منهاج السنة
03-11-2011, 04:35 PM
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه.. أما بعد...
فإن نعمة الأمن أحد أكبر وأجل هذه النعم التي امتن الله بها على عباده وجعلها أساسًا ووعاءً جامعًا لضروبٍ من الخير وألوانٍ من المنافع .. ففي مقام التذكير بالآلاء بيّن سبحانه عظيم نعمته على قريش ببسط رداء الأمن عليهم حال سفرهم وارتحالهم في شتائهم وصيفهم وحال إقامتهم في البلد الأمين .. والأعراب من حوله ينهب بعضهم بعضا ويقتل بعضهم بعضا ، فقال تعالى (لإيلاف قريش) حتى قوله تعالى (فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف)
نعمة الأمن كانت أولَ دعوةٍ لأبينا الخليل إبراهيم عليه الصلاة والسلام ، حينما قال: (رَبِّ اجْعَلْ هَـَذَا بَلَداً آمِناً وارزق أهله من الثمرات) .. فقدّم إبراهيم نعمة الأمن ، على نعمة الطعام والغذاء ، لعظمها وخطر زوالها
نعمة الأمن ، هي منة الله على هذه الأمة المباركة المرحومة ، قال تعالى: (وَاذْكُرُواْ إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ )، وقال عز وجل: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَماً آمِناً ويتخطف الناس من حولهم).
فإذا اجتمع إلى الأمن من الخوف صحة الجسد من العلل والأسقام وتوفر ما يكفيه في يومه من قوتٍ حلالٍ فإنه يكون بذلك كمن أُعطِي الدنيا بأسرها .. أخبر بذلك الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى في الحديث الذي أخرجه الترمذي وابن ماجة في سننهما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم ( من أصبح منكم آمنًا في سربه (أي في نفسه وفي شأنه كله) معافىً في جسده عنده قوت يومه فكأنما حِيزَتْ له الدنيا )
في رحاب الأمن ، يأمنُ الناس على أموالهم ومحارمهم وأعراضهم .. وفي ظلال الأمن ، يعبدون ربهم ويقيمون شريعته ويدعون إلى سبيله .. في رحابِ الأمن وظلِه تعم الطمأنينةُ النفوس ، ويسودها الهدوء ، وترفرف عليها السعادة ، وتؤدي الواجبات باطمئنان ، من غير خوفِ هضمٍ ولا حرمان .
لو انفرط عقد الأمن ساعة لرأيت كيف تعم الفوضى وتتعطل المصالح ويكثر الهرج وتأمل فيمن حولك من البلاد ستجد الواقع ناطقاً ، واسأل العراق وغيرَ العراق تجدْه على هذه الحقيقة شاهداً .
إن لله على عباده نعمًا كثيرة لا تحصى (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّار) وإن أعظم النعم بعد نعمة الإسلام نعمة العافية والأمن فبالأمن يحافظ المسلم على دينه وبالأمن تحقن الدماء وبالأمن تصان الأعراض وبالأمن تحفظ الأموال وبالأمن تؤدى الحقوق.
لقد حرص الإسلام على إرساء قواعد الأمن في المجتمع المسلم لأن الأمن ضرورة للمجتمع المسلم فأرسى قواعده ودعائمه فأمر أولاً بطاعة ولاة الأمور في المعروف ، فقال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُم) وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم البيعة على أصحابه بالسمع والطاعة لولاة أموره بالمعروف في أي الأحوال كان، قال عبادة بن الصامت رضي الله عنه ( بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة فيما منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا وأن لا ننازع الأمر أهله ما لم تروا كفرًا بواحًا عندكم فيه من الله برهان) وقال صلى الله عليه وسلم (على المسلم السمع والطاعة بالمعروف ما لم يؤمر بمعصية) وأخبر صلى الله عليه وسلم أن المسلم مهما اختلف رأيه أو أمر خالف ما يريد فعليه السمع والطاعة في المعروف في الحديث (خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم وتصلون عليهم ويصلون عليكم وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتعلنونهم ويلعنونكم) ، قالوا: أفلا ننابذهم؟ قال: (لا ما أقاموا فيكم الصلاة، لا ما أقاموا فيكم الصلاة)، وأخبر صلى الله عليه وسلم أن طاعته طاعة لله ومعصيته معصية لله فقال صلى الله عليه وسلم (من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله ومن يطع الأمير فقد أطاعني ومن يعص الأمير فقد عصاني)، وأهل السنة والجماعة يرون طاعة ولاة الأمور من أصول عقيدتهم الصحيحة الدالة على وجوب السمع والطاعة في المعروف لما في ذلك من الخير والصلاح.
بيّن الله تعالى أن شكر النعم سبب في زيادتها، فقال تعالى ( وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ) ، ولأن مصالح العباد كافةً ومنافع الخلق جميعًا متوقفة عليه ؛ إذ بدونه لا تنتظم مصالحهم ولا تتحقق منافعهم ولا يهنأ لهم عيشٌ ولا تطيب لهم حياة .
وإذا تخلى أبناء المجتمع عن دينهم وكفروا نعمة ربهم أحاطت بهم المخاوف ، وانتشرت بينهم الجرائم ، وانهدم جدار الأمن وادلهم ظلام الخوف والقلق وهذه هي سنة الله التي لا تتخلف في خلقه قال تعالى ( وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الخوف والجوع بما كانوا يصنعون).
إن الأمن الوطني لا يتحقق إلا بوجود الأمن الفكري بحماية الأجيال الناشئة وشباب الأمة وتحصين أفكارهم من التيارات المشبوهة التي تسمم العقول وتحرف السلوك من دعوات التغريب ودعايات الفساد والإفساد كتحرير المرأة ومساواتها بالرجال والاختلاط في الندوات والاحتفالات وغيرها.
.. ولا بد أن يحذر الشاب الغيور من تعجل الأمور، أو الحكم على المواقف والأحداث دون الرجوع إلى العلماء الراسخين الصادقين .
إن الأمور إذا الأحداث دبرها 00000 دون الشيوخ ترى في بعضها خللا
فإن نعمة الأمن أحد أكبر وأجل هذه النعم التي امتن الله بها على عباده وجعلها أساسًا ووعاءً جامعًا لضروبٍ من الخير وألوانٍ من المنافع .. ففي مقام التذكير بالآلاء بيّن سبحانه عظيم نعمته على قريش ببسط رداء الأمن عليهم حال سفرهم وارتحالهم في شتائهم وصيفهم وحال إقامتهم في البلد الأمين .. والأعراب من حوله ينهب بعضهم بعضا ويقتل بعضهم بعضا ، فقال تعالى (لإيلاف قريش) حتى قوله تعالى (فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف)
نعمة الأمن كانت أولَ دعوةٍ لأبينا الخليل إبراهيم عليه الصلاة والسلام ، حينما قال: (رَبِّ اجْعَلْ هَـَذَا بَلَداً آمِناً وارزق أهله من الثمرات) .. فقدّم إبراهيم نعمة الأمن ، على نعمة الطعام والغذاء ، لعظمها وخطر زوالها
نعمة الأمن ، هي منة الله على هذه الأمة المباركة المرحومة ، قال تعالى: (وَاذْكُرُواْ إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ )، وقال عز وجل: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَماً آمِناً ويتخطف الناس من حولهم).
فإذا اجتمع إلى الأمن من الخوف صحة الجسد من العلل والأسقام وتوفر ما يكفيه في يومه من قوتٍ حلالٍ فإنه يكون بذلك كمن أُعطِي الدنيا بأسرها .. أخبر بذلك الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى في الحديث الذي أخرجه الترمذي وابن ماجة في سننهما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم ( من أصبح منكم آمنًا في سربه (أي في نفسه وفي شأنه كله) معافىً في جسده عنده قوت يومه فكأنما حِيزَتْ له الدنيا )
في رحاب الأمن ، يأمنُ الناس على أموالهم ومحارمهم وأعراضهم .. وفي ظلال الأمن ، يعبدون ربهم ويقيمون شريعته ويدعون إلى سبيله .. في رحابِ الأمن وظلِه تعم الطمأنينةُ النفوس ، ويسودها الهدوء ، وترفرف عليها السعادة ، وتؤدي الواجبات باطمئنان ، من غير خوفِ هضمٍ ولا حرمان .
لو انفرط عقد الأمن ساعة لرأيت كيف تعم الفوضى وتتعطل المصالح ويكثر الهرج وتأمل فيمن حولك من البلاد ستجد الواقع ناطقاً ، واسأل العراق وغيرَ العراق تجدْه على هذه الحقيقة شاهداً .
إن لله على عباده نعمًا كثيرة لا تحصى (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّار) وإن أعظم النعم بعد نعمة الإسلام نعمة العافية والأمن فبالأمن يحافظ المسلم على دينه وبالأمن تحقن الدماء وبالأمن تصان الأعراض وبالأمن تحفظ الأموال وبالأمن تؤدى الحقوق.
لقد حرص الإسلام على إرساء قواعد الأمن في المجتمع المسلم لأن الأمن ضرورة للمجتمع المسلم فأرسى قواعده ودعائمه فأمر أولاً بطاعة ولاة الأمور في المعروف ، فقال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُم) وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم البيعة على أصحابه بالسمع والطاعة لولاة أموره بالمعروف في أي الأحوال كان، قال عبادة بن الصامت رضي الله عنه ( بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة فيما منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا وأن لا ننازع الأمر أهله ما لم تروا كفرًا بواحًا عندكم فيه من الله برهان) وقال صلى الله عليه وسلم (على المسلم السمع والطاعة بالمعروف ما لم يؤمر بمعصية) وأخبر صلى الله عليه وسلم أن المسلم مهما اختلف رأيه أو أمر خالف ما يريد فعليه السمع والطاعة في المعروف في الحديث (خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم وتصلون عليهم ويصلون عليكم وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتعلنونهم ويلعنونكم) ، قالوا: أفلا ننابذهم؟ قال: (لا ما أقاموا فيكم الصلاة، لا ما أقاموا فيكم الصلاة)، وأخبر صلى الله عليه وسلم أن طاعته طاعة لله ومعصيته معصية لله فقال صلى الله عليه وسلم (من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله ومن يطع الأمير فقد أطاعني ومن يعص الأمير فقد عصاني)، وأهل السنة والجماعة يرون طاعة ولاة الأمور من أصول عقيدتهم الصحيحة الدالة على وجوب السمع والطاعة في المعروف لما في ذلك من الخير والصلاح.
بيّن الله تعالى أن شكر النعم سبب في زيادتها، فقال تعالى ( وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ) ، ولأن مصالح العباد كافةً ومنافع الخلق جميعًا متوقفة عليه ؛ إذ بدونه لا تنتظم مصالحهم ولا تتحقق منافعهم ولا يهنأ لهم عيشٌ ولا تطيب لهم حياة .
وإذا تخلى أبناء المجتمع عن دينهم وكفروا نعمة ربهم أحاطت بهم المخاوف ، وانتشرت بينهم الجرائم ، وانهدم جدار الأمن وادلهم ظلام الخوف والقلق وهذه هي سنة الله التي لا تتخلف في خلقه قال تعالى ( وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الخوف والجوع بما كانوا يصنعون).
إن الأمن الوطني لا يتحقق إلا بوجود الأمن الفكري بحماية الأجيال الناشئة وشباب الأمة وتحصين أفكارهم من التيارات المشبوهة التي تسمم العقول وتحرف السلوك من دعوات التغريب ودعايات الفساد والإفساد كتحرير المرأة ومساواتها بالرجال والاختلاط في الندوات والاحتفالات وغيرها.
.. ولا بد أن يحذر الشاب الغيور من تعجل الأمور، أو الحكم على المواقف والأحداث دون الرجوع إلى العلماء الراسخين الصادقين .
إن الأمور إذا الأحداث دبرها 00000 دون الشيوخ ترى في بعضها خللا