تاريخ الأسرة و مقاومة النقد والتصحيح
صدرت أخيرا مجموعة من كتب (التاريخ) الأسري الخليجية التي يحاول مؤلفوها أشهار بعض الأنجازات التاريخية للأسرة التي ينتمي لها أو يحاول تأصيل ربط تاريخ هذه الأسره ببعض استنتاجاته التاريخية التي قد تضيف المزيد من تلك الإنجازات .
قد يكون السبب الحقيقي وراء إصدار مثل هذه المؤلفات في شعور المؤلف بالظلم الاجتماعي و البخس التاريخي أو أن يكون السبب هو مجرد محاوله لإرضاء الغرور أو إشباع الغرائز ، أياً كان السبب وراء ذلك فنحن إمام العديد من الإصدارات التي تشكل في مجملها ظاهرة اجتماعية ملحوظة .
على كل حال قد يكون في كتابة التاريخ الاسري أمور تحقق مصلحه خاصة وعامه وايضا قد تغطي هذه المؤلفات بعض الجوانب التاريخية المظلمه خصوصا اذا اعتمد مؤلف مثل هذه الكتب على منهج البحث التاريخي المعتمد على المصادر التاريخية المعتبره .
ولكن المأخذ على هذه المؤلفات وكتابها أنها في كثير من الأحيان تكون عبئاً على التاريخ ومدخلا لتشويش عليه بل والانحراف به عن المسار الحقيقي الصادق المحايد إلى مسار نستطيع أن نطلق عليه مسار كاذب مجامل إلى حد النفاق عند حديثه عن ذات المؤلف وما حولها من شرائح اجتماعية وأيضاً يكون وقح إلى حد الاشمئزاز في تناوله أو عدم تناوله لباقي شرائح المجتمع الخليجي ولعلنا نحن (عرب الحوله) أكثر هذه الشرائح التي تعرضت إلى وقاحة هذه المؤلفات ، ومع الأسف أن مقاومة مثل هذه المؤلفات يواجه بكثير من العوائق والصعوبات وعلى رأسها التالي :
:
1- اعتبار الكتابه في التاريخ الأسري حق للأسره و حكرا على أبنائها دون مراعاة شمولية التاريخ وتداخل تاريخ الأسرة بتاريخ الأسر الأخرى والتاريخ العام للمنطقة .
2- اعتبار أي استنتاج تاريخي يضيف للأسره المزيد من المكتسبات التاريخية حقيقة غير قابله لنقاش او النقد .
3- أعتبار اي مراجعة او تدقيق لأي معلومة وردت في كتاب من كتب التاريخ الأسري طعن في تلك الأسره وعداء ظاهر لها ، مما يستوجب على كل أفراد الأسرة الاستماتة في الدفاع عنها بكل الأساليب المشروعة وغير المشروعة .
4- احتواء هذه المؤلفات لمعلومات تاريخية تغازل أسر وشرائح اجتماعية أخرى مما يجعل أمر مراجعة هذه الكتب وتصحيحها أمر قد يثير حفيظة هذه الشرائح الاجتماعية.
فعلا إنها معوقات وصعوبات تجعل أي باحث أو مؤرخ يفكر ألف مره قبل أن يحاول التصحيح وإطلاق أي نقد.
لكن في النهاية هل التاريخ يقبل أن يكون عرضه لتبجح هذه المؤلفات وكتابها خصوصا وان كانت المغالطات تتجاوز كل الحدود بحيث تضرب الكثير من الحقائق التاريخية والجغرافية والاجتماعية وكل ذلك فقط لأجل عيون مؤلفي البلاط الأسري وطموحاتهم!!
أعتقد أن الأمور لا تستقيم هكذا واعتقد ان التاريخ اليوم لديه الكثير من الوسائل الحديثة التي يستطيع أن يستخدمها في إثبات الحقيقة ، فالتاريخ اليوم يستطيع الحصول على أي وثيقة من وثائق التاريخية المحفوظة في الأرشيف الانجليزي أو العثماني ..... الخ بمجرد إرسال رسالة عبر البريد الإلكتروني .
كذلك التاريخ يستطيع تحديد موقع أي نقطة جغرافية بالاسم والعنوان عن طريق البحث في خرائط القوقل ماب فبعد اليوم لا يمكن لأي أسره أو طائفة أن تدعي مثلا أنها كانت تسكن في هذه المنطقة او تلك دون أن تتعرض لنقد التاريخ وتدقيق الجغرافيا والدمغرافيا .
ولكن السؤال الذي يطرح هنا هل يجرؤ التاريخ على النقد والتصحيح .
http://maps.google.com/maphp?hl=en&i...662109&t=h&z=4
في أمان الله