وليد جابر آل بوخلف
12-22-2011, 12:44 AM
الحرب بين بندر شيووه والبريطانيين
http://www12.0zz0.com/2010/06/26/10/638594420.jpg
في عام 1330 هـ.ق هاجمت السفينة الحربية البريطانية ميناء شيووه،يقال بأن هذه الهجوم كان بأمر من السيد بدر القنصل البريطاني في بندر لنجة،حيث تحركت سفينتان حربيتان من ميناء لنجة واتجهتا إلى المناطق الغربية،توقفت السفينة الاولى بالقرب من ميناء شيووه،وأما السفينة الثانية فقد تابعت السير وصولا إلى بندر بوشهر(1)،وفي بوشهر واجهت مقاومة شرسة من أبطال تنجستان(2)،كان دريابيكي(3)أحد سكان مدينة
لار و يعمل لصالح الانجليز كدليل ومرشد بحري للسفن ،وخلال هذه الحملة قامت السفينة الانجليزية المزودة بالقذائف بعيدة المدى والراسية بالقرب من بندر شيووه،بقصف قرية شيووه بالقذائف مما اضطر السكان إلى الخروج من القرية وإخلائها تماما.
كان القصف البريطاني قويا وكثيفا إلى درجة انه وبعدهذه العملية بفترة طويلة،تم العثور على القذائف الغير متفجرة بالقرب من منطقة ((جك جك))بواسطة رعاةالغنم،سيطر الخوف والرعب والاضطرابات النفسية على سكان القرية الذين قضوا ليلتهم خارج المدينة،وفي هذه
المعركة هدم الكثير من مباني القرية بما في ذلك مبنى المسجد والجمرك والقلعة ايضا،الحاج يوسف بن محمد الذي تحدثنا عن دوره وبطولاته في إنقاذ المنطقة مرارا وتكرارا،اعلن عن استعداده للتصدي للمحتل البريطاني، لذا انضم إليه عدد من الرجال القابندية منهم مير مسيد وعبدالله معمار وعالي يوسف تحركوا جميعا نحو شيووه، وعندما وصل الحاج يوسف وأصحابه إلى شيووه تبادلوا اطلاق النار مع المحتل البريطاني، وكانوا يردون على اطلاق القذائف بالرصاص فقط واستمرت الحرب بينهم لساعات طويلة،إلى أن أمر الحاج يوسف أصحابه بوقف اطلاق النار،لأنه كان يعلم بأن الرصاص كان غير كافي لهزيمة العدوالبريطاني المدعوم بالتقنية والتجهيزات المتطورة ،لذا طلب الحاج يوسف من اصحابه وقف اطلاق النار والاختباء في اماكن معينة والاكتفاء بمراقبة ومشاهدة ردت فعل العدو ... فعلا بعد بفترة قليلة اعتقد الجنود البريطانيون بأن المقاومة انكسرت وان جميع المقاتلين لقوا حتفهم، لذا نزلوا من السفينة الحربية و اتجهوا بالسفن الصغيرة الى الساحل وكانعددهم قرابة70 جنديا،وعندما نزولهم إلى البر أمر الحاج يوسف أصحابه بإطلاق النار عليهم وقتلهم جميعا،وبالفعل اطلقوا عليهم النار فقتل منهم عدد كبير،ولم ينج منهم سوى عدد قليل كانوا موجودين أصلا في السفينة،وبعدما شاهد الإنجليز الوضع تركوا المنطقة وفروا إلى موغوه(4)،وهكذا نجت قرية شيووه من شر المحتلين، وعاد السكان إلى القرية مسرورين، في حين اتجه الشيخ مذكور وعدد من سكان القابندية و الدشتية إلى شيووه ودفنوا جثث الجنود البريطانيين وسط أفراح عارمة.
قتل القنصل البريطاني في بندر لنجة:
السيد بدر كان يعمل كرئيس للقنصلية البريطانية في بندر لنجة(5)، وكان لديه ثلاث سفن حربية ضخمة،وبأمر من الحكومة البريطانية أرسل الأولى إلى بندر شيووه والثانيةإلى بندر نخل تقي والثالثة إلى بندر بو شهر لقصف تلك المدن،في البداية تحركت السفينة الأولى من بندر لنجة إلى بندر جيرو(6) وقصفت قلعة جيرو المعروفة،ثم تحركة نحو بندر المقام وهناك قامت باستخدام قوات إضافية، وبعدها تحركت نحو بندر شيووه التي كانت من ضمن حدود منطقة القابندية ، وهناك قامت بقصف القرية ولكن واجهت مقاومة شرسة من قبل السكان ،وبعد ان لقي عدد كبير من الجنود البريطانيين والهنود مصرعهم ، عادت السفينة إلى لنجة ، أما السفينة الثانية التي ذهبت إلى نخل تقي فقد رجعت أيضا إلى لنجة ،واما السفينة الثالثة فإنها اشتبكت مع عدد من أبطال تنجستان والرئيس علي دلواري وخلال هذا الاشتباك قتل قائد السفينة لذا عادت إلى لنجة منهزمة، ولبث الثقة في صفوف المقاتلين التنجستان ذهب الرئيس علي دلواري ونعه عدد 25 محارب جميعهم من تنجستان إلى بندر لنجة ،وحاصروا بيت بدر القنصل البريطاني وقتلوه هناك، كما وقاموا بالقبض على دريابيكي (دليل وعميل البريطانيين في المنطقة)وتم إعدامه شنقا،ونظرا لذلك شكر سكان بندر لنجة المحاربين التنجستانية واستقبلوهم استقبال يليق بعملهم.
(1)مدينة بوشهر:ويطلق عليها بالانجليزية بو شير وهي الميناء البحري الرئيسي في ايران وهي أيضا المدينة الرئيسية على الجانب الشرقي من الخليج ومقر القسم الاداري الايراني المعروف باسم (موانئ الخليج)
،وموقعها على الساحل الايراني على بعد حوالي 190 ميلا الى الشمال من ناحية الشرق من المنامه في البحرين،و170 ميلا الى الشرق من ناحية الجنوب من الكويت و150 ميلا شرق الجنوب الشرقي من مصب شط العرب،وقد ورد اسم بوشهر للمر الأولى على الاقل باسمها الحالي في مؤلفات ياقوت الذي كتب في القرن الثالث عشر الميلادي.دليل الخليج،القسم الجغرافي/ج1/الصفحة 431.
(2)تنجستان:مقاطعة على الساحل الايراني من اهم الاماكن الواقعة فيها بلدة أهرام وتقع على بعد 72ميلا في اتجاه الجنوب الشرقي لبلدة بوشهر،وعلى بعد 17ميلا اتجاه الشمال الغربي عن خرموج عاصمة مقاطعة دشتي المجورة ،وتقع اهرم على
(3)دريابيكي:كلمة فارسية تعني رئيس الموانئ الفارسية، واما بخصوص أخبار((الدريابيكي))وأعماله الحربيةضد عرب الساحل الفارسي، فإنه يوجد تقرير انجليزي مفصل ترجم حرفيا الى اللغة العربية ونشر في الكتاب ((سبزآباد ورجال الدولة البهية))تأليف مي محمدآل خليفة،إصدار المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت لبنان،الطبعة الأولى عام1998م،الصفحة153.
(4) موغوه:قرية تابع بندر لنجة، هي اخر موانئ شيبكوه الايراني من جهة الجنوب الشرقي وتقع على بعد17ميلا جنوب شرق جارك و23ميلا غرب شمال لنجة والى الداخل من مغوه توجد بساتين نخيل...و توجد ابراج متعددة للدفاع كما بنيت في سنة 1899م قلعة لرد هجمات سكان جارك ويبلغ عدد المنازل حوالي140مبنية بالحجر و الطين،ولكن عددا منها غير مأهول حاليا،والسكان يصل تعدادهم الى500 نسمة هم من عرب المرازيق او المرزوقي الذين يدعون أنهم من قبيلة العجمان وبعضهم من السودان او قبائل أخرى منها آل بوسميط،وثلاثة ارباع قبيلة الرزوقي وهابيون والبقية كلهم من النة على المذهب الشافعي...وقليل من السكان تجار والباقي بحارة وصيادو لؤلؤ ومزارعون وتملك موغوه 8مراكب من نوع السمبوك تبحر نحو ساحل الجزيرة العربيةو8 اخرى تعبر الخليج الى مغاصات اللؤلؤ العربية و4 من نوع العميلة و12شيوعيا تستعمل لصيد السمك ولصيد اللؤلؤ على الجانب الايراني في بستانة وجزيرة فرور موغوه مع قرى حسينة وكندرون وجزيرة فردر وجزء من قرية بستانة في منطقة لنجة يحكمها الشيخ الرزوقي وهو حاليا الشيخ أحمد بن راشد وهم مزودون جيدا بالبنادق وكثير منهم يحمل السلاح عادة وتقدر الضرائب بحوالي 1000 تومان سنويا تدفع لحاكم بستك من قبل شيخ موغوه ولكنها لا تدفع كلها بل أقل من نصفها بكثير،وهنالك مركز للجمارك الامبراطورية الايرانية في هذه المكان. انظر دليل الخليج القسم الجغرافي/ج4/الصفحة1581
(5)بندر لنجة:يذكر لوريمر بان لنجة منطقة على الساحل الايراني في اقصى الجنوب من الخليج وتتوسط منطقة شيبكوه في الغرب والجزء المسمى خمير من منطقة بستك في الشرق،ويبدو ان ساحل منطقة لنجة هو نفسه سيف عمارة الذي ذكره الجغرافيون العرب والفرس في القرون الوسطى مسبة الى قبيلة عربية قدمت اليه من ضفة الخليج والأخرى واحتلته في القرن العاشر الميلادي، سكان المنطقة اصلا من الإيرانيين من قبائل مختلفة ويرجع اصلهم الى ((لار))وكلدار واماكن أخرى في الداخل،وتوجد قبائل عربية على اي حال مثل آل علي و المرازيق المذكورين في مقال مستقل عن منطقة شيبكوة وقواسم دوان...والسكان تقريبا كلهم سنيون على المذهب الشافعي ...يبلغ عدد السكان حاليا 12000نسمة وهم من اصول مختلطة،ولكنهم في الاصل من قبائل عربيةهاجرت من شاطئ عمان المتصالح ، ولكن البحرينساهمت فيهم بنصيب من آل بو سميط والعتوب و الدواسر ويوجد أيضا مقيمون من كنكون،ومن هؤلاء يوجد لآل بوسميط 340 منزلا في ضاحية الغارية و منزلان في حي لنجية،ومعظم باقي أهالي لنجة من الايرانيين من الاجزاء المجاورة لبستك و اللور ...كما ويذكر لوريمر بان لنجة كانت حتى عام 1887م (1305هـ)تحت حكم شيخ عربي يدعى قضيب الى طهران ،وفي 4 يوليو1898م الموافق (1317هـ)ظهر الشيخ محمدبن خليفة بن قضيب القاسمي واستولى على الحكم في بندر لنجة بالقوة ،وفي العام التالي 1899 م اسلت السلطات الايرانية ((دريابيكي))على ظهر السفينة الحربية الإيرانية ((برسيبوليس)) من بوشهر ترافقها السفينة الحربية البريطانية ((بيجون))و((سفينكس))وانزل دريابيكي عدد 700 جندي ايراني وداخل مدينة لنجة وسيطر على قلعتها فتوقف الشيخ القاسمي عن المقاومة وفر الى رأس الخيمة وفي راس الخيمة حشد القواسم عدد كبير من رجال القبائل العربية وعزموا على مهاجمة الإيرانيين في بندر لنجة واخراجهم ولكن الإيرانيين والانجليز اتفقوا سرا مع شيخ ابوظبي وتم احباط هذه المحاولة، انظر دليل الخليج القسم التاريخي ،الجزء الخامس ،الصفحة 3065.
(6)جيرو: هي إحدى موانئ شيبكوه على الساحل الإيراني وتقع على بعد حوالي 43 ميلا جنوب شرق شيفوه وعلى بعد 34ميلا غرب جارك، وجيرو لها حصن ومزرعة نخيل كبيرة وتقع مواجهة للشرق في خليج صغير تكون من نتوء رملي منخفض يجري نحو الجنوب من الخط الرئيسي للساحل الايراني،وتقع القرية على بعد ميل واحد الى الشمال من نقطة الرأس، ومن السهل العبور الى الخليج الذي يشكل مرفأ رئيسيا في الشمال ولكنه معرض للرياح الشرقية،والشاطئ منبسط ورملي والماء عميق بالقرب من الشاطئ ومجرى المد صغير او لا يكاد يشعر به في المرسى ويقال ان هناك منطقة صيد اللؤلؤصغيرة تقع بعيدا عن القرية تمدها بالماءبوفرة من خمسة خزانات تمتلئ من مياه الامطار،وتتكون قرية جيرو من 200 منزل من قبيلة عرب العبيدلي وهم سنيون ،ولهم خمس سفن تجارية تسير في الخليج الى عمان والى البصرة من حين لآخر وايضا خمسة قارب لصيد اللؤلؤ تزور الساحل الغربي للخليج و12 مركب بكارة وشوعي للصيد وتستعمل لصيد البحر كما تستعمل في الصيف لعمليات اللؤلؤ عند الجزيرة المجاورة ((هندرابي))و يمثل السلطة المحلية عبدالله بن محمد عبد الرسول العبيدلي ولكنه يسكن عادة في((بيخة ارمكي)) وهو مكان يبعد 30 ميلا، ويستخلف اخاه لرعاية شؤون جيرو ويبلغ دخل مشيخة جيرو 1600 تومان في السنة تدفع لحاكم بستك وفي جيرو يوجد مركز للجمارك الإيرانية.دليل الخليج القسم الجغرافي /ج1/الصفحة450.أيضا القسم الجغرافي /ج4/الصفحة1370.
المصدر : كتاب أمراء عرب الهوله آل نصور و آل حرم (1700-1783 م )صفحة 71 الى 81
http://www12.0zz0.com/2010/06/26/10/638594420.jpg
في عام 1330 هـ.ق هاجمت السفينة الحربية البريطانية ميناء شيووه،يقال بأن هذه الهجوم كان بأمر من السيد بدر القنصل البريطاني في بندر لنجة،حيث تحركت سفينتان حربيتان من ميناء لنجة واتجهتا إلى المناطق الغربية،توقفت السفينة الاولى بالقرب من ميناء شيووه،وأما السفينة الثانية فقد تابعت السير وصولا إلى بندر بوشهر(1)،وفي بوشهر واجهت مقاومة شرسة من أبطال تنجستان(2)،كان دريابيكي(3)أحد سكان مدينة
لار و يعمل لصالح الانجليز كدليل ومرشد بحري للسفن ،وخلال هذه الحملة قامت السفينة الانجليزية المزودة بالقذائف بعيدة المدى والراسية بالقرب من بندر شيووه،بقصف قرية شيووه بالقذائف مما اضطر السكان إلى الخروج من القرية وإخلائها تماما.
كان القصف البريطاني قويا وكثيفا إلى درجة انه وبعدهذه العملية بفترة طويلة،تم العثور على القذائف الغير متفجرة بالقرب من منطقة ((جك جك))بواسطة رعاةالغنم،سيطر الخوف والرعب والاضطرابات النفسية على سكان القرية الذين قضوا ليلتهم خارج المدينة،وفي هذه
المعركة هدم الكثير من مباني القرية بما في ذلك مبنى المسجد والجمرك والقلعة ايضا،الحاج يوسف بن محمد الذي تحدثنا عن دوره وبطولاته في إنقاذ المنطقة مرارا وتكرارا،اعلن عن استعداده للتصدي للمحتل البريطاني، لذا انضم إليه عدد من الرجال القابندية منهم مير مسيد وعبدالله معمار وعالي يوسف تحركوا جميعا نحو شيووه، وعندما وصل الحاج يوسف وأصحابه إلى شيووه تبادلوا اطلاق النار مع المحتل البريطاني، وكانوا يردون على اطلاق القذائف بالرصاص فقط واستمرت الحرب بينهم لساعات طويلة،إلى أن أمر الحاج يوسف أصحابه بوقف اطلاق النار،لأنه كان يعلم بأن الرصاص كان غير كافي لهزيمة العدوالبريطاني المدعوم بالتقنية والتجهيزات المتطورة ،لذا طلب الحاج يوسف من اصحابه وقف اطلاق النار والاختباء في اماكن معينة والاكتفاء بمراقبة ومشاهدة ردت فعل العدو ... فعلا بعد بفترة قليلة اعتقد الجنود البريطانيون بأن المقاومة انكسرت وان جميع المقاتلين لقوا حتفهم، لذا نزلوا من السفينة الحربية و اتجهوا بالسفن الصغيرة الى الساحل وكانعددهم قرابة70 جنديا،وعندما نزولهم إلى البر أمر الحاج يوسف أصحابه بإطلاق النار عليهم وقتلهم جميعا،وبالفعل اطلقوا عليهم النار فقتل منهم عدد كبير،ولم ينج منهم سوى عدد قليل كانوا موجودين أصلا في السفينة،وبعدما شاهد الإنجليز الوضع تركوا المنطقة وفروا إلى موغوه(4)،وهكذا نجت قرية شيووه من شر المحتلين، وعاد السكان إلى القرية مسرورين، في حين اتجه الشيخ مذكور وعدد من سكان القابندية و الدشتية إلى شيووه ودفنوا جثث الجنود البريطانيين وسط أفراح عارمة.
قتل القنصل البريطاني في بندر لنجة:
السيد بدر كان يعمل كرئيس للقنصلية البريطانية في بندر لنجة(5)، وكان لديه ثلاث سفن حربية ضخمة،وبأمر من الحكومة البريطانية أرسل الأولى إلى بندر شيووه والثانيةإلى بندر نخل تقي والثالثة إلى بندر بو شهر لقصف تلك المدن،في البداية تحركت السفينة الأولى من بندر لنجة إلى بندر جيرو(6) وقصفت قلعة جيرو المعروفة،ثم تحركة نحو بندر المقام وهناك قامت باستخدام قوات إضافية، وبعدها تحركت نحو بندر شيووه التي كانت من ضمن حدود منطقة القابندية ، وهناك قامت بقصف القرية ولكن واجهت مقاومة شرسة من قبل السكان ،وبعد ان لقي عدد كبير من الجنود البريطانيين والهنود مصرعهم ، عادت السفينة إلى لنجة ، أما السفينة الثانية التي ذهبت إلى نخل تقي فقد رجعت أيضا إلى لنجة ،واما السفينة الثالثة فإنها اشتبكت مع عدد من أبطال تنجستان والرئيس علي دلواري وخلال هذا الاشتباك قتل قائد السفينة لذا عادت إلى لنجة منهزمة، ولبث الثقة في صفوف المقاتلين التنجستان ذهب الرئيس علي دلواري ونعه عدد 25 محارب جميعهم من تنجستان إلى بندر لنجة ،وحاصروا بيت بدر القنصل البريطاني وقتلوه هناك، كما وقاموا بالقبض على دريابيكي (دليل وعميل البريطانيين في المنطقة)وتم إعدامه شنقا،ونظرا لذلك شكر سكان بندر لنجة المحاربين التنجستانية واستقبلوهم استقبال يليق بعملهم.
(1)مدينة بوشهر:ويطلق عليها بالانجليزية بو شير وهي الميناء البحري الرئيسي في ايران وهي أيضا المدينة الرئيسية على الجانب الشرقي من الخليج ومقر القسم الاداري الايراني المعروف باسم (موانئ الخليج)
،وموقعها على الساحل الايراني على بعد حوالي 190 ميلا الى الشمال من ناحية الشرق من المنامه في البحرين،و170 ميلا الى الشرق من ناحية الجنوب من الكويت و150 ميلا شرق الجنوب الشرقي من مصب شط العرب،وقد ورد اسم بوشهر للمر الأولى على الاقل باسمها الحالي في مؤلفات ياقوت الذي كتب في القرن الثالث عشر الميلادي.دليل الخليج،القسم الجغرافي/ج1/الصفحة 431.
(2)تنجستان:مقاطعة على الساحل الايراني من اهم الاماكن الواقعة فيها بلدة أهرام وتقع على بعد 72ميلا في اتجاه الجنوب الشرقي لبلدة بوشهر،وعلى بعد 17ميلا اتجاه الشمال الغربي عن خرموج عاصمة مقاطعة دشتي المجورة ،وتقع اهرم على
(3)دريابيكي:كلمة فارسية تعني رئيس الموانئ الفارسية، واما بخصوص أخبار((الدريابيكي))وأعماله الحربيةضد عرب الساحل الفارسي، فإنه يوجد تقرير انجليزي مفصل ترجم حرفيا الى اللغة العربية ونشر في الكتاب ((سبزآباد ورجال الدولة البهية))تأليف مي محمدآل خليفة،إصدار المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت لبنان،الطبعة الأولى عام1998م،الصفحة153.
(4) موغوه:قرية تابع بندر لنجة، هي اخر موانئ شيبكوه الايراني من جهة الجنوب الشرقي وتقع على بعد17ميلا جنوب شرق جارك و23ميلا غرب شمال لنجة والى الداخل من مغوه توجد بساتين نخيل...و توجد ابراج متعددة للدفاع كما بنيت في سنة 1899م قلعة لرد هجمات سكان جارك ويبلغ عدد المنازل حوالي140مبنية بالحجر و الطين،ولكن عددا منها غير مأهول حاليا،والسكان يصل تعدادهم الى500 نسمة هم من عرب المرازيق او المرزوقي الذين يدعون أنهم من قبيلة العجمان وبعضهم من السودان او قبائل أخرى منها آل بوسميط،وثلاثة ارباع قبيلة الرزوقي وهابيون والبقية كلهم من النة على المذهب الشافعي...وقليل من السكان تجار والباقي بحارة وصيادو لؤلؤ ومزارعون وتملك موغوه 8مراكب من نوع السمبوك تبحر نحو ساحل الجزيرة العربيةو8 اخرى تعبر الخليج الى مغاصات اللؤلؤ العربية و4 من نوع العميلة و12شيوعيا تستعمل لصيد السمك ولصيد اللؤلؤ على الجانب الايراني في بستانة وجزيرة فرور موغوه مع قرى حسينة وكندرون وجزيرة فردر وجزء من قرية بستانة في منطقة لنجة يحكمها الشيخ الرزوقي وهو حاليا الشيخ أحمد بن راشد وهم مزودون جيدا بالبنادق وكثير منهم يحمل السلاح عادة وتقدر الضرائب بحوالي 1000 تومان سنويا تدفع لحاكم بستك من قبل شيخ موغوه ولكنها لا تدفع كلها بل أقل من نصفها بكثير،وهنالك مركز للجمارك الامبراطورية الايرانية في هذه المكان. انظر دليل الخليج القسم الجغرافي/ج4/الصفحة1581
(5)بندر لنجة:يذكر لوريمر بان لنجة منطقة على الساحل الايراني في اقصى الجنوب من الخليج وتتوسط منطقة شيبكوه في الغرب والجزء المسمى خمير من منطقة بستك في الشرق،ويبدو ان ساحل منطقة لنجة هو نفسه سيف عمارة الذي ذكره الجغرافيون العرب والفرس في القرون الوسطى مسبة الى قبيلة عربية قدمت اليه من ضفة الخليج والأخرى واحتلته في القرن العاشر الميلادي، سكان المنطقة اصلا من الإيرانيين من قبائل مختلفة ويرجع اصلهم الى ((لار))وكلدار واماكن أخرى في الداخل،وتوجد قبائل عربية على اي حال مثل آل علي و المرازيق المذكورين في مقال مستقل عن منطقة شيبكوة وقواسم دوان...والسكان تقريبا كلهم سنيون على المذهب الشافعي ...يبلغ عدد السكان حاليا 12000نسمة وهم من اصول مختلطة،ولكنهم في الاصل من قبائل عربيةهاجرت من شاطئ عمان المتصالح ، ولكن البحرينساهمت فيهم بنصيب من آل بو سميط والعتوب و الدواسر ويوجد أيضا مقيمون من كنكون،ومن هؤلاء يوجد لآل بوسميط 340 منزلا في ضاحية الغارية و منزلان في حي لنجية،ومعظم باقي أهالي لنجة من الايرانيين من الاجزاء المجاورة لبستك و اللور ...كما ويذكر لوريمر بان لنجة كانت حتى عام 1887م (1305هـ)تحت حكم شيخ عربي يدعى قضيب الى طهران ،وفي 4 يوليو1898م الموافق (1317هـ)ظهر الشيخ محمدبن خليفة بن قضيب القاسمي واستولى على الحكم في بندر لنجة بالقوة ،وفي العام التالي 1899 م اسلت السلطات الايرانية ((دريابيكي))على ظهر السفينة الحربية الإيرانية ((برسيبوليس)) من بوشهر ترافقها السفينة الحربية البريطانية ((بيجون))و((سفينكس))وانزل دريابيكي عدد 700 جندي ايراني وداخل مدينة لنجة وسيطر على قلعتها فتوقف الشيخ القاسمي عن المقاومة وفر الى رأس الخيمة وفي راس الخيمة حشد القواسم عدد كبير من رجال القبائل العربية وعزموا على مهاجمة الإيرانيين في بندر لنجة واخراجهم ولكن الإيرانيين والانجليز اتفقوا سرا مع شيخ ابوظبي وتم احباط هذه المحاولة، انظر دليل الخليج القسم التاريخي ،الجزء الخامس ،الصفحة 3065.
(6)جيرو: هي إحدى موانئ شيبكوه على الساحل الإيراني وتقع على بعد حوالي 43 ميلا جنوب شرق شيفوه وعلى بعد 34ميلا غرب جارك، وجيرو لها حصن ومزرعة نخيل كبيرة وتقع مواجهة للشرق في خليج صغير تكون من نتوء رملي منخفض يجري نحو الجنوب من الخط الرئيسي للساحل الايراني،وتقع القرية على بعد ميل واحد الى الشمال من نقطة الرأس، ومن السهل العبور الى الخليج الذي يشكل مرفأ رئيسيا في الشمال ولكنه معرض للرياح الشرقية،والشاطئ منبسط ورملي والماء عميق بالقرب من الشاطئ ومجرى المد صغير او لا يكاد يشعر به في المرسى ويقال ان هناك منطقة صيد اللؤلؤصغيرة تقع بعيدا عن القرية تمدها بالماءبوفرة من خمسة خزانات تمتلئ من مياه الامطار،وتتكون قرية جيرو من 200 منزل من قبيلة عرب العبيدلي وهم سنيون ،ولهم خمس سفن تجارية تسير في الخليج الى عمان والى البصرة من حين لآخر وايضا خمسة قارب لصيد اللؤلؤ تزور الساحل الغربي للخليج و12 مركب بكارة وشوعي للصيد وتستعمل لصيد البحر كما تستعمل في الصيف لعمليات اللؤلؤ عند الجزيرة المجاورة ((هندرابي))و يمثل السلطة المحلية عبدالله بن محمد عبد الرسول العبيدلي ولكنه يسكن عادة في((بيخة ارمكي)) وهو مكان يبعد 30 ميلا، ويستخلف اخاه لرعاية شؤون جيرو ويبلغ دخل مشيخة جيرو 1600 تومان في السنة تدفع لحاكم بستك وفي جيرو يوجد مركز للجمارك الإيرانية.دليل الخليج القسم الجغرافي /ج1/الصفحة450.أيضا القسم الجغرافي /ج4/الصفحة1370.
المصدر : كتاب أمراء عرب الهوله آل نصور و آل حرم (1700-1783 م )صفحة 71 الى 81