محمد المذكور
03-08-2012, 06:51 PM
:358:
.كان الجو لطيفا في احدى الامسيات الربيعية , وكانت لي فرصلة أن أتسوق لشراء بعض الحاجات
الضرورية في أحد أسواق بلدي الحبيبة"الكويت", وعندما فرغت اتجهت عبر طريق ساحلي ناويا العودة للمنزل
وفي الطريق أخذت نظرة صوب البحر , فأحسست بداخلي كأنه يدعوني اليه..درت بالسيارة متجها الى الشاطيء
أوقفت بالسيارة في المكان المناسب..وسرت عبر رمال ناعمة الى وصولي الى البحر ..فحييته تحية شوق كلانا
يفهمها..وجلست أتأمل البحر..واستنشق هواءه النقي وأتصنت الى هدير أمواجه كأنها فرقة موسيقية
ومن خلال تأملاتي ..وعرض ذكريات طويلة مرت أمامي كشريط سينمائي.. وفجأة قطع علي
هذه الجلسه الرومانسية , بالسلام..ورددت عليه بأحسن منها..والغريب في الامر أنه استأذن لي بالجلوس , فأذنت له وأنا مستغرب..وحاولت اخفاء هذا الاستغراب..ودار الحوار بيننا.
الغريب: أنا تاجر من الاردن وكنت أبحث عن شريك في هذه البلد الطيبة ليعمل معي في التجارة.
المذكور:وهل وجدت ضالتك يا أخي؟
الغريب:بالتأكيد..ولا تستغرب فأنت ضالتي.
المذكور:نعم..ولم أنا..وأنت حتى لاتعرفني( قلتها وبالفعل مستغربا)
الغريب: كلامك صحيحا..ولي طريقة بمعرفة الناس , وقد تبعتك وأنت تتسوق..ومن محادثاتك مع الناس وطريقة شراءك
واختيار حاجاتك..وابتساماتك الدائمة مع البائعين عرفت شخصيتك..وقلت هذا هو مطلبي.
المذكور:اذن أصبحت أنا شريكك الآن..مع انني رجلا متوسط الدخل ولا أقوى أن أدخل التجارة.
الغريب:تعجبني صراحتك ..أنت يابو مشاري لن تدفع فلسا واحدا..كل ما في الامر هو رخصة تجارية باسمك بالاضافة الى أ
جلب بائع من الهند على كفالتك..وسأجهز العقد وستكون خالي المسؤلية القانونية بكل ما يطرأ من أمر، وكذلك ايجارالمحل وراتب البائع وكذلك لك راتب الف دينارشهريا.
المذكور:أنا موافق..لكن ما هو هذا العمل؟
الغريب: سؤال جيد... توقعتك تسالني من قبل ساعة(ابتسم), للعلم أن لدي محلات وفروع في الامارات والبحرين وعمان
وفي بلدي الاردن..أنا أقوم بالذهاب الى الصين كل ستة أشهر..واشتري بضائع تقليد للماركات الاصلية وهي
الاجود صناعة بالصين حيث لا يرى المشتري فرقا بينها وبين الاصل من حيث الجودة والاداء..وأخبر المشتري
أنها من الصين.
في النهاية تمت الموافقة ووحقننا مرادنا وارباحا لاتصدق..وبالفعل كثر عدد المشترين..يوما بعد يوم ..والاخ الغريب
لم يخلف وعده بشيء..وبعد سنة قال لي بانه مسافر الى الصين لشراء أجهزة كهربائية وأنه بصدد استئجار محل آخر
عندما يعود وكذلك يحتاج الى بائع آخر وسيزيدني مائتي دينار( أكثر من راتبي في الحكومة)..وحان موعد سفر الغريب
اوصلته للمطار وتمنيت له رحلة موفقة..وقال لي أنه سيكون على اتصال دائم بي.ووصاني بالمحل والبائع.وتعانقنا طويلا.
بعد اسبوع من سفره اتصل بي.
الغريب: اهلا بومشاري كيف حالك والاهل وكيف حال المحل ؟.
المذكور: كلنا بخير وابشرك العمل يسير من الافضل الى الافضل..ومتى يابو اسامة تحضر وهل توفقت؟
الغريب: الحمد لله رب العالمين على كل ما أسمع ..وابشرك لقد اشتريت مايلزمنا للمحل الجديد أيضا وأنا على وشك
انهاء عمليات الشحن.
المذكور : بانتظارك والله يرعاك وفي أمان الله.
الغريب: استودعك الله.
مضى يوم واثنان ثم اسبوع وشهر ..لايرد على مكالماتي..ماذا حدث..بدأت الظنون تخالجني..هل حدث له مكروه أم غدر
بي..يارب أعني.. قد يكون سحب أمواله كلها وتركني اواجه المصاعب..لاحول ولا قوة الا بالله..وأقول في نفسي
وهذ المحل.باعه ايضا..لا..لا يمكن ..أنا لدي العقد القانوني..أنا في وضع قوي..بدأت اطمن نفسي.
وذات يوم وأنا في المحل جاءني رجلا قريب الشبه من صاحبنا الغريب00وعرفني بنفسه ..أنه عم الغريب
قال لي عم الغريب: هل أنت ابو مشاري المذكور؟
المذكور : نعم يأخي..أنا هو.( ظمني الى صدره وهو يبكي بكاء شديدا)..خير ان شاء الله
عم الغريب: خير.. خير ان شاء الله.. عظم الله أجرك..بواسامة( الغريب) قد أعطاك الله عمره..توفى بالصين
بحادث سير وهو ذاهب للمطار.
المذكور: انا لله وانا اليه راجعون ..الله يرحمك يا عم بو اسامة.
عم الغريب: جزاك الله خير..وكان المرحوم باذن الله يحبك..أنا لدي أمر قضائي من المحكمة بتحصيل أملاك المرحوم ووصى بأن أعطيك راتب شهرين وكذلك للبائع ..هذه كانت وصيته في آخر مكالمه له.
اطلعت على أمر المحكمة..وانهينا جميع الاجراءات ‘ ورحل عمه الى دياره..وأخذ البائع الهندي حقة..وقمت على نفقتي
الخاصة بقطع تذكرة سفر ..وسافر الهندي لبلده.
لقد أحسست بالكآبة ..فمررت على البحر ..افرغ همي وغمي ..ثم مررت على ذلك المحل وكان مغلقا..فتنهدت بقوة وقلت ما أحلاها من أيام .
نهضت من نومي اثر صوت رنين الساعة....
كان ذلك حلما..ذهبت الى عملي وجاءني كتاب من الادارة..بأن لدي دورة مدتها اسبوعان للصين..
فيا ..للعجب.
.كان الجو لطيفا في احدى الامسيات الربيعية , وكانت لي فرصلة أن أتسوق لشراء بعض الحاجات
الضرورية في أحد أسواق بلدي الحبيبة"الكويت", وعندما فرغت اتجهت عبر طريق ساحلي ناويا العودة للمنزل
وفي الطريق أخذت نظرة صوب البحر , فأحسست بداخلي كأنه يدعوني اليه..درت بالسيارة متجها الى الشاطيء
أوقفت بالسيارة في المكان المناسب..وسرت عبر رمال ناعمة الى وصولي الى البحر ..فحييته تحية شوق كلانا
يفهمها..وجلست أتأمل البحر..واستنشق هواءه النقي وأتصنت الى هدير أمواجه كأنها فرقة موسيقية
ومن خلال تأملاتي ..وعرض ذكريات طويلة مرت أمامي كشريط سينمائي.. وفجأة قطع علي
هذه الجلسه الرومانسية , بالسلام..ورددت عليه بأحسن منها..والغريب في الامر أنه استأذن لي بالجلوس , فأذنت له وأنا مستغرب..وحاولت اخفاء هذا الاستغراب..ودار الحوار بيننا.
الغريب: أنا تاجر من الاردن وكنت أبحث عن شريك في هذه البلد الطيبة ليعمل معي في التجارة.
المذكور:وهل وجدت ضالتك يا أخي؟
الغريب:بالتأكيد..ولا تستغرب فأنت ضالتي.
المذكور:نعم..ولم أنا..وأنت حتى لاتعرفني( قلتها وبالفعل مستغربا)
الغريب: كلامك صحيحا..ولي طريقة بمعرفة الناس , وقد تبعتك وأنت تتسوق..ومن محادثاتك مع الناس وطريقة شراءك
واختيار حاجاتك..وابتساماتك الدائمة مع البائعين عرفت شخصيتك..وقلت هذا هو مطلبي.
المذكور:اذن أصبحت أنا شريكك الآن..مع انني رجلا متوسط الدخل ولا أقوى أن أدخل التجارة.
الغريب:تعجبني صراحتك ..أنت يابو مشاري لن تدفع فلسا واحدا..كل ما في الامر هو رخصة تجارية باسمك بالاضافة الى أ
جلب بائع من الهند على كفالتك..وسأجهز العقد وستكون خالي المسؤلية القانونية بكل ما يطرأ من أمر، وكذلك ايجارالمحل وراتب البائع وكذلك لك راتب الف دينارشهريا.
المذكور:أنا موافق..لكن ما هو هذا العمل؟
الغريب: سؤال جيد... توقعتك تسالني من قبل ساعة(ابتسم), للعلم أن لدي محلات وفروع في الامارات والبحرين وعمان
وفي بلدي الاردن..أنا أقوم بالذهاب الى الصين كل ستة أشهر..واشتري بضائع تقليد للماركات الاصلية وهي
الاجود صناعة بالصين حيث لا يرى المشتري فرقا بينها وبين الاصل من حيث الجودة والاداء..وأخبر المشتري
أنها من الصين.
في النهاية تمت الموافقة ووحقننا مرادنا وارباحا لاتصدق..وبالفعل كثر عدد المشترين..يوما بعد يوم ..والاخ الغريب
لم يخلف وعده بشيء..وبعد سنة قال لي بانه مسافر الى الصين لشراء أجهزة كهربائية وأنه بصدد استئجار محل آخر
عندما يعود وكذلك يحتاج الى بائع آخر وسيزيدني مائتي دينار( أكثر من راتبي في الحكومة)..وحان موعد سفر الغريب
اوصلته للمطار وتمنيت له رحلة موفقة..وقال لي أنه سيكون على اتصال دائم بي.ووصاني بالمحل والبائع.وتعانقنا طويلا.
بعد اسبوع من سفره اتصل بي.
الغريب: اهلا بومشاري كيف حالك والاهل وكيف حال المحل ؟.
المذكور: كلنا بخير وابشرك العمل يسير من الافضل الى الافضل..ومتى يابو اسامة تحضر وهل توفقت؟
الغريب: الحمد لله رب العالمين على كل ما أسمع ..وابشرك لقد اشتريت مايلزمنا للمحل الجديد أيضا وأنا على وشك
انهاء عمليات الشحن.
المذكور : بانتظارك والله يرعاك وفي أمان الله.
الغريب: استودعك الله.
مضى يوم واثنان ثم اسبوع وشهر ..لايرد على مكالماتي..ماذا حدث..بدأت الظنون تخالجني..هل حدث له مكروه أم غدر
بي..يارب أعني.. قد يكون سحب أمواله كلها وتركني اواجه المصاعب..لاحول ولا قوة الا بالله..وأقول في نفسي
وهذ المحل.باعه ايضا..لا..لا يمكن ..أنا لدي العقد القانوني..أنا في وضع قوي..بدأت اطمن نفسي.
وذات يوم وأنا في المحل جاءني رجلا قريب الشبه من صاحبنا الغريب00وعرفني بنفسه ..أنه عم الغريب
قال لي عم الغريب: هل أنت ابو مشاري المذكور؟
المذكور : نعم يأخي..أنا هو.( ظمني الى صدره وهو يبكي بكاء شديدا)..خير ان شاء الله
عم الغريب: خير.. خير ان شاء الله.. عظم الله أجرك..بواسامة( الغريب) قد أعطاك الله عمره..توفى بالصين
بحادث سير وهو ذاهب للمطار.
المذكور: انا لله وانا اليه راجعون ..الله يرحمك يا عم بو اسامة.
عم الغريب: جزاك الله خير..وكان المرحوم باذن الله يحبك..أنا لدي أمر قضائي من المحكمة بتحصيل أملاك المرحوم ووصى بأن أعطيك راتب شهرين وكذلك للبائع ..هذه كانت وصيته في آخر مكالمه له.
اطلعت على أمر المحكمة..وانهينا جميع الاجراءات ‘ ورحل عمه الى دياره..وأخذ البائع الهندي حقة..وقمت على نفقتي
الخاصة بقطع تذكرة سفر ..وسافر الهندي لبلده.
لقد أحسست بالكآبة ..فمررت على البحر ..افرغ همي وغمي ..ثم مررت على ذلك المحل وكان مغلقا..فتنهدت بقوة وقلت ما أحلاها من أيام .
نهضت من نومي اثر صوت رنين الساعة....
كان ذلك حلما..ذهبت الى عملي وجاءني كتاب من الادارة..بأن لدي دورة مدتها اسبوعان للصين..
فيا ..للعجب.