السلام عليكم و رحمة الله و بركاتة
كتاب او كتيب دليل المقابر أهديه لكم و كل يوم سأضع منه صفحة او جزء ان شاء الله حتى ينتهي ..
دليل المقابـر
تأليف
د. طارق بن محمد الطواري
دعاء دخول المقابر
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى المقبرة فقال : (( السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون نسأل الله لنا ولكم العافية ))
أخرجه مسلم ( 3/64 ) .
وكان صلى الله عليه وسلم إذا زار مقبرة البقيع يقول : (( السلام عليكم دار قوم مؤمنين ، وأتاكم ما توعدون غدا مؤجلون ، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ، اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد (( أخرجه مسلم (3/63) .
* * *
شكر وتقدير
الحمد لله رب العالمين الذي أنعم علينا بنعمه الكثيرة (( وما بكم من نعمة فمن الله )) (النحل : آية 53) . والتي لا تعد ولا تحصى (( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها )) ( النحل : آية 18) .
فله الحمد كم يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه على نعمه وآلائه وإحسانه . والصلاة والسلام على رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي دلنا على الخير والهدى وأوضح لنا الطريق ،
وأسأل الله أن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم صالحا متقبلا وأن يرحم به كاتبه وأهله ووالديه وجمع المسلمين .
وصلى الله وسم على نبينا محمد وعلى آله وصحابته والتابعين .
المؤلف
* * *
مقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحابته والتابعين .
وبعد ,,,
فهذا كتيب متواضع صغير في حجمه كبير في علمه .
حاولت فيه جاهدا أن ألخص وأرتب وأهذب كل ما يتعلق بالميت مما تدعو الحاجة لمعرفته منذ احتضاره إلى استقرار روحه عند ربه عز وجل مرورا بالاحتضار والغسل والكفن والجنازة والقبر ثم ما ينفع الميت بعد موته ثم مستقر الأرواح ثم الخاتمة .
هذا وقد اجتهدت ألا يكون الكتيب طويلا مملا ولا قصيرا مخلا ، وإنني بهذا الكتاب لم أقدم لعالم التأليف أي جديد وإنما التأليف أن تجمع بين قول هذا وقمل هذا وتولف بينهما فالسلم لم يتركوا للخلف إلا النادر اليسير مما لم يؤلفوا فيه فكل من جاء بعدهم فهو إما شارحا لكتبهم أو موضحا أو مختصرا أو معلقا أو مهذبا أو مكملا .
هذا وقد لخصت في هذا البحث جملة أقوال سلف الأمة معتمدا على كتبهم في أصول مذهبهم كالإمام مالك والشافعي وأحمد وشيخ الإسلام ابن تيميه كما لا غنى لنا عن آراء وأقوال وكتب علماءنا ومنارات عصرنا كالشيخ ناصر الدين الألباني والشيخ عبد العزيز بن باز والسيد سابق رحمهم الله جميعا ومتع الناس بعلمهم وأعظم لهم المثوبة والعطاء وجزاهم الله عنا وعن أمة الإسلام كل خير .
* * *
دليل المقابر
ما يسن عند الاحتضار
1 ـ أن يحسن الظن بالله :
أي يرجو مغفرة الله لذنوبه ويخاف عقابه سبحانه وتعالى لقول النبي صلى الله عليه وسلم (( لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله تعالى )) روه مسلم (8/165) عن جابر رضي الله عنه .
2 ـ أن يؤدي الحقوق لأهلها إن تيسر له ذلك :
لوصية النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فقد قال صلى الله عليه وسلم :
(( من كانت عنده مظلمة لأخيه من عرضه أو ماله فليؤدها إليه ، قبل أن يأتي يوم القيامة لا يقبل فيه دينار ولا درهم ، إن كان له عمل صالح ، أخذ منه ، وأعطى صاحبه ، وإن لم يكن له عمل صالح ، أخذ من سيئات صاحبه فحملت عليه )) رواه البخاري . (3/369) .
3 ـ تلقين المحتضر الشهادتين :
لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (( لقنوا موتاكم لا إله إلا الله )) رواه مسلم (3/38) .
وذلك من غير إلحاح عله لئلا يضجر فيتكلم بكلام لا يليق .
4 ـ توجيهه إلى القبلة مضطجع على شقه الأيمن :
لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن البيت الحرام : (( قبلتكم أحياء وأمواتا )) رواه أبو داود (2875 ) .
6 ـ تغطيته لئلا ينكشف وسترا لصورته المتغيرة عن الأعين :
فعن عائشة رضي الله عنها : (( أن النبي صلى الله عليه وسلم حين توفي سجي ببرد حبرة )) متفق عله ورواه البيهقي (3/334) .
كما يجوز تقبيل الميت إجماعا لفعل النبي صلى الله عليه وسلم مع عثمان بن مظعون وهو ميت . أخرجه االترمذي (2/130) هوه صحيح .
8 ـ قضاء ما عليه من دين :
بعد التأكد من قدر الدين والمدين له سواء كانت حقا لله أو حقا لخلقه إلا أن يبرئه الدائن لحديث سعد بن الأطول رضي اله عنه : (( أن أخاه مات وترك ثلاثمائة درهم ، وترك عيالا ، قال : فأردت أن أنفقها على عياله : فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم : إن أخاك محبوس بدينه فاذهب فاقضي عنه )) أخرجه أحمد بإسناد صحيح (4/136،175) .
9 ـ الاسترجاع عند الموت (( إنا لله وإنا إليه راجعون )) :
قال تعالى : (( الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وألئك هم المهتدون )) البقرة (155/157) .
ولما روى مسلم عن أم سلمة رضي الله عنها قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول إنا لله وإنا إليه راجعون . اللهم أجرني في مصيبتي أخلف لي خيرا منها )) قالت فلما توفي أبو سلمة قلت كما أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأخلف الله لي خيرا منه (( رسول الله صلى الله عليه وسلم )) أخرجه مسلم ( 3/37) وأحمد ( 6/309) ,
10 ـ إعلام الناس وإخبارهم بوفاة الميت :
استحب العلماء إعلام أهل الميت وقرابته وأصدقائه وأهل الصلاح بموته ليكون لهم أجر المشاركة في تجهيزه وليشفعوا له حين الصلاة عليه .
لما روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم نعى للناس النجاشي في اليوم الذي مات فيه وخرج بهم إلى المصلى فصف أصحابه وكبر عليه أربعا . أخرجه البخاري (3/90،145) ومسلم (3/54) .