المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لمحة تاريخية عن الخليج من خلال مختارات من أهم الوثائق البريطانية



وليد جابر آل بوخلف
06-30-2011, 04:40 AM
لمحة تاريخية عن الخليج بضفتينه 1747 – 1819

نكشف لكم و لأول مره سجلات الارشيف البريطاني من مركز لندن للدراسات العربية حول تاريخ الخليج حيث يرصد لنا احداث تاريخية مهمة حدثت مابين عام 1747_1819 في سواحل الخليج .

الوثائق كثيره و مهمة و ان شاءالله بعد موافقة ادارة الموقع سينشر ما يصلح للنشر


القواسم

1747م
القواسم هم سلالة عربية تنحدر من سكان نجد ويطلق عليهم اسم بني ناصر، باعتبارهم على الجانب الأيسر من الكعبة كما يسمون ببني غافر. وكانوا يمتلكون إمارة صير في عمان وكانوا قبيلة مستقلة منذ أقدم العصور. وتمتد أرضهم على الشريط الساحلي لذلك الإقليم من مسندم إلى الزبارة أو من جزيرة الشارقة باتجاه الشمال. وذلك الجزء من عمان يضم قبائل عديدة: الشحوح والظواهر والقواسم وبني قتاب وبني نعيم وسواهم. وكانت قبيلة بني نعيم زعيمة للقبائل الأخرى طوال سنوات عديدة، لكن الاضطرابات التي أعقبت وفاة نادر شاه اضطرت الملا علي شاه* حاكم هرمز وجزيرة جمبرون أي بندر عباس ومينائه أن يدعو بعض القبائل العربية لمساعدته بهدف مقاومة المطلب المجحف بدفع الجزية الذي يقدمه كل متنافس على عرس بلاد فارس، دون إيلاء أي اعتبار لكون سلفه قد قبضها. وركز على راشد بن مطر بن فاسم الذي أقام معه تحالفا عن طريق المصاهرة واستطاع نتيجة لوجود مراكب تحت إمرته أن يستفيد من خدماتهم كلما دعت الحاجة.

http://www3.0zz0.com/2010/12/16/21/984164346.jpg

1765م

2- احتفظ القواسم بالمراكب التي كانت ترسل أحياناً إليهم وبسبب إغداق المال عليهم مقابل ما يقدمونه من مساعدة ووجود فرص للحصول على الأسلحة، سرعان ما برز نجمهم بين قبائلهم واستطاعوا وضع يدهم على بلدات الجسم ولافت ولنجة وشناص على البر الفارسي ووسعوا فتوحاتهم إلى جميع المناطق التابعة للملا علي، لكن الشيخ عبد الله بن معين(أوقف مسيرتهم واستعاد هرمز وبندر عباس من الملا حسين والجسم ولافت من القواسم. وظل القواسم في موانئهم لا يحركون ساكنا بينما كان عبد الله لا يزال حياً، لكن عقب وفاته اختلف أبناؤه وأصبح حكمهم أحمق، فعاود القواسم الظهور في الخليج ونهبوا القبائل الأضعف منهم.

* دريا بيك (أو أميرال) ذلك الملك في الخليج.
( الذي عينه كريم خان حاكم هرمز والجسم وبندر عباس.




1772م
3- في عام 1772 نجد الشيخ راشد حاكم رأس الخيمة الذي خلف أباه الشيخ مطر في تحالف مع إمام مسقط وتعاون مع الشيخ خلفان، حاكم ذلك الميناء، ضد الفرس. وقد دمروا سفينتين شراعيتين فارسيتين قبالة بندر عباس ومخزوناً للذخيرة أقامته القوات الفارسية في لنجة.

1775م

4- في عام 1775 خاض إمام مسقط حرباً ضد الشيخ راشد الذي أصبح قوياً جداً برياً. واستولى الشيخ على بعض سفن بوشه بحجة أن حمولتها تعود إلى مسقط.

5- واعتزل الشيخ راشد الحياة العامة واستقال من المشيخة لصالح ابنه الشيخ صفر الذي سوى كل خلافاته مع الشيخ عبد الله بعد أن تزوج إحدى بناته.

6- ظهر القواسم الآن كتجار وخلال سنوات قليلة جداً زاولوا عملاً مريحاً جداً بنشاطهم، لكن النقيب ستون يضيف قائلاً إن مزاجهم المتهور والغادر كان دائماً يظهر ويقودهم إلى حروب ومشاحنات لا لزوم لها، بين بعضهم بعضاً وضد جيرانهم.

7- إن أسطول رأس الخيمة والذي كان دائماً يجوب البحار، في أعقاب أفول نجم الفرس في الخليج، دفع تقريباً كل شيخ عديم الشأن إلى تجهيز زوارق مسلحة محملة ببحارة خارجين على القانون ودون رقيب، لكنهم كانوا يعتمدون بصورة حصرية على النهب والسلب في معيشتهم، وكانوا يمارسونها بصورة عشوائية. ونشأ هذا الوضع نتيجة للحرب التي نشبت بين رأس الخيمة ومسقط.

8- في ظل عدم استقرار الوضع الداخلي في بلاد فارس، استمرت الحرب مع رأس الخيمة، وكان الشيخ عبد الله حاكم هرمز على خلاف مع شارك، وشيخ الحرم مع سكان جامع وعتوب الزبارة والكويت مع بني كعب.

9- وبظهر الشيخ صفير بعد ذلك يحاول التفاوض على الصلح بين الفرس والعتوب الذين نهبوا البحرين واستولوا عليها. لكن عندما فشلت جهوده، انضم إلى الشيخ ناصر حاكم بوشهر في حملة لاسترداد الجزيرة، وقد شارك شيخ القواسم في القتال ضد العتوب، في أعقاب استيلائهم على زورق تابع له وقتلهم ثمانية عشرة من بحارته. وقد تكررت هذه المحاولات لإخضاع البحرين ولم يتم التخلي عنها حتى عام 1785.


1785 – 1796م


10- يبدو أن القواسم لم يشاركوا في النزاعات التي نشبت بين عرب المنتفق والحكومة التركية، ولا يوجد أي ذكر للقواسم لعدد من السنوات. وقد تمتع الخليج أيضاً بكل درجة من الهدوء والسلام في الأعوام 1793 و1794و1795 و1796.

1797م

11- في عام 1797 استولى القواسم على أول سفينة بريطانية.وقد تم الاستيلاء على سفينة"باسين سنو" التي ترفع العلم البريطاني وكانت محملة بشحنات رسمية في 18 مايو قبالة ساحل الرمس، من جانب أسطول من مراكب البوم التابعة لرأس الخيمة. لكن الشيخ أفرج عنها بعد يومين.


1797-1798م

12- في أكتوبر التالي هاجم القواسم الطراد " فايبر"، بينما كان راسياً في مرفأ بوشهر الأمين. وقد وصلت مراكب البوم التابعة للقواسم قبل ستة أيام تقريباً من وصول "فايبر"، وكانت تحت إمرة الشيخ صالح شيخ عرب بني القواسم وابن أخ شيخ القواسم اللذين كانا يخوضان حرباَ مع إمام مسقط. وكان هدفهما اعتراض العرب القادمين من صور الذين كانوا في البصرة. وفي اليوم الذي وصل فيه الطراد"فايبر"، أجرى الشيخ صالح مقابلة مع المقيم السياسي في بوشهر، وبعد أن عبر عن أقوى مشاعر الصداقة، أدلى بآرائه وتوسل بألا نحمي مراكب البوم التابعة للعرب القادمين من صور، ولا أن نحمل أية ممتلكات بريطانية عليها. لكن إذا فعلنا، وعد بأن تعتبر مقدسة. وبعد هذه التصريحات، طلب الشيخ صالح إمداده بالذخائر من "فابير"، وبعد تقديمها له، شن هجوماً غادراً على " فايبر" ، لكن تم دحره.


13- واحتج المقيم في البصرة على كلا هذين الفعلين، فقابلهما الشيخ صقر بإعلان احترامه لإنجليز، زاعماً بالنسبة للهجوم على " فابير"، أن الطراد أطلق النار أولاً على مراكب البوم. وأفاد أن الشيخ صالح غادر رأس الخيمة، منفصلاً عن قبيلته التي كانت ذات طبيعة وأخلاق خسيسة، وأنه منذ بدء العمليات الحربية بين القواسم وسكان عمان، تصرف الشيخ صالح بصورة مستقلة عن رأس الخيمة، مرتكباً أعمال السلب والنهب على مزاجه، وأن القواسم ليسوا في نزاع مع الإنجليز ولا يعتبرون إلا سكان عمان وحدهم أعداءً لهم.

14- نشأت هذه النزاعات في أعقاب الوضع غير المستقر للحكم في مسقط وعقب وفاة سيد أحمد وعمليات الاغتضاب التي قام بها سيد سلطان. وقد تورط في نزاعات خطيرة مع العرب في الخليج، أشعلت حرباً مع العديد منهم الذين اتحدوا ضده. وارتأت حكومة بومباي أن تلك الأفعال العداونية التي عانت منها السفن البريطانية انطلقت من العرب لصالح أمير عمان المخلوع.

15- في نهاية عام 1798، كان إمام مسقط يهدد البصرة، بسبب بعض المطالبات القديمة التي كانت له ضد باشا بغداد. ولتمكينه من تنفيذ نواياه العدوانية بفعالية أكبر، تفاوض سيد سعيد على الصلح مع أعدائه القواسم الرهيبين. وقد امتنعوا عن إظهار هذه النوايا العدوانية من خلال وساطة المقيم في البصرة.

1802-1803م

16- لا يبدو أن القواسم تعاونوا مع الإمام في هجومه على البحرين، كما إننا لا نسمع أي شيء آخر عنهم حتى عام 1802، عندما وجه الإمام اهتمامه نحو إقامة تحالف مع القواسم لم يحالفه النجاح. وربما كان غرضه المساعدة في الهجوم على الزبارة والبحرين. وعقب وفاة الشيخ صقر عام 1803 خلفه ابنه الشيخ سلطان.

17- لابد أن القواسم قد كبحوا نتيجة للتقدم الذي أحرزه الوهابيون الذين استطاعوا بحلول شهر مايو 1802 لإخضاع كامل الساحل من البصرة إلى دبا إخضاعاً اسمياً، بما في ذلك مناطق القواسم. لكن يبدوا أنهم في نهاية عام 1804 تحالفوا مع العتوب، لأنه يبدو أن الإمام سيد سلطان قتل في اشتباك مع هاتين القبيلتين.
18-يمكننا الآن أن نؤرخ الفترة التي يمكن القول فيها إن القواسم قاموا بإعمال سلب ونهب وقرصنة. وحتى نهاية عام 1804، لم يرتكبوا أية أعمال قرصنة، لكن باستثناء الهجوم على سفينة باسيم سنو والطراد فايبر، أظهروا كل احترام للعلم البريطاني.


1805م

19- بعد وصول نفوذ الوهابيين إلى إمارة صير وكذلك وقوع حكومة مسقط تحت سيطرة هؤلاء عقب وفاة سيد سلطان، شهد طابع مختلف القبائل في الخليج تغيراً جوهرياً، وتركز اهتمام الحكومة البريطانية على كبح نزعة القرصنة التي بدأت ف هذه الفترة تذر بقرنها.

20- الصراعات على الخلافة بين أفراد الأسرة الحاكمة في مسقط تسببت بحالة من الاضطراب الشديد في الخليج. وقد استولى القواسم على سفينتين ( شانون وتريمر) تابعتين للسيد مانيستي تحملان شحنات حكومية وعاملوا قائديها بعنف وقساوة شديدين. وقام أسطول يضم أربعين سفينة شراعية بمحاصرة طراد مورنينغتون وإطلاق النار عليه، لكن نيران مدفع أو مدفعين منصوبين على جانب السفينة أجبرهم على الانكفاء. كما كانوا يتعاونون مع الملا حسين حاكم الجسم الذي تحالفوا معه ضد بندر عباس ومينائه، في حين كان بدر، المنافس الذي نجح في تولي الإمامة، يعد خطة ( برغم المساندة التي تلقاها من الوهابيين) مع العتوب للقضاء على القواسم، الذين كانوا في هذا الوقت خاضعين لعبد العزيز.

21- لدى قيام سيد بدر بتسوية نزاعاته مع سيد غيث حاكم صحار، توجه بقوة برية وبحرية لاسترداد بندر عباس ومينائه وهرمز، وكان له ما أراد. وكان البريطانيون في هذا الوقت ينفذون بفعالية عمليات ضد القواسم بالتعاون مع حكومة مسقط. وقد تقدمت القوات المشتركة إلى الجسم حيث حاصرت أسطولاً للقواسم، بلغ به الكرب لدرجة التماس الصلح. وقد وافق النقيب ستون على منحهم هدنة إلى حين معرفة مشيئة الحكومة، موضحاً أن سبب عدم متابعته العمليات الحربية بضراوة هو استحالة فعل ذلك دون إغضاب الفرس أو الوهابيين.

22- وبناء على التعهدات التي أعطاها القواسم، فقد أعادوا السفينة تريمر، بعد أن كانوا قد تخلوا عن السفينة شانون سابقاً عقب تجريدها من كل تجهيزاتها.

23- في شهر أكتوبر وصل إلى مسقط مندوب من الملا حسين الذي فوضه القواسم للتفاوض على الصلح نيابة عنهم. وعقب طلب النقيب ستون تعليمات من حكومة الهند، جرى إبلاغه أنه في حال أصبحت الحكومة طرفاً في الصلح، يجب ألا يكون ذا طبيعة محدودة. بل أن يمتد عموماً إلى كامل الخليج وإلى كل مكان وموقف آخر، كما يجب أن يطلب تعويضاً كاملاً عن الخسائر التي لحقت بنا.
24- عندما وجد النقيب ستون أنه من غير العملي إطاعة أوامر الحكومة في الحصول على التعويض المطلوب، دون اللجوء إلى العمليات الحربية التي قد تورطنا في حرب عامة مع الخليج بأسره، ارتأى من المستحسن عقد اتفاقية مع القواسم مؤرخة في 6 فبراير 1806، حيث ذكر أن القواسم بكاملهم يرغبون في العودة إلى أنشطتهم التجارية السابقة. ولا يبدو أن هذه الاتفاقية* قد تم التفاوض عليها بموافقة شيخ الوهابيين أو حتى بمعرفته.



1807م

25- استمر القواسم في احترام تعهداتهم في كل مسألة تخض البريطانيين. لكنهم تعاونوا في السنة التالية مع سيد بدر إمام مسقط في هجوم على سيد غيث الذي رفض أن يكون طرفاً في الصلح، إذ إن شرفه يمنعه من ذلك حتى ينتقم لدم سيد سلطان.

1808م-1809

26- بعد أن منع القواسم بموجب معاهدة عام 1806 من أن يجوبوا مياه الخليج، وبناء على إلحاح الوهابيين وسعوا عملياتهم إلى الهند. وفي شهر إبريل 1808، ظهروا لأول مرة كقراصنة في البحار الهندية على الساحل إلى الشمال من بومباي. وكان شيخ الوهابيين قد فكر منذ زمن طويل بتوسيع عمليات القرصنة إلى الهند. وبناء على أمر متأخر من الوهابيين أصبح القواسم مستقلين عن شيخهم الشرعي سلطان الذي لم يبق له في هذه الفترة غير رأس الخيمة. أما رمس والشارقة وغيرهما من الأماكن فقد كانت تبحر بزوارقها من دون إذنه. وجديف وهو شيخ عربي لقبيلة القواسم على البر الفارسي كان أيضاً كارهاً للقراصنة، لكن رعاياه الذين انقطعوا عن التجارة بسبب السمعة العامة السيئة لقبيلتهم، سعوا لتأمين رزقهم بالانضمام إلى سفن الآخرين. وأعمال القرصنة هذه ( كما قال النقيب ستون)" لا يمكن اعتبارها إلا عملاً عاماً يتم بتحريض من الوهابيين". ففي جولة بحرية واحدة هذه السنة استولوا على عشرين زورق تابعة للمواطنين الهنديين، فرفع هذا الأمر معنوياتهم لدرجة أنهم صمموا على إرسال أسطول من خمسين زورقاً نحو السند وكوتش.
27- وفي 20 أكتوبر انتهكوا معاهدة عام 1806 بمهاجمة الطراد سيلف والاستيلاء عليه، فطلب الأخيرون إعفاءهم، لكن القواسم عرضوا الذهاب إذا تلقوا دعماً بواسطة السفن.

• مرفق نسخة منها في الصفحة 75 من هذه المختارات.

1809م

28- في السنة التالية أعطى الوهابيون توجيهات للقواسم والعتوب بالهجوم على الكويت، فطلب الأخيرون إعفاءهم، لكن القواسم عرضوا الذهاب إذا تلقوا دعماً بواسطة السفن.

29- قام الفرس من لار بمهاجمة القواسم في لنجة وفي بلدة شارك وأجبرهم على التقهقر إلى باسعيدو في جزيرة الجسم. غير أن القواسم أحرزوا نجاحاً ضد أسطول جهزه محمد نوبهك خان ضد خور حسن، فتصدى له اثنان وعشرون زورقاً للقواسم وهزموه واستولوا على ستة زوارق تابعة لبوشهر.

30- بعد أن عين شيخ الوهابيين حسين بن علي، وهو من القواسم، وكان شيخاً لرمس، كنائب له في إمارة صير، منحه سلطة على رأس الخيمة، وعين ضباطاً وهابيين في جميع ديار القواسم. وبعد دعوة الشيخ سلطان زعيم القواسم إلى الدرعية، توجه إلى تلك العاصمة حيث اعتقله شيخ الوهابيين وسجنه. لكنه تدبر أمر هربه من السجن وبعد أن وجد طريقه إلى اليمن، نزل على شن الهجوم على الطراد سيلف وأعرب في هذه المناسبة عن رغبته في الالتزام بمعاهدة عام 1806. فأخذه الإمام إلى الشارقة ووضعه على رأس قبائل القواسم في ذلك المكان. وكان الشيخ سلطان يعيش في لنجة بين الفينة والأخرى.

31- صممت الحكومة البريطانية على تخليص الإمام من سلطة الوهابيين وقمع هؤلاء القراصنة، وتوجهت حملة إلى الخليج بموجب التعليمات المؤرخة 7 سبتمبر 1809. وكان أول عملياتها موجهة ضد رأس الخيمة. وبدأ الهجوم بعملية قصف في الثاني عشر من نوفمبر. وفي اليوم التالي هوجم القواسم بقوة بحراً وبراً، وبعد مقاومة دامية لكن غير فعالة، دحروا إلى داخل البلاد. وأحرقت البلدة بما في ذلك السفين التي كانت راسية في الميناء والتي زاد عددها في خمسين سفينة مع السفينة الإنجليزية مينرفا التي كانوا قد غنموها.

32- لقد تجرأ شيخ رأس الخيمة بكل وقاحة وبأقصى درجة من تعمد الإهانة بطلب جزية من الحكومة للسماح للسفن البريطانية بالإبحار في الخليج بأمان.

http://www3.0zz0.com/2010/12/16/21/447847434.jpg
(قصف قلعة لفت " جزيرة جسم "من قبل البريطانيين في لوحة تمبل " 12 " نوفمبر 1809)

33- توجهت الحملة المسلحة من رأس الخيمة إلى لنجة، حيث دمرت عشرين مركب بوم، وقد هجر السكان البلدة لدى اقتراب سفننا. واتجهت القوات الحربية إلى لافت الواقعة في الجانب الشمالي من جزيرة الجسم عندما لم تجد سفناً في موانئ جنجوم وبندر معلم وهومرام. وسرعان ما وضعت قواتنا يدها على البلدة، لكن القوة غير المتوقعة للقلعة والاستبسال في الدفاع عنها، أحبط كل محاولة لاقتحامها. لكن جميع الأهداف الضرورية للهجوم تحققت بالكامل، إذ دمرت زوارقهم ومراكب البوم التابعة لهم تدميراً كاملاً. ومع استمرار القصف، سلم الملا حسين المكان مع أملاك بلغت قيمتها 200 ألف روبية تعود إلى الإمام، سلمت مع القلعة كأمانة نيابة عن الإمام إلى الشيخ درويش زعيم بني نعيم، وهي قبيلة عربية كانت دائماً شديدة الولاء لسموه.

34- لدى إخضاع لافت، تقدمت القوة المسلحة إلى مسقط. وأعرب قادة الحملة عن استعدادهم للتعاون مع صاحب السمو لاسترداد أي ميناء آخر من الموانئ التابعة له. فاقترح مرافقة القوة المسلحة بقوة كبيرة لمهاجمة شناص وخور فكان.


1810م

35- وصلت القوة المشتركة إلى شناص في 31 ديسمبر، وقد دعيت للاستسلام في اليوم التالي. ولما لم تستجب، تم قصفها. لكن بما أن موقع القلعة كان بعيداَ جداَ لدرجة يتعذر معها إخضاعها بهذه الوسيلة، لذلك نزلت القوات على الشاطئ. وقد أبدى المدافعون عن شناص أقصى حد من التصميم والشجاعة البطولية. وبعد مقاومة عنيدة ودموية، استسلمت القلعة وقدمت إلى قوات عمان، لكن لحق بها دمار شديد لدرجة أن الإمام لم ير من الحكمة والتعقل الاحتفاظ بها.

36- بعد أن أبدى الإمام شيئاً من التردد حول سياسة الهجوم على خور فكان، خشية مواجهة مقاومة عنيدة مشابهة لتلك التي أبدتها شناص، مما يجعل استيلاء قواته عليها غير ممكن، جرى صرف النظر عن هذا الهدف، حيث لم تكن هناك مصلحة بريطانية مرتبطة بها، لأنه لم تكن هناك زوارق للقراصنة تابعة لهذا الميناء.

37- لم يستطيع القادة عقد معاهدة مع رأس الخيمة ، لذلك أن زعيمها الشيخ سلطان كان محتجزاً لدى الوهابيين، وحيث تمت الإطاحة التامة بحكومتها: ولا يمكن لأية معاهدة، بصورة مستقلة عنها، أن تكون ملزمة للقواسم بدون السلطة والمشاركة المباشرة لسعود، الذي كان القواسم يعتمدون اعتماداً كاملاً على قبيلته. لكن قادتنا لاحظوا أن الانطباع حول عملياتنا ضد الموانئ الرئيسية للقراصنة هو أنها نجحت في تحقيق مطلبها بتدمير جميع مراكب البوم والزوارق الكبيرة للشيوخ قليلي الشأن من رمس إلى أبو قيل على الجانب العربي، فضلاً عن موجو على ساحل بلاد فارس. وإن شيخ شارك الذي لم يكن لديه مراكب بوم أو زوارق كبيرة، حذر ونصح بالامتناع عن تشجيع القراصنة في المستقبل أو تأمين الحماية لهم. وأرسلت رسالة مشابهة إلى شيخ نخيلو مع مطالبة، بناء على طلب من الإمام، بإطلاق سراح الشيخ جبارة حاكم كونجون، صديق الإنجليز. ولم يعتبر أن تدمير زوارق اللؤلؤ والزوارق الصغيرة أمراً جوهرياً، ذلك أنه سيشكل إجراء قاسياً بحق السكان الفقراء، ويسبب وصمة عار على جبين البريطانيين ليست موجودة عموماً، ذلك أن عديداً من القرى الصغيرة على جانبي الخليج أجبرت على الانضمام إلى أنشطة القراصنة.

38- وبما أن العتوب لم يرتكبوا قط أية أعمال سلب ونهب ضد تجارتناـ حتى في الأوقات التي كان فيها القواسم يجمعون الثروات من عمليات استيلائهم المتكررة على السفن البريطانية، فقد صمم القادة على عدم مهاجمة خور حسن.

39- كان الرأي السائد في الخليج، بناء على نتيجة هذه الحملة، أن القواسم قد أصبحوا عاجزين عن ارتكاب مزيد من عمليات السلب والنهب بحراً. وأكد المقيم في البصرة هذا الرأي،لكنه أضاف – " أن روح الانتقام والحقد لدى قبيلة الوهابيين والسكان على الجانب العربي من الخليج الذي يخضع لسلطة الشيخ سعود وصلاحيته القضائية شديدة لدرجة أنهم سيحاولون صب جام انتقامهم على أية سفن بريطانية غير محمية يمكن أن يصادفوها. وعلى أية حال، لا يمكن الوثوق بهؤلاء الناس، وقد أوصى السيد مانيستي بفرض حظر على تصدير الخشب من مرافئ الهند إلى مرافئ البحر الأحمر والخليج، بما في ذلك مسقط، حيث سيخطط القراصنة بوسيلة أو بأخرى للحصول عليه. وبلادهم لا تنتج أي نوع من الخشب المناسب لبناء السفن أو الزوارق. لذلك، إذا حرم القراصنة بموجب أنظمة تضعها الحكومة البريطانية من الشحنات العادية من خشب الساج، لا يمكنهم أن يمتلكوا طويلاً قوة بحرية ذات شأن".

1812م

40- عاود القراصنة الظهور في بداية عام 1812 وفي السنة التالية دمروا عدداً من مراكب البوم والبغلات الكبيرة التابعة لمينائي البصرة وكونجون. والزوارق التي كانت ترفع العلم البريطاني في رحلاتها لم تنج من عمليات السلب والنهب، بينما حجزت مراكب أخرى في بوربندر ومنعت من متابعة أنشطتها التجارية.


1813م

41- في السنة التالية أعد الإمام حملة ضد ميناء رأس الخيمة بغرض شيخ القواسم إلى الحكم، حيث تعهد الشيخ سلطان بأنه إذا أعاد له سموه ممتلكاته ومكانته الوراثية، فسوف يعتبر نفسه إلى الأبد خادماً للإمام وحلفائه، ولن يرتكب أبداً هو أو قبيلته أية أعمال قرصنة. وطلب الإمام أن يقوم السيد بروس الذي كان في مسقط بمرافقته لكي يشهد على المعاهدة التي يجب أن يوقعها مع سلطان بن صقر. وكذلك لغرض قيام الحكومة البريطانية بالتفاوض على معاهدة مع زعيم القواسم، سيكون لها، برأي الإمام تأثير في إلزامه بتنفيذ تعهداته أقوى من أي شيء آخر، لأن سلطان بن صقر أصبح الآن مدركاً لتصميمنا على عدم السماح لأدنى إهانة بأن تمر دون الرد عليها.


42- بما أن تجديد المعاهدة التي أبرمها شيخ القواسم مع النقيب ستون عام 1806 كان يعتبر ضرورياً لكبح أعمال القرصنة من جانب رعاياه، فقد صدرت تعليمات إلى السيد بروس لاتخاذ الإجراءات اللازمة تبعاً لذلك ولعقد ترتيبات مماثلة مع الشيوخ الآخرين في الخليج.

1814م

43- أخفقت هذه الحملة وانتهت حملة ثانية جهزت في عام 1814 لغرض مشابه، انتهت بصلح عقد بين إمام مسقط والقواسم، أجبر الشيخ صقر أن يكون طرفاً فيه. ويقال إنه وافق على أن يضع صاحب السمو يده على رأس الخيمة وأن يثبت هو أقدامه في الشارقة.

44- نقل السيد بروس كتاباً في 7 أغسطس من الشيخ صقر، بذكر فيه استيلاء شيخ شارك على السفينة أحمد شاه ويطلب فيه بذل مساع حميدة لصالح وكيل بعث به إلى الأمير في شيراز في مهمة هامة. وفي معرض نقل الكتاب، أشار السيد بروس إلى أن شيخ القواسم الذي كان يقيم في لنجة، كان متعلقاً جداً بالحكومة البريطانية. والراوية الأخرى الوحيدة المتوافرة لدينا حول هذه البعثة وردت في كتاب من الوكيل في مسقط مؤرخ 7نوفمبر، يفيد أن ملك الفرس أرسل لباساً شرفياً لسلطان بن صقر للحصول على تعاونه مع بلاد فارس في إخضاع البحرين.

45- في أعقاب بعض أعمال النهب والسلب التي ارتكبت ضد التجارة، أرسلت احتجاجات إلى شيوخ الوهابيين والقواسم، حول عدم لياقة تصرفاتهم. وبعث حسين بن رحمة شيخ رأس الخيمة برد يقول فيه إنه ليس على علم أن القواسم استولوا على أية سفن تحمل أذن مرور أو علماً بريطانياً، لكن إذا ثبت أن هذا قد حصل، فستعاد تلك الأملاك إذا أمكن الحصول عليها، لكن في المستقبل سوف يصدر تعليمات إلى قبيلته بعدم إيذاء أية سفينة أو مركب يحمل العلم البريطاني أو التعرض لهما، كما أنهم لا يرغبون في تعطيل التجارة البريطانية بأي شكل من الأشكال. وبينما كان متوجهاً إلى الدرعية، أصطحب حسين بن رحمة رسول السيد بروس معه للحصول على رد على الكتاب المرسل إلى شيخ الوهابيين.

46- عاد الرسول بكتاب آخر من الشيخ حسين بن رحمة، مع أنه اعترف فيه بأن طراداته قد زارت الموانئ الشمالية في الهند، لكنه نفى أنهم تعرضوا عمداً لأية سفن تحمل إذناً وعلماً بريطانياً، مكرراً تأكيداته برغبته في عدم التعرض للتجارة البريطانية. وبناء على اقتراح السيد بروس، أعطيت أوامر بكتابة الأذون باللغة العربية أيضاً لمنع القواسم من ادعاء الجعل بوجود أي إذن على متن السفن.

47- في الثاني من أكتوبر وصل وكيل اسمه حسين بن محمد بن غيث إلى بوشهر يحمل وسائل من شيخ الوهابيين ومن حسين بن رحمة. الأول يرفض سلوك الثاني وقبيلته ويلتزم بإجبار الأخير على تسليم الممتلكات التي يستطيع إثبات الاستيلاء عليها، والذي من ناحية أخرى نفى أنه استولى على ممتلكات بريطانية، وأعرب عن أمله في ألا نتشدد أكثر من اللازم في التمعن في الماضي. وقد خول الوكيل صلاحية عقد ترتيب مع السيد بروس. وقال إن القواسم يتوقون لإقامة أفضل العلاقات مع الحكومة البريطانية، وأنهم سيقدرون ودها نحوهم وأنهم سيحترمون علمنا ورعايانا، لكنهم يأملون بأن لا نصر على عدم قيامهم بحملات ضد تلك الإمارات التي هي في حالة عداء معهم، لأنه وفقاً لقانون الأمم بين العرب، لا يمكن أن يقابل سفك الدماء إلا بسفك الدماء، وأنهم إذا لم ينفذوا هذا النوع من العمليات الحربية، فإنهم يفقدون منزلتهم بين الإمارات العربية، وأن أعداءهم سوف يأتون إلى ديارهم لمهاجمتهم. وقال أيضاً أنهم فضلاً عن ذلك، مجبرون من جانب شيخ الوهابيين على شن الحرب ضد الإمارات المحمدية في الخليج لإخضاعهم لنسير ودين الوهابيين وأن يحترموا فقط الأعلام والرعايا البريطانيين، الذين أعطيت توجيهات لهم للاهتمام بهم والسعي للتحالف معهم. وأنه إذا ضمنا بأنهم إذا تخلوا عن الطريقة التي يتصرفون بها ، بألا تقوم أية إمارة عربية بالتعرض لهم أو لسفنهم وأن تضمن أيضاً سلامتهم من انتقام شيخ الوهابيين لعدم إطاعتهم لأوامره، عندئذ سوف يتخلون عن نمط الحياة الذي يتبعونه. وبخلاف ذلك فإن وضعهم الطبيعي في الخليج يضطرهم إلى أن يكونوا أعداء للجزء الأعظم منه.

48- أكد السيد بروس حقيقة تصريح حسين بن غيث فيما يتعلق بوضعهم الخاص والنظام المتبع بين العرب، وكذلك فيما يتعلق بتعاليم دينهم، فإنه يختلف جداً عن الطوائف المحمدية الأخرى، مما جعلهم أعداء لكل الطوائف الإسلامية الأخرى، وجعلها عدوة لهم. ورأى أنه من المستحسن عقد بضع مواد أولية من الاتفاقية مع حسين بن غيث، يتم فيها التخلي عن جميع المطالبات ونسيان الماضي، على أساس الشروط المحددة في الترتيب. وبعد أن صمم شيخ القواسم على إرسال وكيل إلى بومباي، وجد السيد بروس دافعاً لعقد الاتفاقية التمهيدية موضوع البحث.


1815م

49- تم الاستيلاء على بعض الزوارق التي تحمل إذناً وعلماً بريطانياً قبالة ساحل بور بندر في شهر أغسطس 1814. وتقيداً من السيد بروس بالأوامر للاحتجاج ضد ذلك العمل، بعث بزورق إلى رأس الخيمة مع رسائل إلى حسين بن رحمة وإلى وكيله الذي عقد الترتيب الأولي المحدد أعلاه، ذات فحوى ودي ورسالة أيضاً إلى سلطان بن صقر في لنجة .

50- ولدهشة السيد بروس، عاد النوخذة بعد بضعة أيام من رحيله بحالة مزرية جداً وعلى وشك الموت من الجوع. ذلك أن شيخ لنجة الذي توجه الزورق أولاً إلى جزيرته، أخذ معظم شحنة التمر منه وبدا ميالاًََََ إلى الاحتفاظ بالزورق نفسه. لكن لدى رسوه قبالة ساحل رأس الخيمة، جاء مركب قبالة الساحل واستفسر عن هوية الزورق. ولدى إبلاغه، حياهم بحارته بوصولهم وأوصوا أن ينطلقوا وأن يحلوا هم محلهم لتأمين درجة أكبر من الحماية لهم وعرضوا إرشاد زورق السيد بروس إلى الميناء، حيث رفع النوخذة المرساة وجرته زوارق القواسم. وبعد ذلك خرج حوالي عشرين رجلاً مسلحاً من تلك الزوارق وشهروا سيوفهم وعلى الفور ألقوا بالنوخذة وقسم من بحارته الذين كانوا في الزورق الأمامي، من على ظهر المركب. وبعد أن رأى الذين كانوا على متن المركب الآخر ذلك قطعوا حبل القطر وانطلقوا بزورقهم، آخذين معهم أولئك الذين قفزوا على الزورق ووصلوا إلى بوشهر.

51- كان الاستيلاء على هذا الزورق الذي أرسل استناداً إلى الاتفاقيات التي أبرمت منذ فترة فريبة جداً والذي وصل فعلياً إلى عتبة مساكنهم أثبت أنه لا يمكن الاعتماد على أية معاهدة مع قطاع الطرق هؤلاء الخارجين على القانون. كما كان هذا العمل متناقضاً مع السلوك الذي يتميز به جداً العرب الذين يؤدون واجبات الضيافة حتى تجاه العدو الذي يطلب الحماية منهم ويضع ثقته فيهم. وهذا الانتهاك الصارخ للعهد أثبت بما فيه الكفاية عزم القواسم على مهاجمة جميع السفن، أياً كان وصفها أو العلم الذي ترفعه.

52- أعقب هذا الهجوم استيلاء القواسم على بغلة تابعة لإمام مسقط، بينما كانت راسية في المكلا التابع لـ موجو*. وكانت محملة بالخيول من أجل أن يركبها مجدداً جنود سلاح الفرسان السابع عشر وبالكبريت لحساب البريطانيين. وعلاوة على ذلك تم الاستيلاء على ستة زوارق أخرى قبالة ساحلي كراتشي والسند.

53- النجاح الذي حالف العمليات البحرية اللاحقة التي نفذها القواسم أضاف كثيراً إلى قوتهم، بحيث شجع معظم الموانئ الأخرى على الساحل من رأس نابند حتى الجنوب على إتباع الأسلوب نفسه. وعلى وجه الخصوص تشجع شيخ شارك لإقامة صلة مع رأس الخيمة، وأعلن عبد الله بن أحمد حاكم البحرين علانية عن عزمه على القيام بأعمال القرصنة، كأضمن طريقة للحصول على الثروة والقوة.


54- اشتبك القواسم مع أسطول الإمام وهزموه، وكادوا أن يستولوا على الفرقاطة كارولين التي تحمل اثنين وثلاثين مدفعاً.
55- وفي هذه السنة تم الاستيلاء قبالة ساحل مسقط على سفينة تابعة لبومباي ترفع العلم البريطاني وتحمل إذناً بريطانياً، وقد قتل الجزء الأعظم من بحارتها وفرضت فدية لإطلاق سراح الآخرين.
*كان سكان موجو متواطئين في عملية السلب والنهب هذه. وقد أعطوا، في الحقيقة، معلومات عن وجود البغلة هناك.

1816م

56- ازدادت وقاحة القراصنة لدرجة أنهم هاجموا الطراد أورورا وطاردوا السفينة الأمريكية برشيا وأطلقوا النار عليها وعلى السفينة سنترا ذات الصواري، وكان الخوف من القواسم عظيماً لدرجة أن الملازم أول بروس لم يستطع الحصول على زورق لإرساله إلى رأس الخيمة لنقل رسالة احتجاج إلى شيخها على أعمال السلب والنهب هذه.
57- تم الاستيلاء في الخليج العربي على ثلاث سفن تابعة لميناء سورات، كانت تحمل إذناً وعلماً بريطانياً، وقتل العديد من بحارتها. وقدرت قيمة الممتلكات التي فقدت في عملية الاستيلاء هذه بمليون روبية.
58- تم الاستيلاء على العديد من السفن الأخرى التي تبحر تحت حمايتنا، وارتكاب الأفعال الفظيعة نفسها ضدها، وأخيراً ظهر برهان لا جدال فيه أبداً على حنثهم بوعودهم باحترام العلم والإذن البريطانيين باستيلائهم على الزورق المسلح تورارو التابع للشركة.
59- اقتصرت إجراءات الحكومة على الاحتجاجات وإرسال الطرادات لحماية التجارة، إلى أن تسمح ضرورات الخدمة العامة في أماكن أخرى بتجريد حملة ضد القراصنة.
60- أرسل وفد إلى رأس الخيمة للحصول على تعويض عن الاستيلاء على السفن في الخليج العربي، لكنه فشل في مهمته. فقد أعلن القواسم بصراحة وشجاعة "بأنهم سيحترمون طائفة المسيحيين وممتلكاتهم، لكن لن يحترموا الآخرين. ولم يعتبروا أي جزء من غرب الهند تابعاً لنا باستثناء بومباي ومنغلور. وأنه إذا تدخلنا لصالح الهندوس وغيرهم من كفار الهند، فقد نأخذ كل الهند ومسقط أيضاً، وعندها لن يبقى لهم شيء ينهبونه".
61- نزلت فرقة صغيرة من زوارق القواسم في شهر أكتوبر في بو كعب وأحرقت ونهبت القرى الواقعة في الجزء الغربي من الجزيرة ، وأخذت معها كل الماشية وقتلت عدداً كبيراً من السكان.

1818م

62- في نهاية السنة، وصلوا إلى مرفأ أسيلو فدخلوه وأخذوا خمس بغلات كبيرة محملة بالبضائع تقدر قيمتها بـ 300000 روبية وقتلوا بحارتها. ودب الذعر العظيم في قلوب سكان بوشهر خوفاً من تفكير القواسم بالهجوم على ذلك المكان. وعمل حاكم بوشهر بصعوبة بالغة على كبح السكان عن مغادرتها والاتجاه إلى الداخل.
63- مكث أسطول القواسم اثني عشر يوماً في أسيلو ومن هناك توجه إلى كونجون، لكنه وجد المكان مستعداً لاستقبالهم، فرفعوا المراسي واتجهوا شمالاً وألقوا مراسيهم قبالة ساحل دير، حيث نزلوا وحطموا عدداً من أشجار النخيل، لكنهم ذحروا في معركة مع السكان وأجبروا على العودة إلى مراكبهم.





1819م

64- خوفاً من هجوم تشنه عليهم القوات التركية، بعث شيخ القواسم بعدد من الأشخاص من رأس الخيمة لبناء قلعة في باسعيدو في الجانب الغربي من جزيرة الجسم، كانوا ينوون حراستها بالرجال، كمكان آمن لممتلكاتهم، إذا أخفقوا في دحر القوات التركية. وكان في باسعيدو مرفأ يحمي السفن جيداً، ولا يمكن دخوله إلا بزوارق ذات غاطس خفيف. وكان سابقاً في يد البرتغاليين الذين بنوا عدة خزانات كبيرة للمياه وبلدة كبيرة تحيط بها التحصينات من كل جانب، وقد أصبحت الآن شبه مدمرة، ورصيف بحري جيد يمتد في البحر في حالة جيدة جداً هو والخزانات. وإذا حاز القواسم على هذا المرفأ، يمكن أن يكون من موقعه مصدر إزعاج للتجارة المارة في الخليج أكثر مما أثبتت رأس الخيمة حتى الآن.
جرى تسلم كتاب مؤخراً من حسين بن رحمة، يشير إلى معاهدة صلح عقدت بين "إمامه" وبيننا، ويعرب عن رغبته بمواصلة علاقة صداقة مع الحكومة الإنجليزية، وبالطبع جرى رفض ذلك رفضاً قاطعاً. ويبدو من التقارير الأخيرة الواردة من الخليج، أن إمام مسقط كان يعد حملة ضد رأس الخيمة، بالتعاون مع الشيخ سلطان وعرب قبيلة بني ياس.
تركز الوثيقة التالية على الشيخ سلطان بن صقر الحاكم القاسمي طيلة أكثر من 40 سنة قبل عام 1866. وقد اتخذ الشيخ سلطان الشارقة عاصمة بديلة لإمارته فنمت بسرعة، لاسيما بعد أن وقع اختيار البريطانيين عليها كمقر لإقامة معتمدهم عام 1823 وأصبحت المركز السياسي والاقتصادي الرئيسي على الساحل حتى نهاية القرن التاسع عشر. وخلال هذه الفترة، استمرت قوة القواسم بالتراجع في الساحة السياسية المحلية وداخل إمارتهم نفسها. ونتيجة للإصرار البريطاني على معاملة كل مشيخة ككيان مستقل عن القواسم، بدأ اندثار القوة البحرية للقواسم وسادت عقلية التفكك بين القبائل الموالية سابقاً. فحصل انفصال فعلي بين رأس الخيمة والشارقة. وكانت أول منطقة تعلن العصيان هي منطقة الشحوح في رؤوس الجبال، خصوصاً عام 1855، وقد منع البريطانيون الشيخ سلطان بن صقر من إرسال تعزيزات بحرية إلى دبا الواقعة على بحر عمان من أجل قمع هذا العصيان.






المصدر : مختارات من أهم الوثائق البريطانية - تحقيق الدكتور محمد موسى عبداللة - المشرف على الترجمة : لزلي ماكلو كلين

مركز لندن للدراسات العربية


نتقدم بالشكر الجزيل لمركز جمعة الماجد الثقافي و ادارة موقع عرب الجزر و الساحل الشرقي الرسمي

تحيات
بوخالد النصوري

عمر آل صالح
06-30-2011, 02:24 PM
نشكر لكم هذا الموقع المتميز كما نشكركم على اهتماماتكم الكبيره و الحريصه بتاريخ الاباء و الاجداد و نشكركم على نشر هذي الوثائق القيمة و ندعوا الله عز و دجل ان يبارك فيكم و يوفقنا و اياكم في طريق الخير و الصواب موضوع قيم جدا كما عودتنا دائما يا ابو خالد

محمد آل شاهين
07-01-2011, 10:29 AM
بيض الله وجهك بوخالد على الموضوع القيم تحياتي لك

بوفهد
07-03-2011, 04:46 PM
بوخالد اشكرك الغالي على المجهود المبذول و الموضوع القيم و بانتظار باقي الوثائق المهمة

تحياتي

حسن حمودي
07-05-2011, 03:54 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مشكور بوخالد المنصوري على الموضوع القيم و الوثائق المهمة

عمر الحوسني
07-08-2011, 12:41 PM
معلومات مهمة جداُ

بوسعود الدوسري
07-09-2011, 04:57 PM
وثائق مهمة تخص تاريخ الخليج تسلم بوخالد ماقصرت النشمي

وليد جابر آل بوخلف
07-23-2011, 03:07 AM
اشكر الجميع كل من باسمة على المتابعة و المرور و ان شاءالله راح تشوفون اللي يسركم قريباً

بو ثامر
08-18-2011, 08:22 PM
مشكور والله يعطيك الف عافيه

عامر العمر
08-20-2011, 10:58 PM
موقع مميز بكل ما تحمله الكلمة من معنى اتمنى لكم التوفيق و النجاح

حصة الجسمي
08-25-2011, 01:20 AM
موضوووع مفيد وايد مشكور اخويه بوخالد

وليد جابر آل بوخلف
09-30-2011, 04:56 PM
شاكر مروركم الكريم اخواني و اخواتي

نصوري قح
10-03-2011, 03:08 PM
مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه بوخالد

وليد الحوسني
10-03-2011, 07:37 PM
تسلم بو خالد النصوري على المعلومات الطيبه
ولك مني اجمل التحيه