وليد جابر آل بوخلف
12-29-2011, 03:47 PM
http://www.almattarish.com/history/bin-mathkor/foto/2.jpg
قبيلة آل نصور هي إحدى كبريات القبائل العربية الخليجية ،التي كان لها دورا بارزا في الأحداث السياسية خلال القرون الخمسة المنصرمة من تاريخ الخليج بساحليه العربي والفارسي ،فقد كانت هذه القبيلة تعرف قديما بآل جبور وكان موطنهم قديما الاحساء والقطيف وجزيرة البحرين ولكن بعد سقوط دولةآل جبور قرابة عام 930هـ على يد الغزاة البرتغاليين تفرقت بطون هذه القبيلة العربية في المنطقة ،فجزء منهم تحالف مع قبيلة بني خالد الذين حكموا الأحساء في فترة لاحقة بعد طرد البرتغاليين من منطقة الخليج العربي على يدالدولة العثمانية ،وجزء آخر من الجبور هاجروا إلى سواحل البر الفارسي واستوطنوا فيه لفترة تزيد على الثلاثة قرون،ومع ذلك فقد حافظوا على لغتهم الأم و عاداتهم العربية الأصيلة،والشواهد الدالة على ذلك كثير جدا سيتضح جزء منها من خلال استعراض فصوب هذا الكاتب.
إن آخر مكان سكنه الجبور قبل هجرتهم إلى بر فارس ،قرية كانت تسمى ((الجعيمة)) شمال القطيف وهذه القرية لاتزال معروفة بهذا الاسم إلى زماننا هذا،وقد نقل هؤلاء الجبور اسم هذه القرية معهم إلى سواحل فارس وسموا المكان الذي نزلوا فيه هناك بهذا الاسم ((الجعيمة))تيمنا
بالجعيمة العربية ،وبعد استقرارهم في سواحل فارس ،عرفوا بقوم ((آل منصور))أو قوم((المنصوري))نسبة إلى الأمير منصور بن خالد بن مهنا الجبري،ثم تحرف اسمهم بمرور السنوات فعرفوا بعد ذلك بقوم ((آل نصوري))أو قوم((لنصور))،وأصبحت عروبتهم وهجرتهم من سواحل الجزيرة العربية معروفة وغير خافية ومدونة في المصادر الأوروبية والعربية وحتى الفارسية.
كان من أشهر شخصيات قبيلة آل نصور الشيخ جبارة بن ياسر بن خالد بن مهنا الجبري ، حاكم جزيرة البحرين الشهير بالشيخ جبارة الهولي ،التاجر العظيم ،الذي استطاع استغلال انشغال الحكومة الصفوية بالغزو الأ فغاني لها عام 1131هـ،فسير السفن الحربية لجزيرة البحرين واحتلها وطرد حكامها السابقين عرب آل حرم ،وأصبح سيد الجزيرة بعد ذلك وحافظ على سيادته فيها بتحالفه مع الشيخ رحمة بن مطر الهولي زعيم القواسم(1)في رأس الخيمة،والشيخ راشد بن مطر الهولي زعيم قبيلة القواسم في جزيرة قشم ، واستمر الشيخ جبارة النصوري حاكما لجزيرة البحرين حتى عام 1149هـ وهو العام الذي أعلن فيه القائد نادر شاه انتصار الصفويين على الأفغان،وبعدفراغ نادر شاه من تسوية المشاكل الخارجية فكر في مد نفوذ دولته إلى البحرين وعمان ،فاستغل سفر الشيخ جبارة إلى مكة المكرمة لأداء فريضةالحج،فجهز أسطولا بحريا عظيما بقيادة مشتركة عربية فارسية وهاجم بها جزيرة البحرين واحتلها في عام 1150هـ،واستطاع إبعاد عرب النصور عنها ،وبعد فراغ الشيخ جبارة النصوري من أداء مناسك الحج زار الأحساء واتصل بحاكمها الشيخ سليمان بن براك بن غرير الخالدي ،وتعاهد الجميع على تحرير جزيرة البحرين من يد الإيرانيين،لذا تعرض الحجاج العجم في هذه السنة للضرب والإهانة بعد فراغهم من مناسك الحج ،ووصولهم إلى الأحساء والقطيف بغية العودة إلى إيران.
http://www4.0zz0.com/2011/12/29/10/866698975.png (http://www.0zz0.com)
وفي هذه السنة أيضا هاجم بنو خالد وشيوخ الهولة جزيرة البحرين وحاصروا قلعتها ومنعوا الحاكم الفارسي المعين حديثا من النزول إلى الجزيرة،لذا غضب نادر شاه حاكم إيران من فعل الشيخ جبارة النصوري وحليفه حاكم الأحساء والقطيف ،وأمر الشيخ ناصر وشقيقه الشيخ غيث آل مذكور شيوخ عرب المطاريش في بندر بوشههر بضرورة التوجه إلى البحرين لمعاقبة وتأديب الشيخ جبارة وحليفة ،كما وهدد شيوخ بوشهر بعزلهم من مناصبهم كحاكم لنبدر بوشهر في حالة الفشل،ووعدهم في حالة النصر بتعيينهم شيوخ لجزيرة البحرين،
وبالفعل تمكن شيوخ المطاريش بعد التحالف مع العتوب والعبادلة الذين كانت سفنهم مسخرة بالقوة لخدمة الإيرانيين، من السيطرة على جزيرة البحرين وصد الشيخ جبارة وحلفاءه حكام القطيف والأحساء عن مهاجمة البحرين .
وبعد وفاة الشيخ جبارة برز ابنه حاتم بن جبارة كزعيم لقبيلة النصور ،فقد وردت الإشارة إليه في تقريرهولندي محرر عام 1166هـ ، كان هذا التقرير يتحدث عن أوضاع جزيرة البحرين السياسية،حيث ذكر في هذاالتقرير بأن البحرين في عام 1163هـ كانت خاضعة لسيطرة الشيخ محمد بن ماجد الحرمي زعيم قبيلة آل حرم ، وكان الشيخ حاتم بن جبارة النصوري وقبيلته حلفاء لحاكم البحرين وموجودون في الجزيرة للدفاع عنها ،وفي هذه السنة ذكر بأنهم اشتبكوا في حرب عظيمة مع عرب المطاريش حكام بندر بوشهر وحلفائهم عتوب الكويت، وانتصر الهولة(آل حرم وآل نصور) في هذه الحرب بعد خروجهم من قلعة المنامة المحاصرة وتمكنوا من قتل 200 رجل من المطاريش والعتوب بعد استسلامهم، وفر الناجون منهم إلى بوشهر والكويت،وفي العام التالي 1164هـ اتصل الشيخ ناصر بن مذكور المطروشي الحاكم بوشهر بالشيخ حاتم بن جبارة النصوري وبعد التفاوض معه استطاع إقناعه بفكرة الانسحاب من البحرين مقابل الحصول على مبلغ قدره 14000روبية ،والفعل قبل الشيخ حاتم بن جبارة بهذا العرض وانسحب من جزيرة البحرين ، بعد اغتيال حاكم البحرين الشيخ محمد بن ماجد الحرمي ،ونتيجة لهذا العمل هاجم زعيم قواسم رأس الخيمة بندر الطاهري مقر الشيخ حاتم وأحرقه نتيجة لهذه الخيانة.
بعد وفاة الشيخ حاتم بن جبارة ،أشارت المصادر التاريخية إلى الشيخ جبارة بن محمد بن حاتم بن جبارة النصوري ،عند الحديث عن
احتلال جيش الدولة السعودية الأولى لجزيرة البحرين عام 1224هـ ،وتنحية أسرة آل خليفة العتوب عن حكم الجزبرة ، مما دفع بالشيخ عبدالرحمن الفاضل العتبي أحد وجهاء العتوب البارزين ، إلى السفر إلى مسقط والاتصال بالسيد سعيد سلطان عمان وطلب النجدةة منه لاستعادة حكم البحرين من يد سعوديين ونظرا لانشغال السيد سعيد بالحرب مع القواسم لذا اكتفى بتزويد العتوب بالمال والسلاح وأمرهم بالاتجاه إلى بر فارس وطلب المعونة من الشيخ جبارة بن محمد النصوري حاكم بندر الطاهرية،وفعلا سافر الشيخ عبدالرحمن الفاضل إلى بر فارس واتصل بالشيخ جبارة النصوري ، وبعد الاتفاق أمر الشيخ جبارة ،الشيخ رجا بن هزيم المالكي (مطبوخ الرأس)زعيم قبيلة بني مالك في بلدة الخرة في بر فارس بالتوجه مع العتوب إلى البحرين وإخراج القوات السعودية منها بالقوة، وبالفعل توجه بنو مالك والعتوب إلى البحرين واشتبكوا مع السعوديين في البحرين وأخرجوهم منها بالقوة كان ذلك عام 1225هـ.
وبعد وفاة الشيخ جبارة بن محمد النصوري ، تحدثت المصادر التاريخية عن الشيخ مذكوربن جبارة النصوري الذي ظهر قرابة عام1283هـ ، فقد أحس الشيخ مذكور بتبدل الأوضاع و تغير معادلة القوى السياسية في منطقة الخليج العربي ، وخصوصا بعد أن دخل عدد من شيوح القبائل العربية ،تحت الحماية البريطانية بتوقيع اتفاق السلام البحري أو الهدنة ،وبالرغم من السلبيات التي أوجدها هذه الاتفاقية إلا أنها أوجدت مشيخات حقيقية ذات سيادة محمية من قبل الإنجليز من أي تدخل أجنبي ، لذا قرر الشيخ مذكور بن جبارة النصوري تأسيس مشيخة عربية على غرار المشيخات العربية التي تشكلت في السواحل العربية،فاخضع جميع القبائل العربية في السواحل فارس بالقوة لسلطته واتصل بالإنجليز وربما وقع معهم اتفاقية حماية سرية ممتاثلة ، حيث وردت
الإشارة في بعص المصادر إلى أن العرب في سواحل فارس كانوا يرفعون علم الهدنة البحرية الأحمر والأبيض أسوة بالقبائل العربية في السواحل الغربية ،ولم يكتف الشيخ مذكور بتوحيد القبائل العربية تحت راية واحدة بل صك عملة نقدية عربية موحدة أطلق عليها اسم العملة ((الرائجة)) ولكن الأوضاع في السواحل الفارسية لم تكن كالأوضاع في السواحل العربية ، فقد كانت الدولة العثمانية ضعيفة جدا وعلى وشك الانهيار، في حين اقتضت المصلحة والظروف السياسية قيام تحالف إنجليزي فارسي لمنع الامتداد الروسي المتوقع إلى مياه الخليج، لذا تم دعم السلطة الفارسية فزادت قواتها أكثر مما أدى في النهاية المطاف إلى انهيار جميع الإمارات العربية في منطقة البر الفارسي ، ابتداء بإمارة الشيخ مذكور انتهاء بإمارة الشيخ خزعل الكعبي في الأحواز ،لذا هما وجهين لعملة واحدة، وان استحوذت القضية الأحوازية على تغطية إعلامية أكبر من شقيقتها إمارة الهولة التي انتهت بهجرة غالبية السكان إلى السواحل العربية وهي عادة ورثوها عن أسلافهم القدماء.
(1)القواسم:تنطق عادة جواسم ومفردها قاسمي أو جاسمي ،وينتمي لهذه الأسرة أو القبيلة الصغيرة الشيخ الذي يحكم إمارة الشارقة واقاربة،وهم يقولون بأنهم ينتمون للأشراف الذين انحدروا من أسرة النبي محمد(صلى الله عليه وسلم) ،ويبلغ عدد القواسم الحقيقي في الوقت الحاضر في ساحل عمان المتصالح ثمانية عشر رجلا من الذكور البالغين، خمسة منهم في مدينة الشارقة منهم الشيخ نفسه ،وثمانية في مدينة رأس الخيمة بما فيهم ابن الشيخ الذي يعمل نائبا للحاكم في هذا المكان ،واثنين من القواسم في عجمان ومنهم ابن عم الشيخ الذي يحكم منطقة الشميلية بطريق الالتزام ومعه إخوة،وثلاثةمنهم في الحميرية،وخارج ساحل عمان مثلافي ساحل الباطنة التابعة للشارقة ،ويوجد عدد من السكان يتكلمون كقبيلة القواسم ،ويقال إنهم أصبحوا من القواسم،ولسؤ الحظ فان علم ساحل عمان المتصالح كان وما زال هو علم القواسم.وقد وجد في القواسم في سلطنة عمان عند ملتقى في وادي سمائل ،وعند نفعة في وادي تسعة ووادي رزيل ،وفي ضواحي صحم في الباطنة وفي وادي الميج وفي بندر جصة على ساحل منطقة مستقط ،وتقول بعض المراجع إن القواسم هم فرع الندابيين ،وهناك قواسم آخرون يبلغ عددهم 650 نسمة يوجدون في دوان في منطقة لنجة على الساحل الإيراني .انظر دليل خليج القسم الجغرافي ،الجزء الخامس ،الصفحة1893.
المصدر : كتاب امراء عرب الهولة آل نصور و آل حرم (1700-1783) للباحث القدير جلال الهارون الانصاري - المملكة العربية السعودية
قبيلة آل نصور هي إحدى كبريات القبائل العربية الخليجية ،التي كان لها دورا بارزا في الأحداث السياسية خلال القرون الخمسة المنصرمة من تاريخ الخليج بساحليه العربي والفارسي ،فقد كانت هذه القبيلة تعرف قديما بآل جبور وكان موطنهم قديما الاحساء والقطيف وجزيرة البحرين ولكن بعد سقوط دولةآل جبور قرابة عام 930هـ على يد الغزاة البرتغاليين تفرقت بطون هذه القبيلة العربية في المنطقة ،فجزء منهم تحالف مع قبيلة بني خالد الذين حكموا الأحساء في فترة لاحقة بعد طرد البرتغاليين من منطقة الخليج العربي على يدالدولة العثمانية ،وجزء آخر من الجبور هاجروا إلى سواحل البر الفارسي واستوطنوا فيه لفترة تزيد على الثلاثة قرون،ومع ذلك فقد حافظوا على لغتهم الأم و عاداتهم العربية الأصيلة،والشواهد الدالة على ذلك كثير جدا سيتضح جزء منها من خلال استعراض فصوب هذا الكاتب.
إن آخر مكان سكنه الجبور قبل هجرتهم إلى بر فارس ،قرية كانت تسمى ((الجعيمة)) شمال القطيف وهذه القرية لاتزال معروفة بهذا الاسم إلى زماننا هذا،وقد نقل هؤلاء الجبور اسم هذه القرية معهم إلى سواحل فارس وسموا المكان الذي نزلوا فيه هناك بهذا الاسم ((الجعيمة))تيمنا
بالجعيمة العربية ،وبعد استقرارهم في سواحل فارس ،عرفوا بقوم ((آل منصور))أو قوم((المنصوري))نسبة إلى الأمير منصور بن خالد بن مهنا الجبري،ثم تحرف اسمهم بمرور السنوات فعرفوا بعد ذلك بقوم ((آل نصوري))أو قوم((لنصور))،وأصبحت عروبتهم وهجرتهم من سواحل الجزيرة العربية معروفة وغير خافية ومدونة في المصادر الأوروبية والعربية وحتى الفارسية.
كان من أشهر شخصيات قبيلة آل نصور الشيخ جبارة بن ياسر بن خالد بن مهنا الجبري ، حاكم جزيرة البحرين الشهير بالشيخ جبارة الهولي ،التاجر العظيم ،الذي استطاع استغلال انشغال الحكومة الصفوية بالغزو الأ فغاني لها عام 1131هـ،فسير السفن الحربية لجزيرة البحرين واحتلها وطرد حكامها السابقين عرب آل حرم ،وأصبح سيد الجزيرة بعد ذلك وحافظ على سيادته فيها بتحالفه مع الشيخ رحمة بن مطر الهولي زعيم القواسم(1)في رأس الخيمة،والشيخ راشد بن مطر الهولي زعيم قبيلة القواسم في جزيرة قشم ، واستمر الشيخ جبارة النصوري حاكما لجزيرة البحرين حتى عام 1149هـ وهو العام الذي أعلن فيه القائد نادر شاه انتصار الصفويين على الأفغان،وبعدفراغ نادر شاه من تسوية المشاكل الخارجية فكر في مد نفوذ دولته إلى البحرين وعمان ،فاستغل سفر الشيخ جبارة إلى مكة المكرمة لأداء فريضةالحج،فجهز أسطولا بحريا عظيما بقيادة مشتركة عربية فارسية وهاجم بها جزيرة البحرين واحتلها في عام 1150هـ،واستطاع إبعاد عرب النصور عنها ،وبعد فراغ الشيخ جبارة النصوري من أداء مناسك الحج زار الأحساء واتصل بحاكمها الشيخ سليمان بن براك بن غرير الخالدي ،وتعاهد الجميع على تحرير جزيرة البحرين من يد الإيرانيين،لذا تعرض الحجاج العجم في هذه السنة للضرب والإهانة بعد فراغهم من مناسك الحج ،ووصولهم إلى الأحساء والقطيف بغية العودة إلى إيران.
http://www4.0zz0.com/2011/12/29/10/866698975.png (http://www.0zz0.com)
وفي هذه السنة أيضا هاجم بنو خالد وشيوخ الهولة جزيرة البحرين وحاصروا قلعتها ومنعوا الحاكم الفارسي المعين حديثا من النزول إلى الجزيرة،لذا غضب نادر شاه حاكم إيران من فعل الشيخ جبارة النصوري وحليفه حاكم الأحساء والقطيف ،وأمر الشيخ ناصر وشقيقه الشيخ غيث آل مذكور شيوخ عرب المطاريش في بندر بوشههر بضرورة التوجه إلى البحرين لمعاقبة وتأديب الشيخ جبارة وحليفة ،كما وهدد شيوخ بوشهر بعزلهم من مناصبهم كحاكم لنبدر بوشهر في حالة الفشل،ووعدهم في حالة النصر بتعيينهم شيوخ لجزيرة البحرين،
وبالفعل تمكن شيوخ المطاريش بعد التحالف مع العتوب والعبادلة الذين كانت سفنهم مسخرة بالقوة لخدمة الإيرانيين، من السيطرة على جزيرة البحرين وصد الشيخ جبارة وحلفاءه حكام القطيف والأحساء عن مهاجمة البحرين .
وبعد وفاة الشيخ جبارة برز ابنه حاتم بن جبارة كزعيم لقبيلة النصور ،فقد وردت الإشارة إليه في تقريرهولندي محرر عام 1166هـ ، كان هذا التقرير يتحدث عن أوضاع جزيرة البحرين السياسية،حيث ذكر في هذاالتقرير بأن البحرين في عام 1163هـ كانت خاضعة لسيطرة الشيخ محمد بن ماجد الحرمي زعيم قبيلة آل حرم ، وكان الشيخ حاتم بن جبارة النصوري وقبيلته حلفاء لحاكم البحرين وموجودون في الجزيرة للدفاع عنها ،وفي هذه السنة ذكر بأنهم اشتبكوا في حرب عظيمة مع عرب المطاريش حكام بندر بوشهر وحلفائهم عتوب الكويت، وانتصر الهولة(آل حرم وآل نصور) في هذه الحرب بعد خروجهم من قلعة المنامة المحاصرة وتمكنوا من قتل 200 رجل من المطاريش والعتوب بعد استسلامهم، وفر الناجون منهم إلى بوشهر والكويت،وفي العام التالي 1164هـ اتصل الشيخ ناصر بن مذكور المطروشي الحاكم بوشهر بالشيخ حاتم بن جبارة النصوري وبعد التفاوض معه استطاع إقناعه بفكرة الانسحاب من البحرين مقابل الحصول على مبلغ قدره 14000روبية ،والفعل قبل الشيخ حاتم بن جبارة بهذا العرض وانسحب من جزيرة البحرين ، بعد اغتيال حاكم البحرين الشيخ محمد بن ماجد الحرمي ،ونتيجة لهذا العمل هاجم زعيم قواسم رأس الخيمة بندر الطاهري مقر الشيخ حاتم وأحرقه نتيجة لهذه الخيانة.
بعد وفاة الشيخ حاتم بن جبارة ،أشارت المصادر التاريخية إلى الشيخ جبارة بن محمد بن حاتم بن جبارة النصوري ،عند الحديث عن
احتلال جيش الدولة السعودية الأولى لجزيرة البحرين عام 1224هـ ،وتنحية أسرة آل خليفة العتوب عن حكم الجزبرة ، مما دفع بالشيخ عبدالرحمن الفاضل العتبي أحد وجهاء العتوب البارزين ، إلى السفر إلى مسقط والاتصال بالسيد سعيد سلطان عمان وطلب النجدةة منه لاستعادة حكم البحرين من يد سعوديين ونظرا لانشغال السيد سعيد بالحرب مع القواسم لذا اكتفى بتزويد العتوب بالمال والسلاح وأمرهم بالاتجاه إلى بر فارس وطلب المعونة من الشيخ جبارة بن محمد النصوري حاكم بندر الطاهرية،وفعلا سافر الشيخ عبدالرحمن الفاضل إلى بر فارس واتصل بالشيخ جبارة النصوري ، وبعد الاتفاق أمر الشيخ جبارة ،الشيخ رجا بن هزيم المالكي (مطبوخ الرأس)زعيم قبيلة بني مالك في بلدة الخرة في بر فارس بالتوجه مع العتوب إلى البحرين وإخراج القوات السعودية منها بالقوة، وبالفعل توجه بنو مالك والعتوب إلى البحرين واشتبكوا مع السعوديين في البحرين وأخرجوهم منها بالقوة كان ذلك عام 1225هـ.
وبعد وفاة الشيخ جبارة بن محمد النصوري ، تحدثت المصادر التاريخية عن الشيخ مذكوربن جبارة النصوري الذي ظهر قرابة عام1283هـ ، فقد أحس الشيخ مذكور بتبدل الأوضاع و تغير معادلة القوى السياسية في منطقة الخليج العربي ، وخصوصا بعد أن دخل عدد من شيوح القبائل العربية ،تحت الحماية البريطانية بتوقيع اتفاق السلام البحري أو الهدنة ،وبالرغم من السلبيات التي أوجدها هذه الاتفاقية إلا أنها أوجدت مشيخات حقيقية ذات سيادة محمية من قبل الإنجليز من أي تدخل أجنبي ، لذا قرر الشيخ مذكور بن جبارة النصوري تأسيس مشيخة عربية على غرار المشيخات العربية التي تشكلت في السواحل العربية،فاخضع جميع القبائل العربية في السواحل فارس بالقوة لسلطته واتصل بالإنجليز وربما وقع معهم اتفاقية حماية سرية ممتاثلة ، حيث وردت
الإشارة في بعص المصادر إلى أن العرب في سواحل فارس كانوا يرفعون علم الهدنة البحرية الأحمر والأبيض أسوة بالقبائل العربية في السواحل الغربية ،ولم يكتف الشيخ مذكور بتوحيد القبائل العربية تحت راية واحدة بل صك عملة نقدية عربية موحدة أطلق عليها اسم العملة ((الرائجة)) ولكن الأوضاع في السواحل الفارسية لم تكن كالأوضاع في السواحل العربية ، فقد كانت الدولة العثمانية ضعيفة جدا وعلى وشك الانهيار، في حين اقتضت المصلحة والظروف السياسية قيام تحالف إنجليزي فارسي لمنع الامتداد الروسي المتوقع إلى مياه الخليج، لذا تم دعم السلطة الفارسية فزادت قواتها أكثر مما أدى في النهاية المطاف إلى انهيار جميع الإمارات العربية في منطقة البر الفارسي ، ابتداء بإمارة الشيخ مذكور انتهاء بإمارة الشيخ خزعل الكعبي في الأحواز ،لذا هما وجهين لعملة واحدة، وان استحوذت القضية الأحوازية على تغطية إعلامية أكبر من شقيقتها إمارة الهولة التي انتهت بهجرة غالبية السكان إلى السواحل العربية وهي عادة ورثوها عن أسلافهم القدماء.
(1)القواسم:تنطق عادة جواسم ومفردها قاسمي أو جاسمي ،وينتمي لهذه الأسرة أو القبيلة الصغيرة الشيخ الذي يحكم إمارة الشارقة واقاربة،وهم يقولون بأنهم ينتمون للأشراف الذين انحدروا من أسرة النبي محمد(صلى الله عليه وسلم) ،ويبلغ عدد القواسم الحقيقي في الوقت الحاضر في ساحل عمان المتصالح ثمانية عشر رجلا من الذكور البالغين، خمسة منهم في مدينة الشارقة منهم الشيخ نفسه ،وثمانية في مدينة رأس الخيمة بما فيهم ابن الشيخ الذي يعمل نائبا للحاكم في هذا المكان ،واثنين من القواسم في عجمان ومنهم ابن عم الشيخ الذي يحكم منطقة الشميلية بطريق الالتزام ومعه إخوة،وثلاثةمنهم في الحميرية،وخارج ساحل عمان مثلافي ساحل الباطنة التابعة للشارقة ،ويوجد عدد من السكان يتكلمون كقبيلة القواسم ،ويقال إنهم أصبحوا من القواسم،ولسؤ الحظ فان علم ساحل عمان المتصالح كان وما زال هو علم القواسم.وقد وجد في القواسم في سلطنة عمان عند ملتقى في وادي سمائل ،وعند نفعة في وادي تسعة ووادي رزيل ،وفي ضواحي صحم في الباطنة وفي وادي الميج وفي بندر جصة على ساحل منطقة مستقط ،وتقول بعض المراجع إن القواسم هم فرع الندابيين ،وهناك قواسم آخرون يبلغ عددهم 650 نسمة يوجدون في دوان في منطقة لنجة على الساحل الإيراني .انظر دليل خليج القسم الجغرافي ،الجزء الخامس ،الصفحة1893.
المصدر : كتاب امراء عرب الهولة آل نصور و آل حرم (1700-1783) للباحث القدير جلال الهارون الانصاري - المملكة العربية السعودية