جزيرة البحرين .. من كتاب حافظ وهبة 1935م
جزيرة البحرين
أو (أوال) كما كان يسميها العرب، أكبر جزر الإمارة وأهمها، كثيرة المياه، خصبة التربة، قابلة للنمو والتقدم، ويمكن زيادة المناطق القابلة للزراعة فيها إذا نظم الري، وجبيت الضرائب بالعدل، وقد اتسعت المساحة الزراعية في العشرين سنة الأخيرة، وأكثر الناس من حفر الآبار الارتوازية. وازدادت حركة شراء الأراضي سواء كانت للبناء أو للزراعة، بعد أن نجحت شركة الزيت الأميريكية في استنباط البترول من أراضيها.
يبلغ طول الجزيرة 30 ميلا، وهي على العموم مسطحة منخفضة، ولكنها ترتفع تدريجيا إلى نجد داخلي يبلغ ارتفاعه، من 100 – 110 أقدام.
ويزرع في الجزيرة ما عدا النخيل، الليمون، والرمان، والتوت، والتين، والبطيخ،والأترج، وأنواع الخضراوات.
ويقال أنه كان في البحرين ثلثمائة قرية، وسواء كان هذا القول صحيحا أم مبالغا فيه، فإن قرى البحرين اليوم لا تتجاوز المائة، وهي أشبه بالأكواخ. ويوجد في بعض القرى المملوكة للعائلة الحاكمة، أو كبار التجار بيوت مبنية بالحجارة، ومنظمة تنظيما حسنا، وهي معدة في الغالب لفصل الصيف.
وقد احتل البحرين البرتغاليون كما احتلوا القطيف، واحتكروا جزءا كبيرا من اللؤلؤ وتجارة الخليج العربي، ولا يزال في الجزيرة بقايا خزانات مما شيده البرتغاليون ولكنها تداعت كلها كما تداعى بناء القلعة التي بنوها لحماية الميناء التي هجرت واتخذت بدلا منها المنامة.
ويوجد على الشاطئ الشرقي من الجزيرة خرائب مدينة كبيرة يقال لها (جو)، كانت مقرا لشيوخ البحرين، ولكنها تركت سنة 1800م لأن مرفأها غير أمين، ورحل سكانها إلى جزيرة المحرق.
من كتاب (جزيرة العرب في القرن العشرين) لحافظ وهبة وهو أحد الأساتذة الأفاضل الذين كان لهم السبق في التعليم والثقافة، وقد عمل إبان تأليفه للكتاب سفيرا للمملكة العربية السعودية في لندن،وقد صدرت الطبعة الأولى عام 1935م فيما لم أتمكن من معرفة تاريخ صدور الطبعة الثانية، وقد صدرت الطبعة الثالثة عام 1956م، والطبعة الرابعة عام 1961م..
خالص المودة