئاً ولو قل، وأن من ادّخر اساء الظن بالله. وفي هذه الأحاديث كفاية في الرد على من زعم ذلك). ومن ذلك أيضاً حديث عمر رضي الله عنه : "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبيع نخل بني النضير، ويحبس لأهله قوت سنتهم".


أكتفي بالفوائد المذكورة، نسأل الله أن يجعل ما قدّمنا في موازين حسنات الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني.
هذا والله أعلم وصلى اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.