عبدالله الحمادي
02-02-2010, 07:05 PM
السلام عليكم
آل حرم او آل حرام او ال ابي حرم (الحرمي ) بطن من الاجواد[1] من غزية القحطانيه ذكرهم الحمداني كانت منازلهم في برية الحجاز ومكه المكرمه[2] ونظرا لحالة عدم الاستقرار السياسي التي شهدتها منطقة الحجاز فى القرن الثامن والتاسع الهجري والصرعات القبلية الطاحنه انتقلت اجزاء كبيره من غزيه الى اماكن متفرقه خارج جزيرة العرب ، ومن هذه المناطق منطقة الساحل الشرقي من الخليج العربي حيث استطاعت هذه القبيله بسط نفوذها على اجزاء كبيره من هذا الساحل وتكوين كيان سياسي خاص بها تابع من حيث الشكل للدوله الفارسيه آنذاك .
الأنتقال من الحجاز الى الساحل الشرقي من الخليج العربي:
انتقل ال حرم من الحجازالى الساحل الشرقي من الخليج العربي عام 1061 هـ تقريبا عن طريق القطيف تحت زعمة الشيخ رحمة بن سيف كما جاء في كتاب صهوة الفارس في تاريخ عرب فارس وكان يرافقهم في هذه الهجره بطون اخرى من غزيه حيث كان معهم ال بني مالك ( بني مالك ) وهم من الاجواد ايضا وآل تميم ( التميمي) وهم من البطنين من غزية[3] ، وكان معهم ايضا بعض الانصار[4] ممن دخل مع غزية بالحلف وهم يرجعون من حيث النسب الى جابر بن عبدالله بن حرام الانصاري الخزرجي الصحابي الجليل[5]، وقد جاء ذكرآل حرم في كتاب دليل الخليج المترجم في قطر ولكن بخطأ في الترجمه حيث نسبوا الى (راضيه) وليس الى غزية وقد يكون ذلك لعدم الدقه في الترجمه او نظرا لعدم وضوح الخط في النسخة الانجليزية للكتاب المترجم عنها، وقد استقروا اولا في مكان يطلق عليه حالة نابند ثم استطاعوا بسط نفوذهم على مناطق كثيره اخرى من الشريط الساحلي .
المناطق التي دخلت تحت سيطرة الحرم :
( نابند ،عسلوه ، بو عسكر ، بزبز ، دهنو ، غويرزه ، كشكنار ، خيارو ، خند ، صبروباش ، تنك شرزه ، تمبو ، تمبو الغربيه ) .
وقد كان لكل من بني مالك وبني تميم مناطق خاصه بهم ولكن كله تدخل تحت نفوذ شيخ ال حرم .
وقد قام شيخ النصور بضم الكثير من مناطق آل حرم بعد معركة اعسلوه ( ذبحة شيوخ الحرم ) سنة 1284 هـ ،ويذكر لوريمر عدد افراد قبيلة الحرم بحوالى 6400 نسمه .
سيطرة آل حرم على جزيرة البحرين[6] :
لقد استطاعت قبيلة ال حرم فرض سيطرتها على جزيرة البحرين اكثر من مره خلال تاريخ هذه القبيلة فقد كانت تسيطر على الجزيره قبل سنة 1730م عندما انتزعها منهم الشيخ جباره النصوري وهو زعيم قبيلة النصور المنافس الأكبر لقبيلة ال حرم ولكن الامر ما كاد ان يستقر لشيخ جباره حتى نظم نادر شاه حملة بقيادة لطيف شاه لسيطره على البحرين وقد وفق لطيف شاه واستطاع فرض سيطرة نادر شاه على البحرين سنة 1736 م الا ان فترة الحكم الفارسي على البحرين لم تدم طويلا. فعند مقتل نادر شاه تمكنت قبيلة ال حرم ، التي تسكن منطقة النابند من بسط سلطتها التامة على الجزيرة مره آخرى .
وقد استمرت سيطرة قبيلة الحرم على الجزيرة حتى 1750م تقريبا عندما استطاع شيخ بو شهر الشيخ ناصر بن مذكور شيخ المطاريش بالتحالف مع ميرمهنا الزعابي شيخ بندر ريق من ارسال حملة استطاعت السيطره على الجزيرة لبعض الوقت، وكان شيخ بو شهر أحد أعداء قبائل جنوب الخليج . وهو من أكثر المخلصين لبلاد فارس تحت حكم نادر شاه . وينتمي الشيخ ناصر إلى قبيلة المطاريش وهي قبيلة من أصل عماني سنية المذهب ولكن عائلة الشيخ ناصر تحولت بعقيدتها إلى المذهب الشيعي لتنال رضا الحكام الفرس .وقلما ساعدهم ذلك في المحافظة على صداقتهم مع العرب السنيين في منطقة الجنوب ، فقد كان الشيخ ناصر قد عومل معاملة سيئة جدا عندما سيطرت قبائل العربية في الساحل الشرقي على الأسطول الفارسي عام 1740م . ولكن نظرا للهجوم الذي قام به قايد هيثرحاكم جنافة على بندر ريق معقل ميرمهنا بداء هذا التحالف بالضعف مما اعطى الفرصه لال حرم في أبقاء سيطرتهم على الجزيرة .
ولكن آمل الشيخ ناصر لم تتبدد ، فقد استطاع من عقد حلف جديد مع عتوب[7] الكويت . وكانت هذه القبيلة قد برزت حديثا في أحداث الخليج البحرية ، إذ تملك عددا من السفن الصغيرة كما كان لديها عدد كبير من القوة البشرية . إلا أن سفنها تلك لم تكن مجهزة بصورة حسنة للحرب . ولكن كانت وعود الشيخ ناصر لهم بتأمين حرية الصيد في مغاصات اللؤلؤ في البحرين مغرية . وكانوا أعداء قدماء لقبيلة الحرم وباقي القبائل في السواحل الشرقية للخليج العربي الذين تمكنوا بمعداتهم المتفوقه من إعاقة توسع العتوب في تجارتهم . وكان الشيخ ناصر أفضل تجهيزا من حيث المعدات من العتوب حيث كان لديه بقايا من الفرقة الغربية من اسطول نادر شاه ، ولقد انتهى حصار الشيخ ناصر للبحرين بالفشل عندما طلبت قبيلة الحرم المساعده من بعض قبائل الساحل الشرقي الآخرى[8].
ولكن الشيخ ناصر نجح في كسر حلف قبائل عرب الجنوب وذلك بإقناع قبيلة النصور القوية بالأنفصال من التحالف . ويبدو أن هناك عدة عوامل ساهمت على خروج النصور من هذا الحلف ومن اهمها أن النصور أنفسهم كانت لديهم مطالبهم الخاصة في الجزيرة قبل عام 1736م . وقد تعلق الأمر بمبلغ كبير من المال يدفعه الشيخ ناصر لقبيلة النصور وكذالك كان عليه ان يدفع مستقبلا دفعة سنوية كبيرة من عائدات رسوم الجزيرة ، وبمساعدة من العتوب ومن الشيخ حاتم النصوري ، تمكن الشيخ ناصر بن مذكور أخيرا من الحصول على الجزيرة لتنتهي سيطرت قبيلة آل حرم عليه .
ذكر أمراء و مشايخ قبيلة آل حرم[9]
1) الأمير أرحمة بن سيف الحرمي:
قاد قبيلة الحرم سنة 1061هـ إلى الساحل الشرقي وأتخذ من قرية حالة نابند مقر له ، وذلك بسبب الخلاف الذي وقع في الحجاز بالقرب من مكه بين قبيلته وقبيلة ثقيف [10] توفي في عسلوه سنة 1092هـ.
2) الأمير محمد بن أرحمة بن سيف الحرمي :
تولى بعد والده وكان محمود السيرة واستمر يدير شؤون قبيلته حتى توفي سنة 1123هـ / 1711م.
3)الأمير سيف بن محمد الحرمي
تولى الأمر بعد والده ويعتقد أنه الذي استولى على جزيرة البحرين وقد تحالف ضده كل من شيخ بو شهر نصر بن مذكور وشيخ بندر ريق مير مهنا الزعابي وقبيلة العتوب ونزعوا منه جزيرة البحرين وبعد انفراط هذا التحالف عادت قبيلة الحرم وستعادت الجزيرة مرة ثانية في 1164هـ / 1751 م وعندما حاول الشيخ نصر استعادة الجزيرة هزموه مره اخرى ألى ان استطاع ناصر المذكور من هزمية آل حرم سنة 1166هـ / 1753 م بمساعدة قبيلة النصور بني خالد وتوفي سيف بن محمد سنة 1168/ 1755 م .
4)الأمير أرحمة بن سيف بن محمد الحرمي
تولى بعد والده وشهد له بحسن السيره والكرم والعدل حتى توفي سنة 1190هـ / 1776م في عسلوه .
5)الشيخ صقر بن أرحمة بن سيف الحرمي
تولى بعد والده ومن تاريخ مبايعته سمي حكام آل حرم بالشيوخ وكان جبارا وبسبب جبروته انفصل عنه بمني مالك في بداية حكمة وأرتبطوا بحلف مع بني خالد النصوريين وأختاروا لهم منهم حاكما يدعى ( مالك بن عوض ) وفي 1194هـ/1780م أغار على بني خالد بمساعدة الشيخ حسن بن علي بن خلفان آل علي ونهب قرية الطاهرية وأحرقها [11]وفر أهلها إلى قرية برك. وفي صيف سنة1816م هاجم سلطان عمان السيد سلطان بن أحمد جزر البحرين تدعمه سفن بو شهر وفصيلة من المقاتلين من عرب النصور (كنجون ) وعرب الحرم (اعسلوه)، ولكن فشل هذا الهجوم فشلا ذريعا عند نزوله المحرق[12]. وأستمر الشيخ صقر بحكم آل حرم وآل تميم إلى ان توفي سنة 1234هـ /1819م .
6)الشيخ عبد الرحمن الحرمي حاكم نابند:
تولى حكم نابند فترة حكم الشيخين سيف و حرمي من عسلوه سنة 1803م ،ولم تتوفر معلومات وافيه عن تاريخ هولاء الشيوخ من ال حرم[13] .
7) الشيخ خلفان بن صقر بن أرحمة الحرمي.
تولى بعد والده ووصف بحسن السيرة وفي أيام حكمه أنفصلت آل تميم وأختاروا لهم شيخا منهم يدعى مبارك التميمي وفي 1254هـ /1838 هـ أخذ سفنا لبني خالد تحمل مواد غذائية قادمة من قطر وكان الشيخ خلفان على صلات وثيقة مع قبيلة بني ياس، وفي نفس السنة دعي الشيخ خلفان بن صقر والشيخ جبارة النصوري إلى شيراز لكي يتم التحقيق في تلك الاعتداءات المتبادلة، وقد لبى الشيخ النصوري الدعوة ولكن الشيخ الحرمي لم يظهر الطاعة، وتبعا لذلك حرض المعتمد البريطاني في بوشهر حاكم فارس العام على الإصرار على إحضار الأخير وعقابه لسوء أعماله. ولكن يبدو أنه حتى هذه الدرجة من التدخل قد نبذها الأمير، الذي أجاب بأدب لا يخلو من شيء من الخشونة حيث قال: "سينال المعتدي العقوبة دون حاجة إلى مساعدة أجنبية"[14]
7) الشيخ إبراهيم بن خلفان بن صقر الحرمي
تولى بعد والده ولم تحمد سيرته ونفر منه الناس وفي عهده انفل أحمد بن خلفان الحرمي بالقرى الشرقية بعد ان اختاره اهلها حاكما عليهم ولم يكن احمد بن خلفان من الاسرة الحاكمه ولكنه من آل حرم واصبحت منطقة آل حرم قسمين غربي وشرقي ونال أحمد بن خلفان تأييد شيوخ بني خالد النصوريين وبقي القسم الغربي تحت حكم الشيخ إبراهيم بن خلفان بن صقر .
وفي ايام حكمه قبض رجال الشيخ إبراهيم الحرمي على الشيخ حسن بن جباره النصوري حاكم الطاهرية وكان في طريقة إلى أخية شيخ بني خالد أمر إبراهيم بقتله بسبب تأييد الشيخ مذكور شيخ بني خالد انفصال أحمد بن خلفان بالقرى الشرقية .
وعندما علم الشيخ مذكور بن جباره بمقتل أخية جن جنونه وهاجم قرية اعسلوه بمساندة خان كلدار وبنومالك والشيخ أحمد بن خلفان الحرمي شيخ المنطقة الشرقية وأستولى عليها وقتل الشيخ إبراهيم وكل كبار آل حرم وجميع أبنائهم ومن ينتسب إليهم من الذكور ولم يسلم من شيوخهم إلا أثنين هربا خفية وقسم منطقتهم بين بني مالك وأحمد الحرمي وهدمت قرية اعسلوه عن آخرها وتفرق سكانها . وكان ممن هاجرا في هذة الاحداث زعيم فرع الأنصار من آل حرم الشيخ محمد شريف بن محمد الأنصاري الحرمي وقد كان من اغنى رجال نابند علما ومالا ، وكان أحد زعماء نابند اثناء وقعة (ذبحة شيوخ الحرم ) التي وقعت في أيام الشيخ أبراهيم بن خلفان بن ارحمة وقد تعرضت اسرته إلى سوء المعاملة من قبل القوات المعادية مما ادى إلى نشوب بعض المناوشات بين افراد قبيلة الحرم وبين خان كلدار وشيخ قبيلة النصور، مما دفع هارون بن محمد شريف الى قتل أحد قادة القوات المهاجمه ونتج عن ذلك جلاء الشيخ محمد شريف واسرته إلى البصره حيث استقبلهم كبار البصرة واشرافها واحترموا مقامهم عناية الاحترام وبعد مكثهم في البصرة بمدة قليلة سافر محمد شريف الى بغداد على عدة دفعات وكلها أيام ولاية سعيد باشا نجل داود باشا الشهير وقد توفي في طريقه من البصره إلى بغداد سنة 1234هـ[15].
8) الشيخ أحمد بن خلفان الحرمي (المنطقية الشرقية )
أنفصل بمنطقة آل حرم الشرقية وساهم في القضاء على حكم منطقة آل حرم الغربية وقتل حكمها أبراهيم الحرمي .
و جاء إلى منطقته (داراب خان الكلداري ) لجمع الضرائب من شيوخ المنطقة ولم يقبل من الحرمي ما كان مقررا بل طلب منهم المزيد فغضب الشيخ أحمد بن خلفان ال حرمي وخرج من عنده وأرسل إلية ليدفع فرفض وجرت بينه وبين رجال الخان وقعة قتل فيها عدد من رجال الخان. و قبض عليه الكلداري بخدعة وأرسلة ألى شيراز ولكن قوام الملك قبل أعذاره وأعاده وفي 1234هـ حج وفي عودته توفي على ظهر السفينة في مياه الخليج .
9) الشيخ أحمد بن سيف الحرمي 1844م [16]
ظهر في سنة 1260هـ/ 1844م وجمع آل حرم حوله وأعاد بناء قرية أعسلوه واجتمع عليه الناس، وقد التجئ اليه شيخ البحرين المخلوع عبدالله بن أحمد الخليفة اثناء توليه الحكم بنابند، لكي يساعده في استعادة حكمه المسلوب على البحرين وفي هذه الاثناء وقعت سفينة تخص بشر بن رحمة الجلاهمة بايدي جماعة الشيخ عبدالله المقيمين في نابند وخرقوا بذلك الخط المانع ووجه المقيم البريطاني انذار الى الشيخ عبدالله وكتب بهذا لأصحاب السفينه وطلب من الشيخ احمد بن سيف الحرمي تسليم السفينه ولكنه رفض ودارت مراسلات طويلة انتهت بستعادتها في يوليو 1844 هـ لكن هذا لم يحدث الا بعد ان استولى بشر بن ارحمة الجلاهمه الذي استقر الآن كعيسى بن طريف بالدوحة في قطر على سفينين من سفن حاكم نابند انتقاما لسفينته[17] ، وبعد ذلك ظهرت سفن الشيخ عبد الله تساندها سفن حاكم نابند حول البحرين مما أثار الرعب بين صفوف سفن البحرين، وتوجهت سفنهم الى دارين وصادروا سفينة في فشت الديبل وتوجهوا من هناك الى نابند مرة اخرى، الأمر الذي لم يرغب فيه المقيم البريطاني فكتب الى حاكم نابند الشيخ أحمد بن سيف محذرا من أمكانية تعرضه الى هجوم بريطاني.وتم فعلا أرسال مدمرة حربية انجليزية لتهديد نابند ، وفي الحال أرسل حاكم نابند مبعوثا الى البحرين يعد بكبح جماح الشيخ عبدالله الخليفة، فهاجر الشيخ عبدالله الى دارين عام 1845 م [18] وفي سنوات حكم الشيخ أحمد بن سيف عم القحط أنحاء المنطقة وقلت المواد الغذائية وجمع عددا من الرجال وكان يسلب بهم القوافل وصادف قافله قادمة من كلدرا وهي تحت حراسة اخي حاكم كلدار وجرت بينهم معركة انتهت بانتصاره وقتل اخ الحاكم وعددا من الرجال وعندما علم خان كلدار بقتل اخية جهز حملة توجه بها الى اعسلوه ومعه خصم الشيخ أحمد بن سيف الحرمي الشيخ صقر بن مبارك التميمي وداهم القرية على حين غرة واستولى عليها وأخذ أحمد بن سيف إلى قرية بيضخان واعطى اعسلوه لمبارك التميمي وفي بيضخان صلب الشيخ أحمد بن سيف مسمرا الى ان مات وبه انتهى دور إمارة آل حرم الغربي.
10) الشيخ محمد بن أحمد بن خلفان الحرمي
تولى بعد وفاة والده وحالف الشيخ مذكور بن حسن النصوري وأنهى الخلاف بين بني خالد وآل حرم ولكنه وقع في مخطط حلفائة الجدد الذين أردوا منه أداة للتخلص من منافسهم الجديد صقر بن مبارك التميمي وأخذوا يحرضونه ضد التميمي وجاءت الأسباب مواتية حيمنا خطب التميمي أرملة الشيخ أحمد بن سيف الحرمي سنة 1326هـ / 1908م فرفضته وهددها فأرسلت ألى الشيخ محمد بن أحمد تطلب منه الحماية وقد أخذ يدبر الحيلة حتى تمكن من قتله وفي سلسة مأسوية من الأحداث وبذلك تخلص منه بنو خالد ولجأ التميميون إلى الشيخ مذكور يطلبون الحماية وأرسل معهم أخاه عبدالله حاميا وحاكما واحس الحرمي بخطر بني خالد ولجأ إلى بني حماد وتحالف معهم واشتد العداء بينه وبين بني خالد وجرت بينهم عدة معارك وخلال صراعة مع بني خالد اصطدم بالسلطات المركزية بتحريض بني خالد وقبض عليه وعلى أقوى رجاله ابو هند عبدالله وارسلا إلى شيراز ولكنه تمكن من الهرب في منطقة كاميرون ورفيقه وتوجه إلى حلفائه بني حماد يطلب العون واعتذروه فهرب إلى قطر وبعد شهور عاد إلى المنطقة ويعتقد أن ذلك بمساعدة بريطانيا بسبب غضبها على بني خالد واتهامها الشيخ مذكور انه حرض على قتل حاكم بندر لنجة قنصل بريطانيا (بدر محمد أمين ) وأرسلت باخرة حربية لضرب مناطق بني خالد وعبيدل الساحلية سنة 1332هـ/1914م وتحت نيران الباخرة استرجع الحرمي أعسلوه من بني خالد الذين ولوا عليها (محمد ظافر خان ) ابن اخي خان كلدار وقد حاولت الحكومة الإيرانية اعتقال الحرمي ولم تتمكن وبعد فتره هاجمته القوات الحكومية مع الشيخ سيف النصوري وقتل أكثر وأشجع رجاله فتوجه إلى قطر مره ثانية وبعد فتره وجيزه عاد وسلم نفسه إلى الحكومه بمشورة حلفائة بني حماد بعد أن وعدوه بأن يحصلوا له على العفو ولكن قوة رضا شاه بهلوي حالت دون ذلك وارسل الى طهران ودس له السم في سجنه ومات سنة 1350هـ وبعد وفاته تزوج صديقه ابو هندي عبدالله زوجته واصبح وصيا على أولاده الصغار .
11) الشيخ أبو هند عبدالله
تزوج أرملة الشيخ محمد بن أحمد الحرمي وتولى تربيتة أولاده الصغار وأدار الإمارة باسمهم حتى عام 1370هـ/1951م سلم حكم المنطقة لأولاد الشيخ الحرمي وانتقل إلى قطر وعاش هناك إلى آخر حياته .
12) الشيخ إبراهيم بن محمد بن احمد الحرمي
تسلم حكم المنطقة من بو هند عبدالله وعين أخاه خلفان في قرية اعسلوه واتخذ قرية كشكنار مقرا لحكمه وفي نفس السنه جرت بينه وبين الشيخ سليمان بن حاتم النصوري وقعة على قرية الحالة وتبعت بني خالد .
وبعد إضعاف حكم شيوخ القبائل اتنقل أخوه خلفان وبعض جماعته إلى دولة قطر وأما إبراهيم فقد بقي حتى سنة 1387هـ/1967م حيث انتقل إلى قطر ومنها إلى الأمارات العربية المتحدة مع عائلته وبعض اتباعه واستقروا في أبو ظبي ومنهم من ظل في قطر وأنتهت إمارتهم بعد أكثر من ثلاثمائة عام .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
1] . صديق – عبدالرزاق بن محمد ، صهوة الفارس في تاريخ عرب فارس ، الطبعة الثانية 1415هـ صفحة
[2]. كحالة - عمر رضا ، معجم قبائل العرب القديمة والحديثة،صفحة 78.القلقشندي- نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب،صفحة 34،35.
[3] . صديق – عبدالرزاق بن محمد ، صهوة الفارس في تاريخ عرب فارس ، الطبعة الثانية 1415هـ صفحة ، القلقشندي- نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب،صفحة 34،35.
[4] . الأنصاري – أحمد نور بن محمد شريف ، النصرة في أخبار البصرة ، الطبعة الثانية ، تحقيق الدكتور يوسف عز الدين 1396هـ ، صفحة 8.
[5] .القول المشهور عن أنصار قبيلة آل حرم .
[6] . سلوت ، ب.ج ، عرب الخليج 1602- 1784م، ترجمة عايدة خوري، صفحة 331إلى333.
[7] .العتوب ، حلف بني عتبه وهم الصباح والخليفة و الجلاهمة وآل بن علي .
[8] .المقصود بقبائل الساحل الشرقي ، قبيلة الحرم وقبيلة النصور .
[9] . العصيمي .محمد دخيل ، عرب فارس ، الطبعة الآولى 1418هـ.
[10] -صديق – عبدالرزاق بن محمد ، صهوة الفارس في تاريخ عرب فارس ، الطبعة الثانية 1415هـ،صحفة 140.
[11] . لوريمر، ج. ج.، دليل الخليج التاريخي الثالث، صفحة 2696.
[12] . لوريمر ج. ج.، دليل الخليج التاريخي الخامس، صفحة 2723.
[13] . لوريمر، ج. ج.، دليل الخليج التاريخي الخامس، صفحة 2796.
[14] . السابق صفحة 2862.
[15] . باش إعيان –عبدالقادر بن عبدالواحد ،موسوعة تاريخ البصرة ، مخطوطات المكتبة العباسية ،1971م.
[16] . ذكر ج.ج. لوريمر تغير السلطة في نابند اثناء وصول رسالة المقيم البريطاني تنذر الشيخ المخلوع عبدالله آل خليفة حليف آل حرم في دليل الخليج التاريخي الثالث صفحة 1323.
[17] .لوريمر ، ج .ج ، دليل الخليج التاريخي الثالث ، الاضطرابات في البحر ، صفحة 1323 .
[18] . ابو القاسم –عباس –وثيقة مخطوطة –تقارير مكتبة مكتب الهند
آل حرم او آل حرام او ال ابي حرم (الحرمي ) بطن من الاجواد[1] من غزية القحطانيه ذكرهم الحمداني كانت منازلهم في برية الحجاز ومكه المكرمه[2] ونظرا لحالة عدم الاستقرار السياسي التي شهدتها منطقة الحجاز فى القرن الثامن والتاسع الهجري والصرعات القبلية الطاحنه انتقلت اجزاء كبيره من غزيه الى اماكن متفرقه خارج جزيرة العرب ، ومن هذه المناطق منطقة الساحل الشرقي من الخليج العربي حيث استطاعت هذه القبيله بسط نفوذها على اجزاء كبيره من هذا الساحل وتكوين كيان سياسي خاص بها تابع من حيث الشكل للدوله الفارسيه آنذاك .
الأنتقال من الحجاز الى الساحل الشرقي من الخليج العربي:
انتقل ال حرم من الحجازالى الساحل الشرقي من الخليج العربي عام 1061 هـ تقريبا عن طريق القطيف تحت زعمة الشيخ رحمة بن سيف كما جاء في كتاب صهوة الفارس في تاريخ عرب فارس وكان يرافقهم في هذه الهجره بطون اخرى من غزيه حيث كان معهم ال بني مالك ( بني مالك ) وهم من الاجواد ايضا وآل تميم ( التميمي) وهم من البطنين من غزية[3] ، وكان معهم ايضا بعض الانصار[4] ممن دخل مع غزية بالحلف وهم يرجعون من حيث النسب الى جابر بن عبدالله بن حرام الانصاري الخزرجي الصحابي الجليل[5]، وقد جاء ذكرآل حرم في كتاب دليل الخليج المترجم في قطر ولكن بخطأ في الترجمه حيث نسبوا الى (راضيه) وليس الى غزية وقد يكون ذلك لعدم الدقه في الترجمه او نظرا لعدم وضوح الخط في النسخة الانجليزية للكتاب المترجم عنها، وقد استقروا اولا في مكان يطلق عليه حالة نابند ثم استطاعوا بسط نفوذهم على مناطق كثيره اخرى من الشريط الساحلي .
المناطق التي دخلت تحت سيطرة الحرم :
( نابند ،عسلوه ، بو عسكر ، بزبز ، دهنو ، غويرزه ، كشكنار ، خيارو ، خند ، صبروباش ، تنك شرزه ، تمبو ، تمبو الغربيه ) .
وقد كان لكل من بني مالك وبني تميم مناطق خاصه بهم ولكن كله تدخل تحت نفوذ شيخ ال حرم .
وقد قام شيخ النصور بضم الكثير من مناطق آل حرم بعد معركة اعسلوه ( ذبحة شيوخ الحرم ) سنة 1284 هـ ،ويذكر لوريمر عدد افراد قبيلة الحرم بحوالى 6400 نسمه .
سيطرة آل حرم على جزيرة البحرين[6] :
لقد استطاعت قبيلة ال حرم فرض سيطرتها على جزيرة البحرين اكثر من مره خلال تاريخ هذه القبيلة فقد كانت تسيطر على الجزيره قبل سنة 1730م عندما انتزعها منهم الشيخ جباره النصوري وهو زعيم قبيلة النصور المنافس الأكبر لقبيلة ال حرم ولكن الامر ما كاد ان يستقر لشيخ جباره حتى نظم نادر شاه حملة بقيادة لطيف شاه لسيطره على البحرين وقد وفق لطيف شاه واستطاع فرض سيطرة نادر شاه على البحرين سنة 1736 م الا ان فترة الحكم الفارسي على البحرين لم تدم طويلا. فعند مقتل نادر شاه تمكنت قبيلة ال حرم ، التي تسكن منطقة النابند من بسط سلطتها التامة على الجزيرة مره آخرى .
وقد استمرت سيطرة قبيلة الحرم على الجزيرة حتى 1750م تقريبا عندما استطاع شيخ بو شهر الشيخ ناصر بن مذكور شيخ المطاريش بالتحالف مع ميرمهنا الزعابي شيخ بندر ريق من ارسال حملة استطاعت السيطره على الجزيرة لبعض الوقت، وكان شيخ بو شهر أحد أعداء قبائل جنوب الخليج . وهو من أكثر المخلصين لبلاد فارس تحت حكم نادر شاه . وينتمي الشيخ ناصر إلى قبيلة المطاريش وهي قبيلة من أصل عماني سنية المذهب ولكن عائلة الشيخ ناصر تحولت بعقيدتها إلى المذهب الشيعي لتنال رضا الحكام الفرس .وقلما ساعدهم ذلك في المحافظة على صداقتهم مع العرب السنيين في منطقة الجنوب ، فقد كان الشيخ ناصر قد عومل معاملة سيئة جدا عندما سيطرت قبائل العربية في الساحل الشرقي على الأسطول الفارسي عام 1740م . ولكن نظرا للهجوم الذي قام به قايد هيثرحاكم جنافة على بندر ريق معقل ميرمهنا بداء هذا التحالف بالضعف مما اعطى الفرصه لال حرم في أبقاء سيطرتهم على الجزيرة .
ولكن آمل الشيخ ناصر لم تتبدد ، فقد استطاع من عقد حلف جديد مع عتوب[7] الكويت . وكانت هذه القبيلة قد برزت حديثا في أحداث الخليج البحرية ، إذ تملك عددا من السفن الصغيرة كما كان لديها عدد كبير من القوة البشرية . إلا أن سفنها تلك لم تكن مجهزة بصورة حسنة للحرب . ولكن كانت وعود الشيخ ناصر لهم بتأمين حرية الصيد في مغاصات اللؤلؤ في البحرين مغرية . وكانوا أعداء قدماء لقبيلة الحرم وباقي القبائل في السواحل الشرقية للخليج العربي الذين تمكنوا بمعداتهم المتفوقه من إعاقة توسع العتوب في تجارتهم . وكان الشيخ ناصر أفضل تجهيزا من حيث المعدات من العتوب حيث كان لديه بقايا من الفرقة الغربية من اسطول نادر شاه ، ولقد انتهى حصار الشيخ ناصر للبحرين بالفشل عندما طلبت قبيلة الحرم المساعده من بعض قبائل الساحل الشرقي الآخرى[8].
ولكن الشيخ ناصر نجح في كسر حلف قبائل عرب الجنوب وذلك بإقناع قبيلة النصور القوية بالأنفصال من التحالف . ويبدو أن هناك عدة عوامل ساهمت على خروج النصور من هذا الحلف ومن اهمها أن النصور أنفسهم كانت لديهم مطالبهم الخاصة في الجزيرة قبل عام 1736م . وقد تعلق الأمر بمبلغ كبير من المال يدفعه الشيخ ناصر لقبيلة النصور وكذالك كان عليه ان يدفع مستقبلا دفعة سنوية كبيرة من عائدات رسوم الجزيرة ، وبمساعدة من العتوب ومن الشيخ حاتم النصوري ، تمكن الشيخ ناصر بن مذكور أخيرا من الحصول على الجزيرة لتنتهي سيطرت قبيلة آل حرم عليه .
ذكر أمراء و مشايخ قبيلة آل حرم[9]
1) الأمير أرحمة بن سيف الحرمي:
قاد قبيلة الحرم سنة 1061هـ إلى الساحل الشرقي وأتخذ من قرية حالة نابند مقر له ، وذلك بسبب الخلاف الذي وقع في الحجاز بالقرب من مكه بين قبيلته وقبيلة ثقيف [10] توفي في عسلوه سنة 1092هـ.
2) الأمير محمد بن أرحمة بن سيف الحرمي :
تولى بعد والده وكان محمود السيرة واستمر يدير شؤون قبيلته حتى توفي سنة 1123هـ / 1711م.
3)الأمير سيف بن محمد الحرمي
تولى الأمر بعد والده ويعتقد أنه الذي استولى على جزيرة البحرين وقد تحالف ضده كل من شيخ بو شهر نصر بن مذكور وشيخ بندر ريق مير مهنا الزعابي وقبيلة العتوب ونزعوا منه جزيرة البحرين وبعد انفراط هذا التحالف عادت قبيلة الحرم وستعادت الجزيرة مرة ثانية في 1164هـ / 1751 م وعندما حاول الشيخ نصر استعادة الجزيرة هزموه مره اخرى ألى ان استطاع ناصر المذكور من هزمية آل حرم سنة 1166هـ / 1753 م بمساعدة قبيلة النصور بني خالد وتوفي سيف بن محمد سنة 1168/ 1755 م .
4)الأمير أرحمة بن سيف بن محمد الحرمي
تولى بعد والده وشهد له بحسن السيره والكرم والعدل حتى توفي سنة 1190هـ / 1776م في عسلوه .
5)الشيخ صقر بن أرحمة بن سيف الحرمي
تولى بعد والده ومن تاريخ مبايعته سمي حكام آل حرم بالشيوخ وكان جبارا وبسبب جبروته انفصل عنه بمني مالك في بداية حكمة وأرتبطوا بحلف مع بني خالد النصوريين وأختاروا لهم منهم حاكما يدعى ( مالك بن عوض ) وفي 1194هـ/1780م أغار على بني خالد بمساعدة الشيخ حسن بن علي بن خلفان آل علي ونهب قرية الطاهرية وأحرقها [11]وفر أهلها إلى قرية برك. وفي صيف سنة1816م هاجم سلطان عمان السيد سلطان بن أحمد جزر البحرين تدعمه سفن بو شهر وفصيلة من المقاتلين من عرب النصور (كنجون ) وعرب الحرم (اعسلوه)، ولكن فشل هذا الهجوم فشلا ذريعا عند نزوله المحرق[12]. وأستمر الشيخ صقر بحكم آل حرم وآل تميم إلى ان توفي سنة 1234هـ /1819م .
6)الشيخ عبد الرحمن الحرمي حاكم نابند:
تولى حكم نابند فترة حكم الشيخين سيف و حرمي من عسلوه سنة 1803م ،ولم تتوفر معلومات وافيه عن تاريخ هولاء الشيوخ من ال حرم[13] .
7) الشيخ خلفان بن صقر بن أرحمة الحرمي.
تولى بعد والده ووصف بحسن السيرة وفي أيام حكمه أنفصلت آل تميم وأختاروا لهم شيخا منهم يدعى مبارك التميمي وفي 1254هـ /1838 هـ أخذ سفنا لبني خالد تحمل مواد غذائية قادمة من قطر وكان الشيخ خلفان على صلات وثيقة مع قبيلة بني ياس، وفي نفس السنة دعي الشيخ خلفان بن صقر والشيخ جبارة النصوري إلى شيراز لكي يتم التحقيق في تلك الاعتداءات المتبادلة، وقد لبى الشيخ النصوري الدعوة ولكن الشيخ الحرمي لم يظهر الطاعة، وتبعا لذلك حرض المعتمد البريطاني في بوشهر حاكم فارس العام على الإصرار على إحضار الأخير وعقابه لسوء أعماله. ولكن يبدو أنه حتى هذه الدرجة من التدخل قد نبذها الأمير، الذي أجاب بأدب لا يخلو من شيء من الخشونة حيث قال: "سينال المعتدي العقوبة دون حاجة إلى مساعدة أجنبية"[14]
7) الشيخ إبراهيم بن خلفان بن صقر الحرمي
تولى بعد والده ولم تحمد سيرته ونفر منه الناس وفي عهده انفل أحمد بن خلفان الحرمي بالقرى الشرقية بعد ان اختاره اهلها حاكما عليهم ولم يكن احمد بن خلفان من الاسرة الحاكمه ولكنه من آل حرم واصبحت منطقة آل حرم قسمين غربي وشرقي ونال أحمد بن خلفان تأييد شيوخ بني خالد النصوريين وبقي القسم الغربي تحت حكم الشيخ إبراهيم بن خلفان بن صقر .
وفي ايام حكمه قبض رجال الشيخ إبراهيم الحرمي على الشيخ حسن بن جباره النصوري حاكم الطاهرية وكان في طريقة إلى أخية شيخ بني خالد أمر إبراهيم بقتله بسبب تأييد الشيخ مذكور شيخ بني خالد انفصال أحمد بن خلفان بالقرى الشرقية .
وعندما علم الشيخ مذكور بن جباره بمقتل أخية جن جنونه وهاجم قرية اعسلوه بمساندة خان كلدار وبنومالك والشيخ أحمد بن خلفان الحرمي شيخ المنطقة الشرقية وأستولى عليها وقتل الشيخ إبراهيم وكل كبار آل حرم وجميع أبنائهم ومن ينتسب إليهم من الذكور ولم يسلم من شيوخهم إلا أثنين هربا خفية وقسم منطقتهم بين بني مالك وأحمد الحرمي وهدمت قرية اعسلوه عن آخرها وتفرق سكانها . وكان ممن هاجرا في هذة الاحداث زعيم فرع الأنصار من آل حرم الشيخ محمد شريف بن محمد الأنصاري الحرمي وقد كان من اغنى رجال نابند علما ومالا ، وكان أحد زعماء نابند اثناء وقعة (ذبحة شيوخ الحرم ) التي وقعت في أيام الشيخ أبراهيم بن خلفان بن ارحمة وقد تعرضت اسرته إلى سوء المعاملة من قبل القوات المعادية مما ادى إلى نشوب بعض المناوشات بين افراد قبيلة الحرم وبين خان كلدار وشيخ قبيلة النصور، مما دفع هارون بن محمد شريف الى قتل أحد قادة القوات المهاجمه ونتج عن ذلك جلاء الشيخ محمد شريف واسرته إلى البصره حيث استقبلهم كبار البصرة واشرافها واحترموا مقامهم عناية الاحترام وبعد مكثهم في البصرة بمدة قليلة سافر محمد شريف الى بغداد على عدة دفعات وكلها أيام ولاية سعيد باشا نجل داود باشا الشهير وقد توفي في طريقه من البصره إلى بغداد سنة 1234هـ[15].
8) الشيخ أحمد بن خلفان الحرمي (المنطقية الشرقية )
أنفصل بمنطقة آل حرم الشرقية وساهم في القضاء على حكم منطقة آل حرم الغربية وقتل حكمها أبراهيم الحرمي .
و جاء إلى منطقته (داراب خان الكلداري ) لجمع الضرائب من شيوخ المنطقة ولم يقبل من الحرمي ما كان مقررا بل طلب منهم المزيد فغضب الشيخ أحمد بن خلفان ال حرمي وخرج من عنده وأرسل إلية ليدفع فرفض وجرت بينه وبين رجال الخان وقعة قتل فيها عدد من رجال الخان. و قبض عليه الكلداري بخدعة وأرسلة ألى شيراز ولكن قوام الملك قبل أعذاره وأعاده وفي 1234هـ حج وفي عودته توفي على ظهر السفينة في مياه الخليج .
9) الشيخ أحمد بن سيف الحرمي 1844م [16]
ظهر في سنة 1260هـ/ 1844م وجمع آل حرم حوله وأعاد بناء قرية أعسلوه واجتمع عليه الناس، وقد التجئ اليه شيخ البحرين المخلوع عبدالله بن أحمد الخليفة اثناء توليه الحكم بنابند، لكي يساعده في استعادة حكمه المسلوب على البحرين وفي هذه الاثناء وقعت سفينة تخص بشر بن رحمة الجلاهمة بايدي جماعة الشيخ عبدالله المقيمين في نابند وخرقوا بذلك الخط المانع ووجه المقيم البريطاني انذار الى الشيخ عبدالله وكتب بهذا لأصحاب السفينه وطلب من الشيخ احمد بن سيف الحرمي تسليم السفينه ولكنه رفض ودارت مراسلات طويلة انتهت بستعادتها في يوليو 1844 هـ لكن هذا لم يحدث الا بعد ان استولى بشر بن ارحمة الجلاهمه الذي استقر الآن كعيسى بن طريف بالدوحة في قطر على سفينين من سفن حاكم نابند انتقاما لسفينته[17] ، وبعد ذلك ظهرت سفن الشيخ عبد الله تساندها سفن حاكم نابند حول البحرين مما أثار الرعب بين صفوف سفن البحرين، وتوجهت سفنهم الى دارين وصادروا سفينة في فشت الديبل وتوجهوا من هناك الى نابند مرة اخرى، الأمر الذي لم يرغب فيه المقيم البريطاني فكتب الى حاكم نابند الشيخ أحمد بن سيف محذرا من أمكانية تعرضه الى هجوم بريطاني.وتم فعلا أرسال مدمرة حربية انجليزية لتهديد نابند ، وفي الحال أرسل حاكم نابند مبعوثا الى البحرين يعد بكبح جماح الشيخ عبدالله الخليفة، فهاجر الشيخ عبدالله الى دارين عام 1845 م [18] وفي سنوات حكم الشيخ أحمد بن سيف عم القحط أنحاء المنطقة وقلت المواد الغذائية وجمع عددا من الرجال وكان يسلب بهم القوافل وصادف قافله قادمة من كلدرا وهي تحت حراسة اخي حاكم كلدار وجرت بينهم معركة انتهت بانتصاره وقتل اخ الحاكم وعددا من الرجال وعندما علم خان كلدار بقتل اخية جهز حملة توجه بها الى اعسلوه ومعه خصم الشيخ أحمد بن سيف الحرمي الشيخ صقر بن مبارك التميمي وداهم القرية على حين غرة واستولى عليها وأخذ أحمد بن سيف إلى قرية بيضخان واعطى اعسلوه لمبارك التميمي وفي بيضخان صلب الشيخ أحمد بن سيف مسمرا الى ان مات وبه انتهى دور إمارة آل حرم الغربي.
10) الشيخ محمد بن أحمد بن خلفان الحرمي
تولى بعد وفاة والده وحالف الشيخ مذكور بن حسن النصوري وأنهى الخلاف بين بني خالد وآل حرم ولكنه وقع في مخطط حلفائة الجدد الذين أردوا منه أداة للتخلص من منافسهم الجديد صقر بن مبارك التميمي وأخذوا يحرضونه ضد التميمي وجاءت الأسباب مواتية حيمنا خطب التميمي أرملة الشيخ أحمد بن سيف الحرمي سنة 1326هـ / 1908م فرفضته وهددها فأرسلت ألى الشيخ محمد بن أحمد تطلب منه الحماية وقد أخذ يدبر الحيلة حتى تمكن من قتله وفي سلسة مأسوية من الأحداث وبذلك تخلص منه بنو خالد ولجأ التميميون إلى الشيخ مذكور يطلبون الحماية وأرسل معهم أخاه عبدالله حاميا وحاكما واحس الحرمي بخطر بني خالد ولجأ إلى بني حماد وتحالف معهم واشتد العداء بينه وبين بني خالد وجرت بينهم عدة معارك وخلال صراعة مع بني خالد اصطدم بالسلطات المركزية بتحريض بني خالد وقبض عليه وعلى أقوى رجاله ابو هند عبدالله وارسلا إلى شيراز ولكنه تمكن من الهرب في منطقة كاميرون ورفيقه وتوجه إلى حلفائه بني حماد يطلب العون واعتذروه فهرب إلى قطر وبعد شهور عاد إلى المنطقة ويعتقد أن ذلك بمساعدة بريطانيا بسبب غضبها على بني خالد واتهامها الشيخ مذكور انه حرض على قتل حاكم بندر لنجة قنصل بريطانيا (بدر محمد أمين ) وأرسلت باخرة حربية لضرب مناطق بني خالد وعبيدل الساحلية سنة 1332هـ/1914م وتحت نيران الباخرة استرجع الحرمي أعسلوه من بني خالد الذين ولوا عليها (محمد ظافر خان ) ابن اخي خان كلدار وقد حاولت الحكومة الإيرانية اعتقال الحرمي ولم تتمكن وبعد فتره هاجمته القوات الحكومية مع الشيخ سيف النصوري وقتل أكثر وأشجع رجاله فتوجه إلى قطر مره ثانية وبعد فتره وجيزه عاد وسلم نفسه إلى الحكومه بمشورة حلفائة بني حماد بعد أن وعدوه بأن يحصلوا له على العفو ولكن قوة رضا شاه بهلوي حالت دون ذلك وارسل الى طهران ودس له السم في سجنه ومات سنة 1350هـ وبعد وفاته تزوج صديقه ابو هندي عبدالله زوجته واصبح وصيا على أولاده الصغار .
11) الشيخ أبو هند عبدالله
تزوج أرملة الشيخ محمد بن أحمد الحرمي وتولى تربيتة أولاده الصغار وأدار الإمارة باسمهم حتى عام 1370هـ/1951م سلم حكم المنطقة لأولاد الشيخ الحرمي وانتقل إلى قطر وعاش هناك إلى آخر حياته .
12) الشيخ إبراهيم بن محمد بن احمد الحرمي
تسلم حكم المنطقة من بو هند عبدالله وعين أخاه خلفان في قرية اعسلوه واتخذ قرية كشكنار مقرا لحكمه وفي نفس السنه جرت بينه وبين الشيخ سليمان بن حاتم النصوري وقعة على قرية الحالة وتبعت بني خالد .
وبعد إضعاف حكم شيوخ القبائل اتنقل أخوه خلفان وبعض جماعته إلى دولة قطر وأما إبراهيم فقد بقي حتى سنة 1387هـ/1967م حيث انتقل إلى قطر ومنها إلى الأمارات العربية المتحدة مع عائلته وبعض اتباعه واستقروا في أبو ظبي ومنهم من ظل في قطر وأنتهت إمارتهم بعد أكثر من ثلاثمائة عام .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
1] . صديق – عبدالرزاق بن محمد ، صهوة الفارس في تاريخ عرب فارس ، الطبعة الثانية 1415هـ صفحة
[2]. كحالة - عمر رضا ، معجم قبائل العرب القديمة والحديثة،صفحة 78.القلقشندي- نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب،صفحة 34،35.
[3] . صديق – عبدالرزاق بن محمد ، صهوة الفارس في تاريخ عرب فارس ، الطبعة الثانية 1415هـ صفحة ، القلقشندي- نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب،صفحة 34،35.
[4] . الأنصاري – أحمد نور بن محمد شريف ، النصرة في أخبار البصرة ، الطبعة الثانية ، تحقيق الدكتور يوسف عز الدين 1396هـ ، صفحة 8.
[5] .القول المشهور عن أنصار قبيلة آل حرم .
[6] . سلوت ، ب.ج ، عرب الخليج 1602- 1784م، ترجمة عايدة خوري، صفحة 331إلى333.
[7] .العتوب ، حلف بني عتبه وهم الصباح والخليفة و الجلاهمة وآل بن علي .
[8] .المقصود بقبائل الساحل الشرقي ، قبيلة الحرم وقبيلة النصور .
[9] . العصيمي .محمد دخيل ، عرب فارس ، الطبعة الآولى 1418هـ.
[10] -صديق – عبدالرزاق بن محمد ، صهوة الفارس في تاريخ عرب فارس ، الطبعة الثانية 1415هـ،صحفة 140.
[11] . لوريمر، ج. ج.، دليل الخليج التاريخي الثالث، صفحة 2696.
[12] . لوريمر ج. ج.، دليل الخليج التاريخي الخامس، صفحة 2723.
[13] . لوريمر، ج. ج.، دليل الخليج التاريخي الخامس، صفحة 2796.
[14] . السابق صفحة 2862.
[15] . باش إعيان –عبدالقادر بن عبدالواحد ،موسوعة تاريخ البصرة ، مخطوطات المكتبة العباسية ،1971م.
[16] . ذكر ج.ج. لوريمر تغير السلطة في نابند اثناء وصول رسالة المقيم البريطاني تنذر الشيخ المخلوع عبدالله آل خليفة حليف آل حرم في دليل الخليج التاريخي الثالث صفحة 1323.
[17] .لوريمر ، ج .ج ، دليل الخليج التاريخي الثالث ، الاضطرابات في البحر ، صفحة 1323 .
[18] . ابو القاسم –عباس –وثيقة مخطوطة –تقارير مكتبة مكتب الهند