نقدم لكم احد المقالات المختاره من جريدة الوطن الاكترونيه بتاريخ 2010/03/04 و بقلم الدكتور وليد الطبطبائى


الخليج العربي.. التاريخ والجغرافيا معنا

ذكرنا في مقال سابق أن تسمية خليجنا بالخليج العربي ليس فيها افتئات أو تزوير للحقائق كما يدعي الجانب الإيراني، فإذا كان العرب يسمون قديماً الخليج العربي ببحر فارس، فقد كانوا يسمون أيضاً البحر الأبيض المتوسط ببحر الروم، والبحر الأحمر ببحر الحبشة، باعتبار أن بعد هذا البحر بلاد فارس وبعد ذاك البحر بلاد الروم، وبعد الأخير بلاد الحبشة..
ولكن كان ذاك في الزمان الغابر ومع مرور القرون تتغير الأسماء تبعاً لتغيير أسباب الاسم، فبلاد فارس أصبحت بلاد خرسان وانتهت إمبراطورية في زمن عثمان بن عفان رضي الله عنه قبل نحو 1400 سنة ولم يعد لبلاد فارس وجود إلا في القرن الأخير على يد أسرة بهلوي والذي حاول فيها إحياء إمبراطورية كورش الفارسية، أما قبل ذلك فالحقائق التاريخية تؤكد بأن سواحل الخليج العربي في جهة ايران اليوم كان يسكنها العرب والقبائل العربية في الغالب وخصوصاً في الموانئ والبنادر والجزر في الخليج العربي، وان العرب حافظوا على سيادتهم على الخليج العربي طوال الفترة الواقعة بين القرن الثامن الميلادي حتى القرن التاسع عشر الميلادي، أما الفرس فكما ذكرنا سابقاً ليسوا أهل بحر ولم يسكنوا بالقرب من السواحل أو الموانئ، وقد ذكرنا أيضاً بأن جبال زغروس تفصل بلاد فارس عن ساحل الخليج العربي.
ومما يؤكد هذه الحقائق التاريخية ما نقله الدكتور بشير زين العابدين من خلال دراسته المعنونة «الخليج وأبعاد التسمية» بأنه في القرن السابع عشر الميلادي قام المبعوث الفرنسي كاري بزيارة الخليج العربي، ولاحظ أن سكان الأماكن الواقعة بين بندر ريح وبندر عباس هم من العرب، ووافق كاري في ذلك العديد من الرحالة الأوروبيين، ومنهم كارستن نيبور، والذي أكد عام 1762 بأن ملوك فارس «لم يتمكنوا قط من أن يكونوا أسياد ساحل البحر في بلادهم خاصة لكنهم تحملوا على مضض أن يبقى هذا الساحل ملكاً للعرب».
وأكد نيبور بأن عرب الساحل الشرقي (إيران اليوم) للخليج العربي يسيطرون على «السواحل من بندر عباس الى راس بردستان ويملكون جميع الموانئ فيها» وأسهمت في وصف القرى العربية في كل من: جمبرون (بندر عباس)، وهرمز، ولارستان، وقشم، ومخا، ونخيلوه، ونابند، وعسيلوه، وكنكون، وبوشهر، وبندر ريق، وصولاً الى الحويزة التي كانت تخضع لسيطرة بني كعب..».
وذكر الباحث زين العابدين أن القنصل الهولندي نيبهاوزن قدم في الفترة نفسها في تقرير له عام 1756 تفاصيل أكثر دقة حول الهيمنة العربية على الحركة الملاحية في الخليج العربي، وكذلك حول نفوذهم في ميناء بوشهر الذي وصفه بأنه «منطقة عربية»، مضيفاً أن سكانه من مناطق شمال مسقط (عمان) ويسمون البومهيو من الساحل الجنوبي للجزيرة العربية، ومن ضمن القوى العربية التي تحدث عنها نيبهاوزن في الساحل الشرقي للخليج العربي آل حرم، الذين قدموا من ساحل عمان واستقروا في ميناء عيسلوه، وكانوا يملكون قوة بحرية تقدر بأربعين سفينة وثلاثمائة رجل مقاتل.
وقد تحدث الكثير من الباحثين الأوروبيين في الفترة المعاصرة عن خطأ استخدام مسمى «الخليج الفارسي»، ومن هؤلاء المؤرخ الإنجليزي روديك أوين الذي أصدر في خمسينيات القرن العشرين كتاباً بعنوان «الفقاعة الذهبية: وثائق الخليج العربي» وقد روى فيه أنه زار الخليج العربي وهو يعتقد بأنه خليج فارسي لأنه لم ير على الخرائط الجغرافية سوى هذا الاسم، ولكنه ما كاد يتعرف إليه عن كثب حتى أيقن بأن الأصح تسميته «الخليج العربي» لأن أكثر سكان سواحله من العرب».
وقال: «إن الحقائق والإنصاف يقتضيان تسميته الخليج العربي».
وأكد المؤرخ البريطاني أرنولد ويلسون ما ذهب اليه اوين، بقوله: «إن السيطرة الفعلية للحكومة الفارسية لم تكن موجودة على السواحل الشرقية (الإيرانية) بل كان النفوذ للعرب منذ عهد سابور الثاني في القرن الرابع الميلادي، واستمر كذلك بعد قيام الدولة الإسلامية حتى فترة متقدمة من الوقت الحاضر».
هذا من حيث التاريخ.. أما الجغرافيا فإن الساحل الغربي للخليج من شماله بـ«الفاو» الى جنوبه في رأس مسندم نحو 135 كم، في الوقت الذي لا يزيد طول الساحل الفارسي عن 860 كم أي %60 للجانب العربي و%40 للجانب الإيراني، وعليه فإن التزوير الذي تدعيه ايران اليوم وتصر على فرض تسمية الخليج العربي بالفارسي هي محاولة لإشغال الشارع الإيراني وأيضاً لغرض هيمنة ايران على الخليج والتوسع قدر المستطاع.

وليد الطبطبائي


المصدر: http://www.alwatan.com.kw/ArticleDetails.aspx?id=11525


نعم يا الدكتور وليد عرب الساحل معكم تاريخياً و جغرافياً ولاكن أين انتم منهم اعلامياً ؟

و ما هو الضمان لبقاء الساحل الشرقي جغرافياً معك؟