الساحل الشرقي وفقا لوصف الرحالة الانجليزي "وليام جيفورد بالجريف" قرابة عام 1260هـ



في المنطقة التي تمتد من راس نابند غربا الى راس بستانه ناحية الشرق، اذ توجد هاتان المنطقتان على الجانب الشمالي من الخليج الفارسي، ويوجد شريط ساحلي من الأرض الخصبه، محصورا بين الجبال المرتفعه من ناحيه والبحر من الناحيه الأخرى، وقد استطاعت المغامرة والشجاعه العربية، انتزاع ذلك الشريط البري منذ أجيال كثيرة من قبضة حكم طهران الضعيف ومن ممثل ذلك الحكم في شيراز، وفي هذا الشريط الساحلي تأسست مستعمرة من الرؤساء العرب، ومعهم حاشيتهم وكانوا في معظمهم من شرقي نجد، وأفلحوا عن طريق السيف حينا، وعن طريق التزاوج حينا آخر، اخضاع سكان القرية الأصليين أو دمجهم معهم، وانبثق عن هذه العناصر الموحده نوع من انواع الاتحاد، وكان بين هذه العناصر تحالف متبادل ضد مزاعم حاكم شيراز، الذي كان يبسط نفوذه وسلطته (وهذا موجود في سجل الوحدات العسكرية الفارسية) على بر فارس والقوى الداخليه في زمانه، والى جانب عداء السكان المستمر لبلاد فارس، فهم مفككون فيما بينهم في معظم الاحيان بسبب السلب والنهب المتبادل بينهم من ناحية والصراع الدولي من الناحية الأخرى، والذي تعطي القسوة الفارسية، المستوردة من المناطق المجاورة لبلاد فارس، والتي تبدو كما لوكانت ايران قد تشربتها من الجو العام في هذه القارة، تعطي اللصوصية العربية صورة أكثر اسودادا منها في اي مكان آخر، ومع بداية قيام الامبراطورية الوهابية الاولى، واداراكا من رؤساء بر فارس لأصولهم، راحو يرحبون بطلوع فجر السيادة النجدية، التي كانوا على ثقة بأنها ستكون حليفا قويا في مواجهة القهر الشيعي، ومن أجل ضمان وتعزيز التعاون الوهابي معهم بدأ هؤلاء الرؤساء يتبعون مبادئ ذلك الاسلام الجديد أو ان شئت فقل الاسلام المجدد، بكل ما فيه من تعصب وتشدد وحشى، ولا يزال سكان هذه المنطقة الى يومنا هذا يتمسكون بالكثير من التعاليم والمشاعر الوهابية الحقيقية، باعتبار ذلك نقطة انطلاق في مواجهة اعدائهم الفرس، برغم أن الزمن نفسه قد خفف بعض الشيء من مغالاتهم في تشددهم.
ورؤساء بر فارس يزعمون أنهم ينحدرون مباشرة من عشيرة مطير العظيمة، أولئك الذين تعرفناهم من قبل في نجد العليا، ومن بين هؤلاء الرؤساء اثنان او ثلاثة يزعمون أنهم ينتمون الى سلالة بني خالد النسيبه، سادة الأحساء الذين زالت دولتهم، واذا كانت روح الانقسام، وروح الحقد والسلب والنهب، وروح الأخذ بالثأر والانتقام هي الضمان الوحيد للاصل البدوي فان هؤلاء الرؤساء لديهم الأوراق الثبوتيه التي تؤكد ذلك.

يضاف الى ذلك أن التقلب المميز للعرب لايزال موجودا هنا، برغم مضي سنوات كثيرة من الاستقرار على هؤلاء الناس، ان مشكلة هؤلاء الناس لاتزال تتمثل في لعنه الترحال وعدم الاستقرار التي عرقلت، بل سوف تستمر في عرقلة البدو، مهما زادت اعدائهم ومهما تهيأت لهم الظروف المناسبة، وحرمانهم من التمتع بمزايا السلام، والاستفادة من الانتصارات في الحروب.


مدونة الطواش المتخصصة بتاريخ الخليج العربي
http://alharoon.blogspot.com/2010/12/1260.html