صهوة الفارس والمنتخب للمغيري
صهوة الفارس وكتاب المنتخب للمغيري
من ملاحظتنا أن كثير من الباحثين يعتمد على كتاب صهوة الفارس في معرفة عرب الساحل في نسب الأسر والفخوذ والعشائر والقبائل .
أقول : ومن الخطأ ذلك وللأسباب التالية :
كان اعتماد الشيخ ( عبدالرزاق محمد الصديق ) رحمه الله لبيان الأنساب على كتاب المنتخب في ذكر قبائل العرب لعبدالرحمن بن حمد بن زيد المغيري .غفر الله له
وللعلم أن كتاب المنتخب للمغيري قد طعن به من قبل كثير من علماء الأنساب
بحكم تعصب المغيري ( لقحطان )
وها نحن ننقل لكم قول النسابة في المغيري وكتابه المنتخب
ومنهم النسابة أديب النوايسة صاحب كتاب ( المعجم الشامل للقبائل العربية والأمازيغية )
يقول : وهو يناقش مع أحد النسابة من الكثران
وفي الواقع أحب أن أخبرك بشي مهم , لم أرى الكثران يعتمدون في نسبهم إلى بنو لام , إلا عن طريق المغيري صاحب كتاب " المنتخب في ذكر نسب قبائل العرب "
وقرأت هذا الكتاب فوالله لم أفهم فيه شيء , فيه العديد من الإجتهادات التي لم يصيب فيها , دخلني يمنة ثم يسرة ثم عرج على طيء وثم أدخل بني لام وثم الكثران بطريقة لا أدري كيف قام بها عفى الله عنا وعنه .
ولام لدى المغيري هو : " لام بن عمرو بن طريف ابن عمرو بن مالك بن عمر بن ثمامة بن مالك بن جدعان بن ذهل بن دومان ابن جندب بن خارجة بن جديلة بن سعد بن طيء." وهو نسب الكثران لهم ..
أما لام لدى صاحب قلائد الجمان (القلقشندي) والذي قيل أن المغيري اعتمد على كتابه " ومن طيء: سلسلة، بالضبط المعروف. وهم: بنو سلسلة بن غنم بن ثوب بن معن ابن عتود بن حارثة بن(( لأم بن عمرو)) بن طريف بن عمرو بن ثمامة بن مالك بن جدعاء بن ذُهل بن رومان بن جندب بن خارجة بن سعد بن فطرة بن طيء. " ولكن القلقشندي لم يذكر الكثران .
ولا حتى في كتاب نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب للقلقشندي نفسه .
((نعود للمغيري))
ويقول المغيري " ، ومن بطون بني لام الفضول، ويقال: إن فضل ومغيرة وكثير إخوة " وأردف قائلاً : " ومن بطون بني لام الكثران، وبنو خالد ، وهم خالد الحجاز، وهم من أبي غنم بن حارثة بن ثوب بن معن بن عتود بن حارثة بن لام. وكان لغنم هذا من الولد: أعصر وأبيّ. وقال السويدي فمن بني أعصر هذا عمرو بن المسيح، كان أرمى العرب "
ويقول : "قال وهم بطون وأفخاذ، وترجع إلى أصلين: البطنان، وأجود. فمن البطنان آل كثير، وآل مسعود، وآل تميم، ومن آل أجود منيع، وآل سعيد، وآل ابن حرام، وآل علي، ومساعدة، وبنو حميد، وخالد الحجاز"
وأضاف : "ومن بطون البطنان آل كثير، من بني غزية بن أبي بن غنم بن حارثة بن ثوب بن معن بن عتود بن حارثة بن لام. وهم بطون وأفخاذ، بادية وحاضرة، والمشهور منهم قبيلتان: آل نبهان بطن، وآل غسان بطن، وانحدروا إلى العراق في بني لام سكان العمارة، وكان لهم ملوك وصيت في القديم، ومنهم آل عروج. ويقال إن آل عروج من آل غزي من الفضول، وكانوا يسكنون بلد العمارية، وكان آخرهم أديد بن عروج، ترأس في بني لام بعد عجل ."
ثم ذكر النص المتداول في منتديات الكثران " ومن بني كثير بنجد: الكثران، وسكنوا بلد الحريق ومنهم أناس في الرياض .... إلخ "
بصراحة هو صرح تصريحاً بأنهم من بنو لام ... ولكن لم يشر إلى كيفية إعتماده هذا النسب , وقد تعرض كتابه للإنتقاد حيث قيل فيه ما يلي :
من يتأمل في هذا الكتاب يجد فيه أخطاء كثيرة وسبب يعود الى أمرين وهي :
1- أعتماد المغيري على تشابه الاسماء
2- تعصبه للقحطانية ضد العدنانية .
وقد رد على المغيري الشيخ عبدالرحمن التويجري في كتاب تيسير العلام ببيان ما ورد في منتخب المغيري من الاوهام وجمع الشيخ عبدالرحمن بعض الاوهام التي وقع فيه المغيري في كتابه وذكر الشيخ عبدالرحمن في كتابه تيسير العلام صفحة رقم 3 وقد نسب المغيري كثيرا من القبائل العدنانية الى القبائل القحطانية لمجرد مشابهة الاسماء وما لا أعرفه من أنساب الناس والحاق بعض القبائل المتأخرة بالقبائل المتقدمة مما لم أنبه عليه أكثر مما أعرفه ولكن سأنبه بعض التنبيهات على ما أعرفه من القبائل الذين نسبهم المؤلف الى غير قبيلتهم وغير ذالك من الاستدراكات على بعض الاخطاء وقد نبه الشيخ على بعض أخطاء المغيري .
وذكر الشيخ عبدالرحمن التويجري في تيسير العلام ببيان ما ورد في منتخب المغيري من الاوهام الصفحة رقم 54 فقد أدخل المغيري الكثير من القبائل العدنانية في القبائل القحطانية بسبب تشابه الاسماء فلا ينبغي الاعتماد على جميع ما يذكره في كتابه فكثير منه خطأ (1) .
وذكر الاستاذ عبدالرحمن بن سليمان الشايع أحد كتاب مجلة العرب ما نصه أما المغيري فأن نقله غزية الى بني لام ليس بعجيب أذا علم أنه رحمه الله وعفا عنه قد سلخ القبائل المضرية سلخا فادعى اما الى لام أو عموم طي أو الى قحطان عموما عدد منها واقتطع كثيرا من البطون ليكثر بها بني لام وقد مس قبيلة حرب بشيء من هذا لانه لم يطلع على كلام الهمداني فيها والا لوفرها كما وفر سواها من القبائل المنسوبه الى قحطان (2) .
وذكر الاستاذ عبدالله الخثلان السبيعي في كتاب نسب سبيع والسهول صفحة رقم 265 حيث عد بعض الكتب الضعيفة وذكر منها كتاب المنتخب للمغيري قالا عن كتاب المنتخب منهجه رحمه الله معروف وهو الاعتماد على تشابه الاسماء وقد رد عليه عدد من الباحثين وألف الشيخ التويجري كتيبا جمع فيه بعض أوهام المغيري (3).
المراجع :
1- تيسير العلام ببيان ما ورد في منتخب المغيري من الاوهام لشيخ عبدالرحمن التويجري رحمه الله .
2- مقال في مجلة العرب للاستاذ عبدالرحمن بن سليمان الشايع عدد محرم وصفر سنة 1419ه .
3- كتاب نسب سبيع والسهول للاستاذ عبدالله الخثلان السبيعي والله المستعان .
نقلاً عن : أبو عبدالرحمن التميمي .