بوفهد
02-03-2010, 10:43 PM
يرتبط بروز دبي كميناء مهم في الخليج العربي بانهيار ميناء لنجه على الساحل الشرقي للخليج ، لذا كان لا بد من الاحاطة بالظروف التي أدت إلى تدهور لنجه.
في تلك الآونة وقبيل بداية القرن العشرين ، كانت دبي تتكون من الناحية الإدارية من عدة كيانات مختلفة :
ـ منطقة الشندغة ، وهي الآن جزء من منطقة بردبي على جانب الخور.
ـ منطقة الرأس ، وهي جزء من ديرة وقد استقر بنو ياس بعد هجرتهم الى دبي على طول الساحل من الجميرا الى أم سقيم .
كانت لجنة وبوشهر وبندر عباس هي الموانئ الرئيسية في الخليج العربي في الربع الأخير من القرن التاسع عشر ، وكانت محطات رئيسية لسفن شركات الملاحة التجارية ، وبفضل موقعها الاستراتيجي القريب من مضيق هرمز أصبحت لنجة حلة وصل للتجارة في الخليج العربي ، كما لعبت دورا رئيسيا في تجارة الموانئ العربية على الساحل المقابل ، فشكلت هي وبوشهر مينائين رئيسيين لفائض الانتاج الفارسي ، وامتدت علاقتهما الى عمق لتشمل مناطق طهران ويزد وخراسان ، كما كانت لنجة أحد أهم موانئ تصدير اللؤلؤ ، وقد اعتمدت بشكل أساسي على انتاج مصايد اللؤلؤ في الساحل العربي ، كما اكتسبت لنجة أهمية من حيث كونها مستودعا لتخزين البضائع القادمة من الدول الأجنبية ، كما أصبحت مركز لتجارة العبور والتوزيع الى بقية مرافئ الخليج العربي ، وبفضل مرفئها الذي مكن البواخر من مختلف الأحجام من الوصول قريبا من الساحل أكثر من أي ميناء آخر في الخليج العربي أصبحت كل الواردات المتجهة إلى الساحل العربي تمر عبر لنجة ثم تتجه إلى بقية الموانئ في سفن محلية.
في الفترة التالية على عام 1870م تطورت العداوة بين الحكومة الايرانية وولاية لنجة التي كان يديرها القواسم ، وهو الامر الذي عده الايرانيون خرقا غير شرعي للسيادة الإيرانية على الميناء.
تطورت الامور واستحكمت العداوة بين الحكومة الإيرانية وولاية لنجة تحت امارة القواسم ، وتحول الوضع الى خصومة سياسية واضحة ـ وفي عام 1887م استولى الإيرانيون مستخدمين القوة على السلطة في الميناء ، واستبدلوا المسئولين العرب في مواقع السلطة بموظفين فارسيين . وأصبحت لنجة منذ ذلك الوقت تحت سيطرة حكومة طهران المركزية التي كانت تهدف الى الحصول على عوائد الضرائب معتبرة أن لنجة تعد مصدرا مثاليا لذلك النوع من الدخل ، بينما واقع الحال يقول أن القواسم كانوا قد أسسوا ازدهار الميناء على قاعدة الضرائب الإسمية.
بدأت حكومة طهران المركزية بتعيين إدارة بلجيكية على جميع دور الجمارك في الموانئ التابعة لها ، وكان قدوم البلجيكيين السبب الرئيسي في انهيار ميناء لنجة وتحول التجارة الى ميناء دبي الناشئ ، فبمجرد تسلمهم إدارة الموانئ مدوا نفوذهم على طول الساحل الفارسي من الخليج العربي وفرضت الإدارة رسوما قيمتها ( ثمن قران) على كل عبوة يتم استيرادها من الميناء ، وربع قران على كل عبوة من البضائع المخزنة والمعدة لاعادة التصدير ، ومنحت الادارة البلجيكية مدة 70 يوما يتم خلالها اعادة التصدير ويمكن تجديد هذه المدة بموافقتها.
ولتفادي القرار القاضي بمنع الاستيراد من فارس رأت الحكومة البلجيكية فرض ضريبة قدرها 10% على الشعير والقمح والأرز والمواد الغذائية الأخرى متجاهلة أن هذه المؤمن تدفع عنها نسبة 5% كضريبة استيراد ، وحققت الإدارة البلجيكية عائدات مالية عالية من هذه الضرائب . ثم في 14 فبراير 1904م ألغيت ضريبة الـ 5% التي كانت مفروضة على الصادرات والواردات واستبدلت بها تعرفة جديدة .
وقد لقيت هذه الإجراءات رفضا جماعيا من التجار في لنجة ، وتذمر التجار على طول سواحل فارس الجنوبية ، فأرسلوا برقيات الى الشاه ووزير الجمارك في طهران على أمل إعطائهم مهلة ثلاثة أشهر لترحيل بضائعهم المتراكمة في مكاتب الجمارك وتلك التي في طريقها إلى فارس ، ولكن طلبهم رفض وظلت البضائع مكدسة ، مما أدى إلى المزيد من التذمر في أوساط التجار.
كما أدت الإجراءات الجديدة إلى ظهور صعوبات في التطبيق وتأخير معاملات التجار الراغبين في شحن بضائعهم بسبب تراكم البضائع المستوردة التي يجب أن يدفعوا رسومها حسب الوزن . وقد أزعج هذا النظام التجار الإيرانيين والبريطانيين والهنود الذين أصبحوا تحت رحمة موظفي الجمارك.
كافة الحقوق محفوظة لشبكة الرحال الإماراتية
http://www.uaezayed.com/almakatoum/almakatoum2/3.htm
في تلك الآونة وقبيل بداية القرن العشرين ، كانت دبي تتكون من الناحية الإدارية من عدة كيانات مختلفة :
ـ منطقة الشندغة ، وهي الآن جزء من منطقة بردبي على جانب الخور.
ـ منطقة الرأس ، وهي جزء من ديرة وقد استقر بنو ياس بعد هجرتهم الى دبي على طول الساحل من الجميرا الى أم سقيم .
كانت لجنة وبوشهر وبندر عباس هي الموانئ الرئيسية في الخليج العربي في الربع الأخير من القرن التاسع عشر ، وكانت محطات رئيسية لسفن شركات الملاحة التجارية ، وبفضل موقعها الاستراتيجي القريب من مضيق هرمز أصبحت لنجة حلة وصل للتجارة في الخليج العربي ، كما لعبت دورا رئيسيا في تجارة الموانئ العربية على الساحل المقابل ، فشكلت هي وبوشهر مينائين رئيسيين لفائض الانتاج الفارسي ، وامتدت علاقتهما الى عمق لتشمل مناطق طهران ويزد وخراسان ، كما كانت لنجة أحد أهم موانئ تصدير اللؤلؤ ، وقد اعتمدت بشكل أساسي على انتاج مصايد اللؤلؤ في الساحل العربي ، كما اكتسبت لنجة أهمية من حيث كونها مستودعا لتخزين البضائع القادمة من الدول الأجنبية ، كما أصبحت مركز لتجارة العبور والتوزيع الى بقية مرافئ الخليج العربي ، وبفضل مرفئها الذي مكن البواخر من مختلف الأحجام من الوصول قريبا من الساحل أكثر من أي ميناء آخر في الخليج العربي أصبحت كل الواردات المتجهة إلى الساحل العربي تمر عبر لنجة ثم تتجه إلى بقية الموانئ في سفن محلية.
في الفترة التالية على عام 1870م تطورت العداوة بين الحكومة الايرانية وولاية لنجة التي كان يديرها القواسم ، وهو الامر الذي عده الايرانيون خرقا غير شرعي للسيادة الإيرانية على الميناء.
تطورت الامور واستحكمت العداوة بين الحكومة الإيرانية وولاية لنجة تحت امارة القواسم ، وتحول الوضع الى خصومة سياسية واضحة ـ وفي عام 1887م استولى الإيرانيون مستخدمين القوة على السلطة في الميناء ، واستبدلوا المسئولين العرب في مواقع السلطة بموظفين فارسيين . وأصبحت لنجة منذ ذلك الوقت تحت سيطرة حكومة طهران المركزية التي كانت تهدف الى الحصول على عوائد الضرائب معتبرة أن لنجة تعد مصدرا مثاليا لذلك النوع من الدخل ، بينما واقع الحال يقول أن القواسم كانوا قد أسسوا ازدهار الميناء على قاعدة الضرائب الإسمية.
بدأت حكومة طهران المركزية بتعيين إدارة بلجيكية على جميع دور الجمارك في الموانئ التابعة لها ، وكان قدوم البلجيكيين السبب الرئيسي في انهيار ميناء لنجة وتحول التجارة الى ميناء دبي الناشئ ، فبمجرد تسلمهم إدارة الموانئ مدوا نفوذهم على طول الساحل الفارسي من الخليج العربي وفرضت الإدارة رسوما قيمتها ( ثمن قران) على كل عبوة يتم استيرادها من الميناء ، وربع قران على كل عبوة من البضائع المخزنة والمعدة لاعادة التصدير ، ومنحت الادارة البلجيكية مدة 70 يوما يتم خلالها اعادة التصدير ويمكن تجديد هذه المدة بموافقتها.
ولتفادي القرار القاضي بمنع الاستيراد من فارس رأت الحكومة البلجيكية فرض ضريبة قدرها 10% على الشعير والقمح والأرز والمواد الغذائية الأخرى متجاهلة أن هذه المؤمن تدفع عنها نسبة 5% كضريبة استيراد ، وحققت الإدارة البلجيكية عائدات مالية عالية من هذه الضرائب . ثم في 14 فبراير 1904م ألغيت ضريبة الـ 5% التي كانت مفروضة على الصادرات والواردات واستبدلت بها تعرفة جديدة .
وقد لقيت هذه الإجراءات رفضا جماعيا من التجار في لنجة ، وتذمر التجار على طول سواحل فارس الجنوبية ، فأرسلوا برقيات الى الشاه ووزير الجمارك في طهران على أمل إعطائهم مهلة ثلاثة أشهر لترحيل بضائعهم المتراكمة في مكاتب الجمارك وتلك التي في طريقها إلى فارس ، ولكن طلبهم رفض وظلت البضائع مكدسة ، مما أدى إلى المزيد من التذمر في أوساط التجار.
كما أدت الإجراءات الجديدة إلى ظهور صعوبات في التطبيق وتأخير معاملات التجار الراغبين في شحن بضائعهم بسبب تراكم البضائع المستوردة التي يجب أن يدفعوا رسومها حسب الوزن . وقد أزعج هذا النظام التجار الإيرانيين والبريطانيين والهنود الذين أصبحوا تحت رحمة موظفي الجمارك.
كافة الحقوق محفوظة لشبكة الرحال الإماراتية
http://www.uaezayed.com/almakatoum/almakatoum2/3.htm