بو عبد الله
07-03-2011, 04:43 PM
للشيخ سالم الطويل
الحمد الله الواحد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً، أما بعد فلقد ارسل الله تعالى رسله جميعاً " بـ«لا إله إلا الله» كما قال تعالى: (وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله ألا أنا فاعبدون) (سورة الأنبياء: 25) وهذه الكلمة العظيمة هي كلمة التوحيد التي من أجلها خلق الله الجن والإنس وخلق الجنة والنار وشرع الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأحل الحلال والحرام.
ولكلمة التوحيد ركنان اثنان لا تستقيم إلا بهما وهما النفي والإثبات (فلا إله) نفي (إلا الله) اثبات. فلا يكفي أن يقال (لا إله) لأن هذا النفي ينفي الألوهية مطلقاً كما لا يكفي أن يقال (الله إله) لأن هذا لا يدل على أن غيره ليس بإله. أما إذا قلنا «لا إله إلا الله» استقام التوحيد فنفينا الألوهية عن كل من سوى الله واثبتناها لله وحده أخي المسلم اعلم رحمك الله تعالى أن المعنى الصحيح الأوحد لـ «لا إله إلا الله» أي لا معبود بحق إلا الله كما قال تعالى (ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه الباطل وأن الله هو العلي الكبير) ( سورة لقمان: 20) إذا علمت هذا تبين خطأ من فسر التفسيرات الباطلة. ولذلك المشركون الأوائل استكبروا عن قول «لا إله إلا الله» كما في قوله تعالى: (إنهم كانوا إذا قيل لهم «لا إله إلا الله» يستكبرون) (سورة الصافات: 35) لقد اخبر الله تعالى أن المشركين يقرون بأن الله هو الخالق كما في قوله تعالى: (ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله) (سورة لقمان: 25) كما أن لغة العرب التي نزل بها القرآن لا يفهم من " الإله" إلا المعبود لا الخالق ولا الرازق ونحوها.
أخي القارئ الكريم اعلم رحمك الله تعالى وأرشدك إلى الحق أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتعاهد كلمة «لا إله إلا الله» في المناسبات كثيرة ويشرع للمسلم أن يقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم ليكون العهد بها قريباً ومتجدداً على سبيل الذكرى (فإن الذكرى تنفع المؤمنين) (سورة الأعلى: 9).
يستحب أن تقول «لا إله إلا الله» عندما تنقلب من نومك فعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من تعار من الليل فقال «لا إله إلا الله» وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير الحمد لله وسبحان الله و«لا إله إلا الله» والله أكبر ولاحول ولا قوة إلا بالله ثم قال اللهم اغفر لي أو دعا استجيب له فإن توضأ وصلى قبلت صلاته " رواه البخاري(1154).
كم يتجدد العهد بـ «لا إله إلا الله» عند سماعها في الأذان والإقامة ويشرع لمن يسمع النداء أن يقول كما يقول المؤذن، فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا قال المؤذن الله أكبر الله أكبر فقال أحدكم الله أكبر الله أكبر ثم قال أشهد أن «لا إله إلا الله» قال أشهد أن «لا إله إلا الله» ثم قال أشهد أن محمداً رسول الله قال أشهد أن محمد رسول الله ثم قال حي على الصلاة قال لا حول ولا قوة إلا بالله ثم قال حي على الفلاح قال لا حول ولا قوة إلا بالله ثم قال الله أكبر الله أكبر قال الله أكبر الله أكبر ثم قال "لا إله إلا الله" قال "لا إله إلا الله" من قلبه دخل الجنة" رواه مسلم (385).
وتشرع كلمة التوحيد "لا إله إلا الله" بعد الوضوء كما في حديث عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما منكم من أحد يتوضأ فيبلع ـ أو فيسبغ ـ الوضوء ثم يقول أشهد أن "لا إله إلا الله" وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله إلا فتحت أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء"، رواه مسلم (55).
ومن أدعية استفتاح الصلاة ما ذكرت فيه كلمة التوحيد كما في حديث عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا استفتح الصلاة قال: "سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك" رواه الترمذي (243) وأبوداود (776) وابن ماجه (806) وأخرجه أيضا الترمذي (242) وأبوداود (775) والنسائي (899) وابن ماجه (804) من حديث ابي سعيد. وأخرج مسلم (399) أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يقول "سبحانك اللهم وبحمدك تبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك".
ولا يخفى على كل مسلم مشروعية كلمة التوحيد في التشهد في صلاته فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا التشهد كما يعلمنا السورة من القرآن فكان يقول: "التحيات المباركات الصلوات الطيبات لله السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته والسلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله" رواه مسلم (403).
ويستحب أن يقول المصلي دبر كل صلاة الاذكار المشروعة وفيها كلمة التوحيد "لا إله إلا الله". فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من سبح الله في دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين وحمد الله ثلاثاً وثلاثين وكبر ثلاثاً وثلاثين فتلك تسعة وتسعون وقال تمام المائة "لا إله إلا الله" وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر"، رواه مسلم (597). وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في دبر كل صلاة حين يسلم: "لا إله إلا الله" وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير لا حول ولا قولة إلا بالله "لا إله إلا الله" ولا نعبد إلا إياه له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن "لا إله إلا الله" مخلصين له الدين ولو كره الكافرون". رواه مسلم (594) من حديث ابن الزبير رضي الله عنه.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم في خطبه يقول: "إن الحمد لله نحمده ونستعينه من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن "لا إله إلا الله" وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله أما بعد". رواه مسلم (868).
كما أن "لا إله إلا الله" هي من أذكار اليوم والليلة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من قال "لا إله إلا الله" وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في اليوم مئة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتبت له مئة حسنة ومحيت عنه مئة سيئة وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يسمي ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك) رواه البخاري (3293) ومسلم (3468) كما أن كلمة التوحيد "لا إله إلا الله" ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم في سيد الاستغفار كما في حديث شداد بن أوس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم (سيد الاستغفار أن تقول اللهم أنت ربي "لا إله إلا أنت" خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، وأبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي فانه لا يغفر الذنوب إلا أنت قال: من قالها من النهار موقنا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة) رواه البخاري (6306).
وعند الكرب العظيم فكلمة التوحيد من أعظم أسباب النجاة والفرج من كل كرب كما روى الترمذي (3505) وصححه الألباني في صحيح الجامع (3383) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " (دعوة ذي النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت "لا إله إلا أنت" سبحانك إني كنت من الظالمين فإنه لم يدعُ بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له).
وأفضل ما يقال يوم عرفة "لا إله إلا الله" كما في حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال خير الدعاء دعاء يوم عرفة وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي "لا إله إلا الله" وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير) رواه الترمذي (3585) وحسنه.
ويستحب للحاج والمعتمر أن يقول كلمة التوحيد على الصفا والمروة عندما يتطوف بهما لحديث جابر الأنصاري في صحيح مسلم (1218) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال على الصفاة والمروة "لا إله إلا الله" وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، "لا إله إلا الله" وحده انجز وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده.
لقد أرسل الله تعالى رسله بـ "لا إله إلا الله" وكذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يرسل رسله بـ "لا إله إلا الله" فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل حين بعثه إلى اليمن إنك ستأتي قوماً من أهل الكتاب فإذا جئتهم فادعهم إلى أن يشهدوا "أن لا إله لا الله" وأن محمداً رسول الله... الحديث.. رواه البخاري (4347).
كما يشرع تلقين من حضرته الوفاة كلمة "لا إله إلا الله" كما في حديث أبي سعيد وابي هريرة رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لقنوا موتاكم "لا إله إلا الله" رواه مسلم (916).
وقد أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يقاتل الناس على كلمة التوحيد "لا إله إلا الله" وهي عصمة للدم والمال كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا "لا إله إلا الله" فمن قال "لا إله إلا الله" فقد عصم مني نفسه وماله إلا بحقه وحسابه على الله). رواه البخاري (2946) ومسلم (21).
ومن أعظم فضل كلمة التوحيد "لا إله إلا الله" فإنها توجب لقائلها دخول الجنة والنجاة من الخلود في النار. فقد أخرج البخاري (5827) ومسلم (94) عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من عبد قال "لا إله إلا الله" ثم مات على ذلك دخل الجنة قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: و"إن زنى وإن سرق" قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال "وإن زنى وإن سرق" قلت: وإن زنى وإن سرق"؟ قال: وإن زنى وإن سرق على رغم أنف أبي ذر).
لذا حدثنا النبي صلى الله عليه وسلم أن يكون آخر كلام أحدنا "لا إله إلا الله" لحديث معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من كان آخر كلامه "لا إله إلا الله" دخل الجنة) رواه أبواود (3116) وهي في صحيح الجامع (6479).
أخي القارئ الكريم، إذا قرأت مقالي هذا كاملاً فستكون قد قلت « لا إله إلا الله » 50 مرة
والله أسأل أن يوفقني وإياك إلى التمسك بـ "لا إله إلا الله" وأن يتوفانا عليها، والحمد لله أولاً وآخراً، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
المرجع:موقع الشيخ...
الحمد الله الواحد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً، أما بعد فلقد ارسل الله تعالى رسله جميعاً " بـ«لا إله إلا الله» كما قال تعالى: (وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله ألا أنا فاعبدون) (سورة الأنبياء: 25) وهذه الكلمة العظيمة هي كلمة التوحيد التي من أجلها خلق الله الجن والإنس وخلق الجنة والنار وشرع الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأحل الحلال والحرام.
ولكلمة التوحيد ركنان اثنان لا تستقيم إلا بهما وهما النفي والإثبات (فلا إله) نفي (إلا الله) اثبات. فلا يكفي أن يقال (لا إله) لأن هذا النفي ينفي الألوهية مطلقاً كما لا يكفي أن يقال (الله إله) لأن هذا لا يدل على أن غيره ليس بإله. أما إذا قلنا «لا إله إلا الله» استقام التوحيد فنفينا الألوهية عن كل من سوى الله واثبتناها لله وحده أخي المسلم اعلم رحمك الله تعالى أن المعنى الصحيح الأوحد لـ «لا إله إلا الله» أي لا معبود بحق إلا الله كما قال تعالى (ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه الباطل وأن الله هو العلي الكبير) ( سورة لقمان: 20) إذا علمت هذا تبين خطأ من فسر التفسيرات الباطلة. ولذلك المشركون الأوائل استكبروا عن قول «لا إله إلا الله» كما في قوله تعالى: (إنهم كانوا إذا قيل لهم «لا إله إلا الله» يستكبرون) (سورة الصافات: 35) لقد اخبر الله تعالى أن المشركين يقرون بأن الله هو الخالق كما في قوله تعالى: (ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله) (سورة لقمان: 25) كما أن لغة العرب التي نزل بها القرآن لا يفهم من " الإله" إلا المعبود لا الخالق ولا الرازق ونحوها.
أخي القارئ الكريم اعلم رحمك الله تعالى وأرشدك إلى الحق أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتعاهد كلمة «لا إله إلا الله» في المناسبات كثيرة ويشرع للمسلم أن يقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم ليكون العهد بها قريباً ومتجدداً على سبيل الذكرى (فإن الذكرى تنفع المؤمنين) (سورة الأعلى: 9).
يستحب أن تقول «لا إله إلا الله» عندما تنقلب من نومك فعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من تعار من الليل فقال «لا إله إلا الله» وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير الحمد لله وسبحان الله و«لا إله إلا الله» والله أكبر ولاحول ولا قوة إلا بالله ثم قال اللهم اغفر لي أو دعا استجيب له فإن توضأ وصلى قبلت صلاته " رواه البخاري(1154).
كم يتجدد العهد بـ «لا إله إلا الله» عند سماعها في الأذان والإقامة ويشرع لمن يسمع النداء أن يقول كما يقول المؤذن، فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا قال المؤذن الله أكبر الله أكبر فقال أحدكم الله أكبر الله أكبر ثم قال أشهد أن «لا إله إلا الله» قال أشهد أن «لا إله إلا الله» ثم قال أشهد أن محمداً رسول الله قال أشهد أن محمد رسول الله ثم قال حي على الصلاة قال لا حول ولا قوة إلا بالله ثم قال حي على الفلاح قال لا حول ولا قوة إلا بالله ثم قال الله أكبر الله أكبر قال الله أكبر الله أكبر ثم قال "لا إله إلا الله" قال "لا إله إلا الله" من قلبه دخل الجنة" رواه مسلم (385).
وتشرع كلمة التوحيد "لا إله إلا الله" بعد الوضوء كما في حديث عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما منكم من أحد يتوضأ فيبلع ـ أو فيسبغ ـ الوضوء ثم يقول أشهد أن "لا إله إلا الله" وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله إلا فتحت أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء"، رواه مسلم (55).
ومن أدعية استفتاح الصلاة ما ذكرت فيه كلمة التوحيد كما في حديث عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا استفتح الصلاة قال: "سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك" رواه الترمذي (243) وأبوداود (776) وابن ماجه (806) وأخرجه أيضا الترمذي (242) وأبوداود (775) والنسائي (899) وابن ماجه (804) من حديث ابي سعيد. وأخرج مسلم (399) أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يقول "سبحانك اللهم وبحمدك تبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك".
ولا يخفى على كل مسلم مشروعية كلمة التوحيد في التشهد في صلاته فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا التشهد كما يعلمنا السورة من القرآن فكان يقول: "التحيات المباركات الصلوات الطيبات لله السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته والسلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله" رواه مسلم (403).
ويستحب أن يقول المصلي دبر كل صلاة الاذكار المشروعة وفيها كلمة التوحيد "لا إله إلا الله". فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من سبح الله في دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين وحمد الله ثلاثاً وثلاثين وكبر ثلاثاً وثلاثين فتلك تسعة وتسعون وقال تمام المائة "لا إله إلا الله" وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر"، رواه مسلم (597). وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في دبر كل صلاة حين يسلم: "لا إله إلا الله" وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير لا حول ولا قولة إلا بالله "لا إله إلا الله" ولا نعبد إلا إياه له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن "لا إله إلا الله" مخلصين له الدين ولو كره الكافرون". رواه مسلم (594) من حديث ابن الزبير رضي الله عنه.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم في خطبه يقول: "إن الحمد لله نحمده ونستعينه من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن "لا إله إلا الله" وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله أما بعد". رواه مسلم (868).
كما أن "لا إله إلا الله" هي من أذكار اليوم والليلة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من قال "لا إله إلا الله" وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في اليوم مئة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتبت له مئة حسنة ومحيت عنه مئة سيئة وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يسمي ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك) رواه البخاري (3293) ومسلم (3468) كما أن كلمة التوحيد "لا إله إلا الله" ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم في سيد الاستغفار كما في حديث شداد بن أوس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم (سيد الاستغفار أن تقول اللهم أنت ربي "لا إله إلا أنت" خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، وأبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي فانه لا يغفر الذنوب إلا أنت قال: من قالها من النهار موقنا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة) رواه البخاري (6306).
وعند الكرب العظيم فكلمة التوحيد من أعظم أسباب النجاة والفرج من كل كرب كما روى الترمذي (3505) وصححه الألباني في صحيح الجامع (3383) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " (دعوة ذي النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت "لا إله إلا أنت" سبحانك إني كنت من الظالمين فإنه لم يدعُ بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له).
وأفضل ما يقال يوم عرفة "لا إله إلا الله" كما في حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال خير الدعاء دعاء يوم عرفة وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي "لا إله إلا الله" وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير) رواه الترمذي (3585) وحسنه.
ويستحب للحاج والمعتمر أن يقول كلمة التوحيد على الصفا والمروة عندما يتطوف بهما لحديث جابر الأنصاري في صحيح مسلم (1218) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال على الصفاة والمروة "لا إله إلا الله" وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، "لا إله إلا الله" وحده انجز وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده.
لقد أرسل الله تعالى رسله بـ "لا إله إلا الله" وكذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يرسل رسله بـ "لا إله إلا الله" فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل حين بعثه إلى اليمن إنك ستأتي قوماً من أهل الكتاب فإذا جئتهم فادعهم إلى أن يشهدوا "أن لا إله لا الله" وأن محمداً رسول الله... الحديث.. رواه البخاري (4347).
كما يشرع تلقين من حضرته الوفاة كلمة "لا إله إلا الله" كما في حديث أبي سعيد وابي هريرة رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لقنوا موتاكم "لا إله إلا الله" رواه مسلم (916).
وقد أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يقاتل الناس على كلمة التوحيد "لا إله إلا الله" وهي عصمة للدم والمال كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا "لا إله إلا الله" فمن قال "لا إله إلا الله" فقد عصم مني نفسه وماله إلا بحقه وحسابه على الله). رواه البخاري (2946) ومسلم (21).
ومن أعظم فضل كلمة التوحيد "لا إله إلا الله" فإنها توجب لقائلها دخول الجنة والنجاة من الخلود في النار. فقد أخرج البخاري (5827) ومسلم (94) عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من عبد قال "لا إله إلا الله" ثم مات على ذلك دخل الجنة قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: و"إن زنى وإن سرق" قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال "وإن زنى وإن سرق" قلت: وإن زنى وإن سرق"؟ قال: وإن زنى وإن سرق على رغم أنف أبي ذر).
لذا حدثنا النبي صلى الله عليه وسلم أن يكون آخر كلام أحدنا "لا إله إلا الله" لحديث معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من كان آخر كلامه "لا إله إلا الله" دخل الجنة) رواه أبواود (3116) وهي في صحيح الجامع (6479).
أخي القارئ الكريم، إذا قرأت مقالي هذا كاملاً فستكون قد قلت « لا إله إلا الله » 50 مرة
والله أسأل أن يوفقني وإياك إلى التمسك بـ "لا إله إلا الله" وأن يتوفانا عليها، والحمد لله أولاً وآخراً، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
المرجع:موقع الشيخ...