خطاب القنصل العثماني في بومباي


ومن الخطابات المهمة التي تبين مدى أهمية السواحل الشرقية للخليج العربي للدولة
العثمانية، الخطاب الذي بعث به القنصل العثماني في بندر بومباي حسين حسيب إلى نظارة
الخارجية العثمانية في ( ٢٣ ربيع الأول ١٢٩٤ ه/ ٧ أبريل ١٨٧٧ م)؛ حيث ذكر هذا القنصل
أن معظم الأهالي القاطنين على امتداد السواحل الشرقية للخليج العربي بدءاً من لنجه وحتى
شيراز ولا سيما أهالي بندر عباس وبندر بوشهر، من أهل السنة والجماعة، وأم مرتبطون
بالخلافة الإسلامية ارتباطاً معنوياً، وأن اسم الخليفة تقرأ في الخطب، وأن دعوات الخير تتلى
على المنابر؛ لنصرة الجيش العثماني في حربه ضد روسيا، وأنه على الرغم من محاولة السلطات
الإيرانية رفع اسم السلطان من الخطب إلا أن الأهالي لم يسمعوا لها، وأن بعض الأهالي
قدموا مساعدات مالية للقنصلية العثمانية في بندر بوشهر، مشيراً إلى أن التجار القادمين إلى
بومباي من أهالي تلك البنادر قد أكدوا له أنه في حال قيام الحرب بين الدولة العثمانية
وإيران فإن أكثر من مائة ألف متطوع من أهل السنة والجماعة من أهالي تلك السواحل،
جاهزون للحرب في صفوف العثمانيين ضد إيران.
وقد ذكر القنصل حسين حسيب أنه أرفق
خطاباً مقدماً من ثلاثة عشر شخصاً من أعيان الأهالي في تلك السواحل ٨، تضمن
استعدادهم للحرب مع العثمانيين ضد الروس
. إلا أن الأمر الصادر من الباب العالي رداً
على خطاب القنصل اشتمل فقط على تصدير خطاب من المشيخة الإسلامية لعلماء
المنطقة بأن الدولة العثمانية تق  در ذلك التصرف منهم، وأا راضية عنهم كل الرضى ٩، دون
اتخاذ خطوة أخرى في هذا الصدد حسب علم الباحث


تقارير القنصل العثماني الفخري في لنجه

القنصل العثماني في لنجه



عثر الباحث على عدة تقارير: خطابات وبرقيات، أرسلها القنصل العثماني الفخري في
لنجه محمد بن عبد الله الخاجه، تُبين مدى ارتباط الأهالي في السواحل الشرقية للخليج العربي بالخلافة العثمانية. وهذه التقارير باللغة العربية، ماعدا التقرير الأخير؛ حيث كان باللغة
العثمانية.
وقد ظهر الخطاب ضمن التصنيف المذكور. وعلى الرغم من أن أصله باللغة العربية، إلا أننا لم نعثر إلا على ترجمته
العثمانية. وترجمته إلى اللغة العربية على النحو الآتي:


نحن شوافع على مذهب أهل السنة والجماعة. من أهالي بندر عباس وبندر لنجه وبندر علو [هكذا] وبندر
محار [؟] وبندر كنكال [كنكان] وبندر ظاهر [طاهري]، الواقع كلها في داخل خليج البصرة [الخليج العربي] تابعين
لإيران. وعلى الرغم من أن عدد سكاننا يتراوح ما بين مائتي ألف وثلاثمائة ألف، فإننا كلنا من أهل السنة وعلى
المذهب الشافعي. وبمقدورنا تجهيز مائة ألف جندي. وعلى الرغم من الظلم الذي نتعرض له على يد السلطات
الإيرانية، إلا أننا من القديم معترفين بسلاطين آل عثماني بأم أئمة المسلمين وخلفاء [رسول] رب العالمين. وقد قال
تعالى في محكم تنزيله المبين نستعيذ بالله "أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم". وبناءً على ذلك فإن طاعة
السلطان عبد الحميد الثاني - الذي هو سلطان البرين وخاقان البحرين وخادم الحرمين الشريفين وحامي الدين المبين
وهادم أساس المشركين – والانقياد لأمره واجب. كما أن الدعاء بالنصر للخلافة على الأعداء فرض علينا. وامتثالاً لهذا
الأمر الإلهي، فإن العلماء على المنابر والعوام من الناس يدعون بطول العمر والنصر لجناب الخليفة، مواظبون على ذلك.
ولا سيما في حرب الدولة العلية في وجه الروس المنحوسين أعداء الدين المبين. كما أننا مواظبون على الدعاء من القديم
ب اللهم انصر سلطان المسلمين. وعلى الرغم من أننا تابعون لإيران في الظاهر، إلا أننا مع سلاطين آل عثمان باطناً
وقلباً، كما سبق بيانه. وبناءً على معرفتنا بذلك فإننا مستعدون بالتضحية بالمال والجسم في خدمة الدولة العلية. وقد
اجتمع لذلك الآن حوالي أربعة إلى خمسة آلاف شخص؛ للحفاظ على حدود الدولة العلية. والمرجو من جنابكم
i.hr.274/ إبلاغنا بكيفية التحرك. الأرشيف العثماني، تصنيف 16634
i.hr.274/ 9 الأرشيف العثماني، تصنيف 16634



نقلت لكم المعلومة القيمة من كتاب (علاقة سكان الخليج العربي بالدولة العثمانية من خلال بعض التقارير العثمانية
١(١٩٠٧- ١٣٢٥ ه/ ١٨٧١ -١٢٨٨)
د. سهيل صابان
قسم التاريخ – كلية الآداب
جامعة الملك سعود

كما بأمكانكم تحميل الكتاب القيم من مكتبتنا : http://ArabAlsahel.com/vb/showthread.php?t=1594