الدولة الاوروبية في الخليج العربي من القرن السادس عشر الى القرن التاسع عشر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
بحث متواضع ارجو ان ينال رضاكم مساهمه فى الكشف عن الكثير مما يحتويه هذا الساحل
تعد مرحلة الحملة البريطانيه عام 1819 _1820 التى اتخذت شكل التدخل العسكرى على مستوى كبير من اهم المراحل على طريق احتكار الانجليز للسلطه فى منطقة الخليج وعند التحضر لهذه
الحمله سعت بريطانيا جاهده لاشراك ابراهيم باشا فيها الا انها لم تنجح فى ذلك
تم اسناد هذه الحملة ضد القبائل فى الساحل الشرقى للخليج العربى وراس الخيمه
للكابتن ف لوخ( L0cke F) الذى كانت الحمله من اكبر الحملات التى توجهت للخليج العربى
كانت تتالف من الفرقاطة ليفربول ولوكون وايدن وتسعة طرادات والعديد من السفن منها سفن لحاكم عمان نحو 1600 من الاروبين مثلهم من الهنود وحوالى 4 الاف عمانى يبين تناسب القوى كيف ثبت الانجليز سلطتهم بحراب جنود غير احرار لا تهمهم النتيجة التى ستؤل اليها العمليات
وراس الخيمه التى تحملت الضربه الاولى لا يتجاوز عدد سكانها سبعة الالف بمن فيهم النساء
والشيوخ والاطفال
فى نهاية شهر نوفمبر حاصرت السفن البريطانيه راس الخيمه من البحر وعندما
حاول شيخهم تجنب سفك الدماء بان ارسل وفدا للصلح لكنه لم يوفق
فتحت مدفعية الميدان نيرانها على المدينه فى حين اخذت المدافع التى نصبتها تدك اسوار المدينه
لدرجة ان لوخ لم يستطيع الا ان يشيد برجال راس الخيمه وثباتهم
فى الثامن من ديسمبر عرض حسن بن رحمة مره اخرى على القائد العام للحمله البريطانيه اجراء مباحثات صلح ولكن عرضه لم يحظ بالقبول واستطاعت القوات الانجليزيه الاستيلاء على احد اسوار القلعه وكان ذلك اشاره لضرورة جلاء السكان عن المدينه وقدم لوخ كشاهد عيان وصفا واضحا
لعبور العرب للخليج من الجهة التى تحد راس الخيمه حيث لم تصلهم رمايات الانجليز كان الرجال
يسيرون خوفا من ان يطاردهم هولا الاخريين او تطالهم قذائفهم او رصاصاتهم وكان الرجال يساعدون الاطفال والجرحى والصغار يتشبثون بامهاتهم والجميع يتعجلون للخروج اضافة الى خوفهم من بدء المد حيث يرتفع مستوى المياه فى هذه المنطقة بشكل كبير وعند نزوح السكان عن المدينه اضرموا النار بالمبانى والسفن واحرقوا كل شى واستمرت هالة الحرائق مخيمة على المدينه مدة طويله ولهذا لم يجروء الانجليز على دخول المدينه قبل انقضاء اليوم باكمله وعندما تجراء لوخ ودخل الاماكن التى التهمتها النيران لم يجد من الاحياء فى راس الخيمه كلها الا عجوز
وثلاث قطط وفى الثالث عشر من ديسمبر اتم المهندسون الانجليز تدمير ما تبقى من تحصينات
وساووا راس الخيمه بالارض
وفى صيف 1820 رحل الانجليز من راس الخيمه الى جزيرة الطويله (قشم ) وفى طريقهم اعملوا القتل والتدمير والنهب للمدن والتحصينات
وبعد راس الخيمه تم الاستيلاء على دبى وام القويين وعجمان والشارقه
عندما نقل رجال الحمله اعمالهم الى الساحل الشمالى للخليج ولنجه وغيرها من الموانى الفارسيه كانت تنص التعلميات ان هدف الحمله هو القضاء التام على القرصنه فى الخليج العربى مهما كان الثمن وهذا يعنى قصف المدن والقرى واحراقها وتشتيت اهلها او اسرهم وتدمير جميع مقومات معيشتهم وعندما قدمت حكومة فارس احتجاجا شديدا على قيام لوخ وكير بتدمير سفن السكان وممتلكاتهم فى لنجه وخرج وعسلوه ومغوه وغيرها من الموانى اضطر الانجليز لاول مره مليا بايجاد حجة يعللون بها اعمالهم غير القانونيه احد اعضاء المقيميه الانجليزيه فى البصره فى تقرير كتبه قال :
بانه مدام بعض الموانى على الساحل الفارسى التى تتحالف مع القواسم من اصل عرب بالدرجة
الاولى والسواد الاعظم منهم من القواسم ومنهم من ينضوى تحت النفوذ الوهابى فلاشك يقومون باعمال السلب والنهب كابناء جلدتهم العرب
الكتاب من
مركز جمعة الماجد للتراث والثقافه دبى
تاليف نتاليا نيكولا تومانوفتش
تقديم ومراجعة
قسم الدراسات والنشر مركز جمعة الماجد للتراث والثقافه
