مدخل||~الهولة في مأزق .. إن انتموا للعرب،
اهليهم، قللّوا من شأنهم وان انتــــــــــــــمى
بعضهم لمناطق بفارس أنــــــــــــــــكر الفرس
وطنيتهم لأصولهم العــــــــــــــــربية...،،،،،،،،




رحلة إلى بلاد العرب في فارس..

المنامة: الاثنين 19/9/2005م:

غادرنا المملكة العربية السعودية إلى البحرين عن طريق جسر الملك فهد الساعة 4:9 صباحاً وكان الجسر شبه خال من المسافرين، والاجراءات سهلة وميسرة، لذا كان دخولنا دولة البحرين قرابة الساعة 10 صباحاً، وبمجرد وصولنا الى شارع المعارض في مدينة المنامة دخلنا مكتب لحجز التذاكر وكان المسؤول عن الحجوزات رجل فارسي أسمر البشرة يتحدث الفارسية بطلاقة بالهاتف وبعد تبادل أطراف الحديث معه أخبرنا .. أن خمسة أيام لاتكفي لزيارة جنوب ايران..
تركنا مكتب السفريات وتوجهنا إلى (المنامة سنتر) هو مجمع كبير يقع بالقرب من بوابة البحرين الشهيرة، وذلك بناء على رغبة الاخ فالح الذي كان يرغب في دفع رسوم الدراسة في جامعة (Hall) البريطانية، وذلك رغبة منه في الحصول على درجة الماجستير في العلوم الادارية . وبعد أن انتهى فالح من مهمته .. كانت عقارب الساعة في جهاز جوالي تشير إلى تمام الساعة 12 ظهرا. توجهنا بسرعة الى مطار البحرين الدولي وحجزنا تذاكرالسفر وأقلعت بنا الطائرة إلى مطار شيراز الدولي قرابة الساعة 1:30ظهرا. ونحن في الطائرة جلس بجانبنا رجل من مدينة الرفاع في البحرين، واخبرنا بأنه اصلا من بندر كنجون على الساحل الفارسي، وكان هذا الرجل يحب العرب ويقول بأن أهل كنجون عرب، ومن هؤلاء العرب أجداده الذين هاجروا اصلا من الجزيرة العربية. وأخبرنا أن اهل بندر كنجون لايزالون يلبسون الثوب (كندورة) والغترة..


في شيراز وداخل قلعة كريم خان زند:

بعد 50 دقيقة فقط هبطت الطائرة في مطار شيراز الدولي، واستأجرنا سيارة أجرة وطلبنا من السائق أن يوصلنا إلى افضل فندق في مركز مدينة شيراز فأخذنا سائق السيارة إلى فندق (بارسي) وكان بالفعل فندقاً جميلاً ومريحاً، وحجزنا غرفة ووضعنا أغراضنا فيها.وكان حول الفندق قصر كبير ينسب إلى كريم خان الزند الذي استقل بحكم اقليم فارس بعد مقتل نادر شاه وهو الحاكم نفسه الذي ارسل جيوشه من ميناء أبو شهر بقيادة ناصر آل مذكور وعتوب الكويت إلى جزيرة البحرين لاسترجاعها من قبيلة آل حرم التي استقلت بالجزيرة بعد مقتل نادر شاه، وأمام قصر كريم خان ساحة كبيرة وجميلة يجلس الناس فيها. وفي تلك الساحة شاهدت نساء فارسيات كثيرات ولكن الغريب أن من بينهن امرأة ترتدي الزي الخليجي، عباءة وبرقع قصير (بطولة). وبعد حين من تجولنا مشياً على الاقدام اقتربنا من احد ابراج القلعة المربعة والتقطنا بعض الصور، وبعد ذلك دخلنا القلعة وكان فيها شباك تذاكر.



دفعنا لهم 3000تومان وارجعوا لنا الفرق، وفي مدخل القصر الضخم ساباط به مكتبة صغيرة دخلناها وبعد ذلك دخلنا ساحة القصر وكانت تحتوي على رواق به غرف متجاورة بشكل طولي، الغرفة بجوار الاخرى وبين الغرفة والغرفة باب صغير، كل غرفة مزينة بصور تاريخية توضح فترة حكم القاجار.
وبعد ذلك توجهنا الى مكتب السفريات وطلبنا من موظفة الاستقبال تذاكر سفر إلى منطقة (لار) القريبة من بندر لنجة ونابند. ولكنا لم نجد حجزنا وقررنا البحث عن خيار آخر بالسفر إلى بندر لنجة مباشرة أو بندر عباس ولكن لاجدوى من ذلك حيث لاتوجد حجوزات مناسبة.
ولكن الاخ فالح كان وااسع البال وطلب من الموظفة البحث عن أي رحلة لاي مطار قريب من منطقة الجنوب الايراني.
وبعد شق الانفس قالت المرأة المسؤولة عن الحجوزات، توجد رحلة الى بند لنجة على الانتظار، ماعليكم سوى التجول في السوق وعودوا الي في تمام الساعة 8 مساءا عسى ان استطيع تاكيد الحجز.
وبالفعل تجولنا في السوق القديم وبعد ساعة واحدة اي في تمام الساعة 8 مساءا رجعنا الى مكتب الطيران. وقالت المرأة: أعتذر لا يوجد حجز، واقسم بالله لو كنت انا صاحب القرار وحدي لحجزت تذكرة عودة في اقرب موعد الى البحرين، ولكن (فالح) قال يجب ان نذهب بأي طريقة. وبعد ذلك قالت المرأة: هناك رحلة غداً صباحاً الى مطار (لومرد) الساعة (3:6) ولكن لاتوجد عودة الا يوم السبت ولكن تستطيعون العودة عن طريق مطار (لنجه) يوم الجمعة الساعة (10) صباحا، وبالفع ل حجزنا التذاكر وذلك بعد جدال وحوار دام قرابة ساعتين، وبعدها عدنا الى الفندق وتناولنا طعام العشاء(دجاج غير ناضج) في مطعم الفندق وتحت ايقاع الموسيقى الفارسية الكلاسيكية، وبعد ذلك صعدنا للغرفة لننام..


يوم الثلاثاء في بر فارس 20/9/2005م:

في الساعة 0 3:4 فجرا استيقظنا من النوم وصلينا الفجر وأنهينا إجراءات الخروج من الفندق وكان سائق سيارة الاجرة في انتظارنا وتوجهنا الى مطار شيراز. وكانت الشمس لم تشرق بعد وبسرعة البرق ومن دون وعي السائق بخطورة قطع الاشارة المرورية، وصلنا إلى المطار الداخلي وركبنا الطائرة المتجهة الى مطار (لومرد) وكانت الطائرة تابعة لشركة (اسمان) وغادرت بنا الطائرة الساعة 6 صباحاً ، وهبطت بنا الطائرة في مطار (لومرد) الساعه 7 صباحاً.
وقع اختيارنا على سائق فارسي من أهالي بلدة (لومرد) وقع عليه الاختيار من بين رجال عدة حيث كان هو الوحيد الذي يتحدث اللغة العربية(عربي مكسر) لانه سبق له العمل في دولة قطر لمدة 10 سنوات في مدينة الدوحة وكان اسمه(حاجي محمد أسد). كان إنساناً محترما جدا واتفقنا معه أن يأخذنا الى بلدة (حالة نابند) وبلدة الخرة ثم الى لنجة وسافرنا من (لومرد) وهي بلدة جميلة تقع فوق الجبال وجوها جميل. ونحن في الطريق وجدنا شبابا من أهالي بلدة (لومرد) يوزعون هريساً في صحون مجاناً في ثواب المهدي المنتظر وبعد النزول مررنا على وادي (كابندي) وسكان هذا الوادي عرب وجاء في التقارير الانجليزية في كتاب دليل الخليج لمؤلفه ج.ج. لوريمر بأن هذا الوادي كان يحكم من قبل شيخ عربي يدعى الشيخ مذكور بن حاتم النصوري.
وبالفعل كان السكان الذين شاهدناهم في هذا الوادي عرباَ وكان أجمل وأغرب تلك المشاهد نساء في الطريق العام يرتدين العباءة العربية والبطولة_ أي _البرقع الخليجي القصير وتركب خلف ابنها او زوجها على دراجة نارية. فعلا كان هذا منظرا غريباً جداً بالنسبة لي وكنا كلما قربت المسافة بيننا وبين بلاد العرب في بر فارس اصبح منظر الثوب او الكندورة كما تسمى محليا والغترة العربية والبطولة والبرقع العربي الطويل أمراً مألوفاً..


ان شاء الله يعجبكم الموضوع، واتمنى لكم قرآءة ممتعة، والسموحة على الاخطاء الاملائية..

الى اللقاء في الجزء الثاني



المصدر: تاريخ عرب الهولة والعتوب،جلال الهارون الانصاري، الدار العربية للموسوعات،بيروت،ص246_250، سنة 2010م..