بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه آجمعين.. أما بعد...
فإن من أصول عقيدة أهل السنة والجماعة أصحاب الحديث، الإيمان بأن الله سبحانه وتعالى في السماء مستوٍ على عرشه، بائن من خلقه غير مماس لهم. وقد ضلّت بعض الفرق كالجهمية والأشاعرة عن هذه العقيدة فقالوا بأن الله في كل مكان، تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً.
وقد استفاضت الأدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية على علو الله واستوائه على عرشه وأجمع أهل السنة عليه.
[فمن الآيات الكريمة التي تدل على علو الله سبحانه وتعالى واستوائه على عرشه]
قوله تعالى (الرحمن على العرش استوى)
وقوله تعالى (ثم استوى على العرش ما لكم من دونه من ولي ولا شفيع أفلا تتذكرون)
وقوله تعالى (ثم استوى إلى السماء وهي دخان)
وقوله تعالى (إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه)
وقوله تعالى (يخافون ربهم من فوقهم)
وقوله تعالى (أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض)
وقوله تعالى (وهو القاهر فوق عباده)
وقوله تعالى (سبح اسم ربك الأعلى)
وقوله تعالى (يدبّر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه)
وقوله تعالى (تعرج الملائكة والروح إليه)
وقوله تعالى (يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي)
وقوله تعالى (بل رفعه الله إليه)
[ومن السنة النبوية]
قوله صلى الله عليه وسلم : (إن الله كتب في كتابه، فهو عنده فوق العرش) –رواه البخاري ومسلم-.
وحديث معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه، قال: (كانت لي جارية ترعى غنماً لي قبل أحد والجوانيه، فاطلعت ذات يوم فإذا الذيب قد ذهب بشاة من غنمها، وأنا رجل من بني آدم، آسف كما يأسفون، لكني صككتها صكة، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعظم ذلك علي، قلت : يا رسول الله أفلا أعتقها؟ قال : "ائتني بها" فأتيته بها فقال لها "أين الله؟" قالت : في السماء، قال "من أنا؟" قالت : أنت رسول الله، قال "أعتقها فإنها مؤمنة") -رواه مسلم- وفي الحديث دليل جواز السؤال عن الله تعالى بـ(أين؟).
[كما نقل أئمة السلف إجماع أهل السنة على علو الله سبحانه واستوائه على عرشه، فمن ذلك]
قال اسحاق بن راهويه رحمه الله (قال الله تعالى "الرحمن على العرش استوى" إجماع أهل العلم أنه فوق العرش استوى، ويعلم كل شيء في أسفل الأرض السابعة) –أورده الذهبي-.
قال قتيبة بن سعيد الثقفي رحمه الله (هذا قول الأئمة في الإسلام والسنة والجماعة : نعرف ربنا في السماء السابعة على عرشه، كما قال جل جلاله "الرحمن على العرش استوى) –أورده الذهبي-
قال عبدالله بن قتيبة الدينوري رحمه الله (والأمم كلها عربيها وعجميها تقول : إن الله تعالى في السماء) –تأويل مختلف الحديث-.
قال عثمان بن سعيد الدارمي رحمه الله (وقد اتّفقت كلمة المسلمين أن الله تعالى فوق عرشه، فوق سماواته) –الرد على بشر المريسي-.
قال عبدالله بن المبارك رحمه الله (نعرف ربنا بأنه فوق سبع سماوات، على العرش استوى، بائن من خلق) -رواه الدارمي والحاكم والبيهقي-
قال الإمام الأوزاعي رحمه الله (كنا والتابعون متوافرون نقول: إن الله تعالى ذكره فوق عرشه) –رواه البيهقي -.
قال حماد بن زيد رحمه الله (الجهمية إنما يحاولون أن يقولوا : ليس في السماء شيء) –رواه ابن خزيمه-
قال عبيدالله بن بطة العكبري رحمه الله (وأجمع المسلمون من الصحابة والتابعين وجميع أهل العلم من المؤمنين، أن الله تبارك وتعالى على عرشه، فوق سماواته، بائن من خلقه) –الإبانة-
قال ابو عثمان الصابوني رحمه الله (ويعتقد أصحاب الحديث ويشهدون أن الله عز وجل فوق سبع سماواته، على عرشه، كما نطق به في كتابه) –عقيدة السلف وأصحاب الحديث-.
قال الإمام مالك رحمه الله (الله في السماء، وعلمه في كل مكان لا يخلو منه مكان) –رواه ابن عبدالبر-.
قال أبو عمرو الطلمنكي في كتاب "الأصول" (أجمع المسلمون من أهل السنة على أن الله استوى على عرشه بذاته)
كما أن الفطرة السليمة تدل على ذلك حيث أن الموحدين أجمعين من العرب والعجم إذا كربهم أمر أو نزلت بهم شدة، رفعوا وجوههم إلى السماء، ونصبوا أيديهم رافعين مشيرين بها إلى السماء يستغيثون الله ربهم تبارك وتعالى.
والله أعلم
