البوحمد
07-27-2012, 07:12 PM
ننقل لكم تاريخ قبيلة القناعات من موقع قبيلة القناعات على الرابط التالي : http://www.alqenaei.net
القناعات في العراق
أولاً: في كتيبان شمال البصرة كوت يسمى كوت القناعات، تاريخ بنائه مجهول، وساكنوه الآن لا يعرفون شيئاً عن القناعات سوى الإسم والرسم، ومن المحتمل أنه لما وقع الطاعون في العراق سنة 1247هجرية أفناهم ولم يبق منهم أحداً وهذا الطاعون أخلى بيوتاً كثيرة من أهلها وصارت كأن لم تكن.
ثانياً: في المناوي وهو ناحية من نواحي البصرة بيت عبدالله السلمان وبيت حمدي وغيرهما من القناعات، ولم نعلم متى نزلوا هناك. أما بيت سالم البدر فهو من قناعات الكويت هاجر منها سنة 1277هجرية.
القناعات في الكويت
سكن القناعات الكويت منذ 200سنة وكسور من السنين تقريباً كما سترى بيان ذلك، وعندي كتاب عثرت عليه في البحرين اسمه (التيسير نظم العمريطي في فقه الشافعية) بقلم عثمان بن علي بن محمد بن سري القناعي. يقول مؤلفه أنه ولد بالقرين، والقرين يطلق على الكويت في الزمن السابق في وعلى محل فيلكة (وهي من جزر الكويت) وليس في الكتاب تاريخ ولادته ولا تاريخ الكتابة، ولكني عثرت على كتاب صغير في بيت الشيخ فرج فيه قصائد وقصة الحشر وحكايات خرافية بقلم عثمان المذكور، وفيه تاريخ الكتابة وهو سنة 1213هجرية. وعثمان هو شقيق جدنا الثالث وهو سلمان بن علي بن محمد بن سري وبيت عثمان هذا يسمى الآن ابن سري (وهو تحريف سري).
وفي الكويت بقرب مروي يسمى خر القناعي، وفي النصف من طريق الجهرة إلى الجهرة قليبيات ياسين القناعي وفي جنوب كاظمة للغرب محل يسمى قصير ياسين، وفي وصية عبدالرحمن بن زبن سنة 1237هجرية تخصيص صدقة للإمام والمؤذن في مسجد ياسين سرحان الآن، وياسين هذا لم نعرف تاريخ مولده ولا موته ولكننا نعرف بيته ونسله فإنه لم يبق من نسله سوى امرأة عجوز، وبيته هو اليوم بيت فاضل بن سليمان الدعيج.
القناعات في الزبارة
أخبرني صالح بن إبراهيم بن صالح السداني ينقل عن والده عن جده صالح، وهو من أصحاب الشيخ أحمد بن رزق وكان في معيته، يقول: نحن جيران القناعات في الزبارة وفي البحرين وفي الكويت. ويقول: لما خربت الزبارة، من القناعات من هاجر إلى البحرين ومنهم من هاجر إلى سري (وهي جزيرة في الخليج العربي) ثم لم تطب لهم السكنى فيها فهاجروا إلى فارس. وبيت ابن سياب من الذين هاجروا إلى فارس ثم جاءوا إلى الكويت منذ مائة سنة تقريباً.
القناعات في البحرين
لما توفي الوالد عيسى سنة 1311هجرية رأيت عند الوالدة لفة من الأوراق تدل على أملاك في البحرين باسم يوسف بن عمر وهو جد الوالد من قبل أمه، فقلت لها لماذا لا نطالب بها؟ فأخبرتني أن أحمد بن يوسف (خال والدي) طالب بها ولم يفلح، ودفعه آل خليفة بحجة أنهم أخذوا البحرين بالسيف وليس لأحد ملك. وفي سنة 1346هجرية سافرت إلى البحرين وأخبرني يوسف الشتر عن والده وهو من المعمرين، أن محلة القناعات هي بقرب بيت مقبل الذكير في شرقي المنامة.
القناعات في القصب من بلاد نجد
لهم بقية إلى حال التاريخ في القصب، ولا نعلم تاريخ هجرتهم إليها. وفي سنة 1323هجرية بلغهم أن بعضاً من أهل الكويت يشك في نسب القناعات إلى السهول. فكتب محمد بن بناق القناعي وثيقة ذكر فيها نسبهم إلى السهول ومصاهرتهم لحمائل أهل القصب. وشهد فيها غير واحد من أهل القصب كما شهد فيها وصحح عليه الشيخ عبدالله بن زاحم قاضي المدينة المنورة الآن، وصادق عليها وثبتها الشيخ علي بن عبدالله بن عيسى قاضي شقر وبلاد الوشم. وإليك نصها بالحرف عن قلم المرحوم الشيخ عبدالله بن خلف الحنبلي:
"بسم الله والحمد لله، ليعلم الواقف على ذلك والناظر إليه أن محمد بن بناق القناعي لما بلغه عن ابن عمه محمد بن أحمد أيوب القناعي ومن ينتسب إليه في أطراف الكويت أنه تكلم في نسبهم من لا معرفة له بذلك لبعد المسافة وخمولهم عند أهل زمانهم، فذكر محمد بن بناق أن نسبهم يتصل بالزقاعين السهول. وأما مصاهرتهم لأهل القصب فيشهد بذلك غير واحد بأنهم شملوا جميع حمائل أهل القصب يأخذون منهم ويزوجونهم وهم آل سويد وآل غدير وآل عوجان البقوم وآل شملان وآل غنام بني خالد وآل قاسم وآل مقحم المنتفق وآل جلعود من رايل. كل هؤلاء قد شملتهم المصاهرة شهد على ذلك محمد بن غدير وشملان بن إبراهيم وشهد به وكتبه الفقير إلى الله تعالى عبدالله بن محمد بن فنتوخ وحرره في 23ذي القعدة سنة 1323هجرية وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم". وختمه بختمه المعروف.
وشهد بذلك كما ذكر أعلاه عبدالله بن عبدالوهاب بن زاحم وختمه بختمه المعروف.
"بسم الله الرحمن الرحيم، ثبت لدي ما ذكر أعلى هذه الورقة، قاله كاتبه الفقير إلى الله تعالى علي بن عبدالله بن عيسى قاضي شقره وبلاد الوشم من بلاد نجد وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم. حرر في 2 ذي الحجة سنة 1323هجرية". وختمه بختمه المعروف.
(نقل هذه الكتابة عن خطوط أصحابها المختومة بأختامهم العارف بها عبدالله بن خلف).
فتحصل مما مر أن سكنى القناعات في العراق تاريخه مجهول، وكذا سكناهم في القصب من بلاد نجد، وأما سكناهم الكويت والزبارة فهو حادث لأن الكويت منذ سكنها الصباح لا تتجاوز 250 سنة والزبارة سكنت سنة 1180هجرية وخرجت سنة 1212هجرية، والظاهر أن سكناهم البحرين بعد الزبارة، فعلى هذا هل منبت القناعات الأصلي هو العراق أو الشام أو القصب من بلاد نجد؟.. الغيب لا يعلمه إلا الله ولكني أرجح أن منبتهم الأصلي هو شمال العراق، وإليك الأدلة على ذلك:
أولاً: ذكر صاحب سبائك الذهب في أنساب العرب أن بني سهل بطن من جذيمة وسكناهم حوالي غزة من بلاد الشام.
ثانياً: أسماء الآباء تدل على أنها غير نجدية وإليك بيانها:
آل سري، آل حردان، آل مسلم، آل ناجي، آل هرموش، آل حمدي، آل سلمان، آل انويجي، آل سباب آبناق، آل حمدان، آل بدر. (وقد استغربت اسم هرموش ولكن مر علي في رجال البخاري من اسمه كذلك).
ثالثاً: بياض البشرة يدل على أن المنبت بارد فسكان الشام والعراق يغلب على بشرتهم البياض، والأسود قمحي اللون -مع ندرته- إذا حققت عنه تجده حديث العهد بالسكن فقبيلة سبيع منبتهم بالعراق ومنه تحولوا إلى نجد (فقد ذكر صاحب لسان العرب والقاموس أن منازلهم الكوفة وبها محلة تنسب إليهم يسمى السبعية) وعنزة منازلهم الحجاز ومنه تحولوا إلى الشام. وهذا شأن العشائر الرحل قبل أن تتحضر تتبع أماكن الأمن والمرعى ومحل العز فبنو كعب من سبيع تحولوا من العراق إلى الدورق سنة 1178هجرية وتشعبوا، ومنهم من تحول إلى نجد، ولهذا نجد بياض البشرة هو الغالب فيهم كالسهول. وقد سمعت من الثقة سليمان بن إبراهيم القاضي أن السهول وسبيع الآن في نجد كعشيرة واحدة وأن بياض البشرة هو الغالب فيهم.
القناعات ومكانتهم في الكويت
ومبلغ ثروتهم
مكانة القناعات في الزمن الماضي والحاضر بين أهل الكويت وسطى لا ميزة لأحد منهم على سواه إلا بالأعمال الطيبة كغيرهم، وأما مكانتهم عند الأمراء فلها ميزة، وكلمتهم مسموعة وأرى أن السبب في ذلك. أولاً: المجاورة والمخالطة مع الأمراء منذ الصغر، فالشخص الذي تعرفه، وتعرف دخائله منذ صغرك تطمئن إليه نفسك بما لا تطمئن للشخص الذي لا تعرف عنه شيئاً.
وثانياً: القناعات لم ينازعوا الصباح في سيطرة ولم يشاغبوهم في سياسة، بل أخلصوا النصح لهم في الزمن السابق واللاحق، ولم يطلبوا على ذلك جزاء ولا منصباً، فلهذا اطمأنت نفوس الأمراء إليهم وصارت لهم هذه المكانة.
وأما مبلغ ثروة القناعات ففي أول هذا القرن كان أغلبهم متوسط الحال وهو للفقر أقرب منه إلى الغنى، أما الذين ملكوا شيئاً من الثروة مثل سالم البدر وأخيه سليمان وعبدالعزيز المطوع فإن ثروتهم لا تنسب لغيرهم من أغنياء الكويت مثل بيت ابن إبراهيم وتجار اللؤلؤ. وأما ثروتهم في القرن الماضي فقد أخبرني المرحوم محمد بن يوسف المطوع أن محمد بن ناجي ملك ثروة طائلة حتى أنه جعل في دهليز بيته قوماً من الصابئة يعملون له ما يشاء من المصاغ، وأخذ أهل الكويت يسمونهم صبة القناعات (ولا أدري هل هذا المصاغ تجاري أو أهلي) وأيضاً عبدالعزيز الخليل تغرب سنين في جاوة ثم رجع منها بثروة عظيمة، وكان يسمى عبدالعزيز الهندي، ولكن ثروته لم تستقم لأنه كر راجعاً إلى جاوه في سفينة لتصفية حسابه هناك وقدر الله له على السفينة الغرق فمات، وممن ملك ثروة لا بأس بها محمد بن حمدان وتجارته في الأرز بالمناخ.
القناعات في العراق
أولاً: في كتيبان شمال البصرة كوت يسمى كوت القناعات، تاريخ بنائه مجهول، وساكنوه الآن لا يعرفون شيئاً عن القناعات سوى الإسم والرسم، ومن المحتمل أنه لما وقع الطاعون في العراق سنة 1247هجرية أفناهم ولم يبق منهم أحداً وهذا الطاعون أخلى بيوتاً كثيرة من أهلها وصارت كأن لم تكن.
ثانياً: في المناوي وهو ناحية من نواحي البصرة بيت عبدالله السلمان وبيت حمدي وغيرهما من القناعات، ولم نعلم متى نزلوا هناك. أما بيت سالم البدر فهو من قناعات الكويت هاجر منها سنة 1277هجرية.
القناعات في الكويت
سكن القناعات الكويت منذ 200سنة وكسور من السنين تقريباً كما سترى بيان ذلك، وعندي كتاب عثرت عليه في البحرين اسمه (التيسير نظم العمريطي في فقه الشافعية) بقلم عثمان بن علي بن محمد بن سري القناعي. يقول مؤلفه أنه ولد بالقرين، والقرين يطلق على الكويت في الزمن السابق في وعلى محل فيلكة (وهي من جزر الكويت) وليس في الكتاب تاريخ ولادته ولا تاريخ الكتابة، ولكني عثرت على كتاب صغير في بيت الشيخ فرج فيه قصائد وقصة الحشر وحكايات خرافية بقلم عثمان المذكور، وفيه تاريخ الكتابة وهو سنة 1213هجرية. وعثمان هو شقيق جدنا الثالث وهو سلمان بن علي بن محمد بن سري وبيت عثمان هذا يسمى الآن ابن سري (وهو تحريف سري).
وفي الكويت بقرب مروي يسمى خر القناعي، وفي النصف من طريق الجهرة إلى الجهرة قليبيات ياسين القناعي وفي جنوب كاظمة للغرب محل يسمى قصير ياسين، وفي وصية عبدالرحمن بن زبن سنة 1237هجرية تخصيص صدقة للإمام والمؤذن في مسجد ياسين سرحان الآن، وياسين هذا لم نعرف تاريخ مولده ولا موته ولكننا نعرف بيته ونسله فإنه لم يبق من نسله سوى امرأة عجوز، وبيته هو اليوم بيت فاضل بن سليمان الدعيج.
القناعات في الزبارة
أخبرني صالح بن إبراهيم بن صالح السداني ينقل عن والده عن جده صالح، وهو من أصحاب الشيخ أحمد بن رزق وكان في معيته، يقول: نحن جيران القناعات في الزبارة وفي البحرين وفي الكويت. ويقول: لما خربت الزبارة، من القناعات من هاجر إلى البحرين ومنهم من هاجر إلى سري (وهي جزيرة في الخليج العربي) ثم لم تطب لهم السكنى فيها فهاجروا إلى فارس. وبيت ابن سياب من الذين هاجروا إلى فارس ثم جاءوا إلى الكويت منذ مائة سنة تقريباً.
القناعات في البحرين
لما توفي الوالد عيسى سنة 1311هجرية رأيت عند الوالدة لفة من الأوراق تدل على أملاك في البحرين باسم يوسف بن عمر وهو جد الوالد من قبل أمه، فقلت لها لماذا لا نطالب بها؟ فأخبرتني أن أحمد بن يوسف (خال والدي) طالب بها ولم يفلح، ودفعه آل خليفة بحجة أنهم أخذوا البحرين بالسيف وليس لأحد ملك. وفي سنة 1346هجرية سافرت إلى البحرين وأخبرني يوسف الشتر عن والده وهو من المعمرين، أن محلة القناعات هي بقرب بيت مقبل الذكير في شرقي المنامة.
القناعات في القصب من بلاد نجد
لهم بقية إلى حال التاريخ في القصب، ولا نعلم تاريخ هجرتهم إليها. وفي سنة 1323هجرية بلغهم أن بعضاً من أهل الكويت يشك في نسب القناعات إلى السهول. فكتب محمد بن بناق القناعي وثيقة ذكر فيها نسبهم إلى السهول ومصاهرتهم لحمائل أهل القصب. وشهد فيها غير واحد من أهل القصب كما شهد فيها وصحح عليه الشيخ عبدالله بن زاحم قاضي المدينة المنورة الآن، وصادق عليها وثبتها الشيخ علي بن عبدالله بن عيسى قاضي شقر وبلاد الوشم. وإليك نصها بالحرف عن قلم المرحوم الشيخ عبدالله بن خلف الحنبلي:
"بسم الله والحمد لله، ليعلم الواقف على ذلك والناظر إليه أن محمد بن بناق القناعي لما بلغه عن ابن عمه محمد بن أحمد أيوب القناعي ومن ينتسب إليه في أطراف الكويت أنه تكلم في نسبهم من لا معرفة له بذلك لبعد المسافة وخمولهم عند أهل زمانهم، فذكر محمد بن بناق أن نسبهم يتصل بالزقاعين السهول. وأما مصاهرتهم لأهل القصب فيشهد بذلك غير واحد بأنهم شملوا جميع حمائل أهل القصب يأخذون منهم ويزوجونهم وهم آل سويد وآل غدير وآل عوجان البقوم وآل شملان وآل غنام بني خالد وآل قاسم وآل مقحم المنتفق وآل جلعود من رايل. كل هؤلاء قد شملتهم المصاهرة شهد على ذلك محمد بن غدير وشملان بن إبراهيم وشهد به وكتبه الفقير إلى الله تعالى عبدالله بن محمد بن فنتوخ وحرره في 23ذي القعدة سنة 1323هجرية وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم". وختمه بختمه المعروف.
وشهد بذلك كما ذكر أعلاه عبدالله بن عبدالوهاب بن زاحم وختمه بختمه المعروف.
"بسم الله الرحمن الرحيم، ثبت لدي ما ذكر أعلى هذه الورقة، قاله كاتبه الفقير إلى الله تعالى علي بن عبدالله بن عيسى قاضي شقره وبلاد الوشم من بلاد نجد وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم. حرر في 2 ذي الحجة سنة 1323هجرية". وختمه بختمه المعروف.
(نقل هذه الكتابة عن خطوط أصحابها المختومة بأختامهم العارف بها عبدالله بن خلف).
فتحصل مما مر أن سكنى القناعات في العراق تاريخه مجهول، وكذا سكناهم في القصب من بلاد نجد، وأما سكناهم الكويت والزبارة فهو حادث لأن الكويت منذ سكنها الصباح لا تتجاوز 250 سنة والزبارة سكنت سنة 1180هجرية وخرجت سنة 1212هجرية، والظاهر أن سكناهم البحرين بعد الزبارة، فعلى هذا هل منبت القناعات الأصلي هو العراق أو الشام أو القصب من بلاد نجد؟.. الغيب لا يعلمه إلا الله ولكني أرجح أن منبتهم الأصلي هو شمال العراق، وإليك الأدلة على ذلك:
أولاً: ذكر صاحب سبائك الذهب في أنساب العرب أن بني سهل بطن من جذيمة وسكناهم حوالي غزة من بلاد الشام.
ثانياً: أسماء الآباء تدل على أنها غير نجدية وإليك بيانها:
آل سري، آل حردان، آل مسلم، آل ناجي، آل هرموش، آل حمدي، آل سلمان، آل انويجي، آل سباب آبناق، آل حمدان، آل بدر. (وقد استغربت اسم هرموش ولكن مر علي في رجال البخاري من اسمه كذلك).
ثالثاً: بياض البشرة يدل على أن المنبت بارد فسكان الشام والعراق يغلب على بشرتهم البياض، والأسود قمحي اللون -مع ندرته- إذا حققت عنه تجده حديث العهد بالسكن فقبيلة سبيع منبتهم بالعراق ومنه تحولوا إلى نجد (فقد ذكر صاحب لسان العرب والقاموس أن منازلهم الكوفة وبها محلة تنسب إليهم يسمى السبعية) وعنزة منازلهم الحجاز ومنه تحولوا إلى الشام. وهذا شأن العشائر الرحل قبل أن تتحضر تتبع أماكن الأمن والمرعى ومحل العز فبنو كعب من سبيع تحولوا من العراق إلى الدورق سنة 1178هجرية وتشعبوا، ومنهم من تحول إلى نجد، ولهذا نجد بياض البشرة هو الغالب فيهم كالسهول. وقد سمعت من الثقة سليمان بن إبراهيم القاضي أن السهول وسبيع الآن في نجد كعشيرة واحدة وأن بياض البشرة هو الغالب فيهم.
القناعات ومكانتهم في الكويت
ومبلغ ثروتهم
مكانة القناعات في الزمن الماضي والحاضر بين أهل الكويت وسطى لا ميزة لأحد منهم على سواه إلا بالأعمال الطيبة كغيرهم، وأما مكانتهم عند الأمراء فلها ميزة، وكلمتهم مسموعة وأرى أن السبب في ذلك. أولاً: المجاورة والمخالطة مع الأمراء منذ الصغر، فالشخص الذي تعرفه، وتعرف دخائله منذ صغرك تطمئن إليه نفسك بما لا تطمئن للشخص الذي لا تعرف عنه شيئاً.
وثانياً: القناعات لم ينازعوا الصباح في سيطرة ولم يشاغبوهم في سياسة، بل أخلصوا النصح لهم في الزمن السابق واللاحق، ولم يطلبوا على ذلك جزاء ولا منصباً، فلهذا اطمأنت نفوس الأمراء إليهم وصارت لهم هذه المكانة.
وأما مبلغ ثروة القناعات ففي أول هذا القرن كان أغلبهم متوسط الحال وهو للفقر أقرب منه إلى الغنى، أما الذين ملكوا شيئاً من الثروة مثل سالم البدر وأخيه سليمان وعبدالعزيز المطوع فإن ثروتهم لا تنسب لغيرهم من أغنياء الكويت مثل بيت ابن إبراهيم وتجار اللؤلؤ. وأما ثروتهم في القرن الماضي فقد أخبرني المرحوم محمد بن يوسف المطوع أن محمد بن ناجي ملك ثروة طائلة حتى أنه جعل في دهليز بيته قوماً من الصابئة يعملون له ما يشاء من المصاغ، وأخذ أهل الكويت يسمونهم صبة القناعات (ولا أدري هل هذا المصاغ تجاري أو أهلي) وأيضاً عبدالعزيز الخليل تغرب سنين في جاوة ثم رجع منها بثروة عظيمة، وكان يسمى عبدالعزيز الهندي، ولكن ثروته لم تستقم لأنه كر راجعاً إلى جاوه في سفينة لتصفية حسابه هناك وقدر الله له على السفينة الغرق فمات، وممن ملك ثروة لا بأس بها محمد بن حمدان وتجارته في الأرز بالمناخ.