صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 27

الموضوع: آل مذكور

    Untitled Document
  1. #1
    الاداره العليا الصورة الرمزية أبن السواحل
    تاريخ التسجيل : Dec 2009
    المشاركات : 1,235

    Ss7008 آل مذكور

    آل مذكور



    بقلم / عبدالحكيم المطروشي
    إعداد وتنسيق وإخراج/ عبدالعزيز المطروشي


    المقدمة:

    تناقل المؤرخون والمؤلفين والكتاب سيرة وأحداث قبائل دول الخليج العربي لما كان لها واقع صدى على مر ثلاثة قرون أو أكثر بدأ من الغزو البرتغالي منتهيا بإجلاء الاستيطان البريطاني عن دول الخليج العربي. ومن جملة المؤرخين الذين تناولوا عن مجمل الأحداث ج.ج. لوريمر والذي قام بوضع القسم الأول منه عام 1908م وجزء من القسم الثاني عام 1914م قبل أن توافيه المنية وكانت معظم مؤلفاته نقلا عن مؤرخين سبقوه بهذا الشأن أمثال المؤلف ب.ج. سلوت والرحالة الالماني كارستسن نيبور وغيرهم من المؤلفين الذين عاصروا تلك الحقبة، وبالرغم من ما تناوله المؤرخين والمؤلفين من كتابات إلا أنه أنها لم تكن بتلك الدقة والواقعية فهي تتضمن ملاحظات وآراء وتعابير تحمل رأي المؤلف وحده ومن تلك الأمثلة فقد ذكر ج.ج. لوريمر في مؤلفاته بأن مذكور المطروشي قد عين كشاه بندر على بوشهر من قبل نادر شاه عام 1130هـ 1718م وحسب المصادر الموجودة لدينا والمتداولة فإن نادر شاه بدأ حكمه مع قيام الدولة الأفشارية في عام 1149هـ ــ 1736م وهو تاريخ بعيد كل البعد عن ما ذكره المؤلف ج.ج. لوريمر في كتاباته ، كما أن المؤلف لا يستطيع الكشف عن ما بوجدان العامة نقلا من أشخاص آخرين ولا يمكن إغفال بأن من يكتب التاريخ في الغالب يكون المنتصر. ومن هنا ظهرت كتابات لمؤلفين يعملون على نقل جميع الأحداث بجميع أخطأها ومشوهاتها من دون دراسة مستوفية ولكن هذا لم يمنع من ظهور أعلام من الكتاب المجتهدين والذي بدأ نور وصدى كتاباته ينبثق من الظلام والضلال إلى النور من أمثال الأستاذ جلال هارون الأنصاري والذي تناول في بعض كتبه عن سيرة بعض القبائل العربية ومنهم آل مذكور الكرام والذي تم اقتباس معظم كتابته في هذه المدونة مع إضافة بعض التعديلات من مصادر أحفاد أسرة آل مذكور الكرام والذي نحن بصدده.

    نبذة سريعة عن أسرة آل مذكور وعن بعض المغالطات:
    أسرة آل مذكور بالنسبة لتاريخ جزيرة البحرين السياسي خطاً فاصلاً بن تاريخها القديم و تاريخها المعاصر، وبالرغم من أهمية هذه المرحلة المفصلية في تاريخ دولة البحرين ومنطقة الخليج ... إلا أن ما يتداول بشكل واسع في هذا الخصوص يكاد ينحصر في حادثة انتصار عرب العتوب على الشيخ ناصر المذكور أو ما يعرف محليا (بكسرة نصور)، حيث أن عرب العتوب صغروا اسم ناصر بن مذكور بن ظافر المطروشي بعد الهزيمة الفادحة فأصبح يعرف بـ نصور امتهانا و إذلال له كما عمدوا على تحريف أسم ظافر الى طاهر أما كنيتا اعتقادا منهم لولائه للفارسين أو استخدامهم طريقة لفظ الأعاجم للأسم ....!!! وهو الأمر الذي تناقله المؤرخين والكتاب نقلا عن مصادر مغلوطة... فالنبهاني يخبرنا في تاريخه كيف أن نصور هذا جمع جيشا عظيما من الفرس وهم بمحاصرة العتوب في بلدهم الزبارة، ولم يكتفي بذلك بل هدد عرب الزبارة بأن يسبي نساءهم وأطفالهم إذا ما كتب له النصر، ونتيجة لذلك ثار عرب الزبارة عليه دفاعا عن شرفهم وأعراضهم و انتصروا عليه نصرا عظيما مؤزرا كما أن القبيلة قد أتهمة بالتشيع هذا ما نحن بصدد كتابته للتصحيح ودحر الشكوك...! يا ترى من هو نصور هذا...؟ وكيف وصل إلى جزيرة البحرين...؟ وهل هو من أبناء العرب أم العجم ...؟ أخي القارئ في هذه الوريقات ستجد إجابات عديدة توضح كل جزء من سيرة هذه الشخصية الغامضة.

    جذور ونسب قبيلة المطاريش:
    المطاريش تنحدر من احد فروع قبيلة طيء العربية إحدى القبائل القحطانية اليمنية وينتهي نسب قبيلة طـئ إلى سـبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان و التي هاجرت من شمال الجزيرة العربية الى ساحل عمان و اتخذت من واحة البريمي موطنا لها، ونسب هذه القبيلة ينحدرون من سلالة حاتم الطائي والذي ينحدر من الغوث بن فطرة أولاد طيء وامهم عدية بنت الأمهري من مهري، ويقال لأبنائها بنو طيء، واليه ينسب الصحابي زيد الخيل النبهاني الطائي، ومن ذلك نستطيع استناج علاقة اكثر عمقا تربط قبيلة آل مذكور بسلاطين دولة بني نبهان حيث ان المطاريش و بني نبهان من قبيلة طيء



    استيطان أسرة آل مذكور غربي الخليج العربي:
    وينقل عن الرحالة الالماني كارستن نيبور الذي عاش ما بين 1733 - 1815 قوله (يخطئ بعض الجغرافيين إذا اعتبروا ان جزءا من السواحل العربية كان خاضعا لملوك العجم‚ بل العكس هو الصحيح‚ فقد ملك العرب المناطق الساحلية بالخليج العربي من نهر الفرات إلى الاندوس بأكمله ويقول ان امارات عرب الهولة في هذه المنطقة الكبيرة هي مستوطنات عربية يستخدم فيها الناس اللغة العربية‚ والتقاليد العربية مثل سكان الجزيرة العربية تماما‚ والعرب استوطنوا هذه المناطق الساحلية منذ قرون عديدة‚ وهناك مؤشرات تدل على وجود هذه المستوطنات العربية منذ أيام الملوك الايرانيين‚ كما يوجد تشابه كبير بين حياة السكان القدماء للمنطقة في ذلك الساحل وحياة العرب المعاصرين كما اسس العرب موانئ وإمارات في الموانئ الشرقية (البنادر) للخليج ومنهم آل مذكور في بوشهر وما حولها وهي أسرة عربية عريقة كانت تحكم بندر بوشهر على الساحل الغربي للخليج العربي خلال الفترة الواقعة بين الأعوام (1120هـ - 1227هـ)، كما وان هذه الأسرة تمكنت خلال هذه الفترة من بسط نفوذها على جزيرة البحرين و عدد كبير من الموانئ و الجزر المطلة على حوض الخليج العربي. كما كانو بنو كعب في الدورق (هرمشهر حاليا) والبحرين تحكم من قبل حكم الهولة والتي أستطاع آل مذكور أنتزاعها منهم وحكمها إلى ان استوطنها الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة سنة 1197هـ 1783م ورغم نزوح عرب الهولة إلى بلاد فارس الا انهم حافظوا على كل عاداتهم وتقاليدهم‚ ولم يتشيعوا حيث حافظوا على مذهبهم السني ومن ثم رجعوا مرة أخرى إلى موطن اجدادهم الاصلي أي إلى الشاطئ الشرقي للخليج العربي الذي يمتد من الكويت شمالا إلى سلطنة عمان جنوبا.



    أسرة آل مذكور وعلاقتها بدولة اليعاربة:
    فهذه الأسرة تنحدر من أصول عمانية فهم ينتسبون إلى جدهم الأعلى الشيخ مذكور بن ظافر المطروشي ، الذي هاجر أجداده من الجزيرة الحمراء التابعة لإمارة رأس الخيمة بعد سقوط وأجلاء القوات البرتغالية من موانئ الخليج وقيام دولة اليعاربة والمتكون من حزبين الغافري والهناوي و التي بدورها سيطرت على كامل شريط الساحل الإيراني بما فيها جزيرة البحرين وذلك عندما قام الأمام سلطان بن سيف الثاني بمحاولته الأولى ضم جزيرة البحرين عام 1127هـ 1715م ولكنه لم يحرز أي تقدم فكانت المحاولة الثانية عام 1129هـ 1717م والتي أستطاع عندها ضم البحرين لدولة اليعاربة ، ففي هذه الفترة تحديدا هاجرت العديد من القبائل العربية العمانية من منطقة ساحل عمان إلى مناطق عديدة تقع على الساحل الإيراني، من أشهر هذه القبائل بني صعب وبني زعاب و المطاريش والبومهير، واتخذت هذه القبائل من المناطق القريبة من بندر بوشهر موطنا لها، ومن هؤلاء المطاريش اسرة آل مذكور ، كما كانت ولاية البحرين للشيخ محمد بن ناصر الغافري. وبهذا أستطاع اليعاربة أحكام قبضتهم على مداخل الخليج العربي من جهة وعلى الجانب الشرقي متمثل في بوشهر والجانب الغربي من الخليج من جهة آخرى ممثلة بالبحرين وبهذه أستطاع الإمام سلطان بن سيف الثاني السيطرة على هذا المثلث الحيوي الخليجي مما ساهم في تقوية التجارة العمانية وخلال الفترة الواقعة قرابة عام 1129هـ 1717م وبهذا أستطاع الإمام سيف بن سلطان الموازنة بين الحزبيين الغافري والهناوي وذلك بتعينه الشيخ مذكور بن ظافر آل مذكور المطروشي والذي كان يمثل حزب الهناوي والي على بندر بوشهر لأدارة شئونه ومن جهة آخري قام بتعيين محمد بن ناصر الغافري والذي كان بدوره يمثل حزب الغوافر واليا على البحرين وبهذه العملية ضمن الموازنة والعدل وولاء الحزبيين حيث تمكنت هذه الأسرتين خلال هذه الفترة من بسط نفوذهما التجاري على عدد كبير من الموانئ و الجزر المطلة على حوض الخليج العربي

    محاولة الفارسين استرجاع البحرين من أيدي اليعاربة:
    شعر الشاه حسين بحرج مركزه من جراء التهديد العماني ووقوف البريطانيين والهولندين موقف المتفرج فعمل مرة ثانية للبرتغاليين الذين أعطاهم شاه ايران امتيازات تجارية واسعة فأرسل البرتغاليون من قاعدتهم في غوا في الهند عام 1130هـ 1718م أسطولا الى ميناء كنج والذي تنازل عنه شاه إيران للاستعمار البرتغالي والذي حاول مرة آخرى احتلال البحرين واستعادة جزيرة هرمز التي أحكم السيطرة عليها العمانيون ولكن الأسطول البرتغالي فشل في ذلك ثم أرسل البرتغاليون أسطولا عام 1131هـ 1719 لمساعدة الشاه للقضاء على الأسطول العماني وأحتلال مسقط ولكنهم فشلوا في ذلك أيضا.

    الصراع اليعربي الداخلي وما آلت إليه من تصدعات خطيرة:
    إلا أن هذا لم يدم طويلا حيث تعرضت أسرة اليعاربة إلى صراع أسري خطير حول منصب الإمامة والسلطة، وزاد الوضع سوءا بقيام فتنة كبرى في عمان أدت إلى انقسام الشعب العماني الذي اختلف على الإمامة بعد وفاة الإمام سلطان بن سيف عام 1718م نظرا لصغر سن ابنه سيف الذي كان صبيا في العاشرة من عمره لا يستطيع إدارة أمور الشعب، ولم يكن له أخوة أكبر منه سنا. ففي الوقت الذي تمسكت فيه عامة الشعب بسيف، لم يرض خاصتهم بذلك، فاختلف القضاة والولاة والعلماء وشيوخ القبائل. وقد اعتبر علماء المذهب الإباضي هذا الانتخاب لسيف بن سلطان بدعة تتعارض مع شروط الإمامة التي تفرض أن يكون بالغا عاقلا سليم الجسم والحواس. إذ أنه لا يجوز في الشريعة الإسلامية إمامة الصبي في الصلاة، فكيف تجوز إمامته في الدولة وظهر في الوقت نفسه منافس للصبي، وهو زوج عمته مهنا بن سلطان بن ماجد بن مبارك الذي يؤيده علماء الإباضية. أما الأسرة اليعربية، فقد أرادت إبقاء السلطة بيدها وليس في يد علماء الإباضية؛ ولهذا رفضت إمامة مهنا بن سلطان ودعت إلى إمامة الصبي الصغير، واشتدت الخصومة وتحزب كل طرف إلى جهة وإلى زعيم، وانصرف الطرفان إلى السلاح وأطلت الفتنة وبوادر الحرب الأهلية. وكان الشيخ عدي بن سليمان الذهلي قاضي القضاة، يراقب الموقف بحذر شديد، فلاحظ أن عامة الشعب العماني تؤيد إمامة الصبي الصغير. وهذا ما لم يكن يؤكده القاضي عدي نفسه؛ فأراد استعمال الحكمة والدهاء في معالجة الموقف وسرعان ما ظهر أمام الملإ ممسكا بيد الطفل وبايعه أمام الشعب بطريقة لغوية دبلوماسية تظهر حنكته وسياسته. تدارك قاضي القضاة وأهل الرأي الفتنة ببيعة الإمام مهنا بن سلطان، الذي لا يعتبر من الفخذ الحاكم في الأسرة اليعربية بل نسيبا لها فهو زوج أخت الإمام الراحل وزوج عمة الصبي. فكان قدومه بداية تكتل معارض تزعمته الأسرة اليعربية التي أرادت إبقاء الإمامة بين الصبي الصغير دون إعطائها إلى آخر، مما أدى إلى قيام صراع على الإمامة ما بين اليعاربة من جهة وشيوخ القبائل من جهة أخرى. ولم يؤد ذلك إلى إضعاف الإمامة فحسب، بل أدى إلى مزيد من الفتن والحروب الأهلية. وإن كان الإمام مهنا بن سلطان حسن السيرة والسلوك مجتهدا في التقرب من كافة فئات الشعب العماني بما قدمه من إصلاحات سياسية واقتصادية وكان إداريا ناجحا من الطراز الأول وعقلية تجارية نشطة؛ وقام بإصلاح ميناء مسقط، وشجع التجارة والاستيراد والتصدير، وقام بتخفيض الضرائب على البضائع. وفي عام 1720م بدأ الامام مهنا باجراء مفاوضات سلام مع بلاد فارس وقد سارت المفاوضات في البداية سيرا حسنا إذ كان القائد الفارسي الذي قاد الحرب ضد عمان لطيف علي خان قد أدرك تماما أنه لم يبق أمامه أي حل سوى إقامة سلام. وفي عام 1720م تم التوصل إلى معاهدة مؤقته. وكان على العمانيين وفق هذه المعاهدة التنازل عن جميع غزواتهم وأن يأخذوا في المقابل مكانا في جزيرة الجسم لإصلاح سفنهم وضريبة مقدارها أربعة آلاف تومان أو مئة وسبعة وعشرين ألف وخمسمائة جيلدر تعويضا عن البحرين. ونصت هذه الاتفاقية أن الفرس سوف يمنعون البرتغاليين من ممارسة التجارة في بندر كنج شرط أن يدفع العمانيون عن الفرس ضد أي هجوم برتغالي. وهكذا أعيدت جزيرة الجسم ولارك مباشرة إلى الفرس.

    الإمام يعرب بلعرب (1720-1722):
    إلا أن الأمام مهنا بن سلطان لم يحظ بشعبية لدى عدد من القادة العمانيين. وبعد حرب أهلية قصيرة عزل ووضع شخص آخر من سلالة اليعاربة يدعى يعرب بلعرب بن سلطان بن سيف بن مالك. أوغروا القادة العمانيين صدر بلعرب على الإمام مهنا الذي كان مناوئا له لكي ينتزع منه الإمامة. ومن حصن يبرين أخذ يعرب بن بلعرب يباشر نشاطه السياسي ضد الإمام مهنا بن سلطان، وصادفت نشاطاته وقعا حسنا في نفوس اليعاربة، كما أعلنت مدينة الرستاق ولاءها للثائر يعرب الذي قرر أن يتحرك عسكريا، فجند جيشا من أنصاره وتوجه به إلى مدينة مسقط ليتخذها قاعدة لتحركاته، وهناك استقبله وفد من سكان المدينة وفوجئ الوالي مسعود بن محمد الصارمي بيعرب وجيشه يدخل القصر فاستسلم لهم. وفي صباح اليوم التالي أعلن يعرب الثورة رسميا متخذا من مسقط قاعدة له ومعلنا انفصاله عن مهنا بن سلطان. أما مهنا، فكان في تلك الفترة في منطقة البريمي فتركها مسرعا واتجه نحو مدينة الرستاق ودخلها.
    جمع يعرب بلعرب جيشا كبيرا توجه به نحو المدينة نفسها. وهناك التحم الطرفان في معركة انتهت بهزيمة الإمام مهنا بن سلطان الذي خذله أعوانه من القبائل والقوات الموالية له ورفضوا تقديم المساعدات له، فأصيب بيأس من الحرب واستسلم لخصومه فدخل الثائر يعرب بلعرب إلى المدينة فاتحا وألقى القبض على الإمام مهنا بن سلطان وجميع أهله ومساعديه. وبعدما أمنهم على حياتهم، نقض وعدوه وأمر باعتقالهم ثم أمر ثم أمر بإعدامهم جميعا. وأقام يعرب فترة قصيرة بعد توليه الحكم في الرستاق ثم توجه إلى نزوى فدخلها عام 1721م.
    لم يقتنع يعرب بلعرب بن سلطان بن سيف بن مالك تماما بمعاهدة السلم البرمة مع بلاد فارس فرفض تسليم البحرين. واجه يعرب بن بلعرب معارضة شديدة من العلماء والفقهاء الإباضية الذين اعتبروا خروجه على مهنا اغتصابا للحكم. وقد اتسمت بداية وصايته بالكثير من الجفاء بينه وبين قاضي القضاة عدي الذهلي الذي طالبه بتعويض المتضررين من الحرب التي خاضها ضد مهنا من سكان الرستاق وغيرهم. وأخيرا وفي عام 1721م أتفق الفرس والعمانيون على تسليم السلطة إلى الفرس مقابل مبلغ ستة آلاف تومان أي ما يوازي ربع مليون جيلدر وهو مبلغ أكبر بكثير من المبلغ المتفق عليه سابقا. ووعد بإعطاء التعويضات لمتضرري الحرب الأهلية. فاعتبر الفقهاء ذلك توبة منه وندما على ما بدر منه من تصرفات وتصالحوا معه. وبذلك حصل على الشرعية بالوصاية على الصبي سيف بن سلطان، بعدما كان يحكم من البداية باسم الصبي سيف الصغير ونيابة عنه. وفي نهاية 1722م تم دفع المبلغ وسلمت سلطة جزيرة البحرين للفرس.
    فتح ذلك الصلح بين يعرب وقاضي عدي مجال الحديث في إسقاط الإمامة عن الصبي الصغير ومبايعة الوصي. وقد أقر القضاة هذا الأمر فيما بعد، بل إنهم أقروا إسقاط دفع التعويضات لمتضرري الحرب الأهلية. وهكذا تم إعلان البيعة في مدينة نزوى. وبذلك استحوذ يعرب بلعرب على جميع السلطات في يديه. وقد عارض ذلك أفراد اليعاربة في الرستاق، بل إن سكانها أعلنوا عدم رضاهم. وعندما قام الإمام يعرب بن بلعرب، واجهه سكان الرستاق بالاحتجاج، كما تمكن أعوان الصبي من خطفه ونقله إلى إحدى ضواحي مدينة نزوى حيث يقيم خال الصبي بلعرب بن ناصر. وكانت وفود من أهالي نزوى قد توجهت إلى سكن بلعرب بن ناصر ومعه ابن أخته الصبي لتقدم له فروض الطاعة وطلبوا إليه قيادة الثورة على الإمام الجديد يعرب بن بلعرب وإعادة ابن أخته إلى الحكم كما وصلت إليه كتب ورسائل من أنحاء مختلفة من عمان تعلق الولاء وتحرض على الثورة. واختمرت في رأسه هذه الفكرة وأراد أن ينفذها وكان لا بد من إيجاد حزب سياسي قوي يعتمد عليه سياسيا وعسكريا. وكان هناك زعيمان سياسيان بارزان في المنطقة، هما خلف بن مبارك القصير الهناوي ومحمد بن ناصر الغافري ولكل منهما أتباعه وقبائله. ومن هنا كانت بداية تحزب عمان إلى الهناوي والغافري.


    الحرب الأهلية والتحزب الهناوي والغافري:
    يبدو أن قبيلة بني هناء كانت تشكل كتلة سياسية هامة تحت زعامة خلف بن مبارك القصير الهناوي وكذلك الغافري بزعامة محمد بن ناصر الغافري. فقد كانت قبيلة بني هناء وأحلافها على خصام مع مؤسس الدولة اليعربية الإمام ناصر بن مرشد الذي كان قد حجر على بعض أملاكهم وحجزها، مما أدى إلى نشوب خلاف سياسي بين الأسرة اليعربية وبني هناء. فقرر بلعرب أن يستغل ذلك الخلاف لصالحه وأن يكسب بني هناء إلى جانبه، فترك مدينة نزوى ومعه ابن أخته الصبي سيف وقصد منطقة السيت التي يقيم بها الزعيم خلف بمن مبارك القصير الهناوي. واتفق الطرفان على التحالف شريطة أن تعاد أملاك بني هناء التي حجزتها الدولة اليعربية إليهم في حالة نجاح بلعرب بن ناصر في الاستيلاء على السلطة في عمان. وهنا قرر بلعرب بن ناصر الخروج على الإمام يعرب بن بلعرب وخلعه من الإمامة واستعادته لابن أخته الصبي والتوجه إلى الرستاق لإعلان إسقاط الإمام يعرب بن بلعرب. فاجتمعت قبائل الهناويين وحلفاؤها. وسار إلى تلك القوات وتمكن من دخول الرستاق وخلع الوالي. وقد فشل الإمام يعرب بن بلعرب في استعادة الرستاق فعاد إلى نزوى.
    باشر بلعرب بن ناصر الكتابة إلى ولاة مسقط والنخل وسمائل يطلب إليهم البيعة فبايعوه، في حين تراجع الإمام يعرب بن بلعرب بجيشه نحو مدينة أذكى وقابله سكانها بالترحاب فاتخذ فيها معسكرا وقاعدة له. فما كان من زعيم خلف الهناوي إلا أن أقر قائده العنبوري بفتح أذكى فلم ينجح الإمام يعرب في الدفاع عنها، فعاد إلى نزوى؛ في حين رجع قاضي القضاة عدي الذهلي إلى الرستاق ومعه مجموعة من القضاة. وهناك ألقي القبض عليه وجلب مخفورا إلى بلعرب ناصر الذي أمر بإعدامه ومعه قاض آخر. وبذلك تم اغتيال قاضي القضاة الذي كان قد أضفى صبغة الشرعية على استلام يعرب بن بلعرب الحكم. أما القائد الهناوي العنبوري، فتوجه بجيشه نحو نزوى وأجبر قوات الإمام على الاستسلام ، فما كان من الإمام إلا أن هرب واعتصم في قلعة مدينة جبرين التي بناها والده، ثم طلب كبار القوم من نزوى أن يتنازل عن الإمامة حقنا لدماء المسلمين وقطعا للفتنة والحرب الأهلية فوافق على ذلك. ومن هنا أعلن إمامة الصبي سيف تحت وصاية خاله بلعرب بن ناصر وكانت هذه المرة الثالثة التي أعيد فيها إلى الإمامة.

    بلعرب بن ناصر والانقسام إلى الهناوي والغافري (1722-1742):
    يرى بعض المؤرخين أن التحزب الهناوي والغافري صورة من صور التعصب التقليدي بين عرب الحجازيين العدنانيين وبين اليمنيين القحطانيين. فالغافريون يمثلون عرب الحجاز والهناويون يمثلون عرب اليمن ، وكان الصراع قديما بينهم على حد قولهم. وكان عرب القحطانيين يرون أحقيتهم بالسلطة على اعتبار أنهم الأغلبية، وكانوا أول القادمين إلى عمان من اليمن مباشرة وأقدمهم ، في حين أن الحجازيين جاءوا حديثا نسبيا إلى عمان، كما أن اليمنيين هم الذين قاموا بتحرير عمان من الاحتلال الفارسي المجوسي ثم شاركوا في الفتوحات الإسلامية التي عبرت إلى فارس نفسها، ولكننا نلاحظ أن غالبية القبائل العمانية التي تنتمي إلى الحزب الغافري أو الهناوي هي في الأصل قبائل يمانية ترجع إلى الأزد وقضاعة بالتحالف مع عناصر من كنده الحضرمية.
    بدأت عمان تواجه فترة من أصعب فترات تاريخها شهدت خلالها من الانقسام ما يمكن أن نعتبره حقيقة بداية النهاية لدولة اليعاربة. وبدأ الانقسام خلال الاحتفالات بتولية الإمام الجديد؛ إذ وصلت إلى الرستاق كثير من الوفود لتقديم التهاني للإمام سيف بن سلطان ووصيه بلعرب بن ناصر الذي كان يمثل القوة الفعلية للدولة. وكان بين القادمين وفود من قبائل بني غافر وأهالي بهلى على رأسها محمد بن ناصر الغافري ، الذي عاد إلى عمان بعد أن ترك ولاية البحرين التي كانت تخضع لليعاربة والتي فيما يبدو تم تجريده من حكمها من والتي كانت قد أسندت إليه من قبل الأمام سلطان بن سيف. وليس من الواضح تماما ماذا حدث في ذلك اللقاء الشهير بين الوصي بلعرب بن ناصر وبين محمد بن ناصر الغافري وتهديد الأول له وتوعده. وقد يكون سبب تحذير الغافري للوصي من تقديم الهناويين في مسؤوليات الحكم أو الاعتماد عليهم، أو لربما طلب الغافري من الوصي ضرورة زيادة الاعتماد عليه في أمور الحكم ، أو كانت الغيرة الشخصية من الغافري تجاه بلعرب الذي قرب الهناويين، أو لأن الوصي لم يحسن استقبال الغافري ، مما أدى في النهاية إلى جفوة شديدة بين الرجلين. وسواء أكان الأمر هذا أو ذاك، فإن الاحتفالات بتولية الإمام الجديد يدلا من أن تكون مناسبة لتأكيد ولاء مختلف القبائل له، تصبح بداية لحرب أهلية عمانية واجهتها البلاد.
    استطاع محمد بن ناصر إقناع يعرب بالخروج على الوصي بلعرب بن ناصر ورفع راية المعارضة ، وإعادة الإمامة له، ووعده بتأييد قبائل أبو ظبي والظاهرة والبريمي وغيرها. فقام يعرب وهاجم أزكي؛ إلا أنه هزم على يد قوات بلعرب بن ناصر ورجع إلى نزوى ، وعندئذ تقدمت القوة التي جمعها محمد بن ناصر نحو نزوى فدارت الدائرة على بلعرب بن ناصر.

    سقوط الدولة الصفوية:
    بينما كانت دولة اليعاربة تواجه انقسامات داخلية بدأت الدولة الصفوية بالضعف في عهد الشاه طهماسب الثاني إذ أن القوات الأفغانية اجتاحت إيران عام 1134هـ 1722م واحتلت اصفهان وامتد النفوذ الأفغاني وصولا إلى جزيرة البحرين فتم تنحيه شيوخ ال حرم أتباع الشاه طهماسب الصفوي وتنصيب الشيخ جبارة النصوري حاكما على جزيرة البحرين وذلك نتيجة الوساطه التي قام بها الشيخ جباره النصوري بين الأفغان و حكام هرمز. مما أدى إلى انشغال حكام الدولة الصفوية بالجبهة الداخلية عن بسط نفوذها في منطقة حوض الخليج العربي، وفي هذه الفترة تحديدا ظهر تحالف تجاري في الخليج العربي مكون من ثلاثة أقطاب رئيسية، و هذه الأقطاب كالتالي:



    القطب الأول :
    الشيخ راشد المرزوقي والذي كان تاجر مرموقا يقيم في بندر كنج الكائن عند مدخل الخليج وكان الشيخ راشد على علاقة وطيدة في وقت سابق بالقوات البرتغالية التي كانت تحتل جزيرة هرمز وبندر كنج قبل العام 1130هـ، ولكن الشيخ راشد المرزوقي وعندما رأى فتور الدولة الصفوية و انشغالها في الجبهه الداخلية انتقل إلى بندر باسيدو في جزيرة القشم عند مدخل الخليج. .

    القطب الثاني :
    الشيخ رحمه بن مطر القاسمي و الملقب بالشيخ كايد، كان الشيخ رحمة بن مطر القاسمي حاكما لبندر رأس الخيمة (جلفار) في سنة 1130هـ، و احد القادة العمانيون التابعين لدولة اليعاربة في عمان، ولكنه استقل بحكم منطقة راس الخيمة (جلفار) بعد وفاة الإمام سلطان بن سيف الذي لم يكن له سوى ولد وحيد وهو سيف بن سلطان وكان في الثانية عشر من عمره، وقد نشبت ثورة في عمان على السلطة نتيجة ذلك.

    القطب الثالث :
    الشيخ جبارة بن ياسر النصوري والذي كان حاكما لبندر الطاهريه على الساحل الفارسي، و استطاع في هذا العام 1134هـ تقريبا أن يستقل وصول القوات الأفغانية إلى سواحل الخليج العربي بان يحصل على لقب "شاه بندر" نظير خدمات الوساطة التي قدمها للأفغان بخصوص جزيرة هرمز، وبهذا الدعم استطاع الشيخ جبارة أن يسيطر على قبيلة آل حرم التي كانت تحكم البحرين قبل هذا العام. دخل الشيخ جبارة في تحالف تجاري مع عدد من شيوخ حلف عرب (الهوله)، ذلك الحلف القوي الذي ضم عدة قبائل عربية من اشهرها القواسم و النصور و المرازيق و ال حرم و ال علي وبني حماد وعبيدل، وبهذا التحالف الذي تمركز في كل من جزيرة البحرين و جزيرة قشم و بندر راس الخيمة (جلفار) على الساحل العماني، و كنتيجة لاستمرار الحرب الإيرانية الأفغانية على طول الشريط الساحلي الإيراني و خصوصا في المنطقة القريبة من بندر عباس والتي كانت تمثل احد اهم مراكز التجارة الاوروبية في الخليج، ومع اضطراب الجبهة العمانية الداخليه نتيجة نزاع اليعاربة على حكم عمان، تهيئة الظروف لشيوخ الهوله: (جبارة و راشد و رحمة) للعب دور تجاري كبير فاستطاع هذا التحالف تحويل تجارة بندر عباس إلى ميناء "باسيدو" في احد أطراف جزيرة القشم، كما واستطاعت سفن هذا التحالف العشائري من تامين الخط التجاري من البصرة مرورا بالبحرين ثم قشم و هرمز وصولا إلى الهند، ونتيجة لذلك تحول مقر شركتي الهند الشرقية الإنجليزي و الهولندي إلى بندر "باسيدو" حيث يقيم الشيخ راشد المرزوقي . وبذلك حقق الشيوخ الثلاثة (راشد و جبارة و رحمة) أرباحا قياسية خلال هذه الفترة الممتدة من1134هـ 1722م - 1144هـ 1732م و المقدرة بحوالي (10) سنوات،

    نادر شاه وتأسيس الدولة الافشاريه:
    بدأ الوضع يتغير بشكل جذري بدخول العام 1144هـ - 1732م، حيث أن القائد الصفوي نادر شاه استطاع الانتصار على الأفغان والعثمانيين، كما أستطاع تامين بندر عباس و الساحل الفارسي كاملا حتى حدود البصرة في عام 1149هـ ــ 1736م استولى نادر شاه (طهماسب قولي خان) على عرش إيران فبدء في إعداد العدة لمصادرة جميع أموال وممتلكات الشيخ راشد حاكم باسيدو وتسديد الديون المستحقة وربما لتمويل مشروع إنشاء القاعدة البحرية في ابوشهر وفي عام نفسه ارسل نادر شاه افشار قادة اسطوله الى بندر بوشهر وقام بانشاء قاعدة بوشهر البحرية سعيا في بسط نفوذ وهيبة الدولة الفارسية في الخليج العربي، وكان هدف هذا الاسطول احتلال جزيرة البحرين واخماد ثورة العرب (العبادلة و آل علي و بني معين و النصور و القواسم) الذين كانوا قد هاجموا سفن اسطول نادر شاه في وقت سابق.



    آل مذكور حاكم على بندر بوشهر:
    تفيد المصادر الاوربية بان الشيخ مذكور بن ظافر المطروشي كان قد عين قرابة عام 1149هـ 1736م من قبل نادر شاه (حاكم ايران) بمنصب شاه بندر لميناء بوشهر، وبناء على ذلك تحالف نادر شاه مع حاكم بندر بوشهر الشيخ مذكور والذي تضررت فيما يبدو أعماله التجارية بسبب تحالف الأقطاب الثلاث المشار إليها مسبقا والتي كانت تحد من تجارته. فعمل على مساعدة الاسطول الفارسي في الخليج وبالفعل تم ضرب موانئ و سفن القبائل العربية في الخليج، كما و استطاع نادر شاه خلال هذه الفترة تدمير قوات الشيخ جبارة النصوري في البحرين و القبض على حاكم راس الخيمة )جلفار) الشيخ رحمه بن مطر القاسمي الذي زج به في سجن بندر عباس، في حين تمكن نادر شاه وبمساعدة الشيخ مذكور من ملاحقة و تدمير سفن الشيخ رحمة بن شاهين العبيدلي (شيخ العبادلة) في بندر نخيلوه، وأخيرا تمكن نادر شاه من اخماد ثورة الشيخ عبدل شيخ بني معين حكام جزيرة القشم، ونظير هذه الخدمات الجليله التي قدمها الشيخ مذكور بن ظافر المطروشي لاسطول نادر شاه تم تعيينه شاه بندر على جل الموانئ الواقعة بين بندر كنج عند مدخل الخليج و بندر بوشهر شمال الخليج .



    انتقام العرب الحوله ( عرب الساحل الشرقي للخليج العربي ) من الشيخ مذكور بعد مقتل نادر شاه:
    ونتيجة هذه الأعمال العدائية التي قام بها الشيخ مذكور المطروشي من مسانده للأسطول الفارسي، وما نتج عن ذلك من تدمير لجزيرة البحرين و بندر باسعيدو و بندر راس الخيمة (جلفار)، توترت علاقة الشيخ مذكور كثيراً مع شيوخ القبائل العربية في الخليج، و انعكس ذلك بشكل كبير بعد مقتل نادر شاه قرابة عام 1159هـ 1747م حيث ان عدد من شيوخ عرب الحوله ثاروا على الشيخ مذكور و القوا القبض عليه مباشرة بعد وفاه نادر شاه ، ونتيجة لذلك تولى الشيخ ناصر بن مذكور بن ظافر المطروشي زمام الحكم في بندر بوشهر و عزم امره على الثأر من عرب الحوله الذين القوا القبض على والده وقضوا على ما يبدو من سياق الأحداث، و نتيجة لهذا قرر الشيخ ناصر بن مذكور التقرب أكثر إلى حكومة شيراز سعيا في الحصول على الدعم لإتمام عملية الثائر من القبائل العربية. نتج عن مقتل نادر شاه المفاجئ قرابة عام 1159هـ - 1747م استيلاء القائد كريم خان زند على عرش إيران و اتخذ من مدينة شيراز عاصمة لدولته، وفي هذه الأثناء اتصل الشيخ ناصر بن مذكور بكريم خان زند شاه إيران واخبره بتفاصيل الوضع في الخليج وما آل إليه الأمر من تدهور كبير وفوضى عارمة، فقبيلة آل حرم مثلا استولت على جزيرة البحرين وطردت شاه بندر البحرين الفارسي، في حين ان عرب القواسم تساندهم مجموعة من القبائل البدوية المنتمين إلى عرب بني نعيم وبني قتب، كانوا قد شنوا هجوم مباغت واستولوا على جزيرة القشم و بندر كنج ولنجه... اغضبت هذه الانباء كريم خان زند فجمع جملة من قادة الجيش الفارسي و عدد من حكام المناطق و الاقاليم الفارسية و اخبرهم بما يجب فعله لتحقيق الامن في اطراف الدولة الفارسية، وبعد هذا الاجتماع صدرت الاوامر بارسال فرقة من الجيش الفارسي الى بندر بوشهر دعما لشاه بندر بوشهر الشيخ ناصر آل مذكور على ان يتكفل الاخير بنقل الجنود بحرا بواسطة السفن الى جزيرة البحرين لاتمام مهمة احتلالها.

    فيديو موثق على لسان الكاتب والباحث جلال هارون الانصاري حول حركة المطروشي/ ناصر بن مذكور ابان احتلال البحرين





    احتلال جزيرة البحرين:
    بعد وصول الجنود الفرس من شيراز الى بندر بوشهر امر الشيخ ناصر المطروشي رجال بوشهر بمباشرة العمل عى انتشال و ترميم سفن اسطول نادر شاه التي كانت محطمة قبالة سواحل بوشهر، فقد كان الشيخ ناصر بحاجة ماسة الى تلك السفن الكبيرة لنقل الجنود والمدافع والذخيرة الى جزيرة البحرين، وبعد أن انتهى من عملية صيانة السفن اتصل الشيخ ناصر بن مذكور بحليفه الشيخ ناصر بن حمد الزعابي حاكم بندر رق وشرح له عن نيته في غزو جزيرة البحرين و المكاسب التي ستعود على بندر بوشهر و بندر رق لو تم لهم السيطرة على جزيرة البحرين، بالفعل اقتنع حاكم بندر رق بجدوى غزو جزيرة البحرين فجهز عدد من السفن وارسلها الى بندر بوشهر كان ذلك قرابة عام 1163هـ -1750م. وبينما كان الشيخ ناصر بن مذكور يجهز السفن البحرية لغزو البحرين كان الشيخ محمد بن ماجد آل حرمي والي البحرين منهمكا في عملية امداد القواسم بالسفن الحربية و الرجال لمساندة احلافه القواسم و المرازيق المحاصرين في قلعة كنج من قبل القوات الفارسية بقيادة العربي محمد خان العباسي (حاكم بستك) الذي كان مدعوما بفرقه من فرسان شيراز و عدد كبير من سفن شيخ بني معين حكام جزيرة القشم و هرمز الذي كان قد خلعه عرب القواسم في وقت سابق. في هذه الوقت الحرج وصل رجال الشيخ ناصر بن مذكور المطروشي ورجال بندر رق، وتم انزال الجنود العرب و الفرس بنجاح و تم سحب المدافع الى سواحل جزيرة البحرين و بدا الجيش في التقدم، و عندما اكتشف شيوخ آل حرم حجم القوة التي تم انزالها على شواطئ البحرين ايقنوا بعدم جدوى المقاومة، خصوصا و البلد خالية من الرجال المقاتلين كونهم كانوا يساندون القواسم في المنطقة القريبة من جزيرة القشم. تمكن الشيخ ناصر آل مذكور من السيطرة بسهوله على جزيرة البحرين، فتم الاتفاق بين الشيخ ناصر المذكور حاكم بندر بوشهر و الشيخ ناصر بن حمد الزعابي بأن يتولي الزعابي امور ادارة الجزيرة بشرط الالتزام بارسال خراج البحرين الى بندر بوشهر، وبعد الاتفاق انسحب الشيخ ناصر المذكور راجعا الى بلده بوشهر، وبمجرد وصوله الى بندر بوشهر اكتشف ان شيخ بندر رق (الزعابي) عصى اوامره واستقل بجزيرة البحرين وطرد عرب بوشهر، فغضب الشيخ ناصر المذكور غضبا شديدا و اتصل بشيخ جنابة الشيخ كايد بن حيدر واغراه بمهاجمة بندر رق. استجاب الشيخ كايد حاكم جنابة لاوامر حاكم بوشهر وهاجم بندر رق وحاصرها، ونظرا لهذا الهجوم على بندر رق اضطر الشيخ ناصر الزعابي الى الانسحاب من جزيرة البحرين لضمان عدم اسيلاء شيخ جنابة على بندر رق ونتيجة لذلك تولد عداء بين الشيخ ناصر آل مذكور ومير مهنا بن ناصر الزعبي في أحداث نأتي على تبعاتها بالجزء المتعلق في آل مذكور حاكما لجزيرة البحرين ونتيجة لهذا العداء بداء هذا التحالف بالضعف مما اعطى الفرصه لال حرم في الثورة و استعادة السيطرة على جزيرة البحرين .

    الشيخ ناصر ال مذكور يهاجم جزيرة البحرين مرة آخرى:
    لم ينثني الشيخ ناصر آل مذكور عن عزمه في غزو جزيرة البحرين و خصوصا بعد ان تمكن من فتح جزيرة البحرين في المرة الاول بكل سهوله ويسر وبدون أي خسائر او مقاومة تذكر، كان الشيخ ناصر بن مذكور يجهل ان سهوله دخوله جزيرة البحرين في المرة الاول كان بسبب انشغال عرب الحرم في القاتل مع اخوانهم القواسم بالقرب من جزيرة قشم، وعليه فقد ارسل الشيخ ناصر المذكور رسولا من بو شهر الى الكويت للتفاوض مع شيوخ العتوب الذين كانوا يمتلكون قوة بشرية كبيرة فعرض عليهم الشيخ ناصر آل مذكور ضمان تأمين حرية الصيد في مغاصات اللؤلؤ في البحرين، ان هم ساندوه في احتلال جزيرة البحرين. وبما ان هؤلاء العتوب كانوا حلفاء قدماء للمطاريش و أعداء قدماء لقبيلة الحرم وباقي قبائل الهوله الذين تمكنوا بمعداتهم المتفوقه من إعاقة توسع العتوب في تجارتهم مع الهند، لذا فقد انضم العتوب الى الشيخ ناصر المذكور وقاموا بحصار البحرين هم و الشيخ ناصر، تم تلك العملية بواسطة اربع سفن من بقايا سفن الاسطول الفارسي، وقد قاوم ال حرم ومعهم بعض شيوخ ال نصور والملا على شاه حاكم بندر عباس صهر رحمه بن مطر القاسمي، فخرج آل حرم من قلعتهم وهاجموا مأتين من رجال الشيخ ناصر شيخ بو شهر وقتلوهم جميعاً، فنسحب عرب بوشهر و العتوب من البحرين. ولكن بعد ست شهور من المحاوله الأولى وبعد فقدان ثلاث ارباع رجال بوشهر استطاع الشيخ ناصر إقناع قبيلة النصور القوية بالأنفصال من التحالف، حيث انه استطاع اقناع شيوخ آل نصور على التزام الحياد، فكانت استجابت آل نصور سريعة وذلك راجع الى عدة امور من اهمها أن هؤلاء النصور أنفسهم كانت لديهم مطالبهم الخاصة في الجزيرة قبل عام 1148هـ - 1735م ، بالاضافه الى انهم حصلوا على مبلغ كبير من المال يدفعه الشيخ ناصر لقبيلة النصور مباشرة مقابل الانسحاب من جزيرة البحرين وكذالك كان عليه ان يدفع مستقبلا دفعة سنوية كبيرة من عائدات رسوم الجزيرة، وبهذه المساعدة من العتوب ومن الشيخ حاتم النصوري ، تمكن الشيخ ناصر بن مذكور أخيرا من احتلال الجزيرة لتنتهي بذلك سيطرت قبيلة آل حرم عليه.

    آل مذكور حاكما لجزيرة البحرين:
    بعد ان استولى الشيخ ناصر على جزيرة البحرين للمرة الثانية عين ابنه عيسى بن ناصر آل مذكور واليا على الجزيرة وعين فرقه من الجنود لمساعدة الوالي الجديد في ادارة امور البلاد، وفي هذه الفترة وخصوصا مع تحالف العتوب مع كريم خان زند و خدماتهم في انتزاع البحرين قوية شوكتهم أكثر وعظمت تجارتهم في الخليج و تراجعت قوة الهولة وتم كبح جماحهم، فكانت من الاسباب الرئيسية التي اوجدت للعتوب موضع قدم في سواحل قطر المواجهة لجزيرة البحرين فحصل العتوب بالمقابل على حرية الغوص في مغاصات البحرين بدون اي مضايقات تذكر من قبل عرب الهوله، لذلك اخذ العتوب يهاجرون جماعات من الكويت الى جزيرة البحرين و سواحل قطر المقابلة لجزيرة البحرين، وفي هذه الفترة اسس عرب البنعلي (سليم و المعاضيد) فرع من بني عتبة بلدة على الساحل الشمالي لقطر اطلقوا عليها فريحة كان ذلك قرابة عام 1166هـ - 1753م. ظهور مير مهنا في أحداث الخليج فكان يجوب الخليج العربي بسفنه الحربية شرقا وغربا شمالا وجنوبا، اشتهرت معاركه البحرية بالشراسة والوحشية كما تشير التقارير الإنجليزية بأن مير مهنا قام بطرد المستر "وود" من رق سنة 1756م وقد استمر مير مهنا على أية حال في معاكسة كريم خان، وارتكب عدة غارات عرضت القوافل المارة بين بوشهر وشيراز لأخطار جسيمة، وقد دافع في أحدى المرات بنجاح عن مدينة ريق عندما هجمها الوكيل بقوات كبيرة من ناحية البر. وكانت علاقاته مع مجاوريه، وهم شيخ كعب من جانب وشيخ بوشهر من الجانب الآخر على العموم غر ودية. وفي سنة 1177هـ - 1764م طلب كريم خان منه الجزية بشكل رسمي، فرفض مير مهنا دفعها باستخفاف، وأمر بحلق لحية الرسول الذي أرسل إليه، ولذا أعلن الوكيل الحرب ضده. وأرسل قوة إلى الساحل لتتولى العمليات البرية ضد ميناء ريق بقيادة الأمير كهنة خان. وبقيت هذه القوات مرابطة في خرموج من فبراير إلى مايو سنة 1178هـ - 1765م وقد سعى الوكيل لدى شيوخ البحر المحلين للحصول على مساعدة بحرية منهم كان يرى أنها لازمة لنجاح الحملة ولكنه لم يستطع تأمين أي منها، عدا أسطول الشيخ ناصر آل مذكور شيخ بو شهر الذي كانت علاقاته مع مير مهنا علاقات عدائية والذي كانت رفاهية مدينته تعتمد على اتصالها مع شيراز وان كانت قوته البحرية غير كافية وحدها لمواجهة قوى مير مهنا. وفي النهاية زحف كهنة خان على ريق ، عندما أعطى في مايو سنة 1765م وعدا بتقديم مساعدة من الأسطول البريطاني. إلا أن مير مهنا كان قد أخلاها في الحال، وانسحب إلى خارجو حيث لاحقته الحملة الأنجليزية والإيرانية العقيمة لتحطيمه وعندما انفضت الحملة المشتركة في يوليو سنة 1178هـ - 1765م بقيت القوات الإيرانية لبعض الوقت وهي تحتل ريق. وفي شهر سبتمبر سنة من نفس العام أحرز مير مهنا، الذي كان ما يزال يحتل خارجو ولم يعد إلا القليل من شعبه إلى ريق، انتصارا على عدوه الشيخ ناصر آل مذكور وتقدم إلى بو شهر لمحاصرتها. وقد أصر على الهولنديين بوجوب إيقاف تجارتهم مع ذلك الميناء. وفي أكتوبر أرسل "مانهير فان هوتنج" الذي لم يرغب في الإذعان لإملاء أوامر عليه من شخص همجي سفينتين تجاريتين كبيرتين تعملان في التجارة الهندية تسمى الواحدة منهما "انديامان" و ثلاث جلواطات ضد خارجو، فأسرع شيخ بوشهر الشيخ ناصر آل مذكور، وقد سره تطور الأمور على ذلك الشكل، بأسطوله وبقوات برية لا بأس بها للاشتراك مع الهولنديين الذين استطاعوا إحراق جلواطة تابعة للمير مهنا وحطموا اثنين أخريين ولكنهم لم يستطيعوا بعد ذلك أن يسببوا له أي ضرر في البحر حيث كان قد تحصن في موقعه بعناية. وكما يحكى أنه كان غالبا ما يدفن نفسه في الأرض. وبعد مدة طويلة قرر الحلفاء أن ينزلوا إلى البر وحيث أن نزولهم لم يقاوم فإنهم سرعان ما وصلوا بيوت السكان تاركين لأنفسهم بما فيهم الجنود الأوروبيون حرية نهب المساكن. وعندما رأى المير مهنا أن الغزاة تعثروا بدون انتظام هاجمهم فجأة بفصيلة من الفرسان ما كانوا يتصورون وجودها وقد طردهم إلى البحر مكبدا إياهم خسائر جسيمة. وكان بين القتلى الأوروبيين سبعون هولنديا في حين هرب الباقي إلى السفن وجرح ما يقارب من 21 منهم أثناء السباحة. وقيل أن شيخ بوشهر فقد 200 رجل. وقد أضعفت هذه الكارثة الهولنديين حتى أنهم وجدوا أنفسهم مضطرين للرجوع إلى جزيرة خرج ليستعدوا للدفاع عن هذا المكان بتوزيع بطاريات مدافع جديدة. تابع المير مهنا بدون تباطأ غزو جزيرة خارج، وكانت عملية نقل الجنود من خارجو عبر المضيق الفاصل على درجة من الترتيب بحيث أن المراكب الهولندية الكبرى لم يكن بالمستطاع استعمالها لمنع العملية. وفي النهاية وجد الهولنديون مع قوتهم المحاربة التي تبلغ حوالي 200 شخص تشمل نسبة لا بأس بها من الأوروبيين أنفسهم محاصرين في مدينة خارج من قبل 500 رجل بقيادة مير مهنا. وحوالي منتصف ليلة 31 ديسمبر سنة 1178هـ - 1765م وبعد حصار دام 13 يوما، استطاع العرب تسلق أسوار المدينة والاستيلاء على أحد الأبراج. وفي الصباح التالي ومع أنه كان يوجد على القلعة 60 أو 70 من الأوروبيين لكنهم استسلموا شريطة أن ينسحبوا منها بسلام، إلى أي مكان يختارونه ولم يقتل أو يجرح منهم أكثر من 9 أشخاص، وقد قامت سفينتا الشركة الهولندية اللتان كانتا واقفتين على الفرضة أثناء هذه الحوادث بالإقلاع، عندما رفرف علم الهدنة على القلعة نحو الخليج مباشرة. فغادر الهولنديون الميناء تاركين جميع بضائعهم خلفهم، ومن بين الأموال التي وقعت في يد مير مهنا عندما استولى على جزيرة خرج سفينة حربية تعود لإمام مسقط. واصل الأمير مهنا و من معه من القبائل العربية الأخري بمقاومة البريطانيين في البر و البحر لمدة سنتين . اضطر البريطانيون خلالها إلى التحالف مع إيران لوقف المقاومة العربية في الخليج فما وجدوا سبيلاً إلا اللجوء إلى سياسة التفرقة وزرع الفتنة بين أنصار الأمير وقد ساعد على ذلك طغيان و جبروت الأمير مهنا حيث أدى إلى تمرد العرب عليه و قيام رؤساء شيوخ العرب بالإنقلاب ضده. ففي ليلة السادس والعشرين من يناير سنة 1183هـ - 1769م وبعد أن استولوا على جزء من قلعته و فشلوا في محاولة إلقاء القبض عليه، مما دفعه هو وأتباعه المقربين إلى اللجوء إلى برج من أبراج القلعة الرئيسية. وكان رأيه في البداية أن يعتصم في ذلك البرج، إلا أنه عدل عن ذلك، عندما وجد أنه لم يبق له مؤيدون في الجزيرة، فدبر أمر هربه من جزيرة خرج في قارب صغير صحبه فيهحوالي 20 رجلا ممن بقوا موالين له. وفي عام 1188هـ - 1774م انتقل الشيخ رزق و الشيخ خليفة بن محمد العتبي من الكويت الى الساحل الشمالي من قطر واسسوا بلدة الزبارة بالقرب من بلدة فريحة و شجعوا الناس على سكناها فانتقل اليها عرب من الاحساء و البحرين و نجد، وواكب تاسيس هذه البلدة احتلال كريم خان زند للبصرة فانتقل عدد من اهالي البصرة الى بلدة الزبارة بحثا عن الامان و الاستقرار، و بذلك ازدهرت الزبارة و اتسعت تجارتها



    مقتل كريم خان و تدهور حكم آل مذكور:
    كانت الأمور مستقرة إلى أن قتل كريم خان زند قرابة عام 1192هـ 1778م و نتيجة لذلك استولى على عرش إيران زكي خان الزند الأخ غير الشقيق لكريم خان، فنتج عن لذلك انسحب صادق خان الزند وهو أخ غير شقيق أيضا لكريم خان زند من البصرة وعاد إلى شيراز وتقاتل مع زكي خان زند، وفي هذه الأثناء عمت الفوضى بلاد فارس وفي 15 جمادي الأول 1193هـ - 1779م اغتيل زكي خان ونتج عن ذلك سلسلة من الحوادث الهامه في بوشهر وما جاورها، حيث انه وبعد الفوضى التي أعقبت وفاته حاكم في شيراز مباشرة فر من سجن شيراز باقر خان زعيم تانجستان، وبينما كان الشيخ ناصر بن مذكور حاكم بندر بوشهر والبحرين في سفر طويل كان من المتوقع عوده بعد أيام إلى بوشهر عن طريق مسقط، لذالك تم تجهيز سفينتين لاستقبال الشيخ ناصر ومرافقته من مسقط إلى بوشهر، في هذه الأثناء تحديدا قام القائد الأعمى لقوات باقر خان في تانجستان على رأس 300 رجل متجها إلى بندر رق ولكن وجهته الحقيقية طبقا لأوامر سيده كانت بوشهر، وعندما وصلت هذه الاخبار بندر بوشهر فزع الاهالي و اخذوا ينقلون اموالهم و نسائهم واطفالهم الى خارج البلدة، وعندما وصل رجال زعيم تانجستان في تلك الليلة دخلوا بلدة بوشهر فجرا فوجدوا أسوار القرية متروكة بإهمال غير عادي وبلا رقابة أو حراسة، فأشعلوا حريق في الحال قبل ان يطلع النهار كان نتيجته تحول 1000 كوخ إلى رماد، وبسبب الفوضى و الانزعاج اللذين سببهما الحريق من جهة وتراخي العائلة الحاكمة من جهة أخرى استطاع التانجستاني الاستيلاء على بوشهر تماما، وكانت الخسائر لا تزيد عن 15 رجل قتلوا من الطرفين. اما الشيخ علي بن ناصر ال مذكور ومعظم أقارب الشيخ ناصر فقد استعانوا بـ 300 رجل من المقاتلين لحماية و نقل اموال أسرة آل مذكور على ظهر السفن بدلا من استخدام هؤلاء الرجال في الدفاع عن المدينة، واما الشيخ سعدون بن مذكور بن ظافر شقيق الشيخ ناصر فقد لازم منزله لا يجرؤ على الحركه مع العلم انه كان معه 200 رجل تقريبا مسلحين بالبنادق بينما كان يستطيع 50 رجولا شجاعا بقيادة رجل شجاع ان يستردوا المكان، ولم تكتشف حقيقة ضعف العدو الا بعد فوات الأوان([3]) وبعد ان تمكن رجال تانجستان من السيطرة على بلدة بوشهر، تحرك باقر خان من بندر رق الى بوشهر يصحبه 200 مقاتل واخذ يخطب في المواطنين و يبرر لهم اسباب غزو بندر بوشهر، و اخذ يوهمهم بانه صاحب الحق في حكم هذه البلدة من الشيوخ العرب آل مذكور، وبعد ذلك شرع في تحصين نفسه و جنوده داخل بلدة بوشهر، ولضمان عدم حدوث تمرد من الداخل قام بمصادرة اسلحة الأهالي، وفي 18 جمادي الثانية 1193هـ - 1779م اخذ رجال القبائل العربية في المناطق المجاورة يستعدون لمهاجمة باقر خان برأ وبحرا، وفي نفس هذه الفترة كان رجال العشائر العربية يشنون هجمات عشوائية على تانجستان انتقامان من باقر خان مما تسبب في تفكير عدد من الجنود التانجستانيين بالانسحاب من بوشهر لحماية بلادهم. احس باقر خان بالخطر فاستولى على بعض المراكب وارسل فيها ما نهب من مشايخ بوشهر الى مكان ما على ساحل بلده تانجستان، واخير وفي 27 جمادي الثانية 1193هـ - 1779م رحل فجرا بدون ان يشعر به احد الى تانجستان مع كل رجاله.



    هجوم مضاد على تانجستان:
    اجتمع شيوخ القبائل العربية في بندر بوشهر لدى الشيخ سعدون بن مذكور آل مذكور مباشرة بعد انسحاب باقر خان زعيم تانجستان و قرروا تأديبه على فعلته و لكي يضعوا حد لعدم تجرأ غيره من زعماء القبائل غير العربية على حكام الموانئ العرب، لذلك وصلت سفينتان من بندر رق تحمل رجال من قبيلة زعاب وبني صعب، ثم انضمت لهم سفينه واحدة عليها عرب بندر جنابه أتباع الشيخ كايد بن حيدر كما و انضم لهم فرقة من مقاتلي داشستان وغالبا المقصود هنا عرب الخليفات و الدواسر وبني هاجر و بذلك اصبح لدى الشيخ سعدون وتحت تصرفه ما يقارب 3000 مقاتل، وفي 18 رجب 1193هـ وصل الشيخ ناصر بن مذكور إلى بوشهر ومعه المركبان اللذين كانا أبحرا لاستقباله، وكذلك مركبان من بندر رق و مركب من جنابه كانوا قد خرجوا في وقت سابق لاستقباله ومرافقته من مسقط إلى بندر بوشهر، وكان مع الشيخ ناصر بن مذكور شيخ قبيلة آل حرم حاكم عسلوه ومعه مركبان، وبذلك بلغ مجموع المراكب تسعه. وفي 25 رجب 1193هـ - 1779م تقدم مشايخ بوشهر وعسلوه والبحرين وقاموا بحصار شديد لباقر خان في حصنه الرئيسي بقوة تصل إلى 4000 رجل ومعهم 6 مدافع ثقيلة، وفي الوقت نفسه تحركت 7 مراكب تتبع شيوخ النصور في ظافري عليها 200 رجل كان هدفهم مساندة باقر خان زعيم تانجستان غير أن 3 من سفن بوشهر تصدت لها وتم الاستيلاء عليها، وفي 13 شعبان 1193هـ - 1779م استسلم باقر خان وخرج من حصنه وزار الشيخ ناصر تحت راية السلام، ووعد بأن يسلم قلاعه وثروته ولكن استغل هذه الهدنه ليحصن قلعته وخلال هذه الهدنه قدم على حاكم بندر رق مقدما تفصيلا خاطئا عن الأشياء التي أخذت من بوشهر، وبينما هو جالسا انقض عليهم عدد من رجال جنابة أتباع الشيخ كايد حيدر وقتلوه .

    العتوب تهاجم البحرين:
    أدى مقتل كريم خان زند، وما تبع ذلك من احداث الصراع الدائر في شيراز بن زكي خان زند وصادق خان زند والتي انتهت باغتيال زكي خان واستيلاء صادق خان زند على عرش ايران، كل هذه الأحداث جعلت العتوب يتحسسون ضعف الشيخ ناصر بن مذكور المذكور وخصوصا عندما بلغهم خبر احتلال شيخ تنجستان لبندر بوشهر مقر الشيخ ناصر، ونتيجة لذلك هاجمت مجموعة من عرب العتوب جزيرة البحرين عام 1196هـ - 1782م واستولوا على عدة سفن تابعة لبوشهر و بندر رق كما واجبروا رجال الشيخ ناصر آل مذكور على الانسحاب الى القلعة فنهبوا المدينة وخربوها ثم عادوا الى الزبارة أخذين معهم جلبوتا من جلابيت بوشهر كان قد ارسل الى البحرين ليستلم الضريبة السنوية التي تدفع للفرس ، اغضبت تلك التعديات الشيخ ناصر المذكور، فأرسل الشيخ ناصر الى العتوب يطالب باسترداد الاسلاب فرفض العتوب ذلك، مما اثار غضب الشيخ ناصر آل مذكور من هذا الرد السلبي و عزم الامر على تاديب العتوب.



    حصار الزبارة:
    اعد الشيخ ناصر آل مذكور شيخ بوشهر حملة ضد الزبارة بقيادة محمد بن سعدون آل مذكور ابن اخ الشيخ ناصر، مكونة من رجال قبيلة بني كعب و بندر رق و شيخ هرمز و القواسم وابحر بهذا الاسطول من بوشهر الى الزبارة و تمكن من محاصرة العتوب في بلدة الزبارة سعيا في اجبار العتوب على الصلح ولكن العملية فشلت في اجبار العتوب على الجنوح الى الصلح، مما دفع بالقوات المحاصرة "للزبارة" النزول الى البر للاستيلاء على القلعة، وعندما نزل رجال الشيخ ناصر آل مذكور الى البر هاجمهم العتوب بقوات كبيرة من عرب العتوب بالاضافة الى عرب الظفير الذي ارسلوا من البصرة بامر من الوالي العثماني على ما يبدو حيث ان راشد بن فاضل البنعلي اورد الاشارة الى ذلك في مخطوطته الموسومة بـ (مجموع الفضائل في فن النسب و تاريخ القبائل) جاء فيها الابيات التالية

    ومــالت دواسـرنــا علينا وخــالــفوا ***** وصف ظفير جا من أقصى البعايد
    أتـانا قــبـل ناصر بجيش من العجـم ***** وحــنا جـعــلـنا هـم بلــيـل شرايد


    فكان هذا العدد على ما يبدوا أكبر بكثير مما كان يتوقع آل مذكور، فقاتل العتوب بقوة وبسالة فقتل الشيخ محمد آل مذكور قائد الحملة عندما أصيب بطلق ناري من جانب القوات المعادية كما قتل الشيخ راشد القاسمي ، فانسحب الاسطول بعد هزيمته، وفي هذه الفترة وصلت قوة من الكويت كان قد ارسلها الشيخ عبد الله بن صباح أمير الكويت مكونة من ستة جلابيت و عددا من القوارب المسلحة لدعم اقاربه العتوب المحاصرين في الزبارة. وبعد هزيمة آل مذكور في الزبارة مباشرة شرع الشيخ احمد بن محمد آل خليفة الى جمع قواته استعدادا لمهاجمة البحرين، فانضم اليه الجلاهمة وآل مسلم وآل بن علي و آل سودان و آل بوعينين و القبيسات و آل سليط و المنانعة و السادة، وتدفقت هذه الجموع الى جزيرة البحرين واجبرت حاميتها على الاستسلام في 28 شعبان 1197هـ - 1783م وتم اجلاء عائلة الشيخ ناصر بعد استسلامهم الى بندر بوشهر.



    ثورة الشيخ غانم آل مذكور في بوشهر العام 1212هـ - 1798م:
    بعد استيلاء العتوب على جزيرة البحرين بدعم من السلطات العثمانية، حاول الشيخ ناصر آل مذكور إقناع الحكومة الفارسية بأهمية استرجاع جزيرة البحرين من يد العتوب التابعين لحاكم القرين (الكويت) إلى أن توفي قرابة العام 1200هـ - 1786م فخلفه في حكم بندر بوشهر ابنه الشيخ نصر بن ناصر آل مذكور والذي كان ضعيفاً إلى حد ما مقارنة بأسلافه من شيوخ أسرة آل مذكور، ولكن حكمه لم يدم أكثر من ثلاث سنوات فتولى من بعده الحكم إبنه نصر الثاني قرابة عام 1203هـ - 1789م. توالت بعد ذلك بعض الأحداث حيث استطاع علي شاه القاجر أحد زعماء القاجر من الاستيلاء على عرش إيران، وبعد أن استطاع السيطرة على المناطق الداخلية في إيران أرسل شقيقه القائد حسين قلي خان إلى بندر بوشهر لسيطرة على البلدة وفرض هيبة الدولة الفارسية على تلك الموانئ فوصل حسين قلي خان بوشهر في 17 شوال 1212هـ - 1798م واستولى عليها بمساعدة المنشق الشيخ غانم آل مذكور ونتج عن هذا الغزو فرار الشيخ نصر بن ناصر آل مذكور وأهالي بوشهر إلى الكويت بلد بني عتبة حاملين معهم أطفالهم ونساءهم، حيث إنه وفي شهر ذو القعدة 1212هـ - 1798م وصلت قوة إلى مدينة بوشهر بقيادة حسين قولي خان حاكم فارس الذي قام بثورة ضد أخيه الشاه، وبعد وصول هذه القوة هرب الشيخ نصر بن ناصر آل مذكور، إلى الكويت (وفقاً لرواية مؤلف مخطوطة عقد جيد الدرر)، (7) وحل محله في الزعامة ابن أخيه الشيخ غانم آل مذكور الذي كان موالياً لحسين قولي خان (8). وحوالي مطلع شهر ربيع الأول 1213هـ - 1799م ظهر الشيخ نصر فجأه في بوشهر ومعه أسطول تابع لعتوب الكويت وحاصر ميناء بوشهر، وفي طريقه إلى بوشهر أعاد توطيد سلطته في جزيرة خارج بمساعدة العتوب ومساندة من سلطان عمان السيد سلطان بن أحمد البوسعيد ، وقد سبقته قوة برية إلى بوشهر بقيادة ضابط إيراني وأخيه الشيخ محمد بن ناصر آل مذكور، وبعد محاصرة بوشهر لمدة خمسة أيام احتاج السكان إلى الماء، وفي مساء 11 ربيع الأول 1213هـ - 1799م حاول الشيخ غانم الهجوم على المحاصرين ولكنه فشل بعد أن أظهروا روحاً عالية في الدفاع عن المكان، وطوردت الفرقة التي قامت بهذا الهجوم حتى بوابات المدينة على يد العدو الذي دخل معهم المدينة، فاستولى الرعب على الحملة، وولى الشيخ غانم هاربا بعد مجهود يائس في تجميع قوى رجاله، ودخل الشيخ نصر وحلفائه العتوب بلدة بوشهر وشرعوا في نهب المدينة حتى طلوع النهار، وكان قائد بحرية الشيخ نصر آل مذكور في هذا الهجوم الشيخ سالم العتبي والذي من غير الواضح إن كان من رجال بوشهر أو عتوب الكويت (9) وبذلك استطاع استعادة السلطة على بوشهر مرة ثانية. .



    الشيخ نصر آل مذكور يساند حاكم مسقط في غزو البحرين:
    وفي عام 1213هـ - 1799م حدث فقر شديد في عمان نتيجة اتساع أعمال القرصنة الوهابية حسب ادعاء الانجليز، حيث إنهم كانوا يطلقون على الجهاد ضد السفن الانجليزية ''قرصنة''، وأصبح الإمام سلطان بن أحمد حاكم عمان في حاجة ماسة إلى الأموال لذلك تطلع إلى المكافأة السنوية التي كانت مقررة له من خزانة البصرة ليستعين بها على أموره ، ولكن لم يجد صدراً رحباً في العراق فاضطر إلى أن يصالح القواسم ليتفرغ للبصرة كما وهدد بالانضمام إلى الوهابيين ويشن هجوماً على البصرة، ولكن خطر سعود بن عبد العزيز آل سعود زعيم الوهابيين في نجد دفع العثمانيين في مصر ممثلين بمحمد علي باشا والعثمانيين في بغداد ممثلين في داود باشا بأن يتحالفوا مع إمام مسقط للقضاء على التوسع الوهابي الذي امتد إلى سواحل الخليج العربي والعراق والحجاز كما وأن السيد سلطان بن أحمد البوسعيدي حصل على دعم بريطاني كذلك لتحقيق الهدف ذاته. في سنة 1213هـ - 1799م كما شرحنا في تاريخ البحرين جرت استعدادات لإخضاع هذه الجزر من قبل شيراز بالاشتراك مع سلطان عمان، وانتهز شيخ بوشهر فرصة ذعر أهالي البحرين لينتزع منهم اعترافا بتبعيتهم لإيران وليدفع قسطاً من الجزية من حساب 1212هـ - 1798م وكانت هناك قوة حربية إيرانية تحت قيادة أخي حاكم إقليم فارس معسكرة في ذلك الوقت خارج أسوار بوشهر وعلى استعداد للتقدم للبحرين. أما سلطان عمان الذي اعتبر نفسه مخدوعاً من الإيرانيين فقد زار خارج وأشاع أن الشيخ غانم قد حل محل الشيخ نصر في الحكومة، وأغرى الأهالي بتسليم القلعة إليه. وهكذا وبعد أن أقام قاعدة له، أوضح للحاكم الإيراني أنه وجد جزيرة خارج مهملة فاحتلها ليمنع وقوعها في أيدي العتوب، وعرض أن يدفع دخل خمس سنوات مقدماً عن الجزيرة إذا أعطيت له، ولم يذكر كيف سويت الأمور مع حاكم الإقليم ولكن السلطان عاد سريعا إلى مسقط وبعد عام من ذلك بالضبط في محرم 1213هـ - 1799م عبر الشيخ نصر من بوشهر بأوامر من حكومة شيراز ومعه 10 سفن و1500 رجل واسترد الجزيرة . وفي عام 1215هـ - 1801م توجه سلطان عمان سلطان بن أحمد البوسعيدي الى البحرين فعمل على محاصرتها برفقة المقـيم البريطاني في مسقط الكابتن ديـفيـد سيتون و بمساعدة شيوخ عرب الهوله شيخ بوشهر والشيخ رحمه شيخ نخيلوه والشيخ نصر بن ناصر آل مذكور المطروشي حاكم بوشهر حيث إن السيد سلطان البوسعيدي خاطب حاكم إقليم فارس العام حسين ميرزا وطلب منه الإذن لحاكم بوشهر الشيخ نصر آل مذكور بمعاونة الأسطول العماني في غزو جزيرة البحرين كجزء من خطة العمل على تدمير الوهابيين، وعلى هذا الأساس وافقت الحكومة الفارسية على طلب الإمام مقابل نصف واردات البحرين، وعينت له 200 حصان وألفين من المشاة، وغادرت هذه الحملة بوشهر في طريقها إلى البحرين، ونتيجة لذلك احتل سلطان بن أحمد آل بوسعيد جزيرة البحرين عام 1215هـ - 1801م من دون مقاومة تذكر ، وعندما علم الشيخ سلمان بن احمد آل خليفة بهذا الخبر تملكه الرعب لعظم جيش السلطان وارتحل بعائلته وأتباعه إلى الزبارة . وفي الزبارة أخذ آل خليفة يتحينون الفرصة لاستعادة البحرين التي أصبحت في يد السيد سلطان بن أحمد حاكم عمان، لذلك استعان العتوب بالإمام سعود بن عبد العزيز آل سعود (الوهابي) في استرداد جزيرة البحرين، فأمر الأمام سعود قائده في نواحي قطر إبراهيم بن عفيصان فاستولى على جزيرة البحرين، ومنع آل خليفة من حكمها ، يقول في ذلك عثمان ابن سند: (نزغ بين حكامها الشيطان وبين سلطان عمان فسير إليهم الجنود والمراكب واستولى على الكاهل والغارب من دون أن يكون له مطاعن ومضارب وصير حكامها من جملة الرعايا وما كانت منه إلا احدى البلايا فالتجأوا بعد ذلك إلى ابن سعود فأمدهم بقبائل وجنود فركبوا عليها بعد انصراف العماني إلى أقطاره) . وفي 17 جمادى الأول 1217هـ - 1802م تحرك من بوشهر الشيخ رحمة بن غيث آل مذكور ابن عم الشيخ نصر بن ناصر آل مذكور حاكم بندر بوشهر، بعدة سفن كبيرة قاصدين جزيرة البحرين لمساندة السيد سلطان بن الإمام أحمد الذي كان محاصراً البحرين مع مشايخ الهولة، وفي يوم الخميس 24 جمادى الأول وصل الشيخ غيث بن رحمة آل مذكور حاكم جزيرة خارج إلى جزيرة البحرين وانضم إلى أسطول سلطان عمان، وفي 1 جمادي الآخر تقابل السيد سلطان بن أحمد البوسعيد مع الشيخ رحمة بن غيث آل مذكور وتم التشاور بخصوص تفاصيل حرب بني عتبة، وأشار أهل بوشهر على السيد سلطان بأنه إذا حصل من بني عتبة الطاعة إلى جناب سلطان عمان فالصلح أولى من الحرب حقنا لدماء الناس وتم الاتفاق على ذلك. وفي 2 جمادى الآخر 1217هـ - 1802م أرسل بنو عتبة في طلب الحاج إبراهيم بن ملا علي وقد سار إليهم ورجع ومعه الشيخ فاضل بن مجرن آل خليفة ومجموعة من عرب بني عتبة وتم الصلح على أن يدفع العتوب كل سنة للسيد سلطان 1500 تومان من خراج جزيرة البحرين كذلك يتكفل العتوب بسداد الأموال التي سلبها إبراهيم بن عفيصان من أتباع السيد سلطان البوسعيد (سيد ماجد وسيد شرف) وجملة من أتباعه البحارنة.. عند دخول الوهابيين إلى جزيرة البحرين، من نخل وأملاك وغيره، وتم الاتفاق بين الطرفين على أن يكون أهل بر فارس من بندر رق إلى قابندي والقشم كل هذه السواحل في عهد سيد سلطان إلا أهل لنجة التابعين للقواسم ومن أهل الكويت إلى رأس الخيمة في عهد سليمان بن احمد آل خليفة لتكون الناس حالة واحدة وكل شيء راح من مال ورجال من الطرفين فهو مسقوط وأما بخصوص أهل الزبارة فإن هم هاجروا إلى البحرين وخالفوا الوهابي فلا يؤخذ من عندهم شيء من الدراهم ويصبحون في عهد السيد سلطان يدافع عنهم بالمال والرجال وعليه تم الصلح والله خير شاهد، وبعد هذه الاتفاقية غادرت سفن الشيخ نصر آل مذكور بنادر جزيرة البحرين مع جناب السيد سلطان (15). وأخذ السيد سلطان حاكم عمان الشيخ محمد آل خليفة رهينة لديه في مسقط لضمان عدم خيانة العتوب واللجوء إلى الوهابيين في الزبارة. 1218هـ - 1803م ورد في دليل الخليج – القسم التاريخي - الجزء الخامس صفحة 2784 -2795 بالتاريخ المذكور انه كانت توجد سفينة اسمها هكتور متجهه من بومبي إلى بوشهر والبصره تحمل بضائع لشركة الهند الشرقية (شركة بريطانية) حيث ارتطمت عند ميناء نخيلوه حيث طلب القبطان النجده فحضر الشخ رحمن زعيم نخيلوه ومعه عدد كبير من المراكب فطرد الضباط والبحاره واستولى بنفسه على السفينه بكل محتوياتها. في نفس السنه جنحت سفينة البريد ألرت التابعة ايضاً لشركة الهند الشرقية عند جزيرة الشيخ شعيب بالقرب من نخيلوه والمتجهه من البصره وبوشهر إلى بومبي فقام عدد كبير من سكان الجزيرة باخذ ما بها من بضاعة ولم يلتفتوا لطلب القبطان للمساعدة وبعدها بثلاث ايام زار الشيخ رحمن (شيخ نخيلوه) نفس السفينه واخذ بقايا ذات قيمه عليها وترك كيسين من الرز للبحارة حيث زار بعد ذلك سلطان مسقط مدعياً بانه مرسل من قبل عتوب البحرين (حكام البحرين الحاليين من العتوب) وذلك ليتصرف في بضائع السفينتين التي ارسلها لجده للبيع عن طريق شخص عماني وباع بضائع اخرى على بندر عباس وجزيرتي هرمز وقشم كما ظهرت اسباب قوية تفيد بان الشيخين سيف وحرمي من عسلوه (لم تتوفر معلومات وافيه عن تاريخ هولاء الشيوخ من ال حرم) و الشيخ عبد الرحمن الحرمي شيخ ناباند حصلوا على ربح مشترك من بضائع السفينه هكتور. في نفس السنة ايضاً احتجت بريطانيا لدى الحكومة الايرانية على اعمال الشيخ رحمن شيخ نخيلوه فقامت الحكومة الإيرانية بإطلاق سراح الشيخ نصر الثاني شيخ بوشهر (يرجح بانه الشيخ نصر بن نصر بن ناصر آل مذكور المطروشي) والذي كان مسجون في شيراز لكي يقود حملة ضد الشيخ رحمن شيخ نخيلوه ولكن الشيخ نصر الثاني لم يفعل شيء. 1219هـ - 1804م ذُكر في دليل الخليج : حاول المعتمد البريطاني ان يطلب التعويضات من الشيخ رحمن شيخ نخيلوه ولكنه لم يتجاوب معه بالشكل المطلوب فتم استدعاء شيخ نخيلوه من قبل حكومة شيراز فكان تبريره ان لكل دولة الحق في الثروة التي تأتيها من غرق السفن على سواحلها فاستطاع البريطانيين بعد ذلك الحصول على فرمان من شاه إيران لحكومة شيراز لتسوية مشكلة شيخ نخيلوه الذي كلف شخص يدعى زكي خان وبمساعدة من قبيلة عربية على عداء مع اهالي نخيلوه للقيام بعمل ضدهم فانسحب شيخ نخيلوه منها واتجه إلى جزيرة الشيخ شعيب وبنى برجين للدفاع ووطد علاقته مع الوهابيين (حاكم الوهابيين هو سعود بن عبد العزيز آل سعود) وكان الشيخ رحمن موقفه قوي لقدرته في تجهيز الف فارس للعمليات الحربية وكان على صلة بمشايخ جاراك وعسلوه وكانجون وبزعماء راس الخيمة والزبارة . 1220هـ - 1805م ذُكر في دليل الخليج : قام الملازم بروس والذي كان يقوم باعمال المعتمد البريطاني في بوشهر فابحر الشيخ نصر الثاني باسطول إلى جزيرة الشيخ شعيب وكان الشيخ نصر ايضاً مراوغاً للانجليز حيث كان يطلق بضعة مدافع قليلة كل يوم كموضوع شكلي وفي الليل يذهب للشاطيء لتناول العشاء مع الشيخ رحمن وبضغط من البريطانيين استطاعوا الحصول على تعويض مالي للسفينه هكتور. .

    تولي الشيخ عبدالرسول بن نصر آل مذكور مشيخة بوشهر:
    في عام 23 شوال 1221هـ - 1806م ترك الشيخ نصر بن ناصر آل مذكور بوشهر للحج الى مكة وفي مكة توفي الشيخ نصر بن ناصر ودفن هناك ، وعند رحيله عهد بالإدارة إلى ابنه الشيخ عبدالرسول الذي كان قليل الحياء نحيف الجسد ومفرط في الفجور حسب وصفه في التقارير الإنجليزية. سفير فارس في الهند ينتزع بوشهر من يد الشيخ عبدالرسول ويبيد عرب الدواسر في بوشهر: وخلال فترة وجيزة من حكم الشيخ عبدالرسول ، ابدى السفير الايراني في الهند السيد طالب محمد نبي خان أطماعه في حكم بندر بوشهر فأخذ يطالب حكومته بتعينه حاكم على مدينة بوشهر ، وبالفعل حصل على الموافقة بشرط أن يدفع 40000 تومان ، وكانت حجة إبعاد الشيخ عبدالرسول آل مذكور بسبب عجزه عن تسديد الديون والبالغة 28000 ألف تومان ، وفي 7 رمضان 1223هـ - 1808م قبض على الشيخ عبد الرسول بطريقة الخيانة أو بالأحرى أختطف بواسطة السفير محمد نبي خان أثناء زيارة السيد هارفورد جونز السفير البريطاني المقيم في بوشهر ، وساد المدينة والأقليم المجاور ذعر شديد وفوضى والتجأت جماهير من الناس والقروين الى المعتمد البريطاني في بوشهر ، وفي الأثناء فر وزير الشيخ عبدالرسول آل مذكور بحرا إلى مكان مجهول ، ووصل السفير أو الحاكم الجديد محمد نبي خان إلى بوشهر. نهاية حكم آل مذكور، وبداية الحكم الإيراني: عند وصول الحاكم الجديد محمد نبي خان في 2 ذو القعدة 1223هـ - 1808م استاء كثير لنفور السكان المحليين من التغيير الجديد الذي نظر إليه على أنه نهاية حكم العرب وبداية الحكم الإيراني ووصل الوضع بالحاكم الجديد حتى أنه كان راغباً في التخلي عن حكومة بوشهر. توسط الحاكم الإيراني الجديد إلى حكومة شيراز بقصد الشفاعة للشيخ المخلوع عبدالرسول بقصد إنقاذ حياته ونجح في ذلك حيث تم الاكتفاء بنفي أفراد أسرة آل مذكور إلى جزيرة خارج اختيارياً، وفي مطلع رمضان 1224هـ - 1809م استدعي محمد نبي خان فجأة إلى شيراز وعُين كبير المستشارين للحاكم بدلا من نصر الله خان الذي اتهم بالاختلاس وتم فصله. وفي بوشهر عين محمد جعفر كنائب دائم للحاكم في بوشهر وفي هذه الفترة من حكم الأخوين الإيرانيين محمد نبي ومحمد جعفر حدثت إبادة شبه كاملة لقبيلة الدموخ الدواسر العربية المؤيدة لعائلة الشيخ نصر آل مذكور في بوشهر كما واستسلم العرب المجاورون لبوشهر لليأس من الطغيان الإيراني. وفي سنة 1226هـ - 1811م دعي محمد نبي خان إلى طهران حيث عين ابنه محمد رحيم خان في منصب في البلاط وعند وصوله أخبر أنه فشل في تسديد رسوم إقليم فارس والتي بلغت 70 ألف تومان وكان نصيبه الجلد بقسوة مع موظف آخر اعتبر شريكا له في جريمة الامتناع عن دفع الرسوم، وهرب من المأزق بأن ألقي به من نافذة عالية بناء على أوامر شخصية من الشاه .



    العفو عن آل مذكور والعودة لبوشهر من المنفى الاختياري:
    وبعد اغتيال الحاكم الفارسي لبوشهر من قبل الشاه الإيراني نتيجة فشله في دفع رسوم إقليم فارس وبندر بوشهر صدرت أوامر الشاه في سنة 1227هـ - 1812م وذلك بإصدار فرمان العفو عن أسرة آل مذكور فعاد الشيخ محمد أخو الشيخ نصر إلى أبوشهر من جزيرة خارج حيث كانت العائلة تعيش هناك في حالة نفي اختياري (3) وفي 1230هـ - 1815م وصل رحمة بن جابر الجلاهمة العتبي منفياً من الدمام إلى بوشهر تصحبه 500 أسرة من جماعته، وكان معه عدد من القوارب الصغيرة وسفينتان كبيرتان وأخرى متوسطة، وبعد الاستقرار في ميناء بوشهر ظل رحمة يلقى استقبالا حسناً من حاكمها الشيخ محمد آل مذكور الذي أمر بتخصيص حي مستقل لسكن الجلاهمة ومن جاء معهم (لوريمر - القسم التاريخي الثالث، صفحة 102).

    أميرة فارسية: صراع سلطان عمان وشيخ بوشهر:

    عاد الشيخ عبدالرسول آل مذكور إلى وضعه السابق كحاكم وراثي لبندر بوشهر بعد سقوط محمد نبي خان، وفي شوال سنة 1241هـ - 1826م رحل الشيخ عبدالرسول إلى الحج في مكة المكرمة فبدأ سلطان عمان ببعض الأعمال العدائية ضده، وكان سبب النزاع نتيجة الضرر الذي ألحقه الشيخ عبدالرسول بالسيد سعيد في شيراز، وكانت الشكوك تحوم حول قيامه عبدالرسول بمجهودات ليحل محل السلطان العماني في زواج مقترح بابنة الأمير الحاكم لشيراز، وكان من المعتقد أن العرب في الساحل الإيراني من قشم إلى كانجون يقفون إلى جانب السلطان بينما كانت صداقة القواسم لشيخ بوشهر عميقة في قلوبهم منذ سنين كثيرة، وعلى ذلك فقد كان خطر اندلاع الحرب في الخليج كله بالصدام بين القوتين حقيقة ماثلة، وكانت أول شرارة في الحرب هي استيلاء العمانيين على سفينة الشيخ (نصرت شاه) أثناء عودتها من البنغال، حيث حملت إلى مسقط وأنزل منها كل الأدوات التي تخص الشيخ شخصياً، وأعيد تجهيزها لتكون سفينة حربية. وفي 19 شوال 1241هـ - 1826م تقدمت سفينتان وواحدة شراعية في صحبة (نصرت شاه) من مسقط إلى مرفأ بوشهر، وأخبر قائد الأسطول محمد بن سلطان المعتمد البريطاني أن لديه أوامر لتسليمه جمارك على بضائع بوشهر الموجودة على ظهر السفينة نصرت شاه والمرسلة إلى التجار، وأنه سيستولي على جميع السفن الخاصة بالشيخ عبدالرسول، وفيما عدا ذلك فانه لن يهدد المدينة أو يضر بتجارتها. وبناء على طلب المعتمد البريطاني فإنه تنحى عن طلبه للجمارك وإلا لاضطر التجار لدفع الجمارك مرتين، وفي النهاية رحل الأسطول بهدوء إلى البصرة حيث كان لسيده طلبات أخرى تنتظر التنفيذ .

    السلطان سعيد يأسر عبدالرسول وثورة في بوشهر:
    كانت السلطات البريطانية تتوقع عودة الشيخ عبدالرسول عن طريق وسط شبه الجزيرة العربية، ولكن السيد سعيد كانت لديه معلومات أفضل. ففي محرم 1242هـ - 1827م بعد عملية قصيرة، أسر الشيخ عبدالرسول ومعه سفينتان في البحر في جزء مجاور لجزيرة قشم عند مدخل الخليج. وعندما تلقت حكومة بوشهر نبأ هذا الحادث تولى الشيخ أحمد بن ناصر آل مذكور عم الشيخ عبدالرسول الذي أيده الأمير الحاكم لفارس في اغتصاب السلطة، ولم يطلق سراح الشيخ عبدالرسول حتى شوال 1242هـ - 1827م عندما نفذت وثيقة بمبلغ 80 ألف كروان ألماني لصالح الذين أسروه. وفي أثناء اعتقال الشيخ عبدالرسول في مسقط حدثت قلاقل خطيرة في بوشهر وكان سبب ذلك منافسات بين أعضاء أسرته فعندما. استولى الشيخ أحمد بن ناصر المذكور عم الشيخ عبدالرسول على حكم ميناء بوشهر لنفسه كما ذكر من قبل، لجأ حسين بن نصر أخ الشيخ وابنه ناصر بن عبدالرسول إلى المعتمدية البريطانية. ومن ذلك المكان بدآ يحوكان الدسائس سراً لقلب حكم الشيخ أحمد بن ناصر، غير مراعين الشروط المفروضة عليهما لوضعهما الممتاز كلاجئين لدى المعتمدية البريطانية. وفي آخر شهر رجب العام 1242هـ - 1827م اقترب الأمير الحاكم لفارس (الفارمان فارما) من بلدة بوشهر، ولكي يقوي الشيخ أحمد بن ناصر آل مذكور من وضعه قبل وصول الزائر الملكي طلب رهائن من كل قبيلة تحت إدارته، واقترح أن ترسل الرهائن للجزيرة من خارج، وقد هيأ هذا الطلب الشاذ الفرصة التي كان منافسوه في حاجة لاستغلالها. وفي ليلة 5 رجب 1242هـ - 1827م استولى الشيخ حسين والشيخ ناصر فجأة على برجين من القلعة كانا في حوزة أعظم أتباع الشيخ أحمد الذين يعتمد عليهم. وفي اليوم التالي حاصروه في منزله وأجبروه على الاستسلام، وكان ذلك بمساعدة أهالي بوشهر عامة، وبمساعدة فرقة من قبيلة بني فلاج من القرية المجاورة (6). وعقد اتفاق بين الطرفين بواسطة الرائد ستانوس المعتمد البريطاني تنازل فيه الشيخ أحمد عن الحكم، وتعهد أن يبقى في المعتمدية البريطانية حتى تأتي أنباء استسلام جزيرة خارج للطرف الآخر، وبعد ذلك يمكن أن يزود بالوسيلة التي يغادر بها بوشهر بحراً. وفي الثامن من رجب، بعد أن اتخذ الشيخ أحمد إقامته في المعتمدية دارت مباحثات بين الزعماء في منزل محمد بن ناصر آل مذكور وهو عم آخر للشيخ عبدالرسول، وحضر الرائد ستانوس هذه المباحثات وقد صدر منه تعليق أغضب الشيخ حسين الذي اندفع من المنزل وأخذ يثير أتباعه قولاً وعملاً ليعسكروا وينفذوا أي عمل بالقوة. ويبدو أن ستانوس عاد إلى المعتمدية فوجد أمامها مظاهرة جبارة قامت بها شرذمة من الرعاع المسلحين في المدينة، وأحيط المكان بجموع من الرجال أخفوا أنفسهم خلف الأكواخ في الحي المجاور وشوهدت جماعات تزحف على أسطح المنازل لتحتل أمكنة إستراتيجية، وأحضر مدفعاً كبيراً ووضع على مسافة 100 ياردة من الباب. ووقف في الشوارع الموصلة للمعتمدية حراس لمنع أي مؤن قد تجيء إليها من المدينة، وبواسطة هؤلاء الحراس أفرغت أواني المياه، وفتحت اللفائف، وفتش الأرمن وغيرهم ممن كانوا يقتربون من المكان، وأوقف خادم المعتمدية وهو خارج منها، وسلبت كل الأشياء التي يحملها. وكتب الرائد ستانوس مرتين للشيخ ناصر بن نصر. وأخيرا تمكن من وقف هذه التهديدات والمضايقات وفي الصباح التالي بدأ الشيخ ناصر والشيخ حسين اللذان تيسر لهما الوقت الكافي للتفكير في النتائج الممكنة لتصرفهما هذا، فأنكرا أنهما فكرا في اللجوء إلى العنف زاعمين أن غرضهما الوحيد كان منع الشيخ أحمد من الهرب، ولجآ إلى التأكيدات الفياضة باحترام البريطانيين، والشكر للمعاملة الطيبة التي لقياها من قبل على يد المعتمد البريطاني. وسرعان ما وصل بعد ذلك الأمير الحاكم لفارس شخصياً إلى بوشهر ولكن وجوده لم يعمل على تحسين الأمور لأنه علق بلغة مهينة على التصوير الذي قدمه الرائد ستانوس للأحداث الأخيرة. وأراد أن يلقي باللوم كله فيما حدث على المعتمد. وأخيرا وبعد أن منع خدام المعتمدية من حمل الماء وخلافه وإلا أهينوا في الطرق العامة، انسحب المعتمد من بوشهر إلى قرية مجاورة. وعند هذا الحد حل الرئيس ويلسون محل الرائد ستانوس وكتب الأمير الحاكم للمعتمد الجديد يعده بالترضية عما لحق أخيراً بالبريطانيين من إهانات، وبإبعاد الشيخ حسين من الإدارة. ويبدو أنه أعيد تكوين المعتمدية في المدينة، أما الشيخ أحمد فقد سلمه المعتمد بناء على طلبه إلى الأمير الحاكم لفارس (الفرمان فارما)، استحسنت حكومة بومباي القرار، كما أثنت على حسن التصرف والحزم اللذين أظهرهما الرائد ستانوس أثناء الأزمة وكذلك الحكم الذي أصدره الرئيس ويلسون بإعادة المعتمدية إلى بوشهر وبتجاهل اللغة السيئة التي استعملها الأمير الحاكم . ولم تر الحكومة في بومباي أنه من الضروري الإصرار على إبعاد الشيخ حسين عن الحكومة ما دام أحد أفراد العائلة القادرين على الاستمرار في الإدارة في غياب الشيخ عبدالرسول شريطة ألا تكون هناك مخاطرة عند عودته إلى الحكم من الاعتداء على المعتمدية بعد إعادتها إلى بوشهر، وسوف يفسر لنا انشغال الحكومة الإيرانية السابق في الحرب مع روسيا في الشمال أسرار عدم مبالاتها بسلوك سلطان عمان وحالة الفوضى في بوشهر في سنة 1242هـ - 1827م .

    طرد الحكومة الإيرانية لناصر بن عبدالرسول:
    وفي منتصف العام 1248هـ - 1833م طردت حكومة إيران الشيخ ناصر بن عبدالرسول آل مذكور بعد فترة وجيزة من حلوله مكان أبيه الشيخ عبدالرسول في بوشهر وقد صودرت سفينته التي كان بدأ بها حصار المدينة جاعلا جزيرة خارج قاعدة لعملياته. وفي رجب 1248هـ فقط بعد أن كف عن حصاره بأيام قليلة وهرب من جزيرة خارج إلى الكويت، وصل الشيخ سلطان بن صقر القاسمي زعيم القواسم وقد جاء لنجدته تنفيذاً لاتفاق سابق ومعه أسطول يحمل من 1000 إلى 1500 رجل من قبيلة القواسم ، وكان من الواضح أنه لم يعد هناك أي أمل لاستعادة حكومته الوراثية، لذلك رأى الشيخ سلطان أن يشن هجوما انتقاميا على المدينة وينهب سكانها التجار. وفي هذه الظروف رأى المستر بلين أن يبرر لنفسه حق التدخل وإجبار القواسم بتهديدهم بالقوة للرحيل عن الميناء .

    ثورة بوشهر وطرد رضا قولي ميرزا:
    بعد الضجة التي وصفناها في الفصل السابق والتي نتج عنها طرد الشيخ الوراثي عين الأمير حاكم فارس (الفارمان فارما) ابنه رضا قولي ميرزا أخا تيمور ميرزا لحكم بوشهر، ولكن الأهالي استاؤوا من تصرفات الكاجاريين لتوطيد حكمهم الجديد في المدينة كما ساءهم سلوك والدة الحاكم الجديد التي زارت بوشهر شخصياً، واتخذت إجراءات لزيادة دخل الحكومة ومنها القبض على زعيم منطقة بوزجان، وقد أدى ذلك كله أخيراً إلى الثورة العلنية. وفي ليلة 30 جمادي الأولى 1249هـ تعرض منزل رضا قولي خان لمحاصرته بقوة مسلحة تحت قيادة شخص يسمى جمال خان بوشهر الذي شد من أزره زعماء تنجستان ودشتي (منهم أهل دشتي). ووجد صاحب السعادة الملكية نفسه مضطراً لأن يطلق سراح زعيم بوزجان ووافق على رحيله من بوشهر مبكراً في الصباح التالي. وبما يتفق مع وعده سافر مصحوبا بقليل من الخدم فقط أما حرمه وأهل منزله فقد لحقن به بمجرد الحصول على البغال التي تحمل عفشهن وأمتعتهن. وفي ذي الحجة 1249هـ - 1834م أنهى أمير شيراز الحاكم إلى مستر بلين المعتمد البريطاني في بوشهر أنه بناء على طلب الثائرين الأخيرين الذين عبروا عن أسفهم العميق لخطئهم فقد عين ابنه تيمور ميرزا شقيق زوجة السيد سعيد سلطان عمان ليكون مسؤولا عن بوشهر بدلا من رضا قولي ميرزا. وطلب من المعتمد أن يقابل رغبات الحاكم الجديد بكل احترام، وقد رد الضابط على هذا الطلب بحرص ومجاملة وكان ممثلو الأهالي قد طلبوا ألا يقيم تيمور طويلا في بوشهر وأن لا يحضر مرافقين كثيرين معه. وفي 11 صفر 1249هـ - 1834م رحل بعد إقامة قصيرة ومعه شخصان من ذوي الرتب ليعملا كنائبين في أثناء غيابه ولكن هذا كان ترتيبا اعتباريا بحتا، أما الرقابة الفعلية فقد ظل يمارسها جمال خان ومؤيدوه. الى هنا نصل الى ختام الترجمه باسرة آل مذكور كون جميع المصادر التي اعقبت هذه الفترة تفيد بان بندر بوشهر اصبح تابعا لرئيس الموانئ الفارسي (دريابيكي) و الذين كان اخرهم أحمد كبابي الذي دمر جميع الموانئ التابعة للحكام العرب في بر فارس، ووضمها تحت الادارة المباشرة من قبل الحكومة المركزية في ايران.

    اذا هذا ما تم العثور عليه من تاريخ هذه الاسرة العربية الكريمة التي حكمت جزيرة البحرين وبندر بوشهر ردحا من الزمن و كان لها الصوله و الجوله و تمام التأثير في تاريخ منطقة حوض الخليج العربي.

















    ==================

    واخيرا



    صورة فضيلة الشيخ خالد بن الشيخ مذكور آل مذكور المطروشي أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة الكويت وهو من سلالة أسرة آل مذكور الكرام حكام جزيرة البحرين وبندر بوشهر قديما



    ==================



    ارائكم مهمة واثباتاتكم مهمة للوقوف مع جميع قبائلنا

    تحياتي
    التعديل الأخير تم بواسطة أبن السواحل ; 10-01-2010 الساعة 10:13 PM
    ..


    وَمَا تَشَاؤُونَ إِلاَّ أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ

  2. Untitled Document
  3. #2
    مساهم مميز الصورة الرمزية غزلان التميمي
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : UAE
    المشاركات : 233

    افتراضي

    تسلم ويعطيك العااااااافيه اخوي ابن السواحل بحث كامل من جميع النواحي
    بنت التميمي

  4. Untitled Document
  5. #3
    الاداره العليا الصورة الرمزية أبن السواحل
    تاريخ التسجيل : Dec 2009
    المشاركات : 1,235

    افتراضي

    شكرا جزيلا اختي غزلان

    الله يخليك يا بنت بنو تميم

    تحياتي
    ..


    وَمَا تَشَاؤُونَ إِلاَّ أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ

  6. Untitled Document
  7. #4
    باحث
    تاريخ التسجيل : Mar 2010
    المشاركات : 18

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    أشكر أخي أبن السواحل جزيل الشكر على هذه البادرة الطيبة ، ونحن أخي الكريم نسعى للوصول إلى جميع الحقائق والمدونات التاريخية والتى عمد بعض المؤرخين على طمسها كما لعب التاريخ السحيق دورا مهما في تعرية الحقائق.

    ومن هنا وبتكاتف الجميع وبعون من الله عز وجل سنصل إلى تلك الحقائق التاريخية عبر هذا الصرح والصروح الآخرى . فنحن في الأول والأخير محاسبين أمام الله ، كما نحن محاسبين أمام الأجيال القادمة.

    تقبل تحياتي وتقديري لشخصك الكريم وعلى جميع المشاركين.

  8. Untitled Document
  9. #5
    الاداره العليا الصورة الرمزية أبن السواحل
    تاريخ التسجيل : Dec 2009
    المشاركات : 1,235

    افتراضي

    وعليكم السلام

    اتفق معك فيما تفضلت 100%

    بارك الله فيك اخي النشمي وثق بأنكم وفقتم بها وبعملكم الطيب لجمع تاريخ آل مذكور المطروشي فلا توجد هناك اي ملاحظة على القصة المسرودة اعلاه وبارك الله فيكم

    وبأذن الله الجميع يحاولون جمع ما يستطيعون عن القبائل العربية التي تزعمت في زمن من الأزمان تلك السواحل والجزر

    تحياتي لكم ولجميع المطاريش الكرام
    ..


    وَمَا تَشَاؤُونَ إِلاَّ أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ

  10. Untitled Document
  11. #6
    باحث الصورة الرمزية بوحمدان الخالدي
    تاريخ التسجيل : Nov 2009
    الدولة : لامكان لا وطن
    المشاركات : 1,779

    افتراضي

    من المواضيع القيمه و المكتمله جزاكم الله خير

    تحياتي

  12. Untitled Document
  13. #7
    الاداره العليا الصورة الرمزية أبن السواحل
    تاريخ التسجيل : Dec 2009
    المشاركات : 1,235

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ولد الآصول مشاهدة المشاركة
    من المواضيع القيمه و المكتمله جزاكم الله خير

    تحياتي
    حياك الله اخي العزيز ولد الأصول

    شكرا جزيلا لك

    اطيب الأماني
    ..


    وَمَا تَشَاؤُونَ إِلاَّ أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ

  14. Untitled Document
  15. #8
    باحث
    تاريخ التسجيل : Dec 2009
    المشاركات : 1,400

    افتراضي

    موضوع مهم وبارك الله فيك وفي مجهودك اخوى ابن السواحل

  16. Untitled Document
  17. #9
    عضو اتحاد كتاب الساحل الصورة الرمزية وليد جابر آل بوخلف
    تاريخ التسجيل : Nov 2009
    الدولة : رقم التواصل 00971503371480
    المشاركات : 3,816

    افتراضي

    موضوع قيم بارك الله فيك يا الذيب
    للتواصل مع وليد جابر البوخلف :

    ايميل : waleed.alkumity@gmail.com

    هاتف : 00971503371480

  18. Untitled Document
  19. #10
    من كبار المساهمين الصورة الرمزية شبيه الريح
    تاريخ التسجيل : Apr 2010
    المشاركات : 717

    افتراضي

    ماشاءالله معلومات ثريه

    يعطيك العافيه اخوي ابن السواحل
    يا مزور التاريخ و يا فاقد الذمه ... للحين سيف جدي بيدي مانشف دمه

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •