المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لَنْ تُغْنِيَ عَنْكُم فِئَتُكُمْ شَيْئاً وَلَوْ كَثُرَتْ ...



كحيلآن الحمادي
12-07-2011, 10:12 PM
http://ArabAlsahel.com/vb//uploaded/2946_01299222122.gif






لَنْ تُغْنِيَ عَنْكُم فِئَتُكُمْ شَيْئاً وَلَوْ كَثُرَتْ






بسم الله الرحمن الرحيم، والعقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله العلي الكبير القائل، مخاطباً أعداءه وأعداء عباده المؤمنين، {وَلَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئاً وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللهَ مَعَ المُؤْمِنِينْ} [الأنفال 29]، والقائل مخاطباً عباده المؤمنين المجاهدين، {كَمْ مِنَ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيَرةً بِإِذْنِ اللهِ، وَاللهَ مَعَ الصَّابِرِين} [البقرة247].


والصلاة والسلام على سيد المرسلين وإمام المجاهدين، القائل: (نصرت بالرعب مسافة شهر" وعلى آله وصحبه الأخيار الصابرين وعلى جميع أولياء الله الصالحين حتى يوم الدين، وبعد :



من سنن الله عز وجل الثابتة في الدعوات أن جعل النصر والتمكين مقرونا بتوفير الشروط أو العوامل المعنوية قبل المادية {إِنْ تًنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتُ أَقْدَامَكُمْ} ونصر الله يتجلى أساساً في التمسك بمنهجه ومن منهجه سبحانه أن يبحث العبد عن أسباب النصر والقوة والغلبة لتحقيقها في الواقع.


كما أن النصر المادي الظاهري يتحقق على أيدي القلة المؤمنة في مقابل الكثرة الكافرة، والناظر إلى سير الأنبياء والمرسلين يلمس هذه الحقيقة جلية ناصعة منذ أن بعث الله أول رسول على وجه الأرض – سيدنا نوح عليه السلام - وصولاً إلى خاتم المرسلين سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وانتهاء بكل فئة مؤمنة قائمة على أمر الله حتى قيام الساعة.



جاء في الحديث الشريف قوله عليه الصلاة والسلام: (يأتي النبي يوم القيامة ومعه الرهط ويأتي النبي ومعه رجلان ويأتي النبي ومعه رجل ويأتي النبي وليس معه أحد) ، ومن هنا ينبغي الوقوف جلياً عند معاني هذا الحديث. فظاهره يوحي بأن الكثير من الأنبياء لم يستطيعوا استقطاب الأتباع حول دعوتهم أو أنهم لم ينجحوا في إيصال هذه الدعوة باللغة التي يفهمها الناس هذا هو ظاهر الأمر بينما الحقيقة غير ذلك، فحاشى للمؤمن أن يذهب به الظن هذا المنحى فيمن اختارهم الله عز وجل ليكونوا مصابيح هدى ومثلاً أعلى بل وحجة علينا أو لنا – حسب الموقف الذي سنتخذه من دعواتهم-
الحقيقة التي يغفل عنها الكثيرون هي أن هؤلاء الأنبياء ومن معهم قد جسّدوا تعاليم دعوتهم في أنفسهم أولاً ثم في محيطهم ثانياًوكان هذا في حد ذاته كافياً ليتحقق النصر بإذن الله حتى وإن لم يحققوا النصاب المادي في محيط صراعهم {وَما النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِنْدِ الله، إِنَّ اللهَ عَزِيزُُ حَكِيم} [الأنفال 10].


فكان الله سبحانه وتعالى يأمر السنن الكونية وجنوده الأخفياء لتحقيق هذا النصر من حيث لا يدري خصوم الحق ويأتيهم الله من حيث لم يحتسبوا.
بل في أغلب الأحيان يأتي هذا النصر حينما يظن أهل الباطل أنهم قادرون ولن يُغلبوا بسبب كثرة عددهم وقوة عتادهم، وفي الوقت الذي يظن فيه أهل الحق أنهم منهزمون لا محالة وأن لا أمل في النجاة وهذا ما يشير إليه قوله تعالى: {وَلاَ تَحْسِبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا إِنَّهُمْ لاَ يُعْجِزُونْ} [الأنفال 60] وقوله: {ذلِكُمْ وَأنَّ اللهَ مُوهِنُ كَيْدِ الكَافِرِين إِنْ تَسْتِفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الفَتْحُ وَإِنْ تَنْتَهُوا فَهُوَ خَيْرُُ لَكُمْ، وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ وَلَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئاً وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللهَ مَعَ المُؤْمِنِين} [الأنفال 29] ، وفي حق المؤمنين يقول رب العزة: {حَتًّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا، جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُنْجِي مَنْ نَشَاءُ وَلا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ القَوْمِ المُجْرِمِين... الآية} .


نود في هذا المقام أن نقف على حادثين من السيرة النبوية من أهم ما يبرز هذه الحقيقة السالفة الذكر، وهما غزوة بدر الكبرى وغزوة حنين.
قبل وقوع غزوة بدر، أنزل الله سبحانه وتعالى آيات فرض القتال والإذن به {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهُُ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرُُ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرُُّ لَكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُون، يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالُُ فِيه، قُلْ قِتَالُُ فِيهِ كَبِيرُُ وَصَدُُّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَكُفْرُُ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أََهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْل} [البقرة 214-215] وقد جاء ذلك بعد سرية عبد الله بن جحش، وكانت تعبئة للنفوس للمعركة الحاسمة مع قريش. فوضعت هذه الآيات نفوس العصبة المجاهدة من المهاجرين والأنصار في تعبئة كاملة، كما أن آيات أصحاب طالوت رفعت المد الشعوري للمواجهة، وبينت كيف ينصر الله تعالى القلة على الكثرة، {قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاَقُوا اللهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيَرةً بِإِذْنِ اللهِ وَاللهُ مَعَ الصَّابِرِينْ} [البقرة 247] .


لم نجد في استعداد المسلمين ما يشير- من قريب أو بعيد - إلى أن النصر سيكون في جانبهم فقوتهم ليست مناظرة لقوة قريش، وعددهم ليس بمتكافئ مع عدد قريش بل كانت قريش في مركز الثقل كذلك. وزين لها النصر غرورها وخيلاؤها، وما تتمتع به من استعداد وطول.


أما المسلمون فقد هُدوا إلى الترفع عن المادة، وتفريغ القلب من الحطام، ووُجِّهوا إلى الثقة بالله، والتعلق به في إخلاص وتجرد.
وقد خرج النبي صلى الله عليه وسلم من العريش الذي نصب له يتفقد جيشه بنفسه، وينظم صفه ويقوي من رباطة جأشه، ويشد بروحه من عزمه، ويسدي إليه النصح، ثم هو يخطب فيهم محرضاً على القتال والاستشهاد في سبيل الله، ويبشرهم بالجنة فيقول: (لا يقاتلهم اليوم رجل، فيقتل صابراً محتسباً مقبلاً غير مدبر إلا أدخله الله الجنة) .


وتقع الكلمات النبوية في النفوس موقعها الملائم، فيتعجل بعض الصحابة الموت، حتى ما ينتظر تناول تمرات وهي في يده، فيهرع إلى الموت يقاتل بغير زاد حتى يقتل.


ويدلف النبي عليه الصلاة والسلام إلى عريشه يدعو الله، ويلح في الطلب، ويبالغ في الابتهال والتضرع..لقد صدق المؤمنون ربهم في الجهاد، وأخلصوا له بقلوبهم، فهيأ لهم أسباب النصر المادية والمعنوية:
1) وعدهم إحدى الطائفتين: العير الذي أرادوه، أو النصر الذي أراده الله لهم.
2) غشاهم النعاس حتى أمنوا واطمأنوا، وشاعت الثقة في جوانب أنفسهم.
3) أرى الله نبيه في نومه قلة عدد عدوه ليشد من عزمه ويقوي قلبه.
4) أنزل الله عليهم الماء من السماء، فتلبد الرمل تحت أقدامهم، وصلح تنعلهم فوقه في رفق ويسر، وثبتوا في مواقعهم، ولكن توحل موقع المشركين، فتخوضوا بالوحل وساءت حالتهم.
5) أراهم العدو قليلاً حين المواجهة لكيلا يفزعوا، وأرى عدوهم المسلمين قلة، وكانوا كذلك، لكي يسترسل ويتمادى في صلفه وطغيانه وعتوه {وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذْ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلاً وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً} [الأنفال 44] .
6) أرسل جنداً من عنده، تحارب مع المؤمنين تنفث في قلوبهم حرارة اليقين وتغريهم بالهجوم والتقتيل {إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان..} [الأنفال 12-13] .


وهكذا وثق المسلمون بربهم، وقاتلوا بالإيمان مستبسلين، واستماتوا في طلب الشهادة، وركنت قريش إلى صلفها وغرورها واستنصرت بكبريائها وعزتها، وقاتلت في سبيل الشيطان، بين الكؤوس والثغور والمعازف فانهزمت مخلفة وراءها قتلى وأسرى فيهم رؤوسها، وكتب النصر الحاسم للمسلمين، وتمت كلمة ربك {إَنْ تِنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتُ أَقْدَامَكُمْ} [محمد 7] [صور من الجهاد النبوي في المدينة ص62-64] .


وكان من القدر الرباني أن يقع مهلك طالوت على يد الغلام داود، ومهلك الطاغية فرعون هذه الأمة – أبو جهل – على يد غلامين من المسلمين، وها نحن نرى التاريخ يعيد نفسه على أرض أفغانستان والشيشان وفلسطين حيث يسقط كبار العسكريين – قتلى أو أسرى – على أيدي مجاهدين لا يقيم لهم هؤلاء الأعداء أي وزن مادي أو دنيوي، ولا يملكون من الألقاب الجاهلية أي رصيد، سوى الدرجات العلا عند الله، التي يستخف بها أعداؤهم ولا يقيمون لها وزناً.


أما في غزوة حنين فقد تجمعت للمسلين كل العناصر المادية لتحقيق النصر والغلبة حيث جاءت مباشرة بعد فتح مكة وهو فتح ونصر عظيم وبعد أن جاءت أغلب القبائل العربية للبيعة والدخول في الاسلام وتكسرت شوكة المشركين في مكة الذين كانوا يعتبرون رأس الرمح للكفر والشرك في جزيرة العرب وكانوا يمثلون العقبة الأساسية والكبرى في دخول الناس في دين الله. فلم يبق حينئذ سوى قبائل هوازن وثقيف ومعهما بعض القبائل الصغيرة التي أعدت العدة لقتال المسلمين ومحاولة السيطرة على الزعامة السياسية والدينية في الجزيرة بعد انكسار شوكة قريش.


يقول الشيخ سيد قطب رحمه الله تعالى: (هذه هي المعركة التي اجتمع فيها للمسلمين – للمرة الأولى- جيش عدته اثنا عشر ألفاً فأعجبتهم كثرتهم، وغفلوا بها عن سبب النصر الأول، فردهم الله بالهزيمة في أول المعركة إليه ثم نصرهم بالقلة المؤمنة التي ثبتت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، والتصقت به) اهـ [في ظلال القرآن ص 1617] .


ويضيف فيقول: (إن معركة حنين لتعرض نتائج الانشغال عن الله، والاعتماد عن قوة غير قوته، لتكشف لنا عن حقيقة أخرى ضمنية. حقيقة القوى التي تعتمد عليها كل عقيدة. إن الكثرة العددية ليست بشيء، إنما هي القلة العارفة المتصلة الثابتة المتجردة للعقيدة. وإن الكثرة لتكون أحياناً سبباً في الهزيمة، لأن بعض الداخلين فيها، التائهين في غمارها،ممن لم يدركوا حقيقة العقيدة التي ينساقون في تيارها، تتزلزل أقدامهم وترتجف في ساعة الشدة، فيشيعون الاضطراب والهزيمة في الصفوف، فوق ما تخدع الكثرة أصحابها فتجعلهم يتهاونون في توثيق صلتهم بالله، انشغالاً بهذه الكثرة الظاهرة عن اليقظة لسر النصر في الحياة.


لقد قامت كل عقيدة بالصفوة المختارة، لا بالزبد الذي يذهب جفاء، ولا بالهشيم الذي تذروه الرياح) اهـ [في ظلال القرآن 1618] .


لا تزال هذه السنة قائمة إلى اليوم وحتى تقوم الساعة، فالقلة هي التي تقوم بواجباتها تجاه هذا الدين، وهي التي يحفظ الله بها دينه ومنهجه ليتحقق قوله تعالى {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُون}، وكما يقول عليه الصلاة والسلام، عن ثوبان رضي الله عنه يرفعه: (لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من يخذلهم حتى يأتي أمر الله) [ الترمذي 2229] ، ومن أهم صفاتهم أنهم مقاتلون في سبيل نصرة هذا الحق والحفاظ على بيضته.


فعن عمران بن حصين رضي الله عنه يرفعه: (لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناوأهم حتى يقاتل آخرهم المسيح الدجال) [أبو داود 2484 وأحمد 4/437] .


بعد هذه المقدمة التمهيدية، نصل الآن إلى بيت القصيد في هذا المقال وهو التطبيق العملي لهذه القاعدة والسنة الربانية في هذا العصر ونقف مع بعض النماذج المعاصرة التي جسدت هذه السنة في أجل صورها فجعلها الله تعالى حجة على الجموع الغفيرة من أمة الإسلام التي تقف في موقع المتفرج وتبخل على هذه الطوائف المنصورة حتى بالدعاء والقليل يقف منها موقف المناصر بالمال والنفس كما هو مطلوب شرعاً وعقلاً.


تعتبر الطائفة المنصورة في أفغانستان أهم هذه الطوائف وذلك بسبب أهمية وثقل المعركة التي تخوضها وكذلك بسبب أهمية وثقل العدو الذي تواجهه، دون أن ننسى الطوائف الأخرى ( في كشمير والفلبين وإندونيسيا وإرتريا والجزائر وغيرها ) التي تحتاج -كل واحدة منها) إلى مقال مستقل بل إلى بحث مفصل لعلنا نوفيها بعضاً من حقها الملقى على أعناقنا.


فطائفة الحق في أفغانستان وفقها الله لإقامة دولة الحق، فقدمت للعالم أجمع نموذجاً لدولة الاسلام، وهذه هي الخاصية التي تتميز بها عن بقية طوائف الحق القائمة على أمر الله في هذا الزمان فأحبها من أحبها والتحق بها وساندها وناصرها وأصبحت هذه الإمارة الاسلامية فئة كل مؤمن صادق وملاذاً لكل المجاهدين الشرفاء، وأبغضها من أبغضها فنصَّب لها العداء وشارك في حربها بغضاً لها وخوفاً من أن ينتشر نور الحق الذي تحمله في هذه الأرض فيزيل ظلامهم الدامس ويزهق باطلهم وتنتهي ساعتهم كما انتهت ساعة أسلافهم من قبل.


لقد جمع هؤلاء الصليبيون جموعهم وأتوا بخيلائهم وتصريحاتهم العنترية للقضاء على دولة الاسلام في أفغانستان،وظنوا أن المعركة ستدوم أياماً معدودة ثم ينتهي الأمر وتخلو لهم الساحة لنشر باطلهم والسيطرة على ثروات المسلمين وعقولهم.


فكانت المعركة في أفغانستان بين الكثرة المغرورة بالقوة المادية والعددية من جهة وبين القلة المؤمنة المعتزة بقوة الإيمان وحسن التدبير والتنظيم والتوكل على الله عز وجل والإخلاص له سبحانه، فتحقق لهذه الفئة ما تحقق للفئة الأولى في بدر، حيث لم يستطع عدوهم تحقيق أي هدف من الأهداف التي جاء من أجلها [يراجع في هذا مقالات أخينا أبو عبيدة القرشي؛ "من يهزم من في أفغانستان؟"، و "القاعدة وفن الحرب"].


بينما استطاع المجاهدون أن يحافظوا على راية الجهاد عالية خفاقة على أرض أفغانستان وحية متقدة في قلوب الملايين من المسلمين وعلى رأسهم هذه الطوائف المقاتلة هنا وهناك، ولا زالت الحرب دائرة، ولا زال العدو يحاول ويعاود الكرة ويمنّي نفسه وأولياءه أنه حقق ما جاء من أجله وسوف يحقق بقية النصر الموهوم عما قريب بينما يتكبد في الواقع الفعلي الخسائر تلو الخسائر، وكل يوم يمرُّ عليه وكأنه سنة بأكملها، لا يدري كيف يخرج من هذا المستنقع حيث تحول الصياد إلى فريسة وسقط في الشراك التي أراد أن يوقع فيها تلك العصابة المقاتلة.


لقد انتصرت القلة المؤمنة على الكثرة الكافرة، ولم يستطع هؤلاء الكفار إلا أن يلحقوا الأذى المادي بالمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلاً، بينما تلقوا دروساً في التصدي والمقاومة وتلقوا ضربات موجعة في العتاد والأرواح وبالرغم من مشاركة آلياتهم الإعلامية في التعتيم والكذب ومواراة هذه الخسائر، فإن الناس قد علموا ما أصابهم من القرح والهزيمة والذعر، وهاهم أولاء يستعدون للخروج من أفغانستان ويوقفون حملاتهم العشوائية تحت ضغط المجاهدين، خاصة بعدما سقط منهم العديد من الأسرى بأيدي الطائفة المنصورة.


ونفس الكلام ينطبق على بقية الطوائف المقاتلة في بقية الجبهات، ففي الشيشان نجد إخواننا المجاهدين قد ابتكروا أساليب جديدة ونوعية في حرب العصابات، تعذر على القوات الروسية فهمها واستيعابها فضلاً عن مقاومتها وإيقافها، فترى العصابات القليلة العدد تحدث الشرخ والقرح والإثخان في أعتى وأقوى الجيوش في العالم، وتحول الجيش المدجج بأحدث الأسلحة إلى مجرد أرانب تصطادها سواعد المجاهدين كل يوم متى وكيف شاءت. وكل يوم يمر يقترب فيه المجاهدون من النصر والتمكين ويتقهقر فيه العدو الغاصب جاراً أذيال الهزيمة تاركاً وراءه قتلى وغنائم تزيد من ضعفه ويتقوى بها المجاهدون على مواصلة طريق الجهاد، ليكون حتف هؤلاء الأعداء بسلاحهم، ويتحقق عليهم قوله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ فَسَيُنْفِقُونَها ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُون، وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلى جّهّنَّمَ يُحْشَرُون} [الأنفال36] .


وفي فلسطين نجد الشباب المجاهد قد صعّد من وتيرة جهاده وطوّر أساليبه، بالرغم من وجود طابور خامس عميل يحرسه ويحاول إيقاف عملياته ضد اليهود، فلجأ المجاهدون إلى العمليات الاستشهادية التي تُعتبر ذروة سنام الجهاد، حيث لم يتمكن العدو ولا عملاؤه من السيطرة على هذا السيل الجارف من الاستشهاديين، تاركين وراءهم العشرات من القتلى والجرحى في صفوف الجيش اليهودي ومستوطنيه، فيتحقق قوله تعالى {وَلَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئاً وَلَوْ كَثُرَتْ}، فمهما ملكوا من سلاح وعتاد وجيوش جرارة من الجند والعملاء، فلن يوقفوا هذه العمليات النوعية، وبها يقترب المجاهدون من النصر يوماً بعد بعد، إذا أحسنوا تعاملهم مع العملاء من حولهم وعرفوا كيف يميزون صفوفهم، حتى يبقى النصر بأيديهم وتكون كلمة هي العليا وكلمة الذين كفروا – من اليهود والمرتدين – هي السفلى.


هذه بعض النماذج التي أردت أن أقف أمامها، لنذكِّر أنفسنا بهذه الحقيقة الكبرى التي غفلنا عنها وكدنا أن ننساها حقيقة أن القلة المؤمنة الصابرة تنتصر على الكثرة الكافرة المغرورة، وبأن العدة المادية ما هي إلا سلاح ثانوي إلى جانب السلاح الأول وهو العدة الإيمانية {وَأَنَّ اللهَ مَعَ الْمُؤْمِنِين} .





مجلة الأنصار
أبي سعد العاملي

الظبيانية
12-07-2011, 11:22 PM
عليكم السلام ورجمة الله وبركات

جزاك الله خير اخوي كحيلان علي هالموضوع القيم

بنت الشعبية
12-08-2011, 05:16 AM
عليكم السلام و رحمة الله و بركاته...مشكور اخويه ع الموضوع الاكثر من رائع

كحيلآن الحمادي
12-09-2011, 08:14 PM
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الظبيانية http://arabalsahel.com/vb/ArabAlsahel/buttons/viewpost.gif (http://arabalsahel.com/vb/showthread.php?p=45235#post45235)


http://arabalsahel.com/vb/clear.gif


عليكم السلام ورجمة الله وبركات

جزاك الله خير اخوي كحيلان علي هالموضوع القيم











يجزينا وإيّاج أختي الظبيانيه
أشكرج على التواجد ..

كحيلآن الحمادي
12-09-2011, 08:16 PM
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بنت الشعبية http://arabalsahel.com/vb/ArabAlsahel/buttons/viewpost.gif (http://arabalsahel.com/vb/showthread.php?p=45239#post45239)


http://arabalsahel.com/vb/clear.gif
عليكم السلام و رحمة الله و بركاته...مشكور اخويه ع الموضوع الاكثر من رائع










حيّاج الله أختي بنت الشعيبه
وأشكرج على المرور ..