إمارة آل زعابي في الساحل الشرقي
تأسست هذه الإمارة في ميناء ريق حيث تبعد 60 كيلومتر برا و30 ميلا بحرا عن ابوشهر. يرجع نسب عشيرة آل زعابي إلی قبيلة بني مصعب ، يقول لوريمر ان لهم صله مع عشيرة مهره الساكنة في مدينة جلفار لرأس الخيمة ، وكانت أراضي هذه الإمارة تشمل منطقة حيات داوود وميناء ريق وجزر خرج ( خارج ، خارک) و خويرج ( خارجو، خارکو) ومنطقة نهرالحله و استولت في بعض الفترات علی ميناء جنابه (گناوه) ايضا. كان لهم اسطول بحري كبير و له عشرات القطع البحرية منهن مراکب ذي المجاديف من نوع ترانكي ((tranky المختصة في الإبحار في مياه الضحلة وسفن حربية ذات مدافع من نوع غالفت ((galivat المختصه للإبحار في المياه العميقة تتحرك بواسطة الشراع والمجاديف . تدين هذه الإماره بأهميتها إلى التجارة و الملاحة. كما أن منتجاتها تتمثل بالقمح و الشعير و التمر و العنب. من حكامها المعروفين الأمير الشيخ حمد آل زعابي و الشيخ ناصر بن حمد آل زعابي وبعد وفاته حكم نجلاه الامیر حسين والامیر مهنا آل زعابي ثم حکم الامیر حسن بن سلطان آل زعابي وکذالک الامیر علی بن حسن آل زعابي.
ولد الأمير مهنا بتاريخ 1735م/1148 ه و في اول تجربته في الحرب شارک ميرمهنا سنة 1748م و عمره لا يتجاوز 14 عام مع اخيه الأمير حسين عندما ارسلهم ابوهم الأمير ناصر لدعم الأمير عبدالشيخ بن سرحان آل معين (حاکم إمارة بني معين فی جسم) لطرد الغزاة من جزيرة جسم ( قشم ) علی رأس قوه بحرية قوامها عشرون سفينة حربية . وکذلک شارک في صد هجوم ملا علي شاه ( أمير عربي )عندما هاجم الأخير بمساعدة بعض من قبائل عرب الحولة( مصطلح اوربی) في عام 1165 ه /1751 م علی حدود إماراتهم و قد استطاع أسطولا تينك الاماراتين العربيتين دحر المهاجمين من عرب الساحل الشرقي للخليج العربي . کذلک عندما شارك الأمير ناصر آل زعابي مع الأمير نصر آل مذکور من عشيرة البومهير احدی عشائر قبيلة المطاريش ، حاكم أبوشهر في الإستيلاء علی البحرين 1167 ه /1753م حيث شارك مير مهنا في تلک المعرکة و كان عمره لا يتجاوز 18 عاما. وفي رمضان 1170 / 6 حزيران 1756م وصل إلی سدة الحکم بعد وفات اخيه مير حسين . و مباشرة بعد وصوله الی الحکم بداء في طرد الإنجليز من اراضي إمارته بتاريخ 21 رمضان 1170 ه /20حزيران 1756م بعد تدمير مرکزهم التجاری و وکذلک استطاع من الإستيلاء علی قلعتهم و طردهم نهائيا بتاريخ 12 صفر 1171 ه /6 نوفمبر 1756م . ثم استولی الأمير مهنا في عام 1760م علی ميناء جنابه (گناوه) بعد أن هزم القائد حيدر فيها وبهذا الأمر اصبحت إمارة آل زعابي مجاورة لإمارة بني کعب آل ناصر من جانب الجهة الشمالية الغربية و کذالک وصلت حدود إمارته من الشمال الی مناطق الترک القشقائيه و الممسني (يعتبروا انفسهم من اصول کرديه)، کما کانت تجاور امارته من الجنوب الشرقي إمارة آل مذکور . اتحد الأمير مهنا مع شيخ سلمان الكعبي لصد الهجوم المشترك الذي شنه الإنجليز والعثمانيين والفرس علی تلک الإمارة . و کذلک هزم الأمير مهنا بتاريخ 28 رجب /اول کانون الثاني 1766م الهولنديين وطردهم من جزيرة خرج ( خارج ، خارک) والخليج اذ كان عمره لا يتجاوز الثلاثين . في سنة 1767 م طلب کريم خان المساعدة من الإنکليز بعد أن عانی من خسار فادحة نتيجة حروب العصابات التي خاضها الأمير مهنا مقابل اعطائهم جزيرة خرج . و بتاريخ 17 رمضان 1182 ه/26 کانون الثاني 1769م قام ابن عمه شيخ حسن بن سلطان آل زعابي بالثورة العسكرية ضد الأمير مهنا بتحريض من الفرس و الإنجليز حيث نزح الأمير مهنا بعدها إلی البصرة طالبا اللجوء السياسي بتاريخ 9 شوال 1182/ شباط 1769م ولكن نتيجة لتواطؤ كريم خان زند مع البريطانيين و التعاون العثماني في البصرة اعتقل علی يد عمر باشا و سجن مدة شهر ثم استشهد بطريقة بشعة حيث أعدم الأمير مهنا في البصرة مع رفاقه بتاريخ 24 مارس 1769م /15 ذالقعدة 1182ه و ارسل رأسه إلی بغداد و قذف جسمه للكلاب ، رحم الله ذاك الشجاع العربي و کان عمره ينا. و قد حكم الأمير شيخ حسن بن سلطان الإمارة بعد الأمير مهنا إلی حين من الدهر. ثم الأمير علي آل زعابي و استمر الحکم لهم حتی الإحتلال الفارسي الغاشم في أواخر قرن التاسع عشر.
يعتبر الأمير مهنا من اشهر امراء آل زعابي و قد استطاع « الأمير مهنا» و عبر حرب العصابات ضد المستعمرين الأجانب من هولنديين و فرنسيين و بريطانيين و فرس و عثمانيين أن يطردهم من إمارته حيث قامت الجرائد والصحف في اروبا تحکی حکاياته و شاع صيته في ارجاء المعموره ثم طرد الهولنديين من جزيرة خرج (خارج ، خارک) و ميناء ريق و من الخليج نهائيا وکانت ترفرف علی سفنه بيارقه السوداء المزينة بکلمة " لا إله إلا الله ".العجيب في هذا الرجل انه لم يتوقف يوما و منذ 14 من عمره لم يتوقف عن الحرب الی مماته في 34 من العمر و اذا اراد شخص ان يعد حروبه و الرموز الذين حاربهم يتحير من الأمر ، کريم خان وزکی خان زند ، شيخ سعدون وشيخ نصر آل مذکور ، شيخ حجر الکنکوني ، القائد حيدر ، عمر باشا والي البصره حين هجومه عليها ، العتوب في البحرين ، ولي خان ، امير گونه خان افشار ، ملا علي شاه الإنجليز ، الهولنديين ، الهولنديين هذه فقط بعض من الذين خاض حروبا ضدهم في عمره القصير الموثر .
لا تأسفن علی غدر الزمان لطالما رقصت علی جثث الأسود کلاب
لا تحسبن برقصتها تعلوا علی اسيادها تبقی الأسود اسود والکلاب کلاب
[/CENTER]