محاولة انفصال عرب الساحل الشرقي والانضمام الى الدولة العثمانية

جلال الهارون الانصاري :

تكشف لنا الوثيقة العثمانية محل العرض ان القبائل العربية (الهوله) نظرا للظروف السياسية التي كانت تعصف بالمنطقة قرابة عام 1870م، قرروا تكوين مائة الف مقاتل للقيام بثورة ضد ايران والانضمام الى الدولة العثمانية، ونظرا لهذا القرار الكبير احس الانجليز بخطر تحول الخليج العربي بساحلية العربي والفارسي الى بحيرة تركية عثمانية وهذا يعني طرد بريطانيا من حوض الخليج العربي، لذا قامت بريطانيا بدعم الايرانيين بحملة بحرية كبيرة هدفها اخماد هذه الثورة وهذه الحادثه هي المعروفة بحركة (الدريابيكي) وتفاصيلها منشورة في كتاب صهوة الفارس... والآن اترككم مع هذا الموضوع الهام جدا....



الروايات المحلية:


جاء في مختلف المصادر التاريخية بان الشيخ مذكوربن جبارة عمل على عزل منطقة الساحل الشرقي عن حكومة إيران وإعلان استقلال (شيبكوه) وضرب عملة نقدية باسمه وامتنع عن دفع الرسوم ورفض أوامر الحكومة الايرانية، وفي سنة 1880 (1298هـ) أصدر حاكم شيراز اوامره بالقبض على الشيخ مذكور، وعندما علم بذلك تحصن في قمة جبل (شاهينكو) في قلعة (كلات سرخ) وأرسل حاكم شيراز قوات إضافية بقيادة احتشام السلطنة واحتلو المنطقة وحاصروا الشيخ لمدة ستة أشهر جرت خلال هذه المعارك قتل فيها عددا كبير من جنود الحكومة والشيخ حاتم بن جبارة أخ الشيخ مذكور. ونفذ ما لديه من مواد وعرض عليه احتشام السلطنة، الاستسلام وتعهد له بالأمان وكان الشيخ مذكور جريحاً فقبل ونزل ولكن احتشام أرسلهم ألى شيراز وأمر الملك بشنقه وجميع رفقاءه ونفذ فيهم الحكم سنة 1880م .


الوثائق العثمانية:



من: اعيان وشيوخ الساحل الشرقي للخليج العربي
الى: السلطان العثماني

نحن شوافع على مذهب أهل السنة والجماعه، من أهالي بندر عباس و بندر لنجه وبندر عسلوه وبندر كنكان وبندر طاهري، الواقع كلها في داخل خليج البصرة تابعين لايران، وعلى الرغم من أن عدد سكاننا يتراوح ما بين مائتين ألف وثلاثمائة ألف، فاننا كلنا من أهل السنة والجماعة وعلى المذهب الشافعي، وبمقدورنا تجهيز مائة ألف جندي، وعلى الرغم من الظلم الذي نتعرض له على يد السلطات الايرانية، الا اننا من القديم معترفين بسلاطين آل عثمان بانهم أئمة المسلمين وخلفاء رسول رب العالمين، وقد قال تعالى في محكم تنزيله المبين نستعيذ بالله "اطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم". وبناء على ذلك فان طاعة السلطان عبدالحميد الثاني – الذي هو سلطان البرين وخاقان البحرين وخادم الحرمين الشريفين وحامي الدين المبين وهادم اساس المشركين – والانقياد لأمره واجب – كما ان الدعاء بالنصر للخلافة على الاعداء فرض علينا، وامتثالا لهذا الامر الالهي، فان العلماء على المنابر والعوام من الناس يدعون بطول العمر والنصر لجناب الخليفة، مواظبون على ذلك، ولا سيما في حرب الدولة العلية في وجه الروس المنحوسين اعداء الدين الميبن، كما أننا مواظبون على الدعاء من القديم باللهم انصر سلطان المسلمين، وعلى الرغم من اننا تابعون لايران في الظاهر، الا اننا مع سلاطين آل عثمان باطنا وقلبا، كما سبق بيانه، وبناء على معرفتنا بذلك فأننا مستعدون بالتضحية بالمال والجسم في خدمة الدولة العلية، وقد اجتمع لذلك الآن حوال اربعة الى خمسة الآف شخص، للحفاظ على حدود الدولة العلية، والمرجو من جنابكم ابلاغنا بكيفية التحرك.

23ربيع الأول 1294هـ (7 ابريل 1877م)

التواقيع
ثلاثة عشر شخص من شيوخ الساحل الشرقي للخليج العربي
مصدر الوثيقة – الارشيف العثماني، تصنيف (I.HR.274/16634)



ومن المواضيع ذات الصلة:
وعن احداث الحرب العثمانية الروسية وصعود العلماء للمنابر وحث الناس على الجهاد نصرة للدين والملة نجد (العم) المرحوم الشيخ أحمد نور الانصاري قاضي البصرة متفاعلا ايضا مع هذه الاحداث، فله قصيدتان في حرب القرم التي حدثت بين الدولة العثمانية والدولة الروسية القيصرية في عصر السلطان عبد الحميد الثاني نظمها سنة 1294 هـ وفيها يظهر العاطفة الاسلامية للدولة العثمانية على دولة روسيا القيصرية منها قوله :

الحـمــد لله زاد الفتح والظفر
واهلكت جندنا اجنـــاد من كفروا
لم يبقى جندهـم فرد يخبر عنه كيفية الحال
، قل : بالبندق انتصروا
ومن الثانية قوله :

الاهكذا افعــال من قاد عسكرا
كأفعال ( باشات ) الغزاة كمـا ترى
تناوشت الروس الطغاة بمخلــب
وناب كناب الليث ، إذ هي احصـرا



الهوامش:
1. الصورة للسلطان عبدالحميد الثاني.


مدونة الكاتب القدير جلال الهارون الانصاري
http://alharoon.blogspot.com/2010/11/blog-post_19.html
[/CENTER]