جاء الإسلام بتعاليمه الرائعة، فدعى إليها الناس أجمعين من عرب، وفرس، وروم، وكرد، ولم يميز بين أحد منهم كلهم تحت خيمة قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( لا فضل لعربي على عجمي ، ولا لعجمي على عربي ، ولا لأبيض على أسود ، ولا لأسود على أبيض - : إلا بالتقوى ، الناس من آدم ، وآدم من تراب ))، فاجتمع الجميع تحت ستار الدين، فأصبحوا إخوانا في الله امتثالا لقوله تعالى:. { واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرق } وقوله تعالى: { وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا } فالكل سعى إلى خدمة هذا الدين، واتساع رقعته، فتداولت القيادات عربية كخالد بن الوليد، وفارسية كسلمان الفارسي، وكردية كصلاح الدين الأيوبي، ولم ينادي أحد منهم بدولة غير دولة الإسلام، ولم يتحركوا إلا للدين، حتى بعد اتساع رقعة الدولة، بل كانت (ولايات) يُأمر عليها والياً من أهل البلاد كما فعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما فتح بلاد فارس أمر عليها سلمان الفارسي آخذاً بعين الإعتبار ، هكذا كان الإسلام، ولكن في بداية كُشفت الأقنعة عن الوجوه، وظهرت النيات المخفية فهل هذا هو الإنصاف
، فبالله عليكم كيف ينصف غيره من لم ينصف نفسه؟! فَظَلَمها أقبح الظلم، وأشقاها كل الشقاء،