"خليجي " من يحق له حمل هذا اللقب ؟ (عرب الساحل الشرقي و قلم المورخ الظالم )
https://fbcdn-sphotos-a-a.akamaihd.n...51641363_n.jpg
"خليجي " من يحق له حمل هذا اللقب ؟ (عرب الساحل الشرقي و قلم المورخ الظالم )
القضية كما فهمناها منذ الصغر من أفواه الرواة وقرأنا سطورها في الصفحات القليلة من التاريخ المكتوب والوثائق المحفوظة ، ان الساحل الشرقي كان جزءا من الوطن العربي و لم يعد كذلك ، وكان جزءا مهما من جغرافيا منطقة الخليج العربي واصبح غير ذلك ، وكان جزءا مهما من واقع الصراع في مقاومة المستعمر عندما كان وجود المستعمر يعصف في سماء هذا الخليج ، واضحى اليوم منسيا من هذا الشرف وخرج من دائرة التاريخ وذاكرته ، في تعتيم كأنه مقصود حيث لا احدا يريد ذكر ذلك .
وكان مواطنو الساحل الشرقي خليجيون كاملي الانتساب على كل الشواطئ في الخليج العربي ولم يبقوا كذلك ، فتغير الواقع الجغرافي في الخليج العربي ليصبحوا خليجي الساحل الشرقي غرباء في الساحل الغربي ، ( وهنا بساطة السؤال تفرض نفسها لدى كل متأمل كيف لابن عمٍ أو أخٍ يسكن على ساحل من سواحل الخليج العربي ولا يحق له ان يقول انه خليجي ؟ .
من يحق له في هذا الكون الواسع ان يجرده من هذا اللقب ؟ .
إذا لم يكن هذا العربي الذي ساهم في الحفاظ على عروبة منطقة الخليج ولم يقطن غير سواحلها العربية منذ آلاف الأعوام ، إذا لم يكون خليجيا ؟ فمن يحق له حمل هذا اللقب ؟ .
قد تهون كل المصائب إلا ان أخيه أو أبن عمه على الساحل الغربي ينكر عليه ذلك !!! ألا يكفي ان هذا الخليجي في ساحله الاخر مشكوكا بولائه وغير مرحب بهويته و لغته العربيتان ، و موضع سخرية وتندر لثقافته المتوارثة من طرف شركائه الجدد في الوطن !!! .
وإذا كنا نقدر بحسن نية ان هذا ما قضاه واقع الحال للمصالح ، لمن كانت لهم هناك مصالح في توزيع الارض و تقسيم الأوطان دون اعتبار للأجيال التي دفعت وستدفع هذا الثمن الباهظ و تذوب هويتها وثقافتها ولغتها التي صارعت سنوات طوال للمحافظة على ما تبقى لهم من هذا الانتماء للعروبة والعرب الذين تنكروا لهم ولتاريخهم ولكفاحهم ، والآن هم في الرمق الاخير من صراع البقاء للمحافظة على ما تبقى لهم من شتات العروبة ، رغم الأساليب الممنهجة لتفقيرهم ولتهميشهم في محاولة من اجل رفع سقف الجهل والحاجة للوصول بهم لنسيان النسب والتاريخ وفقدان الهوية والضياع الكامل ، قد يكون ذلك حق مشروع من وجهة نظر صاحب المصلحة في تحقيق مصالحه ومسح كل ما يمكن مسحه من ذاكرة هذا الانسان الذي ظل سنوات طويلة يبحث عن الإنصاف ولم ينصف حتى من أقاربه ، فكيف بالغريب ؟ بعد ان جار عليه الزمن واضعفته المحن ، فقبل بأقل من القليل ولم يمانع على الاقل ان يعامل معاملة الأقلية في ارض أجداده فلم ينال هذا الشرف أيضاً .
هذه الحقائق قصتها طويلة وشرحها أطول ، و ما يهمني اليوم هو الإجابة لسؤال لا أدرك إجابته ، فكل أنباء ضحايا تهميش و التقسيم والنفي يدركون هذه الحقائق ولا يحسنون التعبير عنها ، او تنسد شهيتهم عن الكلام حين يأتي ذكرها ، او انهم لا يرغبون بذلك ،، ففيهم الشعراء و الأدباء و الكتاب والمثقفون ، ويكتبون في كل المواضيع إلا قصة أجدادهم وارض غيرت ملامحها قسرا، وصدر حكما على سكانها بالنفي في امكانهم و قطع صلتهم بأقاربهم و كأني بهم يخافون ان يتهموا انهم أوفياء او مخلصين بالكلمة فقط لقضية توشك ان تلفظ أنفاسها الاخيرة وهي تهم كل مخلص على هذه الارض بشاطئيها الغربي والشرقي في مسايرة لطمس حقيقة يراد لها ان تطمس .
فلا حول ولا قوة إلا بالله
بقلم الاستاذ عبدالرحيم محمد آل حرم
