المخطوطة الفرنسية ( اسفار آبي كار الى الهند والشرق المجاور)
http://www5.0zz0.com/2012/04/03/20/119575050.jpg
(ترجمة المخطوطة الفرنسية)
اسفار آبي كار الى الهند والشرق المجاور
1672م – 1674 (1082-1084هـ)
ترجمة: جلال خالد الهارون
الجمعة، 16 مارس، غادرنا قبل الشروق وسرنا عبر السهل حتى الظهيرة، وعندها كدنا ان نعبر خلال طريق خطر محصور بين البحر والجبال، يمكن المرور خلاله فقط عندما يكون البحر في حالة الجزر، الطريق طويل وفي حالة المد يتعرض المسافرين الى اخطار عظيمة وربما يلقون حتفهم، حيث يرتفع منسوب مياه البحر في حالة المد الى 12-15 قدم حتى الصخور القابلة للانهيار. وجدنا مسكن بالقرب من بركا سفالي (Borca Savouly)، وهي عبارة عن قرية كبيرة محاطه بالبساتين واشجار النخيل، وكانت غير مسكونه حيث تستخدم فقط خلال موسم حصاد التمور، عندها ياتي الناس اليها من بندر كنج لجني الفاكهة، تشبه في ذلك لدينا حي (Blois vine) الذي يسكنه غالبا وقت موسم حصاد العنب حيث يستقرون فيها قرابة الثلاثة شهور. هنا شاهدت بقايا القلعة القديمة التي بناها البرتغاليين، للسيطرة على هذا الممر، عندما كان بندر عباس وبندر كنج تحت سيطرتهم.
السبت، 17 مارس، عند الظهيرة وصلت الى قرية كنج، حيث مكان اقامة القائد البرتغالي سينهور جاسبار دي سوزي (Senhor Gaspar de Souze)، وعندما سمع بخبر وصولي،ارسل للترحيب بي واصطحابي للاقامه عنده. شكرته لكنه اصر، كان لديه منزل في بندر كنج، كنت معتاد الاقامه به. وكذلك تلقيت نفس العرض والمجاملات من الراهب الاعلى في الدير البرتغالية أوغستينين، حيث كنت اميل قليلا لقبول العرض نظرا لسابق معرفتي به. تلك الليلة كنت مندهش جدا من زيارة، الاب انجي الراهب الفرنسي الأعلى في دير اصفهان()، حيث اكد لي بان سبب مجيئه الى هذا المكان البعيد، كان لمتابعة بانيا (Bania) الذين منعوهم من الحصول على جميع ممتلكاتهم، التي تبلغ قيمتها قرابة 900 جنيه، والتي كان قد عثر عليها هنا، ولكن جزء من هذا المال سلم للحكومة الفارسية والقائد البرتغالي في هذه القرية. الاب اعطاني فكرة رائعة لكل ما حدث في ما يتعلق بسفارتنا وما تم رفعه الى المحكمة الفارسية، حيث انه كان موجدا هنا في تلك الفترة. واخبرني بان الانجليز والهولنديين عملوا نسخه من جميع المكاتبات والرسائل والإجراءات الصادرة من سفيرنا عن طريق تقديم الهدايا للسكرتير الفارسي. تلك النسخ ارسلت الى انجلترا وهولندا، وهذا مرضي لجميع الاطراف. كذلك عرض علي مذكرة كتبت عن السفارة بالفارسية، كانت قد اعطيت له لترجمتها للفرنسية، للتقيد التعليمات واليوميات.
هنا في بندر كنج لايوجد حاكم فارسي، كما في السابق وعدى ارهابي يخيف التجار، وياخذ منهم لنفسه من ضريبة من المزارع ومن الجمارك والرسوم كافة في كل ميناء الفارسي وتفرض عليهم بطريقة تم استيعبها من الجميع, اسمه علي الرضا (Ala houraga)، هو معروف بشكل جيد في جميع مناطق الساحل التي يصلها مما جعله ثري جدا إلى حد أنه يعتبر واحد من أغنى الرجال في بلاد فارس.
الحلقة الثالثة من ترجمة المخطوطة الفرنسية - الوصول الى اراضي العرب في بر فارس...!!!
هنا في بندر كنج لايوجد حاكم فارسي، كما في السابق وعدى ارهابي يخيف التجار، وياخذ منهم لنفسه من ضريبة من المزارع ومن الجمارك والرسوم كافة في كل ميناء الفارسي وتفرض عليهم بطريقة تم استيعبها من الجميع, اسمه علي الرضا (Ala houraga)، هو معروف بشكل جيد في جميع مناطق الساحل التي يصلها مما جعله ثري جدا إلى حد أنه يعتبر واحد من أغنى الرجال في بلاد فارس. وهو لم يكن سعيد بعض الشيئ بسبب عدم زياتي له، ليخبرني بشكل خاص بانه اعظم صديق للفرنسيين وانه يرغب في مساعدتي باي شيء اطلبه، خلال تواجدي في كنج. اثنين من ضباط القرية، الذي سبق لي التعرف عليهم خلال زيارتي السابقة لهذا المكان، حضروا لرؤيتي مرات عدة وطلبوا مني الذهاب معهم لرؤيتي رئيسهم. واكدو لي بان لديه عدد من الخيول، في منزله وتحت خدمتي. ولكن اعرف جيدا ما الذي يريده مني وما الذي دفعه لتقديم هذه الخدمة لاني لم اكن هولنديا، ولكني رجل فرنسي بسيط، يسافر ويرغب في الحياة خلال رحلته ولديه امتعه بسيطه، وليس لدي شيئ ذو قيمه لاقدمه له كما في المستقبل لعلي رضا. كنت غير قادر على زيارته. اضافة لمعرفتي بان لديه بعض الاصدقاء من الهولنديين لذا لن يكون سعيد برؤيتي، لاني عدو لهذه الجنسية، والاسواء في هذا العالم. لقد جمع الكثير منهم نتيجة لكثرة الهدايا التي تلقاها، قبل شهر فقط اثنين من التجار من الشركة ارسلوا من بندر عباس الى كنج، وهم مثقلين بالهدايا الثمينة لهذا الرجل. لذا كتب الى الشاه بندر هناك، الذي كان واحدا من رجاله لتقديم الشكر والامتنان لهم، وتقديم كل مساعدة ممكنة إلى الهولنديين إذا لزم الأمر. لذا لم اكن راغبا في زيارته، سماع مديح الهولنديين له، الذين يعتبرهم اقوى جنسية في اوروبا. علي رضا عاش في هذا المكان على حساب البرتغاليين، الذين يدعون بعض بان لهم الحق في جمارك وحكم بندر كنج حيث حكموا بيد من حديد من عندما وصلت سفن اسطولهم الى هذا المكان من غوا (Goa) في السنين الماضية. وهذا منع الفرس من طردهم الى الخارج، وعادة يوجد هنا من خمسة الى ستة ضباط وضعوا هنا من قبل سنهور جسبار دي سوزا، الاوربي البرتغالي. هذا الرجل الرائع كان دون مبالغه، افضل برتغالي لم اقابل مثله في الهند، انه رجل شريف وسخي وخالي من الانحطاط. حضيت بالعديد من الزيارات والمجاملة من هذا النبيل وكنت أود أن لا استخدم منزله، واصر علي ان اتناول كل وجبات الغذاء معه، والتزمت بذلك لكي ارضيه. لاشيء يمكن ان يكون اجمل او افضل من طريقة خدمته لي، وعادة ما يوجد ثلاثة الى اربعة طباط وبعض الهنه البرتغاليين على طاولته. لا يوجد مكان اخر في رحلتي غير بندر (كنج) يمكنني فيه الاحتفال والتواصل بعيد الفصح، لذا قررت البقاء لمدة ثماني ايام اضافية، خلال هذا الوقت لم اجد صعوبة في تحديد طريقي الى البصرة سواء سلكت الطريق البحري او البري، حيث السلبيات العظيمة التي تتخلل كلا الحالتين.
حيث ان العرب في حرب اهليه في كل من (لنجه وجارك وجيره ونخيلوه وعسلوه شيلوه وكنكون وبردستان ونخيلوه وري شهر وابوشهر وبندر ريق وخارج)، وهؤلاء العرب مسلحون باكثر من 800 سفينة (دو) كبيرة، لذا فهم يسيطرون على كامل مياه الخليج الفارسي حتى حدود البصرة لذا فان البحر محفوف بالمخاطر، حيث ان هؤلاء العرب لا يترددون باطلاق النار على بعضهم البعض عندما يتقابلون في عرض البحر. والرحلة عن طريق البر يجب علي المرور بكل هذه المواقع وبالتالي ساكون معرض للمخاطر الكبيرة، كل هؤلاء العرب يعيشون عادة من السلب والقرصنة ولا سلطة الشاه الفارسي هنا حيث تقتصر السلطة بالخضوع لشيوخ العرب. لتجنب خطر السفر عن طريق البحر والبر نصحت بان اتجه الى شيراز منها اتجه الى بندر ريق اخر موقع في الساحل يسكنه هؤلاء العرب والذي تتواجد به عادة باخرة متجهه الى البصرة..... الخ
مدونة طواش المتخصصة بتاريخ الخليج العربي
ترجمة الاستاذ جلال الهارون الانصاري - باحث من المملكة العربية السعودية
http://alharoon.blogspot.com/