لقد تحدث عدد كبير من المؤرخين في أصل العتوب، وهجرتهم إلى الكويت؛ حيث إنهم أجمعوا على أن العتوب ينتمون إلى قبيلة جميلة التي يعود نسبها إلى أحد قبيلة عنزة الشهيرة. إذ كانت تقطن العتوبُ جنوبَ منطقة نجد، وبالذات في الهدار من منطقة الأفلاج من خرج. ولأسباب ردّها بعض الرواة لظروف قبلية واقتصادية هاجروا إلى سواحل قطر، ومنها رحلوا إلى موانئ الخليج، حيث استقر بهم المقام في منطقة القرين، بعد أن سمح لهم حكام

بني خالد بالنزول فيها( [7])، وهم مجموعة من القبائل العربية تجمعهم "بنو عتبة" أو العتيبة وينتسبون إلى القبيلة الأم عنزة التي من فروعها جميلة أو جميلات، وتنقسم إلى عدة أفخاذ منها: القناعي، والجلاهمة وآل خليفة وآل صباح( [8])، وآل فضل، وآل سيف ، وآل رومي، وآل نصف، الخالد، البر، آل غانم بن جبر، وغيرهم( [9]). إن من بين المدن التي يقطنها أفخاذ عنزة مدينة عنيزة ، حيث يوجد بها: العواهل والقراوعة، والدبيان، وآل أبا خيل، والشعابا، والصيريع، وآل شقير بن جلالي، وآل هويشات( [10]). ومن بين أفخاذ بني عتبة؛ الروقة، وذوي ثبيت، والبراريق، والحناتيش، ومزاحم، وآل ساعدة، والحفات، والمحاميد، والعضيان، واللابحة، والمراشدة( [11]). كذلك من أفخاذ عنزة الشهيرة؛ الرولة التي هاجرت إلى بادية الشام في القرن السابع عشر والتي أطلق عليها ابن بسام "عنزة الكبار" ومن بينهم الرولة، ولد علي الفدعان، والسبيعة، والعمارات، وولد سليمان( [12]).
اختلفت المصادر في تحديد وصول العتوب إلى الكويت، وهناك آراء كثيرة نسبها كثير من الكتاب إلى المصادر المحلية الشفهية، ومن بين المصادر الأجنبية التي أشارت إلى العتوب هو مقالة واردن Warden الذي ذكر فيها عن وصول العتوب إلى الكويت في عام 1128 ﻫ/ 1716 م( [13]) وكان حاكمهم حينئذ الشيخ سليمان ابن أحمد، الذي اختلفت الآراء حوله، حيث نسبه أبو حاكمة إلى شيخ بني خالد الذي حكم الإحساء منذ 1149 ﻫ/ 1736 م حتى طرد منها في عام 1166 ﻫ/ 1752 م، وقبل مناقشة تلك المقولة والرأي، علينا أن نسوق مصادر أخرى تؤكد أو تنفي هذه المقولة. منها ما كتبه يوسف بن أحمد الدرازي البحراني (ت. 1186 ﻫ/ 1772 م) في كتابه: "لؤلؤتي البحرين" "عن وقعة في البحرين كان العتوب فيها" وأرخ لهذه الموقعة ببيت من الشعر الذي يفيد أن هذه الواقعة كانت في عام 1112 ﻫ/ 1700 م( [14])، ومنها ما أشارت إليه وثيقة عثمانية في أرشيف رئاسة الوزراء العثماني في دفتر المهمة رقم ص: 713، في حوادث يوم 21 رجب سنة 1113 ﻫ/ 22 ديسمبر 1701 م، حيث جاء في تقرير على باشا متسلم البصرة (1701-1705 م) وأشار التقرير إلى "أن العتوب جاؤوا إلى والي البصرة"( [15]). ومنها ما ذكره ابن سند البصري (ت. 1242 ﻫ/ 1826 م) في كتابه "سبايك العسجد" عندما تكلم عن الكويت يقول: "سكنها بنو عتبة ولهم في عنزة بن أسد نسبة"( [16]). وجاء ذكرهم أيضا في كتاب( [17]) القنصل الفرنسي في البصرة جان أوتر Jean Otter في عام 1742 م، ونصه: "قام عرب الهولة وبنو العتوب بثورة >

هذا بحث الدكتور سعيد بن محمد بن سعيد الهاشمي
قسم التاريخ - كلية الآداب والعلوم الاجتماعية
جامعة السلطان قابوس

أحببت أن أعرف أكثر عن سليمان بن أحمد ولماذا غيب تاريخيا وما أسباب عدم ذكره في جميع المصادر التي تحدثت عن ال الصباح في جميع البحوث في هذا المنتدى ...