جباره
01-29-2011, 12:46 AM
معنى السلف في اللغة قال ابن منظور في لسان العرب
( والسلف أيضا من تقدمك من آبائك وذوي قرابتك الذين هم فوقك في السبق والفضل ، ولهذا سمي الصدر الأول من التابعين: السلف الصالح )
ومنه قول رسول الله عليه الصلاة والسلام لابنته فاطمة
" فإنه نعم السلف أنا لك " أخرجه مسلم.
اصطلاحا
هم الصحابة ابتداء ويشاركهم التابعون وتابعوهم من الأئمة تبعا وإتباعا كما في
قوله تعالى
( والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان ) التوبة
وقد تناقل أهل العلم في القرون المفضلة هذا المصطلح للدلالة على منهج الصحابة ومن تبعهم بإحسان.
أما من حيث الزمان
فهي تشمل خير القرون وأولاها بالاقتداء والإتباع، وهي القرون الثلاثة الأولى المشهود لها بالخيرية
كما ورد عن النبي عليه الصلاة و السلام
(خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ) حديث متواتر
وبمجموع ذلك يظهر أن مصطلح السلف يطلق على من حافظ على سلامة العقيدة والمنهج على ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه قبل الاختلاف والافتراق
وأما السلفية فهي
الانتساب إلى السلف وهي نسبة محمودة إلى منهج معصوم وجيل مرحوم وهو مذهب أثري سديد وليس ابتداع مذهب جديد .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى (4/149)
لا عيب على من أظهر مذهب السلف وانتسب إليه واعتزى إليه بل يجب قبول ذلك منه بالاتفاق فإن مذهب السلف لا يكون إلا حقاً .
ولذلك فإن المنهج السلفي هو لزوم الطريقة التي كان عليها الصحابة من التمسك بالكتاب والسنة علما وعملا وفهما وتطبيقا وهذا المنهج باقٍ إلى يوم القيامة، يصح الانتساب إليه
ومن خلال ما تقدم من تعريف للدعوة السلفية ندرك أهمية المقاصد التي ترمي إليها فهي تدعو إلى الإسلام الصافي النقي من أدران الشرك والخرافات والبدع والمنكرات وتعزز في شخصية المسلم مفهوم الولاء والبراء ونبذ التعصب للأشخاص والأسماء
قال شيخنا الألباني رحمه الله إذا عرفنا معنى السلف والسلفية حينئذٍ أقول أمرين اثنين
الأمر الأول
أن هذه النسبة ليست نسبة إلى شخص أو أشخاص كما هي نِسَب جماعات أخرى موجودة اليوم على الأرض الإسلامية هذه ليست نسبة إلى شخص ولا إلى عشرات الأشخاص بل هذه النسبة هي نسبةٌ إلى العصمة ذلك لأن السلف الصالح يستحيل أن يجمعوا على ضلالة وبخلاف ذلك الخلف فالخلف لم يأتِ في الشرع ثناء عليهم بل جاء الذم في جماهيرهم وذلك في تمام الحديث السابق
حيث قال عليه السلام
( ثم يأتي من بعدهم أقوامٌ يَشهدون ولايُستشهدون ) إلى آخر الحديث كما أشار عليه السلام إلى ذلك في حديث آخر فيه مدحٌ لطائفةٍ من المسلمين وذمٌّ لجماهيرهم بمفهوم الحديث
حيث قال عليه السلام
( لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله ) أو (حتى تقوم الساعة ) فهذا الحديث خص المدح في آخر الزمن بطائفة والطائفة هي الجماعة القليلة فإنها في اللغة : تطلق على الفرد فما فوق
فإذن إذا عرفنا هذا المعنى في السلفية وأنها تنتمي إلى جماعة السلف الصالح وأنهم العصمة فيما إذا تمسك المسلم بما كان عليه هؤلاء السلف الصالح
الأمر الثاني
الذي أشرتُ إليه آنفاً ألا وهو أن كل مسلم يعرف حينذاك هذه النسبة وإلى ماذا ترمي من العصمة فيستحيل عليه بعد هذا العلم والبيان أن – لا أقول أن – يتبرأ هذا أمرٌ بدهي لكني أقول : يستحيل عليه إلا أن يكون سلفياً لأننا فهمنا أن الانتساب إلى السلفية يعني الانتساب إلى العصمة
من أين أخذنا هذه العصمة ؟
نحن نأخذها من حديث يستدل به بعض الخلف على خلاف الحق يستدلون به على الاحتجاج بالأخذ بالأكثرية – بما عليه جماهير الخلف – حينما يأتون بقوله عليه السلام ( لا تجتمع أمتي على ضلالة ) لا يصح تطبيق هذا الحديث على الخلف اليوم على ما بينهم من خلافات جذرية ( لا تجتمع أمتي على ضلالة ) لا يمكن تطبيقها على واقع المسلمين اليوم وهذا أمرٌ يعرفه كل دارس لهذا الواقع السيء يُضاف إلى ذلك الأحاديث الصحيحة التي جاءت مبينةً لما وقع فيمن قبلنا من اليهود والنصارى وفيما سيقع في المسلمين بعد الرسول عليه السلام من التفرق
فقال صلى الله عليه وسلم
(افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة والنصارى على اثنتين وسبعين فرقة وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة , قالوا من هي يا رسول الله ؟ قال ( هي الجماعة ) هذه الجماعة : هي جماعة الرسول عليه السلام هي التي يمكن القطع بتطبيق الحديث السابق ( لا تجتمع أمتي على ضلالة ) أن المقصود بهذا الحديث هم الصحابة الذين حكم الرسول عليه السلام بأنهم هي الفرقة الناجية ومن سلك سبيلهم ونحا نحوهم وهؤلاء السلف الصالح هم الذين حذرنا ربنا عز و جل في القرآن الكريم من مخالفتهم ومن سلوك سبيل غير سبيلهم في
قوله عز وجل
( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نُوَلِّهِ ما تولى ونُصْلِهِ جهنم وساءت مصيرا )
أنا لَفَتّ نظر إخواننا في كثيرٍ من المناسبات إلى حكمة عطف ربنا عز وجل قوله في هذه الآية ويتبع غير سبيل المؤمنين على مشاققة الرسول
ما الحكمة من ذلك ؟
مع أن الآية لو كانت بحذف هذه الجملة لو كانت كما يأتي
( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى نُوَلِّهِ ما تولى ونُصْلِهِ جهنم وساءت مصيرا )
لكانت كافية في التحذير و تأنيب من يشاقق الرسول عليه السلام والحكم عليه بمصيره السيئ لم تكن الآية هكذا وإنما أضافت إلى ذلك قوله عز وجل ( ويتبع غير سبيل المؤمنين ) هل هذا عبث ؟!
حاشا لكلام الله عز وجل من العبث ـ إذن ما الغاية..؟
ما الحكمة من عطف هذه الجملة (ويتبع غير سبيل المؤمنين) على ( مشاققة الرسول ) ؟
الحكمة في كلام الإمام الشافعي
حيث استدل بهذه الآية على الإجماع أي من سلك غير سبيل الصحابة الذين هم العصمة وهم الجماعة التي شهد لها الرسول عليه السلام أنها الفرقة الناجية ومن سلك سبيلهم هؤلاء هم الذين لا يجوز لمن كان يريد أن ينجو من عذاب الله يوم القيامة أن يخالف سبيلهم
ولذلك قال تعالى
( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نُوَلِّهِ ما تولى ونُصْلِهِ جهنم وساءت مصيرا )
إذن على المسلمين اليوم في آخر الزمان أن يعرفوا أمرين اثنين :
أولاً : من هم المسلمون المذكورين في هذه الآية ثم ما الحكمة في أن الله عز وجل أراد بها الصحابة الذين هم السلف الصالح ومن سار سبيلهم ..؟
قد سبق بيان جواب هذا السؤال أو هذه الحكمة وخلاصة ذلك أن الصحابة كانوا قريب عهد بتلقي الوحي غضا طريا من فم النبي عليه السلام أولاً ثم شاهدوا نبيهم الذي عاش بين ظهرانيهم يطبق الأحكام المنصوصة عليها في القرآن والتي جاء ذكر كثير منها في أقواله بينما الخلف لم يكن لهم هذا الفضل من سماع القرآن وأحاديث الرسول عليه السلام منه مباشرةً ثم لم يكن لهم فضل الاطلاع على تطبيق الرسول عليه السلام لنصوص الكتاب والسنة تطبيقاً عملياً ومن الحكمة التي جاء النص عليها في السنة
قوله عليه السلام ( ليس الخبر كالمعاينة )
ومنه بدأ ومنه أخذ الشاعر قوله ( وما راءٍ كمن سمع ) فإذن الذين لم يشهدوا الرسول عليه السلام ليسوا كأصحابه الذين شاهدوا وسمعوا منه الكلام مباشرة ورأوه منه تطبيقاً عمليا اليوم توجد كلمة عصرية نبغ بها بعض الدعاة الإسلاميين وهي كلمة جميلة جداً ولكن أجمل منها أن نجعل منها حقيقةً واقعة يقولون في محاضراتهم وفي مواعظهم وإرشاداتهم أنه يجب أن نجعل الإسلام يمشي واقعاً يمشي على الأرض كلام جميل لكن إذا لم نفهم الإسلام وعلى ضوء فهم السلف الصالح كما نقول لا يمكننا أن نحقق هذا الكلام الشاعري الجميل أن نجعل الإسلام حقيقة واقعية تمشي على الأرض الذين استطاعوا ذلك هم أصحاب الرسول عليه السلام للسببين المذكورين آنفاً سمعوا الكلام منه مباشرةً فَوَعَوْهُ خير من وَعِيَ ثم في أمور هناك تحتاج إلى بيان فعلي فرأوا الرسول عليه السلام يبين لهم ذلك فعلاً وأنا أضربلكم مثلاً واضحاً جداً هناك آيات في القرآن الكريم لا يمكن للمسلم أن يفهمها إلا إذا كان عارفاً للسنة التي تبين القرآن الكريم
كما قال عز وجل ( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نُزِّلَ إليهم )
مثلاً قوله تعالى (والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما )
الآن هاتوا سيبويه هذا الزمان في اللغة العربية فليفسر لنا هذه الآية الكريمة
(والسارق) من هو ؟
لغةً لا يستطيع أن يحدد السارق واليد ما هي ؟
لا يستطيع سيبويه آخر الزمان لا يستطيع أن يعطي الجواب عن هذين السؤالين من هو السارق الذي يستطيع أو الذي يستحق قطع اليد ؟
وما هي اليد التي ينبغي أن تُقطع بالنسبة لهذا السارق ؟
اللغة : السارق لو سرق بيضة فهو سارق واليد في هذه لو قُطِعَتْ هنا أو هنا أو في أي مكان فهي يدٌ لكن الجواب هو - حين نتذكر الآية السابقة ( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نُزِّلَ إليهم )
الجواب في البيان فهناك بيان من الرسول عليه السلام للقرآن هذا البيان طَبَّقَهُ عليه السلام فعلاً في خصوص هذه الآية كمثل وفي خصوص الآيات الأخرى وما أكثرها لأن من قرأ في علم الأصول يقرأ في علم الأصول أنه هناك عام وخاص ومطلق ومقيد وناسخ ومنسوخ كلمات مجملة يدخل تحتها عشرات النصوص إن لم يكن مئات النصوص نصوص عامة أوردتها السنة
انتهى كلام الإمام الألباني رحمة الله رحمة واسعة مفرق من سلسلة الهدى و النور
بعد أن سئل الامام ابن باز رحمه الله عن التسمي بالسلفي أو الأثري وهل هذا من باب تزكية النفس
أجاب: إذا كان صادقا أنه أثري أو أنه سلفي لابأس مثل ما كان السلف يقولون: فلان سلفي فلان أثري تزكية لابد منها تزكية واجبة
من كتاب الفتاوى المهمة في تبصير الأمة ص-132
يقول(السائل) فضيلة الشيخ وفقكم الله نسمع بعض الناس يقولون : لا يـجوز الانتساب إلى السلف ويَعد السلفية حزباً من الأحزاب القائمة في الوقت الحالي فما رأيكم بهذا الكلام ؟
فأجاب معالي الشيخ صالح الفوزان حفظه الله
نعم السلف حزب الله السلف حزب لكنهم حزب الله .
الله ( جل وعلا) يقول ( أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون )
السلف انـحازوا إلى الكتاب والسنة وإلى الصحابة فصاروا حزب الله وأما من خالفهم فهم أحزاب ضالة مخالفة .
الأحزاب تختلف ، هناك حزب الله وهناك حزب الشيطان كما في آخر سورة المجادلة هناك حزب الله وهناك حزب الشيطان .
فالأحزاب تختلف فمن كان على منهج الكتاب والسنة فهو حزب الله ومن كان على منهج الضلال فهو حزب الشيطان
وأنت تَخيّر، تكون من حزب الله ، أو تكون من حزب الشيطان! تَخيّر!!
ولله الحمد مازال هناك بقيه من أئمة السلف يمكن الرجوع إليهم إذا حزب الإنسان أمر أو أراد إن يفهم و يعرف الحق كما نزل علي الرسول الكريم
و الحمد لله رب العالمين
منقول بتصرف و زيادة
( والسلف أيضا من تقدمك من آبائك وذوي قرابتك الذين هم فوقك في السبق والفضل ، ولهذا سمي الصدر الأول من التابعين: السلف الصالح )
ومنه قول رسول الله عليه الصلاة والسلام لابنته فاطمة
" فإنه نعم السلف أنا لك " أخرجه مسلم.
اصطلاحا
هم الصحابة ابتداء ويشاركهم التابعون وتابعوهم من الأئمة تبعا وإتباعا كما في
قوله تعالى
( والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان ) التوبة
وقد تناقل أهل العلم في القرون المفضلة هذا المصطلح للدلالة على منهج الصحابة ومن تبعهم بإحسان.
أما من حيث الزمان
فهي تشمل خير القرون وأولاها بالاقتداء والإتباع، وهي القرون الثلاثة الأولى المشهود لها بالخيرية
كما ورد عن النبي عليه الصلاة و السلام
(خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ) حديث متواتر
وبمجموع ذلك يظهر أن مصطلح السلف يطلق على من حافظ على سلامة العقيدة والمنهج على ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه قبل الاختلاف والافتراق
وأما السلفية فهي
الانتساب إلى السلف وهي نسبة محمودة إلى منهج معصوم وجيل مرحوم وهو مذهب أثري سديد وليس ابتداع مذهب جديد .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى (4/149)
لا عيب على من أظهر مذهب السلف وانتسب إليه واعتزى إليه بل يجب قبول ذلك منه بالاتفاق فإن مذهب السلف لا يكون إلا حقاً .
ولذلك فإن المنهج السلفي هو لزوم الطريقة التي كان عليها الصحابة من التمسك بالكتاب والسنة علما وعملا وفهما وتطبيقا وهذا المنهج باقٍ إلى يوم القيامة، يصح الانتساب إليه
ومن خلال ما تقدم من تعريف للدعوة السلفية ندرك أهمية المقاصد التي ترمي إليها فهي تدعو إلى الإسلام الصافي النقي من أدران الشرك والخرافات والبدع والمنكرات وتعزز في شخصية المسلم مفهوم الولاء والبراء ونبذ التعصب للأشخاص والأسماء
قال شيخنا الألباني رحمه الله إذا عرفنا معنى السلف والسلفية حينئذٍ أقول أمرين اثنين
الأمر الأول
أن هذه النسبة ليست نسبة إلى شخص أو أشخاص كما هي نِسَب جماعات أخرى موجودة اليوم على الأرض الإسلامية هذه ليست نسبة إلى شخص ولا إلى عشرات الأشخاص بل هذه النسبة هي نسبةٌ إلى العصمة ذلك لأن السلف الصالح يستحيل أن يجمعوا على ضلالة وبخلاف ذلك الخلف فالخلف لم يأتِ في الشرع ثناء عليهم بل جاء الذم في جماهيرهم وذلك في تمام الحديث السابق
حيث قال عليه السلام
( ثم يأتي من بعدهم أقوامٌ يَشهدون ولايُستشهدون ) إلى آخر الحديث كما أشار عليه السلام إلى ذلك في حديث آخر فيه مدحٌ لطائفةٍ من المسلمين وذمٌّ لجماهيرهم بمفهوم الحديث
حيث قال عليه السلام
( لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله ) أو (حتى تقوم الساعة ) فهذا الحديث خص المدح في آخر الزمن بطائفة والطائفة هي الجماعة القليلة فإنها في اللغة : تطلق على الفرد فما فوق
فإذن إذا عرفنا هذا المعنى في السلفية وأنها تنتمي إلى جماعة السلف الصالح وأنهم العصمة فيما إذا تمسك المسلم بما كان عليه هؤلاء السلف الصالح
الأمر الثاني
الذي أشرتُ إليه آنفاً ألا وهو أن كل مسلم يعرف حينذاك هذه النسبة وإلى ماذا ترمي من العصمة فيستحيل عليه بعد هذا العلم والبيان أن – لا أقول أن – يتبرأ هذا أمرٌ بدهي لكني أقول : يستحيل عليه إلا أن يكون سلفياً لأننا فهمنا أن الانتساب إلى السلفية يعني الانتساب إلى العصمة
من أين أخذنا هذه العصمة ؟
نحن نأخذها من حديث يستدل به بعض الخلف على خلاف الحق يستدلون به على الاحتجاج بالأخذ بالأكثرية – بما عليه جماهير الخلف – حينما يأتون بقوله عليه السلام ( لا تجتمع أمتي على ضلالة ) لا يصح تطبيق هذا الحديث على الخلف اليوم على ما بينهم من خلافات جذرية ( لا تجتمع أمتي على ضلالة ) لا يمكن تطبيقها على واقع المسلمين اليوم وهذا أمرٌ يعرفه كل دارس لهذا الواقع السيء يُضاف إلى ذلك الأحاديث الصحيحة التي جاءت مبينةً لما وقع فيمن قبلنا من اليهود والنصارى وفيما سيقع في المسلمين بعد الرسول عليه السلام من التفرق
فقال صلى الله عليه وسلم
(افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة والنصارى على اثنتين وسبعين فرقة وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة , قالوا من هي يا رسول الله ؟ قال ( هي الجماعة ) هذه الجماعة : هي جماعة الرسول عليه السلام هي التي يمكن القطع بتطبيق الحديث السابق ( لا تجتمع أمتي على ضلالة ) أن المقصود بهذا الحديث هم الصحابة الذين حكم الرسول عليه السلام بأنهم هي الفرقة الناجية ومن سلك سبيلهم ونحا نحوهم وهؤلاء السلف الصالح هم الذين حذرنا ربنا عز و جل في القرآن الكريم من مخالفتهم ومن سلوك سبيل غير سبيلهم في
قوله عز وجل
( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نُوَلِّهِ ما تولى ونُصْلِهِ جهنم وساءت مصيرا )
أنا لَفَتّ نظر إخواننا في كثيرٍ من المناسبات إلى حكمة عطف ربنا عز وجل قوله في هذه الآية ويتبع غير سبيل المؤمنين على مشاققة الرسول
ما الحكمة من ذلك ؟
مع أن الآية لو كانت بحذف هذه الجملة لو كانت كما يأتي
( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى نُوَلِّهِ ما تولى ونُصْلِهِ جهنم وساءت مصيرا )
لكانت كافية في التحذير و تأنيب من يشاقق الرسول عليه السلام والحكم عليه بمصيره السيئ لم تكن الآية هكذا وإنما أضافت إلى ذلك قوله عز وجل ( ويتبع غير سبيل المؤمنين ) هل هذا عبث ؟!
حاشا لكلام الله عز وجل من العبث ـ إذن ما الغاية..؟
ما الحكمة من عطف هذه الجملة (ويتبع غير سبيل المؤمنين) على ( مشاققة الرسول ) ؟
الحكمة في كلام الإمام الشافعي
حيث استدل بهذه الآية على الإجماع أي من سلك غير سبيل الصحابة الذين هم العصمة وهم الجماعة التي شهد لها الرسول عليه السلام أنها الفرقة الناجية ومن سلك سبيلهم هؤلاء هم الذين لا يجوز لمن كان يريد أن ينجو من عذاب الله يوم القيامة أن يخالف سبيلهم
ولذلك قال تعالى
( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نُوَلِّهِ ما تولى ونُصْلِهِ جهنم وساءت مصيرا )
إذن على المسلمين اليوم في آخر الزمان أن يعرفوا أمرين اثنين :
أولاً : من هم المسلمون المذكورين في هذه الآية ثم ما الحكمة في أن الله عز وجل أراد بها الصحابة الذين هم السلف الصالح ومن سار سبيلهم ..؟
قد سبق بيان جواب هذا السؤال أو هذه الحكمة وخلاصة ذلك أن الصحابة كانوا قريب عهد بتلقي الوحي غضا طريا من فم النبي عليه السلام أولاً ثم شاهدوا نبيهم الذي عاش بين ظهرانيهم يطبق الأحكام المنصوصة عليها في القرآن والتي جاء ذكر كثير منها في أقواله بينما الخلف لم يكن لهم هذا الفضل من سماع القرآن وأحاديث الرسول عليه السلام منه مباشرةً ثم لم يكن لهم فضل الاطلاع على تطبيق الرسول عليه السلام لنصوص الكتاب والسنة تطبيقاً عملياً ومن الحكمة التي جاء النص عليها في السنة
قوله عليه السلام ( ليس الخبر كالمعاينة )
ومنه بدأ ومنه أخذ الشاعر قوله ( وما راءٍ كمن سمع ) فإذن الذين لم يشهدوا الرسول عليه السلام ليسوا كأصحابه الذين شاهدوا وسمعوا منه الكلام مباشرة ورأوه منه تطبيقاً عمليا اليوم توجد كلمة عصرية نبغ بها بعض الدعاة الإسلاميين وهي كلمة جميلة جداً ولكن أجمل منها أن نجعل منها حقيقةً واقعة يقولون في محاضراتهم وفي مواعظهم وإرشاداتهم أنه يجب أن نجعل الإسلام يمشي واقعاً يمشي على الأرض كلام جميل لكن إذا لم نفهم الإسلام وعلى ضوء فهم السلف الصالح كما نقول لا يمكننا أن نحقق هذا الكلام الشاعري الجميل أن نجعل الإسلام حقيقة واقعية تمشي على الأرض الذين استطاعوا ذلك هم أصحاب الرسول عليه السلام للسببين المذكورين آنفاً سمعوا الكلام منه مباشرةً فَوَعَوْهُ خير من وَعِيَ ثم في أمور هناك تحتاج إلى بيان فعلي فرأوا الرسول عليه السلام يبين لهم ذلك فعلاً وأنا أضربلكم مثلاً واضحاً جداً هناك آيات في القرآن الكريم لا يمكن للمسلم أن يفهمها إلا إذا كان عارفاً للسنة التي تبين القرآن الكريم
كما قال عز وجل ( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نُزِّلَ إليهم )
مثلاً قوله تعالى (والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما )
الآن هاتوا سيبويه هذا الزمان في اللغة العربية فليفسر لنا هذه الآية الكريمة
(والسارق) من هو ؟
لغةً لا يستطيع أن يحدد السارق واليد ما هي ؟
لا يستطيع سيبويه آخر الزمان لا يستطيع أن يعطي الجواب عن هذين السؤالين من هو السارق الذي يستطيع أو الذي يستحق قطع اليد ؟
وما هي اليد التي ينبغي أن تُقطع بالنسبة لهذا السارق ؟
اللغة : السارق لو سرق بيضة فهو سارق واليد في هذه لو قُطِعَتْ هنا أو هنا أو في أي مكان فهي يدٌ لكن الجواب هو - حين نتذكر الآية السابقة ( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نُزِّلَ إليهم )
الجواب في البيان فهناك بيان من الرسول عليه السلام للقرآن هذا البيان طَبَّقَهُ عليه السلام فعلاً في خصوص هذه الآية كمثل وفي خصوص الآيات الأخرى وما أكثرها لأن من قرأ في علم الأصول يقرأ في علم الأصول أنه هناك عام وخاص ومطلق ومقيد وناسخ ومنسوخ كلمات مجملة يدخل تحتها عشرات النصوص إن لم يكن مئات النصوص نصوص عامة أوردتها السنة
انتهى كلام الإمام الألباني رحمة الله رحمة واسعة مفرق من سلسلة الهدى و النور
بعد أن سئل الامام ابن باز رحمه الله عن التسمي بالسلفي أو الأثري وهل هذا من باب تزكية النفس
أجاب: إذا كان صادقا أنه أثري أو أنه سلفي لابأس مثل ما كان السلف يقولون: فلان سلفي فلان أثري تزكية لابد منها تزكية واجبة
من كتاب الفتاوى المهمة في تبصير الأمة ص-132
يقول(السائل) فضيلة الشيخ وفقكم الله نسمع بعض الناس يقولون : لا يـجوز الانتساب إلى السلف ويَعد السلفية حزباً من الأحزاب القائمة في الوقت الحالي فما رأيكم بهذا الكلام ؟
فأجاب معالي الشيخ صالح الفوزان حفظه الله
نعم السلف حزب الله السلف حزب لكنهم حزب الله .
الله ( جل وعلا) يقول ( أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون )
السلف انـحازوا إلى الكتاب والسنة وإلى الصحابة فصاروا حزب الله وأما من خالفهم فهم أحزاب ضالة مخالفة .
الأحزاب تختلف ، هناك حزب الله وهناك حزب الشيطان كما في آخر سورة المجادلة هناك حزب الله وهناك حزب الشيطان .
فالأحزاب تختلف فمن كان على منهج الكتاب والسنة فهو حزب الله ومن كان على منهج الضلال فهو حزب الشيطان
وأنت تَخيّر، تكون من حزب الله ، أو تكون من حزب الشيطان! تَخيّر!!
ولله الحمد مازال هناك بقيه من أئمة السلف يمكن الرجوع إليهم إذا حزب الإنسان أمر أو أراد إن يفهم و يعرف الحق كما نزل علي الرسول الكريم
و الحمد لله رب العالمين
منقول بتصرف و زيادة