السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
نبغي خبراء المنتدى يقولون لنا مدى صحة المعلومات فالمقال وشاكر مروركم



الجسمي حلف قبلي من أصول مختلفة أبرزها قبائل الأنصار و بني عبدقيس (بني كاوان) و بعض من بني هاشم وهم جميعا سنة على المذهب الشافعي.

فهم عرب أصلاء تواجدوا في جزيرة الجسم منذ بداية عصر الفتوحات الاسلامية.

تواجدت قبيلة عبدقيس (بني كاوان) في الجزيرة الطويلة منذ سنة ١٩ للهجرة (٦٤٠ ميلادي) حينما أراد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن يغزو فارس ولى عثمان بن أبي العاصي الثقفي البحرين و قد كان قبل ذلك عامل الرسول صلى الله عليه و سلم على الطائف. استطاع عثمان بن أبي العاصي الثقفي أن يكون جيشا من قبيلة عبدقيس و قبائل اخرى في البحرين و قيل انه لم يخرج بنفسه بالجيش بل بعث أخاه الحكم قائدا عليه فافتتح جزيرة بني كاوان (الاسم القديم لجزيرة جسم) و بنى فيها مسجدا و أسكن فيها من قبيلة عبدقيس.

و ذكر ياقوت الحموي في كتابه عن نسب بني كاوان التالي:
"و قال هشام بن محمد:
كاوان اسمه الحارث بن امرء القيس بن حجر بن عامر بن مالك بن زياد بن عصر بن عوف بن عامر بن الحارث بن أنمار بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن عبدالقيس."

و من بعد بني كاوان توالت الهجرات من قبائل الانصار و بني هاشم و غيرها.

وفي سنة ١٥١٤م استولى البرتغاليون على حكم مملكة هرمز العربية التي كان الجسميون تحت امرتها و قد بسطت نفوذها على ساحل الخليج من القطيف شمالاً حتى رأس الحد جنوباً، ودخلت في حوزتهم جزيرة الجسم و البحرين، ومن ممتلكات هرمز أيضاً قلهات، قريات، صحار، خورفكان، مسقط، رأس الحد. كما شملت الاحساء والقطيف.

و من حينها و الجسميون يناضلون لطرد هؤلاء المستعمرين البرتغاليين من جزيرتهم الى أن حرروها مجددا بعد قرنين من التضحيات و اسنزاف الدماء بقيادة الشيخ رحمة بن مطر القاسمي الذي قد بايعوه عند بداية حكمه سنة ١٧٢٢م.

وظل الجسميون مهيمنون على جزيرتهم الى مطلع القرن العشرين. ففي كتاب دليل الخليج، يقدر لورميرقبل قرابة ١٥٠ عام أن عدد سكان جزيرة الجسم كان في ذلك الوقت حوالي ١٣٥٠٠ نسمة غالبيتهم من العرب. ولم يكن في الجزيرة آن ذاك الا ٥٠٠ نسمة من الفرس.

و اليوم يعرف الجسميون أنفسهم كل حسب قريته التي قطنها قبل مجيئ مهاجري الاحتلال الفارسي الحديث, فكل قرية لها شيخ يحكمها و جميع أهل القرية أرحام و أقارب وبذا هم يميزون الاصيل من الدخيل على القبيلة.

قال الشاعر الجسمي:

ورثنا الفقه من جشم ابن أزدٍ... و من كاوان طبع الغزو فينا
فطهرنا بإيمانٍ و سيفٍ... جزيرتنا و هرمز اجمعينا

و في هذه الابيات ثلاث دلالات:
١) أن الجسميين أخذوا الفقه متواترا عن اجدادهم التابعين الانصار و بذا كانوا يحاربون عن عقيدة سنية خالصة لتطهير جزيرة جسم من الجهل و البدع و الشرك. لذلك قدم الشاعر "الايمان" على "السيف".
٢) وفي الابيات ايضا دلالة على ان صفة الشجاعة التي امتلكها اجدادهم (مرموزين بكاوان في الابيات) لفتح بلاد فارس في عهد عمر بن الخطاب ما زالت فيهم و هي ذاتها التي مكنتهم من تطهير مضيق هرمز و الجزيرة الطويلة من المستعمرين البرتغاليين و الانجليز.
٣) الرابطة القوية بين ابناء قبائل الجسمي. سواء كانوا من الانصار (مرموزين ببني جشم في الابيات) او من بني كاوان (عبد قيس) او من باقي الجسميين فانهم يمثلون كيانا واحدا في جزيرة الجسم.

لذا يتمسك اليوم الجسميين بلقب الجسمي لفخرهم انهم من أهالي جسم الاصليين الذين كانوا أول من تصدى للغزوات القادمة من أعالي البحار, إذ أنهم حموا الجزيرة العربية و طردوا مستعمريها و كانوا حرّاسا على مدخلها البحري.



المصادر:
(١) معجم البلدان لياقوت بن عبد الله الحموي أبو عبد الله
(٢) كتاب دليل الخليج / ج ج لوريمر
(٣) فضائات الوسط - العدد 2897
(٤) مملكة هرمز لرندة إسماعيلي
(٥ تاريخ الإمارات العربية المتحدة للدكتور محمد محمود المندلاوي

*****