وليد جابر آل بوخلف
08-14-2011, 08:58 AM
من هم عرب الهولة؟
تاريخ الخبر : 14/08/2011 03:01 / وكالة انفراد الاخبارية
http://www.enferaad.com/ArticleImages/60_wQSROMVVDVPWVITBXTAZDDOJH.png
كثيرا ما يسألني الناس لماذا كتبت عن تاريخ عرب الهولة وعن قراهم ومدنهم على الساحل الشرقي للخليج العربي، وفي هرمز وفي الجزر حولها مثل فرور وطنب الكبرى والصغرى وجزيرة قيس وأبو موسى وهنيام وجزيرة الجسم ولارك وحتى شط العرب في الشمال وجزيرة خرج وجزيرة الشيخ شعيب وجزيرة الحيارى وأم اليتين والشيف. فأقول إن العرب الذين هاجروا في هجرات متتالية إلى ذلك الساحل هم من الخيرة والعلم والدين وبناؤهم للبنادر والمدن والقرى أثبت لهم الكثير، فهذه مدينة وميناء لنجة حاضرة الماضي ورمز الحاضر لهم خاصة وهذه جزيرة جسم والتي أثبتت الصمود والتحدي وهذا بندر غنفون والطاهرية وكنج وكل مكان.
لقد صمدوا ضد ثلاث هجمات عبر أكثر من ثلاثة قرون، فالهجمة الأولى كانت ضد البرتغاليين ومن ثم الهولنديين وأخيرا الانجليز وفي اعتقادي كانوا درعا حمى الوطن العربي من شرقه وجنوبه والخليج العربي، وهم بلا شك قبائل عربية مختلفة استوطنت ذلك الساحل وهو بكر وقامت بعمارته وهم نواخذة مشهورون وصناع سفن ولهم باع في الغوص عن اللؤلؤ وفي صيد السمك والزراعة، ولقد حافظوا على لغتهم وتقاليدهم وعاداتهم العربية ولم يختلطوا أو يتغيروا إلى الأعجمية رغم شراسة الموقع الجغرافي وقوة الدولة الفاجارية والصفوية والشاهنشاهية، وهذا يسجل لهم ويفتخر الواحد بالانتماء لهم.
وكان الاسم «الهولة» قد جاء أصلا من التحول من غرب الخليج العربي وأكثر الروايات أنهم هاجروا أصلا من داريين وشرق المملكة العربية السعودية والبحرين ورأس الخيمة والفجيرة والشارقة وعمان إلى حيث الأمان، وإلى طريق التجارة انذاك حيث كان يبدأ من البصرة إلى الهند (بلاد السند) وما وراء النهر كما أسمته العرب، ولذلك نجدهم قد بنو مستوطنات لكل واحدة منها شيخ وقلعة وقاض وبيرق (علم) كما هو حالهم قبل هجرتهم من جزيرة العرب.
وأجمع الكثيرون على أن تسميتهم هول قائم من وصف حركة انتقالهم من قلب الجزيرة العربية وسواحلها إلى جنوب شرق الخليج العربي وكان يسمى القادم من هناك حتى قبل خمسين سنة بالهولي أو من عرب بوفارس، نظرا للغتهم ومذهبهم السني.
وقد لعب عرب فارس دورا بارزا في مسيرة بناء دولة الكويت والإمارات العربية والبحرين ورأس الخيمة والشارقة، والباحث يرى ويقرأ انتماء تاريخيا واضحا لهؤلاء العرب للجزيرة العربية الأم، كما سيجد الباحث أن معظم عرب فارس (الهولة) تنتمي إلى جذور أسر وقبائل عربية الأصل، ثم هناك من هاجر قبل عرب الساحل ومنذ أيام المغول هربا من حرب بغداد إلى بر فارس الداخل في منطقة خنج وبستك وبينهم عوائل من بني العباس بن عبدالمطلب وكان جدهم معروفا للجميع وهو عبدالسلام شيخ المشايخ وأسس قرية عرفت بسيدة القرى وأسماها عمادده.
وما زال السادة من آل البيت الكرام الذين سكنوا بر فارس معروفين هناك ومحتفظين بسلالتهم ويسميهم البعض بالقتاليين نسبة إلى جدهم السيد محمد بن المعلى بن نعيم كنية أبو الفضل ولقبه سيف الله القتال نسبة إلى استتباب الأمن في عهده وقتله كل نفس أمارة بالسوء، وجده في الجزيرة العربية هو السيد نعيم بن أحمد بن اسماعيل الصالح الرفاعي، وكما يروى ترك قريته في أواسط العراق مع أولاده في القرن السابع الهجري ورافقه في هجرته الكثير من الناس وتلاميذه ووصل أولا بالبحر ليستكشف بندر نابتد ثم إلى شيروه ثم ستاق ونخيلوه كدليل أنها كانت عامرة ومعروفة لدى العرب في ذلك الزمان، ثم دخل إلى العمق الصحراوي بعيدا عن البحر، وكان يعيش هو وجماعته على رعي الغنم ولكن الزحف المغولي الهمجي ووصوله إلى بغداد عاصمة العباسيين دفع الكثيرين للفرار إلى حيث العالم والسيد القتال هربا بكتبهم وعلمهم إلى حيث الشيخ والذي صار قبلة للناس ولأسئلتهم وشؤون حياتهم، والشواهد اليوم الكثير من الأضرحة والقبور لذريته بما فيهم ضريحه في قرية «عمادده» واليوم يسكن الكثير من أحفاده وهم سنيون وشافعيون في الكثير من القرى وهاجر الكثير منهم إلى دول مجلس التعاون الخليجي ولهم ذكر طيب حملوه معهم وكتب ومناقب، ومن القرى رستاق وبهده وخلور وبستك وخمير وبندر لنجه وكوده وطل وكال وعمادده وأختر وكرمستج وهرنك وجزيرة جسم وقلات ولاو شيخ نسبه له وكوهج وفي جزر مثل هنيام وهرمز ولافت وبندر عباس وكنج وكلدار ولهم آثار وآبار ومزارع في قرية كوخرد.
هاجر الكثيرون من عرب الهولة الى البحرين وكذلك إلى الكويت، وعرفوا بالعلم البحري وكنواخذة وبنوا العديد من الشواعي وسفن السفر، كما هاجر الكثير منهم إلى الشارقة ورأس الخيمة وشرق المملكة العربية السعودية وكلهم استوطنوا المدن والقرى الساحلية والتي تعيش على نفس عاداتهم وتقاليدهم وعلى الغوص وصيد السمك كمصدر رزق رئيسي، كما أسس العرب في بر فارس مدارس عظيمة دينية منهم مدرسة الشيخ سلطان العلماء الخالدي في لنجة السيد هاشم الهاشمي في 1909، كما أسس فروع لها في دبي وفي رأس الخيمة 1932 كما أسس مطبعة في سنة 1959 وهي الثانية بعد مطبعة عرب هاجروا من هناك وأسسوا لهم مطبعة في دولة الكويت وأسسوا لهم العديد من الوكالات التجارية في دول مجلس التعاون الخليجي.
هذه لمحة بسيطة لتاريخ العرب في جنوب إيران وبنادر الجنوب وهم اليوم يشكلون العديد من العائلات المعروفة و التي ساهمت في نهضة وتطور دول مجلس التعاون الخليجي، وكان لهم دور قبل وبعد ظهور النفط في القضاء وإمامة المساجد والفتوى، ومنهم من كانت له مكتبة معروفة أثرت الدولة التي هاجر إليها ولهم طلاب علم ولهم الكثير من المطبوعات والكتب في العلوم الشرعية والدينية.
المصدر : جريدة انفراد الاخبارية http://www.enferaad.com/ArticleDetail.aspx?id=7425
و جريدة الوطن الكويتيه : http://alwatan.kuwait.tt/ArticleDetails.aspx?Id=131797&YearQuarter=20113&txtSearch=%C7%E1%E5%E6%E1%C9
تاريخ الخبر : 14/08/2011 03:01 / وكالة انفراد الاخبارية
http://www.enferaad.com/ArticleImages/60_wQSROMVVDVPWVITBXTAZDDOJH.png
كثيرا ما يسألني الناس لماذا كتبت عن تاريخ عرب الهولة وعن قراهم ومدنهم على الساحل الشرقي للخليج العربي، وفي هرمز وفي الجزر حولها مثل فرور وطنب الكبرى والصغرى وجزيرة قيس وأبو موسى وهنيام وجزيرة الجسم ولارك وحتى شط العرب في الشمال وجزيرة خرج وجزيرة الشيخ شعيب وجزيرة الحيارى وأم اليتين والشيف. فأقول إن العرب الذين هاجروا في هجرات متتالية إلى ذلك الساحل هم من الخيرة والعلم والدين وبناؤهم للبنادر والمدن والقرى أثبت لهم الكثير، فهذه مدينة وميناء لنجة حاضرة الماضي ورمز الحاضر لهم خاصة وهذه جزيرة جسم والتي أثبتت الصمود والتحدي وهذا بندر غنفون والطاهرية وكنج وكل مكان.
لقد صمدوا ضد ثلاث هجمات عبر أكثر من ثلاثة قرون، فالهجمة الأولى كانت ضد البرتغاليين ومن ثم الهولنديين وأخيرا الانجليز وفي اعتقادي كانوا درعا حمى الوطن العربي من شرقه وجنوبه والخليج العربي، وهم بلا شك قبائل عربية مختلفة استوطنت ذلك الساحل وهو بكر وقامت بعمارته وهم نواخذة مشهورون وصناع سفن ولهم باع في الغوص عن اللؤلؤ وفي صيد السمك والزراعة، ولقد حافظوا على لغتهم وتقاليدهم وعاداتهم العربية ولم يختلطوا أو يتغيروا إلى الأعجمية رغم شراسة الموقع الجغرافي وقوة الدولة الفاجارية والصفوية والشاهنشاهية، وهذا يسجل لهم ويفتخر الواحد بالانتماء لهم.
وكان الاسم «الهولة» قد جاء أصلا من التحول من غرب الخليج العربي وأكثر الروايات أنهم هاجروا أصلا من داريين وشرق المملكة العربية السعودية والبحرين ورأس الخيمة والفجيرة والشارقة وعمان إلى حيث الأمان، وإلى طريق التجارة انذاك حيث كان يبدأ من البصرة إلى الهند (بلاد السند) وما وراء النهر كما أسمته العرب، ولذلك نجدهم قد بنو مستوطنات لكل واحدة منها شيخ وقلعة وقاض وبيرق (علم) كما هو حالهم قبل هجرتهم من جزيرة العرب.
وأجمع الكثيرون على أن تسميتهم هول قائم من وصف حركة انتقالهم من قلب الجزيرة العربية وسواحلها إلى جنوب شرق الخليج العربي وكان يسمى القادم من هناك حتى قبل خمسين سنة بالهولي أو من عرب بوفارس، نظرا للغتهم ومذهبهم السني.
وقد لعب عرب فارس دورا بارزا في مسيرة بناء دولة الكويت والإمارات العربية والبحرين ورأس الخيمة والشارقة، والباحث يرى ويقرأ انتماء تاريخيا واضحا لهؤلاء العرب للجزيرة العربية الأم، كما سيجد الباحث أن معظم عرب فارس (الهولة) تنتمي إلى جذور أسر وقبائل عربية الأصل، ثم هناك من هاجر قبل عرب الساحل ومنذ أيام المغول هربا من حرب بغداد إلى بر فارس الداخل في منطقة خنج وبستك وبينهم عوائل من بني العباس بن عبدالمطلب وكان جدهم معروفا للجميع وهو عبدالسلام شيخ المشايخ وأسس قرية عرفت بسيدة القرى وأسماها عمادده.
وما زال السادة من آل البيت الكرام الذين سكنوا بر فارس معروفين هناك ومحتفظين بسلالتهم ويسميهم البعض بالقتاليين نسبة إلى جدهم السيد محمد بن المعلى بن نعيم كنية أبو الفضل ولقبه سيف الله القتال نسبة إلى استتباب الأمن في عهده وقتله كل نفس أمارة بالسوء، وجده في الجزيرة العربية هو السيد نعيم بن أحمد بن اسماعيل الصالح الرفاعي، وكما يروى ترك قريته في أواسط العراق مع أولاده في القرن السابع الهجري ورافقه في هجرته الكثير من الناس وتلاميذه ووصل أولا بالبحر ليستكشف بندر نابتد ثم إلى شيروه ثم ستاق ونخيلوه كدليل أنها كانت عامرة ومعروفة لدى العرب في ذلك الزمان، ثم دخل إلى العمق الصحراوي بعيدا عن البحر، وكان يعيش هو وجماعته على رعي الغنم ولكن الزحف المغولي الهمجي ووصوله إلى بغداد عاصمة العباسيين دفع الكثيرين للفرار إلى حيث العالم والسيد القتال هربا بكتبهم وعلمهم إلى حيث الشيخ والذي صار قبلة للناس ولأسئلتهم وشؤون حياتهم، والشواهد اليوم الكثير من الأضرحة والقبور لذريته بما فيهم ضريحه في قرية «عمادده» واليوم يسكن الكثير من أحفاده وهم سنيون وشافعيون في الكثير من القرى وهاجر الكثير منهم إلى دول مجلس التعاون الخليجي ولهم ذكر طيب حملوه معهم وكتب ومناقب، ومن القرى رستاق وبهده وخلور وبستك وخمير وبندر لنجه وكوده وطل وكال وعمادده وأختر وكرمستج وهرنك وجزيرة جسم وقلات ولاو شيخ نسبه له وكوهج وفي جزر مثل هنيام وهرمز ولافت وبندر عباس وكنج وكلدار ولهم آثار وآبار ومزارع في قرية كوخرد.
هاجر الكثيرون من عرب الهولة الى البحرين وكذلك إلى الكويت، وعرفوا بالعلم البحري وكنواخذة وبنوا العديد من الشواعي وسفن السفر، كما هاجر الكثير منهم إلى الشارقة ورأس الخيمة وشرق المملكة العربية السعودية وكلهم استوطنوا المدن والقرى الساحلية والتي تعيش على نفس عاداتهم وتقاليدهم وعلى الغوص وصيد السمك كمصدر رزق رئيسي، كما أسس العرب في بر فارس مدارس عظيمة دينية منهم مدرسة الشيخ سلطان العلماء الخالدي في لنجة السيد هاشم الهاشمي في 1909، كما أسس فروع لها في دبي وفي رأس الخيمة 1932 كما أسس مطبعة في سنة 1959 وهي الثانية بعد مطبعة عرب هاجروا من هناك وأسسوا لهم مطبعة في دولة الكويت وأسسوا لهم العديد من الوكالات التجارية في دول مجلس التعاون الخليجي.
هذه لمحة بسيطة لتاريخ العرب في جنوب إيران وبنادر الجنوب وهم اليوم يشكلون العديد من العائلات المعروفة و التي ساهمت في نهضة وتطور دول مجلس التعاون الخليجي، وكان لهم دور قبل وبعد ظهور النفط في القضاء وإمامة المساجد والفتوى، ومنهم من كانت له مكتبة معروفة أثرت الدولة التي هاجر إليها ولهم طلاب علم ولهم الكثير من المطبوعات والكتب في العلوم الشرعية والدينية.
المصدر : جريدة انفراد الاخبارية http://www.enferaad.com/ArticleDetail.aspx?id=7425
و جريدة الوطن الكويتيه : http://alwatan.kuwait.tt/ArticleDetails.aspx?Id=131797&YearQuarter=20113&txtSearch=%C7%E1%E5%E6%E1%C9