حقيقة امارة غالية البقمية بعد وفاة زوجها امير البقوم حمد بن محي وهو منصوب ووالي للدولة السعودية الاولى على بلدة تربة وكان دوره جمع الزكاة والمحافظة على ولاء تربة لال سعود وعندما مات اخذت هذا الدور الاميرة غالية التي كانت امرأة نادرة وقوية الشخصية وموالية للدولة السعودية وتملك مفاتيح خزائن الذهب والاموال التابعة لزوجها المتوفي والتي ينفقها على جنوده من رجال البقوم فاستطاعت ان تقوم بالدور مستعينه بفرسان البقوم وعبيدها الاشداء والذين يقومون بحمايتها ولكن هناك قبيلتين في البقوم انشقت وهما المرازيق وهذيل ورفضوا دفع الزكاة للاميرة غالية كونها امرأة حيث قال شاعر قبيلة المرازيق هذة الابيات المشهورة التي تدل على رفضة للانصياع لامر الميرة غالية المكلفة بجباية الزكاة في ذلك الوقت لمكانتها لدى قبيلها خاصة انها زوجة اميرهم المطاع.


وحياة مركوز النهد ضاف الجعد
مـا عـاد نـركـع للـصـلاة
رصاصنا مثل البرد والا الهـدد
نعـبـاه لـطـلاب الـزكـاة


وعندما علمت الاميرة غالية بهذا الانشقاق ارادت ان تقضي عليه وارسلت رساله الى حاكم الدولة السعودية لتبلغه بذلك فارسل اليها قوات كبيرة من جميع القبائل وكانت بقيادة الشيخ سالم بن شكبان الشهراني الموالي للدولة السعودية في المنطقة الجنوبية وعندما علم المرازيق و وهذيل بهذا العدد الهائل من القوات وخوفا من ان يخون بعضهم بعض قرروا الحلف على المروة بأنها شحمه فحلفوا عليها بانها شحمه وليست مروة ماعدا شخص من المرازيق رفض وقالوا عنها بلعست وهو جد خامس البلاعسة من المرازيق وعندما علموا بان البقوم تحالفو ضدهم مع ابن شكبان قماتا هاتان القبيلتين المنشقتين عن حكم غالية بالغارة على ابل البقوم وكانوا يذبحون الابل ويأكلونها في منطقة في حضن سميت بام الفروث من كثرة ما قتل فيها من ابل وعندما قربت القوات المساندة للاميرة غالية وللبقوم غادر قبيلتي هذيل والمرازيق ديارهم متجهين لديار بلحارث وفي منطقة السلع دارت المعركة بقيادة ابن شكبان والاميرة غالية يقودون البقوم وقوات الجنوب وتجهز هذيل والمرازيق للدفاع وكانت بنادقهم فتيل وصادف في ذلك اليوم جو ممطر مما ساهم في اطفاء بنادقهم فقتل عدد كبير من الطرفين وحلت الهزيمة على هذيل والمرازيق وتحصنوا في حضن البقية منهم وكاد البقية من هذيل والمرازيق يتحالفون مع الثبة من عتيبة للاخذ بالثار ولكن علم البقوم بذلك فتم الصلح بينهم والقصة واضحة في القصيدة التالية والتي قالها احد شعراء المرازيق:




كانوا علينـا جماعتنـا بالاجنـاب
قوم ابن شكبان واللي في الجنوبـا
الخيل جانا بها هنـدي وغصـاب
مثل الدبا يوم يأتـي لـه سروبـا
في راي هندي مقدي خيل واركاب
ومصقـلات يروعـن القلـوبـا
تسعين منا نهار الكـون بحسـاب
في وادي السلع لاجتـه النصوبـا
مع تسعة من هذيل الربع الاصحاب
من ملقين الشقـا وايـا التعوبـا
وياكثر ماطاح من عكفان الاشناب.
يوم ادقلت من شمال ومن جنوبـا
البل خذوها وصكوا دونها البـاب
وامـا الغنـم طرفوهـا للنهوبـا
واما البنادق خذوهنـه بالارقـاب
مثل الحطب يـوم يدنـا للشبوبـا



وبذلك يتضح حكم هذة الاميرة الشجاعة لهذة القبيلة وذكرت كثيرا في كتب التاريخ الا اننا نرى من بعض ابناء البقوم انكار هذة الحقيقة التاريخية دون وجه حق وكتابة الابيات السابقة بطريقة غير صحيحة وكتابة ان القبائل التي عارضت حكم غالية عددها خمس والصحيح انهما اثنتان وهما هذيل والمرازيق كما وردت في القصيدة والشاهد هذا البيت:

كانو علينا جماعتنا بالاجناب.... قوم ابن شكبان واللي في الجنوبا